بنــــاء المعاني في الحديث النبوي | ||||
الإنسانيات | ||||
Volume 2025, Issue 65 - Serial Number 1, June 2025, Page 145-170 PDF (483.18 K) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/ins.2025.449764 | ||||
![]() | ||||
Authors | ||||
أ.سمير عبد الحميد دسوقى1; أ.د. سلامة داوود2; أ.د.إيمان فؤاد بركات محمد3 | ||||
1باحث دكتوراة في قسم اللغة العربية كلية الآداب – جامعة دمنهور | ||||
2رئيس جامعة الأزهر | ||||
3وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث رئيس قسم اللغة العربية - كلية الآداب- جامعة دمنهور | ||||
Abstract | ||||
تقديـــــــــمــ : ما يزال الحديث النبوي الشريف نبعًا ثريًا ، ومعينًا غنيًا ، وما يزال البحث فيه في حاجة إلى جهد كبير؛ وبناء المعاني خير مثال على ذلك، فلا يخفى على دارس البلاغة النبوية أن الأساليب النبوية في الحديث النبوي الشريف ، قد اختلفت اختلافًا كبيًرا من العهد المكي إلى العهد المدني، ومع شدة الحاجة لدراسة الحديث النبوي الشريف ،من هذه الزاوية ؛ إلا إنه لم توجد دراسة -حسب علمي -تقوم على التمييز بين المكي والمدني في الحديث النبوي الشريف، من ناحية الأساليب البيانية، والأغراض البلاغية ،والتقديم والتأخير بين الجمل، والإفراد والجمع ، واستعمال وسائل غير لفظية تحقق المعنى المقصود لصاحب الرسالة r ، وبناء معنى على معنى ، و ربط معنى بمعنى ، وهكذا وتتمثل القيمة البلاغية للبحث في التمييز بين المكي والمدني من الحديث النبوي، الذي يُبنى في الأساس على اختلاف الأساليب والمعاني، تبعًا لاختلاف الزمن ، كما تظهر أهمية دراسة أثر الزمن في بناء المعاني في الحديث النبوي الشريف، في مجالات كثر،جلها غير مطروق بلاغيًا، كما تمثل إضافة للأبواب المطروقة منها . فمن خلال التحليل البلاغي للألفاظ والأساليب التي استعملها النبيr تحليلًا بلاغيًا ، يستطيع البلاغي التمييز بين المكي والمدني ، والأساليب البلاغية ، التي اتبعها النبي r في تربية أصحابه قبل الهجرة ، والأساليب التي اتبعها بعد الهجرة ، كشيوع الأسلوب الخبري على حساب الأسلوب الإنشائي مثلًا ، وذلك لسر بلاغي ، كغرس الأمل في نفوس الصحابة ، في وقت كانوا يحتاجون فيه لبناء هدف يضحون بأنفسهم من أجله ، وتربيتهم على تحمل المشاق في سبيل الدعوة الإلهية التي سينقلونها إلى العالم أجمع . وقد دفعني للكتابة في هذا الموضوع ما وجدت من الكثرة الكاثرة من الكتاب والباحثين عند حديثهم عن الإبداع الأدبي للشعراء والكتاب، واختياراتهم اللفظية والأسلوبية ، حتى كادوا يصلون بهم إلى حد الإعجاز البلاغي ، فحرك عندي ما وجدت من بلاغة نبوية على كافة مستويات النص الأدبي ، بداية من الألفاظ ووصولًا إلى السياق الداخلي وموافقته للسياق الخارجي فخطابهr خطاب جاد، وتتغاير غاياته تغيرًا بينًا ؛ فتارة يقصد من حديثه تعليم أمته، وتارة يقصد معاني أخرى من العظة والتسلية والتصبر وبناء الهمم والتربية ، وغيرها كثيرمن الغايات، وتعدد الغايات يحتاج إلى تعدد الأساليب؛ فالغايات هي التي تحدد الأساليب الأجدى؛ سيما وأن صاحب البيان يأتيه الوحي من السماء؛ فيختار العبارة التي تحقق غايته، والتي تناسب حال المدعو، وتوافق مقتضى حاله، ولهذا وغيره نستطيع أن نقول إن الحديث النبوي بيان يغاير الكلام البشري ، وإن مظاهر تمايزه تتمثل في خصائص عديدة ، خصها كثير من العلماء بالبحث والتصنيف ؛ فأفردوا لذلك أبحاثًا ومصنفات، من المتقدمين ومن المتأخرين ،وهي التفرد مع الاستمرار ، وعلامة التفرد و دليله الواضح إصابة الهدف المنشود فقط دون زيادة أو نقصان ،وهذا يعني أن الحديث النبوي الشريف يعتمد في خصائصه على الجمع بين الإيجـاز وتحقيق غاية الإفهام والإبانة ، وما تقتضيانه من الوضوح ، كما أن الاطراد أيضاً من الخصائص التي لم تتوفر لشاعر أو أديب مهما كانت دربته أو موهبته، والديمومة بما لها من قدرة تتجاوز القدرة البشرية عند الخطباء والشعراء وعامة البلغاء. وإن بحث المعاني ومعرفة أجناسها وأنواعها وعلاقاتها وروابطها وتقاربها وتباعدها يعد من صميم الدرس البلاغي ، كذلك واستخراج أي لطيفة من لطائف النص ، أو دقيقة من دقائقه هو من صميم البحث البلاغي، فبناء المعاني هو أن تضع المعني الأول ثم تبني عليه ، فبناء المعاني بعضها على بعض ، وتوالد بعضها من بعض ، ومعرفة وبيان كيف نمت وامتدت ، وتسلسلت من أولها إلى آخرها ، وكيف تشعبت أجزاء منها إلى شعب ومجموعات ، وكيف يرد بعضها إلى بعض ، وكشف الروابط والأشباه والنظائر التي بينها ، وأسرار الترتيب بين الجمل، كل ذلك وغيره جعله عبد القاهر هو المقصود الأصلي للبحث البلاغي. | ||||
Statistics Article View: 3 |
||||