ثقافة العمل التطوعي لدى طلبة التعليم الفني على ضوء متطلبات التنمية المستدامة (دراسة تحليلية) | ||||
المجلة التربوية لتعليم الکبار | ||||
Article 2, Volume 7, Issue 1, January 2025, Page 31-57 PDF (506.01 K) | ||||
Document Type: أوراق بحثیة | ||||
DOI: 10.21608/altc.2025.421467 | ||||
![]() | ||||
Authors | ||||
هاله عبدالمجيد احمد عبدالمجيد ![]() | ||||
1كليه التربيه جامعه اسيوط | ||||
2كلية التربية – جامعة أسيوط | ||||
3كلية التربية– جامعة أسيوط | ||||
Abstract | ||||
يهدف البحث إلى تحديد واقع العمل التطوعي لدى طلاب التعليم الثانوي الفني على ضوء متطلبات التنمية المستدامة ومتطلبات تعزيزه, فضلاً عن تعرف أهم المعوقات التي تعرقل جهود العمل التطوعي في المدارس الفنية, واستخدم البحث المنهج الوصفي نظراً لما ينطوي عليه من رصد وتحليل للواقع الحالي , وقد تم عرض بعض الدراسات العربية والأجنبية التي تناولت قيم التنمية المستدامة, وجاء البحث في ثلاثة محاور رئيسية تناول المحور الأول: التعليم الثانوي الفني من حيث مفهومه , وفلسفته, وأهدافه, وأهميته,ومجالاته,وأنواعه,والمتطلبات التي تقع على عاتق المعلمين في التعليم الثانوي الفني, وعلاقته بالتنمية المستدامة, وتناول المحور الثاني: العمل التطوعي من حيث مفهومه, وأهميته, وأهدافه, ودوره في تحقيق التنمية المستدامة, وتناول المحور الثالث: التنمية المستدامة من حيث تعريفها, وأهميتها, ومتطلباتها, ومجالاتها,وأبعادها,وخصائصها وقد اختتم البحث بمجموعة من النتائج والمقترحات, وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة من البحث. | ||||
Keywords | ||||
( العمل التطوعي; التنمية المستدامة) | ||||
Full Text | ||||
كلية التربية كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم المجلة التربوية لتعليم الكبار– كلية التربية – جامعة أسيوط =======
ثقافة العمل التطوعي لدى طلبة التعليم الفني على ضوء متطلبات التنمية المستدامة (دراسة تحليلية) رسالة مقدمة من الأستاذ الدكتور/ الدكتورة/ باسم سليمان صالح غادة فوزي هاشم أستاذ أصول التربية مدرس أصول التربية كلية التربية – جامعة أسيوط كلية التربية– جامعة أسيوط الباحثه / هاله عبدالمجيد احمد عبدالمجيد لنيل درجة الماجستير في التربية تخصص (أصول تربية)
} المجلد السابع – العدد الأول – يناير 2025م {
مستخلص البحث يهدف البحث إلى تحديد واقع العمل التطوعي لدى طلاب التعليم الثانوي الفني على ضوء متطلبات التنمية المستدامة ومتطلبات تعزيزه, فضلاً عن تعرف أهم المعوقات التي تعرقل جهود العمل التطوعي في المدارس الفنية, واستخدم البحث المنهج الوصفي نظراً لما ينطوي عليه من رصد وتحليل للواقع الحالي , وقد تم عرض بعض الدراسات العربية والأجنبية التي تناولت قيم التنمية المستدامة, وجاء البحث في ثلاثة محاور رئيسية تناول المحور الأول: التعليم الثانوي الفني من حيث مفهومه , وفلسفته, وأهدافه, وأهميته,ومجالاته,وأنواعه,والمتطلبات التي تقع على عاتق المعلمين في التعليم الثانوي الفني, وعلاقته بالتنمية المستدامة, وتناول المحور الثاني: العمل التطوعي من حيث مفهومه, وأهميته, وأهدافه, ودوره في تحقيق التنمية المستدامة, وتناول المحور الثالث: التنمية المستدامة من حيث تعريفها, وأهميتها, ومتطلباتها, ومجالاتها,وأبعادها,وخصائصها وقد اختتم البحث بمجموعة من النتائج والمقترحات, وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة من البحث. الكلمات المفتاحية: ( العمل التطوعي- التنمية المستدامة)
Extract The research aims to determine the reality of volunteerism among technical secondary education students in the light of sustainable development and enhancement requirements as well as the main obstacles to volunteerism efforts in technical schools, Research used the descriptive approach because of its current reality monitoring and analysis A number of Arab and foreign studies on the values of sustainable development have been presented. The research is based on three main themes: Technical secondary education in terms of its concept, objectives, relevance and relationship to sustainable development. The second theme dealt with: Volunteerism in terms of its concept, relevance, objectives and role in achieving sustainable development. The third theme dealt with: Sustainable development in terms of its definition, relevance, requirements and areas. The research concluded with a series of conclusions and proposals to achieve the research's objectives. Keywords: (Volunteerism - sustainable development)
مقدمة الدراسة يعد التعليم الفني في مصر أحد الأدوات الرئيسية لتحقيق برامج التنمية الشاملة, باعتباره عصب الاقتصاد وقاطرة التنمية فهو دعامة هامة من دعامات منظومة التعليم حيث يستفيد منه مجموعة كبيرة جداً من الطلاب موزعين على أربعة أنواع من المدارس الثانوية الفنية وهي (التجاري, والفندقي, والزراعي, والصناعي), فهو أحد المحاور الأساسية لاستراتيجية التنمية المستدامة لما له من علاقة موجبة مع القيمة المضافة للصناعة باعتبارها مؤشراً للتنمية الصناعية والمستدامة. التعليم الثانوي الفني أحد المحاور الرئيسية في تحقيق التنمية في أي مجتمع؛ فهو وسيلة لتطوير القدرات البشرية, وإمداد سوق العمل بالعمالة اللازمة في شتى المجالات؛ ومن ثم فالاستثمار في التعليم الفني يعود بفائدة على الفرد والمجتمع؛ فهو يعمل على إعداد الأفراد لاكتساب المعارف, والمهارات, والخبرات الضرورية, والتدريب عليها؛ بما يمكنه من الالتحاق بالمهن المختلفة, كما تمثل التغيرات التي يشهدها العالم في كافة المجالات؛ مثل: الأسواق المشتركة, والشركات متعددة الجنسيات وغيرها ضرورة يتحتم معها إعادة النظر على نحو متزايد في التعليم الفني وسياساته؛ لتطوير كافة جوانبه ( حسانين منال 2016م, ص118). مشكلة الدراسة:- لاحظت الباحثة أن هناك ضعفاً في فهم الطلاب لثقافة العمل التطوعي بمدارس التعليم الفني, وممارسة العمل التطوعي لم تصل إلى المستوى المطلوب وبالتالي يعجزوا عن مواجهة التحديات الفكرية المتعلقة بالإشراف والممارسة والتمويل غير الرسمية أثناء العمل التطوعي. كما نجد أن ثمة عقبات تحول دون فعالية العمل التطوعي, ومن أهمها ضعف خبرة المتطوعين وضعف كفاءتهم, وغياب ثقافة التطوع لديهم, إضافة إلى إزدواجية الرؤية الموجهة للعمل التطوعي ما بين المنظور الإسلامي والمنظور الغربي (البيومي إبراهيم 2010م, ص62). وهذا ما توصلت إليه بعض الدراسات منها دراسة عبد الرازق (2015م) التي توصلت إلى أن ثقافة العمل التطوعي بين المدارس والطلاب لم تحظ بالاهتمام الكافي (عبد الرازق شاكر,2015م) , كما أكدت دراسة (دينا محمد هاشم، 2020م) على ضعف ثقافة العمل التطوعي في المجتمعات العربية بشكل عام والمجتمع المصري بشكل خاص، حيث تحتاج ثقافة العمل التطوعي إلى برامج وإستراتيجيات متنوعة لتطويرها وتنميتها؛ لتصبح ثقافة منهجية ضمن برامج وقواعد علمية وعملية داخل مؤسسات المجتمع بشكل عام، وعلى الرغم من أهمية العمل التطوعي للأفراد والمجتمع إلا أن هناك معوقات تؤدى إلى عدم أو قلة الإقبال على التطوع، وأن نتائج التطوع لا تكون بالشكل المنشود ومن أهم تلك المعوقات ضعف الرغبة، وتنامى السلبية لدى المتطوعين، وضعف روح التعاون والعمل المشترك بين الأفراد بالإضافة إلى ضعف المهارات لدى المتطوعين، وقلة الأنشطة والمهام التي تقوم بها المنظمات التطوعية لتحقيق التضامن والتكافل فيما بينها وبما يسهم في تفعيل دورها في المجتمع المدني ، وتوجد معوقات تواجه ثقافة العمل التطوعي ولذلك يجب التغلب عليها(هاشم دينا 2020م, ص11-12). أهمية الدراسة:- أولاً الأهمية النظرية: - تشكل الدراسة استجابة لتوصيات ومؤتمرات أكدت على أن العمل التطوعي أصبح مطلباً ملحاً وحاجة ضرورية تستند عليها الحكومات في تحقيق التنمية الشاملة وتحسين الخدمات. - أهمية الفئة التي تناولتها الدراسة الحالية والمتمثلة في معلمين وموجهين التعليم الفني وطلاب التعليم الفني, والتي سوف يقع عليهم عاتق مستقبلاً غرس ثقافة العمل التطوعي. - أهمية التعليم الفني في تعزيز ثقافة العمل التطوعي. ثانياً الأهمية التطبيقية: - يمكن الاستفادة من نتائج البحث الحالى في وضع تصور مقترح لتفعيل دور التعليم الفني في تعزيز ثقافة العمل التطوعي لدى طلابه على ضوء متطلبات التنمية المستدامة. - تفيد نتائج الدراسة القادة والأكاديميين والمخططين. أهداف الدراسة:- تسعى الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف التالية: 1- وضع إطار فلسفي لثقافة العمل التطوعي (مفهومها – خصائصها – مرتكزاتها- مقوماتها- عملياتها). 2- التعرف على متطلبات التنمية المستدامة. 3- الكشف عن واقع العمل التطوعي لدى طلاب التعليم الفني. 4- التصور المقترح لتفعيل دور التعليم الثانوي الفني في تعزيز ثقافة العمل التطوعي لدي طلابه على ضوء متطلبات التنمية المستدامة. دراسات سابقة :- أولا: دراسات عربية:- 1- دراسة (رمضان محمد السعودي2021م) هدفت الدراسة إلى وضع تصور مقترح للمدارس ذات التوجه البيئي ومدى تحقيقها لمتطلبات التنمية المستدامة بمصر على ضوء خبرتي كندا وجنوب أفريقيا, واستخدمت الدراسة المنهج المقارن, وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها التأكيد على أهمية برنامج المدارس البيئية حيث يعد منهجا شاملاً للتعلم من أجل الاستدامة, ويهدف إلى إشراك التلاميذ من خلال الدراسة في الفصول الدراسية والهواء الطلق إلى زيادة الوعي بقضايا التنمية المستدامة إلى جانب المشاركة في نشر الثقافة البيئية في المدارس؛ للمحافظة على الثروات الطبيعية بالإضافة إلى ترشيد السلوك البيئي للتلاميذ حتى يشاركوا بدور فعال في حماية البيئة التي يعيشون فيها, وتوصلت الدراسة إلى وضع تصور مقترح لمدرسة بيئية بمصر في ضوء الأدبيات النظرية للدراسة. 2- دراسة (محمود حامد المقدادي 2021م) هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الإدارة المدرسية في تعزيز ثقافة العمل التطوعي لدى طلبة المرحلة الثانوية في تربية قصبة المفرق وعلاقته بتنمية المهارات القيادة لديهم, واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي , وأوصت الدراسة بإعداد البرامج والندوات لمديري المدارس بهدف زيادة الوعي والإهتمام بثقافة العمل التطوعي , وعقد الأنشطة وورش العمل للطلبة بهدف زيادة تعريفهم بأهمية توافر المهارات القيادية لديهم , إقامة برامج مشتركة بين المدارس ومؤسسات المجتمع الخيرية تهدف إلى تقديم خدمة عامة للمجتمع. 3- دراسة (المهدي بن محمد بن يوسف الحرازي2022م) هدفت الدراسة إلى معرفة معنى العمل التطوعي وأنواعه ومتطلباته واستخدمت الدراسة عدداً من المناهج أهمها الاستقرائي والوصفي والتحليلي, وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها أهمية العمل التطوعي الخيري في رعاية الفرد وخدمة المجتمع وبناء الأوطان, وأن له متطلبات مهمة منها: الاخلاص والاحتساب ومعرفة الأجر والصبر على تحمل ما يحصل ممن تطوع لخدمتهم والتزود بفقه التعامل مع فئات المجتمع وفقه العمل التطوعي. ثانيَاَ: دراسات أجنبية: 1- دراسة (TRACY,2014) كشفت الدراسة عن نتائج إيجابية في معظمها للطالب المستفيد من العمل التطوعي, ونتيجة لذلك بدأت العديد من المدارس تسعي إلى اجتذاب المتطوعين لمساعدة الذين يحتاجون إلى الدعم, كما أوضحت النتائج أن هناك ثلاثة عوامل مهمة تحفز وتشجع المتطوعين على المشاركة في العمل التطوعي وهي النواحي القيمية, ووجود جو من التفاهم, والتعزيز وأوضحت أن المشاركين أكدوا على أهمية دور المرشد المختص, وعلى أن نجاح المتطوع يحتاج وجود حد أدني من المهارات. التعليق على الدراسات السابقة : - ساعدت دراسة (مروة 2015م) الباحثة في وضع آليات لتعزيز ثقافة العمل التطوعي في مدارس التعليم الفني, كما اتفقت دراسة (علي2018) مع دراسة (خالد محمد2021م) في كشفهم عن المعوقات التي تعوق المدارس في تعزيز ثقافة العمل التطوعي ولذلك استفادت منها الباحثة في معرفة المعوقات داخل المدارس وسوف تقوم دراستها الحالية بتفادي تلك المعوقات ووضع آليات لتعزيز ثقافة العمل التطوعي داخل مدارس التعليم الفني, كما تناولت دراسة (Cherise2008) ودراسة(Ling2008) ودراسة(Tracy2014) المشاركة المجتمعية في الأعمال التطوعية وأكدت على أن المشاركة المجتمعية من المداخل المهمة والمفيدة في إذكاء الشعور والانتماء نحو المجتمع لفترات طويلة والمشاركة المجتمعية هي النواحي القيمية وتفيد في مواجهة القضايا والمشاكل المجتمعية, كما أكدت دراسة(إبراهيم 2020م) ودراسة(مقدم ومنصوري 2020م) على العمل على نشر ودعم وتشجيع ثقافة العمل التطوعي لتحقيق التنمية داخل المجتمع وتزويد الثقافة الإيجابية لدى الطلاب, كما أكدت دراسة (رمضان محمد2021م) على تحقيق متطلبات التنمية المستدامة وذلك من خلال المشاركة في نشر الثقافة البيئية داخل المدارس الفنية. وسوف تضيف الدراسة الحالية: المساعدة في تعزيز ثقافة العمل التطوعي لدى الطالب الفني، والقدرة عليه من خلال خدمة المجتمع ومساعدة الناس وارتباطه بالعالم من حوله وربطه بسوق العمل. تساؤلات الدراسة : تسعى الدراسة الإجابة عن التساؤلات الآتية:- 1- ما الإطار الفكري والفلسفي للعمل التطوعي؟ 2- ما متطلبات التنمية المستدامة ؟ 3- ما واقع العمل التطوعي لدى طلاب التعليم الفني في بعض مدارس محافظة أسيوط ؟ 4- ما التصور المقترح لتفعيل دور التعليم الثانوي الفني في تعزيز ثقافة العمل التطوعي لدي طلابه على ضوء متطلبات التنمية المستدامة. ؟ منهج الدراسة :- استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، نظرا لملاءمته لطبيعة الدراسة لوصف وتحليل الواقع الحالي للعمل التطوعي لدي طلاب التعليم الفني ومتطلبات تعزيزه، وذلك باستخدام أداة الدراسة (الاستبانة) موجهة لبعض معلمي وموجهي التعليم الفني في محافظة أسيوط. أدوات الدراسة:- بناءَ على طبيعة البيانات المراد جمعها، وعلى منهج الدراسة المتبع في الدراسة أعدت الباحثه أدوات الدراسة في ضوء الإطار النظري التي قدمته الدراسة، من خلال الرجوع إلى الدراسات السابقة، وتتمثل أدوات الدراسة في استبانة تهدف إلى التعرف على ثقافة العمل التطوعي في التعليم الفني على ضوء متطلبات التنمية المستدامة ، وطبقت الاستبانة على مجتمع الدراسة(بعض المعلمين والموجهين في التعليم الفني في محافظة أسيوط) المبحث الأول: العمل التطوعيمفهوم العمل التطوعي : يعرفه بلال بأنه" عمل أو سلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة منه وإرادة, ولا يبغي منه أي مردود مادي"( عرابي بلال 2001م ) وتعرفها الباحثه بأنها: نشاط يقوم به مجموعة من الافراد بشكل فردي أو جماعي من خلال احدى المنظمات أو الهيئات من أجل اشباع حاجات المجتمع والمشاركة في حل مشكلاته بدون أجر أو مقابل, وهذا الجهد أو النشاط قائم على رغبة الشخص في التطوع والتبرع بمجهوداته من أجل الصالح العام ونهوض المجتمع. أهداف العمل التطوعي:-
أهمية العمل التطوعي :-لعبت الخدمات التطوعية دوراً كبيراً في نهضة الكثير من الحضارات وقد زاد الاهتمام بالمجتمع المدني ومنظماته, ويشكل العمل التطوعي ذخيرة هائلة من المهارات والطاقة والمعارف المحلية التي بوسعها أن تساعد الحكومات على القيام ببرامج وسياسات عامة أكثر تركيزاً وكفاءة وشفافية, وتقوم على قاعدة أوسع من المشاركة (عفيف سعاد, 2008م) وتعزيز انتماء ومشاركة الشباب في مجتمعهم, وتنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية, يتيح للشباب التعرف على الثغرات التي تشوب نظام الخدمات في المجتمع, ويتيح أيضاً للشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة التي تهم المجتمع, وتوفر للشباب فرصة تأدية الخدمات بأنفسهم وحل المشاكل بجهدهم الشخصي, ويوفر أيضاً للشباب فرصة المشاركة في تحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع والمشاركة في اتخاذ القرارات (عبدالسلام مصطفى 2009م, ص25) مجالات العمل التطوعي:مجالات وأنشطة العمل التطوعي متعددة ومتنوعة وتشمل جميع مجالات الحياة في أي مجتمع ولكنها تختلف وفقاً لطبيعة المجتمع , وفي العمل التطوعي فرصة كبيرة للمشاركة في أي منها حسب قدرات وإمكانات أفراد المجتمع باختلاف قدراتهم ومواهبهم, فقد تكون في المجال الاقتصادي مثل دعوة المواطنين لاستخدام الوحدات الزراعية وخاصة الريفيين, وقد يكون التطوع في مشروعات المجال العمراني مثل حملات النظافة وتجميل الشوارع وتشجيرها, وقد يكون التطوع في الجانب الصحي مثل حملات التطعيم وإرشاد الأهالي بها وتوعية المواطنين بالوقاية من الأمراض والتبرع بالدم, وقد يكون في الناحية الثقافية مثل مكافحة الأمية وتنظيم دورات ثقافية في المدارس وقصور الثقافة, وقد يكون التطوع في المجال الترويحي مثل الاحتفال بالأعياد الوطنية والتطوع في العمل بالأندية, وقد يكون التطوع في مجال الدفاع المدني مثل تنظيم المرور ومراكز الإطفاء للحرائق والتطوع في الكوارث المتعلقة بسقوط المنازل والفيضان, ويمكن تصنيف المجالات إلى: 1- المجال التربوي والتعليمي: يقصد به نشر العلم والمعرفة في نفوس المجتمع المدرسي وخاصةً الطلبة, عن طريق تقديم العلوم النافعة لديهم ويكون دور مدير المدرسة فعالاً بحيث يهتم بهذا الجانب ويعيه جيداً, ويشمل أيضاً الأنشطة المتعلقة بمحو أمية الكبار والجهد التعليمي الذي يمارس في المدارس من خلال ما يسمى " دروس التقوية" – التبرع والمساهمة في دفع المصروفات للأسر الفقيرة التي لا تستطيع أن تدفعها والتي قد تؤدي في النهاية إلى تسريب أطفالهم من التعليم- بناء المدارس في الأماكن التي لا يتوفر بها مدارس (عباس منال 2016 م, ص122-136) 2- المجال الاجتماعي: ويقصد به رعاية الأطفال والمحتاجين والأيتام والمعوقين بالمدرسة, فمدير المدرسة يسعى جاهداً لمعرفة الجانب الاجتماعي لدى جميع الطلبة لكي يسهل عليه وعلى المعلمين والفريق المشكل في هذا الجانب للعمل بدقة وتميز وبما يحقق الغاية والأهداف المنشودة لذلك (حسين محمد 2013م, ص79-116) وتشمل أيضاً رعاية الطفولة والأمومة- رعاية الأسرة- مساعدات اجتماعية مثل رعاية الشيخوخة- رعاية فئات خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة- خدمة ثقافية وعلمية ودينية- تنظيم الأسرة- رعاية المسجونين وأسرهم( (عباس منال مرجع سابق,ص 122-136). 3- مجال البيئي: ويقصد به العناية فيما يتعلق بالبيئة سواء أكانت حدائق أم شواطئ أو غابات أو إلى ذلك, فيجب العناية بهذا الجانب من قبل إدارات المدارس وتوجيه المعلمين بالمجتمع المدرسي بذلك(الكلباني يونس 2020م, ص105,104,94) 4- المجال الصحي: ويقصد به نشر الوعي الصحي في المدرسة عن طريق المختصين بالصحة وهنا دور إدارات المدارس توفير الرعاية الصحية في المدرسة ويكون ذلك عن طريق إيصال الطلبة المحتاجون للعلاج إلى أقرب مستشفى والعناية بهم ومتابعة ذلك (الكلباني يونس, المرجع السابق ص101) دور التعليم الفني في تعزيز ثقافة العمل التطوعي ويتضح من خلال الادوار التالية: أولاً دور الإدارة المدرسية: إدارات المدارس لا تلبي الاحتياجات الأساسية من وراء الأعمال التطوعية, رغم توفير الاحتياجات الأساسية لديها, فيوجد العديد من المدارس لا تهتم بهذا الجانب , إما لعدم الرغبة في تفعيله, أو لأنها لا تمتلك الإمكانيات في ذلك, أو بسبب الخوف من ضياع الوقت, أو بكثرة الأعباء الملقاة على عاتق إدارات المدارس, فالغالبية العظمى من إدارات المدارس تركز على النواحي المالية لتفعيل العمل التطوعي , وذلك عن طريق توفير مبالغ مالية للمحتاجين من الطلبة , وكلما كان القائد المدرسي ذا علاقة متميزة مع العاملين معه كلما كانت النتائج إيجابية ومتميزة في الأعمال التطوعية, والعكس صحيح أنه كلما كان القائد المدرسي غير محبوب أدى ذلك إلى انخفاض شديد في الأعمال التطوعية ولا تلقى إقبالاً من المعلمين, أما عن الطلبة فيرغبون المشاركة في كافة الأعمال التطوعية إلا أنهم يحتاجون من مساندة إدارة المدرسة في ذلك (الكلباني يونس, المرجع السابق, ص105) . وتسهم بعض القيادات المدرسية في تعزيز العمل التطوعي من خلال المجتمع والمنهج والأنشطة الطلابية, كما أن تحفيز الادارة وتشجيعها يساعد في زيادة الاهتمام بالمجتمع ليكون له الدور الأكبر في التقدم والعطاء والتغيير من خلال العمل التطوعي وضرورة التركيز على أهمية دور الطلبة تجاه الوطن وتنمية حب الوطن والمشاركة في الأعمال التطوعية (الغيث العنود, فيصل غلباء, 2020م, ص583) فالقيادة المدرسية المتمثلة في إدارة المدرسة هي المسؤول الأول عن تفعيل وتحفيز فريق العمل داخل المدرسة على التطوع في البيئة المدرسية من خلال حث المعلمين والطلاب على القيام بالأعمال الخيرية التي تعود بالمنفعة على المجتمع وتهيئة الجو الذي يساعد على ذلك . ثانياً دور المعلمين: المعلم هو أحد الركائز الأساسية في العملية التربوية, وهو الركن الأساسي الذي ترتكز عليه معظم الخبرات التي نأمل أن يكتسبها المتعلم, سواء بطريق مباشر من خلال ما يقوم بتدريسه من مناهج داخل الفصل, أو بطريق غير مباشر من خلال مراقبة الطلاب لأفعاله والاقتداء بها. ويأتي واجب المعلم في تعزيز قيمة المسئولية الاجتماعية لدى الطالب , وتعزيز ارتباط الطالب بالمكان الذي يعيش وينتمي إليه, وتوعية الطلاب بالمسئولية تجاه الآخرين وتجاه مجتمعهم والابتعاد عن الأنانية وحب الأخرين من باب الإيثار والابتعاد عن الأثرة, وتحفيز الطلاب على تكوين علاقات طيبة داخل المجتمع المدرسي (خليل سهى 2021م, ص228- 229). ثالثاً دور المناهج والمقررات مواد المهارات الحياتية , والدراسات الاجتماعية , والتربية الدينية أبرز التخصصات التي لها دور أكبر في غرس وتعزيز قيم العمل التطوعي لدى الطلاب نظراً لارتباط المعلمين بمناهج دراسية تحوي بعض مفاهيم العمل التطوعي, ففي المهارات الحياتية توجد بعض الدروس التي تتكلم عن العمل التطوعي وعن تقديم المساعدة للآخرين , مادة الدراسات الاجتماعية يوجد مجموعة من الدروس التي تتكلم عن السلطنة ومكوناتها البيئية والاجتماعية والاقتصادية وتساعد على تعزيز مفاهيم المواطنة وتنمي المسؤولية الفردية تجاه الوطن وأبنائه, وجاءت التخصصات العلمية- وهي غير مقررة على طالب التعليم الفني- كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء أقل التخصصات دوراً في تعزيز ثقافة العمل التطوعي لدى الطلاب بالمدارس نظراً لتركيزها على الجوانب العلمية البحتة (الدرعي علي , 2021م) رابعاً دور الانشطة المدرسية لا تقتصر أهداف المدرسة الحديثة على تزويد الطالب بالجانب المعرفي فقط بل اتسع نطاقها ليشمل خدمة المجتمع من أجل تطويره نحو الأفضل, وتزويد الطلاب بالقيم والمهارات الحياتية التي تنير حياتهم كالأعمال التطوعية والخيرية من أجل المساهمة في رفعة المجتمع وتخفيف أعبائه وحل بعض المشكلات عن طريق التطوع. للأنشطة الطلابية في المدارس دور واضح في تعزيز العمل التطوعي؛ لأنها تشمل جميع المجالات التي تلبي حاجات الطلبة البدنية والرياضية, والنفسية, والاجتماعية, والثقافية, والعلمية, والمهارات الحياتية, والأنشطة الكشفية, وأنشطة المكتبات والحاسوب, والتي تكون مشوقة ومرغوبة لدى الطلاب, وفي الوقت ذاته تحقق الأهداف التربوية المنشودة, فجميع برامجها يمكن أن تغرس في نفس الطالب قيمة العمل الاجتماعي التطوعي وكذلك يمارس التطوع فيها, فالمجال الثقافي يمكن من خلاله ممارسة التطوع عن طريق الاستفادة من الوسائل الاعلامية والاذاعة المدرسية, والبرامج المسرحية والندوات, وكذلك المجال العلمي لديه الكثير من البرامج التطوعية التي يمكن للطالب أن يمارسها في مجاله من أهم ذلك خدمة البيئة, ونشر ثقافة الاستخدام الأمثل للطبيعة (السعدي محمد, الوبر جواد2020م, ص117-118) المعوقات التي تواجه العمل التطوعي في التعليم الفنييواجه العمل التطوعي في التعليم الفني – شأنه في ذلك شأن كافة الأعمال – عدة معوقات تحد من فاعليته ومن قدرته على أداء دوره في خدمة المجتمع على أكمل وجه, ويمكن تصنيفها إلي: (معوقات اجتماعية, وشخصية, وإدارية و وتنظيمية, وسياسية تشريعية)
وهي معوقات خاصة بتنشئة الفرد الدينية والاجتماعية: وتتمثل في: قصور دور بعض الائمة والدعاة في الحث على القيام بالأعمال التطوعية- عدم تشجيع الأسرة لأفرادها على العمل التطوعي مما يجعل الفرد يفقد الدعم المعنوي من أسرته(لافي إحسان2009م, ص111-112).واعتقاد البعض أن التطوع مضيعة للوقت والجهد, وعدم بث روح التطوع والعمل الجماعي الخيري لأبناء الوطن منذ الصغر (مهدي عائدة 2018 م, ص51-52).
وتتمثل في: عدم إخلاص النية في العمل- تعارض النشاط التطوعي مع وقت الراغبين في العمل التطوعي- عدم وجود الوقت الكافي- جهل المتطوع بما يقوم به من أعمال- عدم قيام الفرد بالمسؤوليات التي أسندت إليه في الوقت المحدد لشعور المتطوع بأنه غير ملزم بأداء العمل في وقت محدد- خوف الفرد المتطوع من الالتزام نحو المؤسسة التطوعية؛ بحيث لا يمكنه التخلي عن العمل التطوعي مستقبلاً- استغلال بعض الأفراد عواطف الناس للتصدق عليهم(لافي احسان مرجع سابق, ص112) والجهل بأهمية العمل التطوعي, وعدم القيام بالمسؤوليات التي أُسندت إليه في الوقت المحدد, السعي وراء الرزق والأموال,عزوف بعض المتطوعين عن التطوع في مؤسسات ليست قريبة من مناطق سكنهم, واستغلال مرونة التطوع إلى حد التسيب والاهمال (خليل الشايجي 2013م)
- عدم وجود ادارة خاصة بالمتطوعين والاهتمام بشؤونهم وتوزيع الاعمال والمهام. - قصور الاعلام عن الاعلان الكافي عن أهداف المؤسسات الخيرية والتطوعية. - عدم التوعية المستمرة لأفراد العمل التطوعي من خلال عقد المؤتمرات وورش العمل. - عدم توفر برامج خاصة بالمتطوعين. - الوقوع تحت أسر عاملين ذو شخصيات وعقول قوية ومتحجرة غير عابئين بتحقيق أهداف المؤسسات التطوعية والخيرية. - الخوف من الجديد والانفتاح. - تقييد العضوية لبعض الاشخاص ورفض اخرين (خليل الشايجي, المرجع السابق)
- المشكلة الاقتصادية والتمويل المالي, وهذا أهم شيء من المعوقات. - هجرة الكثير من أهل الريف إلى المدن بحثاً عن عمل, وهؤلاء ليس لهم عمل واستقرار فهم كثيرو الترحال بحثاً عن العمل مما جعل توافر المتطوعين أمراً شاقاً للغاية. - بعض الشباب مصاب بإحباط نظراً لما يعانونه من البطالة وقلة الدخل, فآثروا الانطواء على أنفسهم وانعزالهم عن المجتمع. - سيطرة أشخاص من ذوي السمعة السيئة على جمعيات العمل التطوعي لتحقيق مآرب شخصية لهم (عبيد منصور2007م, ص35-36) المبحث الثاني: التنمية المستدامة مفهوم التنمية المستدامةالتنمية المستمرة, والعادلة, والمتوازنة, والمتكاملة والتي تراعي البعد البيئي في جميع مشروعاتها, والتي لا تجني الثمار للأجيال الحالية على حساب الأجيال القادمة(محمد أبوالنصر, مدحت ياسمين 2017م, ص82) وتعرفها الباحثه بأنها: التنمية المستدامة إطار عام لتحسين جودة الحياة ككل في الوقت الحاضر ولا يؤثر على الأجيال القادمة في وجود حياة أفضل لهم أي هي تلك التنمية التي يديم استمراريتها الناس, فهي حالة لا تتعارض فيها المنفعة عبر الزمن, ولا يتعارض فيها الاستهلاك عبر الزمن أي تحافظ على إدارة الموارد بطريقة صحيحة بحيث تحافظ على فرص الانتاج في المستقبل. أهداف التنمية المستدامة: لقد حددت للتنمية المستدامة أهداف واضحة المعالم حيث تنطلق التنمية المستدامة من مبدأ ضمان عدم الاضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها, ويتطلب عدم استنزاف الموارد الطبيعية عندما تلبي الاجيال المعاصرة حاجاتها من الطاقة, أي أن واجب هذا الجيل اعتماد التنمية المستدامة التي تتحقق من خلال التفاعل بين الاقتصاد والمجتمع والبيئة بشكل يحقق العدالة الاجتماعية, ويحافظ على البيئة من حدوث التلوث وعلى الموارد الطبيعية من الاستنزاف, كما أن الهدف الأمثل للتنمية المستدامة التوفيق بين التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة وتنشيط النمو, وتلبية الحاجات الانسانية, ضمان مستوى سكاني مستقر, المحافظة على قاعدة الموارد وتعزيزها, وتحقيق نوعية حياة أفضل للسكان , تعزيز وعي السكان بالمشكلات البيئية القائمة, تحقيق نمو اقتصادي تقني يحافظ على الرأسمال الطبيعي الذي يشمل الموارد الطبيعية والبيئية, وكل هذا يتطلب تكاتف الجهود(كافي هبه 2017م, ص36-37) كما تسعى التنمية المستدامة على المستوى العالمي إلى تحقيق أهداف كما يلي: 1- تحقيق حياة أفضل نوعياً للمواطنين من خلال المحافظة على مقاييس البيئة العمرانية. 2- احترام البيئة الطبيعية, من خلال تحقيق انسجام بين أنشطة السكان الاقتصادية والحياتية وبين البيئة. 3- زيادة إدراك المواطن العالمي بالمشكلات البيئية, من خلال إشراكهم في العملية التنموية من خلال إعداد ومتابعة خطط التنمية المختلفة. 4- تحقيق استخدام رشيد عقلاني للموارد الطبيعية خاصة التي تتناقص بمرور الزمن, عن طريق عدم استنزافها لموارد الأجيال القادمة. 5- ربط التطور التكنولوجي بالأهداف المجتمعية, عن طريق استغلال التكنولوجيا لخدمة المجتمع ونوعية حياة الأفراد والعملية التنموية. 6- تحقيق نمو اقتصادي تقني يراعي الموارد الطبيعية ويحافظ على الثروات الطبيعية المختلفة( صاطوري الجودي 2018م). أهمية التنمية المستدامة: تعد التنمية المستدامة الدعامة الاساسية التي يقوم عليها المجتمع, فكلما امتلك المجتمع نظاماً نجده امتلك معظم مقومات التطور, ويكون قادر على مواجهة تحديات العصر (الزغبي زهير 2006م, ص34) كما تنبع أهمية التنمية المستدامة في كونها تساهم في رفع المستوى الثقافي للفرد والمجتمع عبر تطوير المعرفة التربوية للعنصر البشري والتدريب, وأيضا للمساهمة في رفع العملية التعليمية, ويساهم قطاع التربية والتعليم في تطوير الفكر العلمي, علما بأن لكل مجتمع ثقافته ونسقه الخاص, كما ساهمت تطور الحركة العلمية في تناول الظواهر الإنسانية ولذلك سميت "بعلم التربية", وانتقل علم التربية إلى الاهتمام بمجموع الظاهرة التربوية وهو ما يسمى الآن بعلوم التربية التي أصبحت تنظر إلى التربية كظاهرة مركبة وهي بمثابة فعالية إنسانية تتداخل فيها عدة عناصر, وانطلاقاً من أن العلاقة بين التربية والمجتمع, علاقة متشابكة مترابطة وأن دور التربية في تغيير المجتمع وإصلاحه, أمر لا يستهان به, فالتربية بمؤسساتها, وبخاصة المؤسسة التعليمية تشكل دوراً أساسياً في مواجهة تحديات التحولات العميقة التي تمر بها مصر الآن, والتعرف على أبعادها وآثارها وآلياتها, وذلك من أجل إعداد الإنسان المصري القادر على استيعاب منجزات العصر, والتعامل مع المستقبل, فالتعليم في المجتمع المصري أصبح عليه مسئولية ضخمة في بناء قادة المستقبل, من خلال اكسابهم مجموعة من القيم والاتجاهات والمهارات والمعلومات التي تؤهلهم للتعامل الواعي والراقي مع تحديات العصر بتداعياته(أحمد سمير 2021م, ص365) واقع التنمية المستدامة في مصر: تسعى التنمية المستدامة في مصر لتحقيق عدة أهداف بيئية واقتصادية واجتماعية, باعتبارها عملية واعية طويلة الأجل ومستمرة ومتكاملة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية فنجد أن هدفها يتمثل في مجموعة أهداف فرعية اقتصادية واجتماعية وبيئية يتركز في إحداث أو إجراء تغيرات جوهرية في البنية الأساسية للمجتمع دون الضرر بالبيئة, ومن تلك الأهداف يتضح أبعاد ثلاثة للتنمية المستدامة وهي البعد الاقتصادي, والبعد الاجتماعي, والبعد البيئي (البنا اسلام 2014م, ص22) مؤشرات التنمية المستدامة تقاس التنمية المستدامة بمجموعة من المؤشرات, وتهدف المؤشرات إلى تقييم تقدم الدول والمؤسسات في أهداف التنمية المستدامة على أرض الواقع, ولذلك يقوم باستخدامها المؤول إليهم عمليات صنع القرار, وتتمايز مؤشرات التنمية المستدامة وتنقسم إلى أربعة محاور رئيسية: مؤشرات اقتصادية, ومؤشرات اجتماعية, ومؤشرات بيئية, وأخيراً مؤشرات مؤسسية (النجار محمد 2018م, ص333) 1- مؤشرات بيئية: وتتضمن الحفاظ على رأس المال الطبيعي من خلال حماية البيئة الفيزيائية الحيوية, وتجنب استنفاذ مصادر المواد الخام, والحفاظ على التنوع البيولوجي ( Santos Marcelo,2021,p4 ) 2- المؤشرات الاجتماعية: وتتضمن الحفاظ على رأس المال البشري أو مخزون جميع الأصول والقدرات الشخصية( أي داخل الفرد), مثل: الصحة والمعرفة والتعليم والخبرات والمهارات, والتنشئة الاجتماعية ( SantosMarcelo,2021,p4) 3- مؤشرات مؤسسية: وتتضمن القواعد أو الهياكل الاجتماعية التي تمكن رأس المال البشري لتحقيق الأهداف من منظور الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية Santos) Marcelo,2021,p4) 4- مؤشرات ثقافية: وتتضمن الحفاظ على الموارد الملموسة(المعالم الأثرية, والمتاحف) والموارد الثقافية غير الملموسة( المعارف والمهارات الموروثة) Santos Marcelo,2021,p4)) مؤشرات اقتصادية: وتتضمن الحفاظ على رأس المال النقدي(المالي والاقتصادي) عن طريق تخصيص الموارد وتوزيعها بكفاءة مع مراعاة حدود النمو السكاني ( Santos Marcelo,2021,p4). متطلبات التنمية المستدامة يمكن حصر متطلبات التنمية المستدامة حيث تمثل الإطار العام لعملية التنمية المستدامة ويلزم تفسيرها وفق المنظومة الحضارية التي تجري فيها جهود التنمية, حيث تتأثر تلك المتطلبات بطبيعة المنطقة الحضارية والثقافية والفكرية ومن هذه المتطلبات: القصد في استهلاك الثروات والموارد الطبيعية: حصر الثروة الطبيعية والموارد المتاحة في الوقت الحاضر وتقدير ما قد يجد من موارد مستقبلية. سد الاحتياجات البشرية مع ترشيد الاستهلاك: التعرف على الاحتياجات البشرية القائمة والمستقبلية في المنطقة وأولوياتها. العناية بالتنمية البشرية في المجتمع: العمل على بناء مجتمع قائم على المعرفة بما في ذلك التنمية البشرية, وتوفير المعرفة ومصادر المعلومات وسبل التعلم, وتشجيع الابتكار وتوظيف الملكات المحلية. التنمية الاقتصادية الرشيدة بتبني برامج اقتصادية مبنية على المعرفة. الحفاظ على البيئة بالاهتمام بالبيئة الخاصة والعامة وصيانتها بالعمل على تلبية متطلبات الحفاظ عليها على أساس من المعرفة, مع الدراية بأن صلاح البيئة العامة يؤثر على البيئة الخاصة. الشراكة في العلاقات الخارجية والداخلية أي توطيد علاقات التعاون والشراكة في المعلومات داخل المنطقة والتبادل المعرفي مع الخارج بداية بالمناطق ذات الطبيعة المشابهة (شنفاني نوال, خوني رابح2020م, ص75-76) علاقة التعليم الفني بالتنمية المستدامة التعليم الفني هو أساس لجهود التنمية في أي مجتمع من المجتمعات, وأهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به هذا النوع من التعليم في دفع عجلة التنمية وتحقيق أعلى معدلاتها حيث أن خطط التنمية مهما كانت درجة قوتها فإنها لا يمكنها أن تحقق أهدافها ومعدلاتها المستهدفة إلا إذا توافرت لها الكوادر البشرية المؤهلة علمياً وتقنياً في كافة مجالات العمل والانتاج (عبدالسلام جلال2015م, ص297-308) قد عُني الباحثون والدارسون للتنمية بالتعليم الفني وأهدافه وأسسه ومخرجاته التي تقوم عليها برامج التنمية , فبمقدار ما تتم صياغة فلسفة التعليم العام والفني وسياساته وأهدافه وبرامجه صياغة جيدة تراعي احتياجات المستقبل من القوى العاملة المؤهلة والمدربة لتحقيق برامج تتم الاستفادة من نتائجه بصورة إيجابية وجيدة , أما إذا وضعت هذه الأهداف والبرامج التعليمية دون مراعاة لحاجة المجتمع وتوقعاته المستقبلية فإن ذلك يؤخر مسيرة برامج التنمية , بل قد يتحول ذلك إلى معوقات تقف أمام تلك البرامج وتشكل مع مرور الأيام تراكماً من المشكلات تصعب معالجته (عبدالسلام جلال 2015م,ص305- 306) كما أن دور التعليم الفني في التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة هو النهوض بدور التعليم والتدريب الفني والمهني في تحقيق التنمية الصناعية يتطلب توفير التدريب على أحدث أنواع التكنولوجيا المستخدمة في الصناعة مع الاهتمام بالتخصصات الفنية في مجال الصناعات كثيفة العمال والصناعات التصديرية وفي مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات , كما أن تغيير نظرة المجتمع السلبية لخريجي التعليم الفني تساعد في التنمية للمجتمع ويمكن ذلك من خلال عدة طرق أهمها عدم ربط الالتحاق بالتعليم الفني بالحصول على درجات أقل في المراحل التعليمية الاساسية ورفع مستويات أجور خريجي التعليم الفني وتحسين أوضاعهم وظروف العمل بالنسبة لهم, وتوجد علاقة موجبة بين التعليم الفني والقيمة المضافة للصناعة باعتبارها مؤشراً للتنمية الصناعية الشاملة والمستدامة, بمعنى أن زيادة التعليم الفني تؤدي إلى زيادة القيمة المضافة للصناعة (عمارة أميرة 2020م, ص174-176) أبعاد التنمية المستدامة: للتنمية الاقتصادية ثلاثة أبعاد رئيسية هي: البيئة والمجتمع والاقتصاد, وعند النظر إلى هذه الركائز على أنها دوائر متداخلة ذات أحجام متساوية, نجد أن منطقة التقاطع عند المركز تمثل رفاهية الانسان؛ فكلما اقتربت هذه الدوائر من بعضها, شريطة أن تكون مكملة لبعضها لا على حساب بعضها, ازدادت منطقة التقاطع (نوزاد الهيتي نوزاد, المهندي حسن, 2008م, ص13) خصائص التنمية المستدامة 1- تتميز بأهمية البعد الزمني وتأثيره, حيث تعد طويلة المدى قدر الإمكان مع محاولة التنبؤ بالمتغيرات المرتبطة بها خلال تلك الفترة المستقبلية. 2- تراعي الاحتياجات المختلفة للأجيال القادمة في مختلف الموارد الطبيعية والاقتصادية. 3- تهدف بالأساس إلى تلبية الحاجيات الأساسية للمواطنين وتحسين الحياة الماديةوالاجتماعية. 4- تضع في اعتبارها الحفاظ على محتوى المحيط الحيوي الطبيعي وعناصره, أي أنها تنمية تعتمد على عدم استنزاف الموارد الطبيعية. 5- يهتم العاملين عليها بمحاولة التنسيق بين المشروعات الاستثمارية وبين الحفاظ على الموارد قدر الإمكان وذلك لتحقيق أفضل استفادة ممكنة (صاطوري الجودي,مرجع سابق) التحديات التي تحول دون تحقيق التنمية المستدامة في مصر: 1- عدم استقرار السياسات التنموية والاقتصادية: وهو ناتج عن غياب الأمن والسلام كعقبة نحو التنمية المستدامة , واستنزاف الموارد المادية التي تؤثر على الموارد البشرية والثروات القومية. 2- مشكلة الفقر: والتي تزداد مع زيادة الأمية ومن ثم البطالة, بالإضافة إلى الاستخدام غير الرشيد للموارد الطبيعية, فتغيير أنماط الاستهلاك غير المستدامة وحماية قاعدة الموارد الطبيعية وإدارتها من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية, تعد أهداف ومتطلبات شاملة وأساسية للتنمية المستدامة, كما أن الفجوة الكبيرة بين الطبقات تقسم المجتمع البشري إلى أغنياء وفقراء وهذا بدوره يهدد الازدهار والأمن. 3- زيادة حجم السكان: هجرة السكان من الريف إلى الحضر يمثل عقبة حقيقية أمام الجهات المسئولة في تلك الدول عند وضع الخطط والسياسات والتخطيط التنموي والاقتصادي السليم والذي يساعد على تقديم الخدمات بصورة فعالة(العبيد ضرار 2008م,ص14-15) 4- ضعف إمكانيات بعض المؤسسات التعليمية: تأخر تلك المؤسسات عن تقنيات وأساليب البحث العلمي السليم وعدم مواكبة التقدم السائر في العالم, يجعلها غير مفيدة في المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع. 5- عدم موائمة بعض التقنيات والتجارب التنموية: هناك بعض التجارب التنموية المستوردة من دول أخرى أكثر تقدماً, وهي لا تتوائم مع مجتمعاتنا بسبب اختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للدول المتقدمة عن الدول النامية, ونقص الكفاءات القادرة على التعامل مع تلك التقنيات لتحقيق التنمية المستدامة. 6- العولمة وآثارها: وهي بدورها تحد من قدرة وإمكانيات تلك الدول وخاصة في مصر في تحقيق التنمية المستدامة, فتدفق الاستثمارات وحركة الأموال وتغييراتها السريعة طرح العديد من التحديات التي تواجه الدول لكي تواكب هذه التغييرات العالمية وتساير الدول الأخرى في تقدمها, بمثابة عبء على عاتقها ويقلل من فرص تحقيق التنمية المستدامة. 7- مواصلة الحصار الاقتصادي: يؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وينعكس سلباً علي قدرات الدول في التزامها بمسئوليتها تجاه التنمية المستدامة. 8- عدم وفاء الدول المتقدمة بتقديم المساعدات: فالدول المتقدمة وعدت بتقديم برامج إصلاحية ومشروعات بيئية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة(العبيد ضرار,مرجع سابق, ص14-15) مما سبق يتضح أن من ضمن متطلبات التنمية المستدامة المشاركة المجتمعية وخدمة المجتمع وهدفنا في الدراسة تعزيز ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب التعليم الفني لأن الانترنت الآن يجعل الناس منطوية على نفسها فالطالب لابد أن يكون لديه القدرة على العمل التطوعي وخدمة مجتمعه مثل مساعدة الناس في المجتمع من حوله نتائج الدراسة: توصلت الدراسة النظرية إلى عدة نتائج :-
هوامش الدراسة
ثانياً المراجع الأجنبية:
| ||||
References | ||||
هوامش الدراسة
ثانياً المراجع الأجنبية:
| ||||
Statistics Article View: 335 PDF Download: 188 |
||||