الدرس الاشتقاقي في المعجم العربي | ||
Crossroads: Pharos International Journal of Languages and Translation | ||
Volume 2, Issue 1, December 2025 PDF (473.88 K) | ||
Document Type: Original Article | ||
DOI: 10.21608/cpijlt.2025.460079 | ||
Author | ||
عبد الكريم محمد جبل | ||
كلية الآداب – جامعة طنطا | ||
Abstract | ||
تُصنَّف اللغات الإنسانية وَفْق عِدّة معايير، منها: معيار القرابة التاريخية genetic classification (لغات سامية – هندية أوربية...)، ومعيار التقارب الجغرافي areal (لغات إفريقية – لغات اسكندنافية...)، ثم معيار التقارب النوعي typological. وهو المعيار المعنيّ بتقسيم اللغات وَفْق خصائصها البنيوية structural، بغض النَّظَر عن البعد التاريخي، والموقع الجغرافي . ويعتمد هذا المعيارُ النظامَ الصرفيَّ للغات (أو تحديدًا: وسائلها في تكوين الكلمات) أساسًا لتقسيمها تقسيمات من مثل: لغات عازلة isolating (كالصينية المندرينية)، ولغات إلصاقية agglutinative (كالإنجليزية، والتركيّة). وتُصنَّف العربية وَفْقًا لهذا المعيار على أنها لغة اشتقاقية (أو متصرّفـة) inflectional . وذلك من حيث اعتمادها التصرُّف في «الجذور» منهجًا لـ «توليد» المفردات (الجديدة) . وبيان ذلك أن جمهرة مفردات العربية تؤُول – لدى التحليل- إلى «جذور» مصهورة في «صيغ»، تتجسَّد في صورة مفردات تحمل المعنى المعجمي (الاشتقاقي) الذي تتوزعه شقائقها في الجذر، موجَّهًا بمعنى الصيغة الصرفيـة الذي تشكَّلَتْ به. فالجذر المجرّد (ف هـ م) – مثلاً- يرتبط به معنى معجمي (اشتقاقي) عامّ هو «الإدراك الذهني لأمر ما»، ثم هو قد يتجسَّد – بضروب من التصرف المعروفة – في«فَهِمَ» للتعبير عن تحصُّل هذا الإدراك لشخص ما، وفي «تَفهَّمَ» لحصوله على مُكْث، وفي «استفهم» لطلب تحصيله... وغير ذلك مما هو متعالم مشهور من حديث «معاني الصيغ» في العربية. وقد تنبَّه بعض أئمتنا لهذه الخصيصة الاشتقاقية للغة العربية، أعني وجود وشيجة دلالية تربط بين استعمالات الجذر الواحد. وتمثّل ذلك التنبُّه في أقوال ومعالجات اشتملت عليها بعض مصنفاتهم ومعاجمهم، من مثل قول ابن قتيبة (ت 276هـ): «أصل الظُّلم في كلام العرب: وَضْع الشـيء في غير موضعه، وظُلم السِّقاء (قِربة اللبن) هو أن يُشرب قَبل إدراكه (أي: قبل أن يروب وتخرج زُبدته) . وظُلم الجَزور: أن يُنحر من غير عِلّة. وأرض مظلومة؛ أي: حُفرتْ وليست موضع حفر» [تأويل مشكل القرآن، ص467]. ويتوقّف بحثنا هذا عند ابن فارس (ت 395هـ) في معجمه «مقاييس اللغة»، فهو العمل المعجمي الأبرز الذي نهض على معالجة موادّه في ضوء معانيها الاشتقاقية (المحورية). ثم يعرض لبعض أصداء جهد ابن فارس في المعمل المعجمي العربي اللاحق له. ثم يتوقف البحث- أخيرًا عند «المعجم الاشتقاقي المؤصّل لألفاظ القرآن الكريم» للدكتور محمد حسن جبل (1931- 2015م) بوصفه أبرز جهد معجمي في العصر الحديث، عُني بهذه الخصيصة الاشتقاقية في العربية، وأسس عليها معجمه هذا. ثم ينوه البحث ببعض أوجه أهمية الاهتمام بهذه الخصيصة في العمل المعجمي العربي المعاصر. | ||
Statistics Article View: 3 PDF Download: 1 |