فاعليـــة تنظيـــم المدخـــلات الحسيــــة (الحــس الدهليــزي( فـــي تحسيـــن التكامـــل الحســـي للتوحدييـــن

              مركز أ . د . احمد المنشاوى

              للنشر العلمى والتميز البحثى

                    مجلة كلية التربية

                   =======

فاعليـــة تنظيـــم المدخـــلات الحسيــــة (الحــس الدهليــزي(

فـــي تحسيـــن التكامـــل الحســـي للتوحدييـــن

إعــــــــــــــــــــــداد

        أ/د خضر مخيمر أبوزيد                                         أ.د/ صابر أحمد جلال

        أستاذ علم النفس التربوي                                            أستاذ متفرغ مناهج وطرق التدريس 

     كلية التربية- جامعة اسيوط                                                 كلية التربية- جامعة اسيوط                                                                             khader.mohamed@edu.aun.edu.eg                      sabergalal60@edu.aun.edu.eg

أ/تسبيح محمد مصطفي درويش

ماجستير في التربية (تخصص توحد)

كلية التربية- جامعة اسيوط

tassbeh.darwesh@gmail.com

   }المجلد الواحد والأربعون– العدد الرابع– أبريل2025 م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص

هدف البحث الي قياس فاعلية تنظيم المدخلات الحسية )الحس الدهليزي( في تحسين التكامل الحسى للتوحديين، وقياس تطور أداء أطفال اضطراب التوحد في مختلف جوانب حياتهم، واقتصرت مجموعة البحث الحالية علي (  5 ) أطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد تراوحت أعمارهم بين (3– 5) سنوات، بمحافظة أسيوط ، حيث تم التطبيق بمنتجع بلوترى للتربية الخاصة  خلال العام 2023، وتوصلت النتائج التقدم الملحوظ في مستوي اداء الاطفال ذوي اضطراب التوحد المجموعة التجريبية في تحسين التكامل الحسي لديهم. وأوصي البحث توفير تجارب حسية جيدة للحس العميق والدهليزي واللمسي، وتساعد في التغلب على المشكلات التي تواجه العديد من أطفال اضطراب التوحد في القدرة على الاستيعاب ومعالجة المعلومات الحسية، وتشجع القدرات في النهاية لتحسين التوازن والحركة الثابتة، واوصت بتصميم ابحاث ودراسات تتناول التكامل الحسي باستخدام بعض استراتيجيات التدريس الفعالة في تطوير وتحسين المهارات الاجتماعية والعقلية لدي اطفال اضطراب التوحد بصفة خاصة وأطفال التربية الخاصة بصفة عامة.

الكلمات المفتاحية: المدخلات الحسية، (الحس الدهليزي(، التكامل الحسي للتوحديين.

The effectiveness of regulating sensory input (vestibular sensation) in improving sensory integration for autistic people

prof / Khadar mkahmer

Professor of Educational Psychology

Faculty of Education - Assiut University

khader.mohamed@edu.aun.edu.eg

D / saber Ahmed gala

Emeritus professor of teaching methods

Faculty of Education - Assiut University  

sabergalal60@edu.aun.edu.eg   

Tasbih Muhammad Mustafa Darwish

Master of Education (Autism Specialization) 

Faculty of Education - Assiut University  

tassbeh.darwesh@gmail.com                           

Abstract

It aimed to measure the effectiveness of organizing sensory inputs (vestibular sense) in improving sensory integration for autistic people, and to measure the development of the performance of children with autism disorder in various aspects of their lives. The current research group was limited to (5) children with autism spectrum disorder, aged between (3-5) years, in Assiut Governorate, where the application was carried out at the Bluetree Special Education Resort during the year 2023. The results showed noticeable progress in the level of performance of children with autism disorder in the experimental group in improving their sensory integration. The research recommended providing good sensory experiences for deep, vestibular and tactile sense, and helping to overcome the problems facing many children with autism disorder in the ability to absorb and process sensory information and ultimately encouraging abilities to improve balance and steady movement. It recommended designing research and studies that address sensory integration using some effective teaching strategies in developing and improving social and mental skills in children with autism disorder and children with special education in general.

Keywords: Sensory inputs, (vestibular sense), sensory integration of autistic people.

مقدمة البحث

يعد اضطراب التوحد Autism Spectrum Disorder  (ASD)أحد أنواع إعاقات النمو التي تتصف بالعجز المستمر في التفاعل والتواصل الاجتماعي والانماط المتكررة والمقيدة للسلوكيات والاهتمامات وذلك حسب معايير التشخيص الواردة في الدليل التشخيص والاحصائي الخامس(V-DSM) (أكيلا وآخرون، 2017 ، 259)

ويظهر الشكل الآخر من الاستجابات الحسية  Enhanced Perception - ENH-لدي هذه الفئة بدقتهم وقدرتهم العالية علي التركيز في كثير من المثيرات ، فكثير منهم يتميزون بقدرتهم الفائقة علي تمييز الأصوات أو تمييز الأنماط البصرية المختلفة Little, et al., 2015; Ausderau, et al., 2014 ، ولأهمية هذه الاضطرابات وزيادة انتشارها لدي أطفال اضطراب التوحد اشار الدليل الاحصائي والتشخيصي للإضطرابات العقلية بطبعته الخامسة (DSM-5)  الي اعتبار الاستجابات غير الاعتيادية للمدخلات الحسية واحدة من الأعراض السلوكية الأساسية في تشخيص اضطراب التوحد بدلاً من اعتبارها أحد الأعراض المصاحبة ، إذ يمكن اعتبار ردة الفعل الشديدة نتيجة تغير الطعم أو الرائحة والملمس وقوام الطعام من مميزات اضطراب التوحد Sharon, 2014; American Psychiatric Association, 2013 ويشكل التباين في السمات الحسية لدي الأطفال ذوي اضطراب التوحد فهم طبيعة الاضطراب وفي القدرة علي تفسير خصائصه والتخطيط للتدخلات العلاجية الممكنة al., 2015; Ausderau, et al., 2014 Little, et ويعتمد التدخل عن طريق التكامل الحسي علي نظرية التكامل الحسي التي وضعت من قٍبل Ayers 1991 وهو عبارة عن تدخل يعتمد علي أنشطة تهدف الي تنمية القدرة علي التمييز والاستثارة الحسية وخاصة عن طريق اللمس ، والنظام الدهليزي ، والتحفيز ، والمشاركة النشطة ، والاستجابة التكيفية (Bundy et al 2002 , 479( ويعاني أطفال طيف التوحد من صعوبات في دمج الخبرات الحركية والحسية.               

ولذلك من المهم التدخل لهؤلاء الأطفال باستخدام التكامل الحسي معتمدين علي الواقع الفعلي والملموس لطبيعة ، وخصائص أطفال التوحد لأنهم يختلفون عن الأطفال العاديين (Jung et al 2006 , 145)

ويقوم التكامل الحسي علي تنظيم حواس الطفل التوحدي لتصله المعلومة وتحلل بطريقة صحيحة عن طريق المخ ، ومن جهه أخري يربط بين الحواس المختلفة لتقوم بعملها كنظام متكامل ، والنظام الدهليزي بالمخ هو المسؤول عن التوازن والحيز والفراغ وتحديد الاتجاه ، مثل عدم تحمل اصوات معينة ؛ فهو لا يدرك الفرق بين نبرة الصوت أو تحديد الاتجاهات وتقدير الفراغ والتذوق والتركيز والانتباه والادراك ، وهنا يظهر عمل المعالج الوظيفي المختص بمجال التكامل الحسي ؛ لما له من أهمية بالغة في الاعتماد علي حاسه اللمس بالدرجة الأولي ثم يليه حاسه السمع والبصر ، وفوق ذلك ينضبط ويتحسن سلوك الطفل التوحدي ؛ تواصله وتفاعله مع الأخرين (موسي ، 2013، 12) .

مشكلة البحث وأسئلتها.

لاحظت الباحثة بعض الاعراض المبكرة على الأطفال الرضع فمثلا بعض الأطفال الرضع لا يستطيعون الاستدارة في فراشهم والبعض لا يزحف أو يحبو أو بعضهم يتأخر في الوقوف او المشى ونجد ان لديهم بعض المشكلات في ربط حذائهم أو ركوب دراجة وكما اننا نجد بعضهم  لا يسير بطريقة عادية أو يجرى بطريقة غريبة ومنهم من يتعرقل دائما عند السير

,ولاحظت أيضا ان الأطفال لديهم مشكلة عدم الاتزان في السير بسبب صعوبة  حركه معين أو مشكلة عضليه , اما الأطفال ذوى مشكلات التكامل الحسى ,فالأعصاب والعضلات تعمل لديهم بشكل جيد ولكن المشكلة تكمن في تنظيم المعلومات بشكل جيد .

ويحدث اضطراب التكامل الحسي عندما لا يقوم دماغ الطفل بتفسير وتنظيم المعلومات الحسية بشكل ملائم مما يجعله غير قادر على الاستجابة بشكل فعال، ويؤثر هذا الاضطراب على تطور الطفل الاجمالي وعلى مشاركته في أنشطة الحياة اليومية حيث أن دماغه غير قادر على تفسير وتنظيم المعلومات الحسية  Kranowitz, 20005 P.41 لا يستطيع الطفل دمج المثيرات الحسية القادمة من العينين والاذنين واليدين وباقي أجزاء جسمه المختلفة فقد يسمع او يرى الأشياء ولكنه لا يستجيب استجابة جيدة لها,  فقد يرفض الطفل الاستحمام لوجود حساسية لمسية لديه على صعيد بشرته ، كما قد يرفض تناول طعام معين لوجود حساسية مفرطة على صعيد الفم لمذاق معين أو لقوام معين من الاطعمة، وقد يغضب عند أداء مهمة تعليمية معينة نظراً لأنه ينزعج من لون الوسيلة التعليمية المستخدمة أو لون القلم المستخدم، أو قد نجده يعاني من عدم التركيز لان منزعج من صوت المكيف (الشامي، 2004 ،306 – 308 ) .

وتتضح أهمية تشخيص الاضطرابات الحسية لدي الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد في مساعدة الأخصائيين علي تقديم العلاج المناسب لهذه الفئة ؛ إذ أن فهم طبيعة اضطرابات المعالجة العصبية للمعلومات الحسية التي تتعارض مع ظهور سلوكيات منظمة وهادفة تشكل الأساس لمهارات التعليم والتطور الطبيعي للفرد Watling Dietz, 2007 ؛ فهذه الاضطرابات تؤثر سلباً علي جميع جوانب حياة الفرد التكيفية والمعرفية والاجتماعية والأكاديمية ، وترتبط مع مستويات عالية من السلوكيات النمطية والمتكررة لدي الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد Jung, et al., 2006 لذا ينظر الكثير من الباحثين للاضطرابات الحسية علي أنها سبب في الاثارة الذاتية لدي أطفال هذه الفئة Case-Smith & Bryan, 1999 .

وقد أسفرت العديد من الدراسات عن ان بعض الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم خلل في النظام الحس حركي والذي يساعد في دمج الاشارات الخاصة باللمس والحركة  معاً ، حيث يوجد مستقبلات حسية في الأربطة والعضلات والمفاصل ، ويعد تطور هذا النظام الحسي في غاية الأهمية لاكتساب المهارات الخاصة بمسك الأشياء ( مثل التقاط ورمي الكرة وتسلق السلم) ، كما أوضحت دراسات أخري أن بعض الأطفال ذوي اضطراب طيف          التوحد لديهم طريقة مميزة في المشي ؛ فهم يمشون علي أطراف أصابعهم ، وفي الحقيقة        أنهذه الطريقة في المشي تظهر لدي الطفل العادي في سن الثالثة ، ولكنها تستمر مع الطفل          ذوي اضطراب طيف التوحد في سن أكبر من ذلك ، وقد يكون السبب وراء ذلك خلل في           الجهاز العصبي أو قصور في الحس الدهليزي المسئول عن التوازن الحركي                    (محمد صبري وهبه 2018 ، 155) .

يعاني بعض أطفال اضطراب طيف التوحد قصور في الاستجابة الحسية بكل أشكالها السمعية والبصرية واللمسية والدهليزية ..... الخ ، ويتفق كل من الزريقات (2010 ، 40) ، الجلبي (2005 ، 136) علي ان معظم أطفال اضطراب طيف التوحد لديهم قصور واضح في كل من الانتباه والادراك .

وأشارت نهله مصطفي 2016 ، وهيام فوزي 2018 ، الي ان الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون من مشكلات في معالجة المعلومات الحسية ، مثل حساسية النظام اللمسي وضعف الوعي بوضعيه الجسم في الفراغ ، واستقبال الحس العميق ، وضعف المعلومات الحسية المتمثلة في الحس الدهليزي ، مما يؤدي الي ظهور سلوكيات سلبية غير ملائمة مثل الصراخ والعض وتكرار ملامسة المحيطين والاستثارة الذاتية والدوران والرفرفة وكل هذه السلوكيات تعيق نمو الطفل وتطوره وتفاعله الاجتماعي  .

وقمت باجراء دراسة استكشافية على أطفال اضطراب التوحد ويكون عددهم 5  يعانون من قصور في الحس الدهليزى وتطبيق القائمة الحسية the sensory checklist   أعداد sue larkey يشعرون بالاتزان فهم يحاولوا عمل استثارة حسية حركية لذاتهم ,يتأرجح أو يهتز للخلف والأمام عندما يكونون جالسين او واقفون والبعض منهم يقوم بالدوران السريع حول نفسهم او حول الغرفة او حول الطاولة، والبعض منهم يخاف او يتجنب الحركة المفاجئة , والبعض منهم يخاف اذا رفع قدمية عن الأرض والبعض منهم يخاف من الجلوس لقضاء حاجتهم في الحمام وكل ذلك يندرج تحت الحسى الدهليزى، وقد تبين مدى درجة كل طفل منهم من الاضطراب الحسى لهم و وضع الخطة العلاجية لهم .

• ويعد الجهاز الدهليزي من المستقبلات ذات الحساسية بالغة الدقة، والتي تتعلق بتحديد وضع الجسم والتغيرات في أوضاعه والتي ترتبط بتوازن الجسم أثناء الثبات والحركة (ايناس الطوخي ، 2005  : 129) ، فالجهاز الدهليزي له تأثير في عملية ضبط الحركة ، فانه يؤدي الي النمو الحركي والتخطيط الحركي لدي الطفل (عطية محمد ، 2022) .
• وتشير الدراسات المتعلقة باضطراب التوحد الي انتشار اضطرابات التكامل الحسي بشكل كبير لدي أطفال هذه الفئة وبنسبة تتاروح بين (69 – 90%)؛ حيث تؤدي هذه الاضطرابات بشكل واضح الي صعوبات في مختلف جوانب الحياة من خلال التأخر في تطور المهارات الحركية الدقيقة والمهارات الحركية الكبيرة والمهارات الحركية والمهارات الاجتماعية ومهارات اللعب ، وانخفاض في الاستجابات التكيفية وضعف الثقة بالنفس واحترام الذات أو كلاهما (Schoen , et al , 2009 ; Fazlioglu & Baran , 2008 ; Leekam et al 2007 ; Baranek et al , 2006)

 وفى ضوء تحديد المشكلة برز السؤال الرئيس التالى:

ما فاعلية تنظيم المدخلات الحسية (الحس الدهليزي( في تحسين التكامل الحسى للتوحديين؟

أهداف البحث :

• قياس فاعلية تنظيم المدخلات الحسية )الحس الدهليزي( في تحسين التكامل الحسى للتوحديين.
• قياس تطور أداء أطفال اضطراب التوحد في مختلف جوانب حياتهم .

اهمية البحث :

1. اسهم البحث الحالي في مجال البحث العلمي في مجال اضطرابات التكامل الحسي والحس الدهليزي وعلاجها لدي اضطراب التوحد.
2. طبق البرنامج علي أطفال طيف التوحد والتحقق من تحسن أدائهم ، وتشجيع أولياء أمورهم علي تهيئة البيئة لهم مما يساعد علي تحسين الانتباه والادراك لدي أطفال اضطراب التوحد .
3. أسهم نتائج البحث في توجيه القائمين علي رعاية هؤلاء الأطفال إلي أفضل الأساليب التي من شأنها تحسين تنظيم المدخلات الحسية من خلال الحس الدهليزي.

حدود البحث :

الحدود البشرية : اقتصر البحث الحالي علي أفراد الدارسة المكونة من (  5 ) أطفال من ذوي اضطراب التوحد تراوحت أعمارهم بين (3– 5) سنوات .

• الحدود المكانية : أجري البحث بمحافظة أسيوط .
• الحدود الزمنية : أجري البحث خلال العام 2023 .
• الحدود المؤسسية : اقتصر البحث علي أطفال التوحد بمحافظة اسيوط بمنتجع بلوترى للتربية الخاصة .

مصطلحات البحث :

1. الحسي الدهليزي (التوازن) النظام إلدهليزي:Vestibular)) :

يعرف اجرائيا:  الحس أوالجهاز الدهليزي بنظام التوازن ، فهو يزود بالمعلومات عن حركة الجسم والرأس، والجاذبية الأرضية ، وعلاقة الجسم بالفراغ ، فهو له تأثير في عملية ضبط حركة الطفل ، فانه يلعب دورا كبيرا في النمو الحركي والتخطيط الحركي ، وهذا يشمل حركة أعضاء الكلام والنطق مثل اللسان والشفتين والفكين التي يحتاجها لإنتاج عملية اللغة والكلام ، وبوجه عام فان اليات المحافظة علي وضع الجسم في الفراغ لها تأثير علي أنماط حركة الكلام أيضا.

2. المدخلات الحسية Sensory input

تتبني البحث التعريف الاجرائي التالي:  كلاً من (Guyton 2006:586 & Thomas Brandt 2003:387) : هي معلومات من مستقبلات حسية تمكن الفرد من التحكم في قوامه وحركته بالتنسيق مع معلومات حسية تصدر من المدخل الجسدي Somatosensory input من الإحساسات العميقة deep sensation ، والسطحية superficial sensation الموجودة في الجلد، والعضلات، والأوتار، والمفاصل ، ومعلومات تصدر من المدخل البصري sual inputVi ، وأخرى تصدر من المدحل الدهليزي Vestibular input وتتجمع هذه الرسائل في الحهاز العصبي المركري ، وتعطى معلومات كاملة عن الوضع والحركة للفرد .

منهج البحث

لتحقيق غايات البحث الحالي استخدمت الباحثه المنهج شبه التجريبي ، الذي يتم فيه التحكم فيه المتغيرات المؤثرة في ظاهرة ما باستثناء متغير واحد يقوم الباحث بتطويعه ، وتغييره بهدف تحديد وقياس تأثيرة علي الظاهرة موضع البحث .

أدوات البحث :         

تحقيقاً لأهداف البحث الحالية قامت الباحثة باستخدام عدة أدوات وهي : برنامج قائم علي تنظيم المدخلات الحسية من خلال الحس الدهليزي ، قائمة مهارات ، بطاقة ملاحظة قائمة مهارات أطفال التوحد ، مقياس كارز لقياس وتحديد حالات التوحد ، ويتم التأكد من خصائصها السيكومترية  من خلال مجموعة الاجراءات .

نتائج البحث:

للاجابة عن السؤال الرئيس للبحث:

تضمنت هذه النتائج، الإجابة عن السؤال الذي ينص على: ما فاعلية برنامج قائم على تنظيم المدخلات الحسية

 (الحس الدهليزي) في تحسين التكامل الحسي لدى عينة من أطفال اضطراب التوحد؟
وللإجابة على هذا السؤال تم تناول النتائج المتعلقة بالفرض الأول:

أولا: النتائج المتعلقة بالفرض الأول:

    للتحقق من صحة الفرض الأول الذي نص على أنه: لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0,05≥α) بين رتب متوسطات درجات مجموعة البحث في التطبيق القبلي والبعدي لمقياس التكامل الحسي في الدرجة الكلية للمقياس وفي كل بعد من الابعاد المكونة للمقياس. وللتحقق من الفرض تم التحقق من اعتدالية التوزيع الطبيعي للدرجات مجموعة البحث في مقياس التكامل الحسي تم استخدام مقياس Kolmogorov-Smirnov لحساب إذا كانت الدرجات تتبع التوزيع الطبيعي أم لا، وكانت النتائج كما هو موضح بجدول التالي:

جدول ( 1 ) مقياس Kolmogorov-Smirnov لحساب اعتدالية التوزيع الطبيعي لدرجات مجموعة البحث فى القياس القبلى والبعدي لمقياس التكامل الحسي

يبين الجدول بأن قيمة (k) في مقياس Kolmogorov-Smirnov غير دالة إحصائيا عند مستوى (0.05≥α) مما يدل على أن درجات مجموعة البحث تتبع التوزيع الطبيعى في التطبيق القبلي والبعدى لمقياس التكامل الحسي.

تم التحقق من التوزيع الاعتدالي للدرجات عن طريق استخدام مقياس الاعتدالية باستخدام برنامج SPSS

شكل (1 ) التوزيع الاعتدالي

للدرجات الاطفال في التطبيق البعدي لمقياس التكامل الحسى

يبين شكل السابق أن درجات مجموعة البحث في التطبيق البعدى لمقياس التكامل الحسي تتبع التوزيع الاعتدالي مما يسمح باستخدام مقياس (ت)، للمجموعات المرتبطة paired-Samples T Test (باستخدام برنامج SPSS.V.21) لحساب دلالة الفروق بين متوسطات درجات مجموعة البحث فى القياس (القَبلِي، البعدي) لمقياس التكامل الحسى وتوضيح ذلك من خلال بالجدول التالي:

جدول (2) المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيم "ت" وحجم التأثير لدرجات مجموعة البحث في التطبيق (قَبلِي ـــــ بعدي) لمقياس التكامل الحسى.

يتبين من الجدول السابق أن قيمة "ت" دالَّة إحصائيًّا عند مستوى (0,01) في مقياس التكامل الحسي في الدرجة الكلية للمقياس، وبناءً على ذلك تم رفض الفرض الصفري وقبول الفرض البديل.

جيث توجد فروق ذات دلالة احصائية بين التطبيقين القبلي والبعدي لصالج المجموعة التجريبية من الاطفال مجموعة البحث ويمكن من خلال الجدول السابق نجد أن كل بعد على حده حقق معامل ارتباط قوي وان حجم (ت) الجدولية أثبت فاعلية حيث الحس الدهليزي المكون من اللمس12.074))، والحركة (20.289) والرؤية (14.785) والشم (5.600) والتذوق (20.325) والسمع11.969) ) و قوة العضلات 8.922))، والتناسق والتأزر (12.786) ، المزاج والسلوك (35.186) وجاءت الدرجة الكلية للمقياس (27.511) وهذا يؤكد فاعلية البرنامج حيث جاءت جميعها دالة احصائيا عند مستوى (0,01)،  ويعزي هذا التغير فى سلوك الاطفال مجموعة البحث الى البرنامج القائم على تنظيم المدخلات الحسية من خلال الحس الدهليزي لدي عينة من أطفال إضطراب التوحد، ومن ثم أمكن حساب حجم الاثر لفاعلية البرنامج وجاءت كالتالي:

حجم التأثير:

وتوضيح ذلك من خلال بالجدول التالي:

جدول (3) المتوسطات وقيم "ت" وحجم التأثير لدرجات مجموعة البحث في التطبيق (قَبلِي - بعدي) لمقياس التكامل الحسي.

   يتبين من الجدول السابق قيمة حجم التأثير =  5,02مما تدل على وجود حجم تأثير كبير فى درجات التطبيقين (قَبلِي ـــ بعدي) لمقياس التكامل الحسى، وهذه النتيجة قد تجاوزت القيمة الدالة على الأهمية التربوية للنتائج الإحصائية في البحوث النفسية والتربوية ومقدارها (0.5)، أي أن هناك حجم أثر كبير وقوي ومهم تربوياً لتطبيق البرنامج المقترح القائم علي تنظيم المدخلات الحسية (الحس الدهليزي) في تحسين التكامل الحسى لدي عينة من أطفال إضطراب التوحد

ويمكن توضيح الفرق بين متوسطات درجات مجموعة البحث فى القياسان (قَبلِي ــــــ بعدى) لمقياس التكامل الحسى من خلال الرسم البياني التالي:

شكل (2) التمثيل البياني لمتوسطات لدرجات مجموعة البحث فى التطبيقين (قبلي ــــــ بعدى) مقياس التكامل الحسى

ثانيا: فاعلية البرنامج المقترح القائم علي تنظيم المدخلات الحسية (الحس الدهليزي) في تحسين التكامل الحسى لدي عينة من أطفال إضطراب التوحد:

لقياس فاعلية البرنامج المقترح القائم علي تنظيم المدخلات الحسية(الحس الدهليزي) في تحسين التكامل الحسى لدي عينة من أطفال إضطراب التوحد، تم استخدام معادلة الكسب (لـ بلاك) (Black) وذلك للمقارنة بين متوسطى درجات مجموعة البحث فى التطبيقين القبلى والبعدى لمقياس التكامل الحسى .

ويشير بلاك (Black) إلى أن المتغير المستقل يكون له فاعلية على المتغير التابع عندما تقع نسبة معدل الكسب في المدى من (1- 2) للفاعلية (عبدالحميد، 2011)، ويوضح جدول       (13) فاعلية البرنامج المقترح القائم علي تنظيم المدخلات الحسية (الحس الدهليزي) في تحسين التكامل الحسى لدي عينة من أطفال إضطراب التوحد

جدول ( 3 ) حساب البرنامج المقترح القائم علي تنظيم المدخلات الحسية (الحس الدهليزي) في تحسين التكامل الحسى لدي عينة من أطفال إضطراب التوحد بمعادلة الكسب المعدل       (لـ بلاك).

ويظهر جدول (3) فاعلية البرنامج المقترح القائم علي تنظيم المدخلات الحسية (الحس الدهليزي) في تحسين التكامل الحسى لدي عينة من أطفال إضطراب التوحد فى الدرجة الكلية للمقياس التكامل الحسى وفي كل مهارة من بعد من الابعاد المكونة لمقياس التكامل الحسى.

ثانياً: النتائج المتعلقة بالفرض الثاني:

للتحقق من صحة الفرض الثانى الذي ينص على أنه: لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05≥ α) بين متوسطات درجات مجموعة البحث فى القياسات المتكررة (قَبلِي، وسط، بعدي) في مقياس التكامل الحسي، وللتحقــــق من ذلك تم استخدام تحليل التباين أحادي الاتجاه للقياسات المتكررة (Repeated Measures ANOVA) وحساب قيمة (ف) ودلالة الفروق بين متوسطات درجات القياسات المتكررة (قَبلِى ــــ وسط ـــــ بعدي) وحجم الأثر لمجموعة البحث (باستخدام برنامج SPSS.V.21) لحساب دلالة الفروق بين متوسطات درجات مجموعة البحث فى القياسات المتكررة (قَبلِي ــــ وسط ـــــ بعدي) لمقياس التكامل الحسي ويتَّضح ذلك من جدول (4):

جدول (4)  نتائج تحليل التباين الأحادي للقياسات المتكررة لمقياس التكامل الحسي ن= 5

 يشير جدول السابق إلى وجود فروق بين القياسات المتكررة لمقياس التكامل الحسى خلال فترات التطبيق (قَبلِي ــــ وسط ـــــ بعدي)، وحيث بلغت قيمة (ف) 349.292 ويتَّضح أيضا أن حجم التأثير مرتفع حيث بلغ قيمة حجم التأثير في الدرجة الكلية لمقياس التكامل الحسى 0.99 وهو جحم تأثير مرتفع ولكي نحدد اتجاه حجم التأثير، وتم استخدام مقياس بونفيروني كما هو بجدول ( 5).

جدول ( 5 ) متوسط الفروق بين كل من القياسات المتكررة لمقياس التكامل الحسى البحث باستخدام مقياس بونفيروني ن= (5)

يشير جدول (5 ) إلى وجود فروق ذو دلالة إحصائية بين القياسين (قَبلِي ــ وسط) حيث كان قيمة الفرق تساوي (68.9) لصالح القياس وسط البرنامج وبين القياسين (وسط ـــ بعدي)، حيث كان قيمة الفرق تساوي (115.53) لصالح القياس بعد البرنامج وبين القياسين (قَبلِي ـــ بعدي)، حيث كان قيمة الفرق تساوي (184.43) لصالح القياس بعدى، وجميع هذه الفروق دالة عند مستوى دلالة (0.01)

         ويوضح الشكل البيانى درجة تحسن أبعاد التكامل الحسي في القياسات المتكررة                   (قَبلِي ــــ وسط ـــ بعدي) لمقياس التكامل الحسي.

شكل ( 5) متوسطات درجات مجموعة البحث فى القياسات المتكررة (قَبلِي ــــ وسط ـــــ بعدي) لمقياس التكامل الحسي.

من خلال العرض السابق تم التأكد احصائيا بوجود فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة جميع هذه الفروق دالة عند مستوى دلالة (0.01)  بين متوسطات درجات مجموعة البحث فى القياسات المتكررة (قَبلِي، وسط، بعدي) في مقياس التكامل الحسي وها يؤكد فاعلية البرنامج المقترح على تنظيم المدخلات الحسية وذلك لتحسين التكامل الحسي لدي اطفال اضطراب التوحد.  

ثانيا: مناقشة النتائج:

• يرجع التقدم الملحوظ في مستوي اداء الاطفال ذوي اضطراب التوحد المجموعة التجريبية في تحسين التكامل الحسي لديهم من خلال تحقق الاهداف الخاصة بالبرنامج المقترح:
• خفض الاضطرابات الحسية البصرية يعاني معظم الأطفال ذوي اضطراب التوحد من بعض الاضطرابات الحسية البصرية كان يحدق في شئ يدور.
• خفض الاضطرابات الحسية السمعية هؤلاء الأطفال يظهرون سلوكيات شاذة في الاستجابة الحسية كأن يقومون بتغطية أذنهم عند سماع الأصوات العالية أو تكون الاستجابة الحسية منخفضة عدم الاستجابة عند مناداته باسمه أو انخفاض الشعور بالألم.
• خفض الاضطرابات الحسية التذوقية: تختلف استجابة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد تجاه الطعم، فمنهم من تكون استجابته ذات حساسية عالية، فيرفضون تناول بعض الأطعمة مثل اللحم الدجاج أو الأطعمة الملساء كالبطاطس المهروسة وعلى العكس.
• تحسين حالة أطفال اضطراب التوحد الذين يعانون من ضعف التوازن والتنسيق الحركي، أو التحكم في الأداء الحركي نتيجة عدم عمل النظام الدهليزي والإدراك التلقائي بشكل سليم ومتوازن، كما أنهم يعانون من انخفاض في درجة الاستثارة الدهليزية التي تؤدي إلى الغليان عند الحركة وتوجد لديهم صعوبة في تغيير السرعة أو اتجاه الحركة أو أن يكون لديهم خوف من القفز أو الدوران، لذلك تجدهم يحتاجون للاعتماد على الأشخاص.

ثالثا: توصيات الدراسة:

• توفير تجارب حسية جيدة للحس العميق والدهليزي واللمسي، وتساعد في التغلب على المشكلات التي تواجه العديد من أطفال اضطراب التوحد في القدرة على الاستيعاب ومعالجة المعلومات الحسية، وتشجع القدرات في النهاية لتحسين التوازن والحركة الثابتة
• تطوير استراتيجيات التكامل الحسي التي تساعد على خفض مشكلات الاستجابات الحسية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد
• تصميم ابحاث ودراسات تتناول التكامل الحسي باستخدام بعض استراتيجيات التدريس الفعالة في تطوير وتحسين المهارات الاجتماعية والعقلية لدي اطفال اضطراب التوحد بصفة خاصة وأطفال التربية الخاصة بصفة عامة.
• عمل دراسات وابحاث عن استخدام التكامل الحسي في علاج صعوبات تعلم القراءة وتحسين السلوك التكيفي لدي الأطفال وتلاميذ المرحلة الابتدائية اللذين يعانون من اضطراب سلوكي أو حركي.

المراجع :

نعمات عبد المجيد موسى (۲۰۱۳) برنامج تدخل مبكر قائم على التكامل الحسي لتنمية مهارات الأمن الجسدي لأطفال التوحد الملتقى الثالث عشر – للجمعية الخليجية للإعاقة.

الين ياك، باولا اكيلا ، شيرلي سوتون (۲۰۱6) بناء الجسور من خلال التكامل الحسي (ترجمة منير زكريا هشام الضلعان. مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر . الرياض

إيناس سالم عبدالنبي الطوخي(2005) ، برنامج مقترح للأتزان على كفاءة بعض المحللات الحسية "الجهاز الدهليزي" ومستوى الإنجاز لمسابقة قذف القرص ، المجلة العلمية للتربية البدنية وعلوم الرياضة ، كلية التربية الرياضية للبنين: جامعة حلوان ، العدد45

عطية عطية محمد (2022) : اضطرابات الجهاز الدهليزي وعلاقته بالنمو اللغوي لدي الأطفال ذوي اضطراب التوحد ، مجلة التربية الخاصة ، كلية علوم الاعاقة والتاهيل ، جامعة الزقازيق ، ع (39) ج (2) ، المجلد الحادي عشر ، أبريل 2022 ، ص : 81 .

محمد صبري وهبه (٢٠٢١) ، المرجع في التكامل الحسي : النظرية- الاضطراب- التشخيص- طرق التدخل ، مؤسسة يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة

American Psychiatric Association (2013). Di

agnostic and Statistical Manual of Mental Disorders: DSM-5. Washington. DC. American Psychiatric Association.

Ausderau, K., Sideris, J., Furlong, M., Little, L. M., Bulluck, J. and Baranek, G. (2013) National Survey of Sensory Features in Children with ASD: Factor Structure of the Sensory Experience Questionnaire (3.0). Journal of Autism and Developmental Disorders, 44, 915-925.

Brandenburg, L. A. (2012). The effects of multi-sensory environments on the stereotypic behaviors of children with autism. Ph.D. Johns Hopkins University, conformity.

Bundy, A., Lane, S., and Murray, E. (2002). Sensory integration: theory and practice (2nd. Ed). Philadelphia: F.A. Davis Company.

Fazioglu, Y and Baran, G. (2008), A Sensory Integration Therapy Program on Sensory Problems for Children with Autism, Perceptual and Motor Skills, (106): 415-422.

Jung, K. E, Lee. H, J, Lee. Y. S, Cheong. S. S, Choi. M. Y, Suh. D. S, Suh. D, Oah. S, Lee. S & Lee. J. H (2006) The Application of a Sensory Integration Treatment Based on Virtual Reality-Tangible Interaction for Children with Autistic Spectrum Disorder, PsychNology Journal, 4(2): 145-159.

Leekam, S. R., Nieto, C., Libby, S. J., Wing, L., and Gould, J. (2007), Describing the Sensory Abnormalities of Children and Adults with Autism, Journal of Autism and Developmental Disorders, 37(5): 894-896.

Leekam, S. R., Nieto, C., Libby, S. J., Wing, L., and Gould, J. (2007), Describing the Sensory Abnormalities of Children and Adults with Autism, Journal of Autism and Developmental Disorders, 37(5): 894-896.

Little, L.M., Ausderau, K., Sideris J, and Baranek, G.T.,(2015), Activity Participation and Sensory Features Among Children with Autism Spectrum Disorders, Journal of Autism Developmental Disorder. 45(9):2981-90

Sahoo, S. K. and Senapati, A. (2014), Effect of sensory diet through outdoor play on functional behaviour in children with ADHD, Indian Journal of Occupational Therapy, 46 (2): 49-54.