دراسة استطلاعية لأراء المدراء في شرکة اتصالات الکويت لتعزيز التنمية المستدامة في ضوء مفهوم إدارة الجودة الشاملة للبيئة

المقدمة

             مفهوم إدارة الجودة الشاملة فی شرکة الاتصالات الکویتیة :

      تناول العدید من الکتاب مفهوم إدارة الجودة الشاملة نستعرض بعضاً منها وکالاتی: حدد (محجوب،2013، 138) مفهوم إدارة الجودة الشاملة فی مجال الاتصالات بأنها فلسفة تنظیمیة تتیح بیئة مناسبة لتحقیق الجودة المستهدفة لعملیات الاتصالات، وتوفر متطلبات إقامة نظام نوعی لمخرجات ذات سمات تنافسیة  وعرف (المشهراوی ،2004، 146-147) إدارة الجودة الشاملة بأنها إحدى الطرائق الإداریة الهادفة إلى تحقیق الفاعلیة والمرونة والقدرة التنافسیة لشرکة الاتصالات الکویتیة  شاملةً الهیکل التنظیمی برمته کل قسم وکل نشاط وکل فرد وفی مجمل المستویات الإداریة والأکادیمیة  وأوضحت (منصور،نعمة عبد الرؤوف عبد الهادی ،2005، 112) بان إدارة الجودة الشاملة فی مجال الاتصالات تعد بمثابة منهج یرتکز على إمکانیة إیجاد ثقافة تنظیمیة لدى المنظمات الخدمیة تجعل رجال الإدارة بالمؤسسة متحمسین لکل ماهو جدید من خلال تحریک مواهبهم وقدراتهم، وتشجیع فرق العمل، والمشارکة فی اتخاذ القرار وتحسین العملیات، بما یضفی تغیراً واضحاً نحو الأفضل لخدمة العملاء. وعرف (علاونة وغنیم ،2005، 1330) إدارة الجودة الشاملة بأنها أسلوب متکامل یطبق فی جمیع فروع المنظمة ومستویاتها، لیوفر للإفراد وفرق العمل الفرصة لإرضاء العملاء، وهی فعالیة تحقق أفضل خدمات بأکفاء الأسالیب، ثبت نجاحها لتخطیط الأنشطة وإدارتها. . وقد اتفق(Dhlamini,2009,48) (المصری، مروان ولید سلیمان ،2007، 93)   على تعریف إدارة الجودة الشاملة فی مجال الاتصالات على أنها مجموعة من المعاییر والإجراءات التی یهدف تنفیذها إلى التحسین المستمر فی الخدمة، وتشیر إلى المواصفات والخصائص المتوقعة فی الخدمة وفی العملیات والأنشطة التی تتحقق من خلالها تلک المواصفات وإدارة الجودة الشاملة توفر أدوات وأسالیب متکاملة تساعد قطاع الاتصالات. وترى (أبو حصیرة ، نیفین محمد سعد ،2008، 48) بأنها کل ما یتعلق بکافة السمات والخواص التی تتعلق بقطاع الاتصالات والتی تظهر جودة النتائج المراد تحقیقها وهی ترجمة احتیاجات توقعات العملاء  إلى خصائص محددة تکون أساساً فی  تدربیهم لتعمیم الخدمة (محمد, عبد الخالق فؤاد,2011) وصیاغتها فی أهداف بما یوافق تطلعات العملاء المتوقعة. ویتفق (Nickel, 2008,3) (حسین وعبود ،2008، 256) بأنه عبارة عن نظام تستخدمه المنظمات للسیطرة على العملیة الخدمیة لأنظمتها الفرعیة المختلفة وتحسین مستویات الأداء التنظیمی فیها. وینظر (بدر، رشا محمود ،2009، 37) إلى إدارة الجودة الشاملة فی مجال الاتصالات  بأنها عبارة عن المنهجیة المنظمة لضمان سیر النشاطات التی تم التخطیط لها مسبقًا، حیث أنها الأسلوب الأمثل الذی یساعد على منع وتجنب حدوث المشکلات من خلال العمل على تحفیز وتشجیع السلوک الإداری والتنظیمی الأمثل فی الأداء واستخدام الموارد المادیة والبشریة بکفاءة و فاعلیة (الغامدی، عبد العزیز بن صقر،2006)

 انسجاماًمع ما تقدم ترى الباحثة بان التحسین المستمر لجودة خدمة الاتصالات بشکل عام و شرکة الاتصالات الکویتیة  على وجه الخصوص سینعکس على تطویر جودة خدمة الاتصالات برمتها ابتداءً من المدخلات ممثلةً بالاتصال الذی یمثل مدخلات عملیة سابقة مروراً بعملیة خدمة الاتصالات ونقل المعارف عن طریق الانترنت فضلاً عن المهام البحثیة والتطویریة وانتهاءً بتقدیم مخرجات جاهزة لخدمة سوق العمل والاستثمار.

 الترکیز على الزبائن: 

  اتساقاً مع ما تقدم ترى الباحثةبان کسب ولاء الزبائن (المستفیدین) من خلال تلبیة حاجاتهم ورغباتهم وتجاوزها یعد من المتطلبات الأساسیة لإمکانیة تطبیق إدارة الجودة الشاملة فی خدمة الاتصالات ، الأمر الذی سینعکس على تحقیق شرکة الاتصالات الکویتیة لأهدافها فی البقاء والاستمرار والتفوق على الشرکات الأخرى.

القیادة الإداریة: بین (الیونس، 2008، 40) بان تطبیق إدارة الجودة الشاملة یتطلب توافر قیادة إداریة قادرة على تحقیق التفاعل بینها وبین العاملین، وإیجاد التعاون والانسجام والتآخی بینها وبینهم، فالقیادة المطلوبة یجب أن تکون قادرة على تکوین فریق عمل متعاون لدیه ولاء وانتماء، یضع المصلحة العامة قبل الخاصة، وتشجیعه على تطبیق إدارة الجودة الشاملة. وأضاف (الطویل والکورانی،2007، 9-10) على ضرورة توافر رؤیة مشترکة بین الإدارة بالشرکة و القیادیة والعاملین ، فضلا عن رؤیة مشترکة بین العاملین من إداریین وفنیین بشأن ماهیة الجودة ومتطلباتها فی ظل إقامة وتطبیق إدارة الجودة الشاملة فضلاً عن أن القیادة فی شرکات الاتصالات تتخذ شکلا جدیدا فی ظل تطبیق إدارة الجودة الشاملة بما تشمله من فنیین وقیادین وإداریین، وان کانت لا تتلقى نفس الاهتمام الذی تتلقاه فی القطاعات الأخرى کقطاع الأعمال هذا من جهة ومن جهة أخرى یلعب الفنیین دورا مهما فی عملیة القیادة فی شرکة الاتصالات الکویتیة ، وحیث أن مرکز الاتصال هو الزبون ، فالفنیین الناجحون هم الذین یفهمون هذه الحقیقة ویوجهون أراءهم نحو استثمار قدراتهم  وبقدر ما یحقق العامل من نجاح یکون نجاح الفنی ویکون نجاح الشرکة ، ویکون نجاح شرکة الاتصالات الکویتیة ، ویکون نجاح المجتمع .

بناءً على ما تقدم ترىالباحثة بان القیادة الإداریة بشرکة الاتصالات الکویتیة  فی ظل إدارة الجودة الشاملة بیئیاً یجب أن تتمتع بالتواصل المستمر مع منتسبیها فضلاً عن الدعم المستمر لتطلعاتهم واستخدام الموارد المتاحة لها بکفاءة وفاعلیة لتحسین مختلف الفعالیات التی یحتاجها العمیل ومن ثم زیادة قدرة شرکة الاتصالات الکویتیة  على المحافظة على مواردها الحالیة لتامین حاجة الأجیال القادمة من هذه الموارد.

 المشارکة الکاملة للعاملین شرکة الاتصالات الکویتیة : یرى (خلف الله،2003 ،93) بأن أسلوب التطویر الشامل یتعامل على نحو رئیسی مع مجموعة کبیرة من العملیات التی تجتمع لتشکیل البنیة الأساسیة للنظام ، إذ أن التطویر یبدأ بعملیة معینة لیشمل النظام ککل فیما بعد، وإشراک جمیع العاملین فی شرکة الاتصالات الکویتیة  بغض النظر عن مواقعهم الإداریة، والهدف من ذلک تحفیز  العاملین لتحقیق الأهداف وتحمل المسؤولیة. ویؤکد (الطویل والکورانی،2007، 10) على أهمیة مشارکة العاملین فی التحسینات البیئة المستمرة التی تمکن شرکة الاتصالات الکویتیة  من استخدامها فی تحقیق طموحات الزبائن فضلاً عن ان من بین المتطلبات التی تسهم فی تطبیق إدارة الجودة الشاملة فی شرکات الاتصالات مراعاة متطلبات العاملین ومشارکتهم فی صنع القرارات الخاصة بجودة خدمات الاتصال. ویرى (الدقی أیمن عبد الفتاح محمود، ،2006، 24-25) بان خبراء الجودة الشاملة ینظرون إلى تلک المشارکة على أنها مبدأ أساسی من مبادئ إدارة الجودة الشاملة بیئیاً، ویرون أن کل فرد من أفراد التنظیم معنی بالمشارکة فی اتخاذ القرارات المتعلقة بجودة الخدمات بشرکة الاتصالات الکویتیة  ، فالمشارکة عملیة تفاعل الأفراد عقلیاً ووجدانیاً مع جماعات العمل فی التنظیم من أجل تعبئة الجهود والطاقات اللازمة لتحقیق أهداف شرکة الاتصالات الکویتیة والتی منها تقدیم خدمات اتصال جیدة للمستفیدین.  وترى الباحثة أن إشراک الأفراد  العاملین فی عملیة اتخاذ القرارات یؤدی إلى تشجیعهم على التوجه للعمل بعقل متفتح یقظ، فضلاً عن انه یؤدی إلى التشجیع على الإبداع ورفع الروح المعنویة، ویؤدی إلى درجة أکبر من الانتماء إلى المنظمة والالتزام نحو العمل. ویرى (بدر، رشا محمود ،2009، 42) بان نجاح المنظمة یعتمد  على  تحسین الأداء بشکل مستمر على دافعیة ومهارات قوة العمل لدیها، کما ویعتمد نجاح الموظف بشکل متزاید على کسبه فرص تعلم جدیدة وتطبیق مهارات جدیدة  وتحتاج المنظمات إلى الاستثمار فی تطویر قوة العمل لدیها من خلال التدریب ، وإیجاد فرص النمو والتقدم المستمرة، ویمکن الاعتماد على المحاضرات، والتدریب داخل العمل، وتدویر العمل، والدفع بناءًا على الکفاءة  ووسائلالتدریب وتنمیة القوى العاملة.                    

تأسیساً على ما تقدم توصلت الباحثة إلى إن تحفیز إدارة شرکة الاتصالات الکویتیة  للعاملین على  المشارکة فی اتخاذ القرارات والعمل بشکل جدی على تحسین جودة الخدمات وتنفیذ تلک الخطط وتحدید المعوقات والمشاکل وإیجاد الحلول المناسبة لها وتوجیههم على اتخاذ القرارات الصائبة.

2.     مفهوم التنمیة المستدامة: 

یرى (عبد الله،عبدالخالق،2012 ، 239) بان التنمیة المستدامة تشیر إلى الحد الأقصى من منافع التنمیة الاقتصادیة، بشرط المحافظة على جودة خدمات الموارد الطبیعیة. ویرى (الشیخ، صالح محمد ،2002، 93) بان التنمیة المستدامة هی تلک التنمیة التی تحقق التوازن بین الأنظمة البیئیة والاقتصادیة، والاجتماعیة وتسهم فی تحقیق الحد الأعلى من النمو فی کل من هذه الأنظمة ، دون أن یؤثر التطور فی أی نظام على الأنظمة الأخرى تأثیرا سلبیا. وبینت (بیبرس،ایمان،2013، 13( بان التنمیة المستدامة تعنی إعادة توجیه الموارد والوفاء أولا بالاحتیاجات البشریة الأساسیة مثل تعلم القراءة والکتابة. ویکون الاهتمام الأول بالاستثمار فی رأس المال البشری. وأضاف

بیبرس، إیمان، ، " التعلیم غیر الرسمی ودوره فی التنمیة المستدامة" ، جمعیة نهوض وتنمیة المرأة، القاهرة ، مصر،2013م

-       حجازی، منتصر أحمد سالم، 2007، " أثر تطبیق الجودة الشاملة علی تطویر وظائف ومهام المراجعة الداخلیة:دراسة حالةالشرکات الصناعیة الحاصلة علی الأیزو فی قطاع غزة"، "، رسالة ماجستیر، منشورة، کلیة التجارة، الجامعة الإسلامیة، غزة، فلسطین.

 (Grosskurth and Rotmans, 2005, 135-150) إلى أن مفهوم التنمیة المستدامة یشیر إلى ظاهرة جیلیة تتحول من جیل إلى آخر، ولابد أن تحدث عبر فترة زمنیة لا تقل عن جیلین ومن ثم فإن الزمن الکافی للتنمیة المستدامة یتراوح بین (25) إلى (50) سنة.

اطار البحث

مشکلة البحث

لیس هناک ادنی شک فی أن العمل فی المنظمات الخدمیة ولاسیما فی قطاع الاتصالات ممثلاً بشرکة الاتصالات الکویتیة  یکتسب أهمیة خاصة فی حمایة المجتمع والدولة على السواء، إذ تمثل الاتصالات رکناً مهماً من أرکان الدولة والتی تسهم بدور اساسى فى مجال الاقتصاد و الاستثمار ستأخذ بزمام الأمور فی ادارة محفظة الاستثمار بالدولة وبِشکلٍ عام یُمکن تناول معضلة البحث الفکریة من خلال الإجابة على التساؤلات الآتیة:

تساؤلات البحث

ما تصور القیادات الإداریة فی شرکة الاتصالات الکویتیة عن مفهوم ومتطلبات الجودة الشاملة للبیئة فی الاتصالات ومفهوم التنمیة المستدامة ؟.

2-ما طبیعة علاقات الارتباط والأثر بین متطلبات الجودة الشاملة للبیئة فی شرکة الاتصالات الکویتیة  والتنمیة المستدامة فی الشرکة ؟

اهداف البحث

یرمی البحث إلى تحقیق الاتی:

1-التعریف بمفهوم إدارة الجودة الشاملة للبیئة فی شرکة الاتصالات الکویتیة  فضلاً عن تحدید متطلباتها والتعریف بها

2- التعریف بمفهوم وأهمیة وأهداف التنمیة المستدامة فی شرکة الاتصالات الکویتیة 

 3- تحدید متطلبات إدارة الجودة الشاملة للبیئة فی شرکة الاتصالات الکویتیة  وأثرها فی تحقیق التنمیة المستدامة

اجراءات البحث

اسالیب جمع البیانات والمعلومات: تم الاعتماد على الأسالیب الآتیة فی جمع البیانات والمعلومات للبحث:

 1-الاستعانة ببعض المصادر العربیة والأجنبیة فضلاً عن الدوریات والرسائل الجامعیة التی لها علاقة بموضوع البحث من شبکة الانترنیت لتغطیة الجانب النظری من البحث ودعم الجانب المیدانی بها.

2-استمارة الاستبانة :للحصول على البیانات الخاصة بأفراد عینة البحث ، فضلاً عن البیانات التی تسهم فی التوصل إلى تحدید علاقات الارتباط والأثر بین متغیرات البحث . وقد تم إعداد الاستبانة فی ضوء الرؤیة العلمیة المتحققة من خلال استطلاع المصادر العلمیة وتحدیدها لمتطلبات إدارة الجودة الشاملة والتنمیة المستدامة . إذ تم إعداد العبارات الخاصة بمتطلبات إدارة الجودة الشاملة بالاعتماد على عدد من الآراء والدراسات منها: (Goetsch & Davis,1997) (الکحلوت،2004) (منصور،نعمة عبد الرؤوف عبد الهادی ،2005) فی حین تم إعداد العبارات الخاصة بفقرات التنمیة المستدامة على عدد من الآراء والدراسات منها: (Beeler,2000) (بیبرس،ایمان، 2013 ) (Grosskurth and Rotmans, 2005) (الدعمی،2009) 

تاسعاً- اختبار ثبات الاستبانة: یشیر ثبات الاستبانة إلى أن المقیاس المستخدم یقدم نفس النتائج لو أعید تطبیقه على مجتمع البحث مرة أخرى. وبهدف احتساب معامل الثبات تم استخدام مقیاس (Alpha-Cronback) إذ بلغت قیمة معامل الثبات (0.91) وهی قیمة معنویة عند مستوى معنویة (0.05) وتدل هذه النتیجة على قوة ثبات الاستبانة المستخدمة. 

منهج البحث

     لقد تم الاعتماد على المنهجین الوصفی والتحلیلی فی وصف مجتمع وعینة البحث ، فضلاً عن دراسة وتحلیل علاقات الارتباط والأثر بین متغیرات البحث

                اجراءات التطبیق

حدود البحث

1- الحدود المکانیة: اقتصر البحث على شرکة الاتصالات الکویتیة  وذلک لتعاون هذه الشرکة مع الباحثة، فضلاً عن اعتبار کوادر هذه الشرکة من القیادات البالغة الأهمیة فی المجتمع لامتلاکها خلفیة أکادیمیة جیدة عن مثل هذه المواضیع.             

2- الحدود الزمانیة: حددت مدة البحث بفترة توزیع استمارة الاستبانة على الأفراد المبحوثین واستلامها منهم وهی مدة استمرت من 11 /6 /2018 ولغایة  25/ 6/2019.

الوسائل الإحصائیة

 استخدمت الوسائل الإحصائیة الآتیة فی وصف الأفراد عینة البحث وتحدید علاقات الارتباط والأثر بین متغیرات البحث بهدف استخلاص النتائج: (التکرارات والنسب المئویة، معامل الارتباط البسیط والمتعدد، معامل التحدید R²، الانحدار الخطی البسیط والمتعدد، اختبار F، اختبار T). وجرت المعالجة باستخدام الحاسوب من خلال برنامج التحلیل الإحصائی SPSS V14.

تفسیر النتائج ومناقشتها

الجانب المیدانی

أولاً- وصف مجتمع البحث:  شرکة الاتصالات الکویتیة 

تسیطر حکومة دولة الکویت ممثلة بوزارة المواصلات على قطاع الهواتف الأرضیة، بینما یوجد 3 شرکات تقوم بتقدیم خدمات الهاتف المحمول، وهی شرکات تساهم بهم الحکومة بنسبة معینة إلا أنهم یعتبرون من ضمن إدارة القطاع الخاص، والشرکات التی تقوم بتقدیم هذه الخدمات هی شرکة زین وهی أول شرکة أسست فی الکویت لتقدیم هذه الخدمات حیث تم تأسیسها بعام 1983،والشرکة الثانیة هی الشرکة الوطنیة للاتصالات والتی أسست بعام 1997 وبدأت عملها بعام1999 وبذلک تکون ثانی شرکة تقدم خدمات الهواتف المحمولة فی الکویت، وهی مملوکة من شرکة أوریدو القطریة بعد شراء 51% من أسهمها بقیمة 967 ملیون دینار کویتی 4.600 دینار کویتی للسهم والشرکة الأخیرة هی فیفا للاتصالات والتی بدأت العمل بعام 2008 الجدول (1)

الجدول (1) شرکات الاتصالات بالکویت

المصدر: إعداد الباحث بالاستفادة من بیانات شرکة الاتصالات الکویتیة  على الشبکة العنکبوتیة .

ثانیاً- وصف عینة البحث: تم اختیار عینة قصدیة مؤلفة من القیادات الإداریة فی شرکة الاتصالات الکویتیة  شملت المدیرین ومساعدیهم ورؤساء الأقسام. وقد تم توزیع (140) استمارة استرجعت منها  (131) استمارة أی أنه بلغت نسبة الاستجابة (93.75%) ویوضح الجدول (2) مدة الخدمة فی شرکة الاتصالات الکویتیة  قید البحث.

الجدول (2) مدة الخدمة فی شرکة الاتصالات الکویتیة  قید البحث (سنة)

یتبین من الجدول (2) أن نسبة ( 90.8%) من المبحوثین یمتلکون خبرة أکثر من خمسة سنوات من الخدمة فی شرکة الاتصالات الکویتیة ، وهی سنوات تشیر إلى الخبرة والمعرفة فی مجال التخصص والتعامل مع العقبات التی تواجههم ومعالجتها أولاً بأول. وتم إعداد الجدول (3) الذی یعکس المرکز الوظیفی للمبحوثین .

الجدول (3) المرکز الوظیفی للمبحوثین

یتبین من الجدول (3) أن نسبة (100%) من المبحوثین هم من شاغلی الوظائف الرئیسة فی شرکة الاتصالات الکویتیة الأمر الذی ینعکس على حسن ممارستهم لإعمال التخطیط بغیة تطبیق إدارة الجودة الشاملة للبیئة فی شرکة الاتصالات الکویتیة والتعزیز من عملیات المحافظة على الموارد وتحقیق التنمیة المستدامة.

ثالثاً- تحلیل علاقات الارتباط بین متغیرات البحث: لغرض اختبار الفرضیة الرئیسة الأولى والفرضیة الفرعیة المنبثقة عنها تم إعداد الجدول (4)

الجدول (4)  تحلیل علاقات الارتباط بین متغیرات الدراسة على مستوى شرکة الاتصالات الکویتیة المبحوثة

* P ≤ 0.05                                                                                                            N= 131

یُشیر الجدول (4) إلى وجود علاقة ارتباط معنویة موجبة بین متطلبات إدارة الجودة الشاملة للبیئة مجتمعة باعتبارها مُتغیرات مستقلة والتنمیة المستدامة باعتبارها متغیراً معتمداً، إذ بلغت قیمة الارتباط (المؤشر الکلی) (*0.905) وتدل هذه النتیجة على أن زیادة اهتمام القیادات الإداریة فی شرکة الاتصالات الکویتیة  بمتطلبات إدارة الجودة الشاملة للبیئة مجتمعة سیسهم فی تعزیز التنمیة المستدامة. وتتفق هذه النتیجة مع رأی (النجار, فرید راغب ،2015) والذی أکد فیها على أن تطبیق إدارة الجودة الشاملة فی شرکة الاتصالات الکویتیة  سیسهم فی تعظیم دور الشرکة فی التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة للمجتمع فضلاً عن زیادة الاهتمام بالتنمیة المستدامة وتقلیل الفاقد والضیاع إلى أدنى مستوى ممکن 

الفرضیة الرئیسة الأولى.

کما یوضح الجدول (4) علاقات الارتباط بین کل متطلب من متطلبات إدارة الجودة الشاملة للبیئة بشکل منفرد وتم اختیار الفرضیة الفرعیة المنبثقة من الفرضیة الرئیسة الأولى وکالاتی:

-   العلاقة بین متطلب التحسین المستمر للبیئة والتنمیة المستدامة: یشیر الجدول(4) إلى وجود علاقة ارتباط معنویة بین متطلبات التحسین المستمر للبیئة والتنمیة المستدامة، إذ بلغت قیمة معامل الارتباط (0.822*). وتدل هذه النتیجة على أن زیادة اهتمام القیادات الإداریة فی شرکة الاتصالات الکویتیة  قید البحث بمتطلب التحسین المستمر للبیئة لعملیات ومخرجات الشرکة من خدمات الاتصالات  سیسهم فی تعزیز التنمیة المستدامة. وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (Lewes and Smith,2017) والتی أکدت على أن التزام القیادات الإداریة لشرکة الاتصالات الکویتیة  بالتحسین المستمر لعملیاتها ومخرجاتها سیسمح لها بالارتباط بالمجتمع وتحقیق التنمیة المستدامة بشکل أفضل.

-   العلاقة بین متطلب الترکیز على الزبائن والتنمیة المستدامة: أوضح الجدول(4) وجود علاقة ارتباط معنویة بین متطلب الترکیز على الزبائن والتنمیة المستدامة، إذ بلغت قیمة معامل الارتباط (0.638*). وتدل هذه النتیجة على أن زیادة اهتمام القیادات الإداریة بشرکة الاتصالات الکویتیة  قید البحث بمتطلب الترکیز على الزبائن سیعزز من التنمیة المستدامة وتلتقی هذه النتیجة مع دراسة (Rieley,2016) والتی أکدت على مقابلة الحاجات المتغیرة للعملاء وتلبیتها فضلاً عن تلبیة حاجات الزبائن الآخرین من أفراد المجتمع المحلی فی تعزیز التنمیة.

-   العلاقة بین متطلب القیادة الإداریة والتنمیة المستدامة: یبین الجدول (4) وجود علاقة ارتباط معنویة بین متطلب القیادة الإداریة والتنمیة المستدامة، إذ بلغت قیمة معامل الارتباط (0.772*). وتدل هذه النتیجة على أن إعداد القیادات الإداریة لشرکة الاتصالات الکویتیة بشکل سلیم سیسهم فی تعزیز التنمیة المستدامة. وتتفق هذه النتیجة مع رأی (محجوب, بسمان فیصل ،2013) فی ان المنظمة مهما کانت طبیعة أنشطتها تعد جزءاً من بیئتها العامة تؤثر فیها وتتأثر بها ومن ثم ضرورة توافر رؤیة مشترکة بین القیادة والعاملین من اداریین وفنیین بشأن ماهیة الجودة وضرورة الاهتمام بمخرجات شرکة الاتصالات الکویتیة  للسهام فی تعزیز التنمیة.

-   العلاقة بین متطلب مشارکة العاملین والتنمیة المستدامة: یوضح الجدول(4) وجود علاقة ارتباط معنویة بین متطلب مشارکة العاملین والتنمیة المستدامة، إذ بلغت قیمة معامل الارتباط (0.868*). وتدل هذه النتیجة على أن زیادة اهتمام القیادات الإداریة للجامعة قید البحث بمتطلب مشارکة العاملین فی مهام التخطیط والتنفیذ والرقابة وفقاً لمعاییر أداء محددة سیسهم فی تعزیز التنمیة المستدامة. وتلتقی هذه النتیجة مع رأی (روبرت وواترمان، 1999) والذی أکد فیه على أن من أسباب نجاح إدارة الجودة الشاملة یرجع إلى متطلبات عدیدة ومنها متطلب مشارکة العاملین فی إعداد الخطط وتحمل المسؤولیة فی تنفیذها بهدف تحقیق أهداف المنظمة ومنها تعزیز التنمیة المستدامة.

-   العلاقة بین متطلب اتخاذ القرارات والتنمیة المستدامة: یبین الجدول (4) وجود علاقة ارتباط معنویة بین متطلب اتخاذ القرارات والتنمیة المستدامة، إذ بلغت قیمة معامل الارتباط (0.807*). وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (أبو فارة،2006) والتی أکد فیها على أن إشراک العاملین فی صناعة القرار یسهل على المنظمة إجراء الکثیر من التغیرات التنظیمیة المطلوبة لتنفیذ إدارة الجودة الشاملة بنجاح ومن الفوائد المتوخاة لمشارکة العاملین لتحقیق الجودة هو تحقیق الانسجام بین الأهداف الفریة وأهداف المنظمة والتی منها تحقیق التنمیة.

-   العلاقة بین متطلب التدریب والتنمیة المستدامة: یبین الجدول (4) وجود علاقة ارتباط معنویة بین متطلب التدریب والتعلیم والتنمیة المستدامة، إذ بلغت قیمة معامل الارتباط (0.811*). وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (Thomas and Laurence ,2014) والتی أکدا فیها على أن أهمیة التدریب للعاملین على تطبیق متطلبات إدارة الجودة الشاملة یسهم فی مساعدة العاملین على تقدیم الخدمة بالجودة التی یرغبها الزبائن ومنها تعزیز التنمیة المستدامة وتأمینها للأجیال القادمة. تأسیساً على ما تَقدّم تُقبل الفرضیة الفرعیة المنبثقة من الفرضیة الرئیسة الأولى.

رابعاً: تحلیل علاقات الأثر بین متغیرات البحث: لغرض اختبار الفرضیة الرئیسة الثانیة تم إعداد الجدول (5)

الجدول (5)  تحلیل علاقات الأثر بین متغیرات الدراسة على مستوى شرکة الاتصالات الکویتیة المبحوثة على المستوى الجزئی

N = 131      ( ) یشیر إلى قیمة t المحسوبة                        P ≤ 0.05                df (6,124  )         یَتّضح من الجدول (5) وجود تأثیر معنوی لمتطلبات إدارة الجودة الشاملة للبیئة مُجتمعة باعتبارها متغیرات مستقلة فی التنمیة المستدامة باعتبارها متغیراً معتمداً ویَدعم هذا التأثیر قیمة (F) المحسوبة والبالغة (*42.412) وهی أکبر من قیمتها الجدولیة البالغة (2.80) عند درجتی حریة (6.124) وضمن مستوى معنویة (0.05) وبمُعامل تحدید (R2) قدرهُ (0.725) وهذا یعنی (%72.5) من الاختلافات المفسرة فی التنمیة المستدامة تفسرها متطلبات ادارة الجودة الشاملة ویعود الباقی إلى متغیرات عشوائیة لا یُمکن السیطرة علیها أو أنها غیر داخلة فی نموذج الانحدار أصلاً. وتتفق هذه النتیجة مع رأی (Arnold,2018) والتی أکد فیها على ان من أهداف ادارة الجودة الشاملة إحداث نقلة نوعیة فی مهارات وقدرات وسلوکیات العاملین فی المنظمة وزیادة مرونتها فی التعامل مع المتغیرات البیئیة فضلاً عن زیادة قدرتها على تعزیز التنمیة المستدامة وتجنب المخاطر فی البیئة. تأسیساً لما تقدم تقبل الفرضیة الرئیسة الثانیة.

أما عن علاقات الأثر التفصیلیة فیعرضها الجدول (5) والذی یُبین تأثیر کل متطلب من متطلبات ادارة الجودة الشاملة للبیئة فی التنمیة المستدامة اذ تبین من خلال متابعة معاملات (B) واختبار (T) أن هناک تأثیراً معنویاً لجمیع متطلبات ادارة الجودة الشاملة للبیئة فی التنمیة المستدامة ویَتضح لنا من الجدول (5) إن أعلى تأثیر لمتطلبات ادارة الجودة الشاملة للبیئة فی التنمیة المستدامة یتمثل فی متطلب الترکیز على الزبائن أولاً إذ بلغت قیمة (B2) (0.475) وکانت قیمة (T) لها (4.501) وهی قیمة معنویة واکبر من قیمتها الجدولیة البالغة (1.645) عند درجتی حریة (6.124) ومستوى معنویة (0.05).ثم جاء تأثیر متطلب التحسین المستمر للبیئة ثانیاً إذ بلغت قیمة (B1) (0.423) وکانت قیمة (T) (4.319*) وهی قیمة معنویة واکبر من قیمتها الجدولیة البالغة (1.645) عند درجتی حریة (6.124) ومستوى معنویة (0.05). ثم جاء تأثیر متطلب القیادة الإداریة فی التنمیة المستدامة بالمرتبة الثالثة إذ بلغت قیمة (B3)(0.409) فی حین بلغت قیمة (T) (3.172*) وهی قیمة معنویة واکبر من قیمتها الجدولیة البالغة (1.645) عند درجتی حریة (6.124) ومستوى معنویة (0.05). کما بلغت قیم B5، B6، B4 متطلبات (اتخاذ القرارت ،التدریب ،مشارکة العاملین ) فی التنمیة المستدامة على التوالی (0.390) (0.318) (0.301) وهی قیم معنویة ویعود سبب ذلک إلى کون قیم (T) المحسوبة أکبر من قیمها الجدولیة عند درجتی حریة (6.124) ومستوى معنویة (0.05). تأسیساً على ما تقدم تقبل الفرضیة الفرعیة المنبثقة عن الفرضیة الرئیسة الثانیة.

الاستنتاجات والتوصیات

أولاً- الاستنتاجات

1. تحقق وجود علاقة ارتباط معنویة موجبة بین متطلبات إدارة الجودة الشاملة البیئیة مجتمعةً والتنمیة المستدامة فی فی شرکة اتصالات الکویت قید البحث.

2. تحقق وجود علاقة ارتباط معنویة موجبة بین کل متطلب من متطلبات إدارة الجودة الشاملة البیئیة وبعد التنمبة المستدامة فی شرکة اتصالات الکویت قید البحث

3.  تحقق وجود تأثیر معنوی لمتطلبات إدارة الجودة الشاملة البیئیة مجتمعةً فی التنمیة المستدامة  فی شرکة اتصالات الکویت قید البحث.

4.  تحقق وجود تأثیر معنوی لکل متطلب من متطلبات إدارة الجودة الشاملة البیئیة فی التنمیة المستدامة فی فی شرکة اتصالات الکویت  قید البحث.

ثانیاً- التوصیات

1- العمل على تعزیز جوانب القوة فی فی شرکة اتصالات الکویت المبحوثة فیما یتعلق بمتطلبات ادارة الجودة الشاملة البیئیة , فضلاً عن ضرورة الاطلاع على التجارب العالمیة لشرکات الاتصال فی تطبیق هذا المفهوم من جهة والاطلاع على عملیة تحقیق التنمیة المستدامة کمدخل فکری وإداری فی فی شرکة اتصالات الکویت

2-العمل على إنشاء قاعدة بیانات دقیقة وحدیثة وشاملة بالاتصالات تتضمن معلومات عن جمیع جوانب العمل بالشرکة, فضلاً عن معلومات عن احتیاجات قطاعات العمل المختلفة بالمجتمع .

3- ضرورة العمل على دعم وتحسین  قطاع الاتصالات وتشجیع الاستثمارات وإنشاء المشاریع التنمویة فی الشرکة  قید البحث

4-  ضرورة قیام القیادات الإداریة فی شرکة اتصالات الکویت بتحقیق التنمیة المستدامة من خلال إرساء مفهوم المسؤولیة البیئیة والاجتماعیة والاقتصادیة فضلاً عن ضرورة قیامها بترسیخ مفهوم التنمیة المستدامة لدى جمیع العاملین لدیها بغیة تحقیق الهدف المنشود 

5- العمل على تنظیم المؤتمرات والندوات والدورات تخص قطاع الاتصالات  لغرض توعیتها بأهمیة المحافظة على جمیع أنواع الموارد وخفض الهدر الى ادنى مستوى ممکن من اجل المحافظة على حصة أجیال المستقبل منها واستصدار قرارات وبنود تتعهد الشرکات بتنفیذها وتطبیقها عملیا وتشجیع شرکات الاتصالات الکویتیة  کافة  على تنویع التخصصات فی المجالات التدریبیة والبیئیة والاجتماعیة والاقتصادیة لما لهذه المجالات من أهمیة فی التنمیة المستدامة

7- ضرورة قیام شرکة اتصالات الکویت بالاستعانة بخبراء ادارة الجودة الشاملة للبیئة   لتطبیق إدارة الجودة  الشاملة فی مجال الاتصالات بأسالیب صحیحة وفعالة مع الاستفادة من الخبرات المتوفرة فی بلدان أخرى عربیة أم أجنبیة مع إجراء مقارنة مرجعیة مع انجازات شرکات اتصالات عالمیة مماثلة.