التصوف كيمياء النفس | ||
| مجلة الدراسات التربوية والإنسانية | ||
| Volume 17, Issue 3, July 2025, Pages 129-137 PDF (986.5 K) | ||
| Document Type: المقالة الأصلية | ||
| DOI: 10.21608/jehs.2025.465432 | ||
| Author | ||
| د. أحمد شاكر عبدالعزيز العتر | ||
| أستاذ الفلسفة الإسلامية المساعد ورئيس قسم الفلسفة والاجتماع بكلية التربية – جامعة دمنهور | ||
| Abstract | ||
| فإن موضوع البحث هو "التصوف كيمياء النفس". وفي هذا البحث تحققنا أن كرامات الأولياء من تتمة معجزات الأنبياء وكل رسول كان له أتباع ظهرت لهم كرامات ومخرقات للعادات. وكل نبي ظهرت كرامته على واحد من أمته فهي معدودة من جملة معجزاته. فنسج اليهود أفكارًا لهدم هذا المعنى سموها الأفكار الهرمسية وهي خليط من أعمال الكهنة، فقاموا بدمج أفكار السيمياء والطلسمات والسحر بدعوة الأنبياء والرسل إلى الزهد، فنتج من هذا الخليط العجيب الفكر الغنوصي، وهو فكر يدعو إلى الاتحاد والحلول وتشبيه الخالق بالمخلوق وتلقف ذلك أعداء الدين الإسلامي وهم أيضًا في الأصل يهود واستغلوا حُب الناس لآل البيت، فغالوا في الإمام عليَّ وذريته حتى جعلوه إلهًا. ولم يكن هناك أرض خصبة أفضل من التصوف الذي يمثل الحياة الروحية للمسلمين، لبث تلك السموم، فذهبوا إلى أن أي إنسان إذا استطاع أن يمسك عن القوت المعتاد برهة من الزمان وأن يتخلص من الأشياء المادية ويقطع علائق البدن، يستطيع أن يتصل بالخالق بل يصيران الاثنان واحد، وبالتالي أرادوا أن يلحقوا بالتصوف عقيدة إلحادية تسعى لنفي فكرة الوحدانية مستغلين جهل العامة من الناس لإرتباطهم بمفهوم الكرامات التي هي في الأصل موجودة لتجديد دوافع الناس للإرتباط بالدين. فلابد لنا أن نوضح بأن هؤلاء اليهود اعتمدوا على الجزء الأول من الرواية فقط، لأن الكرامات والمعجزات تعتمد على الزهد لكن في نفس الوقت زهد يستمد معناه من القرآن والسنة الذي يعتمد على أن قلب المؤمن لا يمتلكه إلا الله وهذا هو الزهد الحقيقي. أما الجزء الآخر من الرواية هو أن الزهد لا يكون إلا مع العبادة، فإن العبادة هي أول طريق السالكين، والأولياء أكثر الناس قيامًا بفرائض الله سواء كانت ظاهرة أو باطنة، فوجدنا كل مأمور به أو مندوب إليه يستلزم الجمع على الله، وكل منهي عنه أو مكروه يتضمن التفرقة عنه. وهذه أعظم الكرامات. والجمع والفرق هنا لا يفهم – كما حاول أن يروج اليهود- بأن ذلك دعوة للإتحاد، فهذا معناه الحقيقي هو خروج الولي عن تدبيره إلى تدبير الله، وعن انتصاره لنفسه لانتصار الله، وعن حوله وقوته بصدق التوكيل على الله، وقد قال الله سبحانه: "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" [الطلاق/3] وقد قال الله عز وجل : "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" [الروم/47]. وكان ذلك لهم لأنهم جعلوا الله تعالى مكان همومهم، فدفع عنهم الأغيار، وقام لهم بوجود الانتصار. وهب علمائنا الأفاضل لاستنكار فعلة اليهود وأكدوا أن الكرامات لم ولن تكون دعوة إلى الحلول والتشبيه والتجسيم، فإن العابد المخلص قد مُنح يقينًا كاملًا وقلبًا شاهدًا وحالًا عاليًا وحياء زاجرًا له وحاجزًا عليه أن يتلفت إلى غير مولاه أو يرى معه سواه، كما قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي إنا لا نرى مع الحق من الخلق أحدًا، وإن كان ولابد فكالهباء بالهواء إن فتشته لم تجد شيئًا. فالكرامة هنا دعوة للتحرر من رق الشهوات والبحث عن ما يسمى بأكسير الحياة وتحويل التراب إلى ذهب أو قراءة المستقبل لاستقراء المجهول عن طريق النجوم والكواكب ورد المطلقة وتزويج العانس وعمل حجاب بالمحبة، فلا ينشغل الإنسان إلا بالخالق وهو المصرف والمتصوف في كل الأمور هذا هو أصل المعجزة والكرامة. الكلمات المفتاحية: هرمس، المعجزة، الكرامة، الولاية، النبوة، الكهانة، السحر، السيمياء، الطلسمات، الشعوذة، الكيمياء، النفس، التصوف. | ||
| References | ||
|
| ||
|
Statistics Article View: 6 |
||