المعوقات المرتبطة بالتکاليف لتطبيق ادارة الجودة الشاملة في بعض الشرکات الصناعية بدولة الکويت | |||||||||||||||||||||||||
Journal of Environmental Studies and Researches | |||||||||||||||||||||||||
Article 15, Volume 7, (3), July 2017, Page 418-434 PDF (978.13 K) | |||||||||||||||||||||||||
Document Type: Original Article | |||||||||||||||||||||||||
DOI: 10.21608/jesr.2017.68233 | |||||||||||||||||||||||||
![]() | |||||||||||||||||||||||||
Authors | |||||||||||||||||||||||||
رفاعي إبراهیم إبراهيم1; الشايع عبد الرحمن الشايع* 2 | |||||||||||||||||||||||||
1معهد الدراسات والبحوث البيئية - جامعة مدينة السادات | |||||||||||||||||||||||||
2طالب دراسات عليا بقسم قسم مسوح الموارد الطبيعية في النظم البيئية - جامعة مدينة السادات | |||||||||||||||||||||||||
Abstract | |||||||||||||||||||||||||
نخلص إلى القول بأن القيادة الخادمة تعد بمثابة نمطاً قيادياً جديداً يضيف أبعاداً جديدة لممارسات القيادة وبخاصة في الهيئات والمؤسسات العامة. ويمکن أن يؤدي تطبيقه إلى إحداث فارق کبير ويمکن أن يمتد هذا الفارق إلى تعديل السلوک البيئي لدى المديرين في تلک الهيئات الأمر الذي يمکن أن يکون له مردود إيجابي على الجهود التي تبذلها دولة الکويت في سبيل تحقيق التنمية المستدامة. ولذلک؛ فإن الدراسة الحالية تسعى إلى تناول العلاقة ما بين نمط القيادة الخادمة والسلوک البيئي من وجهة نظر عينة من مديري الهيئة العامة للاستثمار بدولة الکويت. | |||||||||||||||||||||||||
Full Text | |||||||||||||||||||||||||
المقدمة : نخلص إلى القول بأن القیادة الخادمة تعد بمثابة نمطاً قیادیاً جدیداً یضیف أبعاداً جدیدة لممارسات القیادة وبخاصة فی الهیئات والمؤسسات العامة. ویمکن أن یؤدی تطبیقه إلى إحداث فارق کبیر ویمکن أن یمتد هذا الفارق إلى تعدیل السلوک البیئی لدى المدیرین فی تلک الهیئات الأمر الذی یمکن أن یکون له مردود إیجابی على الجهود التی تبذلها دولة الکویت فی سبیل تحقیق التنمیة المستدامة. ولذلک؛ فإن الدراسة الحالیة تسعى إلى تناول العلاقة ما بین نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی من وجهة نظر عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت.
مشکلة وتساؤلات الدراسة: تضافرت مجموعة من العوامل التی ساهمت فی بلورة معالم مشکلة الدراسة الحالیة. فمن حیث المبدأ کان لدیًّ بعض الملاحظات النابعة من الخبرات الشخصیة عن واقع الممارسات القیادیة المتبعة فی بعض الهیئات والمؤسسات العامة وبخاصة الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت. فقد لاحظت بعض الملاحظات المهمة وهی: (1) أن ممارسة القیادة فی الهیئات والمؤسسات العامة بشکل عام والهیئة العامة للاستثمار على وجه التحدید تمیل لأن تکون متمرکزة حول القادة أنفسهم وحول الأهداف الیومیة والتشغیلیة للهیئة وأنها لا تتمرکز حول المرؤوسین أو العاملین والموظفین خلافاً لما تنادی به الاتجاهات المعاصرة فی الدراسة النظریة لمجال القیادة. (2) یتم توجیه القلیل من الاهتمام لاحتیاجات واهتمامات المرؤوسین والعاملین فی الهیئة العامة للاستثمار، وقلیلاً ما تتم مناقشتهم فی مشکلاتهم الخاصة ومشکلاتهم فی بیئة العمل. (3) فی أغلب الأحوال یتم إهمال آراء ومقترحات العاملین والموظفین ولا تلعب أی دور یذکر فی صیاغة القرارات المهمة فی الهیئة. (4) ضعف الاهتمام بالمسئولیة المجتمعیة والبیئیة للهیئة، فضلاً عن ضعف الاهتمامات البیئیة فی الهیئة بشکل عام . (5) یسود مناخ عام من البیروقراطیة فی أرجاء الهیئة العامة للاستثمار کما تعبر عنها الملامح الرئیسیة للثقافة التنظیمیة السائدة بها. وقد کانت هذه الملاحظات المبدئیة دافعاً للباحث لمزید من التحری والتقصی للواقع فی الهیئة العامة للاستثمار؛ حیث قام الباحث بإجراء مناقشة غیر رسمیة مع عدد من الإداریین والعاملین فی الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت بغیة الکشف عن ما إذا کانت ملاحظات الباحث لها مرود على أرض الواقع أم هی مجرد انطباعات خاطئة. وقد تبین من هذه المناقشة غیر الرسمیة أن الکثیر من الملاحظات والانطباعات الأولیة لدى الباحث هی بالفعل تعکس واقعاً جاریاً وساریاً فی الهیئة وهو ما یمکن أن یکون له مرود سلبی على أداء الهیئة بشکل عام وأداء أفرادها وصحتهم المهنیة والنفسیة ورضاهم وتوافقهم مع وظائفهم. وانطلاقاً من هذه الملاحظات التی سبق ذکرها أمکن للباحث رسم أطر محددة توضح معالم مشکلة الدراسة الحالیة والتی تتمثل فی الحاجة إلى دراسة واقع ممارسة نمط القیادة الخادمة لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت والعلاقة بین هذا النمط والسلوک البیئی لدیهم. ویمکن التعبیر عن هذه المشکلة فی صورة استفهامیة کما یتضمنها التساؤل الرئیسی التالی: "ما العلاقة بین السلوک البیئی والقیادة الخادمة لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت؟". ولکی یمکننا الإجابة عن هذا التساؤل یتعین صیاغة مجموعة من التساؤلات الفرعیة التی تساعد فی تحلیل هذا التساؤل والإجابة عنه، وهی: ما مؤشرات السلوک البیئی التی یتعین على مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت ممارستها؟ 2- ما خصائص نمط القیادة الخادمة التی یجب أن تتوافر لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت؟ 3- إلى أی مدى یمارس مدیرو الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت نمط القیادة الخادمة؟ 4- ما مستوى السلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت من وجهة نظرهم؟ 5- هل توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین نمط القیادة الخادمة (کدرجة إجمالیة وکأبعاد فرعیة الثقة- الاهتمام بالآخرین – الخدمة – الرؤیة – الإقناع – التواضع) والسلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت؟ 6- هل یمکن التنبؤ على نحو دال إحصائیاً بالسلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت من خلال نمط القیادة الخادمة لدیهم؟
أهداف الدراسة: جج یتمثل الهدف الرئیسی من هذه الدراسة الوصفیة الارتباطیة التنبؤیة فی تحدید العلاقة بین نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت. ویتضمن هذا الهدف الرئیسی فی ثنایاه مجموعة من الأهداف الفرعیة تتضمن تحدید ممارسات نمط القیادة الخادمة، والسلوک البیئی التی یجب أن تتوافر لدى مدیری الهیئات والمؤسسات العامة. کما تسعى الدراسة إلى تحدید مدى توافر ممارسات وخصائص نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی لدى عینة محددة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت. کما تهدف الدراسة إلى الکشف عن العلاقة بین نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی لدى هؤلاء المدیرین (العلاقة الارتباطیة، والعلاقة التنبؤیة).
أهمیة الدراسة: تمثل الدراسة الحالیة إضافة مهمة لکل من: الباحثین فی إدارة الهیئات والمؤسسات العامة، والمسئولین وصناع القرار والسیاسات العامة فی دولة الکویت. وفیما یلی أوضح أهمیة الدراسة لکلا الطرفین. بالنسبة للباحثین فی قیادة الهیئات والمؤسسات العامة، تعد الدراسة الحالیة بمثابة إضافة قویة وحقیقیة وأصیلة للمجال؛ وذلک فی ضوء الاعتبارات التالیة: (1) قلة الدراسات المیدانیة التی أجریت فی البیئة العربیة والکویتیة والتی تتناول الهیئة العامة للاستثمار، فضلاً عن ما أوضحته بعض الدراسات السابقة من الحاجة إلى المزید من الدراسات المیدانیة التی ترکز على القیادة الخادمة بشکل عام. (2) عدم وجود أی دراسات سابقة أجریت فی دولة الکویت تتناول القیادة الخادمة بشکل محدد وذلک فی ضوء أقصى ما وصل إلیه إطلاع الباحث. (3) ندرة الدراسات العربیة والأجنبیة على حد سواء والتی تتناول السلوک البیئی لدى مدیری الهیئات والمؤسسات العامة ویسری هذا الأمر بشکل خاص على دولة الکویت وذلک فی حدود أقصى ما توصل إلیه الباحث من إطلاع. (4) عدم وجود أی دراسات سابقة ربطت ما بین نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی لدى المدیرین على الرغم أن هذه العلاقة تعد علاقة منطقیة ومفترضة نظراً لأن القیادة الخادمة تتضمن ممارسات وثیقة الصلة إلى حد کبیر بالسلوک البیئی. واستناداً إلى النقاط المذکورة تمثل الدراسة الحالیة إضافة حقیقیة وجوهریة وتعالج مشکلة بحثیة جدیرة بالدراسة والبحث العلمی وهو ما یبرز أهمیتها على الصعید البحثی. أما بالنسبة للمسئولین وصناع القرار والسیاسات فی الهیئات والمؤسسات العامة تمثل الدراسة أهمیة کبیرة. فکما سبق التوضیح یعد نمط القیادة الخادمة من أبرز الأنماط القیادیة التی من المفترض بشکل طبیعی أن تمارس فی الهیئات والمؤسسات العامة وهی الهیئات المعنیة بالأساس بتقدیم خدمات للجمهور حتى وإن لم تهدف إلى تحقیق أی أرباح. ولذلک فمن الضروری أن تحرص الهیئات والمؤسسات العامة على تطبیق نمط القیادة الخادمة بفاعلیة. وهنا یمکن أن تشیر الدراسة إلى جوانب عدة أرى أنها مهمة للغایة، وهی: (1) تحدد الدراسة بعض من الخصائص والممارسات التی تندرج تحت نمط القیادة الخادمة والتی یجب تطبیقها فی الهیئات والمؤسسات العامة وبخاصة الهیئة العامة للاستثمار. ویمکن للمدیرین فی هذه الهیئات والمؤسسات الاستفادة من تلک المؤشرات کمعاییر توضح ما إذا کانت ممارساتهم تتسق معها أم لا وما مدى انحرافها عن تلک الممارسات؟ (2) یمکن أن تکون الدراسة أساس لبناء برامج تدریبیة وبرامج أثناء الخدمة مقدمة للإداریین وشاغلی المناصب القیادیة فی الهیئات والمؤسسات الحکومیة لتعریفهم بالممارسات التی تندرج تحت القیادة الخادمة وتدریبهم علیها. (3) تبرز الدراسة للمسئولین وصناع القرار فی الهیئات العامة أهمیة القیادة الخادمة فی تحفیز السلوک البیئی المسئول لدى المدیرین. (4) تلقی الدراسة الضوء على أهمیة وطبیعة خصائص وممارسات السلوک البیئی المسئول التی یجب على مدیری الهیئات والمؤسسات العامة ممارستها وتطبیقها
حدود الدراسة: تسترشد الدراسة بالحدود التالیة: (أ) الحدود المکانیة والبشریة: تطبیق الدراسة على عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت. (ب) الحدود الزمنیة: تطبیق الدراسة فی معهد الدراسات والبحوث البیئیة بمدینة السادات خلال العامین الدراسیین 2016 و2017م (جـ) حدود الموضوع: یتم الالتزام ببعض المحددات الرئیسیة لموضوع الدراسة وهی: دراسة الأبعاد التالیة لنمط القیادة الخادمة: الثقة- الاهتمام بالآخرین – الخدمة – الرؤیة – الإقناع – التواضع.
دراسة أنماط محددة من السلوک البیئی المسئول لدى المدیرین فی أبعاد: السلوک الإیثاری- سلوک الحفاظ على البیئة- السلوک الاقتصادی- سلوک العدالة. (3) الاستناد إلى نظریة القیادة الخادمة کمرجعیة للدراسة والتعامل مع ممارسات القیادة الخادمة کنمط قیادی جدید یمکن تطبیقه.
(4) الاقتصار على تطبیقات القیادة الخادمة فی الهیئات والمؤسسات الحکومیة أو العامة. مصطلحات الدراسة: تشتمل الدراسة على بعض المصطلحات Terms التی یجب توضیحها حتى یکون لها معنى مشترک وواضح ما بین الباحث وقراء الرسالة، وهی:
1- نمط القیادة الخادمة: ویُعرف الباحث نمط إجرائیاً فی الدراسة الحالیة على أنه: "مجموعة من الممارسات أو السلوکیات المتکررة التی یمارسها مدیرو الهیئة العامة للاستثمار التی تعکس ترکیزهم على احتیاجات واهتمامات المرؤوسین واحتیاجات ومشکلات المجتمع فی المقام الأول وتقدیمها على مصالحهم الشخصیة کآلیة لتحقیق النمو لدى المرؤوسین ومن ثم تحقیق أهداف الهیئة فی خدمة المواطنین. ویرکز هذا النمط على تنمیة الثقة والعلاقات الإیجابیة، والخدمة والاهتمام بالآخرین، ووجود رؤیة وبصیرة مستقبلیة، وممارسة القیادة من خلال الإقناع ولیس الإجبار، وإتباع سلوک یتسم بالتواضع وعدم التکبر على المرؤوسین. ویقاس نمط القیادة الخادمة فی هذه الدراسة باستخدام القسم الخاص بنمط القیادة الخادمة من الاستبانة المستخدمة فی الدراسة والتی تتضمن الأبعاد التالیة: الثقة- الاهتمام بالآخرین – الخدمة – الرؤیة – الإقناع – التواضع".
2- السلوک البیئی: ویُعرف السلوک البیئی إجرائیاً فی هذه الدراسة بأنه مجموعة من الأفعال والسلوکیات الإیجابیة التی یمارسها مدیرو الهیئة العامة للاستثمار تجاه البیئة المادیة والاجتماعیة المحیطة بهم فی بیئة عملهم وخارجها والتی تتجلى فی سعیهم للحفاظ على البیئة واستدامة مواردها، وإیثار مصلحة الآخرین والمجتمع والبیئة، والاقتصاد فی استهلاک الموارد الطبیعیة والبشریة، وإتباع العدالة فی مختلف المواقف والسیاقات. ویُقاس السلوک البیئی فی هذه الدراسة اعتماداً على التقاریر الذاتیة لمدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت کما تعکسها إجاباتهم على المحور الثانی للاستبانة المستخدمة فی الدراسة والمعنیة بقیاس السلوک البیئی والتی تتضمن عبارات تندرج تحت أربع أنماط من السلوک البیئی، وهی: سلوک الحفاظ على البیئة – سلوک الإیثار – سلوک الاقتصاد – سلوک العدالة. مقدمة فصل الإجراءات: رکزت الدراسة الحالیة على الإجابة عن ست تساؤلات تندرج تحت تساؤل رئیسی. وقد تمت الإجابة عن أول تساؤلین من هذه التساؤلات والمعنیین بتحدید خصائص وممارسات نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی التی یجب على مدیری الهیئة العامة للاستثمار ممارستها وإبرازها وذلک من خلال ما تم عرضه فی فصل الإطار النظری السابق. أما الفصل الراهن فهو معنی بالإجراءات التی تم اتخاذها بهدف الإجابة عن التساؤلات ما بین الثالث وحتى السادس. والتی تحدد مستوى ممارسة نمط القیادة الخادمة، والسلوک البیئی والعلاقة بینهما لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار. ویتضمن هذا الفصل توضیح لمنهج الدراسة وتصمیمها البحثی، ومتغیرات الدراسة، وأبعادها، ومجتمع الدراسة، واستبانة الدراسة المستخدمة لجمع البیانات، وتوضیح کیفیة تسلسل إجراءات تطبیق الدراسة فی المیدان، وأخیراً أسالیب تحلیل البیانات کمیاً باستخدام الأسالیب الإحصائیة. 3-1 منهج وتصمیم الدراسة: بما یتلائم مع طبیعة تساؤلات الدراسة وأهدافها تعد هذه الدراسة دراسة کمیة میدانیة تعتمد على التحلیل الإحصائی للبیانات. وقد استخدمت الدراسة منهج البحث الوصفی المعتمد على توظیف عدة تصمیمات بحثیة تتلائم مع کل تساؤل من تساؤلات الدراسة. وتتضمن التصمیمات البحثیة ما یلی: (أ) التصمیم الوصفی المسحی: وتم استخدام هذا التصمیم من أجل استجلاء التقاریر الذاتیة لمدیری الهیئة العامة للاستثمار بشأن مدى ممارستهم لکلاً من نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی. ویتم استخدام هذا التصمیم من أجل الإجابة عن التساؤلین الثالث والرابع للدراسة الحالیة. (ب) التصمیم الوصفی الارتباطی: ویرکز هذا النوع من التصمیمات البحثیة على دراسة العلاقات الارتباطیة بین المتغیرات المختلفة. وفی هذه الدراسة یرکز الباحث على تناول العلاقة بین متغیری نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار. ویعتمد هذا التصمیم على تحلیل العلاقات الارتباطیة باستخدام أسلوب معامل الارتباط. ویتم توظیف هذا التصمیم البحثی فی الإجابة عن التساؤل الخامس للدراسة. (جـ) التصمیم البحثی التنبؤی: ویتم توظیف هذا التصمیم البحثی من أجل دراسة العلاقات التنبؤیة بین المتغیرات بمعنى ما إذا کان بمقدورنا التنبؤ بمتغیر معین من خلال متغیر آخر. ویتم استخدام هذا التصمیم البحثی من أجل تحدید ما إذا کان بمقدورنا التنبؤ بالسلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار من خلال درجة ممارستهم لنمط القیادة الخادمة. ویعتمد هذا التصمیم البحثی على استخدام تحلیل الانحدار.
3-2 متغیرات الدراسة: تتضمن هذه الدراسة متغیرین رئیسیین ینبثق من کل منهما مکونات فرعیة وهما: (1) نمط القیادة الخادمة (متغیر مستقل أو منبأ) ویشتمل هذا المتغیر على الأبعاد التالیة: الثقة- الاهتمام بالآخرین – الخدمة – الرؤیة – الإقناع – التواضع. (2) السلوک البیئی (متغیر تابع): ویتضمن المکونات الأربع التالیة: سلوک الحفاظ على البیئة – سلوک الإیثار – سلوک الاقتصاد – سلوک العدالة.
شکل (): متغیرات الدراسة
3-3 مجتمع الدراسة: یتألف مجتمع الدراسة من الإداریین العاملین فی مستوى الإدارة العلیا بالهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت. وهم یعملون فی قطاعات متنوعة، وهی: مکتب الاستثمار الکویتی- قطاع التخطیط ومساندة الإدارة العلیا- قطاع الاحتیاطی العام- قطاع الأوراق المالیة- الاستثمارات البدیلة- قطاع العملیات- مکتب التدقیق الداخلی- مکتب تسویة المدیونیات المشتراة لحساب الدولة- إدارة الشئون القانونیة فضلاً عن أعضاء مجلس الإدارة والمدراء التنفیذیون. وقد استهدف الباحث تطبیق الدراسة على هذا المجتمع بالکامل باستخدام أداة استبانة إلکترونیة تم وضعها على الرابط التالی: ... وقد تم التواصل بشکل شخصی مع أعضاء مجتمع الدراسة للإجابة عن الاستبانة الإلکترونیة. وقد أتم عدد ( ) من مدیری الهیئة العامة للاستثمار عن الاستبانة الإلکترونیة بشکل کامل وهم یمثلون المجتمع الذی تم تطبیق الدراسةعلیه وإخضاع بیاناته للتحلیل الإحصائی.
3-4 أداة الدراسة (استبانة نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار): تم الاعتماد على هذه الاستبانة لجمع البیانات المتعلقة بمتغیری الدراسة من المشارکین. وهی أداة معتمدة على نظام التقریر الذاتی الذی یحدد التصورات الذاتیة للمشارکین من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت عن ممارستهم لنمط القیادة الخادمة وممارساتهم للسلوک البیئی. واتبع الباحث الإجراءات العلمیة المتعارف علیها لتجهیز هذه الأداة وتطبیقها. وفی الفقرات التالیة یصف الباحث بالتفصیل ذلک:
تحدید هدف الأداة: تحدد الهدف من الاستبانة المذکورة فی تحدید درجة ممارسة نمط القیادة الخادمة کما تعکسه التقاریر الذاتیة لمدیری الهیئة العامة للاستثمار، وکذلک تحدید مستوى السلوک البیئی لدیهم کما تعکسه آرائهم. وبالتالی تهدف هذه الاستبانة إلى تقدیم البیانات الخام اللازمة للإجابة عن التساؤلات الثالث والرابع والخامس والسادس لهذه الدراسة. ب- تحدید الأقسام الرئیسیة للاستبانة: وفقاً لمتغیرات الدراسة الحالیة تم تحدید قسمین رئیسیین للاستبانة وهما: (1) المحور الأول: نمط القیادة الخادمة. (2) السلوک البیئی. جـ- تحدید الأبعاد الفرعیة لکل محور من محاور الاستبانة: لتحدید الأبعاد الرئیسیة التی تندرج تحت المحور الأول وهو نمط القیادة الخادمة، بدأ الباحث بمراجعة الأدبیات سعیاً وراء تحدید أطر العمل أو النماذج المفاهیمیة الرئیسیة التی یمکن الانطلاق منها فی دراسة القیادة الخادمة وأبعادها الرئیسیة. وقد استعان الباحث فی هذا الصدد بالدراسات الرائدة التی تضمنت مراجعة للأدبیات الخاصة بالقیادة الخادمة ومن أبرزها المراجعات التی قام بها کل من "فینلی" (Finley, 2012)، و"کیم وکیم وتشوی" (Kim, Kim & Choi, 2014)، و"لی" (Li, 2014). و"فان دیریندونک" (Van Dierendonck, 2011)، و"باریس وبیتشی" (Parris & Peachey, 2013)، و"لجونغولم" (Ljungholm, 2016)، و"دینیس وزملاؤه" (Dennis , Kinzler-Norheim & Bocarnea, 2010)، و"لیدن وزملاؤه" (Liden, Panaccio, Meuser, Hu & Wayne, 2014). کما راجع الباحث بعض من الدراسات التی رکزت بالتحدید على بناء مقاییس لقیاس القیادة الخادمة مثل دراسة: "فان دیرندونک ونویجتن" van Dierendonck & Nuijten, 2011)). کما قام الباحث بمراجعة المقاییس والأدوات التی تعاملت مع القیادة الخادمة فی عدد من الدراسات الأجنبیة مثل دراسات کل من (Grabianowski, 2016; Lewis, 2016; Nelson, 2016; Shima, Parkb & Eomc, 2016; Tuan, 2016; Bearden, 2015; Diehl, 2015; Jordan, 2015; Persaud, 2015; Washington, 2015; Liu, & Cheng, 2015; Gunnarsdóttir, 2014; Artrip, 2013; Chambliss, 2013; Dominik, 2013; Pedro, 2013; Elliott, 2012; Del, & Akbarpour, 2011; Nadi & Ghahremani, 2011; Rhee, Yang, & Kim, 2011; Van Dierendonck & Nuijten, 2011; Fridell & Messner, 2009; Parolini, 2007 ). کما قام الباحث بمراجعة بعض الدراسات العربیة التی تناولت القیادة الخادمة واطلع على ما ورد بها من أدوات مثل دراسات کل من (أبو حیة، 2017؛ نسرین صلاح الدین، 2016؛ عبد الله التمام، 2016؛ محمد عبد الفتاح ومحمود أبو سیف، 2016؛ بندر الغامدی، 2015؛ محمد غالی، 2015؛ حامد متعب، 2015؛ فاتن معشر، 2014، منى إبراهیم، 2013؛ محمد عبد الوهاب، 2012؛ ولانا الدیریة وعبد الله أبو تینة وآخرون، 2007). ومن خلال هذه المراجعة الشاملة التی أجراها الباحث توصل إلى عدة عناصر مهمة أولها تنوع السیاقات التی فیها تم تطبیق القیادة الخادمة. (2) تنوع الأطر والنماذج المفاهیمیة التی تم الاسترشاد بها فی دراسة القیادة الخادمة؛ فقد انطلقت بعض الدراسات السابقة فی قیاس القیادة الخادمة من نموذج "باربوتو وویلر" (Barbuto & Wheeler, 2006) مثل دراسة: "أجوبیوی" (Ajobiewe, 2017) واستندت بعض الدراسات إلى نموذج "سبیرز" مثل دراسة "وود" (Wood, 2017) ونموذج لیدن وآخرین Liden et al., 2008)) کما فی دراسة "هول" (Hall, 2016)، ونموذج "إهرهارت" کما فی دراسة "شوارز وزملاؤه" (Schwarz et al., 2016) و"زهو ومیاو" (Zhou & Miao, 2014)، ونموذج "باربوتو وویلر" (Barbuto & Wheeler, 2006) کما فی دراسة "روبنسون" (Robinson, 2016)، ونموذج "لاوب" Laub, 1999)) کما فی دراسة "هیننج" (Henning, 2016) ودراسة "داس وآخرون" (Das et al., 2014) ونموذج "فان دیرندونک ونویجتن" van Dierendonck & Nuijten, 2011)) کما فی دراسة "جیلجیک" (Gelgec, 2014) ونموذج "تایلور" کما فی دراسة "نادی وغاهریمانی" (Nadi & Ghahremani, 2011)، ودراسة "دوبرت" (Daubert, 2007) والتی انطلقت من نموذج "باربوتو وویلر" (Barbuto & Wheeler, 2006). وقد أبرزت هذه المراجع أنه لا یوجد إتفاق بین الباحثین على النموذج الذی فی ضوئه یجب قیاس القیادة الخادمة أو الأبعاد التی تندرج تحت القیادة الخادمة ولا یوجد حتى ما یمکن أن نعتبره نموذجاً شائعاً یتسم بخصائص ممیزة عن النماذج الأخرى. وقد رأى الباحث فی ضوء ذلک أنه قد یکون من المفید الاعتماد على أداة سابقة معدة باللغة العربیة لقیاس القیادة الخادمة. ومن خلال مراجعة الأدوات الواردة فی الدراسات العربیة السابقة وجد الباحث أن استبیان القیادة الخادمة الذی أعده "حامد متعب" (2015) یمکن أن یکون أداة مناسبة لقیاس القیادة الخادمة نظراً لأنه یتضمن أغلب العوامل المشترکة ما بین العوامل المتنوعة لدراسة وقیاس القیادة الخادمة. کما أن هذه الأداة قد أعدت بالأساس بهدف قیاس القیادة الخادمة لدى موظفین فی المؤسسات العامة. وقد أعد "حامد متعب" (2015) هذه الأداة فی إطار دراسته عن أثر القیادة الخادمة فی فاعلیة الفریق من وجهة نظر عینة من أعضاء المجالس المحلیة فی محافظة القادسیة. وقد اشتملت هذه الأداة على ستة أبعاد رئیسیة لقیاس القیادة الخادمة، وهی: الثقة، والاهتمام بالآخرین،والخدمة، والرؤیة، ومهارات الإقناع، والتواضع وتضمن کل بعد من هذه الأبعاد خمس عبارات لیبلغ إجمالی عدد عبارات الأداة 30 عبارة وأمام کل منها خمس بدائل للإجابة، وهی: أتفق بشدة- أتفق- غیر متأکد- لا أتفق- لا أتفق بشدة. وصیغت عبارات الاستبیان بما یعکس التقاریر الذاتیة وآراء المرؤوسین عن مدى ممارسة قادتهم لنمط وسلوکیات القیادة الخادمة. وقد تحقق "حامد متعب" من صدق هذه الأداة باستخدام طریق الصدق الظاهری أو صدق المحکمین حیث تم عرض النموذج الأولی للاستبانة على عدد من الأساتذة الخبراء فی العلوم الإداریة للأخذ بآرائهم وملاحظاتهم بشأن الفقرات الواردة لغرض إجراء التعدیلات اللازمة. ومن خلال هذا الإجراء تأکد الباحث من صدق أداته. کما تحقق الباحث من ثبات الاستبانة باستخدام طریقتی معامل ألفا کرونباخ ومعامل التجزئة النصفیة من خلال معادلة "سبیرمان". وقد تراوحت معاملات الثبات بطریقة ألفا کرونباخ ما بین 0.81 لبعد الرؤیة إلى 0.92 لبعد الاهتمام بالآخرین، بینما تراوحت معاملات التجزئة النصفیة ما بین 0.83 لبعد الرؤیة، و0.92 لبعد الإقناع. واستناداً إلى ذلک أمکن للباحث الحالی الوقوف على أبعاد القیادة الخادمة التی یتم قیاسها من خلال أداة الدراسة الحالیة، وهی: الثقة- الاهتمام بالآخرین – الخدمة – الرؤیة – الإقناع – التواضع. وفیما یتعلق بالأبعاد الرئیسیة للسلوک البیئی، فقد واجهت الباحث فی بادئ الأمر صعوبة فی تحدید الممارسات التی یمکن أن تندرج تحت السلوک البیئی. فمن خلال مراجعة الأدبیات کما ظهر فی الفصل السابق، لوحظ قلة الکتابات والدراسات السابقة التی تتناول السلوک البیئی لدى المدیرین وبخاصة مدیری المؤسسات والهیئات الحکومیة أو العامة. وکان على الباحث أن یعمل على تطویع قوائم السلوک البیئی الموجودة فی الوقت الحالی بما یتلائم مع طبیعة مهام وأعمال المدیرین فی تلک المؤسسات. وقد قام الباحث بمراجعة عدد من الدراسات العربیة التی تناولت السلوک البیئی (مثل دراسات کل من: فاطمة الصدیق، 2016؛ عائشة کحلی ومحمد داویس، 2016؛ سعاد الحوال، 2014؛ عبد الحکیم نجم، 2013؛ فاضل إبراهیم؛ عبد الحکیم نجم، 2008). وکان أغلب هذه الدراسات مرکزاً على طلاب المرحلة الجامعیة کما رکزت بعض الدراسات على السلوک البیئی للمنظمات ولیس للمدیرین. کما رجع الباحث إلى بعض الدراسات الأجنبیة التی تناولت السلوک البیئی لدى المدیرین ومنها دراسات کل من (Ferdous, 2010; Chen, 2008; Polonsky, Binney & Hall, 2004). وفی ضوء هذه المراجعة لم یتوصل الباحث إلى أبعاد محددة یمکن أن تندرج تحت السلوک البیئی للمدیرین. ولهذا قرر الباحث الاعتماد على الأداة التی أعدها. ومن خلال مراجعة هذا الباحث للأدبیات التی تناولت سلوک الحفاظ على البیئة أعد أداة لقیاس هذه البنیة بالاعتماد على أدوات واردة فی عدد من المقاییس الأجنبیة السابقة وصنف أبعاد سلوک الحفاظ على البیئة فی أربع أبعاد رئیسیة، وهی: سلوک حمایة البیئة، والسلوک الإیثاری، والسلوک الاقتصادی، والسلوکیات العادلة. ویتفق الباحث الحالی مع هذه الأبعاد ویتبناها فی دراسته. ومن ثم یمکن استخلاص الأبعاد الأربع الرئیسیة للسلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار فی: سلوک الحفاظ على البیئة – سلوک الإیثار – سلوک الاقتصاد – سلوک العدالة. 4-4 إعداد الصورة الأولیة للاستبانة: بعد أن وقف الباحث على أهم الأبعاد الرئیسیة التی یجب تضمینها تحت محوری الاستبانة وهما نمط القیادة الخادمة، والسلوک البیئی، قام الباحث بإعداد الصورة الأولیة بما تتضمنه من مفردات تحت کل بعد. وفیما یتعلق بالمحور الخاص بنمط القیادة الخادمة، فقد اعتمد الباحث بشکل رئیسی على الاستبانة التی أعدها "حامد متعب" (2015) بما تتضمنه من ست أبعاد رئیسیة ویندرج تحتها ثلاثون عبارة بواقع خمس عبارات لکل بعد. ولما کانت صیاغة عبارات هذه الاستبانة ترکز على تصورات المرؤوسین عن مدى ممارسة القادة لسلوکیات القیادة الخادمة، وبالنظر إلى أن الدراسة الحالیة ترکز على تصورات المدیرین ولیس المرؤوسین؛ فقد کان لزاماً على الباحث الحالی إعادة صیاغة مفردات هذه الاستبانة بحیث تعکس وجهات نظر المدیرین، وکذلک اطلع الباحث على الدراسات التی سبق ذکرها فی العنصر السابق والمتعلقة بالقیادة الخادمة لتحدید ما إذا کانت طبیعة إدارة المؤسسات العامة وبخاصة الهیئة العامة للاستثمار یمکن أن یکون لها تأثیر على صیاغة بعض المفردات. وفی ضوء هذه الإجراءات أعاد الباحث صیاغة عبارات الاستبانة والخاصة بنمط القیادة الخادمة ووضعها فی محور أول فی الاستبانة الحالیة. وفیما یتعلق بصیاغة مفردات المحور الثانی "السلوک البیئی" فقد اعتمد الباحث بالأساس على مقیاس سلوک الحفاظ على البیئة الذی أعده (بشیر، 2016) بما یتضمنه من أبعاد أربع. وفی ضوء مراجعة الباحث لأدبیات السلوک البیئی لدى المدیرین، والدراسات العربیة والأجنبیة المتعلقة بالسلوک البیئی التی سبق ذکرها فی الفقرات السابقة عن السلوک البیئی أعد الباحث صورة أولیة لاستبانة السلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار رکزت على أربع جوانب للسلوک البیئی، وهی: سلوک الحفاظ على البیئة – سلوک الإیثار – سلوک الاقتصاد – سلوک العدالة. وتعکس ممارسات المدیرین داخل وخارج بیئة العمل. وقد تألف هذا المحور بصورته الأولیة من عدد 26 عبارة تقیس السلوک البیئی لدى المدیرین وأمام کلب عبارة خمس بدائل متدرجة، وهی: مطلقاً- نادراً- أحیاناً- غالباً- دائماً. کما اشتملت الصورة الأولیة للاستبانة على فقرة تمهیدیة توضح للمشارکین الهدف من الدراسة وطبیعة البیانات المطلوب تقدیمها. وتؤکد على تمتع البیانات التی یتم جمعها بالسریة الکاملة.
4-5 التحقق من صدق الاستبانة: للتحقق من صدق استبانة "نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار" لجأ الباحث إلى اثنتین من طرق التحقق من الصدق،؛ وهما: الصدق الظاهری، والصدق المرتبط بالمحک. وللتحقق من الصدق الظاهری، أرسل الباحث الصورة الأولیة للاستبانة بمحوریها مصحوبة بخطاب طلب تحکیم إلى مجموعة من الأساتذة وأعضاء هیئة التدریس المتخصصین فی العلوم الإداریة فی کلیة التربیة بدولة الکویت وبعض کلیات التربیة بجمهوریة مصر العربیة لإصدار أحکامهم وتعلیقاتهم وآرائهم عن مدى تمتع هذه الاستبانة بمحوریها بمستوى مناسب من الصدق فیما وضعت لقیاسه. بمعنى آخر هل تعکس العبارات أو المفردات ما تزعم أنها تقیسه أم لا؟ وهل تنتمی کل عبارة لبعدها أم لا؟ وهل الأبعاد شاملة لقیاس المحاور أم لا؟ وهل العبارات قابلة للقیاس وواضحة لغویاً وسلیمة علمیاً أم لا، وما إذا کانت هناک عبارات یجب حذفها أو تعدیلها؟، وما إذا کانت هناک عبارات أو أبعاد یجب إضافتها؟ وقد قدم الباحث للسادة المحکمین التعریفات الإجرائیة التی یتبناها للقیادة الخادمة وأبعادها کما قدم لهم التعریف الإجرائی للسلوک البیئی وأبعاده. ومن خلال الاستعانة بآراء سبع من السادة المحکمین تبین تمتع أغلب عبارات الاستبانة بمستوى ملائم من الصدق الظاهری وقد رأى السادة المحکمون حذف عبارتین من المحور الخاص بالسلوک البیئی وإضافة عبارة أخرى لیصل العدد الإجمالی لعبارات هذا المحور 25 عبارة بینما رأى السادة المحکمون أن العبارات الثلاثین الواردة فی المحور الأول للاستبانة "نمط القیادة الخادمة" صادقة فی قیاس هذه البنیة وإن کانت بعض العبارات تحتاج لإجراء تعدیلات بسیطة. وقد تمثلت الطریقة الثانیة لحساب الصدق فی استخدام الصدق المرتبط بالمحک. ووفقاً لهذه الطریقة قام الباحث بحساب معاملات الارتباط ما بین درجات عینة استطلاعیة من غیر المشارکین فی الدراسة بإحدى الهیئات الحکومیة الکویتیة على المحور الأول للاستبانة "نمط القیادة الخادمة" نسخة معربة من مقیاس "باربوتو وویلر" (Barbuto & Wheeler, 2006) والتی تحمل مسمى مسح القیادة الخادمة Servant Leadership Survey (SLS) وهو بمثابة أداة تتمتع بمستوى مرتفع من الصدق والثبات وسبق استخدامها فی عدد من الدراسات السابقة الأجنبیة وتتألف من الأبعاد التالیة: المسئولیة accountability، الأصالة authenticity، الشجاعة courage ،التمکین empowerment ،التسامح forgiveness، التواضع humility، standing back، الإشراف stewardship. وهی أداة تتألف من ثلاثین عبارة موزعة على الأبعاد السابقة. وقام الباحث بحساب معاملات الارتباط بین مدى ارتباط کل بعد من أبعاد المحور الأول للاستبانة الحالیة والدرجة الإجمالیة للمشارکین فی الاستبانة المحک. وجاءت معاملات الارتباط کما هو موضح الجدول التالی:
القیمة الجدولیة لمعامل الارتباط (ر) عند مستوى الدلالة 0.05 = وعند مستوى الدلالة 0.01 = )
ویتضح من هذا الجدول أن جمیع معاملات الارتباط ما بین درجات عینة التقنین فی الصورة الأولیة للاستبانة (کدرجة إجمالیة وکأبعاد فرعیة) ودرجاتهم فی الاستبانة المحک کانت موجبة وذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة () إذ تراوحت معاملات الارتباط ما بین () وبلغت قیمة معامل الارتباط للدرجة الإجمالیة () وهی جمیعاً قیم مرتفعة ودالة إحصائیاً تعکس تمتع المحور الأول للاستبانة بدرجة مرتفعة من الصدق المرتبط بالمحک. وللتحقق من صدق المحور الثانی للاستبانة "السلوک البیئی"، تم استخدام طریقة الصدق المرتبط بالمحک؛ إذ تم حساب معاملات الارتباط ما بین استجابات عینة التقنین على المحور الثانی للاستبانة ودرجاتهم على مقیاس سلوک الحفاظ على البیئة الذی وظفه "بشیر" (2015). وجاء معامل الارتباط ما بین الاثنین بقیمة 0.817 وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى الدلالة 0.01 مما یعکس تمتع هذا المحور بدرجة مرتفعة من الصدق المرتبط بالمحک. 4-5 التحقق من ثبات الاستبانة: تم التحقق من ثبات الاستبانة من خلال تطبیق طریقة إعادة الاختبار على عینة تقنینیة من الإداریین العاملین فی أحد الهیئات العامة من غیر المشارکین فی العینة الرئیسیة. وقد تم تطبیق هذه الطریقة من خلال حساب معاملات الارتباط ما بین درجات المشارکین على محوری الاستبانة فی تطبیق أول تلاه تطبیق ثانٍ للاستبانة بفارق زمنی یبلغ ثمانیة عشر یوماً باستخدام معامل الارتباط البسیط لـ "بیرسون" وجاءت النتائج کما یتبین من الجدول التالی: جدول (): معاملات الارتباط ما بین التطبیقین الأول والثانی للاستبانة فی – المحور الأول نمط القیادة الخادمة: جدول (): معاملات الارتباط ما بین التطبیقین الأول والثانی للاستبانة فی – المحور الثانی السلوک البیئی: ویتبین من الجدولین السابقین أن معاملات الارتباط ما بین درجات المشارکین بعینة التقنین فی التطبیقین الأول والثانی للاستبانة (بمحوریها الأول القیادة الخادمة والثانی السلوک البیئی) جاءت موجبة ودالة إحصائیاً عند مستوى دلالة () إذ تراوحت معاملات الارتباط ما بین () و () للمحور الأول "القیادة الخادمة"، وما بین () و () للمحور الثانی "السلوک البیئی" وهی جمیعاً قیم مرتفعة ودالة إحصائیاً تعکس تمتع الاستبانة بمحوریها بدرجة مرتفعة من الثبات. 4-6 تجهیز الصورة النهائیة للاستبانة: استرشاداً بالخطوات السابقة الذکر تم تجهیز صورة نهائیة من الاستبانة وتصف الفقرات التالیة هذه الصورة على النحو التالی: حیث تألفت أداة الدراسة من المکونات التالیة:
صفحة العنوان: واختار الباحث لهذه الاستبانة عنوان "نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت".
مقدمة الأداة: وتتضمن هذه المقدمة توضیحاً لأهداف الدراسة ونوعیة المتغیرات محل الترکیز وطریقة الإجابة عن الاستبانة والمعلومات المطلوبة، بجانب توضیح أن البیانات سوف تحظى بسریة تامة. محاور الاستبانة واشتملت على ما یلی: المحور الأول: نمط القیادة الخادمة: ویتضمن هذا المحور العبارات التی تصف سلوکیات وممارسات القیادة الخادمة والمؤلف من ست أبعاد، وهی: الثقة- الاهتمام بالآخرین – الخدمة – الرؤیة – الإقناع – التواضع وبواقع خمس عبارات لکل بعد بحیث تألف هذا المحور إجمالاً من ثلاثین عبارة. وأمام کل عبارة تدری خماسی2 یتضمن خمس بدائل للإجابة یتعین على المشارکین اختیار واحد منها، وهی: أتفق بشدة- أتفق- غیر متأکد- لا أتفق- لا أتفق بشدة. بحیث یتم إعطاء خمس درجات للبدیل أتفق بشدة، وأربع درجات للبدیل أتفق، وثلاث درجات للبدیل غیر متأکد، ودرجتان للبدیل أتفق، ودرجة واحدة للبدیل لا أتفق بشدة.
السلوک البیئی لدى المدیرین: وتألف هذا المحور من 25 عبارة تصف سلوکیات بیئیة إیجابیة یمکن لمدیری الهیئة العامة للاستثمار تطبیقها، وهی تندرج تحت أربع أبعاد، وهی: سلوک الحفاظ على البیئة – سلوک الإیثار – سلوک الاقتصاد – سلوک العدالة. وأمام کل عبارة من هذه العبارات مقیاس متدرج یتضمن خمس بدائل إجابة وهی: مطلقاً- نادراً- أحیاناً- غالباً- دائماً. بحیث یتم إعطاء خمس درجات للبدیل مطلقاً، وأربع درجات للبدیل نادراً، وثلاث درجات للبدیل أحیاناً، ودرجتان للبدیل غالباً، ودرجة واحدة للبدیل دائماً. إجراءات الدراسة فی الفقرات التالیة یصف الباحث الإجراءات التی تم إتباعها للإجابة عن کل تساؤل من تساؤلات الدراسة على النحو التالی: للإجابة عن التساؤل الأول والذی نصه "ما مؤشرات السلوک البیئی التی یتعین على مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت ممارستها؟" قام الباحث بمراجعة النماذج وأطر العمل التی تصف خصائص القیادة الخادمة وبخاصة فی المؤسسات والهیئات العامة. کما راجع الباحث أدوات القیاس والاستبیانات والمقاییس التی تم تقدیمها لقیاس القیادة الخادمة کما سبق التوضیح فی الجزء الخاص بإعداد أداة الدراسة. وبذلک أمکن للباحث صیاغة صورة نهائیة من أداة تتضمن الممارسات التی یتعین على مدیری الهیئة العامة للاستثمار ممارستها لتطبیق القیادة الخادمة. للإجابة عن التساؤل الثانی والذی نصه "ما خصائص نمط القیادة الخادمة التی یجب أن تتوافر لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت؟" قام الباحث بمراجعة الأدبیات التی تناولت السلوک البیئی بشکل عام والسلوک البیئی لدى المدیرین بشکل خاص واطلع على بعض الأدوات والمقاییس الخاصة بهذه البنیة وفی ضوئها أعد الباحث صورة نهائیة من محور یقیس السلوک البیئی ضمن استبانة الدراسة یصف الممارسات التی تندرج تحت السلوک البیئی والتی یتعین على المدیرین ممارستها. للإجابة عن التساؤل الثالث والذی نصه "إلى أی مدى یمارس مدیرو الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت نمط لقیادة الخادمة؟"، قام الباحث بجمع البیانات المتعلقة بالمحور الأول لاستبانة الدراسة "نمط القیادة الخادمة" کما تعکسه آراء المشارکین وقام الباحث بفرز الاستبانات المکتملة واستبعاد الاستبانات غیر المکتملة وطبق أسالیب التحلیل الإحصائی الوصفی ممثلةً فی المتوسطات والانحرافات المعیاریة والنسب والتکرارات والرتب لتحدید درجة تطبیق کل من أبعاد ممارسات القیادة الخادمة لدى عینة الدراسة. للإجابة عن التساؤل الرابع والذی نصه "ما مستوى السلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت من وجهة نظرهم؟". قام الباحث بجمع البیانات المتعلقة بمستوى السلوک البیئی لدى عینة الدراسة بتطبیق المحور الثانی للأداة على العینة التی تم اختیارها من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت وطبق علیها أسالیب الإحصاء الوصفی المذکورة فی إجراءات الإجابة عن التساؤل الثالث وصولاً إلى تحدید مستوى ممارسة المدیرین لکل سلوک من السلوکیات البیئیة الواردة فی هذا المحور. للإجابة عن التساؤل الخامس والذی نصه "هل توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین نمط القیادة الخادمة(کدرجة إجمالیة وکأبعاد فرعیة الثقة- الاهتمام بالآخرین – الخدمة – الرؤیة – الإقناع – التواضع) والسلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت؟". وظف الباحث معاملات ارتباط "بیرسون" لحساب الارتباط ما بین کل بعد من أبعاد القیادة الخادمة وهی: الثقة- الاهتمام بالآخرین – الخدمة – الرؤیة – الإقناع – التواضع والدرجة الإجمالیة من ناحیة ودرجات المشارکین فی السلوک البیئی من ناحیة أخرى. للإجابة عن التساؤل السادس والذی نص على "هل یمکن التنبؤ على نحو دال إحصائیاً بالسلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت من خلال نمط القیادة الخادمة لدیهم؟" أخذ الباحث الموافقة الرسمیة على تطبیق الدراسة میدانیاً من الجهات المعنیة وهی معهد الدراسات والبحوث البیئیة بمدینة السادات، والهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت ثم أخبر مجتمع البحث المتمثل فی مدیری الهیئة العامة للاستثمار بالإجابة عن الاستبانة من خلال تقدیم رابط لنسخة إلکترونیة منها تیسیراً علیهم فی الإجابة عنها. ثم أعقب ذلک فرز الإجابات المکتملة على جمیع عبارات الاستبانة (هذه الإجراءات عامة وتوضع فی التساؤل الثالث). وظف الباحث البیانات المستمدة من محوری الاستبانة بعد استبعاد الاستبیانات غیر المکتملة. وتم تحلیل البیانات التی تم جمعها باستخدام معامل الانحدار واستخلص الباحث النتائج وقام بمناقشتها وتفسیرها فی ضوء الدراسات والبحوث السابقة. أسالیب التحلیل الإحصائی: تم استخدام أسالیب التحلیل الکمی الإحصائی لتحلیل البیانات اللازمة للإجابة عن التساؤلات ما بین الثالث وحتى السادس. وقد تم توظیف أسالیب الإحصاء الوصفی التالیة: المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة، والنسب المئویة، والتکرارات، والرتب للإجابة عن التساؤلین الثالث والرابع. کما تم توظیف معامل ارتباط بیرسون للإجابة عن التساؤل الخامس، وتم استخدام تحلیل الانحدار المتعدد للإجابة عن التساؤل السادس. وبالإضافة إلى هذه الأسالیب المستخدمة لتحلیل البیانات تم الاعتماد على معاملات الارتباط فی ثنایا التحقق من الصدق المرتبط بالمحک للاستبانة والثبات بطریقة إعادة الاختبار. مقدمة الفصل الرابع:
فی هذا الفصل أعرض للنتائج التی توصلت إلیها بعد جمع البیانات وتطبیق أسالیب المعالجة الإحصائیة على البیانات التی تم جمعها والصالحة للتحلیل. ویهدف هذا الفصل لاختبار فروض الدراسة والإجابة عن التساؤلات الثالث والرابع والخامس والسادس لها والتی من خلالها یقف الباحث على مستوى تطبیق القیادة الخادمة ومستوى السلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت. کما یقف على ما إذا کانت هناک علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً ما بین القیادة الخادمة کدرجة إجمالیة وأبعاد فرعیة والسلوک البیئی، وما إذا کان بمقدورنا التنبؤ على نحو دال إحصائیاً بالسلوک البیئی من خلال أبعاد القیادة الخادمة. ویبدأ هذا الفصل بعرض نتائج الدراسة المرتبطة باختبار کل فرض من الفروض الأربعة یعقب ذلک مناقشة وتفسیر هذه النتائج فی ضوء الدراسات السابقة ویتلوه عرض توصیات الدراسة وأخیراً یختتم الفصل بعرض البحوث والمقترحات التی یمکن تنفیذها مستقبلاً والتی ترتبط بالدراسة الحالیة. دیباجة الأداة: "استبانة نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی لدى مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت" أخی الفاضل السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته، وأما بعد بحکم عملکم فی الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت فإنکم فی موضع ملائم لتقدیم بعض البیانات المهمة التی أحتاج إلیها فی إجراء دراسة للحصول على درجة الماجستیر من أحد المعاهد العلمیة المتخصصة فی البیئة. وترکز دراستی على الکشف عن العلاقة ما بین نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی لدى عینة من مدیری الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت. ورغم أن ما أحتاجه من بیانات هی بیانات ذات طبیعة شخصیة بالنسبة لمن یقدموها فإنی أؤکد أن هذه البیانات سوف أوظفها لإجراء الدراسة فحسب ولن أحتاج إلیها لأی غرض آخر. وتطلبت دراستی أن أحدد ما إذا کان مدیرو الهیئة العامة للاستثمار بدولة الکویت یتمتعون بالخصائص ویمارسون السلوکیات التی تصنف تحت نمط القیادة الخادمة أم لا وبأی درجة. کما استلزمت الدراسة تحدید طبیعة السلوک البیئی لدى نفس العینة. ولذلک تتضمن الاستبانة التی بین أیدیکم على شاشة جهازکم الآن محورین رئیسیین أولهما یرکز على نمط القیادة الخادمة والآخر یرکز على السلوک البیئی. وجدیر بالذکر أننی أتبنى فی دراستی التعریف الإجرائی التالی للقیادة الخادمة "جملة رقم 12" أما السلوک البیئی فأعرفه إجرائیاً بأنه "جملة رقم 13". وتعد طریقة الإجابة عن هذه الاستبانة بسیطة للغایة إذ لا تتطلب أکثر من قراءة کل عبارة بتأنی واختیار بدیل واحد من خمس بدائل موضوعة أمام کل عبارة بما یمثل بدقة واقع تحقق هذه العبارة لدیکم. وأود التأکید على أن الإجابة عن هذه الاستبانة تستلزم الإجابة عن جمیع العبارات وأن یتم وضع علامة () واحدة فقط أمام کل عبارة. وإنی فی النهایة لأشکر جهودکم ومساعیکم لمساعدتی على إتمام الدراسة واستیفاء البیانات المطلوبة (الباحث)
التعقیب على الدراسات السابقة فی هذا القسم یتم استعراض الدراسات والبحوث السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة مصنفاً إیاهاً إلى فئتین وهی الدراسات العربیة والدراسات الأجنبیة. ویندرج تحت کل من هاتین الفئتین دراسات ترکز على القیادة الخادمة ودراسات أخرى ترکز على السلوک البیئی. التعلیق على الدراسات السابقة: بغیة تحقیق الاستفادة المثلى من مراجعة الدراسات والبحوث السابقة فإنه من الضروری التعقیب على هذه الدراسات من حیث أهدافها ومناهجها البحثیة وعیناتها وأدواتها ونتائجها. وذلک بهدف تحدید أوجه الشبه والاختلاف ما بین الدراسة الحالیة والدراسات السابقة وتحدید کیف یمکن الاستفادة من هذه الدراسات فی إجراء الدراسة الحالیة. وبادئ ذی بدء فإنه من حیث الموضوع قد رکزت بعض الدراسات على القیادة الخادمة بینما رکزت دراسات أخرى على السلوک البیئی. وفی حدود علم الباحث ومراجعته للدراسات السابقة فإنه لم تکن هناک أی دراسات ربطت ما بین القیادة الخادمة والسلوک البیئی فعدا عن دراسة "دوبرت" (Daubert, 2007) التی ربطت ما بین الاتجاهات البیئیة والقیادة الخادمة والدور الوسیط للدافعیة فی هذه العلاقة فإنه وعلى حد علمی لا توجد أی دراسات سابقة عربیة کانت أو أجنبیة ربطت ما بین نمط القیادة الخادمة والسلوک البیئی لدى المدیرین. ومن بین الدراسات التی رکزت على القیادة الخادمة دراسات عربیة (مثل دراسات کل من: أبو حیة، 2017؛ نسرین صلاح الدین، 2016؛ بندر الغامدی، 2015؛ حامد متعب، 2015؛ محمد عبد الوهاب، 2012) ودراسات أجنبیة (Ajobiewe, 2017; Trong Tuan, 2017; Wood, 2017; Brown, 2017; Henning, 2016; Robinson, 2016; Hall, 2016; Hodoh, 2016; Alsandor, 2016; Gelgec, 2014; Zhou & Miao, 2014). ورکزت دراسات أخرى على السلوک البیئی منها دراسات عربیة (مثل دراسات کل من: فاطمة الصدیق، 2016؛ سعاد الحوال، 2014؛ عبد الحکیم نجم، 2013، 2008؛ فاضل إبراهیم، 2010). ومن حیث أهداف الدراسات السابقة، فإننا نجد بالنسبة للدراسات التی رکزت على القیادة الخادمة وجود بعض التنوع فی بؤرة اهتمام هذه الدراسات. فقد رکزت بعض الدراسات على واقع تطبیق القیادة الخادمة وما إذا کانت هناک فروق دالة فی إدراک هذا الواقع تعزى للمتغیرات الشخصیة للمشارکین فی الدراسة (ومن الأمثلة على تلک الدراسات: عبد الله التمام، 2016؛ محمد عبد الفتاح ومحمود أبو یوسف 2016؛ بند الغامدی، 2015؛ فاتن معشر، 2014؛ عبد الله أبو تینة وآخرین، 2007). ورکزت دراسات أخرى على الکشف عن العلاقات ما بین القیادة الخادمة ومتغیرات أخرى وفی أغلب هذه الدراسات تم التعامل مع القیادة الخادمة کمتغیر مستقل (ومن الأمثلة على ذلک دراسات کل من: أبو حیة، 2017؛ نسرین صلاح الدین، 2016؛ محمد غالی، 2015؛ حامد متعب، 2015؛ محمد عبد الوهاب، 2012). وکان من الدراسات الأجنبیة التی سعت إلى تحقیق نفس الهدف وفقاً لنفس الفکر دراسات کل من () 6 33 7 8 11 13 34 15 38 45 27 54 51 46. وتنوعت المتغیرات التی تم دراسة القیادة الخادمة بها ما بین متغیرات خاصة بالمرؤوسین من قبیل: سلوک المواطنة التنظیمیة؛ والأداء الفردی؛ والرضا الوظیفی؛ ونیة ترک العمل وما بین متغیرات تنظیمیة مثل: الأداء التنظیمی والفاعلیة التنظیمیة. ومن الملاحظ أنه لا توجد سوى دراستین تعاملتا مع القیادة الخادمة کمتغیر تابع وهما: دراسة "ألساندور" (Alsandor, 2016)، و"دوبرت" (Daubert, 2007). أما عن أهداف الدراسات التی رکزت على السلوک البیئی فإننا نجد أن أغلب الدراسات التی تمت مراجعتها ترکز على العوامل المؤثرة على السلوک البیئی باعتباره متغیراً تابعاً أو مؤثراً وهو الحال فی دراسات کل من: عبد الحکیم نجم، 2008؛ فاضل إبراهیم، 2010؛ عبد الحکیم نجم، 2013؛ عائشة کیحلی ومحمد دویس، 2016؛ فاطمة الصدیق، 2016). بینما کانت دراسة سعاد الحوال هی الدراسة الوحیدة التی تناولت الدور الذی یمکن أن یعلبه السلوک البیئی الواعی للطلاب الکویتیین فی دعم التنمیة المستدامة. ومن حیث البیئات التی أجریت فیها هذه الدراسات فإننا نجد أنفسنا أمام القلیل للغایة من الدراسات التی أجریت فی البیئة الکویتیة حیث کانت دراسة "سعاد الحوال" (2014) الدراسة الوحیدة التی رکزت على السلوک البیئی فی دولة الکویت. بینما لم توجد أی دراسات على حد علم الباحث الحالی تناولت تطبیق القیادة الخادمة فی دولة الکویت سواءاً کتبت باللغة العربیة أو کتبت باللغة الإنجلیزیة وهو ما یشیر إلى أن هناک حاجة کبیرة إلى إجراء دراسة لأول مرة فی البیئة الکویتیة تتناول تقویم مدى تطبیق القیادة الخادمة. | |||||||||||||||||||||||||
References | |||||||||||||||||||||||||
أحمد عجوة (2010). القیادة الخادمة- دراسة تطبیقیة على قطاعات الأعمال. المجلة المصریة للدراسات التجاریة، 34 (2)، 1-40. إیمان مصطفى، ومحمود السید (2015). أثر خصائص القیادة الخادمة على جودة الحیاة الوظیفیة: دراسة مقارنة على قطاع البنوک. المجلة العلمیة للاقتصاد والتجارة، 1. محمد حسان، ومحمد العجمی. الإدارة التربویة. دار المسیرة للنشر والتوزیع، ط3، عمان، 1434هـ. لانا الدیریة (2011). درجة ممارسة عمداء کلیات التربیة فی الجامعات الأردنیة للقیادة الخادمة من وجهة نظر أعضاء الهیئة التدریسیة وعلاقتها برضاهم الوظیفی. (رسالة ماجستیر غیر منشورة). الجامعة الهاشمیة، الزرقاء. نسرین صلاح الدین (2016). القیادة الخادمة لمدیری المدارس والرضا الوظیفی للمعلمین فی مصر: نموذج بنائی مقترح. مجلة کلیة التربیة فی العلوم التربویة- کلیة التربیة- جامعة عین شمس، 40 (1)، 65 - 166. عبد الله التمام (2016). واقع القیادة الخادمة لدى مدیری المدارس الثانویة بالمدینة المنورة من وجهة نظر المعلمین: دراسة میدانیة. العلوم التربویة، 24 (1)، 255 - 309. منى إبراهیم (2013). درجة ممارسة مدیری المدارس الثانویة الخاصة فی محافظة عمان للقیادة الخادمة و علاقتها بمستوى الثقة التنظیمیة السائدة فی مدارسهم من وجهة نظر المعلمین. رسالة ماجستیر غیر منشورة. کلیة العلوم التربویة. جامعة الشرق الأوسط. فاتن معشر (2014). القیادة الخادمة التی یمارسها مدیرو مدارس الأمانة العامة للمؤسسات التربویة المسیحیة فی عمان وعلاقتها بسلوک المواطنة التنظیمیة لدى المعلمین من وجهة نظرهم. رسالة ماجستیر غیر منشورة. جامعة الشرق الأوسط، عمان. محمد عبد الوهاب (). القیادة الخادمة فی المنظمات الحکومیة بعد ثورة ٢٥ ینایر: اختبار آثارها على سلوکیات الأداء والحالات النفسیة الإیجابیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة. کلیة التجارة جامعة کفر الشیخ. محمد غالی (2015). القیادة الخادمة وعلاقتها بالالتزام التنظیمی: دراسة تطبیقیة على الجامعات فی قطاع غزة. رسالة ماجستیر غیر منشورة. الجامعة الإسلامیة (غزة)، غزة. عبد الله أبو تینة (2007). القیادة الخادمة فی المدارس الأردنیة کما یدرکها المعلمون والمدیرون دراسة استطلاعیة. مجلة العلوم التربویة والنفسیة، 8 (4) ، 137- 160. زید عبوی (2008). القیادة ودورها فی العملیة الإداریة، ط1، عمان: دار البدایة للنشر والتوزیع. فاتن معشر (2014). القیادة الخادمة التی یمارسها مدیرو مدارس الأمانة العامة للمؤسسات التربویة المسیحیة فی عمان وعلاقتها بسلوک المواطنة التنظیمیة لدى المعلمین من وجهة نظرهم. رسالة ماجستیر غیر منشورة. جامعة الشرق الأوسط، عمان. لانا الدیریة (2011). درجة ممارسة عمداء کلیات التربیة فی الجامعات الأردنیة للقیادة الخادمة من وجهة نظر أعضاء الهیئة التدریسیة وعلاقتها برضاهم الوظیفی. (رسالة ماجستیر غیر منشورة). الجامعة الهاشمیة، الزرقاء. محمد العجمی (2010). الاتجاهات الحدیثة فی الإدارة القیادیة والتنمیة البشریة، ط1، عمان: دار المیسرة للنشر والطباعة. محمد غالی (2015). القیادة الخادمة وعلاقتها بالالتزام التنظیمی: دراسة تطبیقیة على الجامعات فی قطاع غزة. رسالة ماجستیر غیر منشورة. الجامعة الإسلامیة (غزة)، غزة. منى إبراهیم (2013). درجة ممارسة مدیری المدارس الثانویة الخاصة فی محافظة عمان للقیادة الخادمة وعلاقتها بمستوى الثقة التنظیمیة السائدة فی مدارسهم من وجهة نظر المعلمین. رسالة ماجستیر غیر منشورة. کلیة العلوم التربویة. جامعة الشرق الأوسط. بشیر (2015). العلاقة بین سلوک الحفاظ على البیئة والاستشفاء النفسی لدى عینة من طلاب کلیة التربیة الأساسیة بدولة الکویت. تیسیر نشوان (2003). فعالیة استخدام القصص البیئیة فی تنمیة الوعی و السلوک البیئی لدى طلاب المرحلة الأساسیة الدنیا بمحافظات غزة. مجلة جامعة الأقصى - سلسلة العلوم الإنسانیة - جامعة الأقصی بغزة - فلسطین، مج 7, ع 2 ، 101 - 162. خلیل، بشرى حامد (2003)، نموذج مقترح لمحددات سلوک المستهلک الواعی بیئیا، رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التجارة، جامعة عین شمس. سحر مبروک، وعلی التمامی (2006). فعالیة المدخل التنظیمی البیئی فی التخفیف من حدة السلوک البیئی السلبی لأعضاء جماعات مراکز الشباب: دراسة مطبقة على مرکز شباب المنشیة بمدینة بنها. مجلة دراسات فی الخدمة الاجتماعیة والعلوم الانسانیة - مصر، ع 21, ج 3 ، 1199 - 1237. طارق عبد الرحمن (2012). محددات السلوک البیئی المسئول للمزارعین بمحافظة کفر الشیخ: دراسة میدانیة باستخدام تحلیل المسار. مجلة جامعة أم القرى للعلوم الإجتماعیة - السعودیة، مج 4, ع 2 ، 51 - 92. عائشة کیحلی، ومحمد دویس (2016). أثر الضغوط الحکومیة على السلوک البیئی للمؤسسات الاقتصادیة الجزائریة: دراسة استطلاعیة. مجلة الباحث، 16، 313-322. عبد الحکیم نجم (2008). العلاقة بین القیم البیئیة للمدیرین والسلوک البیئی للمنظمة: دراسة تطبیقیة على الفنادق بمحافظة جنوب سیناء. المجلة المصریة للدراسات التجاریة - مصر، مج 32, ع 2 ، 165 - 198. فاطمة الصدیق (2016). فاعلیة بعض الوسائل المقترحة لتحسین السلوک البیئی من وجهة نظر طلبة جامعة الخرطوم. مجلة جامعة البطانة للعلوم الإنسانیة والاجتماعیة- کلیة الدراسات العلیا والبحث العلمی بجامعة البطانة، 4 (1)، 249-296. محب الرافعی (2000). فعالیة الألعاب التعلیمیة فی تنمیة الوعی والسلوک البیئی لدى أطفال ما قبل المدرسة. مجلة التربیة العلمیة -مصر، مج 3, ع 3 ، 69 - 102. محمد عیاض (2010). دراسة نظریة لمحددات سلوک حمایة البیئة فی المؤسسة. مجلة الباحث، 7، 11-25. | |||||||||||||||||||||||||
Statistics Article View: 308 PDF Download: 410 |
|||||||||||||||||||||||||