فلسفة الاستشارة الفلسفية | ||||
مجلة الجمعية الفلسفية المصرية | ||||
Volume 33, Issue 33, June 2023, Page 39-42 PDF (1.46 MB) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/mafa.2023.319687 | ||||
![]() | ||||
Author | ||||
بهاء درويش | ||||
أستاذ مساعد الفلسفة اليونانية بقسم الفلسفة – كلية الأداب جامعة الإسكندرية - مصر. | ||||
Abstract | ||||
غني عن القول أن مهمة الفيلسوف تنوير المجتمعات بل والبشرية ككل. فما الذي يفعله الفيلسوف؟ فالفيلسوف يقدم رؤية كونية للوجود، هناك من يقدم رؤية واقعية، وآخر يرى الوجود قاصراً على هذا الكون الفيزيقي، وآخر يضع مراتب للوجود الواقعي والمثالي، وذلك يراه واحدياً وآخر يراه متكثراً. الخ والفيلسوف يحاول تحديد المباديء التي يراها ضرورية لقيادة وتوجيه حياتنا وتبررها، مباديء مثل العدالة والمساواة والسعادة إلخ. والفيلسوف يضع تصورات للمباديء السياسية التي يرى أنها يجب أن تحكم حياتنا وتحكم علاقة الحاكم بالمحكومين. والفيلسوف يُنظِّر للقيم الأخلاقية التي يرى ضرورة اتباعها. والفيلسوف يخطط للقيم الجمالية التي نتذوقها. ولكن بشكل كوني لا يخضع لحواجز الزمان أو تقيده حدود المكان، إذ الفلسفة لا انتماء لها. والفلسفة تنتهج الحجج المنطقية منهجاً للوصول إلى نتائجها وإن كانت تستفيد- بل ويجب أن تستفيد- من نتائج العلم. المنطق يغذيها بقواعد الانتقال الصحيح من المقدمات للنتائج، ويحمي مستخدمه من الوقوع في المغالطات صورية كانت أو غير صورية. إذا كان هذا ما يفعله الفيلسوف، فالأمر نفسه يفعله ممارس الاستشارة الفلسفية (أو الممارسة الفلسفية) - كما تسمى أحياناً- مع اختلاف واحد: يضع الفيلسوف بضاعته على طاولة عامة للجميع يأخذ منها كل من يريد مايشاء. أما ممارس الاستشارة الفلسفية فيضع بضاعته على طاولة صغيرة يجلس عليها مع فرد واحد أو مؤسسة واحدة. يجلس مع الفرد- الذي يشعر مثلاً أنه يتخبط في الحياة- يتحقق من رؤاه الكونية، رؤاه لمشكلات حياته، يتحقق من وضوح أهدافه، يتحقق من كفاية المعلومات التي يبني عليها أحكامه، يتحقق معه من تصوره للمباديء والتصورات التي تحكم حياته وتوجه أفعاله وسلوكياته، يختبر افتراضاته المسبقة وما إذا كانت مبررة أم لا، ويتحقق من أنه يخرج باستدلالات سليمة انطلاقاً من مقدمات مبررة وصحيحة وكافية. | ||||
Statistics Article View: 71 PDF Download: 215 |
||||