المبــادئ الأساسيــة فــي الفكــر الماركســي: رؤيــة تحليليـــة فــي ضــوء التربيــة الإسلاميـــة | ||||
مجلة کلية التربية (أسيوط) | ||||
Volume 41, Issue 6, June 2025, Page 313-340 PDF (610.92 K) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/mfes.2025.445761 | ||||
![]() | ||||
Author | ||||
سلطان القثامي ![]() | ||||
وزارة التعليم، المملكة العربية السعودية | ||||
Abstract | ||||
الملخص: هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن المبادئ الأساسية في الفكر الماركسي، وبيان الرؤية التحليلية لها في ضوء التربية الإسلامية، واتبعت المنهج الوصفي التحليلي، وكان من أبرز نتائجها أن الفكر الماركسي يرتكز على المادية الجدلية والتاريخية، مما يجعله ينكر البعد الروحي، ويعتبر الصراع الطبقي المحرك الأساسي للتاريخ، داعيًا إلى الثورة البروليتارية والملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، كما يقوم اقتصاده على نظرية فائض القيمة، ويرفض آليات السوق الحرة، بينما تهدف تربيته إلى تشكيل الإنسان الاشتراكي الجديد، وفي المقابل يؤكد الإسلام على تكامل الروح والجسد، ويوازن بين حقوق الفرد والمجتمع، مع إقرار الملكية الفردية ضمن ضوابط شرعية، وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال التكافل والتراحم، وقد أوصت الدراسة بتعزيز الوعي العقدي الصحيح لدى الشباب من خلال المناهج التعليمية والإعلام، مع بيان تناقض الفكر الماركسي مع العقيدة الإسلامية، وخطورته في نشر الإلحاد، كما دعت إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وفق المبادئ الإسلامية عبر الزكاة والصدقات، وأعمال الخير والبر، إضافةً إلى التأكيد على دور الأسرة في التربية السليمة لحماية الأبناء من الانحراف الفكري. | ||||
Keywords | ||||
الكلمات المفتاحية: المبادئ الأساسية; الفكر الماركسي; التربية الإسلامية | ||||
Full Text | ||||
مركز أ . د . احمد المنشاوى للنشر العلمى والتميز البحثى مجلة كلية التربية =======
المبــادئ الأساسيــة فــي الفكــر الماركســي: رؤيــة تحليليـــة فــي ضــوء التربيــة الإسلاميـــة
إعــــــــــــــــــــــداد سلطان بن رجيان القثامي دكتوراه في الأصول الإسلامية للتربية جامعة أم القرى - مكة المكرمة المملكة العربية السعودية Srmq85@gmail.com
}المجلد الواحد والأربعون– العدد السادس– يونيو2025 م { http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
الملخص: هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن المبادئ الأساسية في الفكر الماركسي، وبيان الرؤية التحليلية لها في ضوء التربية الإسلامية، واتبعت المنهج الوصفي التحليلي، وكان من أبرز نتائجها أن الفكر الماركسي يرتكز على المادية الجدلية والتاريخية، مما يجعله ينكر البعد الروحي، ويعتبر الصراع الطبقي المحرك الأساسي للتاريخ، داعيًا إلى الثورة البروليتارية والملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، كما يقوم اقتصاده على نظرية فائض القيمة، ويرفض آليات السوق الحرة، بينما تهدف تربيته إلى تشكيل الإنسان الاشتراكي الجديد، وفي المقابل يؤكد الإسلام على تكامل الروح والجسد، ويوازن بين حقوق الفرد والمجتمع، مع إقرار الملكية الفردية ضمن ضوابط شرعية، وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال التكافل والتراحم، وقد أوصت الدراسة بتعزيز الوعي العقدي الصحيح لدى الشباب من خلال المناهج التعليمية والإعلام، مع بيان تناقض الفكر الماركسي مع العقيدة الإسلامية، وخطورته في نشر الإلحاد، كما دعت إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وفق المبادئ الإسلامية عبر الزكاة والصدقات، وأعمال الخير والبر، إضافةً إلى التأكيد على دور الأسرة في التربية السليمة لحماية الأبناء من الانحراف الفكري. الكلمات المفتاحية: المبادئ الأساسية، الفكر الماركسي، التربية الإسلامية.
The Basic Principles of Marxist Thought: An Analytical Vision in Light of Islamic Education Sultan Rajyan Alqathami Foundations of education Kingdom of Saudi Arabia Srmq85@gmail.com Abstract: This study aimed to uncover the basic principles of Marxist thought and to present an analytical vision of them in light of Islamic education. It followed a descriptive and analytical approach. One of its most prominent findings was that Marxist thought is based on dialectical and historical materialism, which leads it to deny the spiritual dimension and considers class struggle the primary driver of history, calling for a proletarian revolution and collective ownership of the means of production. Its economy is based on the theory of surplus value and rejects the mechanisms of the free market, while its education aims to form the new socialist human being. In contrast, Islam emphasizes the integration of spirit and body, and balances the rights of the individual and society, while establishing individual ownership within legal controls, and achieving social justice through solidarity and compassion. The study recommended strengthening correct doctrinal awareness among young people through educational curricula and the media, while demonstrating the contradiction between Marxist thought and Islamic doctrine, and its danger in spreading atheism. It also recommended achieving social justice in accordance with Islamic principles through zakat, charity, and charitable works, in addition to emphasizing the role of the family in sound education to protect children from intellectual deviation. Keywords: Basic principles, Marxist thought, Islamic education. المقدمة: يشكل الفكر الماركسي، الذي تأسس في القرن التاسع عشر على يد كارل ماركس وفريدريك إنجلز، إحدى أبرز الفلسفات التي أثرت في مسار الفكر الإنساني، ويقوم هذا الفكر على رؤية شاملة للطبيعة والمجتمع، مستندةً إلى قوانين علمية تزعم أنها تحكم تطورهما، ويتبنى الماركسيون مفهوم المادية الجدلية، الذي يعتبر المادة أساس الوجود، بينما الأفكار مجرد انعكاس للواقع المادي، كما يطرحون مفهوم المادية التاريخية، الذي يطبق قوانين المادية الجدلية على تحليل الظواهر الاجتماعية والتاريخية، ونشأ الفكر الماركسي في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية محددة، حيث أسهم التطور العلمي في القرن التاسع عشر في تعزيز النظرة المادية الجدلية للطبيعة، بينما أدت التناقضات الناجمة عن تطور النظام الرأسمالي في أوروبا إلى بلورة الفكر الاشتراكي، كما رأى الماركسيون أن الرأسمالية نظام اقتصادي يعتمد على استغلال الطبقة العاملة، مما يؤدي إلى استمرار الصراع الطبقي، الذي يعتبرونه المحرك الأساسي للتاريخ، ومن هذا المنطلق تبلورت الاشتراكية كمفهوم يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، وصولاً إلى الشيوعية التي تهدف إلى إلغاء الملكية الفردية وإخضاع الأفراد لتوجيه الدولة. مشكلة الدراسة: تكمن مشكلة هذه الدراسة في الشعور المتزايد لدى الباحث –من خلال خبراته التربوية واطلاعه على الحراك الفكري المعاصر– بوجود نقص واضح في الدراسات التي تتناول المبادئ الأساسية للفكر الماركسي من زاوية تربوية إسلامية تحليلية متخصصة، رغم التحديات الفكرية التي يواجهها الشباب المسلم في ظل الانفتاح الثقافي العالمي؛ فالمبادئ الجوهرية للفكر الماركسي، كالمادية الجدلية والمادية التاريخية، تنطلق من رؤية مادية محضة للعالم والإنسان، تتصادم بعمق مع أسس التربية الإسلامية التي تقوم على الإيمان بالغيب، ووحدة الجسد والروح، والتكامل بين القيم الروحية والمادية، وقد كشفت مراجعة الدراسات السابقة عن فجوة في هذا المجال، حيث ركزت دراسة مصطفى (2021م) على نقد عام للشيوعية وموقفها من الأديان، دون تحليل تربوي معمق لمبادئها الفكرية، بينما ركزت دراسة زاوي ومياد (2021م) على التفسير المادي للتاريخ، دون ربطه بالتداعيات التربوية والتنشئة الإسلامية، كما أن دراسة هيدان (2019م) اكتفت بتقييم عام للنظرية الماركسية، دون تقديم معالجة تربوية إسلامية للمبادئ الأساسية فيها؛ ومن هنا، تسعى هذه الدراسة إلى سد هذا الفراغ عبر تحليل نقدي تربوي للمبادئ الماركسية الأساسية في ضوء التربية الإسلامية، بما يعزز بناء رؤية تربوية أصيلة تسهم في تحصين النشء من الانجراف وراء التصورات الفلسفية المخالفة للمنهج الإسلامي؛ ووفقًا لذلك تثير الدراسة الأسئلة الآتية: أسئلة الدراسة: تجيب الدراسة الحالية عن السؤال الرئيس التالي: ما المبادئ الأساسية في الفكر الماركسي؟ وللإجابة عن السؤال الرئيس، لابد من الإجابة عن الأسئلة الفرعية التالية: السؤال الأول: ما مفهوم الفكر الماركسي؟ السؤال الثاني: من هم رموز الفكر الماركسي ؟ السؤال الثالث: ما الجذور الفكرية للفكر الماركسي؟ السؤال الرابع: ما المبادئ الأساسية في الفكر الماركسي؟ وما الرؤية التحليلية لها في ضوء التربية الإسلامية؟ أهداف الدراسة: سعت الدراسة الحالية إلى تحقيق الهدف الرئيس التالي: الكشف عن المبادئ الأساسية في الفكر الماركسي. ولتحقيق الهدف الرئيس، لابد من تحقيق الأهداف الفرعية التالية: 1/ بيان مفهوم الفكر الماركسي. 2/ بيان رموز الفكر الماركسي. 3/ بيان الجذور الفكرية للفكر الماركسي. 4/ الكشف عن المبادئ الأساسية في الفكر الماركسي، وبيان الرؤية التحليلية لها في ضوء التربية الإسلامية. أهمية الدراسة: 1/ الأهمية النظرية: أ/ تقدم الدراسة تحليلاً نقديًا شاملاً للمبادئ الأساسية في الفكر الماركسي، مع التركيز على جوانبها العقدية والفلسفية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية. ب/ تسهم الدراسة في إبراز أوجه التباين والتناقض بين الفكر الماركسي والتربية الإسلامية، مما يوضح أهمية المبادئ الإسلامية في مواجهة الأفكار المخالفة. ج/ تضيف الدراسة إسهامًا قيمًا إلى الأدب الفكري الذي يتناول الفكر الماركسي من منظور إسلامي، وتفتح آفاقًا جديدة للبحث في هذا المجال. د/ تقدم الدراسة فهمًا أعمق لجذور الفكر الماركسي ومبادئه الأساسية، مما يساعد على تحليل الظواهر الاجتماعية والسياسية المعاصرة التي قد تتأثر بهذا الفكر. هـ/ تسهم الدراسة في توضيح المفاهيم الأساسية في الفكر الماركسي، وتقديمها بطريقة مبسطة ومفهومة للقارئ العربي. 2/ الأهمية التطبيقية: أ/ تسهم الدراسة في توعية الأجيال الشابة بمخاطر الفكر الماركسي وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتحصين أنفسهم ضد تأثيراته السلبية. ب/ يمكن الاستفادة من نتائج الدراسة في تطوير المناهج التعليمية، وإضافة مواد دراسية تتناول الفكر الماركسي بشكل نقدي، مع التركيز على تعزيز القيم الإسلامية. ج/ تشجع الدراسة على إجراء حوارات فكرية بناءة حول الفكر الماركسي، وتوضيح مواطن الخلاف والاتفاق مع المبادئ الإسلامية. د/ يمكن الاستفادة من الدراسة في تطوير استراتيجيات تربوية تهدف إلى بناء شخصية إسلامية متوازنة، قادرة على التفاعل الإيجابي مع المجتمع، مع الحفاظ على قيمها ومبادئها. حدود الدراسة: تتناول هذه الدراسة المبادئ الأساسية للفكر الماركسي، مع التركيز على رؤية نقدية لهذه المبادئ في ضوء التربية الإسلامية، وتشمل الحدود الموضوعية للدراسة تحليل المبادئ العقدية والفلسفية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية للفكر الماركسي. منهج الدراسة: اتبعت الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي، والذي عرفه (المشوخي، 2002م) بأنه "دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبر عنها كيفيًا أو كميًا، فالتعبير الكيفي يصف الظاهرة ويوضح خصائصها، أما التعبير الكمي فيعطيها وصفًا رقميًا يوضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها أو درجة ارتباطها مع الظواهر الأخرى". (ص32)، واستخدم المنهج الوصفي التحليلي في الدراسة لأنه يتيح وصف المبادئ الأساسية في الفكر الماركسي، مع تحليلها في ضوء التربية الإسلامية. مصطلحات الدراسة: 1/ المبادئ الأساسية: المبادئ في اللغة: "مبدأ الشيء أوله، ومادته التي يتكون منها، كالنواة مبدأ النخل، أو يتركب منها، كالحرف مبدأ الكلام، والجمع مبادئ، ومبادئ العِلْم أو الفنّ أو الخلق أو الدستور: قواعده الأساسية التي يقوم عليها ولا يخرج عنها". (مجمع اللغة العربية، 1425هـ، ص851)، والمبادئ في الاصطلاح: "كل ما يعتقده المرء ويكون مؤثرًا في توجيه عمله، في السياسة، أو الأخلاق، أو الفنّ، أو أيّ عمل من الأعمال". (صليبا، 1982م، ج2، ص320)، ويمكن تعريف المبادئ الأساسية في هذه الدراسة إجرائيًا بأنها: القواعد الجوهرية التي تشكل الأساس الفكري والمنهجي للفكر الماركسي، والتي تؤثر بشكل مباشر في صياغة توجهاته وتطبيقاته في مختلف المجالات، ويشمل ذلك المفاهيم والمعتقدات التي تحدد الإطار المرجعي لهذا الفكر، وتوجه سلوك الأفراد والمؤسسات بناءً عليه، وذلك في سياق تحليلها في ضوء التربية الإسلامية. 2/ الفكر الماركسي: الفكر في اللغة: "إِعمال النظر في الشيء، والجمع أفكار". (الفيروز آبادي، 1426هـ، ص236)، والفكر في الاصطلاح: "عمل الذهن تدبرًا وتأملاً في أي شأن من شؤون الحياة الدنيا أو الدين، وهو نشاط بشري أداته العقل وثمرته الرأي والعلم والمعرفة". (القادري وأبو شريخ، 1426هـ، ص13)، والماركسية هي: "مذهب اقتصادي اجتماعي يقوم في أساسه على القضاء على الملكية الفردية، وتدخُّل الدولة الفعال في حياة الأفراد، وإخضاعهم لإشرافها وتوجيههم ماديًا وروحيًا". (مجمع اللغة العربية، 1403هـ، ص104) ويمكن تعريف الفكر الماركسي في هذه الدراسة إجرائيًا بأنها: مجموعة المبادئ والتصورات الفلسفية والاقتصادية والاجتماعية التي أسسها كارل ماركس، والتي تقوم على الصراع الطبقي، والمادية الجدلية، والمادية التاريخية، ونقد الرأسمالية، بهدف تحقيق مجتمع اشتراكي ثم شيوعي، ويتم تحليل هذه المبادئ من منظور التربية الإسلامية من خلال استعراضها، ونقدها، وبيان مدى توافقها أو تعارضها مع الأسس الإسلامية في التربية والمجتمع. 3/ التربية الإسلامية: التربية في اللغة: من (رَبَاَ): ربا الشيء يَرْبُو رُبُوّاً ورباءً: زاد ونما. وأرْبَيْته: نميته. وفي التنزيل العزيز: ﴿اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ﴾ [الحج: 5]: أي: عظمت وزادت وارتفعت. وربوتُ في بني فلان أرْبُو: نشأت فيهم، وربّيْتُ فلانًا أرَبّيه تَرْبيةً ورَببْتُه ورَبّيْته بمعنى واحد. وربيته تَرْبِية وتَرَبّيْته أي: غذَوْته. (ابن منظور، 1414هـ، ج14، ص307)، والتربية في الاصطلاح هي: "عملية تضم الأفعال والتأثيرات المختلفة التي تهدف إلى نمو الفرد في جميع جوانب شخصيته، وتسير به نحو الكمال عن طريق التكيف مع ما يحيط به، وما يحتاج ذلك من أنماط سلوك وقدرات". (الرشدان وجعنيني، 1999م، ص10)، والتربية الإسلامية هي: "مجموعة المفاهيم التي يرتبط بعضها ببعض في إطار فكري واحد يستند إلى المبادئ والقيم التي أتى بها الإسلام والتي ترسم عددًا من الإجراءات والطرائق العلمية يؤدي تنفيذها على أن يسلك سالكها سلوكًا يتفق وعقيدة الإسلام". (علي، 1436هـ، ص169) ويمكن تعريف التربية الإسلامية في هذه الدراسة إجرائيًا بأنها: العملية التربوية التي تستند إلى المبادئ والقيم الإسلامية، وتهدف إلى بناء شخصية الإنسان من خلال منهج متكامل يراعي الجوانب العقائدية والأخلاقية والفكرية والسلوكية، بحيث يتم تشكيل السلوك والتفكير وفق معايير الإسلام، ويتم تحقيق ذلك من خلال أساليب تربوية وتعليمية قائمة على مصادر الشريعة الإسلامية، بما يسهم في تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة الدنيا والآخرة. دراسات سابقة: 1/ دراسة مصطفى (2021م) بعنوان: "الشيوعية وموقف الأديان منها"، وهدفت هذه الدراسة إلى بيان حقيقة الشيوعية وإظهار مساوئها وبيان كذبها وافتراءاتها المزيفة، وإظهار موقفها من الأديان السماوية ومدى كراهيتها لها ومحاربتها بشتى السبل والوسائل، ودحض وإبطال نظرياتها الباطلة وبيان محاسن الإسلام السمحة، واستخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي، وكان من أبرز نتائجها أن الشيوعية هي مذهب إلحادي أسسه كارل ماركس في القرن التاسع عشر، ولا يعترف إلا بالمادة وينكر وجود الله، وأن الشيوعية تعامل الإنسان كعبد وحيوان، وتسلب منه حريته وكرامته، وتجرده من الأخلاق والمشاعر النبيلة، وأن الشيوعية مذهب سلبي وفاشل، وقد انهار ولم يعد له وجود. 2/ دراسة زاوي ومياد (2021م) بعنوان: "المدرسة الماركسية وتفسيرها للظاهرة التاريخية"، وهدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن تفسير المدرسة الماركسية للحادثة التاريخية، والكشف عن المبادئ والقواعد التي تستند إليها في تفسيرها المادي، واستخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وكان من أبرز نتائجها أن الماركسية انبثقت في القرن التاسع عشر كرد فعل على اضطرابات أوروبا بعد الثورة الفرنسية، واستقطبت طبقة البروليتاريا، وارتكزت على التفسير المادي الاقتصادي للتاريخ، حيث اعتبرت أن النظام الاقتصادي هو أساس التطور السياسي والفكري، وأن تاريخ المجتمعات بحسب ماركس هو تاريخ صراع طبقي ينتهي بثورات، وأن فهم أي ظاهرة تاريخية أو اجتماعية أو دينية يستلزم تحليل عواملها الاقتصادية. 3/ دراسة هيدان (2019م) بعنوان: "النظرية الماركسية: الأسس والتقييم"، وهدفت هذه الدراسة إلى فهم وتحليل فكر كارل ماركس ونظريته المادية للتاريخ، من خلال استكشاف الظروف التي شكلت أفكاره وتأثيرها على دراسة المجتمع وتغييره، ومدى قدرة ماركس على دراسة المجتمع علميًا والتأثير فيه، واستخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي، وكان من أبرز نتائجها أنه من الضروري دراسة النصوص الكلاسيكية للتراث الاشتراكي لفهم الرأسمالية والصراع الطبقي، مع ضرورة تحليلها نقديًا دون تقديسها، وأن التحليلات النظرية تزداد صحتها مع الزمن إذا كانت تعكس نزعات مجتمعية حقيقية، أن الماركسية ليست عقيدة جامدة، بل منهج تحليلي يجب تطويره لمواكبة الواقع المتغير، وأن بعض تنبؤات ماركس لم تتحقق كما توقع مثل حتمية الثورة الشيوعية والأزمات الاقتصادية الساحقة. تعقيب على الدراسات السابقة: تشترك الدراسات السابقة في تناول الفكر الماركسي من زوايا مختلفة، حيث ركزت دراسة مصطفى (2021م) على موقف الشيوعية من الأديان، بينما اهتمت دراسة زاوي ومياد (2021م) بتفسير الماركسية للظواهر التاريخية، في حين تناولت دراسة هيدان (2019م) الأسس النظرية للماركسية وتحليلها نقديًا، وتتميز الدراسة الحالية بتركيزها على المبادئ الأساسية في الفكر الماركسي من منظور التربية الإسلامية، مما يضفي بُعدًا تربويًا وتحليليًا إسلاميًا لم يتم التطرق إليه في الدراسات السابقة، حيث تجمع بين التحليل الفلسفي والنقد التربوي وفق منهج إسلامي متكامل، وقد استفاد الباحث من الدراسات السابقة في تشكيل الإطار العام للدراسة، كما استفاد الباحث من الدراسات السابقة في إثراء أدبيات الدراسة الحالية من خلال القراءة والاطلاع، وأيضًا من خلال الرجوع لقوائم المصادر والمراجع الواردة في الدراسات السابقة، التي تتناسب مع موضوع الدراسة الحالية. محاور الدراسة: المحور الأول: مفهوم الفكر الماركسي ونشأته. المحور الثاني: رموز الفكر الماركسي. المحور الثالث: الجذور الفكرية للفكر الماركسي. المحور الرابع: المبادئ الأساسية في الفكر الماركسي. المحور الأول: مفهوم الفكر الماركسي ونشأته يعد الفكر الماركسي من أبرز الفلسفات التي أثرت في الفكر الإنساني، حيث تأسس على رؤية شاملة للطبيعة والمجتمع، تقوم على قوانين علمية تحكم تطورهما، ويوضح جوزيف ستالين (1879-1953م) أن الماركسية تُعنى بدراسة القوانين التي تحكم تطور المجتمع والطبيعة، وهي تهتم بتحليل الثورات الاجتماعية وانتصار الاشتراكية على نطاق عالمي. (بوليتزر وبيس وكافين، د.ت، ج1، ص15)، ويعود تأسيس الفكر الماركسي إلى الفيلسوف الألماني كارل ماركس (1818-1887م)، الذي وضع أسس هذه الفلسفة بالاشتراك مع فردريك إنجلز (1820-1895م)، وقد كان فلاديمير لينين (1870-1924م) أحد أبرز المروجين لها، مما جعلها تأخذ بعدًا أيديولوجيًا واسعًا، ويعرف هذا الفكر بالمادية الجدلية نظرًا لاعتماده على فكرة أن المادة هي أساس الوجود، وأن الأفكار ما هي إلا انعكاس للواقع المادي. (ناصر، 2004م، ص322)، ويؤكد أنصار هذا الفكر أن كل شيء يتغير ويتطور نتيجة الصراعات الداخلية بين المتناقضات، وأن التحولات التي يشهدها المجتمع تعود إلى التغيرات الكمية التي تؤدي إلى تغيرات كيفية جوهرية. (عبدالعزيز، 1401هـ، ص20)، ولا تقتصر الماركسية على البعد الجدلي، بل تمتد إلى المادية التاريخية التي تعمل على تطبيق قوانين المادية الجدلية في تحليل الظواهر الاجتماعية والتاريخية، مما يجعلها منهجًا لدراسة المجتمعات وتطورها (ستالين، 2007م، ص18). ونشأ الفكر الماركسي في ظل ظروف سياسية، اقتصادية، واجتماعية معينة؛ إذ أسهم التطور العلمي في القرن التاسع عشر في تعزيز النظرة المادية الجدلية للطبيعة، كما أدت التناقضات الناجمة عن تطور النظام الرأسمالي في أوروبا إلى بلورة الفكر الاشتراكي، وذلك بسبب الصراع بين الطبقة البرجوازية المالكة لوسائل الإنتاج وطبقة العمال التي تعتمد في معيشتها على بيع قوة عملها. (ناصر، 2004م، ص323؛ رمضان، 1421هـ، ص175)، وفي هذا السياق، ينظر إلى الرأسمالية على أنها نظام اقتصادي يعتمد على استغلال الطبقة العاملة، إذ يجبر العمال على بيع قوة عملهم من أجل البقاء، وهو ما يؤدي إلى استمرار الصراع الطبقي. (الجعلي، 1404هـ، ص58)، ويرى ماركس وإنجلز أن هذا الصراع هو المحرك الأساسي للتاريخ، حيث يؤدي إلى ثورات تهدف إلى تغيير الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية لصالح الطبقات المضطهدة. (جعنيني، 2010م، ص254) وانطلاقًا من هذه المبادئ، تبلورت الاشتراكية كمفهوم يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، مما أدى إلى ظهور الشيوعية التي تهدف إلى إلغاء الملكية الفردية وإخضاع الأفراد لتوجيه الدولة في مختلف جوانب حياتهم. (القحطاني، 1439هـ، ص153)، ووفقًا للمعجم الفلسفي، فإن الشيوعية تعد نظامًا اقتصاديًا واجتماعيًا يسعى إلى إلغاء الفوارق الطبقية والسيطرة الكاملة للدولة على المجتمع. (مجمع اللغة العربية، 1403هـ، ص104) المحور الثاني: رموز الفكر الماركسي أولاً/ كارل ماركس (1818-1883م): يعد كارل ماركس أحد أبرز الفلاسفة في العصر الحديث، حيث ولد في أسرة يهودية ألمانية، وتلقى تعليمه في الفلسفة بجامعتي بون وبرلين، ثم أكمل دراسته في فيينا، وتأثر بالفلسفة المادية السائدة في زمانه، كما استلهم أفكاره من هيجل، إلا أنه ركز على الواقع المادي كأساس للجدل، خلافًا لهيجل الذي جعل الأفكار محور فلسفته؛ إضافة إلى ذلك تأثر ماركس بالاقتصاد الإنجليزي والاشتراكية الفرنسية، مما أسهم في تشكيل رؤيته الفكرية، ومن أهم مؤلفاته كتاب "رأس المال" الذي يعد الأكثر شهرة وأهمية بين أعماله، إلى جانب كتب أخرى في الاقتصاد مثل "الاقتصاد السياسي والفلسفة"، و"مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي"، كما تعاون مع إنجلز في تأليف العديد من الكتب، أبرزها "الأيديولوجيا الألمانية" و"العائلة المقدسة" و"البيان الشيوعي"، ويرى ماركس أن المجتمع يتكون من بنيتين رئيستين: البنية التحتية، التي تشمل الظروف الاقتصادية والاجتماعية وتشكل أساس الإنتاج الفكري، والبنية الفوقية التي تتجلى في الفلسفة والفنون والأخلاق والعلوم والمؤسسات السياسية، حيث يوجد تفاعل مستمر بين هاتين البنيتين، كما أكد أن الإنسان كائن متغير، ولا توجد طبيعة إنسانية ثابتة تنطبق على الجميع. (جعنيني، 2010م، ص253) ثانيًا/ فريدريك إنجلز (1820-1895م): يعود إنجلز إلى أصول ألمانية، حيث نشأ في أسرة ثرية في الإقليم الريناني، أحد أكثر المناطق تطورًا في ألمانيا آنذاك، وكان والده يمتلك مصنعًا للنسيج، ما جعله يطمح إلى إعداده لإدارة الأعمال التجارية، مما حال دون إكماله لتعليمه الثانوي، ولم تحظ أفكاره بقبول عائلته المتدينة والمحافظة، غير أنه كان شغوفًا بالمعرفة، حيث اعتمد على القراءة الذاتية والنشاط السياسي لتعويض تعليمه الرسمي، ثم انتقل إلى إنجلترا لإدارة أعمال والده، ما أتاح له فرصة التعرف على الطبقة الرأسمالية وأصحاب المصانع، وكما كان الحال مع ماركس، وأعجب بجدلية هيجل، لكنه رفض النزعة المثالية في الفلسفة، وسافر إلى باريس حيث التقى بماركس، وارتبطا بعلاقة فكرية وثيقة أدت إلى صداقة عميقة بينهما، ومن أبرز مؤلفاته كتاب "أصل العائلة و"الملكية الخاصة" و"الدولة"، كما عبر عن موقفه تجاه الدين، حيث اعتبره مجرد انعكاس تأملي يسقط القوى الأرضية في صورة ما ورائية. (جعنيني، 2010م، ص254) ثالثًا/ فلاديمير لينين (1870-1924م): يعرف فلاديمير لينين، واسمه الحقيقي فلاديمير التش بوليانوف، بأنه قائد الثورة البلشفية في روسيا عام 1917م، حيث تميز بشخصية حادة، وعرف بقسوته واستبداده، فضلاً عن كونه من أهم المفكرين الماركسيين الروس الذين تبنوا الفلسفة المادية والاشتراكية العلمية، ويعد لينين حلقة الوصل بين الفكر الماركسي في القرن التاسع عشر وبين تطوره في القرن العشرين، ودرس القانون في بداياته، لكنه انصرف لاحقًا إلى الفلسفة الماركسية، حيث قدم إضافات فكرية مهمة ولم يكتف بمجرد نقل أفكار ماركس وإنجلز، ومن أبرز مؤلفاته "ما العمل"، و"ماركس وإنجلز والماركسية"، و"دكتاتورية البروليتاريا"، حيث طور العديد من النظريات التي تركت أثرًا واضحًا في الفكر الماركسي الحديث. (ناصر، 2004م، ص328) المحور الثالث: الجذور الفكرية للفكر الماركسي أولاً/ الفلسفة الكلاسيكية الألمانية: استمدت الماركسية الكثير من مضامينها من الفلسفة الألمانية في أوائل القرن التاسع عشر، حيث كان للفيلسوف هيجل (1770-1831م)، الذي يعد من أبرز المفكرين المثاليين، تأثير عميق من خلال فلسفته الجدلية، وقد قسم هيجل فلسفته إلى ثلاثة محاور مترابطة، هي: المنطق، وفلسفة الروح، وفلسفة الطبيعة، ويرتكز نهجه على مفهوم الدياليكتيك، الذي يعبر عن حركة الفكر المستمرة نحو التطور، كما كان للفيلسوف فورباخ (1804-1872م) تأثير آخر على الفكر الماركسي، حيث تبنى رؤية مادية إلحادية، معتبرًا أن الطبيعة والحياة تخضعان لآليات ميكانيكية ذاتية التنظيم. ثانيًا/ الاقتصاد السياسي الإنجليزي: مع التقدم الاقتصادي الذي شهدته إنجلترا في بداية القرن التاسع عشر، برزت الرأسمالية كمحرك رئيس للمجتمع البرجوازي، ورغم الجهود التي بذلها علماء الاقتصاد لفهم طبيعة العمل وقيمته، إلا أنهم -وفقًا للماركسيين- لم يتمكنوا من التوصل إلى تحليل حاسم لهذه المسألة، وهنا جاءت إسهامات ماركس، حيث قدم رؤيته الخاصة عبر نظريته في فائض القيمة، والتي تقوم على الفارق بين الأجر الذي يحصل عليه العامل والقيمة الفعلية التي يضيفها من خلال عمله في الإنتاج. ثالثًا/ الاشتراكية الطوباوية الفرنسية: مثلت الاشتراكية الطوباوية، التي نشأت في فرنسا، أحد المصادر الفكرية التي استلهمت منها الماركسية بعض أفكارها، لكنها انتقدت طابعها الخيالي، وقد قدم المفكرون الفرنسيون رؤى اشتراكية قائمة على تصورات مثالية، اعتبرت فيما بعد الأساس الذي بنيت عليه الاشتراكية العلمية الماركسية. (عبدالعزيز، 1401هـ، ص13) المحور الرابع: المبادئ الأساسية في الفكر الماركسي أولاً/ المبادئ العقدية للفكر الماركسي: أ/ المادية الجدلية: يرتكز الفكر الماركسي على مبدأ المادية الجدلية، والتي تؤكد أن المادة هي الأصل في الوجود، وأن جميع مظاهر الحياة ما هي إلا تطور للقوى المادية؛ فالفكر، والوعي، والإحساس ليست سوى انعكاسات للمادة، والمادة مستقلة عن الفكر وسابقة عليه، كما أن الأشياء والأفكار في حالة صراع مستمر، مما يؤدي إلى تطورها الدائم. (ناصر، 2004م، ص322)، ويعتمد هذا التطور على ثلاثة قوانين رئيسة، هي: قانون وحدة الأضداد وصراعها، وقانون تحول الكم إلى الكيف، وقانون نفي النفي، حيث تتحرك الأشياء في الطبيعة والمجتمع وفق صراع داخلي يؤدي إلى التطور والتغير المستمر. (عبدالعزيز، 1401هـ، ص20) ب/ المادية التاريخية: يعد مبدأ المادية التاريخية محورًا أساسيًا في الفكر الماركسي، حيث يرى أن حركة التاريخ تقوم على تطور المجتمعات وفق مراحل متتابعة، تبدأ من البدائية، ثم العبودية، فالإقطاع، فالرأسمالية، وصولًا إلى الاشتراكية، ويرتبط هذا التطور بتغير العوامل الاقتصادية، حيث إن الاقتصاد هو المحدد الأساسي لمسار التاريخ الإنساني. (القحطاني، 1439هـ، ص154)، وتطبق المادية التاريخية مبادئ المادية الجدلية على المجتمع والتاريخ، موضحةً أن الصراع الطبقي هو المحرك الأساسي للتاريخ. (ستالين، 2007م، ص18) ج/ الصراع الطبقي والثورة: يؤمن الفكر الماركسي بأن المجتمع منقسم إلى طبقات متصارعة، أبرزها الطبقة البرجوازية (الرأسمالية) التي تملك وسائل الإنتاج، وطبقة البروليتاريا (العمال) التي لا تملك سوى قوة عملها، مما يؤدي إلى استغلال العمال من قبل الرأسماليين، وترى الماركسية أن هذا الصراع سينتهي بانتصار الطبقة العاملة، وإقامة مجتمع اشتراكي، ثم تطوره إلى الشيوعية حيث تزول الطبقات تمامًا. (رمضان، 1421هـ، ص175) د/ رفض الميتافيزيقا والإيمان بالمادية المطلقة: تنكر الماركسية أي وجود روحي أو غيبي؛ إذ ترى أن المادة هي الحقيقة الوحيدة، وترفض الثنائية التي قالت بها الفلسفات المثالية، حيث يصبح الفكر مجرد انعكاس مادي، ويعد نتاجًا للعلاقات الاجتماعية والاقتصادية، كما تعارض الماركسية البحث في الأمور الغيبية، معتبرةً أن الدين والفكر الميتافيزيقي عوائق أمام التطور البشري. (المجيدل وآخرون، 1435هـ، ص179) هـ/ محاربة الأديان: تنظر الماركسية إلى الدين على أنه أداة بيد الطبقات الحاكمة لتخدير الجماهير وإبقائهم تحت السيطرة؛ فهي تزعم أن الدين وجد كوسيلة لخداع الفقراء والمضطهدين، ليقبلوا أوضاعهم الاجتماعية البائسة على أمل تحقيق العدالة في الآخرة، ولذلك تعلن الماركسية حربًا على جميع الأديان، وتعتبرها أفيون الشعوب، حيث يقول ماركس: "الدين هو زفرة الكائن المثقل بالألم وروح عالمٍ لم تبق فيه روح، وفكر عالمٍ لم يبق فيه فكر، إنه أفيون الشعوب". (الرحيلي، 1424هـ، ص175) وترفض التربية الإسلامية المبادئ العقدية للفكر الماركسي، حيث تتناقض مع التوحيد والإيمان بالغيب الذي يعد أساس العقيدة الإسلامية، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ [البقرة: 3]؛ فالمادية الجدلية التي تجعل المادة أصل الوجود تتعارض مع قوله تعالى: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الزمر: 62]، كما أن المادية التاريخية التي تحصر تطور التاريخ في العوامل الاقتصادية تتجاهل سنن الله في الخلق، حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11]، مما يدل على أن التغيير لا يكون ماديًا فقط، بل مرتبطًا بالقيم والأخلاق، أما الصراع الطبقي، فالإسلام يؤكد التكافل والتراحم، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: {مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ}. (أخرجه مسلم، 1433هـ، رقم2586)، كما أن رفض الميتافيزيقا وإنكار الغيب يتناقض مع أسس الإيمان بالله واليوم الآخر، ويؤدي إلى فراغ روحي وأخلاقي، أما موقف الماركسية من الدين، فهو يتجاهل دور الإيمان في إصلاح المجتمعات، حيث كان الإسلام دافعًا للعدل والمساواة، وليس وسيلة للاستغلال، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ [النحل: 90]. ثانيًا/ المبادئ الفلسفية للفكر الماركسي: أ/ النظرة إلى الإنسان: تنظر الفلسفة الماركسية إلى الإنسان على أنه مجرد انعكاس للمادة؛ إذ تعتبر أن تفكيره ووعيه ليسا سوى نتاج للعالم المادي، وهو ما يعني أن المادة تسبق الفكرة وتعتبر أصلها، ويرى الماركسيون أن الإنسان لا يعامل ككائن مستقل، وإنما كجزء من الجماعة، وآلة في المجتمع، حيث تحدد قيمته وفقًا لإنتاجيته الفعلية، وبهذا فإن الفرد لا يحظى بأهمية بذاته، بل يتم تقييمه من خلال مساهمته في الجماعة، وعليه فإن الماركسية تعتمد كليًا على النظرة المادية للأشياء، سواء في رؤيتها للكون أو الإنسان والمجتمع، مما يجعلها تنفي أي ازدواجية بين الروح والمادة أو العقل والجسم في الطبيعة البشرية. (ناصر، 2004م، ص134؛ القحطاني، 1439هـ، ص157) ب/ النظرة إلى الوجود: يؤمن الفكر الماركسي بأن المادة هي الأصل الأول للوجود، وأنها تمثل جوهر العالم، حيث يرى الماركسيون أن الأفكار تتفاعل مع المادة في إطار جدلي، إلا أن المادة تسبق الفكر في الوجود، كما أن الأشياء التي تحيط بنا ليست ثابتة، بل تخضع لحركة دائمة وتطور مستمر. (ناصر، 2004م، ص144)، وقد عبر إنجلز عن ذلك بقوله إن الفهم المادي للعالم يعني النظر إلى الطبيعة كما هي دون أي إضافات غريبة، مؤكدًا أن الواقع المادي هو الحقيقة الوحيدة، في حين أن الفكر ما هو إلا انعكاس لهذه المادة في الدماغ. (ستالين، 2007م، ص42،45) ج/ النظرة إلى المعرفة: تعتبر المعرفة في الفلسفة الماركسية انعكاسًا للواقع الموضوعي في وعي الإنسان، حيث تتجسد على شكل صور ذهنية، وهي انعكاس للعالم الموضوعي وقوانينه في الفكر الإنساني، وترى الماركسية أن المعرفة تأتي من العالم الخارجي، حيث يتفاعل الإنسان مع الطبيعة من خلال الحواس والتجربة العملية، مما يولد لديه إدراكًا للأشياء والظواهر المحيطة به؛ فالإنسان لا يكتفي بملاحظة العالم، بل يسعى إلى التأثير فيه وتحويله وفقًا لنشاطه العملي. (أفاناسييف، 1975م، ص149)، كما أن أساس المعرفة في الفكر الماركسي هو الممارسة، حيث يرتبط تطور الفكر الإنساني بالممارسات العملية التي تشمل العمل الإنتاجي، والصراع الطبقي، والتحولات الاجتماعية. (رمضان، 1421هـ، ص112) د/ النظرة إلى القيم: تعد القيم في الفلسفة الماركسية ناتجة عن العمل والإنتاج، حيث تعتمد القيمة الحقيقية للأشياء على مقدار الجهد البشري المبذول في إنتاجها؛ فالقيم تحدد بناءً على النشاط الإنتاجي، لكن المادة ووسائل الإنتاج تبقى ذات أهمية أكبر من العمل ذاته، ومن هذا المنطلق، فإن القيم في الماركسية ليست ثابتة أو فطرية، وليست مستمدة من مبادئ دينية أو عقلية مجردة، بل هي نتاج للتطور الاجتماعي والاقتصادي، حيث تتغير تبعًا للعلاقات الطبقية وظروف الإنتاج، مما يجعلها ذات طابع نسبي. (ناصر، 2004م، ص163)، وعليه فإن القيم الأخلاقية في الماركسية تفسر وفقًا للمادية التاريخية، وترتبط بالواقع الاقتصادي والاجتماعي، حيث تحدد وفقًا لما يفرضه المجتمع من معايير ومقاييس خلقية تتغير مع تغير الظروف الإنتاجية. (القحطاني، 1439هـ، ص159؛ الرحيلي، 1424هـ، ص191) وتتعارض المبادئ الفلسفية للفكر الماركسي مع التصور الإسلامي للإنسان والوجود والمعرفة والقيم، إذ تقوم الماركسية على مادية صرفة تلغي البعد الروحي، بينما يؤكد الإسلام على تكامل الروح والجسد، قال تعالى: ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي﴾ [الحجر: 29]، مما يثبت أن الإنسان ليس مجرد مادة، بل كائن ذو بعد إيماني، كما أن الإسلام يرى أن الوجود مخلوق بإرادة الله، وليس ناتجًا عن صراع المادة، قال تعالى: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الزمر: 62]، أما في المعرفة، فبينما تحصرها الماركسية في الحس والتجربة، يقرر الإسلام مصادر متعددة تشمل الوحي والعقل والتجربة، قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾ [البقرة: 282]، كما أن القيم في الإسلام ثابتة ومستمدة من الوحي، لا من الظروف الاقتصادية المتغيرة، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق}. (أخرجه أحمد، 1421هـ، رقم ٨٩٥٢)، وعليه فإن الفكر الماركسي يتعارض مع الرؤية التربوية الإسلامية التي تسعى لبناء الإنسان روحيًا وماديًا في توازن يحقق الاستخلاف في الأرض. ثالثًا/ المبادئ السياسية للفكر الماركسي: أ/ الصراع الطبقي: ترى الماركسية أن التاريخ هو سجل لصراع الطبقات، وأن الدولة هي أداة تستخدمها الطبقة الحاكمة لقمع الطبقات الأخرى، كما أن علاقات الإنتاج الرأسمالية تقوم على وجود طبقتين رئيستين متصارعتين: الرأسمالية (البرجوازية)، والعمال (البروليتاريا)، كما أنه في النظام الرأسمالي تكون الملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج هي أساس علاقات الإنتاج، أما العمال المأجورون فهم محرومون من وسائل الإنتاج، ومضطرون لبيع قوة عملهم للرأسمالي، ويعتبر الصراع الطبقي القوة الدافعة للتغيير السياسي، والثورة هي الوسيلة الوحيدة للقضاء على الاستغلال الطبقي وإقامة مجتمع اشتراكي. (رمضان، 1421هـ، ص175؛ الجعلي 1404هـ، ص58) ب/ الدولة كأداة قمع طبقي: تنظر الماركسية إلى الدولة على أنها ليست كيانًا محايدًا، بل أداة في يد الطبقة الحاكمة لحماية مصالحها، وترى أن الديمقراطية البرجوازية مجرد قناع يخفي دكتاتورية الطبقة الرأسمالية، كما أن الديمقراطية من منظور البروليتاريا هي نقيض الديمقراطية الشكلية التي تسيطر فيها البرجوازية على مؤسسات الدولة، وتحتكرها، بما في ذلك المؤسسات القانونية، والإعلامية، والأيديولوجية، والقمعية، وتهدف الماركسية إلى تأسيس دولة اشتراكية تمثل مصالح الطبقة العاملة وتحقق العدالة الاجتماعية والمساواة. (عبدالحفيظ، 2016م، ص237) ج/ الثورة البروليتارية: تعتبر الماركسية الثورة البروليتارية الحل الوحيد للقضاء على الاستغلال الطبقي وإقامة مجتمع اشتراكي، وتهدف الثورة الاشتراكية إلى نزع الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وتحويلها إلى ملكية عامة، كما ترى أن القضاء على الطبقات الاجتماعية هو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة الاجتماعية كليًا، ولكي يتحقق هذا الهدف، لابد من إقامة نظام اشتراكي جديد، يقضي على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، ويضع تدبير الملكية في يد المجتمع ككل، وتعتبر الثورة الاشتراكية عملية تاريخية طويلة ومعقدة تتطلب تنظيم الطبقة العاملة وتعبئتها. (عبدالحفيظ 2016م، ص232) د/ المجتمع الشيوعي: ترى الماركسية أن الشيوعية هي المرحلة النهائية من التطور الاجتماعي، حيث يزول الصراع الطبقي وتتحقق المساواة الكاملة، وفي المجتمع الشيوعي، ستتلاشى الدولة وتتحول إلى إدارة بسيطة للشؤون العامة، وسيستند المجتمع الشيوعي إلى مبدأ "من كل حسب قدرته، إلى كل حسب حاجته"، كما أنه يتم تشكيل سلوك الأفراد والجماعات، ويركز هذا التصور على الذوبان الكلي للفرد في المجتمع، وفناء الفرد في الجماعة ومصلحتها. (القحطاني، 1439هـ، ص153)، وتعرف الشيوعية بأنها: " مذهب اقتصادي اجتماعي يقوم في أساسه على القضاء على الملكية الفردية، وتدخّل الدولة الفعال في حياة الأفراد، وإخضاعهم لإشرافها وتوجيههم ماديًا وروحيًا". (مجمع اللغة العربية، 1403هـ، ص104) ومن منظور التربية الإسلامية، يقوم الفكر الماركسي على أسس تتعارض مع المبادئ الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالصراع الطبقي وإنكار الملكية الفردية؛ فالإسلام يعترف بالملكية الفردية ضمن ضوابط شرعية، حيث يقول الله تعالى: ﴿وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ [الأعراف: 85]، مما يؤكد احترام حقوق الأفراد في التملك مع مراعاة العدل، كما أن الإسلام لا يرى الصراع الطبقي كحتمية تاريخية، بل يؤكد على التكافل والتراحم بين الطبقات، حيث شرع الزكاة كمصدر لتحقيق العدالة الاجتماعية دون إلغاء التفاوت الطبيعي بين الناس، كما في قوله تعالى: ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ﴾ [الحشر: 7]، كذلك فإن الماركسية تدعو إلى إلغاء الدولة في المجتمع الشيوعي، بينما يؤكد الإسلام على أهمية وجود سلطة عادلة تحقق الأمن والاستقرار، كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: {إذا خرَج ثلاثةٌ في سَفَرٍ فليُؤمِّروا أحَدَهم}. (أخرجه أبو داود، 1430هـ، رقم2608)، وبذلك فإن الإسلام يقدم نظامًا متوازنًا يحقق العدالة دون الوقوع في حتمية الصراع أو إلغاء الملكية، مما يجعله أكثر واقعية واستدامة من الطرح الماركسي. رابعًا/ المبادئ الاقتصادية للفكر الماركسي: أ/ نظرية فائض القيمة: تعتبر هذه النظرية حجر الزاوية للفكر الاقتصادي الماركسي، حيث تفسر الربح الذي يحققه الرأسماليون، ويرى ماركس أن الرأسماليين يحققون أرباحهم من خلال استغلال العمال، بحيث يحصل العمال على أجر أقل بكثير من قيمة العمل الذي يقدمونه، وفائض القيمة تعني الفارق بين الأجر الذي يستحقه العامل مقابل جهده وبين الأجر الذي يحصل عليه فعلاً، وتعتبر الماركسية أن معدل العمل الذي يقوم به العامل أكبر من الأجر الذي يتلقاه، حيث يقوم العامل بتخصيص جزء من وقته لتغطية نفقات معيشته، بينما يخصص الجزء المتبقي للعمل دون أجر، مما يخلق فائض القيمة الذي يحقق الثراء للرأسماليين. (عبدالعزيز، 1401ه، ص101) ب/ الملكية العامة لوسائل الإنتاج: في النظام الاشتراكي الماركسي، تعتبر وسائل الإنتاج ملكًا للمجتمع ككل، بحيث لا يملكها الأفراد أو الشركات الخاصة، وتعد هذه الملكية العامة خطوة نحو تحقيق المساواة بين أفراد المجتمع، حيث تستخدم جميع الموارد الإنتاجية بشكل جماعي لخدمة احتياجات المجتمع، وتشمل وسائل الإنتاج الأرض والمصانع والمصارف، وهي تعتبر ملكًا للمجتمع بأسره، وكذلك إلغاء حقوق الوراثة، ووضع وسائل النقل والمواصلات تحت سيطرة الدولة، وفرض العمل الإجباري على الجميع، وإزالة الفوارق بين العمل الزراعي والصناعي، وتوحيد العمل المادي مع التعليم، ويعتقد ماركس أن الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج هي أساس الصراع الطبقي، حيث يسهم التوزيع غير العادل للثروات في تكريس الفوارق الطبقية، ومن هنا يرى ماركس أن الحل يكمن في إلغاء هذه الملكية الخاصة لضمان العدالة الاجتماعية. (الشمري، 1434هـ، ص143؛ الرحيلي، 1424هـ، ص152) ج/ إشباع الحاجات الجماعية: يؤكد الفكر الماركسي على تخصيص الموارد الإنتاجية بطريقة تلبي احتياجات جميع أفراد المجتمع، حيث يتم إعطاء الأولوية للسلع والخدمات الأساسية مثل الغذاء، والسكن، والتعليم، والرعاية الصحية، كما تعطى الأولوية للسلع الكمالية في مرحلة لاحقة، وفقًا لما تتطلبه الظروف، وهذه الأولوية تعد أساسًا لإرساء العدالة الاجتماعية وضمان رفاهية جميع أفراد المجتمع. (الشمري، 1434هـ، ص144) د/ التخطيط المركزي: يعتمد النظام الاشتراكي الماركسي على التخطيط المركزي لتوجيه النشاط الاقتصادي، خلافًا للأنظمة الرأسمالية التي تعتمد على آلية السوق، وينظم جهاز التخطيط المركزي في الأنظمة الاشتراكية الكميات المطلوبة من السلع والخدمات التي سيتم إنتاجها، كما يحدد الموارد التي ستستخدم في الإنتاج وأسلوب توزيعها بين أفراد المجتمع، وعليه فإن هذا الجهاز يعتبر الجهة الوحيدة التي تحدد العرض والطلب، ويشمل ذلك تحديد احتياجات المجتمع وتوزيع الموارد على أساس العدالة والمساواة. (الشمري، 1434هـ، ص144) ويقوم الفكر الاقتصادي الماركسي على فرضيات تتعارض مع مبادئ العدالة والتوازن التي أقرها الإسلام في توزيع الثروات وحقوق الأفراد، فبينما ترفض الماركسية الملكية الخاصة باعتبارها سببًا للصراع الطبقي، يقر الإسلام بحق التملك الفردي شريطة أن يكون في إطار المسؤولية الاجتماعية، حيث يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ﴾ [النساء: 29]، مما يعكس احترام الإسلام للملكية الفردية المشروعة، كما أن مفهوم "فائض القيمة" في الماركسية يقوم على صراع بين الطبقات، بينما يوجه الإسلام العلاقة بين العامل وصاحب العمل بمبدأ العدل والإحسان، حيث قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: {أعْطُوا الأجِيرَ أجْرَهُ قبْلَ أنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ}. (أخرجه ابن ماجه، د.ت، رقم2443)، أما التخطيط المركزي، فرغم أن الإسلام يدعم وجود الدولة في تنظيم الاقتصاد لتحقيق المصلحة العامة، إلا أنه لا يلغي حرية الأفراد في التملك والاستثمار، كما يتجلى ذلك في تشريع الزكاة والوقف كنماذج تجمع بين التكافل والحرية الاقتصادية، وعليه فإن الماركسية، رغم سعيها لتحقيق العدالة، تفتقد التوازن بين حقوق الأفراد والمجتمع، وهو ما نجده في المنهج الإسلامي الذي يوفق بين الحرية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وفق رؤية تكاملية شاملة. خامسًا/ المبادئ الاجتماعية للفكر الماركسي: أ/ المجتمع في الماركسية: يعتبر المجتمع من منظور الماركسية الأساس الذي ترتكز عليه جميع العلاقات الإنسانية، بحيث يتعين على الأفراد أن يكونوا جزءًا من هذا الكل الاجتماعي، ولا يمكن أن يكون للفرد وجود مستقل بعيدًا عن المجتمع؛ إذ أن المجتمع هو الذي يعكس مصالح الجميع، بينما قد تتعارض أحيانًا مصلحة الفرد مع مصلحة المجتمع، ومن هنا يرى الماركسيون أنه يجب حماية مصلحة المجتمع من المصالح الفردية، وهذا هو الدور الرئيس الذي يجب أن تقوم به الدولة. (ناجي، 2017م، ص102) ب/ الحرية في الماركسية: تعتقد الماركسية أن الحرية ليست مطلقة، بل تتحقق تدريجيًا عبر التطور الاجتماعي، وأن الفرد لا يستطيع تحقيق حريته إلا من خلال الجماعة والمجتمع؛ فحرية الإنسان الحقيقية تكمن في اندماجه في المجتمع الاشتراكي، حيث تتلاشى الفوارق الطبقية، ويصبح العمل مشتركًا بين الجميع (رمضان، 1421هـ، ص42). ج/ نظرية صراع الطبقات: تعد نظرية صراع الطبقات جزءًا أساسيًا في المادية التاريخية التي تؤمن بها الماركسية، هذه النظرية تقوم على فكرة أن المجتمع يتكون من طبقات اجتماعية تتميز بحسب علاقتها بوسائل الإنتاج، ونصيب كل طبقة من الثروة الاجتماعية، وفي رأي لينين، الطبقات الاجتماعية هي مجموعات من الناس التي تتحدد علاقتها بوسائل الإنتاج وأثرها في تقسيم العمل وتوزيع الثروة، ويرتبط ظهور الطبقات بتطور قوى الإنتاج والنمو الاقتصادي، الذي يؤدي بدوره إلى استغلال القوى العاملة، وبالتالي، يعتبر الصراع الطبقي عنصرًا أساسيًا في تقدم المجتمع، حيث يتم من خلاله الانتقال إلى نظم اجتماعية أكثر تطورًا، كما يعتقد الماركسيون أن الصراع الطبقي ليس شرًا يجب تجنبه، بل هو المحرك الرئيس للتغيير الاجتماعي. (رمضان، 1421هـ، ص188) د/ الجمعية والتعاون الاجتماعي: في الماركسية، يتم التركيز على فكرة الجمعية التي تضع التعاون في مواجهة التنافس، وتؤكد على الواجبات أكثر من الحقوق؛ فالمجتمع وفقًا لهذا التصور يعتمد على التعاون بين الأفراد لخدمة مصلحة الجميع بدلاً من المصلحة الفردية، وبذلك لا تعتبر الحقوق في الماركسية مطلقة بل مشروطة بالوظيفة التي يؤديها الفرد في المجتمع، والحقوق هي مشتقة من أهداف المجتمع، وأي مسعى فردي يمكن أن يشكل تهديدًا لهذا النظام الاجتماعي. (ناجي، 2017م، ص101) هـ/ المساواة بين الرجل والمرأة: تدافع الماركسية عن المساواة بين الرجل والمرأة من ناحية الحقوق المدنية والسياسية، بما في ذلك الزواج والطلاق، ومع ذلك فإنها تتبنى مفهومًا مثيرًا للجدل بشأن دور المرأة في المجتمع على الرغم من اعتبار المرأة متساوية مع الرجل من حيث الأجر والحقوق السياسية، إلا أن الشيوعيين يرون أن المرأة يجب أن تكون "ملكًا مشاعًا" بين جميع الرجال، ويدعون إلى الإشارة إلى هذه "الملكية المشتركة" بشكل علني بدلاً من الإبقاء عليها سرًا كما في الأنظمة السابقة. (رمضان، 1421هـ، ص203) و/ نظام الأسرة: تعتبر الماركسية الأسرة من مؤسسات المجتمع الرأسمالي التي ستضمحل بتدمير النظام الرأسمالي؛ فهي ترى أن العلاقات الأسرية هي مجرد علاقات اقتصادية مرتبطة بنظام الإنتاج، وتنتهي مع تلاشي هذا النظام. (الجعلي، 1404هـ، ص103) ومن منظور التربية الإسلامية، يتعارض الفكر الماركسي في مبادئه الاجتماعية مع الأسس الإسلامية التي تقوم على تكريم الإنسان وفطرته السوية، فالربط الحتمي بين المجتمع والفرد في الماركسية يتجاهل مسؤولية الإنسان الفردية أمام الله؛ إذ يقول تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر: 38]، كما أن الحرية في الإسلام لا ترتبط بالمجتمع فقط، بل هي مسؤولية فردية تضبط بشرع الله، حيث يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: {أَلا كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ}. (أخرجه مسلم، 1433هـ، رقم1829)، أما صراع الطبقات، فإن الإسلام يرفضه كأساس للعلاقات الاجتماعية؛ إذ يؤكد على التكافل والتعاون بين الطبقات، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10]، كذلك فإن فكرة الجمعية والتعاون في الماركسية تغفل الحقوق الفردية لصالح المجتمع، بينما الإسلام يوازن بين الحقوق والواجبات، كما في حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-: {إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ}. (أخرجه البخاري، 1422هـ، رقم6139)، أما بشأن المساواة بين الرجل والمرأة، فإن الإسلام يقر بالمساواة في الكرامة والتكليف الشرعي، لكنه يميز في الأدوار وفق الفطرة، لقوله تعالى: ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ﴾ [آل عمران: 36]، كما أن الأسرة في الإسلام ليست أداة اقتصادية بل نواة المجتمع القائمة على المودة والرحمة، كما قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]، مما يجعلها مؤسسة أصيلة لا تزول بتغير الأنظمة الاقتصادية. سادسًا/ المبادئ التربوية للفكر الماركسي: أ/التربية في الماركسية: تعد التربية في الفكر الماركسي عملية شاملة تهدف إلى تشكيل الإنسان الاشتراكي الجديد، حيث ترتبط بالتوجهات الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وتقوم على الفلسفة المادية الجدلية، وترفض الفردية لصالح الجماعية، وتخضع العملية التعليمية لسيطرة الدولة لضمان ترسيخ المبادئ الشيوعية، كما تعتمد على التعليم البوليتكنيكي الذي يربط المعرفة النظرية بالعمل الإنتاجي، مما يعزز التكامل بين الجوانب الفكرية والعملية في تكوين الأفراد. (أبو العينين، 2003م) ب/ هدف التربية في الماركسية: تهدف التربية الماركسية إلى إعداد الأفراد ليكونوا أعضاءً فاعلين في المجتمع الاشتراكي، من خلال نشر الوعي الطبقي العمالي وتعزيز الولاء للدولة، كما تركز على دمج التعليم بالحياة العملية، وتحديث المناهج وفق احتياجات الاقتصاد الاشتراكي، بالإضافة إلى توفير تعليم مجاني وإلزامي يضمن تكافؤ الفرص لجميع فئات المجتمع، خاصة الطبقة العاملة. (جعنيني، 2010م، 256) ج/ دور الأسرة في التربية الماركسية: تسعى الماركسية إلى تقليص دور الأسرة في تربية الأبناء، معتبرةً أن المجتمع هو المسؤول الرئيس عن التنشئة لضمان استقلالية الأفراد عن التأثيرات العائلية. وينظر إلى الأسرة التقليدية على أنها قد تكون وسيلة لاستغلال الأطفال اقتصاديًا، مما يستدعي تدخل الدولة لضمان تربية قائمة على المبادئ الاشتراكية، بعيدة عن المصالح الفردية. (الجعلي، 1404هـ) د/ التطبيقات التربوية في الماركسية: تعتمد التربية الماركسية على توحيد المناهج الدراسية وفق رؤية اشتراكية موحدة، مع التركيز على التعليم المهني وربطه بالإنتاج، كما تستخدم طرق تدريس جماعية تعزز التعاون، بينما يتم رفض الأساليب الفردية التي قد تؤدي إلى المنافسة، وتولي المناهج اهتمامًا خاصًا بالعلوم الطبيعية والرياضيات دون إهمال العلوم الإنسانية، وتتكامل مع الأنشطة اللاصفية التي تهدف إلى تعزيز الوعي الاجتماعي والسياسي للطلاب، كما يخضع التقويم التربوي لاعتبارات عملية، ويستفيد من نتائج الأبحاث لضمان تحقيق الأهداف التربوية للدولة. (ناصر، 2004م، ص362) وتتعارض المبادئ التربوية للفكر الماركسي مع أسس التربية الإسلامية؛ إذ تقوم الماركسية على الفلسفة المادية الجدلية التي ترفض البعد الروحي، بينما تؤكد التربية الإسلامية على تكامل الجوانب الروحية والمادية في بناء الإنسان، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، كذلك ترفض الماركسية الفردية لصالح الجماعية المطلقة، مما يلغي خصوصية الإنسان ومسؤوليته الشخصية، خلافًا لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام: 164]، حيث يقر الإسلام بمسؤولية الفرد أمام الله، كما أن تقليص دور الأسرة في التربية يتنافى مع تعاليم الإسلام التي تجعل الأسرة نواة المجتمع، حيث قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: {أَلا كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ}. (أخرجه مسلم، 1433هـ، رقم1829)، أما حصر التعليم في يد الدولة وفق منظور إيديولوجي موحد، فإنه يحد من حرية الفكر والاختيار، بينما يرسخ الإسلام مبدأ الشورى والتعددية في المعرفة، كما في قوله تعالى: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ [الزمر: 17-18]، وعليه فإن التربية الإسلامية تدعو إلى توازن شامل بين الروح والمادة، والفرد والمجتمع، والأسرة والدولة، مما يحقق تكاملاً تربويًا أكثر انسجامًا مع الفطرة الإنسانية. نتائج البحث: 1/ يرتكز الفكر الماركسي على المادية الجدلية والتاريخية، مما يجعله ينكر أي بعد روحي أو غيبي في الكون والإنسان، ويعتبر المادة هي الأصل والأساس، وأن الوعي والفكر هما مجرد انعكاسات للواقع المادي. 2/ يرى الفكر الماركسي أن التاريخ هو سجل لصراع الطبقات، وأن هذا الصراع هو المحرك الأساسي للتغيير الاجتماعي، كما يدعو إلى الثورة البروليتارية كحل وحيد للقضاء على الاستغلال الطبقي وإقامة مجتمع شيوعي. 3/ ينظر إلى الدولة كأداة قمع طبقي في يد الطبقة الحاكمة، ويدعو إلى زوالها في المجتمع الشيوعي، ويؤكد على أهمية الجماعة والمجتمع على حساب الفرد، ويدعو إلى الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج. 4/ يقوم الاقتصاد الماركسي على نظرية فائض القيمة، التي تفسر الربح الرأسمالي بالاستغلال الطبقي، ويدعو إلى التخطيط المركزي للاقتصاد وإشباع الحاجات الجماعية بدلاً من آليات السوق الحرة. 5/ تهدف التربية الماركسية إلى تشكيل الإنسان الاشتراكي الجديد، وترسيخ المبادئ الشيوعية من خلال التعليم البوليتكنيكي. 6/ تتعارض المبادئ العقدية للماركسية مع التوحيد والإيمان بالغيب في الإسلام، ويرفض الدين الإسلامي المادية المطلقة وإنكار الروح، ويؤكد على تكامل الروح والجسد في الإنسان، كما يقدم الدين الإسلامي نظامًا متوازنًا يحقق العدالة الاجتماعية دون إلغاء الملكية الفردية أو الوقوع في حتمية الصراع الطبقي، ويدعو إلى التكافل والتراحم بين الطبقات، ويشرع الزكاة والوقف لتحقيق العدالة الاقتصادية. 7/ تؤكد الشريعة الإسلامية على مسؤولية الإنسان الفردية أمام الله، ويوازن بين حقوق الفرد والمجتمع، وترفض فكرة ذوبان الفرد في الجماعة، وتؤكد على أهمية الحرية المسؤولة، كما أنها تقر بحق التملك الفردي ضمن ضوابط شرعية، وتؤكد على أهمية العدل والإحسان في العلاقات الاقتصادية.
التوصيات: 1/ يجب على المؤسسات التعليمية والدينية تعزيز الوعي العقدي الصحيح لدى الشباب، وتوضيح الأسس التي يقوم عليها التوحيد والإيمان بالغيب، وتضمين المناهج الدراسية مواد توضح خطورة الفكر الماركسي وتناقضه مع العقيدة الإسلامية. 2/ تكثيف الجهود للتوعية بمخاطر الإلحاد الذي يتبناه الفكر الماركسي، وتبيان الأدلة العقلية والنقلية على وجود الله تعالى، وتعزيز الإيمان في قلوب الشباب، وتوضيح أهمية الدين في حياة الفرد والمجتمع. 3/ استخدام وسائل الإعلام المختلفة لنشر الوعي بمخاطر الفكر الماركسي، وتوضيح تناقضاته مع الإسلام، في جوانب العقيدة، والفلسفة، والاقتصاد، والاجتماع، وإنتاج برامج وأفلام وثائقية توضح تاريخ الماركسية وآثارها السلبية على المجتمعات. 4/ العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وفقًا للمبادئ الإسلامية، من خلال تطبيق الزكاة، والوقف، والتكافل الاجتماعي، ومكافحة الفقر والبطالة، وتوفير فرص متكافئة للجميع. 5/ تأكيد أهمية دور الأسرة في التربية والتنشئة، وتوفير الدعم اللازم لها للقيام بهذا الدور على أكمل وجه، وتوعية الآباء والأمهات بأساليب التربية الصحيحة التي تحمي الأبناء من الأفكار المنحرفة.
قائمة المراجع: ابن منظور، جمال الدين محمد. (1414هـ). لسان العرب، ط3، بيروت: دار صادر. أبو العينين، علي خليل مصطفى؛ ويح، محمد عبدالرزاق؛ بركات، هاني محمد يونس (2003م). الاصول الفلسفية للتربية: قراءات ودراسات، عمّان: دار الفكر. أفاناسييف، ف.ج. (1975م). أصول الفلسفة الماركسية، ترجمة: حمدي عبدالجواد، الإسكندرية: دار الثقافة الحديثة. البخاري، أبو عبدالله محمد بن إسماعيل. (1422هـ). صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير الناصر؛ محمد فؤاد عبدالباقي، بيروت: دار طوق النجاة. بوليتزر، جورج؛ بيس، جي؛ كافين، موريس. (د.ت). أصول الفلسفة الماركسية، ترجمة: شعبان بركات، بيروت: المكتبة العصرية. الجعلي، فتح الرحمن أحمد محمد. (1404هـ). الإيمان بالله والجدل الشيوعي، جدة: الدار السعودية للنشر والتوزيع. جعنيني، نعيم حبيب. (2010م). الفلسفة وتطبيقاتها التربوية، ط2، عمّان: دار وائل للنشر والتوزيع. الرحيلي، حمود بن أحمد. (1424هـ). الشيوعية وموقف الإسلام منها، المدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم. الرشدان، عبدالله زاهي؛ جعنيني، نعيم حبيب. (1999م). المدخل إلى التربية والتعليم، ط3، عمّان: دار الشروق للنشر والتوزيع. رمضان، أحمد السيد. (1421هـ). أثر الماركسية على العلوم والفنون وموقف الإسلام منها، القاهرة: الدار الإسلامية للطباعة والنشر. زاوي، أحمد؛ مياد، رشيد. (2021م). المدرسة الماركسية وتفسيرها للظاهرة التاريخية، مجلة رؤى تاريخية للأبحاث والدراسات المتوسطية، 1(2)، ص ص: 1-11. ستالين، جوزيف. (2007م). المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية، ترجمة: قدري محمود حنفي، دمشق: دار دمشق للطباعة والنشر. السجستاني، أبو داود سليمان بن الأشعث. (1430هـ). سنن أبي داود، تحقيق: شعيب الأرنؤوط ومحمد كامل قره بللي، بيروت: دار الرسالة العالمية. الشمري، موضي مطني. (1434هـ). المدخل إلى علم الاجتماع الاقتصادي، الرياض: النشر العلمي والمطابع بجامعة الملك سعود. الشيباني، أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل. (1421هـ). مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد وآخرون، الرياض: مؤسسة الرسالة. صليبا، جميل. (1982م). المعجم الفلسفي، بيروت: دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع. عبدالحفيظ، إسلامي. (2016م). موت الماركسية: بين الرهان الرأسمالي، أخطاء الحركة الشيوعية ومهمة إعادة البناء، مجلة نوافذ، 62(61)، ص ص: 225-241. عبدالعزيز، أمير. (1401هـ). النظرية الماركسية في ميزان الإسلام، عمّان: مكتبة الأقصى. علي، سعيد إسماعيل. (1436هـ). مصادر التربية الإسلامية، القاهرة: دار عالم الكتب. الفيروز آبادي، محمد بن يعقوب. (1426هـ). القاموس المحيط، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، ط8، بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع. القادري، أحمد رشيد؛ أبو شريخ، شاهر ذيب. (1426هـ). الفكر التربوي الإسلامي، عمّان: دار جرير للنشر والتوزيع. القحطاني، نورة بنت سعد سلطان. (1439هـ). الأصول الفلسفية وتطبيقاتها التربوية، الرياض: مكتبة العبيكان للنشر والتوزيع. القزويني، أبو عبد الله محمد بن يزيد. (د.ت). سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية. مجمع اللغة العربية. (1403هـ). المعجم الفلسفي، القاهرة: الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية. مجمع اللغة العربية. (1425هـ). المعجم الوسيط، ط4، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية. المجيدل، عبدالله؛ جيدوري، صابر؛ محمد، محمود علي. (1435هـ). فلسفة التربية، دمشق: منشورات جامعة دمشق. مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري. (1433هـ). الجامع الصحيح: صحيح مسلم، تحقيق: محمد زهير الناصر، بيروت: دار طوق النجاة. المشوخي، حمد سلیمان. (2002م). تقنيات ومناهج البحث العلمي، القاهرة: دار الفكر العربي. مصطفى، فضلون محمد. (2021م). الشيوعية وموقف الأديان منها، مجلة كلية الدراسات الإسلامية، كلية الدراسات الإسلامية، جامعة الأزهر، (4)، ص ص: 1263-1316. ناجي، أحمد عبدالفتاح. (2017م). العمل الاجتماعي التطوعي: الأدوار والمسؤوليات في ظل النظام العالمي الجديد، الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث. ناصر، إبراهيم. (2004م). فلسفات التربية، ط2، عمّان: دار وائل للنشر والتوزيع. هيدان، نورة كطاف. (2019م). النظرية الماركسية: الأسس والتقييم، مجلة كلية القانون والعلوم السياسية، كلية القانون والعلوم السياسية، الجامعة العراقية، (5)، ص ص: 397-425.
| ||||
References | ||||
قائمة المراجع:
ابن منظور، جمال الدين محمد. (1414هـ). لسان العرب، ط3، بيروت: دار صادر.
أبو العينين، علي خليل مصطفى؛ ويح، محمد عبدالرزاق؛ بركات، هاني محمد يونس (2003م). الاصول الفلسفية للتربية: قراءات ودراسات، عمّان: دار الفكر.
أفاناسييف، ف.ج. (1975م). أصول الفلسفة الماركسية، ترجمة: حمدي عبدالجواد، الإسكندرية: دار الثقافة الحديثة.
البخاري، أبو عبدالله محمد بن إسماعيل. (1422هـ). صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير الناصر؛ محمد فؤاد عبدالباقي، بيروت: دار طوق النجاة.
بوليتزر، جورج؛ بيس، جي؛ كافين، موريس. (د.ت). أصول الفلسفة الماركسية، ترجمة: شعبان بركات، بيروت: المكتبة العصرية.
الجعلي، فتح الرحمن أحمد محمد. (1404هـ). الإيمان بالله والجدل الشيوعي، جدة: الدار السعودية للنشر والتوزيع.
جعنيني، نعيم حبيب. (2010م). الفلسفة وتطبيقاتها التربوية، ط2، عمّان: دار وائل للنشر والتوزيع.
الرحيلي، حمود بن أحمد. (1424هـ). الشيوعية وموقف الإسلام منها، المدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم.
الرشدان، عبدالله زاهي؛ جعنيني، نعيم حبيب. (1999م). المدخل إلى التربية والتعليم، ط3، عمّان: دار الشروق للنشر والتوزيع.
رمضان، أحمد السيد. (1421هـ). أثر الماركسية على العلوم والفنون وموقف الإسلام منها، القاهرة: الدار الإسلامية للطباعة والنشر.
زاوي، أحمد؛ مياد، رشيد. (2021م). المدرسة الماركسية وتفسيرها للظاهرة التاريخية، مجلة رؤى تاريخية للأبحاث والدراسات المتوسطية، 1(2)، ص ص: 1-11.
ستالين، جوزيف. (2007م). المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية، ترجمة: قدري محمود حنفي، دمشق: دار دمشق للطباعة والنشر.
السجستاني، أبو داود سليمان بن الأشعث. (1430هـ). سنن أبي داود، تحقيق: شعيب الأرنؤوط ومحمد كامل قره بللي، بيروت: دار الرسالة العالمية.
الشمري، موضي مطني. (1434هـ). المدخل إلى علم الاجتماع الاقتصادي، الرياض: النشر العلمي والمطابع بجامعة الملك سعود.
الشيباني، أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل. (1421هـ). مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد وآخرون، الرياض: مؤسسة الرسالة.
صليبا، جميل. (1982م). المعجم الفلسفي، بيروت: دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع.
عبدالحفيظ، إسلامي. (2016م). موت الماركسية: بين الرهان الرأسمالي، أخطاء الحركة الشيوعية ومهمة إعادة البناء، مجلة نوافذ، 62(61)، ص ص: 225-241.
عبدالعزيز، أمير. (1401هـ). النظرية الماركسية في ميزان الإسلام، عمّان: مكتبة الأقصى.
علي، سعيد إسماعيل. (1436هـ). مصادر التربية الإسلامية، القاهرة: دار عالم الكتب.
الفيروز آبادي، محمد بن يعقوب. (1426هـ). القاموس المحيط، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، ط8، بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع.
القادري، أحمد رشيد؛ أبو شريخ، شاهر ذيب. (1426هـ). الفكر التربوي الإسلامي، عمّان: دار جرير للنشر والتوزيع.
القحطاني، نورة بنت سعد سلطان. (1439هـ). الأصول الفلسفية وتطبيقاتها التربوية، الرياض: مكتبة العبيكان للنشر والتوزيع.
القزويني، أبو عبد الله محمد بن يزيد. (د.ت). سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية.
مجمع اللغة العربية. (1403هـ). المعجم الفلسفي، القاهرة: الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية.
مجمع اللغة العربية. (1425هـ). المعجم الوسيط، ط4، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية.
المجيدل، عبدالله؛ جيدوري، صابر؛ محمد، محمود علي. (1435هـ). فلسفة التربية، دمشق: منشورات جامعة دمشق.
مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري. (1433هـ). الجامع الصحيح: صحيح مسلم، تحقيق: محمد زهير الناصر، بيروت: دار طوق النجاة.
المشوخي، حمد سلیمان. (2002م). تقنيات ومناهج البحث العلمي، القاهرة: دار الفكر العربي.
مصطفى، فضلون محمد. (2021م). الشيوعية وموقف الأديان منها، مجلة كلية الدراسات الإسلامية، كلية الدراسات الإسلامية، جامعة الأزهر، (4)، ص ص: 1263-1316.
ناجي، أحمد عبدالفتاح. (2017م). العمل الاجتماعي التطوعي: الأدوار والمسؤوليات في ظل النظام العالمي الجديد، الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث.
ناصر، إبراهيم. (2004م). فلسفات التربية، ط2، عمّان: دار وائل للنشر والتوزيع.
هيدان، نورة كطاف. (2019م). النظرية الماركسية: الأسس والتقييم، مجلة كلية القانون والعلوم السياسية، كلية القانون والعلوم السياسية، الجامعة العراقية، (5)، ص ص: 397-425.
| ||||
Statistics Article View: 16 PDF Download: 11 |
||||