الاشراف التربوي | ||
العلوم التربوية والتنمية | ||
Volume 2, Issue 3, July 2025, Pages 31-34 PDF (253.57 K) | ||
Document Type: بحوث ومستلات | ||
DOI: 10.21608/sedj.2025.454731 | ||
Abstract | ||
يُعَدّ التعليم الدعامة الأساسية التي تقوم عليها نهضة الأمم وتقدّمها، فهو السبيل الأهم لتشكيل الإنسان الواعي القادر على الإسهام الفعّال في بناء مجتمعه، وتعزيز مكانته في عالم يتسم بالتغير السريع والتنافسية الشديدة. ولقد أصبح من المسلّم به أن المعلم هو الركيزة الجوهرية في نجاح أي نظام تعليمي، إذ يُمثّل حلقة الوصل بين الأهداف التربوية من جهة، وبين المتعلم ومجتمعه من جهة أخرى. ومن ثم فإن كفاءة المعلم، ومدى تمكنه من أدواته المعرفية والمهنية والمهارية، هي العامل الحاسم في تحقيق جودة المخرجات التعليمية، وإحداث الأثر التربوي المطلوب. غير أن هذه الكفاءة لا تتحقق دفعة واحدة عند التخرج من مؤسسات الإعداد التربوي، بل تتطلب عملية مستمرة من النمو والتطوير تعرف باسم "التنمية المهنية للمعلم". وهذه العملية تمتد على مدار حياة المعلم الوظيفية، إذ تُعَدّ ميدانًا دائمًا لتجديد المعرفة، وصقل المهارات، وتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو المهنة، بما يجعله أكثر قدرة على الاستجابة للتحديات التربوية، ومواكبة التغيرات المتلاحقة في العلوم والتقنيات. وهنا يتضح أن التنمية المهنية ليست مجرد ترف أو خيار إضافي، بل هي ضرورة وجودية للارتقاء بمستوى التعليم. وفي هذا السياق يبرز "الإشراف التربوي" بوصفه الأداة الأكثر تأثيرًا في ضمان فاعلية التنمية المهنية. فالإشراف لا يُختزل في كونه متابعة أو رقابة، بل هو عملية متكاملة تهدف إلى تقديم الدعم الفني والتربوي للمعلم، وتعزيز ثقته بنفسه، وتزويده بالخبرات اللازمة لاختيار أنسب طرق التدريس، وفهم احتياجات طلابه، والتعامل مع المواقف الصفية بمرونة وابتكار. كما يُعَدّ الإشراف التربوي عملية تشاركية، أساسها التعاون الإيجابي بين المشرف والمعلم، في إطار من الاحترام المتبادل والعلاقات الإنسانية الراقية، بما يضمن تحقيق الأهداف التربوية بكفاءة أعلى. | ||
Statistics Article View: 34 PDF Download: 16 |