المقدمة

     انطلاقا من سعي الحکومة المصرية إلى تحسين الخدمات التي تقدمها للمواطن، من خلال التحول الرقمي واستخدام تکنولوجيا المعلومات و إلغاء التعاملات الورقية، کأحد المحاور الأساسية في استراتيجية التنمية المستدامة  رؤية مصر 2030 .

ولا شک أن التحول الرقمي يؤدي إلى تطوير الخدمات ، من خلال تقديمها لخدمات رقمية توفر الجهد والوقت والمال ,وقد أکدت بعض الدراسات  أنه بحلول عام 2027 ستخرج من المنافسة أي منظمة ليس لديها القدرة على التحول الرقمي. (مصيلحى، 2019، صفحة 2)

ويعني التحول الرقمي بکيفية استخدام التکنولوجيا داخل المؤسسات فهو يقوم على توظيف التکنولوجيا بالشکل الأمثل مما يخدم سير العمل داخل المؤسسة في کافة أقسامها وأيضاً في تعاملها مع العملاء والجمهور لتحسين الخدمات؛ لذلک هناک ضغط واضح من کافة شرائح المجتمع على المؤسسات والهيئات لتحسين خدماتها وإتاحتها على کافة القنوات الرقمية. (البار، 2018)

وأصبحت الإدارة الإلکترونية لزاما مع التحول الرقمي الکبير الذي يشهده العالم لما تمتاز به من دقة وسرعة وقلة تکلفة ، فهي تسعى نحو بناء هيکل بيانات حوسبي يعتمد على العنصر الآلي في العمليات على البيانات أکثر من الاعتماد على العنصر البشري. (برعي، 2020)

کما تعد إدارة تکنولوجيا المعلومات من أهم المفاتيح الأساسية لنجاح تطبيق الإدارة الإلکترونية والتحول الرقمي من خلال التمکن من استخدام هذه التکنولوجيا و ضمان نجاحها وتحقيق مستقبل جيد للمؤسسات (Lionel Pilorget, 2018, p. 1) .

تسعى هذه الدراسة إلى مساعدة إدارة شباب دسوق والهيئات التابعة لها في التوجه نحو الإدارة الإلکترونية والتحول الرقمي من خلال تناول وعرض أشهر النماذج والأطر والمعايير الدولية التي صممت لتکون منهجية لإدارة وحوکمة تکنولوجيا المعلومات مثل (COBIT 5  ) (  ITIL V3 ) ومن ثم الخروج بمجموعة من الإجراءات والعمليات لتکوين نموذج مقترح لإدارة تکنولوجيا المعلومات يهتم بتبسيط وتيسير عمليات وأدوات تکنولوجيا المعلومات وضمان تقديم قيمة حقيقية لها داخل المؤسسات وذلک من خلال الإجابة على سؤال اساسي هو:

ما هي الطريقة الأکثر فعالية ( نموذج مقترح ) لإدارة تکنولوجيا المعلومات داخل إدارة شباب دسوق لتکون نقطة تحول نحو الإدارة الإلکترونية في عصر التحول الرقمي؟

أهداف الدراسة : تسعى الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي يمکن الإشارة إليها فيما يلي:

• تحديد معوقات ومتطلبات تطبيق الإدارة الإلکترونية داخل إدارة شباب دسوق  .
• التعرف على مفهوم إدارة وحوکمة تکنولوجيا المعلومات، وعلاقته بتطبيق الإدارة الإلکترونية  .
• مراجعة منهجية للأدبيات التي تتيح معرفة أهم ما توصلت إليه أطر ومعايير حوکمة وإدارة تکنولوجيا المعلومات في المنظمات.
• تصميم نموذج لإدارة تکنولوجيا المعلومات  داخل المؤسسات بشکل عام على أساس أفضل الممارسات التي تقضي على معوقات الإدارة الإلکترونية وتعزز من متطلباتها.

أهمية الدراسة : تفيد الدراسة في إبراز مختلف النقاط التي يجب مراعاتها من أجل إدارة تکنولوجيا المعلومات ,ومن أجل تطبيق إدارة إلکترونية ناجحة  و قد تسهم في إتاحة الفرصة للمسئولين والعاملين بإدارة شباب دسوق في التعرف على أهم أطر ونماذج إدارة تکنولوجيا المعلومات المطبقة في العالم ,وإمکانية الاستفادة منها في تطبيق الإدارة الإلکترونية بشکل صحيح يضمن الجودة والاستمرارية . کما تفيد في زيادة إدراک المسئولين والعاملين والمستفيدين لمدى أهمية تطبيق الإدارة الإلکترونية ,ومدى أهميه التکاتف لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة 2030 فيما يخص التحول الرقمي.

فروض الدراسة: اعتمادا على المشکلة البحثية المطروحة يمکن صياغة الفرضيات الآتية:

الفرضية الاولى :يمکن تطبيق الإدارة الإلکترونية بإدارة شباب دسوق من خلال نموذج إدارة تکنولوجيا المعلومات المقترح .

الفرضية الثانية : توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين نموذج إدارة تکنولوجيا المعلومات المقترح والقضاء على معوقات الإدارة الإلکترونية داخل إدارة شباب دسوق.

الفرضية الثالثة: توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين نموذج إدارة تکنولوجيا المعلومات المقترح وتحقيق متطلبات الإدارة الإلکترونية داخل إدارة شباب دسوق.

الفرضية الرابعة : يوجد تأثير ذو دلالة إحصائية بين تحقيق أهداف نموذج إدارة تکنولوجيا المعلومات المقترح والتغيرات الديموغرافية (العمر- الجنس- الوظيفة- الدرجة العلمية- المستوى الوظيفي).

منهجية البحث : اتبعت الدراسة المنهج  الوصفي التحليلي ,و قد استخدم الباحث أسلوبي الوصف الکيفي و الکمي معاً، لأن هذا الأسلوب يجمع بين مميزات الاسلوبين، و يتجنب العيوب والأخطاء .

 الدراسات السابقة :

اولا دراسات تناولت إدارة و حوکمة  تکنولوجيا المعلومات :

1)  دراسة منال صبحي البلقاسي (2018 ) بعنوان :"أثر تطبيق حوکمة تکنولوجيا المعلومات وفقا لـ cobit5 على مخاطر نظم المعلومات الإلکترونية: دراسة ميدانية على المعاهد العليا الخاصة" ،وهدف البحث إلى إيضاح مفهوم حوکمة تکنولوجيا المعلومات ودراسة إمکانية استخدام cobit5 کأحد أطر هذه الحوکمة ,ودراسة التأثير الناتج عن تطبيق مفهوم الحوکمة على تخفيض فجوة المخاطر في نظم المعلومات الإلکترونية ,وأسفر البحث عن عده نتائج أهمها: أن استخدام مفاهيم حوکمة تکنولوجيا المعلومات يؤدي إلى انخفاض فجوة المخاطر وما هو فعلي في نظم المعلومات الإلکترونية بالإضافة إلى القدرة علي اتخاذ القرار المناسب والاستفادة القصوى من الموارد المتاحة وفاعلية استخدامها .

2)  دراسة شمس صاحب الدين و محمد شريفي (2018) بعنوان: " الجمع بين ITIL و COBIT و ISO / IEC 27002 من أجل التصميم إطار تکنولوجيا المعلومات الشامل في المنظمات" ,وترى الدراسة أن هناک العديد من الأطر والأدوات والمعايير المتعلقة بنظم إدارة تکنولوجيا المعلومات في المنظمات. ومع ذلک ليست شاملة بما يکفي لتکون فعالة في نظام إدارة تکنولوجيا المعلومات. وهذه  الورقة  تستعرض أمرين :الأطر المنشأة ITIL و COBIT وإطار من الأطر القياسية ، ISO / IEC 27002 مع الترکيز على أوجه التشابه والاختلاف. ثم يقترح إطارا شاملا من خلال دمج ثلاثة أطر في إطار واحد لإدارة تکنولوجيا المعلومات لاستخدامها في المنظمات .

3)  دراسة أحمد السيد محمد  الدقن ( 2017) بعنوان:" دور الحوکمة الإلکترونية في دعم مشارکة العملاء في تحسين جودة الخدمات الحکومية باستخدام إطار أهداف مراقبة أنظمة المعلومات و التکنولوجيا",حاولت هذه الورقة البحثية المساهمة في البناء المعرفي لمفهوم الحوکمة الإلکترونية و(COBIT5). وکذلک المساهمة في توضيح العلاقة بين تطبيق مفهوم الحوکمة الإلکترونية واستخدام إطار(COBIT5) ,وبين دعم وتحقيق مشارکة العملاء بفعالية وکفاءة في تحسين جودة الخدمات الحکومية المقدمة لهم، کما سعت هذه الدراسة إلى توضيح التحديات التي تواجه تطبيق مفهوم الحوکمة الإلکترونية وکيفية التغلب عليها.

4)  دراسة ريم محمد منصور ( 2015 ) بعنوان: "أثر حوکمة تکنولوجيا المعلومات على جودة التقارير المالية و هدفت الدراسة إلى تقييم مستوى تطبيق حوکمة تکنولوجيا من خلال نموذج (COBIT5) ", ومن ثم معرفة أثر حوکمة الأنشطة التکنولوجية في المصارف موضوع الدراسة على جودة التقارير المالية التي تقدمها لعملائها من خلال مدى توافر خصائص المعلومات الرئيسة والفرعية المستخدمة في إعدادها .

5)  دراسة محمود العتيبي (2014) بعنوان:" تقييم مستوى حاکمية تکنولوجيا المعلومات فى جامعة الطائف باستخدام مقياس" COBITهدفت الدراسة إلى تقييم مستوى حاکمية تکنولوجيا المعلومات في جامعة الطائف باستخدام مقياس COBIT،. توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: أن تکنولوجيا المعلومات في جامعة الطائف تتوافر فيها أبعاد حاکمية تلک التکنولوجيا وفقا لمقياس COBIT5.

6)  دراسة رامي رياض محمد لبد (2014) بعنوان: "نحو نموذج مصغر لحوکمة تکنولوجيا المعلومات للحکومة الفلسطينية وفقا لإطار"COBIT5  , هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على عناصر حوکمة تکنولوجيا المعلومات الأکثر أولوية لقطاعات الحکومة کخطوة أولى ، و تقترح الدراسة نموذجاً مصغراً لحوکمة تکنولوجيا المعلومات يحتوي على 16 عملية مشتقة من إطار COBIT5, و أوصت الدراسة الحکومة الفلسطينية  إعطاء المزيد من الاهتمام في وضع معايير لحوکمة تکنولوجيا المعلومات و اعتماد تطبيق نموذج  لحوکمة تکنولوجيا المعلومات وفقا للنموذج المقترح في هذه الدراسة.

دراسات تناولت الإدارة الالکترونية :

1)  دراسة نعيمة سوالمية (2019 ) بعنوان: " دور تکنولوجيا المعلومات في تحسين الخدمة العمومية في ظل الإدارة الإلکترونية" , تهدف هذه الدراسة إلى تبيان الدور الذي تلعبه تکنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحسين وجودة الخدمة العمومية من خلال بعض الخدمات الإلکترونية التي تتحها هذه التکنولوجيا في الإدارة العمومية و المؤسسات فيما اصطلح عليه ( بالإدارة الإلکترونية ).

2)  دراسة علاء نافع کطافه(2019) بعنوان: "الإدارة الإلکترونية للمرافق العامة وأثرها في مواجهة الفساد المالي والإداري في العراق" , وينقب البحث عن أهمية اللجوء للإدارة الإلکترونية للمرافق العامة في مواجهة الفساد الإداري والمالي في العراق. وتشير الدراسة إلى استخدام الحکومة تکنولوجيا المعلومات    والاتصالات  للعمل  بشکل أکثر  فعالية في  إدارة المرافق  العامة، وضمان تقديم خدمات أفضل للجمهور

مع مناقشة التحديات التي تواجه تطبيقه، والحلول الممکنة لوضع الأطر الصحيحة في الاستفادة من هذه التجربة في إدارة المؤسسات الحکومية في سبيل مواجهة الفساد الإداري و المالي.

3)  دراسة سامية عزيز, أم الخير قوارح (2019) بعنوان: "الإدارة الالکترونية في الجزائر بين الواقع و التحديات" ,وحاولت هذه الدراسة الإشارة إلى إسهامات کل من تکنولوجيا المعلومات والاتصال بصفة عامة والإدارة الإلکترونية بصفة خاصة في تحسين الخدمة العمومية، وذلک من خلال إدراج نموذج عصرنة واستخدام تکنولوجيا المعلومات بقطاع البريد والمواصلات في الجزائر ومختلف الخدمات الإلکترونية التي يقدمها للمواطنين ,وأضحت الإدارة الإلکترونية الملمح البارز في المؤسسات إذ تم استخدام واستغلال وسائل تکنولوجيا الاتصال و الإعلام الحديثة في عملية تحديث و عصرنة الإدارات ، من أجل خلق فضاءات أکثر فاعلية بين مختلف الفاعلين بدءً بالعاملين و وصولا إلى المواطنين.

4)  دراسة ولهي المختار (2019)  بعنوان: "الإدارة الإلکترونية في الدول العربية (المتطلبات والتحديات) تشير الدراسة الى أن استخدام تکنولوجيا الإعلام والاتصال في الأداء الإداري أصبح ضرورة حتمية نظرا للمزايا الکبيرة التي يتمتع بها, وأوصت بالأخذ بمتطلبات تطبيق الإدارة الإلکترونية ، وبالتالي الخروج من دائرة التخلف ؛لأن معيار التقدم الآن حسب تقارير الأمم المتحدة هو مدى قدرة الدول على مواکبة الثورة المعلوماتية وحتمية تطبيقها .

5)  دراسة إلهام شيلي (2019 ) بعنوان : "واقع تطبيق وظائف الإدارة الإلکترونية في المؤسسات الاقتصادية " تهدف الدراسة إلى إبراز مستوى تطبيق وظائف الإدارة الإلکترونية بالمؤسسات الاقتصادية و کونها من الاتجاهات الحديثة لوقتنا الحالي ,وتوصلت الدراسة إلى أن هناک مستوى متوسط لتطبيق وظائف الإدارة الإلکترونية بالمؤسسة محل الدراسة، بکونه مفهوماً حديثاً ,وتسعى المؤسسة لمواکبته والاعتماد أکثر على التکنولوجيا والتحول الرقمي.

التعليق على الدراسات السابقة :

التعليق على المجموعة الاولى من الدراسات السابقة :

أشارت غالبية الدراسات في هذه المجموعة إلى أن إطار أهداف الرقابة على المعلومات والتکنولوجيا المرتبطة بها "COBIT " هو أفضل إطار لإدارة وحوکمة تکنولوجيا المعلومات ,حيث يعتبر هذا الإطار الأکثر انتشاراً وتطبيقاً، والأکثر کفاءة ، وأنه يتميز أيضاً بمبدأ فصل الحوکمة عن الإدارة و أشارت دراسات أُخرى إلى أن معظم أطر إدارة وحوکمة تکنولوجيا المعلومات ليست شاملة بما يکفي لتکون فعالة وأن کلاً منها له نقاط ضعف ونقاط قوة , فکل إطار يغطي جزئية فقط من مجالات إدارة تکنولوجيا المعلومات , ولابد من دمجها مع الأطُر الأخرى مثل ITIL والأطر القياسية مثلISO / IEC 27002  فيما اختلفت دراسات أخرى مع هذا الرأي , ورأت أن معظم الأطر تتشابه مع بعضها وأنها تحتوى على نفس العمليات , ولکن مع اختلاف المسميات کما أشارت دراسات أخرى إلى أن هذه الأطر أکثر فاعليه في الرقابة وتقليل المخاطر وأنها مفيدة لحوکمة الشرکات والمؤسسات بصفه عامه.

التعليق على المجموعة الثانية من الدراسات السابقة:

تتناول هذه المجموعة من الدراسات موضوع الإدارة الإلکترونية بصفه عامه ، إلا أنها تختلف من حيث تناولها للموضوعات الفرعية ، ولکن تتفق نسبة کبيرة من الأبحاث على تحديد متطلبات ومعوقات الإدارة الإلکترونية , وتتفق جميع الدراسات على أهميه الإدارة الإلکترونية للمؤسسات ومميزاتها والسعي وراء تطبيقها ودورها في التحول الرقمي.

ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة :

تربط هذه الدراسة بين مجالين غاية في الأهمية , وهما إدارة تکنولوجيا المعلومات والإدارة الإلکترونية أي تحاول أن تعظم العائد من التکنولوجيا عن طريق الإدارة وتعظم العائد من الإدارة عن طريق التکنولوجيا

وتعمد الباحث أن تکون عينة البحث شاملة لجميع العاملين , ويکونوا هم أصحاب الرأي في تحديد أولويه العمليات التي سيتکون منها النموذج ؛ لأنه بمجرد تعامل العاملين مع الاستبيان يتحقق جزء من الأهداف وهو المعرفة بهذه الأطر, وعملياتها والتفکير فيها, وأيضاً التعرف على متطلبات الإدارة الإلکترونية ومعوقاتها وهي أول مرحله لعلاج المشکلة وهي إدراک المشکلة ذاتها , ومعرفه طرق حلها من خلال أطر دوليه معترف بها ؛ للاستفادة بها في المؤسسات الصغيرة التي لا تملک أموالاً , وليس لديها خبراء في تکنولوجيا المعلومات بعکس عينات البحوث السابقة .

الإطار النظري

مفهوم الإدارة : يرى هنري فايول أن تدير هو: " أن تتنبأ وتخطط وتنظم وتصدر الأوامر وتنسق وتراقب"، وهذه هي الوظائف الإدارية المتعارف عليها , وعرّف الوظائف الأساسية الخمسة للإدارة (التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة) (Fayol, 1916) .

فيما يرى جون مي أن الإدارة هي : " فن الحصول على أقصى نتائج بأقل جهد حتى يمکن تحقيق أقصى سعادة لکل من صاحب العمل والعاملين مع تقديم أفضل خدمة للمجتمع. (العلاق، 2019)

مفهوم تکنولوجيا المعلومات : من ناحية المدلول اللغوي فتعد کلمة تکنولوجيا (Technology) من المصطلحات التي تواجه الکثير من الالتباس والتأويل, إذ يستخدمها البعض کمرادف للتقنية (Technique) , في حين يرى آخرون اختلافاً واضحاً بينهما، ويرجع أصل التکنولوجيا إلى اليونانية التي تتکون من مقطعين هما (Techno) تعني التشغيل الصناعي، والثاني (logy) أي العلم أو المنهج ؛ لذا تکون بکلمة واحدة هي علم التشغيل الصناعي (الصيرفي، 2009، صفحة 13) .

وتعرف تکنولوجيا المعلومات على أنها استخدام أي تکنولوجيا بما في ذلک الحاسبات والشبکات وغيرها من الأجهزة والوسائل المادية لإنشاء ومعالجة وتخزين وتأمين وتبادل البيانات. (Thomas, 2018, p. 3) .کما يشير مصطلح تکنولوجيا المعلومات إلى مدى واسع من المواد والقدرات التي تستخدم لخلق وتخزين وبث المعلومات ومکوناتها الأساسية الثلاث هي: الحاسبات , وشبکات الاتصالات، والمعرفة الفنية.(الصباغ، 2002).

فيما عرفتها مجموعة تقنية المعلومات الأمريکية  ( ITAA) على أنها: "دراسة، تصميم، تطوير، تفعيل، دعم أو تسيير أنظمة المعلومات التي تعتمد على الحاسبات  بشکل خاص تطبيقات الحاسوب".

حوکمة تکنولوجيا المعلومات :

تعتبر حوکمة تکنولوجيا المعلومات جزءً من حوکمة الشرکات، وتسعى إلى استخدام تکنولوجيا المعلومات بشکل فعال لتحقيق المهام التنظيمية ، کما تعمل على ضمان التأکيد من ادارة مصادر تکنولوجيا المعلومات في الشرکة يتم بشکل فعال. وبالتالي فإن حوکمة تکنولوجيا المعلومات تعتبر عملية الاستخدام الفعال والکفء لموارد تکنولوجيا المعلومات وبشکل استراتيجي؛ وذلک لتحقيق اهداف المؤسسة ,وتحقيق منافسة فعالة. (خليل و ابراهيم، 2013، صفحة 11)

  الفرق بين إدارة تکنولوجيا المعلومات , وحوکمة  تکنولوجيا المعلومات :

ترکز إدارة تکنولوجيا المعلومات على الإمداد الداخلي الفعال لخدمات تکنولوجيا المعلومات و المنتجات وإدارة عمليات تکنولوجيا المعلومات الحالية. أما حوکمة تکنولوجيا المعلومات بدوره ، هو أوسع بکثير ، ويرکز على أداء وتحويل تکنولوجيا المعلومات لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للأعمال (الترکيز الداخلي) و (الترکيز الخارجي) (Van Grembergen، 2004)  کما هو موضح بالشکل رقم (1) :

شکل رقم (1) الفرق بين إدارة تکنولوجيا المعلومات وحوکمة تکنولوجيا المعلومات

المصدر: (Grembergen Haes, 2005)

يعتبر أهم اختلاف يميز إدارة تکنولوجيا المعلومات عن حوکمتها هو أن الإدارة عامة لها ترکيز داخلي ويتم إجرائها في مستوى الوحدة أو القسم ، بينما الحوکمة تشتمل على مجالات متشابهة تقع ضمن المستوي المؤسسي ولها أيضا ترکيز خارجي هادف . (Sohal, 2002)

وعلاوة على ذلک، تهتم الإدارة بما يتخذ من قرارات ، بينما تهتم الحوکمة بمن يتخذ القرارات , وکيفية رصد هذه القرارات . ونتيجة لذلک ، فإن أي تغيير في استراتيجية المنظومة قد يتطلب إدخال تغييرات على الإدارة وليس على حوکمة الأصول. (Weill, 2004) .

الإدارة الالکترونية : عرفت الإدارة الإلکترونية على أنها:" الاستغناء عن المعاملات الورقية وإحلال المکتب الإلکتروني عن طريق الاستخدام الواسع لتکنولوجيا المعلومات ، وتحويل الخدمات العامة إلى إجراءات مکتبية ، ثم معالجتها حسب خطوات متسلسلة منفذة مسبقا" (السالمي، 2008، صفحة 32)

وتم تعريفها أيضا على أنها : "الاعتماد الکلي على تکنولوجيا المعلومات في العمل الإداري لتحسينه بغية الاستجابة للمتطلبات المتزايدة للفرد، من خلال التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة بکفاءة عالية وبسرعة وبأقل تکلفة، مع ضمان سرية وأمن المعلومات في أي وقت وأي مکان. (المختار، 2019، صفحة 3)

أُطر ومعايير ونماذج إدارة وحوکمة تکنولوجيا المعلومات :

تعمل معظم المؤسسات اليوم في بيئة أعمال شديدة التعقيد وتنافسية , وتحتاج إلى أن تکون قادرة على الاستجابة لظروف السوق المتغيرة بسرعة. لذا تُستخدم أطر إدارة تکنولوجيا المعلومات على نطاق واسع لتوفير دعم فعال لأهداف العمل من خلال مواءمة تکنولوجيا المعلومات مع الأعمال وتحسين استخدام موارد تکنولوجيا المعلومات. (Sona Karkoskova, 2015)

1)      مکتبة البنية التحتية لتکنولوجيا المعلومات (ITIL) :

بدأت  ITIL في أواخر الثمانينات کمجموعة من أفضل الممارسات في إدارة تکنولوجيا المعلومات قسم في حکومة المملکة المتحدة المعروفة باسم OGC (مکتب التجارة الحکومية) . ويعتقد أن معظم الممارسات الأولية التي شکلت ITIL جاء من IBM. (Kaiser, 2017, p. 2)

يصف هذا الإطار دورة حياة الخدمة في مجموعة من خمسة کتب، مما يعکس خمس مراحل لدورة حياة الخدمة ، والذي يتضمن استراتيجية الخدمة وتصميم الخدمة، وانتقال الخدمة، وتشغيل الخدمة، والتحسين المستمر للخدمة . (Klosterboer, 2011, p. 4)

وتشتمل هذه المراحل الخمس على۲۹عملية , وأربع وظائف أساسية کما هو موضح في الشکل رقم ( 2 )

شکل رقم ( 2 ) مراحل وعمليات مکتبه البنيه التحتية لتکنولوجيا المعلومات

المصدر : اعتماد الأيتل خطوة بخطوة (عصمت، 2016، صفحة 10)

2)  إطار " أهداف التحکم للمعلومات والتکنولوجيا ذات الصلة " (COBIT) :

يعتبر COBIT (أهداف الرقابة على المعلومات والتکنولوجيا ذات الصلة) مجموعة من أفضل الممارسات لإدارة تکنولوجيا المعلومات والتي تم إنشاؤها بواسطة معهد حوکمة تکنولوجيا المعلومات (ITGI) وتطويرها بالتعاون مع جمعية الرقابة والمراجعة على أنظمة المعلومات ISACA، ويهدف COBIT إلى دعم مجموعة من الأدوات تتيح للمديرين سد الفجوة بين متطلبات الرقابة والقضايا التکنولوجية ومخاطر الأعمال، کما يتيح تطوير سياسة واضحة وممارسات جيدة للرقابة على تکنولوجيا المعلومات، ويؤکد على الالتزام بالقوانين التنظيمية , ويساعد الشرکات على زيادة القيمة التي تحصل عليها من استخدام تکنولوجيا المعلومات ، وأخيرا يعمل على المواءمة وتبسيط تنفيذ تکنولوجيا المعلومات وإطار الرقابة عليها (ISACA). (خليل و ابراهيم، 2013، صفحة 14)

تم نشر الإصدار الأول من COBIT في عام 1996. تمت إضافة الإصدار الثاني في عام 1998المبادئ التوجيهية للإدارة. صدرت الطبعة الثالثة في عام 2000 ؛ وصدرت الطبعة الرابعة  في کانون الأول / ديسمبر 2005 ، وجرى تنقيحها واستلام الإصدار 4.1 في مايو 2007. تم إصدار COBIT 5  في أبريل 2012 ، وهو إطار (COBIT5) (حمودي، 2015، صفحة 250)

يبنى (COBIT5) على خمسة مبادئ رئيسة لإدارة وحوکمة تکنولوجيا المعلومات المؤسسية , تعمل هذه المبادئ الخمسة معاً لتمکين المؤسسات من بناء إطار عمل فعال للحکومة والإدارة يحسن من استخدام المعلومات والاستثمارات في التقنيات بالشکل الأمثل وذلک لفائدة أصحاب المصلحة. (جمعيه ضبط وتدقيق نظم المعلومات، 2012، صفحة 13) .  کما يوضح الشکل رقم ( 3 )

شکل رقم ( 3 ) مبادئ (COBIT5)

المصدر (جمعيه ضبط وتدقيق نظم المعلومات، 2012، صفحة 13)

ويوضح الشکل رقم ( 4) المجموعة الکاملة والمکونة من 37 إجراء للحکومة والإدارة في COBIT5

شکل رقم ( 4) النموذج المرجعي للإجراءات داخل في إطار COBIT5

المصدر : (جمعيه ضبط وتدقيق نظم المعلومات، 2012، صفحة 33).

الدراسة الميدانية

اولا الدراسة الاستطلاعية : أجريت دراسة استطلاعية بالاعتماد علي أسلوب المقابلات الشخصية من خلال إعداد قائمة استقصاء مبدئية لعينة مکونة من 30 فرد من العاملين بمقر ديوان إدارة شباب دسوق ،  لاستطلاع أرائهم في الطريقة الأکثر فعالية ( نموذج مقترح ) لإدارة تکنولوجيا المعلومات داخل إدارة شباب دسوق لتکون نقطة تحول نحو الإدارة الإلکترونية في عصر التحول الرقمي ، وقد تم تقسيم العينة وفقاً للوسط الحسابي إلي مجموعتين، الأولي أعلي من الوسط الحسابي لآراء مفردات العينة، والثانية أقل من الوسط الحسابي کما هو موضح بالجدول رقم(1) :

الجدول رقم (1): نتائج تحليل بيانات الدراسة الاستطلاعية لمتغيرات الدراسة علي أساس الوسط الحسابي

المصدر: من إعداد الباحث بالاعتماد علي نتائج التحليل الإحصائي.

ومن الجدول السابق والذي يبين آراء عينة الدراسة لکل محور يتضح ما يلي:

يري معظم أفراد العينة انخفاضاً في مستوي محور کلٍ من:

• نموذج تحديد أولويات تطبيق عمليات إدارة تکنولوجيا المعلومات: حيث کانت إجابة  76.66 % من أفراد العينة على فقرات هذا البعد أقل من الوسط الحسابي (1.26) وهذا يعنى أن معظم الأفراد ليس على علم بنموذج تحديد أولويات تطبيق عمليات إدارة تکنولوجيا المعلومات.
• مدى توافر متطلبات تطبيق الإدارة الإلکترونية: حيث کانت إجابة  66.67 % من أفراد العينة على فقرات هذا البعد  أقل من الوسط الحسابي (1.45) هذا يعنى أن الأفراد لا يشعرون بمدى توافر متطلبات تطبيق الإدارة الإلکترونية.

يري معظم أفراد العينة ارتفاعاً  في مستوي محور:

مدى معوقات تطبيق الإدارة الإلکترونية: حيث کانت إجابة  80 % من أفراد العينة على فقرات هذا البعد  أقل من الوسط الحسابي (4.44)

مجتمع الدراسة والعينة : يتکون مجتمع البحث في هذه الدراسة من جميع العاملين بمقر ديوان إدارة شباب دسوق وعددهم 350 بإدارة شباب دسوق والهيئات التابعة لها .

التحليل العاملي التوکيدي: بعد إجراء صدق المحتوى وتعديل الباحث لقائمة الاستقصاء ، قام الباحث بعمل التحليل العاملي التوکيدي للجزء الثاني الخاص بنموذج تطبيق عمليات إدارة تکنولوجيا المعلومات ، ويعد التحليل العاملي التوکيدي أحد تطبيقات نموذج المعادلة البنائية Structural Equation Model  ، ويتيح الفرصة لاختبار صحة نماذج معينة للقياس والتي يتم بنائها في ضوء أسس نظرية سابقة ، کما يتيح الفرصة للتأکد من أن عبارات المقياس تقيس ما أعدت من أجله ، وقام الباحث بإجراء هذا التحليل لکل مقياس خاص بمتغيرات الدراسة باستخدام برنامج AMOS version 24 .

کما قام الباحث بمجموعه أُخرى من التحاليل الاحصائية لإتمام الدراسة وهي کالتالي :

• تم عمل تحليل إحصائي باستخدام معامل بيرسون لاختبار بين نطاقات  نموذج تطبيق عمليات إدارة تکنولوجيا المعلومات  و محور  متطلبات تطبيق الإدارة و معوقات تطبيق الإدارة الالکترونية.
• تم عمل ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﻷﺤﺎﺩﻱ (ANOVA) لاﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﻭﻕ لإجمالي نموذج تطبيق عمليات إدارة تکنولوجيا المعلومات  تبعا لمتغير  العمر ، المؤهل العلمي ، المسمى الوظيفي و سنوات الخبرة.
• تم عمل ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﻷﺤﺎﺩﻱ (ANOVA)  ﻻﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﻭﻕ لإجمالي متطلبات تطبيق الإدارة الإلکترونية تبعا لمتغير العمر ، المؤهل العلمي ، المسمى الوظيفي و سنوات الخبرة.
• تم عمل ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﻷﺤﺎﺩﻱ (ANOVA)  ﻻﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﻭﻕ لإجمالي معوقات تطبيق الإدارة الالکترونية تبعا لمتغير  العمر ، المؤهل العلمي ، المسمى الوظيفي و سنوات الخبرة.

النتائج

تم إعداد نموذج مقترح لإدارة تکنولوجيا المعلومات داخل إدارة شباب دسوق لتکون نقطة تحول نحو الإدارة الإلکترونية في عصر التحول الرقمي بعد إجراء تعديلات في نموذج Cobit5 و ذلک بناء على نتائج  جودة وصحة النموذج للتحليل العاملي التوکيدي. وکان النموذج کما في الجدول رقم (2) :

جدول رقم ( 2) النموذج المقترح لإدارة تکنولوجيا المعلومات داخل إدارة شباب دسوق :

المصدر: من إعداد الباحث بالاعتماد علي نتائج التحليل الإحصائي.

کما توصلت الدراسة الى ما يلي  :

• وجد أن الاستجابة لإجمالي  محور مدى توافر متطلبات تطبيق الإدارة الإلکترونية  کانت  بمتوسط  مرجح  2.2 بنسبة استجابة قدرها   44.6 % وقد سجلت الإجابة   ( موافق جدا ، موافق ، محايد ، غير موافق  و غير موافق جدا)  نسبة مقدراها ( 0.6، 0.9 ، 36.7 ، 44.6 ، 17.2 % ) على الترتيب.
• کانت الاستجابة لإجمالي محور مدى معوقات تطبيق الإدارة الإلکترونية  کانت  بمتوسط  مرجح  4.3 بنسبة استجابة قدرها 86.3% وقد سجلت الإجابة   ( موافق جدا ، موافق ، محايد ، غير موافق  و غير موافق جدا) نسبة مقدراها ( 43.6، 47.1 ، 7.1 ، 1.7، 0.5 % ) على الترتيب.
• کانت هناک علاقة ارتباط بين نطاقات  نموذج تطبيق عمليات إدارة تکنولوجيا المعلومات  و النموذج ککل ومحور متطلبات تطبيق الإدارة الإلکترونية  تتراوح بين 0.37 و 0.76 و کانت العلاقة طردية بينهما و ذلک عند مستوى معنوية 0.01.
• وجد أن الارتباط بين نطاقات نموذج تطبيق عمليات إدارة تکنولوجيا المعلومات  و النموذج ککل ومحور معوقات تطبيق الإدارة الإلکترونية  تتراوح بين – 0.43 و -0.63 و کانت العلاقة عکسية بينهما و ذلک عند مستوى معنوية 0.01.
• • توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى معنوية 0.01 أو 0.05 لإجمالي  نموذج تطبيق عمليات إدارة تکنولوجيا المعلومات  تبعا لمتغير  العمر، النوع ، المؤهل العلمي ، المسمى الوظيفي و توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى معنوية 0.05  تبعا لمتغير  سنوات الخبرة.
• توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى معنوية 0.01   لإجمالي متطلبات تطبيق الإدارة الإلکترونية  تبعا لمتغير  العمر ، المؤهل العلمي  ،   المسمى الوظيفي و سنوات الخبرة.
• توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى معنوية 0.01   لإجمالي معوقات تطبيق الإدارة الإلکترونية تبعا لمتغير  العمر، النوع ، المؤهل العلمي  و المسمى الوظيفي، بينما لا توجد فروق ذات دلالة  لمتغير سنوات الخبرة  حيث مستوى الدلالة < 0.05.