الخصائص السيکومترية لمقياس التخطيط المهني في البيئة العمانية

           کلیة التربیة

کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

إدارة: البحوث والنشر العلمی (المجلة العلمیة)

      =======

الخصائص السیکومتریة لمقیاس التخطیط المهنی

 فی البیئة العمانیة

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد السادس – یونیة 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص:

استهدفت هذه الدراسة التحقق من الخصائص السیکومتریة لمقیاس التخطیط المهنی Career Planning Scale (CPS) الذی قام بتطویره لبتاک Liptak عام 2008 بناءً         على نظریة سوبر. یتکون المقیاس من 48 فقرة موزعة بالتساوی على ستة أبعاد           (المعرفة بعالم العمل، ومعرفة الذات، والمعرفة بالمهن، واتخاذ القرار المهنی، والتخطیط المهنی، والتطبیقات المهنیة). بلغ حجم العینة 301 طالبا وطالبة من طلبة الصف العاشر فی محافظة مسقط    (149 طالبا، و152 طالبة). کشفت النتائج عن خصائص سیکومتریة جیدة؛ حیث تم التحقق من الصدق الظاهری، والصدق التلازمی (تراوح الارتباط مع التحصیل فی الریاضیات بین 0.24- 0.37)، وصدق البناء (تراوحت مصفوفة معاملات الارتباط الداخلیة بین أبعاد المقیاس بین 0.54- 0.74). کما تم حساب معامل ألفا کرونباخ؛ إذ تراوح بین 0.75- 0.86. وفی ضوء هذه النتائج تم تقدیم عدد من التوصیات لاستخدام المقیاس فی البیئة العمانیة، کما تم الخروج بعدد من المقترحات لدراسات لاحقة.

Abstract:

This study aimed to verify the psychometric properties of the Career Planning Scale, which was developed by Liptak in 2008 based on Super's Theory. The Scale consisted of 48 items divided into six dimensions (Knowledge of World of Work, Self-Knowledge, Knowledge of Occupations, Career Decision-Making, Career Planning, and Career Implementation). The sample consisted of 301 students (149 male and 152 female). The results showed good psychometric properties. The face validity and concurrent validity have been verified (The correlation with achievement in mathematics were between 0.24- 0.37). The construct validity was also verified (Internal Correlations Matrix between the dimensions of the scale ranged from 0.54- 0.74). The Cronbach's alpha score was between 0.75- 0.86. In light of these findings, a number of recommendations were made to use the scale in the Omani context. Also, some suggestions were given for subsequent studies.

المقدمة

التخطیط المهنی Career  Planning من المصطلحات الحدیثة نسبیا، وغیر المستخدمة کثیرا فی المجال المهنی (الریس، 2017). یُقصد بالتخطیط المهنی "عملیة استکشاف الفرد لذاته وعالم العمل، واتخاذ قرار، وبناء خطة علیه، ثم تطبیق هذه الخطة" Liptak, 2008, p. 4)). کما یُقصد به "جمع الحقائق والمعلومات التی تساعد فی تحدید الأعمال الضروریة لتحقیق النتائج المرغوب فیها" (المغربی، 2016، ص52). ویقصد به کذلک "قدرة الفرد على معرفة میوله وقدراته وامکاناته واستعداداته وسماته الشخصیة، ومعرفة المهن الموجودة أو التخصصات المتاحة، وبالتالی یوائم بین ذاته والتخصص المناسب الذی یؤهله للعمل المناسب فی المستقبل" (الصبحی، 2012، ص11).

بهذا المعنى، فإن التخطیط هو طریقة تفکیر أکثر منه عملا منجزا (رشوان، 2010)؛ حیث یتولى التخطیط المهنی مهمة قیاس کیفیة شعور الفرد حول معرفته عن نشاطات التخطیط المهنی، ولیس کمیة الأفکار التی استغلها فی البحث عن المعلومات المهنیة فقط، والمفید هنا لیس فقط ما أنجزه الفرد، ولکن معرفة أیضا ما اعتقد أنه أنجزه (أبو عیطة، 2015).

وللتخطیط المهنی أهداف عدیدة، من بینها: تطویر المواهب المتاحة، وتقییم الذات فی ضوء تحلیل الفرد والفرص المهنیة الحدیثة ومناسبتها للفرد وحاجة المجتمع، وتطویر الموارد البشریة، وإشباع احتیاجات التطویر الذاتی للأفراد، وتحسین الأداء من خلال التدریبات التربویة والمهنیة، وزیادة النضج المهنی لدى الفرد والمتمثل فی الوعی والاستکشاف والبلورة والاختیار المنتهی بالالتزام المهنی (هلال، 2009 المذکور فی: الریس، 2017)، کما یهدف إلى مساعدة الفرد على تقبل ذاته بشکل واقعی وموضوعی، ومعرفة عالم العمل وبیئات العمل المختلفة المتوفرة فی المجتمع، واتخاذ قرارات مناسبة تمکنه من اختیار المهنة التی قد تحقق له نوعا من التوافق بین ذاته من جهة وبین عالم العمل من جهة أخرى (العزة وعبد الهادی، 1999).

ویرى بینک (Pink, 2009) أن الفروق الفردیة واضحة فی التخطیط المهنی؛ فالأشخاص على استعداد لتغییر نمط حیاتهم أو وضع أهداف جدیدة أو طلب المساعدة للتعامل مع عملیة البحث عن وظیفة یحققون فیها الاستقرار؛ فبعضهم یجد نفسه فی وظیفة وأسلوب حیاة بالقلیل من التخطیط، والکثیر منهم یفتقد الوعی بمهاراته وقدراته ومیوله أو یمتلک خبرة قلیلة فی اتخاذ القرارات، والبعض الآخر یوجهون أنفسهم للحصول على إذن للتخطیط لتوجه جدید فی الحیاة، وهناک آخرون یبحثون عن الوضوح فی دوافعهم الداخلیة التی تتشکل وفق تفوقهم          وأهدافهم واستقلالیتهم.

من جانب آخر، أصبح تصمیم وتطویر الخطط المهنیة أمرا معقدا ومشوقا وأکثر أهمیة من أی وقت مضى؛ حیث یلتقی مع مجالات الحیاة الشخصیة والعاطفیة للأفراد خلال رحلتهم فی الحیاة للبحث عن الرضا والجودة والمعنى لکل خیار یقومون به، وتقاس أهمیة التخطیط المهنی وقیمته بالدرجة التی یساعد بها فی اتخاذ قرارات مهنیة تعکس نظرة الفرد الصحیحة لنفسه وآماله المتعلقة بتنقلاته المهنیة المستقبلیة (Capuzzi & Stauffer, 2012). وقد توصلت دراسة کلیندون وولکر (Clendon & Walker, 2016) إلى نتائج مؤیدة لذلک، حیث شملت الدراسة مجموعة من الممرضات المتقدمات فی السن فی نیوزیلاند، وقد أکدت نتائج المقابلات أن معظمهن لم یقمن بالتخطیط المهنی مسبقا أبدا، بالرغم من إدراکهن الآن بأهمیته فی مساعدتهن فی فهم الخیارات المهنیة التی کانت متوفرة فی مرحلة مبکرة سابقة من حیاتهن، وفائدته فی الوقت الحاضر فی التخطیط للتقاعد.

وسعت دراسة باتون وبارتروم وکرید (Patton, Bartrum & Creed, 2004) إلى معرفة الفروق بین الجنسین فی التفاؤل، واحترام الذات، والتوقعات، والأهداف وعلاقتها بالتخطیط والاستکشاف المهنی عند المراهقین. ضمت عینة الدراسة 467 من الطلبة الاسترالیین فی المرحلة الثانویة، وتم بناء فرضیات الدراسة على النظریة الاجتماعیة المعرفیة SCCT والنظریة المعرفیة التحفیزیة الارتباطیة CMR، وخلصت الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیا تُعزى لمتغیر النوع الاجتماعی فی العلاقة بین الأهداف المهنیة والتوقعات المهنیة وبین التخطیط المهنی، فی حین وجدت فروق دالة إحصائیا لصالح الإناث فی الاستکشاف المهنی، وتم مناقشة النتائج فی ضوء النظریتین.

واستهدفت دراسة هارجروف وانمان وکرین (Hargrove, Inman & Crane, 2005) معرفة أنماط التدخل العائلی واتجاهات التخطیط المهنی والهویة المهنیة لطلبة المرحلة الثانویة فی الصفوف من 9- 12، والذین تراوحت أعمارهم بین 14 إلى  18 سنة فی مدینة صغیرة فی الشمال الشرقی من بنسلفانیا، حیث اختبرت الدراسة مدى تأثیر أنماط التدخل العائلی (نوع العلاقة الأسریة، وأهداف الأسرة، ودرجة التنظیم والسیطرة فی النظام الأسری) فی توقع الهویة المهنیة واتجاهات التخطیط المهنی لطلبة المرحلة الثانویة الذین یعیشون مع أسرهم، وقام 123 من الطلبة بإکمال مقاییس البیئة الأسریة، والهویة المهنیة، واتجاهات التخطیط المهنی، وأشارت نتائج الدراسة أنه على الرغم من أن نوع العلاقة الأسریة (درجة الترابط والتعاطف فی الأسرة) تلعب دورا صغیرًا ولکنه فعال ومهم فی توقع المراهقین لاتجاهاتهم فی التخطیط المهنی. 

کما أجرى ولیامز-دیهام ولینش (Williams-Diehm & Lynch, 2007) دراسة هدفت إلى تقییم معرفة الطلبة وتصوراتهم حول عملیة التخطیط المهنی. تکونت عینة الدراسة من 103 من الطلبة الذین تلقوا خدمات التعلیم الخاص فی مدرسة ثانویة فی ولایة تکساس؛ حیث قام الطلبة بإکمال استبانة من عشرة أسئلة حول معرفتهم وآرائهم بعملیة التخطیط المهنی، وأشارت نتائج الدراسة إلى حاجة الطلبة لمزید من التوجیه والمساعدة من قبل معلمیهم أو عن طریق برامج خاصة تخفف العبء عن المعلمین، کما أشارت النتائج إلى أن الطلبة لم یکن لدیهم علم حول التخطیط المهنی.

وقام روجرز وکرید وجلیندون (Rogers, Creed & Glendon, 2008) بدراسة حول دور الشخصیة فی التخطیط والاستکشاف المهنی للمراهقین بناءً على النظریة الاجتماعیة المعرفیة، حیث اختبرت الدراسة دور الشخصیة والدعم الاجتماعی ومتغیرات النظریة فی الکفاءة الذاتیة ودور التوقعات الخارجیة والأهداف فی تفسیر الأفعال الدالة على الاستعداد للتخطیط والاستکشاف المهنی. بلغت عینة الدراسة 414 من الطلبة الاسترالیین من عمر 10- 12 سنة. وتم تطبیق قائمة النمو المهنی، ومقیاس الکفاءة الذاتیة فی اتخاذ القرار المهنی، ومقیاس توقعات نتائج اتخاذ القرار المهنی، ومقیاس الأهداف المهنیة، وأشارت النتائج إلى أن مستویات التخطیط المهنی کانت عالیة عندما کان الدعم الاجتماعی وتحدید الأهداف عالیا.     

مشکلة الدراسة وأهمیتها

على الرغم من أهمیة التخطیط المهنی ودوره الکبیر فی نجاح الفرد فی حیاته المهنیة، وکذلک فی مرحلة التقاعد، إلا أن البیئة العُمانیة -على حد علم الباحثین- تخلو من وجود مقیاس یتمتع بالصدق والثبات لقیاس التخطیط المهنی؛ لذلک ستتحقق هذه الدراسة من الخصائص السیکومتریة لمقیاس جون لبتاک John Liptak للتخطیط المهنی کونه من المقاییس الحدیثة والشاملة، التی تتمتع بمؤشرات صدق وثبات مرتفعة.

أُستخدم مقیاس لبتاک للتخطیط المهنی فی دراستین، الدراسة الأولى فی الولایات المتحدة الأمریکیة قامت بها جراهام (Graham, 2015) بهدف معرفة النضج المهنی لدى طلبة کلیة الإعلام والاتصال، وتم فیها حساب معامل الثبات؛ حیث بلغ معامل ألفا کرونباخ 0.89 على عینة حجمها 110 طالبا وطالبة، وأما الدراسة الثانیة فی سلطنة عمان، قامت بها الشیراویة (2017) بهدف معرفة فعالیة برنامج توجیهی مهنی فی تنمیة مهارات التخطیط المهنی باستخدام استراتیجیات التفکیر الإبداعی لدى الطلبة الموهوبین أکادیمیا فی الصف العاشر بمحافظة مسقط، وتم فیها التحقق من صدق المحکمین، وحساب معامل ألفا کرونباخ الذی تراوح بین 0.81-0.88 على عینة حجمها 42 طالبا وطالبة. وبذلک فإن مشکلة الدراسة تتلخص فی عدم توافر مؤشرات سیکومتریة کافیة عن مقیاس لبتاک للتخطیط المهنی لاستخدامه فی البیئة العمانیة.

 أما أهمیة الدراسة فإنها تتلخص فی الإسهام الذی ستقدمه هذه الدراسة فی الجوانب الآتیة:

1- تُعد أول دراسة عربیة تتناول الخصائص السیکومتریة لمقیاس التخطیط المهنی الذی یُعد من المقاییس الحدیثة والمهمة فی هذا المجال؛ إذ تفتقر مکتبة الاختبارات والمقاییس النفسیة العربیة من أی مقیاس للتخطیط المهنی.

2- توفیر أداة تتسم بالصدق والثبات فی قیاس التخطیط المهنی لدى الطلبة، ولا یخفى أهمیة إتاحة مقیاس فی مکتبة أخصائیی التوجیه المهنی والتربویین لیستعینوا به فی قیاس التخطیط المهنی لدى طلبة الصف العاشر.

3- سیشجع مقیاس التخطیط المهنی الذی ستوفره الدراسة الحالیة الباحثین فی سلطنة عمان على إجراء المزید من الدراسات التی تتناول هذا المتغیر، مما یزید من معرفتنا حول مستواه والمتغیرات الدیمغرافیة التی تؤثر فیه.

أسئلة الدراسة

تحاول هذه الدراسة التحقق من الخصائص السیکومتریة لمقیاس التخطیط المهنی من خلال الإجابة عن السؤالین الآتیین:

1-    ما مؤشرات صدق مقیاس التخطیط المهنی لدى طلبة الصف العاشر فی محافظة مسقط؟

2-    ما مؤشرات ثبات مقیاس التخطیط المهنی لدى طلبة الصف العاشر فی محافظة مسقط؟

المنهجیة والإجراءات

منهج الدراسة

اعتمدت الدراسة الحالیة على المنهج الوصفی Descriptive approach؛ نظرًا لملاءمته لطبیعة الدراسة وأهدافها؛ إذ أنه أحد أشکال التحلیل والتفسیر العلمی المنظم لوصف ظاهرة أو مشکلة محددة، وتصویرها کمیًا عن طریق جمع بیانات ومعلومات عنها وتصنیفها وتحلیلها وإخضاعها للدراسة الدقیقة (ملحم، 2005).

عینة الدراسة

تم اختیار عینة عشوائیة حجمها 301 طالبا وطالبة من طلبة الصف العاشر فی محافظة مسقط. روعی فی اختیار العینة تمثیلها لمتغیر الجنس؛ حیث بلغ عدد الذکور 149 طالبا (49.5%)، وعدد الإناث 152 طالبة (50.5%).

أداة الدراسة (مقیاس التخطیط المهنی)

قام بتطویر مقیاس التخطیط المهنی Career Planning Scale جون لبتاک John Liptak بهدف مساعدة الطلبة فی تحدید مدى امتلاکهم للمهارات اللازمة للتخطیط لمهنهم، ومساعدتهم فی تحدید وتنفیذ وتطویر خطتهم المهنیة. یتکون المقیاس من 48 فقرة موزعة على ستة أبعاد، ویتضمن کل بعد 8 عبارات، وأمام کل فقرة ثلاثة بدائل: صحیحة = 3، بعض الأحیان صحیحة = 2، غیر صحیحة = 1. تتراوح مدة الإجابة عن المقیاس بین 15-20 دقیقة، ویمکن تطبیقه بشکل فردی أو جماعی (Liptak, 2008, 2008b). ویوضح الجدول 1 أبعاد المقیاس وعدد الفقرات وأرقامها لکل بعد.

الجدول 1

أبعاد مقیاس التخطیط المهنی وعدد الفقرات وأرقامها فی کل بعد

وفیما یلی أبعاد المقیاس، وتعریف کل بُعد (Liptak, 2008b, pp. 7-8):

1- المعرفة بعالم العمل Knowledge of World of Work، ویعبر عن الاستعداد لمستقبل مهنی غیر مضمون، یصاحبه فهم لکیفیة تأثیر المتغیرات الخارجیة کالاقتصاد العالمی والتکنولوجیا على الفرص المهنیة المتاحة مستقبلا. 

2- معرفة الذات Self-Knowledge،ویقیس وعی الفرد بمیوله، ومهاراته، وقیمه، وخصائصه الشخصیة، وقدرته على تحدید المهن المناسبة لها.

3- المعرفة بالمهن Knowledge of Occupations، ویقصد به الوقت المستغرق لاستکشاف المهن التی یمیل لها الفرد باستخدام مصادر متنوعة کالإنترنت والکتب والحدیث مع العاملین بالمهن الأکثر أهمیة بالنسبة للفرد.

4- اتخاذ القرار المهنی Career Decision-Making، ویقیس استراتیجیات الفرد عند اتخاذه القرار المهنی والمتضمنة لعملیة جمع البیانات المطلوبة، والموازنة بین التکالیف والفوائد للخیارات المهنیة، وترتیب هذه الخیارات بحیث تتناسب مع خصائصه وأهدافه الشخصیة.

5- التخطیط المهنی Career Planning، ویعبر عن قدرة الفرد على وضع أهداف مهنیة طویلة وقصیرة المدى ضمن خطة مهنیة محددة بزمن مع مراعاة التوازن بین أدواره المختلفة فی الحیاة (العمل والعائلة والترفیه).

6- التطبیقات المهنیة Career Implementation، ویقیس وعی الفرد بکیفیة تطبیقه لقراره المهنی ویتمثل فی قدرته على البحث عن وظائف فی سوق العمل، ومدى امتلاکه لمهارات البحث عن عمل مثل (کتابة السیرة الذاتیة، وإجراء مقابلة عمل).

تتوافر فی المقیاس الخصائص السیکومتریة المطلوبة؛ إذ تراوح معامل الثبات باستخدام طریقة التجزئة النصفیة بین 0.78 -0.99 (ن=21)، وتراوح باستخدام طریقة إعادة الاختبار بین 0.86 – 0.93 (ن=89)، وجمیعها مؤشرات مرتفعة تدل على ثبات المقیاس. أما الصدق فقد تم التحقق منه من خلال الفروق بین الجنسین؛ إذ کانت الإناث أعلى من الذکور فی جمیع الأبعاد ما عدا بُعدی المعرفة بعالم العمل، والمعرفة بالمهن، وهذه النتیجة تشیر إلى قدرة المقیاس على التمییز بین الجنسین (Liptak, 2008b).

إجراءات الدراسة

1-    الحصول على النسخة الأصلیة من مقیاس التخطیط المهنی من الموقع http://jist.com.

2-    ترجمة المقیاس للغة العربیة، وتعدیل بدائل الإجابة الموجودة أمام الفقرات لتکون خمسة بدائل: أوافق بشدة، أوافق، غیر متأکد، غیر موافق، غیر موافق بشدة، تعطى لها الدرجات: 5، 4، 3، 2، 1 على التوالی.

3-    إعادة ترجمة المقیاس للغة الإنجلیزیة.

4-    تعدیل النسخة المترجمة من المقیاس.

5-    تحکیم المقیاس من المختصین فی مجال الإرشاد، وعلم النفس التربوی، والقیاس والتقویم.

6-    تطبیق المقیاس على عینة الدراسة.

7-    إدخال البیانات فی برنامج SPSS.

8-    تحلیل البیانات ومعالجتها إحصائیا وفقا لأسئلة الدراسة.

النتائج

أولا- الصدق Validity

1-1- صدق المحتوى (الصدق الظاهری)

تم عرض الصورة الأولیة لمقیاس التخطیط المهنی على ثمانیة محکمین من المختصین فی مجال الإرشاد، وعلم النفس التربوی، والقیاس والتقویم، وذلک بعد ترجمة المقیاس إلى اللغة العربیة، وعمل ترجمة عکسیة إلى الإنجلیزیة Back-translation للتحقق من صدق الترجمة. وقد تم الاستفادة من خبرات المحکمین والأخذ بملاحظاتهم المتعلقة بالمقیاس وعباراته من حیث صحة الترجمة، ووضوح العبارات، ودقة صیاغتها اللغویة، ومناسبتها للبیئة المحلیة، وإضافة أی ملاحظات أخرى مناسبة، وکان هناک اتفاق بنسبة 100% على جمیع عبارات المقیاس من المحکمین، مع وجود ملاحظات بسیطة لإعادة صیاغة بعض المفردات منها کلمة (معرفة) فی الفقرة "لدیّ معرفة بالتغیرات التی تحدث فی سوق العمل" أعیدت صیاغتها إلى (وعی). وإعادة صیاغة أخصائی مهنی إلى: أخصائی توجیه مهنی لتتناسب مع البیئة المحلیة. وبذلک تم قبول جمیع عبارات المقیاس البالغ عددها 48 فقرة بعد إجراء التعدیلات فی صیاغة بعض المفردات. وبذلک یتوافر فی المقیاس الصدق الظاهری face validity وهو مؤشر على صدق المحتوى.  

1-2- صدق المحک (التحصیل فی الریاضیات)

حُسب معامل ارتباط بیرسون بین أبعاد مقیاس التخطیط المهنی والتحصیل فی الریاضیات لعینة مکونة من 65 طالبا وطالبة. وتراوحت معاملات الارتباط بین 0.21 إلى 0.37، خمسة أبعاد دالة عند مستوى 0.05، وبُعد واحد (المعرفة بالمهن) غیر دال إحصائیا. تشیر هذه النتیجة إلى تمتع المقیاس بالصدق التلازمی Concurrent Validity، وهو أحد أنواع صدق المحک، والجدول 2 یبین ذلک.

الجدول 2

معاملات ارتباط بیرسون بین أبعاد مقیاس التخطیط المهنی والتحصیل فی الریاضیات(ن=65)

1-3-      صدق البناء (مصفوفة الارتباطات الداخلیة):

تم حساب معاملات ارتباط بیرسون بین أبعاد المقیاس الستة (مصفوفة الارتباطات الداخلیة Internal Correlations Matrix)، وقد تراوحت معاملات الارتباط المحسوبة بین 0.54-0.74 وجمیعها دالة عند مستوى ³0.001. وهذه النتیجة تشیر إلى تمتع المقیاس بمؤشر لصدق البناء Construct Validity. والجدول 3 یتضمن خلاصة نتائج معاملات الارتباط.

الجدول 3

معاملات ارتباط بیرسون بین أبعاد المقیاس الستة (ن=301)

ثانیا- الثبات Reliability

  تم التحقق من ثبات المقیاس بطریقتین: طریقة ثبات الفقرة، وطریقة الاتساق الداخلی باستخدام معامل ألفا کرونباخ، کما یلی:

2-1- علاقة الفقرة بالبُعد الذی تنتمی إلیه Item Remainder:

للدلالة على ثبات الفقرات وقدرتها على تمثیل البُعد الذی تنتمی إلیه، حُسبت مُعاملات ارتباط بیرسون بین درجات فقرات المقیاس وبین الدرجة الکلیة للبعد الذی تنتمی إلیه بعد استبعاد درجة الفقرة، وقد تراوحت مُعاملات الارتباط بین 0.27-0.71، وجمیعها دالة إحصائیاً عند مستوى ³0.001. والجدول 4 یبین ذلک.

الجدول 4

مُعاملات الارتباط بین الدرجة على الفقرة والمجموع الکلی للبُعد الذی تنتمی إلیه (ن=301)

2-2- معامل ألفا کرونباخ

تراوحت معاملات ألفا کرونباخ Cronbach' alpha لأبعاد المقیاس بین 0.75 إلى 0.86، وجمیعها معاملات مقبولة تدل على ثبات المقیاس وصلاحیته للتطبیق. والجدول 5 یتضمن معاملات ألفا کرونباخ.

جدول 5

معاملات ألفا کرونباخ لأبعاد مقیاس التخطیط المهنی وللمقیاس ککل (ن=301)

مناقشة النتائج

  استهدفت الدراسة الحالیة التحقق من الخصائص السیکومتریة لمقیاس التخطیط المهنی، وأشارت نتائج الصدق والثبات تمتع المقیاس بمؤشرات سیکومتریة مرتفعة على الرغم من اقتصار العینة على طلبة الصف العاشر فی محافظة مسقط.

  ففی مجال الصدق، تم التحقق من توافر مؤشرات للأنواع الثلاثة من الصدق التی حددتها الجمعیة الأمریکیة لعلم النفس APA، وهی صدق المحتوى، وصدق المحک، وصدق البناء. وهذه المؤشرات –بشکل عام- تتسق مع المؤشرات التی تحقق منها صاحب المقیاس (Liptak, 2008b)، ودراسة الشیراویة (2017)، وتدل على أن المقیاس صادق فی البیئة العمانیة، ویقیس ما أعدَّ لقیاسه.

  وفی مجال الثبات، تم التحقق من ثبات فقرات المقیاس وکانت مؤشرات جمیع الفقرات مرتفعة، کما تم التحقق من الاتساق الداخلی للمقیاس من خلال حساب معامل ألفا کرونباخ، وکانت المؤشرات مرتفعة على مستوى الأبعاد الستة وعلى مستوى المقیاس ککل. وهذه النتیجة تتسق مع معاملات الثبات التی حصل علیها صاحب المقیاس (Liptak, 2008b)، وتتفق مع دراسة جراهام (Graham, 2015)، ودراسة الشیراویة (2017)، وتدل على أن مقیاس التخطیط المهنی یتسم بالثبات فی البیئة العمانیة، مما یعنی أن استخدامه یؤدی إلى نتائج موثوق بها Reliable.

ولکن الحاجة مستمرة للتحقق من مؤشرات أخرى للصدق والثبات، فمثلا فی مجال صدق المحک نحتاج إلى مؤشر للصدق التنبؤی من خلال تطبیق المقیاس على مجموعة من الطلبة ومتابعتهم بعد دراستهم الجامعیة ومزاولتهم العمل. وفی مجال صدق البناء نحتاج إلى التحقق من مؤشر البنیة العاملیة للمقیاس باستخدام التحلیل العاملی التوکیدی. وفی مجال الثبات یمکن التحقق من معامل الاستقرار عن طریق إعادة تطبیق المقیاس على العینة نفسها بفاصل زمنی لا یقل عن أسبوعین. هذه الأفکار وغیرها لا تقلل من قیمة ما تم الحصول علیه فی هذه الدراسة، ولکنها تزید المقیاس قوة، ویمکن التحقق من ذلک فی دراسات لاحقة سواء من الباحثین فی هذه الدراسة أو من باحثین آخرین.

  وعلى ضوء ما سبق، فإن نتائج دلالات الصدق والثبات تمکننا من القول بأن مقیاس التخطیط المهنی أداة مناسبة، ویمکن استخدامه لقیاس مستوى التخطیط المهنی لدى طلبة الصف العاشر فی محافظة مسقط بسلطنة عمان.

التوصیات

  بما أن نتائج الدراسة تشیر إلى تمتع مقیاس التخطیط المهنی بالصدق والثبات على طلبة الصف العاشر فی محافظة مسقط، فإن الدراسة الحالیة تقدم التوصیات الآتیة:

1-    إضافة المقیاس ضمن قائمة الأدوات التی یستخدمها أخصائی التوجیه المهنی مع الطلبة.

2-    بناء برامج نمائیة ووقائیة وعلاجیة فی ضوء مستوى التخطیط المهنی للطلبة.

المقترحات

1-    دراسة للخصائص السیکومتریة لمقیاس التخطیط المهنی باستخدام نظریة الاستجابة للمفردة.

2-    التحقق من البنیة العاملیة لمقیاس التخطیط المهنی باستخدام التحلیل العاملی الاستکشافی والتوکیدی.

3-    تقنین مقیاس التخطیط المهنی على طلبة السلطنة.

المراجع

أبو عیطة، سهام درویش (2015). نظریات الإرشاد والنمو المهنی. عمَان: دار الفکر.

رشوان، حسین عبد الحمید (2010). التخطیط: مدخل اقتصادی اجتماعی. الاسکندریة: مؤسسة شباب الجامعة.

الریس، هند عبد العزیز (2017). فاعلیة وحدة تعلیمیة مقترحة لتنمیة التخطیط المهنی فی ضوء نظریة الذکاءات المتعددة لدى طالبات المرحلة الثانویة فی مقرر الدراسات النفسیة والاجتماعیة: نظام المقررات. مجلة عالم التربیة، مصر، 18(57)، 1-59.

الشیراویة، وفاء حمد (2017). فعالیة برنامج توجیهی مهنی فی تنمیة مهارات التخطیط المهنی باستخدام استراتیجیات التفکیر الإبداعی لدى الطلبة الموهوبین أکادیمیا فی الصف العاشر بمحافظة مسقط (رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان.

الصبحی، دلال محمد (2012). الاستکشاف والبلورة والالتزام المهنی وعلاقتها بمعتقدات الکفایة المهنیة لدى عینة من طلاب/ طالبات الصف الثالث من المرحلة الثانویة فی مدینة مکة المکرمة (رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة أم القرى، السعودیة.

العزة، سعید حسنی، وعبد الهادی، جودت عزت (1999). التوجیه المهنی ونظریاته (ط3). عمان: دار الثقافة للنشر.

المغربی، محمد الفاتح (2016). أصول الإدارة. الریاض: مکتبة الرشد.

ملحم، سامی محمد (2005). مناهج البحث فی التربیة وعلم النفس. عمان: دار المسیرة.

Capuzzi, D., & Stauffer, M. D. (2012). Career Counseling: Foundations, Perspectives, and Applications. New York: Routledge, Taylor & Francis Group.

Clendon, J., & Walker, L. (2016). Career planning useful for older nurses. Kai Tiaki Nursing New Zealand, 21 (11),          31-33.

Graham, K. (2015). Collegiate career development: A quantitative study comparing the career maturity and internship experience of graduating college seniors (Unpublished doctoral dissertation). Boston, Northeastern University, USA.

Hargrove, B. K., Inman, A. G., & Crane, R. L. (2005). The Relationship of Career Decision-Making Self-Efficacy, Vocational Identity, and Career Exploration Behavior in African American High School Students. Journal of Career Development, 31 (4), 263-278.

Liptak, J. J. (2008). Career Planning Scale. Jist Works: Indianapolis, IN.

Liptak, J. J. (2008b). Career Planning Scale: Administrator’s Guide. Jist Works: Indianapolis, IN

Patton, W., Bartrum, D.  A., & Creed, P.  A. (2004) Gender differences for optimism, self-esteem, expectations and goals in predicting career planning and exploration in adolescents. International Journal for

Pink, D. (2009). Drive: The Superising truth about what motivates us. New York, NY: Riverhead.

Rogers, M. E., Creed, P. A., & Glendon, A. I. (2008). The role of personality in adolescent career planning and exploration: A social cognitive perspective. Journal of Vocational Behavior, 73, 132-142.

Williams-Diehm, K. L., & Lynch, P. S. (2007). Student Knowledge and Perceptions of Individual Transition Planning and its Process. The Journal for Vocational Special Needs Education, 29 (3), 13-21.