عروض ومراجعات الكتب العلمية | ||
مجلة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات | ||
Article 7, Volume 1, Issue 2, July 2025 | ||
Document Type: المراجعات العلمية | ||
DOI: 10.21608/mtic.2025.458105 | ||
Full Text | ||
المكتبات والسينما أداة بناء الوعي المجتمعي بين الانفتاح والخصخصة تأليف د. محمد خميس الحِباطي أستاذ علم المكتبات والمعلومات المساعد كلية الآداب- جامعة الوادي الجديد
مقدمة: الحمد لله رب العاملين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد خير المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الغرّ الميامين وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد،، شهد العالم خلال السنوات الماضية، وسيشهد خلال السنوات القادمة تغيرات في كافة المجالات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية، وغيرها؛ مما ينتج عنه ظهور العديد من القضايا والمشكلات التي تثير الخلافات وتعدد الرؤى ووجهات النظر. حيث أدى التطور الذي نعيشه اليوم، والرغبة المستمرة في استحداث الجديد إلى ظهور مشكلات، وقضايا اجتماعية تختلف حولها الآراء بالقبول والرفض، والصحة والخطأ، واليقين والشك، ويشير"براندت" (Brandt, 2000) أن استشراف المستقبل خلال القرن الحادي والعشرين يجعلنا نتوقع حدوث أمرين، الأول: استمرارية التطور التكنولوجي والمعلوماتي وثورته وسرعته الفائفه، الذي يجعل من الصعب على الأفراد مواكبته، والثاني: أن هذه التطورات المتسارعة تؤدي إلى حدوث تغيرات اجتماعية، وسياسية، واقتصادية، وفكرية، وعلمية يترتب عليها ظهور العديد من المشكلات والقضايا المجتمعية، التي تفرض حتمية تثقيف أفراد المجتمع وزيادة وعيهم بتلك القضايا والمشكلات. وبما أن الشخصية المصرية تتميز بوجود نمط عام يميزها عن غيرها من الشخصيات القومية الأخرى، حيث تُوصف شخصية المصري بأنها بنية سيكولوجية ذات خصائص وملامح وسمات معينة، هذه البنية ناتج لمجموعة من الأنساق، والقيم، والمعايير، والتقاليد والعادات التي تكونت وتطورت في سياق تاريخي يرتبط بتفاعل العديد من القوى السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، حيث تميز المصريون على مر العصور بسمات كانت أقرب إلى الثبات والتي ارتبطت بالعادات والتقاليد في بعض الأماكن والمحافظات، ولكن مع ظهور العولمة وتغير المجتمعات وتأثرها بسياسات الانفتاح والخصخصة، أدى ذلك إلى تغير في ملامح الشخصية المصرية، والذي يُعتقد أن للمكتبات والسينما باعتبارهما مؤسسات ثقافية دورًا مهمًّا في بناء الوعي المجتمعي خاصة عبر حقبتين من أهم الحقب التاريخية التي مرت بالمجتمع المصري. فالمشكلة الحقيقية تكمن في عدم إدراك الدور الذي تلعبه المكتبات والسينما في بناء الوعي المجتمعي، فكلاهما يؤثران في تشكيل الوعي المجتمعي بالإيجاب من خلال ما يُقدم للمستفيدين من خدمات داخل المكتبة حول موضوعات وقضايا قد تُسهم في بناء الوعي المجتمعي لديه بصورة إيجابية، وكذلك السينما فيما يتم عرضه للجمهور قد يُسهم في رسم صورة إيجابية لديه أيضًا، والعكس فيما يُقدم للمستفيد من المكتبة أو لجمهور المتلقي من السينما فيما يتم إتاحته من قضايا اجتماعية قد تُسهم في بناء الوعي المجتمعي سلبًا، كما تكمن المشكلة في محدودية النظرة من قِبل المجتمع إلى قيمة المكتبات كمؤسسات ثقافيَّة تُسهم في بناء الوعي المجتمعيّ مقارنةً بالسينما. حيث تكمن أهمية هذه الكتاب في أهمية المكتبات والسينما باعتبارهما أداةَ بناء الوعي المجتمعي للمصريين، كما لا يخفى علينا أهمية الوعي المجتمعي ودوره في استقرار المجتمعات، والشعوب، وتماسكها، ونموها، وقد يأتي بناء الوعي المجتمعي للشعب المصري في صدارة اهتمام الدولة خلال السنوات الماضية، وخاصة في ظل ما يشهده المجتمع المصري من محاولات مستمرة لتزييف الوعي وخلخلة الثوابت والقيم من خلال تصدير أيديولوجيات لا تتفق مع قيم المجتمع ومبادئه، وقد تزاد تلك الأهمية من خلال الحِقبة التي يُسلط عليها الضوء، وهي حقبتا الانفتاح والخصخصة، وهما من الفترات المهمة في تاريخ مصر الحديث على مستويات عدة. كما تتمثل أهمية الكتاب في أن حجم الإنتاج الفكري والأعمال السينمائية يتسم بالزيادة المطردة، وبازدياد حجم الإنتاج الفكري والأعمال السينمائية في القضايا المجتمعية، كما ارتبط الاهتمام بدراسة الإنتاج الفكري والأعمال السينمائية في موضوع القضايا المجتمعية كأحد المجالات الحيوية والمتخصصة، فضلًا عن أهمية تنظيم هذا الإنتاج وتحليليه، وضبطه، لتحقيق الاستفادة الكاملة منه. أما عن مبررات اختيار هذا الموضوع والكتابة فيه، فتتمثل في الآتي: ندرة الإنتاج الفكري الذي تناول المكتبات والسينما كأداتين لتشكيل الوعي المجتمعيّ بالبحث والكتابة- على حد علم المؤلف- وما وصل إليه من مصادر، إضافة إلى الهجوم المنظم على المكتبات ودورها في خدمة المجتمع خاصة من قِبل الإعلام المرئي كظهور الإعلامي "عمرو أديب" مارس 2019 بالحديث عن المهن التي سوف تنتهي مع 2040م، والتقليل من شأن التخصص، وقيمته بين التخصصات الأخرى، كما تعاني علاقة المكتبات والسينما من غياب أرضية نظرية خاصة بها، وهي المعاناة التي تتشارك فيها مع عدد من المجالات البينية الأخرى التي تمد أذرعًا بين حقوق فنية مختلفة. وكذلك الرغبة برسم الحدود بين المجالين والسعي لخلق أرضية جديدة مفتوحة على الجانبين تسمح بتداخل المفاهيم والأدوات النظرية، كما تسمح بالنظر إلى كل من المكتبات والسينما باعتبارهما شريكين في بناء الوعي المجتمعي، إضافة إلى اهتمام الدراسات في الغرب بموضوع السينما وربطه بالمقررات الدراسية واعتباره جزءًا من التكوين المعرفي، فضلًا عن اتساع رقعة الدراسات البينية في مجال الإنسانيات: كالتاريخ والسينما، العلوم الاجتماعية والسينما، علم النفس والسينما، لكن الوضع في ثقافتنا بعيدُ تمامًا عن هذا الاتجاه. فالمكتبات تؤدي دورًا مهمًّا في بناء الوعي لدى الفرد من خلال تزويده بالمعلومات التي يحتاجها عن موضوع ما، أو قضية معينة، وذلك لأن الهدف الرئيس من وجود المكتبة هو تيسير سُبل الوصول إلى المعلومات من خلال مصادر المعلومات بأشكالها المختلفة. كما تُعد السينما أحد أهم أدوات بناء الوعي في العصر الحديث، فقد ألغت وسائل الإعلام أدوار المؤسسات التقليدية لبناء الوعي، والمتمثلة في الأسرة، والمدرسة، والجامعة فأدى التطور التكنولوجي إلى أن تُصبح الوسائل الإعلامية المصدر الرئيس لبناء الوعي المجتمعيّ في ظل ثورة المعلومات والاتصالات، فقد أصبح الإنسان يعتمد بشكل أساسي في تلقي معارفه واكتساب معلوماته من وسائل الإعلام المختلفة، والتي تُعد السينما أهمها، بل الأكثر جاذبية لدى المتلقي. لذا، فإن فهم التحولات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية التي يمر بها المجتمع المصري، تُمثل مِفتاح لفهم التحولات المؤثرة في بناء الوعي المجتمعيّ بين الانفتاح والخصخصة باعتبارهما حقبتين تاريخيتين تُعدان من أكثر الفترات التاريخية المؤثرة في بناء الوعي المجتمعي للشعب المصري. وتأسيسًا على ما سبق، فإنها ثمرة جديدة أضعها بين أيدي الطلاب والباحثين والمختصين في مجال المكتبات والمعلومات، عرضت وتناولت فيها ما استطعت ليخرج الكتاب بهذه الصورة، واجتهدت أن أبسط المفاهيم المرتبطة بالمكتبات والسينما باعتبارهما أداة بناء الوعي المجتمعي، وفصلت القول في فصوله ورتبتها بحسب أهميتها وتسلسها المنطقي، فكان تقسيمه على ستة فصول، تناولت في الفصل الأول القضايا المجتمعية والوعي المجتمعي، وذلك من خلال تناول القضايا المجتمعية من خلال مفهومها، ودوافعها، وتصنيفها، فضلًا عن أهداف دراسة القضايا والمشكلات المجتمعية، إضافة إلى تناول محكات القضايا المجتمعية، أما محور الوعي المجتمعي فيركز على تناول مفهومه ومكوناته، وخصائصه وأبعاده، إضافة إلى تناول أشكال الوعي المجتمعي وعوامل تشكيله، والنظريات المفسرة له. أما الفصل الثاني فقد تناول المكتبات والسينما في عصري الانفتاح والخصخصة، وذلك من خلال تناول المفاهيم العامة للمصطلحات وتفسيرها، فضلًا عن تناول المكتبات والسينما في عصر الانفتاح، والمكتبات والسينما في عصر الخصخصة. بينما تناول الفصل الثالث مراجعة الإنتاج الفكري للمكتبات والسينما في بناء الوعي المجتمعي، وذلك من خلال تناول خطوات عرض الإنتاج الفكري، ووصف وتحليل طبيعة هذا الإنتاج من خلال عرض الدراسات التي تناولت المكتبات وتنمية الوعي المجتمعي، والسينما وتنمية الوعي المجتمعي، فضلًا عن تناول الدراسات التي تناولت المكتبات والسينما ودورهما في تنمية الوعي المجتمعي. وفي الفصل الرابع تناولت الكتب والأفلام المجتمعية في عصر الانفتاح والخصخصة من خلال حصر الإنتاج الفكري والأعمال السينمائية التي تناولت القضايا المجتمعية بين الانفتاح والخصخصة في ضوء تناول السمات العامة لإنتاج الكتب المصرية والأعمال السينمائية في القضايا المجتمعية عصري الانفتاح والخصخصة، والمسئولية الفكرية لإنتاج الكتب المصرية والأعمال السينمائية في القضايا المجتمعية عصري الانفتاح والخصخصة، فضلًا عن تناول اتجاهات النشر للكتب المصرية والأعمال السينمائية في القضايا المجتمعية عصري الانفتاح والخصخصة. وجاء الفصل الخامس ليتناول دور المكتبات والسينما في بناء الوعي المجتمعي من خلال التركيز على عرض أدوات بناء الوعي المجتمعي المصري، وتوضيح أسباب مساهمة المكتبات في بناء الوعي المجتمعي، وأهم القضايا التي أولت المكتبات الاهتمام بها، وأهم الأفلام التي جسدت القضايا المجتمعية في المجتمع المصري، إضافة إلى توضيح دور المكتبات والسينما في بناء الوعي المجتمعي من خلال التركيز على قضايا (التعليم، الصحة، قضايا الأسرة، القضايا الدينية). بينما عرضت في الفصل السادس القوائم الببليوجرافية والفيلموجرافية للكتب والأفلام السينمائية التي تناولت القضايا المجتمعية، وذلك من خلال تناول مصادر الحصر المباشرة وغير المباشرة للكتب والأفلام السينمائية خلال عصري الانفتاح والخصصة، فضلًا عن إعداد قائمة بالإنتاج الفكري في القضايا المجتمعية من الكتب التي ناقشت قضايا التعليم، والصحة، وقضايا الأسرة، والقضايا الدينية، وكذلك إعداد قائمة فيلموجرافية بالأفلام السينمائية التي ناقشت قضايا التعليم، والصحة، وقضايا الأسرة، والقضايا الدينية. ثم أختتم الكتاب بخاتمة ناقشت فيها خلاصة فصول الكتاب، وأهم النتائج من خلال التفسير والتحليل والتأويل للظواهر والأسئلة المختلفة التي طرحها الكتاب سواء للدراسة الببليومترية أو الميدانية، مع وضع مقترحات من شأنها أن تُسهم في بناء الوعي المجتمعي للمجتمع المصري. وبعد، فإلى المختصين في مجال المكتبات والمعلومات من الطلاب والباحثين والعاملين في مؤسسات المعلومات، أقدم هذا العمل عسى أن يجدوا فيه ما يمكن أن يفيديهم في الوقوف على دور المكتبات والسينما في تشكيل الوعي المجتمعي للإسهام في تقدم الأمم والمجتمعات خاصة في ضوء التقنيات الناشئة والتقدم التقني المستمر.
والله من وراء القصد
المؤلف د. محمد خميس الحِباطي
| ||
References | ||
| ||
Statistics Article View: 21 |