The effect of social values system on adopting agricultural innovations (A Field Study in some villages of Damietta and North Sinai Governorates)

المقدمة

شهدت القریة المصریة خلال السنوات الأخیرة تحولا سریعًا فی کافة مجالات الحیاة الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة بفضل تطبیق مشاریع التنمیة الریفیة والتی اتسمت بشمولیة برامجها الانمائیة فی کافة قطاعات التنمیة، وکافة المناطق الجغرافیة، وتأثیر ذلک على اتجاهات وسلوک السکان الریفیین، إلا أنه عند تطبیق مشاریع وخطط التنمیة فی بعض المناطق الریفیة لم یحالفها النجاح، لأنها کانت عبارة عن نماذج لمشاریع تنمویة منقولة من ثقافات مغایرة لطبیعة ثقافات وقیم المجتمع الریفی المصری، الذی یتمسک بتقالیده المتمثلة فی نظرته للأرض کقیمة اجتماعیة، واعتماد غالبیة سکانه على النشاط الاقتصادی التقلیدی المتمثل فی الزراعة وبعض الحرف البسیطة.

وتکمن المشکلة فی تتطلب عملیة التنمیة الریفیة بصفة عامة، والتنمیة الزراعیة بصفة خاصة مزارعًا منتجًا یحاول أن یعمل على تنفیذ ونجاح خطط ومشاریع التنمیة الزراعیة، وأن یسعى إلى تبنی المستحدثات الزراعیة الجدیدة لزیادة انتاجه المزرعی، وبالنظر لحال الکثیر من الریفیین نجد انتشار وسیادة العدید من القیم الاجتماعیة المختلفة والتی بدورها تؤدی دورًا مهمًا فی تحدید سلوک وتوجهات الفرد والجماعة وتفاعلهم الاجتماعی، وتتمتع هذه القیم بقدر هائل من الصمود فی وجه التغییر والتنمیة الزراعیة، حیث أن بعض القیم التی یحتویها النسق القیمی تلعب دورًا ایجابیًا ومهمًا فی دعم مشروعات التنمیة الزراعیة وقوة دافعة لتبنی المستحدثات الزراعیة، کما أن بعض هذه القیم تمثل تحدیًا ومعوقًا لتبنی هذه المستحدثات، ولما کان نسق القیم الاجتماعیة للریفیین یمثل دعامة اساسیة تعتمد علیها التنمیة فی تحقیق أهدافها، تمثلت المشکلة البحثیة لهذه الدراسة فی عدة تساؤلات وهی: ماهی القیم الاجتماعیة الدافعة لتبنی المستحدثات الزراعیة؟ وماهی القیم الاجتماعیة التی تمثل تحدیا لتبنی المستحدثات الزراعیة؟، هل یختلف النسق القیمی الداعم لتبنى المستحدثات الزراعیة تبعا لاختلاف المجتمعات؟

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على تأثیر نسق القیم الاجتماعیة فی تبنی المستحدثات الزراعیة، وذلک من خلال تحقیق الأهداف الفرعیة الأتیة:

التعرف على الخصائص الشخصیة ونسق القیم الاجتماعیة بالقرى المدروسة، التعرف على مستوى تبنی المستحدثات الزراعیة فی القرى موضع الدراسة، التعرف على أهم القیم الاجتماعیة المؤثرة فی تبنی المستحدثات الزراعیة على مستوى القری موضع الدراسة، التوصل لبعض المقترحات أو الاعتبارات التی ینبغی أن توضع فی الحسبان عند وضع استراتیجیة عملیة التنمیة الزراعیة وتحدیثها.

الإطار النظری

أصبح استخدام التکنولوجیا وبتوسع فی الریف المصری أمرًا حتمیًا ومصیریًا، فإذا کان استخدام التکنولوجیا فی التنمیة الریفیة فی المجتمعات المتقدمة یهدف إلى استمراریة الانتاج والحفاظ على مستواه، فإن الأمر بالنسبة للدول النامیة یعبر مصیریًا أمام مشکلة نقص الغذاء المتزایدة، ویتمثل دور التکنولوجیا فی دعم عملیات التنمیة الریفیة فی أربعة مجالات أساسیة: الأول: تحسین وزیادة الانتاج الزراعی من خلال زیادة المساحات المستصلحة وادخال سلالات جدیدة متمیزة وطرق زراعة ونظم ری متطورة، الثانی: إنتاج طاقة نظیفة طاقة الریاح والطاقة الشمسیة) خاصة فی مناطق الاستصلاح الجدیدة، الثالث: معالجة المخلفات واعادة استخدامها، الرابع: الصناعات المتوسطة والصناعات الحرفیة والبیئیة ورفع کفاءة الصناعات القائمة. (أبو قرین، 1998، ص 3).

وتحدیث الزراعة ما هی إلا عملیة تغییر الأنماط التقلیدیة إلى الحد الذی یقبل عنده معظم الناس الطریقة العلمیة ویشجعون تطبیقها فی الزراعة، فالزراعة الحدیثة تطلب تکنولوجیا مستحدثة وتطویع المعرفة العلمیة للزراعة بطرق منظمة (قنیبر، شاهین، 2011، ص91).

ویعرف عبدالحفیظ (2009، ص 3) التحدیث الزراعی على أنه أی تغیر أو تبنی أو تکیف للتکنولوجیا التی یمکن من خلالها أن نطور ونحسن ظروف الحیاة للسکان الریفیین.

وتعرف عملیة الذیوع أو انتشار المستحدث "بأنها انتقال الفکرة الجدیدة من مصادرها الأصلیة إلى الذین یستعملونها فی النهایة أی الذین یتبنونها"، وبعبارة أخرى فإنها العملیة التی تمر بها الإرشادات والتوصیات الزراعیة العصریة من وقت خروجها من مصادرها البحثیة إلى حین وصولها إلى الزراع (العادلی، 1983، ص 219).

ویعرف Rogers (1971) التبنی بأنه "العملیة العقلیة التی یمر خلالها الفرد بدءا من معرفته الأولى بالفکرة المستحدثة حتى اتخاذه لقرار تبنی أو رفض الفکرة ثم تثبیت أو ترسیخ هذا القرار". وتتکون فئات المتبنین من خمسة فئات تتدرج تنازلیًا وفقًا لمعدل سرعة التبنی إلى المجددون، المتبنیون الأوائل، الأغلبیة المبکرة، الأغلبیة المتأخرة، والمتبنیون الأواخر أو المتلکئون (عمر، 1992، ص416).

وتتضمن عملیة التبنی عدة مراحل لتنفیذها کما ذکرها العادلی (1983، 217-220) وهی 1-مرحلة الوعی والانتباه للفکرة: وفیها یسمع الفرد عن المبتکر الجدید لأول مرة وذلک من خلال قنوات الاتصال ولکنه یعرف القلیل عنه، فاذا ما قابل المبتکر حاجة لدى الفرد أو کان یساعده فی حل مشکلة ما فانه ینتبه الیه ویشعر به ویدرک قیمته. 2 -مرحلة الاهتمام: وفیها یصبح الفرد مهتما بالفکرة الجدیدة راغبا فی التعرف علیها ساعیًا إلى تنمیة معلوماته عنها، اذ أن الجانب المعرفی أو الإدراکی للسلوک یتکون فی مرحلة الاهتمام. 3-مرحلة التقییم: فی هذه المرحلة یحاول الفرد تطبیق المبتکر الجدید تطبیقا ذهنیا على موقفة الراهن وما یتوقعه مستقبلا، حتى تصبح الفکرة جزءا من سلوکه الفکری أو الشعوری أو التنفیذی. 4-مرحلة التجریب: ویحاول الفرد فی هذه المرحلة تطبیق المبتکر الجدید على نطاق محدود، والوظیفة الأساسیة لهذه المرحلة هی اظهار الفکرة الجدیدة فی إطار ظروف الفرد الخاصة وتحدید امکانیة الافادة منها لغرض التبنی الکامل لها. 5-مرحلة التبنی: وفى هذه المرحلة یکون الفرد مقتنع تمامًا بصلاحیة وملائمة المبتکر الجدید، کما یکون متأکدًا من نجاحه فی ظل ظروفه، ومن ثم یقرر الاستمرار فی الاستخدام الکامل للفکرة التی تصبح جزءا من سلوکه.

مدى ملائمة المستحدثات الزراعیة للنسق القیمی السائد فی المجتمع الریفی.

عند مناقشة العلاقة التبادلیة بین تبنی المستحدثات الزراعیة والتنمیة الریفیة فإن هناک اتجاهین لتحلیل هذه العلاقة، الاتجاه الأول ینظر إلى المستحدثات الزراعیة باعتبارها متغیر مستقل وإلى التنمیة الریفیة باعتبارها متغیر تابع، وهو ما یعنى ارتباط مستوى التنمیة بمستوى التکنولوجیا الزراعیة المستخدمة، بینما یرى الاتجاه الآخر ضرورة النظر إلى التکنولوجیا الزراعیة فی ضوء علاقتها بمحتوى النسق القیمی للمجتمع الریفی، وهذا یعنی أن هذا النسق فی ضوء أولویاته وتفضیلاته قد یؤدی احیانا إلى إعاقة تبنی المستحدثات الزراعة، الأمر الذی جعل من الضروری تحدید المداخل المختلفة التی تفسر مکونات نسق القیم فی القریة المصریة، وکذلک تحدید الاستراتیجیة المناسبة لإعادة ترتیب أولویات هذا النسق بحیث یصبح فی النهایة متقبلا للمستحدثات الزراعیة بل وساعیا لها (أبو قرین، 1998، ص ص3-4).

فقد تسبب الافکار المستحدثة زیادة فی ارباح الأفراد إلا أنه قد لا یلقى قبولا من المجتمع المحلی، فخوف الأفراد من عقوبات المجتمع قد یقلل من الطلب على تلک المستحدثات نظرا لأنها لا توافق العادات والتقالید الموجودة (هلال وأخرون، 2010، ص 242).

النسق القیمی للمجتمع الریفی

نظرًا لتنوع القیم من حیث تواجدها لدى الفرد وقوتها واختلافها من جماعة إلى أخرى بسبب اختلاف معتقدات الفرد وثقافته وعاداته من مجتمع لأخر، نشأت فکرة النسق القیمی: إذ یشیر النسق إلى التنظیم العام لقیم الفرد والذی تتحدد به أهمیة کل قیمة من هذه القیم وعلاقة کل منها بالأخرى (عبد نور، العنکوشی، 2015، ص 3).

ویعرف مصطلح النسق القیمی أیضًا بأنه "منظومة متکاملة ومتفاعلة من القیم التی یتبناها الفرد، والتی تتوزع إلى مجالات عدة بحیث یمثل کل مجال عنصرًا متفاعلًا مع بقیة مجالات القیم الاخرى، لتؤدی وظائف توجیهیة وتقویمیة (عقل، 2001، ص144).

تعد القیم من العناصر الاساسیة لتکوین الثقافة الشخصیة ومعیارًا أساسیًا للحکم على صحة واعتلال السلوک، وهی انعکاس لأنماط التنشئة الاجتماعیة للأفراد وخلفیاتهم الثقافیة، فهی تؤثر تأثیرا کبیرا فی حیاة الأفراد الخاصة والعملیة، ویشمل تأثیرها أیضًا فی سلوک الافراد واتجاهاتهم وعلاقتهم، وهى بذلک توفر اطارا مهما لتوجیه سلوک الافراد والجماعات وتنظیمه داخل المنظمات وخارجها، اذ تقوم بدور المراقب الداخلی الذی یراقب افعال الفرد وتصرفاته، فالقیمة هی ما یعتبره الفرد مهما وذا قیمة فی حیاته، ویسعى دائما إلى ان یکون سلوکه متسقًا مع ما یؤمن به من قیم(عبد نور، العنکوشی، 2015، ص 4).

ویعرف الطراح (2001، ص84) القیم بأنها "معاییر للسلوک والاتجاهات المرغوبة وغیر المرغوبة التی یکسبها المجتمع لأفراده من خلال عملیات التنشئة الاجتماعیة التی تقوم بها الأسرة کمؤسسة اجتماعیة، والمدرسة کمؤسسة تربویة، ووسائل الاتصال الجماعی المتمثلة فی الإذاعة والتلیفزیون والسینما والمسرح والصحافة، والکتاب، والمسجد والکنیسة…. إلخ. وهی تعد من أهم موجهات السلوک الفردی والجماعی، وتلعب وظیفة رئیسیة فی تنظیم العلاقات الاجتماعیة سواء بین الأفراد بعضهم البعض أو بین الأفراد والنظام السائد، وتتمیز منظومة القیم بالثبات النسبی".

والفرد لا یولد مزودًا بأی قیمة نحو أی موضوع خارجی وإنما یکتسب قیمه فی سیاق احتکاکه بمواقف کثیرة ومتباینة فی بیئة یکون لها تأثیر علیه فیتکون لدیه بعض الاتجاهات الخاصة التی تتجمع بعد ذلک فیما یسمى بالقیم (محمود، 1991، ص33). ویؤکد ذلک مورى Murray بقوله "إن القیم تمثل موقف الفرد نحو الأشخاص والأشیاء وتکون مرتبطة بالاتجاهات التی تکون بمثابة مؤشر رئیس لها، وهی تتحدد فی إطار العلاقة بین الفرد وبین الخبرات التی یکتسبها أو یتعرض لها فی موقف معین (Murray، 1999، p41-50).

ویوضح غیث (2006، ص468) الفرق بین التوجه القیمی والقیمة، على اساس ان الاول یرکز على الفرد، بینما القیمة فتشیر إلى الجماعة، ولذلک یمکن أن یقال أن أعضاء جماعة یشترکون فی قیمة ما، ومع ذلک فإن تلک القیمة لا تحمل نفس الأهمیة عند اعضائها.

فتغیر القیم وتعاقبها لا یختلف کثیرا عن التغیر البشری نفسه، إذ أن للقیم أجیالا تنشأ فی بیئة مختلفة عن الجیل السابق لها، وکل جیل یتمرد على الجیل السابق، وإذا نضج واکتسب الخبرة الکافیة حمل معه قیما ناقدة للجیل الذی یلیه، ثم یبصمه بالتغیر والتمرد على القیم، وهذا التغیر إنما هو تغیر فی المواقف والاتجاهات نحو القیم، أما القیم ذاتها فهی ثابتة (الشقیر، 2011، ص25).

و یعد تصنیف سبرنجر sprange من أشهر التصنیفات فی مجال القیم،  حیث قام بتصنیفها طبقًا لعدة أبعاد منها: بعد المحتوی الذی شمل القیم النظریة، والسیاسیة والدینیة والاجتماعیة والجمالیة والاقتصادیة، ثم بعد الشدة، وشمل القیم الملزمة والقیم التفضیلیة والقیم المثالیة، ثم بعد المقصد، الذی شمل القیم الوسائلیة والقیم الغائبة، ثم بعد العمومیة، الذی شمل القیم العامة والقیم الخاصة، ثم بعد الوضوح، الذی شمل القیم الحرکیة والقیم الضمنیة، ثم بعد الدوام الذی شمل القیم الدائمة والقیم المؤقتة (المزینی، 2001، ص27).

وقد أدى التقدم التکنولوجی والعلمی إلى إعادة فحص النسق القیمی الموجود فی المجتمع، حیث بدأت کثیر من القیم فی الانتشار لدى الشباب وخاصة تلک المرتبطة بالسلام والمحبة واحترام البیئة وحمایتها، وبدأت الدعوة إلى قیم إنسانیة جدیدة کاحترام الحیاة والمسئولیة تجاه الأجیال القادمة وحمایة البیئة، وبات من المألوف فهم أن هذه القیم وغیرها عناصر أخلاقیة یبنى علیها الضمیر العام القیم الإنسانیة کلها (باهی، 2002، ص29-31).

وأشار مرکز الدراسات السیاسیة والاستراتیجیة (2000، ص164-165) إلى أن الوقت نفسه ظهرت العدید من القیم السلبیة التی انتشرت فی المجتمع العربی بصفة عامة والمصری بصفة خاصة أعاقت الإبداع وأفرغت المعرفة من مضمونها التنموی والإنسانی، حیث ضاعت القیمة الاجتماعیة للعالم والمتعلم والمثقف، کما أن التعلیم فقد قدرته على توفیر الإمکانات التی تتیح للفقراء الارتقاء الاجتماعی، وباتت القیمة الاجتماعیة العلیا للثراء والمال، بغض النظر عن الوسائل المؤدیة إلیها، وساهم القمع والتهمیش فی قتل الرغبة فی الإنجاز والسعادة والانتماء، مما أدى إلى سیادة الشعور باللامبالاة والاکتئاب السیاسی، وبالتالی ابتعاد المواطنین عن الإسهام فی إحداث التغییر المنشود فی وطنهم، ولم یعد الإنسان الحدیث المنتج الفعال هو مثال المواطن المنشود، وبالتالی کان من الطبیعی أن تعانی الثقافة وإبداع المعرفة معاناة حقیقیة.

ولعل أهم السلوکیات التی یتطلبها هذا التقدم التکنولوجی الهائل هو تقدیر قیمة الوقت وقیمة النظام والتنظیم والتخطیط السلیم وتحمل المسئولیة فی إدارة شئون الحیاة ومجالاتها بدءًا من محیط الأسرة إلى موقع العمل إلى المشارکة فی الحیاة العامة.

أهم القیم الاجتماعیة المرتبطة بتبنی المستحدثات الزراعیة:

النقد الذاتی: وتتضح هذه القیمة فی مراجعة ما حصله الفرد مراجعة نقدیة حتى یحس فی نفسه ما یشیر إلى الطمأنینة کما تعنی ان یختبر الآراء السائدة على مستوى الشخص العادی أو فی الاوساط العلمیة أو کلیهما بذهن ناقد بحیث لا یقبل الا ما یبدو مقنعًا على أسس علمیة. (بنجر، 1990، ص42).

الانجاز: وهو بلوغ الأهداف التی خطط لها الفرد فی وقت سابق (حسن، 2006، ص9)

العقلانیة: وتتمثل فی مقدرة الفرد على اختیار الآراء السائدة بذهن ناقد، فلا یقبل الا ما یبدو له مقنعًا على اسس عقلیة وعلمیة وهو على النقیض من الفکر الخرافی الذی یأخذ بالأحداث التی لا تستند إلى برهان یقبله العقل السلیم، وتتعدى العقلانیة إلى تطابق مع المعرفة العلمیة بالنسبة لمعیار التحدیث، فهی التطبیق الأمثل للمعرفة العلمیة عن طریق تحکیم العقل فی التطبیق والابتعاد عن الأوهام والخرافات (فخری، 2004).

التخطیط: وتعنی هذه القیمة تحدید الهدف قبل البدء بعمل ما، فبدون هدف لا یکون للتفکیر أی معنى وذلک برسم خطة للعمل تتضمن مراحله والتی یفترض ترابطها مع بعضها البعض (بکرة، 1993، ص46).

تحمل المسئولیة: وتتبلور هذه القیمة من خلال احساس الفرد بأنه مسئول عن فکرة ما أو عمل ما خطوة بخطوة، فهو ینظر إلى عواقب کل منها، کما تعنی ایضًا ان یتقبل النتائج التی تسفر عنها وان یتحملها (محروس 1992، ص22).

التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال: تعنی العملیة التی یتم بواسطتها الاتصال بجمهور، أو بغالبیة المجتمع الکلی أو جمع کبیر منه، اتصالًا یهدف إلى إحداث تغییر فی استجابة السلوکیة الظاهرة أو غیر الظاهرة (عبید، 2015). ووسائل الاتصال تعنی کل مجالات الاتصال الهاتفی والانترنت والصحافة والاقمار الصناعیة.

التوجهات النظریة لدراسة أثر نسق القیم الاجتماعیة على تبنی المستحدثات الزراعیة

تعتبر النظریة الوظیفیة من أهم النظریات التی اهتمت بتفسیر علاقة أثر نسق القیم الاجتماعیة بتبنی المستحدثات الزراعیة وذلک من خلال اسهامات کل من دور کایم وماکس فیر وبارسونز، حیث یمکن ایجاز هذه الاسهامات على النحو التالی:

ثنائیة التضامن الآلی والتضامن العضوی بنی دور کایم أفکار الاساسیة عن التحدیث على فرضیة أن هناک نوعین من للمجتمعات: تقلیدی (ألی) وحدیث(عضوی)، ووضع تصوره لخصائص کل مجتمع، ویرى أن المجتمع الحدیث یخلق نمطا جدیدا للأخلاق والقیم تکون أقل صرامة مما شهده المجتمع التقلیدی، لأنها سوف تعمل مرشدًا لأنسان حدیث یتمتع بحریة أکبر فی الفعل داخل مجموعة عامة من القیود الأخلاقیة (الشقیر، 2011، ص 57).

نظریة الفعل الاجتماعی (ماکس فیبر): وتتجلى اسهامات فیبر فی توضیح أنماط الفعل الاجتماعی للسلوک الرشید، وهی: 1-الفعل الاجتماعی الموجه بالتقالید: وهو السلوک المعتاد الذی تحدده التقالید وهذا الفعل یتجرد من العقلانیة، ویؤدی إلى قیام أنماط تقلیدیة لا تأخذ فی الحسبان الاثار المترتبة على حدوث التغیر الذی قد یصطدم معها. 2-الفعل الاجتماعی الموجه بالعاطف: وینبثق هذا الفعل بدافع الشعور بالعاطفة والاحساس. 3-الفعل الاجتماعی الموجه بالقیم: وهو یأخذ فی الاعتبار أهمیة دور القیم واعتمادها بکل الطرق والوسائل. 4-الفعل الاجتماعی الموجه بالعقل: وهو یتجه اتجاها عقلانیة لتحقیق أکبر قدر من الغایات المتباینة، وفى اختیار الوسائل التی تحقق الغایات مع الاخذ فی الاعتبار الجهد والنشاط المبذولین (حجازی، 1999، ص 168-170). فالشخص التقلیدی هو الذی تتحکم التقالید أو العاطفة فی فعله الاجتماعی، فی حین الشخص الانتقالی یکون موجها بالقیم الاجتماعیة، أما الشخص الحداثی أو المعاصر فهو الذی یکم عقله فی جمیع أعماله.

نظریة متغیرات النمط (بارسونز): یرى بارسونز أن تبنی المستحدثات الزراعیة تعود إلى توجهات قیمیة تمیز المجتمع الحدیث، فالتقدم المستمر مقترن بالتحول من المجتمعات التقلیدیة إلى الحدیثة التی تعتمد على روابط الإنجاز بدلًا من الروابط الشخصیة، وقدم بارسونز ثنائیة التقلیدی–الحدیث، والتی سماها متغیرات النمط، بوصفها جزءً من نظریة الفعل الاجتماعی، وهی تمثل خمسة مواقف قیمة یتبناها الفرد (الفاعل)، ویحکم علیه حسب تصرفه وموقفه تجاه کل قیمة بأنه حداثی أو تقلیدی، کما یلی (الشقیر، 2011، ص 63-64).

العاطفة مقابل الحیاد العاطفی: هذا النمط یتعلق بالفاعل، فالفرد الذی یستجیب لعواطفه، ویتصرف بطریق عاطفیة، ویعد شخصًا تقلیدیًا، أما إذا کان الفرد عقلانیًا ویتصرف وفق ما تملیه المصلحة، ولا یستجیب لهواه وعاطفته یعد شخصًا عصریًا.

التجدید أو التخصص مقابل الانتشار: وهذا النمط یتعلق بطبیعة العلاقات الاجتماعیة والادوار، وان الفرد الحدیث هو الذی یتجنب الدخول فی علاقات اجتماعیة مع من لا یعرفهم ویحصر علاقاته مع اهله أو اهتماماته، اما الشخص التقلیدی علاقاته تکون منتشرة ومتشعبة.

الخصوصیة مقابل العمومیة: هذا النمط مرتبط بالتفاعل الاجتماعی، والخصوصیة تعنی تعامل الفرد مع الاخرین وفق قواعد قیمیة یضعها لنفسه، والعمومیة تعنی تعامل الفرد مع الاخرین على اساس عادات المجتمع وتقالیده.

الانتساب مقابل الانجاز: هذا النمط یتعلق بالمکانة الاجتماعیة، فالفرد التقلیدی یکتسب مکانته الاجتماعیة من انتسابه إلى عائلة عریقة، أما الفرد فی المجتمع الحدیث یکتسب مکانته الاجتماعیة بقدر ما یحققه من انجاز وابداع وثقافة.

المصلحة الخاصة مقابل المصلحة العامة: فالفرد الحدیث هو الذی یسعى لتحقیق مصلحته الخاصة، اما التقلیدی هو الذی ینفق عمره لتحقیق مصالح عامة للمجتمع.

 أی أن المزارعین تحکمهم دوافع للسلوک ویحملون قیما قد تکون ایجابیة دافعة لتبنی المستحدثات الزراعیة، وقد تکون سلبیة معیقة له، فتبنى الزراع لتلک التکنولوجیات یتوقف بدرجة کبیرة علی الجوانب القیمیة والثقافیة، فالمزارعین الذین یتیح لهم مجتمعهم المحلی حریة الحراک الاجتماعی ویتوفر به قدر اکبر من القیم الطموحة یکونون اکثر تقبلًا لتبنی المستحدثات التکنولوجیة الزراعیة الحدیثة، والمزارع الذی لدیة وعی اکبر واتجاهات اکثر ایجابیة نحو الجدید والمعاصر یکون لدیه استعداد ذهنی ملائم لتقبل الجدید ثم تبنیه.

القیاس الرقمی لمتغیرات الدراسة

السن: تم قیاسه کمتغیر کمی لعدد سنوات المبحوث وقت إجراء الدراسة، کرقم مطلق.

الحالة الزواجیة: تم قیاسه بسؤال المبحوث عن حالته الزواجیة وقت إجراء الدراسة، وتم قیاسه کمتغیر اسمی، ورمزت الاستجابات کالآتی: أعزب=1، متزوج=2، مطلق=3، أرمل=4.

المستوى التعلیمی: تم قیاسه بسؤال المبحوث عن مستواه التعلیمی، وتم قیاسها کمتغیر رتبی، ورمزت الاستجابات کالآتی: لا یقرأ ولا یکتب=1، یقرأ ویکتب =2، مؤهل متوسط=3، فوق متوسط=4. جامعی=5.

المهنة: تم قیاسها بسؤال المبحوث عن وظیفته وقت إجراء الدراسة، کمتغیر اسمی، ورمزت الاستجابات کالاتی: مزارع=1، حرفی أو مهنی=2، تاجر=3، موظف حکومی=4، قطاع خاص=5.

الحیازة الزراعیة: تم سؤال المبحوث عن حجم الحیازة الزراعیة التی یزرعها سواء ملک أو ایجار أو مشارکة.

متغیرات نسق القیم الاجتماعیة: تم قیاسه بسؤال المبحوث عن درجة موافقته لمقیاس مکون من اثنی عشر معیار قیمی والتی شملت عدة عبارات تعبر عن مدى تفضیله لتطبیق الأفکار الجدیدة دون تردد، ودرجة تفضیله لما هو تقلیدی، وفهمه وبحثه عن کل ما هو جدید لتطویر أدائه، ومدى شعوره بأن الفکرة الجدیدة تکون محل انتقاد الأخرین، وتطبیقه أی فکرة جدیدة دون النظر إلى مخاطرها، وصیغت بعض العبارات بطریقة إیجابیة وبعضها بطریقة سلبیة، ورمزت الاستجابات على العبارات الإیجابیة کالآتی: موافق=4، موافق لحد ما=3، موافق بدرجة ضعیفة =2 وغیر موافق=1 مع عکس الأوزان فی حالة العبارات السلبیة، وتم حساب الدرجة الکلیة لهذا المتغیر بجمع الدرجات الخاصة بکل قیمة اجتماعیة التی حصل علیها کل مبحوث. وتتمثل هذه القیم على النحو التالی:

النقد الذاتی: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین لخمسة عبارات تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة النقد الذاتی التی تتعلق بالاتی (أفکر بصورة مستمرة فی مدى صحة أو عدم صحة ارائی الشخصیة، نادرًا ما أفکر فی مدى صحة ما أتبناه من أفکار أو مبادئ، لا أتخلى عن أرائی وأفکاری حتى لو ثبت خطؤها. الرغبة فی المعرفة العلمیة: أسعى إلى الاطلاع والبحث فی أی مجال من مجالات المعرفة الجدیدة والمفیدة، نادرًا ما احاول الاطلاع بعیدًا عن مجال تخصصی.

الوعی بالزمن: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین لثلاث عبارات تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة الوعی بالزمن والوقت التی تتعلق بالاتی (ارى ان استشراف المستقبل یتم على ضوء خبراتنا السابقة وظروفنا المعاصرة، أحترم القدیم لمجرد انه قدیم، فقدم الرأی دلیل على صحته، ابحث دون ملل عن الجدید دون اکتراث لما سبق).

الاعتماد على النفس: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین لثلاث عبارات تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة الاعتماد على النفس التی تتعلق بالاتی (أسعى إلى تأکید ذاتی من خلال اکتشاف وتوظیف قدراتی دون انکار الاخرین، أتقبل بعض الافکار دون أن أکون متأکدًا من نتیجتها نظرًا لضیق الوقت وکثرة أعبائی، اتحمس لأفکاری طالما انها صحیحة ولا أقبل فیها حوارًا أو مناقشة).

العقلانیة: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین لعبارتین تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة العقلانیة التی تتعلق بالاتی (أرى فی استخدام بعض الوسائل المعروفة لدى کبار السن للعلاج من بعض الأمراض أوهامًا لا یقبل بها عقل ولا منطق، أتفاءل أو اتشاءم فی حیاتی الیومیة من أشیاء معینة واتخذها أساسًا فی إنجاز بعض أعمالی).

اتقان العمل: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین لثلاث عبارات تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة التفکیر العلمی التی تتعلق بالاتی (أرى ان الحماس وترکیز الانتباه فی عمل ما یؤدی إلى التفکیر الجید، أرى أن التفکیر العلمی یأتی من الالتزام بخطوات البحث العلمی، الاخلاص فی العمل والحماس لهما صفة اخلاقیة لا علاقة لها بالتفکیر العلمی).

تحمل المسؤولیة: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین لعبارتین تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة تحمل المسئولیة التی تتعلق بالاتی (اوقن ان مسؤولیتی عن عمل ما تدفعنی إلى انجاز هذا العمل وتحمل نتائجه، أرى أن المسئولیة صفة أخلاقیة لا علاقة لها بالتفکیر العلمی.

التجددیة: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین لأربعة عبارات تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة التجددیة التی تتعلق بالاتی (ما درجة مطابقة الصفات التالیة علیک: أن تعطی الفرصة لإبداع أفکار جدیدة، أن تکون غنیًا وصاحب ثروة، أن تتجنب أی شیء یعرضک للخطر، أن تستمتع بوقتک على طریقتک الخاصة).

التخطیط: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین عن ستة عبارات تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة التخطیط التی تتعلق بالآتی (تفکر فی انجازاتک ونجاحاتک التی سبق أن حققتها، تفکر فی حاضرک فقط، تفکر فی مستقبلک. ب-إذا کلفت بعمل وأنت متوقع ذلک: هل تستعد له قبل أن یسند لک، تستعد له إذا اسند فعلا إلیک، إذا فکرت فی مستقبلک هل تراعی فی تفکیرک (العادات والتقالید الاجتماعیة، مصلحتک الخاصة، ما یخدم الوطن).

الانجاز: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین ثلاث عبارات تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة الانجاز التی تتعلق بالآتی (هل تعتقد أن النجاح فی الحیاة یأتی نتیجة الجهد وانجاز الاعمال فی وقتها، الحظ، الواسطات).

الوطنیة (الانتماء للوطن): تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین لعبارتین تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة الوطنیة التی تتعلق بالاتی (برأیک ما درجة ارتباطک بالانتماءات التالیة؟ الافتخار بوطنک (مصر)، الافتخار بقریتک التی تعیش فیها).

التعاون وتقبل الآخرین: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین اربعة عبارات تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة التعاون وتقبل الاخرین التی تتعلق بالاتی (ما هی صفات الشخص الذی ترغب التعامل معه؟ أن یکون على دینک،  أن یکون بینکما اهتمامات مشترکة، أن یکون تعامله انسانی، أن یکون مثقفًا).

التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین لعدة عبارات تعبر عن درجة ممارستهم لقیمة التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال التی تتعلق بالاتی (ما مدى تعاملک مع وسائل الاتصال والاعلام التالیة: الانترنت من الکمبیوتر، الانترنت من الموبیل، القنوات الفضائیة، الصحف، الإذاعة). اذا کنت تستخدم الانترنت، ایه هی المواقع التی تفضلها (الفیس بوک، الاخبار، مواقع التقنیة).          

تبنی المستحدثات الزراعیة: تم قیاسه بمجموع درجات استجابة المبحوثین لخمسة عبارات تعبر عن درجة ممارستهم للمستحدثات الزراعیة الموجودة بالقریة التی تتعلق بالاتی [أ-أنواع جدیدة من المحاصیل (زراعة القمح على مصاطب (جمیزة9-مصر1-شندویل1)، زراعة اللب السوبر، محاصیل بستانیة (-مانجو -جوافة)، محاصیل علفیة (برسیم فحل). ب-استخدام المخصبات الحیویة (اضافة المخصبات الحیویة خلطا على البذور عند الزراعة مباشرة، استخدام بدائل الاسمدة الکیماویة مثل التسمید العضوی والحیوی والاحماض العضویة ج-المیکنة الزراعیة (تسویة الأرض بالقصابیة الباکم (بدون حرث)، استخدام الکومباین لضم القمح). د-نظام الری الحدیث (الری بالتنقیط، الری الحقلی باستخدام کارت الفلاح. هـ-محاصیل الخضر الجدیدة أثناء موسم الإنتاج الأساسی (مشاتل البطاطا)، الفاصولیا و-الإنتاج الحیوانی والسمکی (استخدام الأیفوماک فی علاج جرب الحیوانات، مزارع سمکیة) ورمزت الإستجابات کالاتی: عالی=4، متوسط=3،  ضعیف=2 لا یطبق=1.

الفروض البحثیة:

1-      لا توجد فروق جوهریة فی توزیعات أفراد العینة البحثیة فیما یتصل بالخصائص الشخصیة ونسق القیم الاجتماعیة وطبیعة کل قریة من قرى الدراسة.

2-       لا توجد فروق جوهریة فی توزیعات أفراد العینة البحثیة فیما یتصل بتبنی المستحدثات الزراعیة وطبیعة کل قریة من قرى الدراسة.

3-       لا یسهم کل متغیر مستقل من المتغیرات المستقلة الآتیة (قیمة النقد الذاتی، قیمة الوعی بالزمن (الوقت)، قیمة الاعتماد على النفس، قیمة العقلانیة، قیمة اتقان العمل، قیمة تحمل المسؤولیة، قیمة التجدیدیة، قیمة التخطیط، قیمة الانجاز، قیمة الانتماء الوطنی، قیمة التعاون وتقبل الاخرین، التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال) مجتمعة فی تفسیر وشرح جزء من التباین فی مستوى تبنی المبحوثین المستحدثات الزراعیة بقریة کفر سعد البلد.

4-       لا یسهم کل متغیر مستقل من المتغیرات المستقلة الآتیة (قیمة النقد الذاتی، قیمة الوعی بالزمن (الوقت)، قیمة الاعتماد على النفس، قیمة العقلانیة، قیمة اتقان العمل، قیمة تحمل المسؤولیة، قیمة التجدیدیة، قیمة التخطیط، قیمة الانجاز، قیمة الانتماء الوطنی، قیمة التعاون وتقبل الاخرین، التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال) مجتمعة فی تفسیر وشرح جزء من التباین فی مستوى تبنی المبحوثین المستحدثات الزراعیة بقریتی بئر العبد.

منهجیة الدراسة

مجتمع البحث: سعت هذه الدراسة لاختیار مجتمعین مختلفین من حیث الأوضاع الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة السائدة فی کل مجتمع بغرض التعرف على أوجه الاختلاف بینهما من حیث تأثیر نسق القیم الاجتماعیة على تبنی المستحدثات الزراعیة. ویتمثلا هذان المجتمعان فی محافظة دمیاط ومحافظة شمال سیناء واللذان یمثلان موطن عمل الباحثین:

محافظة دمیاط: هی إحدى محافظات جمهوریة مصر العربیة. تقع المحافظة فی الجزء الشمالی الشرقی من الدولة، یبلغ عدد سکانها أکثر من ملیون شخص، وعاصمتها هی مدینة دمیاط. وتتکون المحافظة من 5 مراکز إداریة، 11 مدینة، و47 وحدة محلیة قرویة، 85 قریة، وتشتهر دمیاط بمزارع الجوافة، بالإضافة لأشجار النخیل التی تملأ الساحل من رأس البر شرقا حتى جمصة غربًا. وزراعة القمح، القطن، الأرز، البطاطس، اللیمون، العنب والطماطم. تشتهر أیضًا دمیاط بصناعة الحلویات، تعلیب السردین وصناعة الأثاث الخشبی الممتاز، وتصنیع الجبن الدمیاطی. أیضًا تمتلک المحافظة أحد أقدم المصایف فی مصر مدینة رأس البر، التی توجد بها نقطة التقاء نهر النیل بالبحر الأبیض المتوسط. کذلک تعد حرفة الصید أحد أهم الحرف فی المحافظة ویعمل بها عدد کبیر من السکان، خاصة سکان لسواحل.

تم اختیار قریة کفر سعد البلد التابعة لمرکز کفر سعد وتشتهر هذه القریة بزراعة أنواع جدیدة من المحاصیل (زراعة اللب السوبر)، محاصیل بستانیة (مانجو -جوافة)، محاصیل علفیة (برسیم فحل) خضر (الفاصولیا-الخیار –الطماطم)، نظام الری (الری الحقلی باستخدام کارت الفلاح بالتنقیط لزراعة البطاطا)، المخصبات الحیویة، المیکنة الزراعیة المتمثلة فی (تسویة الأرض بالقصابیة الباکم (بدون حرث) -استخدام الکومباین لضم القمح)، بالإضافة لبعض المزارع السمکیة. (المصدر: الادارة الزراعیة بمرکز کفر سعد، 2019).

محافظة شمال سیناء: محافظة شمال سیناء تعتبر إحدى محافظات الجمهوریة المصریة وعاصمتها العریش، تقع فی الجهة الشرقیة الشمالیة من الجمهوریة. یحدّها من الجهة الشمالیة البحر الأبیض المتوسط، ومن الجهة الجنوبیة رأس النقب وممر مثلًا، ومن الجهة الشرقیة قطاع غزة، ومن الجهة الغربیة ممر مثلًا، ومن الجهة الشمالیة منطقة بالوظة. ویبلغ عدد السکان فیها قرابة (419200) نسمة حسب تقدیرات عام (2013م)، أغلب سکّانها یتواجدون على السواحل بنسبة (86%) من إجمالی السکان؛ حیث تبلغ المساحة الساحلیة قرابة (21%) من المساحة الإجمالیة للمحافظة. وتنقسم محافظة شمال سیناء إلى ستّة مراکز هی کالتالی: 1- بیر العبد: ویضم هذا المرکز (23) قریة، وتوجد فیها بحیرة البردویل التی تحتوی على ثروةٍ سمکیّة ممیّزة، وتشتهر بزراعة الفاکهة والخضار مثل الزیتون والتین وأشجار النخیل. 2-نخل: وتضم (10) قرى. 3-الحسنة: تقع وسط المحافظة، تقطن فیها قبیلة التیاها، وتعتبر من أقدم التجمعات والمراکز فی المحافظة. 4- مدینة العریش: هی عاصمة المحافظة. 5- الشیخ زوید: توجد على الطریق الدولی على الساحل بین منطقة رفح ومدینة العریش. 6- رفح: وتم اختیار قریتی السادات وقاطمیة التابعتین لمرکز بئر العبد وتشتهر بزراعة الفاکهة والخضار مثل الزیتون والتین وأشجار النخیل، بالإضافة لتوفر الثروة السمکیة فی مرکز بئر العبد ومصدرها بحیرة البردویل (مرکز معلومات بئر العبد، 2017).

لتحقیق أهداف هذه الدراسة تم اختیار عینة عشوائیة من المزارعین المسجلین فی الجمعیة الزراعیة بکل قریة، وبلغ حجم العینة 120 فرد بنسبة 5% من إجمالی عدد المزارعین بکفر سعد البلد البالغ عددهم 2351 مزارع، و70 فرد بنسبة 7% من إجمالی عدد المزارعین بقریتی السادات والقاطمیة والبالغ عددهم 966 مزارع بواقع (459 مزارعی القاطمیة و507 السادات)، وقد اعتمدت الدراسة فی جمع بیاناتها المیدانیة على أسلوب الاستبیان بالمقابلة الشخصیة مع هؤلاء المزارعین. واستخدم لتحلیل بیانات هذه الدراسة واختبار الفروض البحثیة عدة أدوات إحصائیة وهی التکرارات والنسبة المئویة، واختبارt، والانحدار الخطی المتعدد.

وصف متغیرات الدراسة

أولًا: المتغیرات المستقلة

المتغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة لأفراد العینة البحثیة:

السن: یتضح من الجدول رقم (1) أن غالبیة أفراد العینة البحثیة فی قریة کفر سعد البلد تتراوح أعمارهم من (50-65س) بنسبة 78.3% من إجمالی حجم العینة، بینما بلغت نسبة الأفراد فی نفس الفئة العمریة (50-65س) 14.2% من إجمالی حجم العینة بقریتی بئر العبد.

الحالة الزواجیة: یتضح من الجدول رقم (1) أن نسبة المتزوجین من أفراد العینة البحثیة فی قریة کفر سعد البلد بلغت 52.5% من إجمالی حجم العینة، بینما بلغت نسبة المتزوجین من أفراد العینة البحثیة فی قری بئر العبد 91.4% من إجمالی حجم العینة.

المهنة: أشارت نتائج جدول (1) إلى أن غالبة أفراد العینة بکفر سعد البلد یعملون بالزراعة حیث بلغت نسبتهم 85.8% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد البلد، فی حین تنوعت مهن أفراد العینة البحثیة بقری بئر العبد فقد بلغت نسبة من یعملون بالزراعة ومهن وحرف أخری 40%، یلیها الموظف الحکومی بنسبة 17.1% من إجمالی حجم العینة بقری بئر العبد.

المستوى لتعلیمی: تبین من نتائج جدول رقم (1) انخفاض المستوى التعلیمی لأفراد العینة البحثیة بقریة کفر سعد البلد حیث بلغت نسبة المبحوثین فی فئة المؤهل المتوسط فیما فوق 22.5% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد، بینما ارتفعت نسبة المبحوثین فی فئة المؤهل المتوسط فیما فوق، وبلغت 90% من إجمالی حجم العینة بقری بئر العبد.

الحیازة الزراعیة: تبین من نتائج جدول رقم (1) انخفاض حجم الحیازة الزراعیة بقریة کفر سعد البلد حیث بلغت نسبة المبحوثین الذین یملکون من (نص فدان –فدان) 88.3% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد، بینما ارتفعت نسبة المبحوثین الذین یملکون أکثر من 2.5 فدان، وبلغت 75.8% من إجمالی حجم العینة بقری بئر العبد.

متغیرات نسق القیم الاجتماعیة:

-یتضح من نتائج الجدول رقم (2) ما یلی:

تبین أن قیمة النقد الذاتی للمبحوثین بکل من قریة کفر سعد البلد وقرى بئر العبد جاءت بدرجة متوسطة، حیث بلغت نسبتهما فی فئة المتوسط 47.5% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد البلد، 55.7% من إجمالی حجم العینة بقریتی بئر العبد.

قیمة الوعی بالوقت بقریة کفر سعد البلد جاءت بدرجة عالیة، حیث بلغت نسبتها فی فئة العالی 52،5% من إجمالی حجم العینة، بینما جاءت قیمة الوعی بالوقت بدرجة متوسطة بقری بئر العبد، فقد بلغت 55،7% من إجمالی حجم العینة .

أن قیمة الاعتماد على النفس بقریة کفر سعد البلد جاءت بدرجة عالیة، حیث بلغت نسبتها فی فئة العالی 63،0% من إجمالی حجم العینة، بینما جاءت قیمة الاعتماد على النفس بدرجة متوسطة بقریتی بئر العبد، فقد بلغت 55.7% من إجمالی حجم العینة.

أن قیمة العقلانیة بقریة کفر سعد البلد جاءت بدرجة عالیة، حیث بلغت نسبتها فی فئة العالی 55.0% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد البلد، بینما جاءت قیمة العقلانیة بدرجة منخفضة بقریتی بئر العبد، فقد بلغت 55.7% من إجمالی حجم العینة قریتی بئر العبد.

أن قیمة اتقان العمل بکل من قریتی کفر سعد البلد وبئر العبد جاءت بدرجة متوسطة، حیث بلغت نسبتها فی فئة المتوسط 49.2% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد البلد، 68.6% من إجمالی حجم العینة بقریتی بئر العبد.

قیمة تحمل المسئولیة بکل من قریتی کفر سعد البلد وبئر العبد جاءت بدرجة متوسطة، حیث بلغت نسبتها فی فئة المتوسط 71.0% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد البلد، 71.4% من إجمالی حجم العینة بقریتی بئر العبد.

التجددیة بکل من قری کفر سعد البلد وقریتی بئر العبد جاءت بدرجة منخفضة، حیث بلغت نسبتها فی فئة الضعیف 44.2% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد البلد، 90.0% من إجمالی حجم العینة بقریتی بئر العبد.

أن قیمة التخطیط بکل من قریتی کفر سعد البلد وبئر العبد جاءت بدرجة متوسطة، حیث بلغت نسبتها فی فئة المتوسط 60.8% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد البلد، 92.9% من إجمالی حجم العینة ببئر العبد.

أن قیمة الانجاز بقریة کفر سعد البلد جاءت بدرجة منخفضة، حیث بلغت نسبتها فی فئة العالی 65.0% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد البلد، بینما جاءت قیمة الانجاز بدرجة متوسطة بقریتی بئر العبد، فقد بلغت 41.4% من إجمالی حجم العینة بقریتی بئر العبد.

قیمة الانتماء للوطن بکل من قریتی کفر سعد البلد وبئر العبد جاءت بدرجة متوسطة، حیث بلغت نسبتها فی فئة المتوسط 71.6% من إجمالی حجم العینة، 64.3% من إجمالی حجم العینة بقریتی بئر العبد.

أن قیمة التعاون وتقبل الاخرین بقریة کفر سعد البلد جاءت بدرجة عالیة، حیث بلغت نسبتها فی فئة العالی 67.5% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد البلد، بینما جاءت قیمة التعاون وتقبل الاخرین بدرجة متوسطة بقریتی بئر العبد، فقد بلغت 62.8% من إجمالی حجم العینة.

أن قیمة التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال بقریة کفر سعد البلد جاءت بدرجة منخفضة، حیث بلغت نسبتها فی فئة الضعیف 62.5% من إجمالی حجم العینة، بینما جاءت قیمة التعرض للتقنیة بدرجة متوسطة بقریتی بئر العبد، فقد بلغت 72.9% من إجمالی حجم العینة.

النتائج المیدانیة:

الفروق بین متوسطی أفراد العینة البحثیة بقرى کفر سعد البلد وبئر العبد وفقًا للمتغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة والنسق القیمی:

لاختبار الفرض الاحصائی الأول "لا توجد فروق جوهریة فی توزیعات أفراد العینة البحثیة فیما یتصل بالخصائص الشخصیة ونسق القیم الاجتماعیة وطبیعة کل قریة من قرى الدراسة". تم استخدام اختبارt للتعرف على دلالة الفروق بین متوسطی أفراد العینة البحثیة وفقًا لطبیعة کل قریة فیما یتصل بالمتغیرات الشخصیة والقیمیة. وکانت أهم النتائج ما یلی:

أظهرت نتائج الجدول رقم (3) معنویة قیمة t المحسوبة لکل المتغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة ونسق القیم، عد قیمة النقد الذاتی عند مستوى 0.01، حیث بلغت قیمة t لکل من: السن 12.9، الحیازة الزراعیة 11.7، الوعی بالوقت 9.5، الاعتماد على النفس 7.1، العقلانیة، التفکیر العلمی 4.2 تحمل المسؤولیة 8.2، التجددیة 15.7، التخطیط، 9،2، الإنجاز 5.9، الانتماء للوطن، التعاون وتقبل الاخرین 3.1، التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال 14.1. أما النقد الذاتی 0.967 وهی قیمة غیر معنویة عند 0.01 وتدل هذه النتائج على وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین خصائص المبحوثین الاجتماعیة والاقتصادیة ومکونات النسق القیمی للمبحوثین فی کل من قریتی کفر سعد وبئر العبد ماعد قیمة النقد الذاتی.

وبناءً على تلک النتائج یمکن رفض الفرض الاحصائی السابق ذکره جزئیًا، وقبول الفرض البدیل القائل "توجد فروق جوهریة فی توزیعات أفراد العینة البحثیة فیما یتصل بالخصائص الاجتماعیة والاقتصادیة، نسق القیم الاجتماعیة وطبیعة کل قریة من قرى الدراسة"، وجاءت الفروق لصالح قریة کفر سعد فیما یتعلق بالسن، وقیم (الوعی بالزمن، الاعتماد على النفس، العقلانیة، التفکیر العلمی، تحمل المسؤولیة، التجددیة، الانتماء الوطنی، التعاون وتقبل الاخرین)، أما قیم (التخطیط، الانجاز، التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال) و حجم الحیازة الزراعیة فقد جاءت الفروق لصالح قریتی بئر العبد.

الفروق بین متوسطی أفراد العینة البحثیة بقرى کفر سعد البلد وبئر العبد وفقًا لدرجة تبنی المستحدثات الزراعیة:

لاختبار الفرض الاحصائی الثانی "لا توجد فروق جوهریة فی توزیعات أفراد العینة البحثیة فیما یتصل بتبنی المستحدثات الزراعیة وطبیعة کل قریة من قرى الدراسة". تم استخدام اختبار t للتعرف على دلالة الفروق بین متوسطی أفراد العینة البحثیة وفقا لطبیعة کل قریة فیما یتصل بتبنی المستحدثات الزراعیة وکانت أهم النتائج ما یلی:

أشارت نتائج جدول (4) إلى أن مستوى تبنی المبحوثین للمستحدثات الزراعیة بقریة کفر سعد البلد متوسطة حیث بلغت نسبة فئة التبنی المتوسط 44% من إجمالی حجم العینة بکفر سعد البلد، بینما ارتفع مستوى تبنی المبحوثین للمستحدثات الزراعیة بقری بئر العبد حیث بلغت نسبة فئة التبنی العالی 90% من إجمالی حجم العینة بقری بئر العبد.

بلغت قیمتt المحسوبة 4.3 وهی قیمة معنویة عند 0.01، مما یؤکد وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین أفراد العینة البحثیة بالقری المدروسة فیما یتصل بتبنی المستحدثات الزراعیة.

وبناءً على تلک النتائج یمکن رفض الفرض الاحصائی السابق ذکره، وقبول الفرض البدیل القائل"توجد فروق جوهریة فی توزیعات أفراد العینة البحثیة فیما یتصل بتبنی المستحدثات الزراعیة وطبیعة کل قریة من قرى الدراسة"، وجاءت الفروق لصالح قریتی بئر العبد.

القیم الاجتماعیة المحددة لمستوى تبنی أفراد العینة البحثیة للمستحدثات الزراعیة

القیم الاجتماعیة المحددة لمستوى تبنی أفراد العینة البحثیة للمستحدثات الزراعیة بکفر سعد البلد

لاختبار صحة الفرض الاحصائی الثالث القائل "لا یسهم کل متغیر مستقل من المتغیرات المستقلة الآتیة (قیمة النقد الذاتی، قیمة الوعی بالزمن (الوقت)، قیمة الاعتماد على النفس، قیمة العقلانیة، قیمة اتقان العمل، قیمة تحمل المسؤولیة، قیمة التجددیة، قیمة التخطیط، قیمة الانجاز، قیمة الانتماء الوطنی، قیمة التعاون وتقبل الاخرین، التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال) مجتمعة فی تفسیر وشرح جزء من التباین فی مستوى تبنی المبحوثین المستحدثات الزراعیة بقریة کفر سعد البلد". تم إجراء تحلیل انحدار خطی متعدد لهذه العلاقة ویوضح الجدول رقم (5) ما یلی: وجود علاقة ارتباطیة عکسیة بین المتغیرات المستقلة (العقلانیة، تحمل المسؤلیة) ومتغیر تبنی المبحوثین بقریة کفر سعد للمستحدثات الزراعیة.

أشارت نتائج التحلیل أن المتغیرات المستقلة مجتمعة ترتبط بتبنی المستحدثات الزراعیة بمعامل ارتباط متعدد قدره 0.437، ومعامل تحدید 0.191، وبلغت قیمة "ف" المحسوبة لاختبار معنویة معامل التحدید 2.105 وهی قیمة معنویة عند مستوى 0.05، ویدل هذا على وجود علاقة انحداریه بین المتغیرات المستقلة المدروسة وتبنی المستحدثات الزراعیة. ویشیر معامل التحدید إلى أن المتغیرات المستقلة المدروسة مجتمعة تفسر نحو 19.1% من التباین فی متغیر تبنی المستحدثات الزراعیة. وتدل قیم معامل الانحدار الجزئی المعیاری على أن هناک متغیرین فقط وهما: متغیر تحمل المسئولیة، ومتغیر العقلانیة من بین المتغیرات المستقلة المدروسة واللذان یسهمان اسهامًا معنویًا فریدًا فی تفسیر التباین فی تبنی المستحدثات الزراعیة، حیث کانت قیمة معامل الانحدار الجزئی المعیاری لهما 0.286، 0.262 على الترتیب.

وبناءً على هذه النتائج یمکن رفض الفرض الاحصائی الثالث جزئیًا، وقبول الفرض البدیل وهو "یسهم کل متغیر مستقل من المتغیرات المستقلة الآتیة (قیمة النقد الذاتی، قیمة الوعی بالزمن (الوقت)، قیمة الاعتماد على النفس، قیمة العقلانیة، قیمة اتقان العمل، قیمة تحمل المسؤولیة، قیمة التجددیة، قیمة التخطیط، قیمة الانجاز، قیمة الانتماء الوطنی، قیمة التعاون وتقبل الاخرین، التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال) مجتمعة فی تفسیر وشرح جزء من التباین فی مستوى تبنی المبحوثین المستحدثات الزراعیة بقریة کفر سعد البلد".

القیم الاجتماعیة المحددة لمستوى تبنی أفراد العینة البحثیة للمستحدثات الزراعیة بقریتی بئر العبد

لاختبار صحة الفرض الاحصائی الرابع القائل "لا یسهم کل متغیر مستقل من المتغیرات المستقلة الآتیة (قیمة النقد الذاتی، قیمة الوعی بالزمن (الوقت)، قیمة الاعتماد على النفس، قیمة العقلانیة، قیمة اتقان العمل، قیمة تحمل المسؤولیة، قیمة التجددیة، قیمة التخطیط، قیمة الانجاز، قیمة الانتماء الوطنی، قیمة التعاون وتقبل الاخرین، التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال) مجتمعة فی تفسیر وشرح جزء من التباین فی مستوى تبنی المبحوثین المستحدثات الزراعیة بقریتی بئر العبد". تم إجراء تحلیل انحدار خطی متعدد لهذه العلاقة ویوضح الجدول رقم (6) ما یلی: وجود علاقة ارتباطیة عکسیة بین المتغیرات المستقلة (الاعتداد بالنفس - إتقان العمل – الهویة الذاتیة - التخطیط – الانتماء الوطنی) وتبنی المستحدثات الزراعیة، وعلاقة ارتباطیة موجبة بین المتغیرات المستقلة (الوعى بالزمن – العقلانیة - تحمل المسئولیة - التعاون وتقبل الاخرین - التعرض للتقنیة) وتبنی المبحوثین بقری بئر العبد للمستحدثات الزراعیة.

أشارت نتائج التحلیل أن المتغیرات المستقلة مجتمعة ترتبط بتبنی المستحدثات الزراعیة بمعامل ارتباط متعدد قدره 0.897، ومعامل تحدید 0.805، وبلغت قیمة "ف" المحسوبة لاختبار معنویة معامل التحدید 19.616 وهی قیمة معنویة عند مستوى 0.01، ویدل هذا على وجود علاقة انحداریه بین المتغیرات المستقلة المدروسة وتبنی المستحدثات الزراعیة. ویشیر معامل التحدید إلى أن المتغیرات المستقلة المدروسة مجتمعة تفسر نحو 80.5% من التباین فی متغیر تبنی المستحدثات الزراعیة. وتدل قیم معامل الانحدار الجزئی المعیاری على أن هناک ستة متغیرات فقط وهما: التعاون وتقبل الاخرین، الانجاز، العقلانیة، التعرض للتقنیة، تحمل المسئولیة، الوعی بالزمن من بین المتغیرات المستقلة المدروسة هم اللذین یسهموا اسهامًا معنویًا فریدًا فی تفسیر التباین فی تبنی المستحدثات الزراعیة، حیث کانت قیمة معامل الانحدار الجزئی المعیاری لهما 0.713، 0.656، 0.571، 0.538، 0.455، 0.288 على الترتیب.

وبناءً على هذه النتائج یمکن رفض الفرض الاحصائی الرابع جزئیًا، وقبول الفرض البدیل القائل "یسهم کل متغیر مستقل من المتغیرات المستقلة الآتیة (قیمة النقد الذاتی، قیمة الوعی بالزمن (الوقت)، قیمة الاعتماد على النفس، قیمة العقلانیة، قیمة اتقان العمل، قیمة تحمل المسؤولیة، قیمة التجددیة، قیمة التخطیط، قیمة الانجاز، قیمة الانتماء الوطنی، قیمة التعاون وتقبل الاخرین، التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال) مجتمعة فی تفسیر وشرح جزء من التباین فی مستوى تبنی المبحوثین المستحدثات الزراعیة بقریتی بئر العبد".

النتائج والمناقشة

توصلت الدراسة المیدانیة إلى وجود فروق جوهریة بین قریة کفر سعد البلد وقریتی بئر العبد فیما یتعلق بتبنی المستحدثات الزراعیة، وجاءت الفروق لصالح قریتی بئر العبد، ویرجع ذلک إلى وجود فروق جوهریة بین مجتمعی الدراسة فیما یتصل بنسق القیم الاجتماعیة، وجاءت الفروق لمجتمع کفر سعد البلد فیما یتعلق بقیم (الوعی بالزمن، الاعتماد على النفس، العقلانیة، اتقان العمل، تحمل المسؤولیة، التجددیة، الانتماء الوطنی، التعاون وتقبل الاخرین)، أما قیم (التخطیط، الانجاز، التعرض للتقنیة ووسائل الاتصال) فقد جاءت الفروق لصالح قریتی بئر العبد. ومن المعروف ان قریة کفر سعد البلد التابعة لمحافظة دمیاط تتصف التربة الزراعیة بأنها طینیة عالیة الخصوبة، وتفتت الحیازات الزراعیة، بالإضافة إلى توافر المیاه بسبب قربها من نهر النیل، وکذلک یتصف هذا المجتمع بتعدد المهن والحرف أهمها صناعة الاثاث والصید وصناعة الحلویات، لذا اتصف هذا المجتمع ببعض القیم التی تحث على قیمة العمل والاجتهاد فی عدة مهن لکسب العیش وتحمل المسؤولیة واحترام قیمة الوقت والتعاون وتقبل الاخرین. وتتفق هذه النتیجة مع نظریة متغیرات النمط لبارسونز فیما یتعلق بنمط التخصیص مقابل الانتشار، فعلاقات الافراد فی المجتمع التقلیدی تکون منتشرة ومتشعبة ولا تأخذ وجهة محددة، من الممکن أن یعمل الفرد مزارع، نجار، عامل فی مصنع حلویات، صیاد. أما قریتی بئر العبد فتتسم تربتها الزراعیة بأنها أرض بکر حدیثة الاستصلاح، وکبر حجم الحیازات الزراعیة بها، والذی یمکن من استخدام المیکنة الزراعیة، وأکثر عرضه للتقنیة ووسائل الاتصال بأنه مجتمع حدیث لذا اتسمت قریتی بئر العبد بقیم التخطیط والانجاز، والتعرض للتقنیة. وتتفق هذه النتیجة مع نظریة الفعل الاجتماعی ماکس فیبر والتی ترى أن الفعل الاجتماعی الموجه بالعقل یتجه اتجاها عقلانیة لتحقیق أکبر قدر من الغایات المتباینة، وفى اختیار الوسائل التی تحقق الغایات مع الاخذ فی الاعتبار الجهد والنشاط المبذولین، فالشخص التقلیدی هو الذی تتحکم التقالید أو العاطفة فی فعله الاجتماعی، فی حین الشخص الانتقالی یکون موجها بالقیم الاجتماعیة، أما الشخص الحداثی أو المعاصر فهو الذی یحکم عقله فی جمیع أعماله.

واشارت نتائج تحلیل الانحدار الخطى المتعدد إلى هناک متغیرین فقط من القیم الاجتماعیة ذات تأثیر معنوی على تبنی المستحدثات الزراعیة بقریة کفر سعد البلد وهما قیمة تحمل المسئولیة، وقیمة العقلانیة من بین المتغیرات المستقلة المدروسة هما اللذان یسهمان اسهامًا معنویًا فریدًا فی تفسیر التباین فی تبنی المستحدثات الزراعیة، حیث کانت قیمة معامل الانحدار الجزئی المعیاری لهما -0.286، -0.262 على الترتیب. والجدیر بالذکر أن قیم معامل الانحدار الجزئی المعیاری لهذین المتغیرین سلبیًا، أی تأثیرهم سلبی على تبنی المستحدثات الزراعیة بکفر سعد البلد، وقد یرجع ذلک إلى کبر سن المبحوثین فی العینة البحثیة المختارة، حیث بلغ المتوسط الحسابی لسن المبحوثین 54 سنة فهذه الفئة العمریة تکون أکثر شعور بالمسئولیة الاجتماعیة وتخشى عنصر المخاطرة ولا تمیل لتبنی المستحدثات الزراعیة بسبب صغر حجم الحیازة الزراعیة، فتفکر بعقلانیة وحذر من المغامرة فی استخدام مبتکر جدید وخاصة انها اقل وعی ثقافی بسبب انخفاض المستوى التعلیمی، حیث توصلت الدراسة إلى أن الافراد ذوی التعلیم المتوسط فیما فوق بلغ 22.5% من إجمالی حجم العینة.

أما بالنسبة للقیم الاجتماعیة المحددة لتبنی المستحدثات الزراعیة بقریتی بئر العبد فقد اشارت نتائج تحلیل الانحدار الخطی المتعدد إلى أن هناک ستة متغیرات ذات تأثیر معنوی فی درجة تبنی قریتی بئر العبد للمستحدثات الزراعیة وهذه القیم هی: التعاون وتقبل الاخرین، الانجاز، العقلانیة، التعرض للتقنیة، تحمل المسئولیة، الوعی بالزمن، من بین المتغیرات المستقلة المدروسة هم اللذین یسهموا اسهامًا معنویًا فریدًا فی تفسیر التباین فی تبنی المستحدثات الزراعیة، حیث کانت قیمة معامل الانحدار الجزئی المعیاری لهما 0.713، 0.656، 0.571، 0.538، 0.455، 0.288 على الترتیب. والجدیر بالذکر أن قیم معامل الانحدار الجزئی المعیار لهذه القیم جاءت موجبة، ای أن هذه القیم لها تأثیر ایجابی على تبنی زراع قریتی بئر العبد المستحدثات الزراعیة. فقد توصلت نتائج الدراسة المیدانیة إلى کبر حجم الحیازة الزراعیة للفرد حیث توصلت الدراسة المیدانیة أن متوسط حجم الحیازة الزراعیة للفرد 3،5 فدان، و ارتفاع المستوى التعلیمی لأفراد العینة بهذه القرى فقد بلغت نسبة المبحوثین ذوى التعلیم المتوسط فیما فوق 90% من إجمالی حجم العینة بقریتی بئر العبد، وصغر سن المبحوثین، حیث بلغ متوسط السن 39 سنة، وتعرض هذه الفئة للتقنیة ووسائل الاتصال یتیح لها التواصل والتفاعل، بحیث یتمکن الفرد أن یتبادل افکار مع أخرین حول موضوع معین یشکل اهتمام مشترک بینه وبین الاخرین. بالإضافة لقیمة التعاون وتقبل الاخرین تقوی العلاقات الاجتماعیة، ودمج الفرد ببیئته وتقلیل العزلة الاجتماعیة، أما قیم الانجاز تشجع على اقبال الفرد على تبنی المستحدثات، فکلما اجتهد الفرد فی عمله وفى حیاته ورفض التقلید یصبح ممیزا ومقبل على التحدیث، ویقدر قیمة الوقت والتفکیر بعقلانیة فی الحاضر والمستقبل.

وتتفق هذه النتیجة مع ثنائیة التضامن الآلی والتضامن العضوی لدور کایم فأشار دور کایم إلى أن المجتمع الحدیث یخلق نمطًا جدیدًا للأخلاق والقیم تکون أقل صرامة مما شهده المجتمع التقلیدی، لأنها سوف تعمل مرشدًا لأنسان حدیث یتمتع بحریة أکبر فی تبنی المستحدثات الزراعیة داخل مجتمع خالی من القیود القیمیة الاخلاقیة الصارمة.

وتوصى هذه الدراسة بالآتی

ضرورة تفعیل وسائل الاتصال الجماهیری للتوعیة والتثقیف ومحاربة القیم الاجتماعیة ذات التأثیر السلبی على خطط التنمیة الزراعیة.

مراعاة القائمین بوضع الخطط التنمویة نسق القیم السائد فی المجتمع الریفی المستهدف تنمیته واختیار الوسائل الأدوات والأنشطة التنمویة المناسبة والمتوافقة مع ثقافة وقیم هذا المجتمع.

ضرورة التعاون والتنسیق بین المنظمات التنمویة وجهاز الارشاد الزراعی فی تدعیم القیم الاجتماعیة الایجابیة لتبنی المستحدثات الزراعیة.

نظرًا لصغر حجم الحیازات الزراعیة وندرة وجود المرشدین الزراعیین بالإدارات الزراعیة بمحافظ دمیاط وخوف الریفیین فیها من عنصر المخاطرة أصبح من الضروری إلزام الأجهزة الحکومیة العاملة فی مجال التنمیة الزراعیة قبل نشرها لأی تطبیق مستحدث توفیر مرشدین زراعیین مدربین لإقناع وتوعیة المزارعین بأهمیة المستحدث الزراعی الذی یناسب طبیعة أراضیهم الزراعیة.

المراجع

أبوقرین، عنتر عبدالعال، التکنولوجیا الملائمة ودورها فی التنمیة الریفیة فی مصر، اقلیم شمال الصعید، المجلة العلمیة، مجلد 17، العدد الثانی، کلیة الهندسة، جامعة المنیا، 1998.

الشقیر، عبدالرحمن عبدالله، موقف الشباب الجامعی من قیم التحدیث (دراسة میدانیة على عینة من الطلاب والطالبات السعودیین فی جامعة الملک سعود بالریاض، رسالة ماجستیر، قسم الدراسات الاجتماعیة، عمادة الدراسات الاجتماعیة، جامعة الملک سعود، الریاض، 2011.

العادلی، أحمد السید، أساسیات علم الارشاد الزراعی، دار المطبوعات الجدیدة، الإسکندریة، 1995.

المزینی، أسامة، القیم الدینیة وعلاقتها بالاتزان الانفعالی ومستویاته لدى طلبة الجامعة الاسلامیة بغزة، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، الجامعة الاسلامیة، غزة، 2001.

الطراح، علی، دور التعلیم ومؤسسات المجتمع المدنی فی تطویر منظومة القیم فی المجتمع الکویتی، رؤوف الغصینی (محرر): القیم والتعلیم، الکتاب السنوی الثالث، الهیئة اللبنانیة للعلوم التربویة، بیروت، 2001.

بکرة، عبد الرحیم، الوعی التنموی والقیم الانتاجیة لدى طلاب وطالبات الجامعة، دراسة تقویمیة، دراسات تربویة، القاهرة، رابطة التربیة الحدیثة، 119-151، 1993.

بنجر، آمنة، القیم الاسلامیة الواجب اکسابها للطفل وعلاقتها ببعض المتغیرات الخاصة بمعلمه ریاض الاطفال، دراسة میدانیة بمدینة الریاض، رسالة دکتوراه غیر منشورة فی اصول التربیة، قسم التربیة، کلیة التربیة بجامعة الملک سعود فی الریاض، 1990.

باهى، أسامة حسین، فلسفة القیم Axiology رؤیة فلسفیة فی عالم متغیر من منظور إسلامی، مجلة تربیة الأزهر، عدد 108، ص 29-310، 2002.

عبد نور، کاظم، العنکوشی، حلیم صخیل، النسق القیمی لدى معلمی المرحلة الابتدائیة، مجلة العلوم الانسانیة، المجلد 22، العدد الثالث، کلیة التربیة للعلوم الانسانیة، جامعة القادسیة، العراق، 2015.

حجازی، محمد فؤاد، النظریة الاجتماعیة، ط2، مکتبة وهبة، القاهرة، 1999.

حسن، محمود شمال، المجتمع المنجز، ط2، دار الافاق العربیة، القاهرة، 2006.

 عبدالحفیظ، رامی أحمد، البدائل الاقتصادیة لمواجهة احتیاجات مصر من القمح، رسالة دکتوراه، کلیة الزراعة، جامعة أسیوط، 2009.

عبید، کمال، عناصر الاتصال الجماهیری وبحوثه على موقع https://annabaa.org/arabic/annabaaarticles/1741 2015.

عمر، أحمد محمد، الارشاد الزراعی المعاصر، مصر للخدمات العلمیة، القاهرة، 1992.

عقل، محمود، القیم السلوکیة لدى طلبة المرحلتین المتوسطة والثانویة فی دول الخلیج العربیة: الواقع -دلیل المعلم – الریاض مکتب التربیة العربی لدول الخلیج، 2001.

فخری، نادیة متى، التفکیر العقلانی واللاعقلانی وتأثیره على الشخصیة على موقع https://www.lebarmy.gov.lb/ar/content 2004.

قنیبر، خالد عبد الفتاح، عصام سید شاهین، حداثة الزراع (دراسة بقریتین فی محافظة المنوفیة) مجلة الجامعات العربیة للعلوم الزراعیة، مجلد 19، العدد الاول، جامعة عین شمس، القاهرة، 2011.

محروس، محمد، وإبراهیم، خلیفة، تنمیة القیم العلمیة لدى طلاب الجامعة، بحث مقدم لمؤتمر التربیة والنظام العالمی الجدید خلال الفترة 20-22 أیار، القاهرة، 1992.

مرکز الدراسات السیاسیة والاستراتیجیة، التقریر العربی الاستراتیجی، مرکز الأهرام، القاهرة، 2000.

محمود، یوسف سید، تغیر قیم طلاب الجامعة، سلسلة قضایا تربویة، رقم 6، عالم الکتب، القاهرة، 1991.

هلال، سامیة عبد السمیع، احمد عبداللطیف ابراهیم، سمیر محمد عبداللطیف، حسن فارس، أسباب قبول أو رفض الزراع ببعض قرى محافظة أسیوط لبعض أصناف القمح الجدیدة، مجلة اسیوط للعلوم الزراعیة، الاصدار ال 41، العدد الثانی، کلیة الزراعة، جامعة اسیوط، القاهرة، 2010.

جدول 1. التکرارات والنسب المئویة للمتغیرات الشخصیة والاجتماعیة أفراد العینة البحثیة

المصدر: استمارة الاستبیان

جدول 2. التکرارات والنسب المئویة لمتغیرات نسق القیم الاجتماعیة لأفراد العینة البحثیة

المصدر: استمارة الاستبیان

جدول 3. اختبارt للدلالة الفروق بین متوسطی أفراد العینة البحثیة فیما یتصل بالمتغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة والنسق القیمی وفقا لطبیعة کل قریة

المصدر: استمارة الاستبیان

جدول 4. اختبار t للدلالة الفروق بین متوسطی أفراد العینة البحثیة فیما یتصل بتبنی المستحدثات الزراعیة وفقا لطبیعة کل قریة

المصدر: استمارة الاستبیان

جدول 5. نتائج الانحدار الخطی المتعدد للعلاقة بین االنسق القیمی وعلاقتها بتبنی المستحدثات الزراعیة یقریة کفرسعد البلد

** معنوی عند مستوى دلالة 0.01                       * معنوی عند مستوى دلالة 0.05

جدول6. نتائج الانحدار الخطی المتعدد للعلاقة بین النسق القیمی وعلاقتها بتبنی المستحدثات الزراعیة بقریتی بئر العبد

** معنوی عند مستوى دلالة 0.01                       * معنوی عند مستوى دلالة 0.05