التعلم النشط في اکتساب المفاهيم الاجتماعية والدينية لطفل الروضة | ||||
مجلة کلية التربية (أسيوط) | ||||
Article 7, Volume 35, Issue 4, April 2019, Page 171-197 PDF (563.99 K) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/mfes.2019.103972 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
حنان مرعي احمد الحسني* | ||||
السعودية | ||||
Abstract | ||||
التعلم النشط : تمهيد يُعد التعلم النشط فلسفة تربوية جديدة تعتمد على إيجابية المتعلم في الموقف التعليمي , وهو ينادي بضرورة الانتقال بالتعلم من الصورة التقليدية , ففي ظل الانفجار المعلوماتي الهائل الذي نلاحظه هذه الأيام , يتطلب ذلک تطوير طريقة التعلم تشجع المتعلم على تحمل المسئولية في التعامل مع هذا الکم اللامحدود من المعارف والذي يرکز على مبدأ التعلم بالعمل . * مفهوم وطبيعة التعلم النشط : يمر الأطفال بأمتع وأنجح الأوقات حيت يتعلمون ويکتشفون العالم من حولهم من خلال الخبرة والتشارک , منذ السنوات الأولى يظهر حاجة ورغبة في مجال الاختبار والاکتشاف , و أن توفير بيئة غنية وداعمة لعملية الاکتشاف هذه تعزز عملية التعلم عند الأطفال بشکل مؤکد . (ميسون شهاب 2009م) , برز مفهوم التعلم النشط کمصطلح تربوي في أوائل القرن العشرين وأصبح محور اهتمام وأحد الاتجاهات التربوية الحديثة لما له من تأثيرات إيجابية على عملية التعلم خصوصاً في مرحلة الطفولة المبکرة وعلى بناء شخصية الطفل نفسياً واجتماعياً وعقلياً . (بسمة فاعور , 2009م ,ص14) . ويعد مصطلح التعلم النشط من المصطلحات التربوية الواسعة الانتشار , حيث وردت له عديد من التعريفات وفيما يلي تستعرض الباحثة عدداً من التعريفات للتعلم النشط : ويشير سعادة , وآخرون (2006م, ص33) إلى أن التعلم النشط " طريقة تعلم وتعليم في آن واحد , يشترک فيها الطلاب بأنشطة متنوعة تسمح لهم بالإصغاء الإيجابي والتفکير الواعي والتحليل السليم لمادة الدراسة , حيث يتشارک المتعلمون في الآراء بوجود المعلم الميسر لعملية التعلم مما يدفعهم نحو تحقيق أهداف التعلم". ويعرفه عصر (2002م , ص369) بأنه "ذلک التعلم الذي يوفر للطالب في المدرسة الأنشطة التعليمية المتنوعة , والخاصة بکل طالب , وخبرات تعلم مفتوحة النهاية وغير محددة سلفاً , ويکون دور الطالب دور المشارک بفاعلية ونشاط , ويستطيع أن يکون خبرات تعليمية مناسبة " . وأشار شحاتة , والنجار (2003م , ص115) بأنه التعلم النشط " ممارسة الطلبة لدور فاعل في عملية التعلم , عن طريق التفاعل مع ما يسمعون أو يشاهدون أو يقرأون في الصف , ويقومون بالملاحظة , والمقارنة , والتفسير , وتوليد الأفکار , وفحص الفرضيات , وإصدار الأحکام واکتشاف العلاقات , ويتواصلون مع زملائهم ومعلمهم بصورة ميسرة " . | ||||
Full Text | ||||
کلیة التربیة کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة) =======
التعلم النشط فی اکتساب المفاهیم الاجتماعیة والدینیة لطفل الروضة
إعـــــــــداد حنان مرعی احمد الحسنی إشــــــراف د/ فاطمة محمد بریک استاذ المناهج وطرق التدریس المساعد
} المجلد الخامس والثلاثون– العدد الرابع - أبریل 2019م { http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
التعلم النشط : تمهید یُعد التعلم النشط فلسفة تربویة جدیدة تعتمد على إیجابیة المتعلم فی الموقف التعلیمی , وهو ینادی بضرورة الانتقال بالتعلم من الصورة التقلیدیة , ففی ظل الانفجار المعلوماتی الهائل الذی نلاحظه هذه الأیام , یتطلب ذلک تطویر طریقة التعلم تشجع المتعلم على تحمل المسئولیة فی التعامل مع هذا الکم اللامحدود من المعارف والذی یرکز على مبدأ التعلم بالعمل . * مفهوم وطبیعة التعلم النشط : یمر الأطفال بأمتع وأنجح الأوقات حیت یتعلمون ویکتشفون العالم من حولهم من خلال الخبرة والتشارک , منذ السنوات الأولى یظهر حاجة ورغبة فی مجال الاختبار والاکتشاف , و أن توفیر بیئة غنیة وداعمة لعملیة الاکتشاف هذه تعزز عملیة التعلم عند الأطفال بشکل مؤکد . (میسون شهاب 2009م) , برز مفهوم التعلم النشط کمصطلح تربوی فی أوائل القرن العشرین وأصبح محور اهتمام وأحد الاتجاهات التربویة الحدیثة لما له من تأثیرات إیجابیة على عملیة التعلم خصوصاً فی مرحلة الطفولة المبکرة وعلى بناء شخصیة الطفل نفسیاً واجتماعیاً وعقلیاً . (بسمة فاعور , 2009م ,ص14) . ویعد مصطلح التعلم النشط من المصطلحات التربویة الواسعة الانتشار , حیث وردت له عدید من التعریفات وفیما یلی تستعرض الباحثة عدداً من التعریفات للتعلم النشط : ویشیر سعادة , وآخرون (2006م, ص33) إلى أن التعلم النشط " طریقة تعلم وتعلیم فی آن واحد , یشترک فیها الطلاب بأنشطة متنوعة تسمح لهم بالإصغاء الإیجابی والتفکیر الواعی والتحلیل السلیم لمادة الدراسة , حیث یتشارک المتعلمون فی الآراء بوجود المعلم المیسر لعملیة التعلم مما یدفعهم نحو تحقیق أهداف التعلم". ویعرفه عصر (2002م , ص369) بأنه "ذلک التعلم الذی یوفر للطالب فی المدرسة الأنشطة التعلیمیة المتنوعة , والخاصة بکل طالب , وخبرات تعلم مفتوحة النهایة وغیر محددة سلفاً , ویکون دور الطالب دور المشارک بفاعلیة ونشاط , ویستطیع أن یکون خبرات تعلیمیة مناسبة " . وأشار شحاتة , والنجار (2003م , ص115) بأنه التعلم النشط " ممارسة الطلبة لدور فاعل فی عملیة التعلم , عن طریق التفاعل مع ما یسمعون أو یشاهدون أو یقرأون فی الصف , ویقومون بالملاحظة , والمقارنة , والتفسیر , وتولید الأفکار , وفحص الفرضیات , وإصدار الأحکام واکتشاف العلاقات , ویتواصلون مع زملائهم ومعلمهم بصورة میسرة " . ویشیر کل من حسن شحاته وزینب النجار (2003م) إلى التعلم النشط بأنه " ممارسة الطلبة لدور فاعل فی عملیة التعلم , عن طریق التفاعل مع ما یسمعون أو یشاهدون أو یقرءون فی الصف , ویقومون بالملاحظة , والمقارنة , والتفسیر , وتولید الأفکار , وإصدار الأحکام , واکتشاف العلاقات " ص 115 . کما عرفها عبد الوهاب (2005م) بأنها " الإجراءات والخطوات التی یتبعا المتعلم , والمخطط لها مسبقاً , والتی تتطلب منه التفکیر والقراءة والکتابة والاستماع والتحدث والمناقشة " ص135 . التعلم النشط خبرة تعلم متعددة الاتجاهات والتی فیها التعلم یحدث من المعلم إلى الطالب ومن الطالب إلى المعلم (رمضان بدوی ,2010م) , ویرکز التعلم النشط على تشجیع التفاعل والتعاون بین الطفل والمعلمة انطلاقاً من فهم حاجات الطفل المتنوعة والتی تعنی بکافة نواحی نموه وتطوره , کما یمکن التعلم النشط الطفل من اکتساب مجموعة من المهارات والمعارف والمشاعر والقیم تمکنه من الاستقلالیة فی التعلم و القدرة على حل المشکلات الحیاتیة والمشارکة فی اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولیة . (بسمه فاعور ,2007م) . وتوضح ولاء محمود (2012م) بأن التعلم النشط " هو إتاحة الفرصة للطلاب للمشارکة فی الأنشطة الصفیة التی تشجعهم على التفکیر والتعلیق على المعلومات المعروضة للمناقشة , بحیث لا یتوقف دورهم على الإصغاء فقط بل علیهم تطویر مهاراتهم فی التعامل مع تلک المعلومات عن طریق قیامهم بتحلیل تلک المهارات وترکیبها وتقویمها من خلال المناقشة مع الآخرین , أو من خلال القیام بالأعمال الکتابیة التی تشجع على التعلم النشط " ص 13 . وعرُفه کل من بولسون وفوست ( paulson & faust,2006 ) بأنه " أی نشاط یقوم به المتعلم فی الغرفة الصفیة غیر الإصغاء السلبی لما یقوله المعلم داخل المحاضرة , بحیث یشمل بدلاً من ذلک الإصغاء الإیجابی الذی یساعدهم على فهم ما یسمعونه , وکتابة أهم الأفکار الواردة فیما یطرح من أقوال أو آراء أو شروحات , والتعلیق أو التعقیب علیها , والتعامل مع تمارین المجموعات وأنشطتها بشکل یتم فیها تطبیق ما تعلموه فی مواقف حیاتیة مختلفة , أو حل المشکلات الیومیة المتنوعة" . ص524 . وأیضاً عرفتها فاطمة شرارة کمون (2009م) بأن التعلم النشط "عملیة حیویة فی تربیة الطفل وفی تطوره الفکری لکونه یتیح الطفل أن یقوم بإعادة إنتاج المعرفة لا تلقیها فحسب" ص25 . کما عرفتها غادة المحلاوی (2014م) بأن التعلم النشط " إستراتیجیة قائمة على تکامل الأنشطة المختلفة التی یمارسها المتعلم والتی ینتج عنها سلوکیات تعتمد على مشارکة المتعلم الفاعلة و الإیجابیة فی الموقف التعلیمی " ص26 . * فلسفة التعلم النشط تهتم فلسفة التعلم النشط بإیجابیة المتعلم فی الموقف التعلیمی , وتهدف إلى تفعیل دور المتعلم , فهو لا یرکز على الحفظ والتلقین وانما على تنمیة التفکیر والقدرة على حل المشکلات والعمل الجماعی والتعلم التعاونی , وتنبثق فلسفة التعلم النشط من المتغیرات العالمیة والمحلیة المعاصرة فتهتم بنقل بورة الاهتمام من المعلم إلى المتعلم , وجعل المتعلم محور العملیة التعلیمیة . (عزة ابراهیم وآخرون , 2013م , ص5) . وأکدت مرفت شاذلی (2015م , ص11) بأن فلسفة التعلم النشط على أن التعلم لابد أن یرتبط بحیاة المتعلم وواقعه واحتیاجاته واهتماماته ویتم من خلال تفاعل المتعلم مع کل ما یحیط به من بیئته , ویستمد التعلم النشط فلسفته من المتغیرات العالمیة والمحلیة المعاصرة , فالتعلم النشط یعد تلبیة لهذه المتغیرات التی تتطلب إعادة النظر فی أدوار المتعلم والمعلم . وذکرت وغادة المحلاوی (2014م , ص28) , منال رمضان (2016م , ص31) بأن فلسفة التعلم النشط لابد أن یکون التعلم :
یتضح للباحثة مما سبق بأن التعلم النشط فلسفة تربویة ترتبط بحیاة الطفل وتحدث من خلال تفاعل الطفل مع العناصر المحیطة به , وتشجع الأطفال على التفکیر فیما یتعلموه فی الموقف التعلیمی . * عناصر ومکونات التعلم النشط : یتضمن التعلم النشط الاستماع , والقراءة , والکتابة , والمناقشة , والاشتراک فی حل المشکلات , والتحلیل , والترکیب , والتقویم . ومن أهم عناصره التی تتم من خلال المشارکة الفعالة من قبل الأطفال : (بسمة فأعور , 2009م , ص 14) .
وکما أوردت ولاء محمود (2012م) عناصر ومکونات التعلم النشط تتمثل فی النقاط التالیة :
* أسس ومبادئ التعلم النشط : لقد ذکرت میسون شهاب (2009م) بأن أسس ومبادئ التعلم النشط تتمثل فی التالی:
وأشار کریمان (2012) بأن مبادئ التعلم النشط تتمثل فی التالی :
وفی ضوء ما سبق ترى الباحثة بأن التعلم النشط من الطرق التعلیم الحدیثة الذی یعتمد على النشاط العقلی والجسمی مع بعضهما وتبقى المعلومة فی ذهن المتعلم وذلک لأنه قائم على التفاعل والحوار والمناقشة واستخدام الوسائل التی تسهل وصول المعلومة , وفی ضوء المشارکة الفعالة بین المعلم والمتعلم . * خصائص التعلم النشط : حیث ذکرت مروه القاضی (2010م) خصائص التعلم النشط بأن "التعلم تعاقب منظم ومخطط وهادف لنشاطات وافعال یقوم بها المتعلم , وانه قدرة خاصة للمتعلم لا یمکن للمعلم ان یتولاها عوضا عنه , وانه یحدث فی اشکال تنظیمیة مختلفة محورها المتعلم " . وحدد سعادة وزملاؤه (2006م) بأن خصائص التعلم النشط تتمثل فی التالی :
وترى فاطمة الزایدی (2009م) بأن خصائص التعلم النشط تتمثل فی التالی :
یلعب المتعلم دوراً رئیساً و فاعلاً فی العملیة التعلیمیة , حیث إن مبادرة المتعلم فی عملیة التعلم تجعله یمر بخبرات تعلیمیة مباشرة , وتجعله یکتشف کثیراً من المعارف والمعلومات , ویکتسب مهارة تحمل المسؤولیة , ویطبقها عملیاً فالمتعلمون بحاجة إلى أن یتأملوا فیما تعلموه , وما یجب أن یتعلموه , وإلى تقییم ما تعلموه کما أنه یعزز قدرة الطلاب على الاحتفاظ بالمعلومات وتنمیة مهارات التفکیر العلیا ؛ مما یجعل دافعیة المتعلم مرتفعة وخاصة البالغین منهم .
یتم تصمیم المادة و والأنشطة التعلیمیة بحیث تتمحور حول مشکلات حقیقیة مرتبطة بالأهداف , ومشکلات تعلیمیة وحیاتیه مختلفة ؛ حتى یحصلون على نواتج تعلیمیة قیمة , وذلک بسبب المکاسب الکثیرة التی یکتسبونها معرفیاّ ؛ عند الإلمام بأسباب هذا المشکلات , ومدى اتساعها , وکیفیة مواجهتها , ووضع الحلول المناسبة لها .
فی التعلم النشط یکون المتعلم هو الباحث عن المعرفة , والمکتشف للمزید منها , والمتفاعل مع السهل والصعب منها , فی الوقت الذی ییسر له المعلم السبل والوسائل التی یصل فیها إلى المعارف بشتى أنواعها , والتی ترکز على المواد والمصادر والمحتویات التعلیمیة الصحیحة والموثقة , ویزود المتعلم بالإرشادات الملائمة للبحث عنها والتعامل معها ؛ مما یتطلب إجراء مناقشات کثیرة , وبشکل یومی حول ذلک .
یسعى التعلم النشط إلى إنجاز أکبر عدد ممکن من المشاریع والأعمال والفعالیات , ویبحث عن المستوى الرفیع لها , الذی یؤکد على حدوث الإبداع بعینه , والذی یأتی فی ضوء الإبداع الذی یتوصل إلیه بعض الطلبة الذین یتمتعون بقدرات عقلیة وفنیة وبحثیة وریاضیة وعلمیة عالیة ؛ مما یجعل العمل الجماعی ضروریاً فی کثیر من الحالات , والعمل الفردی فی بعض الحالات . ولاحظت الباحثة أن التعلم النشط قائم على أنشطة مختلفة , ولتحقیق هذه التعلم یجب استخدام استراتیجیات حدیثة وأسالیب تقویم متنوعة وفی ضوء هذه تغییر أسلوب کل من المعلم والمتعلم . * أهداف التعلم النشط : وأشارت سمیة الجمل (2017م , ص29) , وفوزیة الأنصاری (2014م) إلى أن أهداف التعلم النشط تتمثل فی التالی :
ومما سبق ترى الباحثة أن الاهداف تسعى إلى تحقیق التعلیم الذاتی للمتعلمین , وکذلک إکسابهم المفاهیم والمهارات والمبادئ . * التعلم النشط فی ریاض الأطفال : یعد التعلم النشط أسلوب تدریسی یتطلب من المتعلمین القیام بأنشطة متنوعة لمادة الدراسة أکثر من مجرد الاستماع , فهو یتطلب منهم البحث والاکتشاف وتطبیق ومعالجة المعلومات , ویستمد من فرضیین أساسین هما أن التعلم بطبیعته عملیة نشطة , وأن الافراد مختلفون , وبالتالی یتعلمون بطرق مختلفة . (Mckinney,2010,3) . ولقد أکدت(بسمة فاعور, 2009م) على أن التعلم النشط له أشکال مختلفة فی ریاض الأطفال وعلى المعلمة أن تستخدم ما تعرفه عن المراحل النمائیة للمرحلة العمریة فی صفها لدى التخطیط للعملیة التربویة , ویمکن أن یتحقق ذلک عبر :
وأشارت میسون شهاب (2009م) بأن التعلم النشط یرکز فی الطفولة المبکرة على :
ویحکم التعلم النشط فی الروضة شروط ثلاثة :
وترى الباحثة بأن التعلم النشط یساهم فی تحفیز الأطفال داخل الموقف التعلیمی , ویساهم فی إلهام الطفل وتعزیز قدرته على التعلم الذاتی , وتساعدهم على بناء شخصیتهم وثقتهم بنفسهم. * استراتیجیات التعلم النشط : وتعُرف استراتیجیات التعلم النشط بأنها ممارسة الطلبة لدور فاعل فی عملیة التعلم , عن طریق التفاعل مع ما یسمعون أو یشاهدون أو یقرأون فی الصف , ویقومون بالملاحظة , والمقارنة , والتفسیر , وتولید الأفکار , وفحص الفرضیات , وإصدار الأحکام واکتشاف العلاقات , ویتواصلون مع زملائهم ومعلمهم بصورة میسرة .(شحاتة , النجار , 2003م , ص115 ) . وذکر ماشی الشمری (2001م) بأن استراتیجیات التعلم النشط تشمل مدى واسع من الأنشطة التی تشارک فی العناصر الأساسیة , والتی تحث الطلاب على أن یمارسوا ویفکروا حول الأشیاء التی یتعلمونها ویمارسونها , ویمکن أن تستخدم هذه الاستراتیجیات فی حث الطلاب على أن ینشغلوا فی التفکیر الناقد والإبداعی , والتحدث مع أقرانهم أو المجامیع الصغیرة أو الصف . ص18 . وظهرت هناک مجموعة من استراتیجیات التعلم النشط عند الکثیر من الباحثین , کما أشارت إلى ذلک (فوزیة الأنصاری ,2014م) , (ماشی الشمری ,2011م) , (سمیة الجمل , 2017م):
وتشیر مریم القاضی (2010م) عند تنفیذ استراتیجیات التعلم النشط یجب ان تراعی الامور التالیة أثناء تنفیذها :
وترى الباحثة تعدد استراتیجیات التعلم النشط نظراّ لما تتضمنه النظریة البنائیة التی یکون فیها الطفل نشطاً نتیجة تفاعل قدراته مع الخبرة , وینبغی على المعلمین التنوع فی الاستراتیجیات التی تتناسب مع قدرات الأطفال وحاجاتهم واهتماماتهم . * معوقات التعلم النشط : ورغم کل ایجابیات ومزایا التعلم النشط , إلا إنه توجد بعض نقاط الضعف أو المعوقات فیه , وتتمحور المعوقات حول عدة أمور منها : (سمیة الجمل , 2017م ,ص20,21) , (فوزیة الانصاری , 2014م , ص242)
وترى الباحثة على الرغم من وجود هذه المعوقات , إلا أنها لا تشکل عائقاً کبیر فی تطبیق استراتیجیات التعلم النشط , وتتطلب منا أن نؤمن بالفکر الجدید , لذا ینبغی مراعاة هذه المعوقات عند التخطیط , وکما یتم استخدام استراتیجیة مناسبة لبیئة التعلم . * فوائد التعلم النشط : کما یشیر صقر (2016م , ص22) , وفاطمة الزایدی (2009م) إلى انه توجد عدة فوائد للتعلم النشط تتمثل فی التالی :
* دور الطفل فی التعلم النشط : وحتى تتم عملیة التعلم النشط بنجاح فإن الأمر لا یتوقف على المعلم أو البیئة التعلیمیة بل إن الدور الأکبر والحیوی یکون للطفل ودوره الإیجابی حیث یعد هو المحور الأساسی فی العملیة التعلیمیة , ویمکن أن نحدد دور الطفل فی التعلم النشط فی التالی : (مرفت شاذلی , 2015م , ص11)
* دور المعلمة فی التعلم النشط تقوم المعلمة فی التعلم النشط بأدوار مختلفة فهی مرشدة ومخططة ومیسرة وموجهة للتعلم فهی لا تسیطر على الموقف التعلیمی , بینما الطفل یجب أن یکون مشارکاً نشطاً فی العملیة التعلیمیة . ومن هنا یتطلب التعلم النشط من المعلمة ما یلی : (مرفت شاذلی , 2015م) , (غادة المحلاوی , 2014م , ص14) , (فاطمة الزایدی , 1430م , ص71) .
* المفاهیم الاجتماعیة والدینیة : تمهید : وفی هذه المرحلة یتلقى الطفل للمرة الأولى معلومات عن کل ما یحیط به , کما أنه یبدأ فی تکوین المفاهیم الاجتماعیة والدینیة المختلفة , مما یوضح ضرورة تعریض الطفل فی هذه المرحلة لأکبر قدر من المعلومات والمفاهیم بطریقة مبسطة وصحیحة لتسهل علیه عملیة اکتسابها ولتضمن له نمواً معرفیاً سلیماً . * المفاهیم : أن المفاهیم تساعد الطفل وتزید من قدرته , ویکتسب المفاهیم من المؤسسات التعلیمیة , وتتضمن مفاهیم فی المجالات اللغویة والمعرفیة والاجتماعیة , وعلیه تستخدم هذه المؤسسات التعلیمیة الأسالیب والطرق والأنشطة المناسبة لتنمیة هذه المفاهیم . اهتمت کثیر من الدراسات بالمفاهیم وعملت على وضع تعریفات ومن هذه التعریفات : وعرف عباس (2016م) بأن المفهوم "مجموعة من الموضوعات أو الرموز و العناصر أو الحوادث التی جمع فیما بینها خصائص مشترکة بحیث یمکن أن یعطی کل جزء منها الاسم نفسه , فالمفاهیم هی مجموعة الفئات التی تندرج فی إطارها عناصر متشابهة , وذات خصائص مشترکة , بحیث تمکن الطفل من تصنیف هذه العناصر تحت الاسم نفسه " ص28 . ویّعرف النجدی وآخرون(2003م ) بأن المفهوم " هو الاسم أو المصطلح الذی یعطی لمجموعة من الصفات أو السمات أو الخصائص المشترکة أو العدید من الملاحظات المنظمة " ص342 . وعرف مصطفى (2014م) بأن المفهوم " مجموعة من المعلومات التی توجد بینها علاقات حول شیء معین تتکون فی الذهن وتشتمل على الصفات المشترکة والممیزة لهذا الشیء " ص91 . وعرف جابر(2011م) بأن المفهوم " عبارة عن مجموعة من الأشیاء والرموز التی تجمع معا على أساس خصائصها المشترکة العامة والتی یمکن دمجها فی فئة مغلقة ویمکن أن یشار إلیها باسم أو رمز خاص" ص332 . خصائص المفاهیم : قد تختلف خصائص المفهوم من حیث عددها او صلتها بالمفهوم وقدرتها على التمییز فقد تکون خاصیة واحدة او اکثر من خاصیة , وأشار عودة (2008م , ص43) وزین العابدین (2016م , ص35) بأن هناک بعض الخصائص التی یتصف بها المفهوم وهی تعطی دلالة واضحة عن طبیعة المفهوم وذکر بعض منها :
وبناءً على ما سبق ترى الباحثة بأن المفاهیم من المواضیع الهامة الذی له دور فی عملیة التعلم , وان المفهوم یتمیز بمجموعة من الخصائص وانها غیر ثابتة عند المتعلمین , وتنمو وتتدرج کلما ازداد خبرة المتعلمین , ویختلف المفهوم من طفل لآخر وعلى حسب المراحل العمریة . * أهمیة المفاهیم : کما أورد سلامة (2012م , ص61-62) أهمیة المفاهیم فی النقاط التالیة :
ویلخص عرام (2012م , ص52) المشار إلیه فی برونر Bruner أهمیة المفاهیم فی التالی:
فی ضوء ما سبق ترى الباحثة أن تعلم المفاهیم یعتبر من الضروریات التی تساعد الطفل على التطویر , والربط بین المواضیع , ومن هذا المنطلق یجب على معلمة الروضة الترکیز على اکساب الطفل المفاهیم الأساسیة , وذلک من خلال استخدام استراتیجیات التعلم النشط المناسبة للمرحلة العمریة , وقد استخدمت الباحثة أحدى استراتیجیات التعلم النشط فی اکساب الطفل المفاهیم . * المفاهیم الاجتماعیة : ذکرت الدراسات والأبحاث تعریفات عدة للمفاهیم الاجتماعیة وسوف تعرضها الباحثة ویمکن استخلاص تعریف إجرائی للمفهوم الاجتماعی من خلالها : وعرفها کل من ثناء الضبع وغبیش (2011م) بأن المفاهیم الاجتماعیة هی " الألفاظ او العبارات التی تدل على أفکار أو سلوکیات أو عادات أو تقالید اجتماعیة تعبر عن صور التواصل والتعامل الاجتماعی , والعلاقات بین الطفل والآخرین " ص147 وتعرف مریم خلیل (2009م) بأن المفاهیم الاجتماعیة " تصور عقلی یتم التوصل إلیه من خلال التجرید من عدة مواقف أو ظاهرات اجتماعیة وعادة ما یعطی هذا الموقف أو هذه الظاهرة اسما أو عنوانا أو رمزا , ویشیر المفهوم الاجتماعی إلى الظاهرات البشریة والحقائق المکونة للمعارف الاجتماعیة " ص 36 . وعرفته رهام قاسم (2014م) بأن المفاهیم الاجتماعیة " صورة ذهنیة یّشار إلیها بکلمة أو جملة , تنتج عن تجرید الخصاص المشترکة بین عدة حقائق ومواقف , لتدل على ظاهرة اجتماعیة معینة " ص62 . ومن خلال العرض السابق یتضح لنا أن المفاهیم الاجتماعیة مجموعة من العادات والأفکار والمعلومات یکتسبه الطفل من خلال العلاقات الاجتماعیة وتساعده على التفاعل مع المجتمع لیصبح أنسانا سویاً . * أهمیة المفاهیم الاجتماعیة لدى الطفل : إن رعایة الطفل یمثل نقطة الانطلاق لبناء المواطن الصالح , ولا یقتصر الاهتمام بالطفل على النواحی العقلیة والجسدیة من شخصیته وإنما یمتد لینمی عواطفه وأخلاقه ودوافعه ومن اهمیتها : (حنان العنانی , 2005م , ص13-14) , (ثناء الضبع , و غبیش ,2011م , ص147 ) .
ومن خلال ما سبق ترى الباحثة أن المفاهیم الاجتماعیة تنمو بسرعة لدى الطفل وتتسع دائرة اهتمامه وتساعده على فهم عالمه ویکون لدیه الرغبة فی معرفة المزید من المعارف والمعلومات والاتجاهات الإیجابیة . * خصائص المفاهیم الاجتماعیة : وأکدت آمال دسوقی (2003م) أن المفاهیم الاجتماعیة هی المفاهیم المتصلة بالأشخاص والمواقف الاجتماعیة وتنشأ عن الادراک الاجتماعی أی القدرة على فهم الاخرین وأوجاعهم الانفعالیة من خلال تعبیرات الوجه وأنماط السلوک التی تصدر عنهم وتتضمن المفاهیم الاجتماعیة کذلک فهم المعانی الضمنیة المسببة لهذه الانفعالات والمشاعر حیث نجد أن المفاهیم الاجتماعیة لدى الأطفال تتأثر بدرجة کبیرة بالعلاقات القائمة بین الأفراد وبما یحصلون علیه من إجابات حول أسباب السلوک الإنسانی الذین یشاهدونه . ص20-21 وترى مریم خلیل(2009م , ص33) بأن خصائص المفاهیم الاجتماعیة تتحدد فی التالی :
وذکرت (رهام قاسم , 2014م , ص62) بأن خصائص المفاهیم الاجتماعیة تتمثل فی التالی:
ومن خلال ما سبق ترى الباحثة ان المفاهیم الاجتماعیة تعبر عن الصفات المجردة التی تشیر إلى المواقف والاحداث لها خصائص مشترکة فیما بینها , وأن المفاهیم تنمو فی مقاییس متعددة طالما أن الطفل ینمو ویتطور . * أسالیب وأنشطة تنمیة المفاهیم الاجتماعیة للطفل :
تعد الممارسات الاجتماعیة والتفاعلات الإنسانیة من البرامج الفعالة فی النشاطات الیومیة التی تؤکد على تکوین وترسیخ العلاقات الاجتماعیة والتفاعلات البیئیة والتعاطف الإنسانی , وأصول المجاملات فی السلوک الاجتماعی لدى طفل الروضة , وممارسة هذه الأمور فی سلوک یومی فی مودة و أدب , فطفل الروضة یطور مفهومه عن ذاته على أنه یعیش فی مکان (بیت) ویلعب فیه ویأکل فیه وکذلک فی الروضة یلعب ویمارس نشاطات مع أقرانه , ومن خلالها یقیم علاقات مع أقرانه والبالغین المحیطین به . (ثناء الضبع,2009م , ص166) ویمکن تعلم الطفل الحقائق والمهارات والقواعد السلوکیة المرتبطة بالمفاهیم الاجتماعیة , ومن اسالیب إکساب الطفل المفاهیم الاجتماعیة کما أشار إلیها غبیش (2009م , ص166) :
وأشار ناصر (2009م , ص165) إلى أنه یمکن تقدیم أهم الأنشطة المتعلقة بالخبرات الاجتماعیة فی المواقف والمجالات والمفاهیم السلوکیة التالیة :
وبناءً على ما سبق ترى الباحثة أن فی مرحلة الطفولة المبکرة تظهر أهمیة تنمیة المفاهیم الاجتماعیة بشکل سریع , وتتم تنمیة هذه المفاهیم بعدة طرق وأنشطة تمارسها معلمة الروضة مع الطفل فی جو یسوده الالفة , وذلک أن اکساب الطفل للمهارات یحتاج إلى تذکیرات منظمة حتى تصبح لدى الطفل فطریة . * المفاهیم الدینیة : الطفل فی أول حیاته یبدأ فی تکوین وبناء العدید من المفاهیم التی تزداد تعقیداً مع مرور الوقت ومع تعرض الطفل للعدید من الخبرات الیومیة , تبدو الحاجة واضحة لتدریس المفاهیم عامة والمفاهیم الدینیة بصفة خاصة , وذلک لأن تدریس المفاهیم الدینیة فی هذه المرحلة یمثل اللبنات الأساسیة فی المعرفة الدینیة . تعددت وتنوعت وجهات النظر التی حاولت وضع تعریف للمفاهیم الدینیة وتنوعت مجالات الدراسة وکل دراسة تتأثر بدراسته , ومن هذا المنطلق قام عدید من الباحثین والمختصین بوضع تعریفات متفاوتة ومنها " تجریدات فی مجال التربیة الإسلامیة تدل على فئة من المعلومات ویرمز إلیها بلفظ أو عبارة ویمکن أن یکون لها دلالة سلوکیة مثل : إیمان , وحدانیة , تطفیف الکیل والمیزان , زکاة , جهاد " (قاسم , محمود , 2008م , ص26) . وتعرفه حنان العنانی (2005م) بأن المفاهیم الدینیة " هی تلک التی تتعلق بقدرة الله ولا مادیته , ورحمته وعدالته وغیر ذلک من أمور تتصل بالعقیدة بجانبیها العقائدی والعبادی " ص 140 . وأشار کل من ثناء الضبع , وناصر غبیش (2011م) بأن المفاهیم الدینیة " إتاحة الفرص لطفل الروضة لتنمیة الجوانب المعرفیة والوجدانیة والسلوکیة المرتبطة ببعض مفاهیمه عن الدین الإسلامی , والتی تقع فی إطار علاقة الطفل بنفسه وبالآخرین , من خلال إمراره بمجموعة من الأنشطة التربویة المناسبة لمرحلته العمریة " ص56 . کما عرفها موسى (2003م) بأنه " فکرة مجردة تشیر إلى العلاقة المشترکة بین المواقف والاحداث والأشیاء وأن هذه العلاقة هی الصفة المشترکة التی تجمع بین هذه الأشیاء أو المواقف أو الأحداث ویعبر عنها برمز أو رموز لغویة " ص29 وأما حافظ عرفها (2015م) بأنه " اللفظ الذی له دلالة دینیة إسلامیة خاصة فی إطار العقائد أو العبادات أو المعاملات أو الأحکام الشرعیة أو الاخلاق والآداب أو العلاقات الاجتماعیة الإسلامیة أو السیرة , وذلک کما یتصوره الطفل عقلیاً وینفعل به وجدانیاً تبعاً للمرحلة العمریة التی یقع فیها " ص184 ومن خلال العرض السابق یتضح لنا أن المفاهیم الدینیة مجموعة من الألفاظ أو العبارات مستنبطة من القران الکریم والسنة النبویة تعبر عن صفات مشترکة والتی تشکل الأساس للمعرفة وفق رؤیة دینیة . * أهمیة المفاهیم الدینیة تمثل مرحلة ما قبل المدرسة أهمیة کبرى فی تکوین شخصیة الطفل , وللمفاهیم الدینیة اهمیة کبیرة فی حیاة الطفل , وتتجلى أهمیة المفاهیم الدینیة لأطفال کالتالی :(ثناء الضبع , ناصر غبیش , 2011م , ص 19 ؛ قاسم , محمود , 2008م , ص32-34 ؛ الحجیلی , 2014م , ص48)
وفی ضوء ما تقدم یتضح لنا أن مرحلة ریاض الأطفال تنمی الطفل من جمیع الجوانب وتشمل الجانب الدینی , کما أن تنمیة الطفل دینیاً تساهم فی تعزیز قدرته بذاته وتساعده على التکیف مع مجتمعه وتنمیة الضمیر الدینی لدى الطفل مبکراً . * أسالیب تنمیة المفاهیم الدینیة لدى طفل الروضة : ذکرت حنان العنانی (2005م , ص154) العدید من الأسالیب مثل : التذکیر والتواصی والترغیب والترهیب والتربیة بالأحداث , :
یعد هذا الأسلوب من الأسالیب الدینیة المناسبة لتعلیم الطفل المفاهیم الدینیة , وقد استخدمه رسل الله جل جلاله فی دعوة الناس إلى الدین والتمسک بالأخلاق الحمیدة , وکثیرة هی الآیات التی تشیر إلى أهمیة هذا الأسلوب ومن ذلک قوله تعالى ( إن هذه تذکرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبیلاً)(المزمل19) , ومن المناسب استخدام اسلوبی التذکیر والتواصی مع الطفل بما یلائم عمره وتطوره العاطفی الأخلاقی والعقلی حتى لا نبث فی نفس الطفل الصغیر مشاعر تؤرقه ولکی یفهم بالتدریج أمور دینه ودنیاه بما یساعد على تقویة إیمانه وصحته النفسیة .
استخدام الترغیب والترهیب فی القرآن والسنة , وقد تمیز هذان الأسلوبان بالاقناع والبرهان , والتصویر الفنی الرائع وبإثارة الانفعالات وتربیة العواطف , فهذا الأسلوب کسابقه من الأسالیب التی تخاطب عاطفة الطفل وتؤثر فی نفسه فیندفع باتجاه السلوک المرغوب فیه . وأسلوبا الترغیب والترهیب مفیدان فی تربیة الطفل ومن الممکن توظیفهما بما یلائم طبیعته والمرحلة العمریة التی یمر الطفل بها , ومن المفید استخدامها معاً , کما یمکن استخدام أحدهما.
إن الفرد فی تفاعل دائم مع الأحداث , والتربیة بالأحداث من وسائل التربیة التی تلعب على أوتار النفس فتثیر فیها عواطف شتى فتنبعث فیها الطاقة للسلوک الصحیح . ومن الممکن استخدام أسلوب التربیة بالأحداث فی تربیة الطفل منذ صغره على حب العقیدة والأخلاق الحمیدة وذلک عن طریق اختیار الوقت المناسب للتوجیه , وأن توظیف المواقف والأحداث فی إکساب الطفل المفاهیم الدینیة والأخلاقیة یجعله غیر قادر على نسیانها , ویبقى أثرها مطبوعاً فی عقله ووجدانه إلى الأبد , أو على الأقل إلى أمد بعید .
إن اکتساب الأطفال المفاهیم لیس بالأمر السهل , لأن الأطفال لیس لدیهم الخبرة والخلفیة التی یمتلکها الکبار , ولابد من أجل اکتساب الأطفال القدرة على إدراک المفاهیم تزویدهم بکثیر من الخبرات الحسیة , وبواسطتها یبدأ تکوین المفاهیم لدیه . وقد بینت دراسة الخطیب (2010م) حول تطور الشعور الدینی وتطوره فی مراحل الطفولة والمراهقة , ومعرفة خصائص کل مرحلة , لها أثرها البعید فی العملیة التربویة , وفی تثبیت العقیدة فی النفوس , واکتساب المعارف الإسلامیة , والآداب والأخلاق التی یحرص الاسلام على تمثلها . وذکرت ایمان رشوان(2004م) بأن المفاهیم الدینیة تنمو لدى الطفل , ولا تظل جامدة من خلال التعلیم الذی یتلقاه من البیئة المحیطة به , ومفاهیم الطفل الدینیة تختلف عن مفاهیم الکبار اختلافاً کبیراً , لاختلاف الخبرة والمشاعر , وینمو الطفل عقلیاً ویصاحب هذا النمو نمو فی المفاهیم الدینیة . ص130 وقد اشارت حنان العنانی (2005م) أن الطفل فی سن (3-6)سنوات یتصور الله والملائکة والشیاطین بصورة خیالیة لا صله لها بالحقیقة , أی ان ذهن الطفل لا یکون خالیا من صور حسیة عن المفاهیم الدینیة یؤلفها خیاله الخصب من عناصر استمدها من واقعه الحسی , ویتسم الشعور الدینی بالنمو من الفردیة فی الطفولة المبکرة إلى الاجتماعیة فی الطفولة المتأخرة . ص149 وقد رأى قاسم ومحمود (2008م ) تختلف الصورة الذهنیة التی یشکلها الأطفال للمفهوم الواحد بسبب اختلاف الخبرات التی یمرون بها , وطریقة تفکیرهم فیه أو تصورهم له فمثلاً "المصحف" الذی یمسکه الطفل قد یکون کبیراً أو صغیراً کما أن لون الغلاف قد یکون مختلفاً أیضاً من طفل لآخر . ص263 وترى الباحثة أن الطفل لا یدرک المفاهیم المجردة ولا یتمکن من فهم المعتقدات الدینیة فهماً صحیحاً , لأنه لا یمتلک الخبرات الکافیة مثل الکبار , فالمفاهیم الدینیة تتسم بالطابع الشخصی , کما أنها قاصرة بالمجتمع المحیط به . * العوامل المؤثرة فی تعلم المفاهیم الدینیة : ذکر المتخصصون عوامل کثیرة تؤثر فی تعلم المفاهیم , ویرجع الاختلاف بینهم إلى رؤیة کل منهم الخاصة فی درجة تأثیر عامل من العوامل فی تعلم المفاهیم فیرى قاسم (2012م , ص281) أن العوامل المؤثرة فی تعلم المفاهیم هی : وذکر أبولبن (2011م) بأن الحواس الخمسة تلعب دوراً ملحوظا فی تکوین المفاهیم الدینیة وتشکیلها عند الأفراد خاصة فی المراحل الأولى من حیاتهم , فعن طریق هذه الحواس یبدأ الطفل فی الاحتکاک ببیئته , والتعرف على الأشیاء والمواقف بصورة حسیة , وهذا الاحتکاک یساعده فی تشکیل الصورة الذهنیة لکثیر من المدرکات , وبالتالی تتکون لدیه المفاهیم المتعلقة بهذه المدرکات . وأشار کردی (2010م) بأن الطفل لا یدرک المعانی المجردة للمفاهیم الدینیة وبخاصة فی مجال العقیدة الدینیة الغیبیات ,وتعتمد تفسیراته لها على المشاهدات الحسیة والواقعیة , ومن ثم ینبغی استخدام حواس الطفل عند تقدیم المفاهیم الدینیة المناسبة , والابتعاد عن المعانی المجردة , واختیار الموضوعات بما یتفق , ومنطق المحسوسات مع الترکیز على القریب , والبسیط , والسهل , وغیر المعقد بالنسبة لتفکیر الطفل . * أهداف تنمیة المفاهیم الدینیة لدى طفل الروضة : من الأهداف الرئیسیة للتربیة الدینیة التی اشار إلیها شریف (2017م ,ص210-215) وهذه الأهداف کالتالی :
الدین مغموس بشدة فی حیاة الامم والشعوب ولا یوجد تراث فی الدنیا یخلو من طقوس او عادات دینیة مهما بلغت بساطة الثقافة التی ینتمی الیها هذا التراث فالدین جزء من ثقافة المجتمع التی تمت المحافظة علیها قروناً وتوارثتها الاجیال وتناقلتها من جیل إلى جیل وتعلیم الدین للأبناء یحقق هدفا من اهداف التربیة وهو نقل التراث الدینی کما یتحقق هذا الهدف عن طریق معرفة الناشئة لما یتضمنه الدین من قصص دینیة وتاریخیة عن حیاة الامم وقیم انسانیة ماجدة .
من الاهداف الرئیسیة للتربیة الدینیة تنمیة الوازع الدینی لدى الطفل وبناء ضمیره الذی یتکون نتیجة لتمکن الانسان من العقیدة وایمانه الراسخ بها ونتیجة لممارسته شعائرها , وهذه الضمیر ینشأ عن تکوین نفسی خلقی یحصل لدى الطفل بعد خبرات متعددة فیکون لدیه بمثابة الرقیب الداخلی الذی یضبط سلوکه ویحاسب على کل صغیرة وکبیرة , وتهدف تنمیة الطفل دینیا إلى تحقیق الضبط الاجتماعی ویتم ذلک عن طریق تکوین روح الخضوع للنظام الاخلاقی .
یمکن تعریف الدور الاجتماعی بانه وظیفة الفرد فی الجماعة ومن الامثلة على الادوار الاجتماعیة دور , القائد , الأم , الأب ,المدرس , وقد حدد الاسلام الکثیر من الأدوار الاجتماعیة وذلک توضیحه لواجبات الام والاب نحو الابناء وواجبات الحاکم نحو الرعیة ومسؤولیة الابناء تجاه ابائهم وامهاتهم ان هذه الامور یمکن تبسیطها وتقدیمها للطفل بأسلوب یناسب سنه ومستوى نضجه العقلی .
کثیرا ما یقو الانسان بإجراء تغیرات فی شخصه او فی محیطه من اجل تحقیق اهداف معینة تساعده على الاستقرار والبقاء وتساهم التربیة الدینیة فی مساعدة الانسان على التکیف أی التلائم مع المحیط والشعور بالتوازن النفسی الذی یثری بدوره التکیف الاجتماعی لان الاضطراب النفسی یجرح علاقة الفرد بمحیطه , ان التکیف الاجتماعی یتحقق أیضاً عن طریق قدرة الفرد على التوفیق بین معاییره ومعاییر المجتمع لکن بشرط ألا یحسر الفرد عنصر النماء والابداع الذی یعد مظهراً من مظاهر الشخصیة المتکاملة. وبناءً على ما سبق ترى الباحثة ان هناک علاقة کبیرة بین التربیة والدین , فلا یمکن ان تتم التربیة بدون الرجوع الى اسس الدین , فالمبادئ والقیم الدینیة تؤثر فی تربیة الامم وتنشئة الابناء , وان تربیة الطفل الدینیة تساعده على تطبیق قیم المجتمع الاسلامی وممارسة العادات الصحیحة , وشعور الطفل بأنه جزء من المجتمع .
المراجع
| ||||
References | ||||
المراجع
| ||||
Statistics Article View: 1,492 PDF Download: 510 |
||||