الأدلة العقلية وتقسيمها عند فخر الدين الرازي | ||
مجلة بحوث کلية الآداب . جامعة المنوفية | ||
Articles in Press, Accepted Manuscript, Available Online from 19 October 2025 | ||
Document Type: المقالة الأصلية | ||
DOI: 10.21608/sjam.2025.432680.2770 | ||
Author | ||
محمد عبد الله علي البكري* | ||
كلية الاداب-جامعة المنوفية-شبين الكوم | ||
Abstract | ||
الحمد لله الذي أسبغ على الإنسان نعمة العقل والإدراك، وجعله مميّزًا بها عن سائر المخلوقات، وجعل العقل مناط التكليف، ووسيلة الهداية، ودليل الإنسان إلى الإيمان بالله، الذي دعا إلى إعمال الفكر، والتأمل في آيات الله الكونية والشرعية، فقال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190]. لقد احتلّ العقل مكانةً رفيعة في الفكر الإسلامي منذ بداياته الأولى، وكان محورًا للجدل بين العلماء والمتكلمين والفلاسفة؛ إذ حاول كل فريق أن يبيّن حدوده ودوره في معرفة الحقائق الغيبية والدينية. ومع تطور علم الكلام، ظهر الاهتمام بالبحث في الأدلة العقلية التي يعتمد عليها المتكلمون لإثبات العقائد، وردّ الشبهات، وإقامة البراهين على وجود الله تعالى وصفاته، وإثبات النبوة والمعاد. وفي هذا السياق، برز الإمام فخر الدين الرازي (544هـ – 606هـ) بوصفه أحد أعظم المفكرين الذين جمعوا بين الفلسفة والكلام، وامتاز بنزعته العقلية التحليلية الدقيقة، وقدرته على مناقشة المذاهب المخالفة بأسلوب منطقي متين، مع محافظة تامة على الإيمان بالنصوص الشرعية، وتقدير عالٍ للوحي الإلهي. ولقد أدرك الرازي أن العقل والنقل طريقان متكاملان لا متناقضان، وأنّ الجمع بينهما ضرورة لفهم الدين فهمًا صحيحًا. فالعقل عنده ليس خصمًا للوحي، بل هو وسيلته إلى الفهم والإيمان، وبدونه لا يمكن إدراك صحة النقل ولا فهم دلالاته. ورأى الرازي أنّ كل معرفة يقينية لا بد أن تقوم على دليل عقلي صحيح، وأنّ النظر العقلي هو الطريق إلى العلم، لأنّه يفصل بين الظن واليقين، وبين التقليد والمعرفة البرهانية. كما قسّم الأدلة إلى أقسام متعددة، وبيّن شروطها ومجالاتها، وتناول بالتفصيل طرق الاستدلال، ومناهج الاستنباط العقلي في المسائل الإلهية والإنسانية. | ||
Keywords | ||
الأدلة; العقلية; الرازي | ||
Statistics Article View: 2 |