الشعور بالندم لدى الطلبة الموهوبين

 

             کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

 

 

الشعور بالندم لدى الطلبة الموهوبین

 

إعـــداد

عبدالله عطیةالله سعید الزهرانی

 

 

 

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الثانی– جزء ثانی –  فبرایر 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص –

 هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مستوى الشعور بالندم لدى الطلبة الموهوبین فی المرحلتین المتوسطة والثانویة بمنطقة الباحة , وذلک فی سبیل الوقوف علیها ومحاولة ایجاد الحلول المناسبة لها , کما هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أثر متغیری الجنس والعمر الزمنی على درجة وجود هذه المشکلة . وقد أستخدم الباحث فی هذه الدراسة المنهج الوصفی وتکونت عینة الدراسة من (120) طالباً وطالبة من الموهوبین والموهوبات الملتحقین بمدارس التعلیم العام . ولتحقیق أغراض هذه الدراسة فقد استخدم الباحث مقیاس الشعور بالندم الموقفی بصورته النهائیة بعد عرضه على مجموعة من المحکمین ذوی الخبرة والاختصاص , حیث تکون المقیاس من (28) فقرة موزعة على ثلاثة أبعاد . وأظهرت النتائج لفقرات مقیاس الندم الموقفی لدى الموهوبین بأن الدرجة بشکل عام کانت منخفضة جداً وقد جاء بعد الندم الأکادیمی فی الترتیب الأول وبدرجة منخفضة , یلیه بعد الندم الشخصی فی الدرجة الترتیب الثانی وبدرجة منخفضة جداً , بینما جاء بعد الندم الاجتماعی فی الترتیب الثانی وبدرجة منخفضة جداً وتراوحت المتوسطات الحسابیة للفقرات من (1.20) إلى (2.73) بدرجة منخفضة جداً إلى متوسطة . وقد کانت أعلى درجة لفقرات المقیاس الفقرة الأولى , بینما جاءت الفقرة السابعة عشرة فی المرتبة الأخیرة کما هو موضح من خلال الجداول الاحصائیة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة النظریة :

وجدت الموهبة بین الأفراد لتکون مقیاساً للتنافس بین العقول  ونبراساً یمُیز أصحاب هذه العقول النیرة , تقودنا للإبداع والخیال وإلى تحقیق مستویات عالیة فی الذکاء  وإدراک حقائق کبیرة تخفى على الآخرین وهی نعمةٌ من الله سبحانه وتعالى وهبها لعباده وبذلک تکون أمانةً تحتاج للرعایة والصقل والاهتمام وبذلک تعتبر الموهبة تفوق یُظهره الفرد فی الحواس والإدراک العقلی إلى مستوى الابتکار والاختراع ونسج ما یدور ویتکون فی العقل الباطن من صورٍ وخیالات یقوم بتجسیدها لحقیقة وخلقها حتى تتکون لدیه صورة ملموسة ومحسوسة ممّا یراه فی عقله ویشعر به فی داخله ومن هذا المنطلق أولت المملکة العربیة السعودیة رعایةً کبیرةً للموهوبین انطلاقاً من سیاستها فی الاهتمام باستثمار الانسان وتنمیته حیثُ کان لوزارة التعلیم الدور الکبیر فی هذا الاهتمام وذلک بإنشاء إدارة عامة للموهوبین تُعنى برسم السیاسات الخاصة لمجال الموهبة فی الخدمات التربویة المقدمة لهم وماهی آلیة تنفیذها بالشکل الذی یعود علیهم بالنفع والفائدة فی تنمیة مواهبهم ورعایتها وتعتبر مؤسسة الملک عبدالعزیز ورجاله للموهبة والإبداع هی المظلة الکبرى فی المملکة العربیة السعودیة والتی رسمت الرؤیة والرسالة والأهداف حیث انطلقت من رؤیة أن تصبح المملکة مجتمعاً مبدعاً بقیاداته وکوادره الشابة الموهوبة والمبتکرة وذات التعلیم والتدریب المتمیز ممّا یدعم التحول إلى مجتمع معرفی وتحقیق التنمیة المستدامة وکانت رسالتها دعم بناء وتطویر بیئة ومجتمع مبدع لکِ یتمکن الموهوبون والمبدعون بفئاتهم المختلفة من تسخیر مواهبهم فی خدمة هذا الوطن المعطاء وتمثلت رسالة المؤسسة علمیاً فی کثیرٍ من الأهداف التی تسعى للاهتمام بالموهوبین ورعایتهم وتوفیر البیئة الخصبة لهم بما یدعم مواهبهم وابداعاتهم ویجعل منها ثروةً لبناء الانسان وبناء الأوطان ویتمثل تعریف الموهبة بوزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة فی الطلاب الذین یوجد لدیهم استعدادات، وقدرات غیر عادیة، أو أداء متمیز عن بقیة أقرانهم، فی مجال أو أکثیر من المجالات التی یقدرها المجتمع وبخاصة فی مجالات التفوق العقلی، والتفکیر الابتکاری، والتحصیل العلمی والمهارات والقدرات الخاصة، ویحتاجون إلى رعایة تعلیمیة خاصة لا تتوافر لهم بشکل متکامل فی برامج الدراسة العادیة.

خصائص الموهوبین :

على مر السنوات تراکمت قوائم وتصنیفات کثیرة لهذه السمات والخصائص أوردها عدد من الباحثین المُتخصصین فی المجموعات التالیة :

• خصائص عقلیة , اجتماعیة وعاطفیة , شخصیة وأخلاقیة .
• خصائص اجتماعیة , جسمیة , وجدانیة , تفکیریة .
• خصائص معرفیة وانفعالیة .
• خصائص اجتماعیة وعاطفیة , جسدیة , تربویة ومهنیة , أخلاقیة .
• خصائص معرفیة , انفعالیة , حسّیة وجسدیة , حدسیة .
• خصائص أخرى کخصائص التعلم والخصائص الإبداعیة . ص ( 94 ) .

( جروان , فتحی عبدالرحمن , الموهبة والتفوق والإبداع , (2012 ) الأردن.عمّان دار الفکر للنشر والتوزیع ط 4 )

• وهناک من أورد قوائم من الخصائص السلوکیة التی تُعتبر مؤشرات على الموهبة فی سن ما قبل المدرسة بحیث تتضمن هذه القوائم مجموعة من الخصائص والسلوکیات الدالة علیها وتشتمل هذه الخصائص على :
• الاکتساب المبکر للغة والمهارات ( الحرکیة , العقلیة , الاجتماعیة , الإبداعیة , الخاصة)
• ·           وتعود أهمیة التعرف على الخصائص السلوکیة للأطفال الموهوبین والمتفوقین لسببین رئیسین هما :

1. اتفاق الباحثین والمربین فی مجال تعلیم الأطفال الموهوبین والمتفوقین على ضرورة استخدام قوائم الخصائص السلوکیة کأحد المحکّات فی عملیة التعرف أو الکشف عن هؤلاء الأطفال واختیارهم للبرامج التربویة الخاصة .
2. وجود علاقة بین الخصائص السلوکیة والحاجات المترتبة علیها وبین نوع البرامج التربویة والإرشادیة الملائمة , ذلک أن الوضع الأمثل لخدمة الموهوب والمتفوق هو ذلک الذی یوفر مطابقة بین عناصر القوة والضعف لدیه وبین مکونات البرنامج التربوی المقدم له أو الذی یأخذ بعین الاعتبار حاجات هذا الموهوب والمتفوق فی المجالات المختلفة . ص                         ( 97 – 98 )

( جروان , فتحی عبدالرحمن , الموهبة والتفوق والإبداع , (2012 ) الأردن.عمّان دار الفکر للنشر والتوزیع ط 4 )

 

مقارنة الشعور الندم بین الموهوبین وغیر الموهوبین

من خلال البحث فی مراجع الکتب والدراسات السابقة العربیة والأجنبیة لم یحصل الباحث على أی موضوع ذات صلة بالمقارنة فی الشعور بالندم بین الطلبة الموهوبین وغیر الموهوبین .

مصطلحات الدراسة :

1. الندم :

• §     یعرفه أوزبل ( Ausubel,1955 ) :

بأنه مشاعر غیر سارة ومرتبطة بما اقترفه الفرد من انتهاکات لأمور خلقیة أو معاییر اجتماعیة .

• §     تعریف قاموس وبستر ( Webster,2005 ) :

بأنه شعور بالضیق یظهر نتیجة الشعور بالذنب لأخطاء أُرتکبت فی الماضی ومرادف الکلمة هو اللوم الذاتی والشعور بالمسؤولیة عن ارتکاب عمل خاطئ مثل شخص قد شعر بالندم العمیق کونه قد غش فی الامتحان .

• §     تعریف موسوعة الندم ( Encyclopedia Remorse,2005:1  ) :

الندم عبارة عن انفعال یحدُث لشخص یشعُر بأنه قد أرتکب فعلاً منافیاً للعُرف الأخلاقی , ویمتاز هذا الانفعال بالشعور بالأسف والکراهیة الذاتیة والرغبة فی تصحیح الخطأ وجعلهُ ضمن السیاق الصحیح .

• تعریف کارول ( Caroll,1985 ) :

أن الندم أحد الأعراض العامة للذنب ویصفه بأنه ذنب أخلاقی ناتج عن صحوة الضمیر ممّا یدفع الفرد إلى الشعور بالندم والأسف والرغبة فی التوبة والتعویض عن الأذى الذی یعتقد الفرد المذنب بأنه قد ألحقه بشخصٍ ما .

1. الموهوبین :

هم التلامیذ الذی یوجد لدیهم استعدادات، وقدرات غیر عادیة، أو أداء متمیز عن أقرانهم فی مجال أو أکثر من المجالات التی یقدرها المجتمع، وبخاصة فی مجالات التفوق العقلی، والتفکیر الابتکاری، والتحصیل الأکادیمی والمهارات والقدرات الخاصة، ویحتاجون إلى رعایة تعلیمیة خاصة لا تستطیع المدرسة تقدیمها لهم فی منهج الدراسة العادیة. ( النافع وآخرون 2000م، ص 87).

مشکلة الدراسة واسئلتها :

إن مشکلة الشعور بالندم تعدّ من أقدم الحالات النفسیة التی عرفتها النفس البشریة ومع ذلک لم یکن لها النصیب الأکبر فی مجال الدراسات والأبحاث ومع ما یعانیه الطلبة الموهوبون من قلق على مستقبلهم حیث یأمل کلّ طالبٍ منهم بأن یحافظ على مستویاته العلمیة المتقدمة وأن یلتحق بأرقى الجامعات وغیر ذلک من المشکلات النفسیة التی یصاحبهم خلالها الشعور بالندم والخوف من الضیاع فی المستقبل أو غیره وقد یراوده الشعور بالذنب والحرج والخجل من والدیه والآخرین إذا لم یحقق الإنجاز المطلوب الذی یتمناه هو ومن حوله فوجود الفجوة بین ما هو مطلوب أن یحققه وما قام بإنجازه فعلاً یجعله تحت وطأة مشاعر الذنبِ والندم ولذلک یشعر الطالب الموهوب بضرورة مراجعة نفسه ومحاسبتها عمّا قام به من سلوکیات أو عن أحاسیسه ومشاعره ومعتقداته ویرافق هذه العملیة معاناة الشعور بالندم .

وتتلخص مشکلة الدراسة بالإجابة عن الاسئلة التالیة :

1)   ما درجة الشعور بالندم لدى الطلبة الموهوبین وغیر الموهوبین ؟

2)   هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة عند مستوى الدلالة  (α≤ 0.5) فی الشعور بالندم تبعاً لمتغیر المرحلة المتوسطة والثانویة  بین الطلبة الموهوبین وغیر الموهوبین ؟

3)   هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة عند مستوى الدلالة (α≤ 0.5) فی الشعور بالندم تبعاً لمتغیر الجنس ؟

أهداف الدراسة :

1)   الکشف عن الشعور بالندم الطلبة الموهوبین وغیر الموهوبین .

2)   معرفة الفروق ذات الدلالة الاحصائیة عند مستوى الدلالة (α≤ 0.5)فی الشعور بالندم بین الطلبة الموهوبین وغیر الموهوبین .

3)   معرفة الفروق ذات الدلالة الاحصائیة عند مستوى الدلالة (α≤ 0.5) فی الشعور بالندم تبعاً لمتغیر الجنس .

أهمیة الدراسة :

تبرز أهمیة الدراسة من خلال محورین هما :

أولاً : المحور النظری

تتمثل أهمیة هذه الدراسة فی کون أن موضوع الندم لم یلاقی اهتمام کبیر من الباحثین فی مجال التربیة وعلم النفس , کما أن زیادة عدد الطلبة الموهوبین الذین یشعرون بالندم جعلت من هذا الموضوع أمراً حیویاً وأن مفهوم الشعور بالندم تعددت وجهات النظر فیه وتتفق أغلبیتها فی احتمالیة حدوث نتائج سلبیة إذ اقترن الإحساس بالذنب والندم أو وخز الضمیر فی نفوس الطلبة الموهوبین اقتراناً وثیقاً بالعقاب ومن هنا جاءت أهمیة تناول هذا الموضوع من خلال هذه الدراسة

ثانیاً : المحور التطبیقی

تساعد نتائج هذه الدراسة العاملین فی مجال التربیة الخاصة بشکلٍ عام والعاملین مع فئة الطلبة الموهوبین بشکلٍ خاص على کیفیة التعامل مع هذا الشعور من الناحیة النفسیة ومساعدة الطالب والوقوف بجانبه فی هذه المرحلة , وستکون مرجعاً مفیداً وهاماً للعاملین فی مجال الارشاد الطلابی للاطلاع علیها والإلمام بما فیها وتطبیقه فی المیدان التعلیمی مع الطلبة الذین یعانون من الشعور بالندم سواءً من الموهوبین أو العادیین .

حدود الدراسة :

• §          الحدود الزمانیة:

الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 1437/1438هـ.

• §          الحدود المکانیة:

إدارة التعلیم بمنطقة الباحة .

• §         الحدود الموضوعیة:

ستتناول الدراسة الشعور بالندم لدى الطلبة الموهوبین وغیر الموهوبین .

اجراءات الدراسة

أولا: منهجیة الدراسة:

تهدف الدراسة الحالیة إلى التعرف على درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة والفروق فی تلک الدرجة تبعاً لمتغیرات الدراسة، ولتحقیق غایات الدراسة الحالیة تم اتباع المنهج الوصفی، لأنه یتناسب مع طبیعة الدراسة وأهدافها.

ثانیا: مجتمع الدراسة

          یتکون مجتمع الدراسة من جمیع الطلاب الموهوبین فی منطقة الباحة فی المرحلة الثانویة والمتوسطة، والجدول (1) یبین توزیعهم حسب متغیری المرحلة والجنس.

جدول (1) أعداد الطلاب الموهوبین لمجتمع الدراسة حسب الجنس والمرحلة التعلیمیة

ثالثا: عینة الدراسة:

تتألف عینة الدراسة الحالیة مما یلی:

1. العینة الاستطلاعیة: وتتکون من (30) طالباً وطالبة، تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة وتم تطبیق أداة الدراسة علیهم بهدف التحقق من صدق وثبات أداة الدراسة.
2. عینة الدراسة الرئیسیة: وتکونت من (120) من الطلبة الموهوبین بمنطقة الباحة، والذین تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة، بواقع (30) طالب موهوب فی المرحلة المتوسطة و(30) طالب موهوب فی المرحلة الثانویة، و(30) طالبة موهوبة فی المرحلة المتوسطة و(30) طالبة موهوبة فی المرحلة الثانویة، والجدول (2) یبین توزیعهم تبعاً لمتغیرات الدراسة                 (جنس الطلبة والمرحلة الدراسیة) والنسبة المئویة.

جدول (2) أعداد الطلبة الموهوبین لعینة الدراسة حسب الجنس والمرحلة الدراسیة

رابعاً: أداة الدراسة

          تتکون أداة الدراسة الحالیة من مقیاس درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة، حیث تم الاستفادة من (دلیل المقاییس والاختبارات)  للدکتور أبو أسعد فی وضع فقرات المقیاس فی صورته الأولیة وعدد فقراته 28 فقرة والذی ضم ثلاثة ابعاد هی: الندم الشخصی، والندم الاجتماعی، والندم الأکادیمی، والملحق (1) یبین المقیاس فی صورته الأولیة. وفیما یلی عرض لدلالات الصدق والثبات التی تم استخراجها للمقیاس.

1. صدق المقیاس: حیث تم استخراج انواع الصدق التالیة:

أ‌.        صدق المحکمین: للتحقق من صدق المقیاس، تمّ عرضه بصورته الأولیّة على (خمسة) مُحکِمین من ذوی الاختصاص فی مجال التربیة الخاصة وعلم النفس والملحق (2) یبین اسماؤهم، حیث طلب منهم إبداء رأیهم فی مدى ملاءمة الأبعاد التی ضمّها المقیاس ومدى ملاءمة الفقرات لتلک الأبعاد ومدى ملاءمة الفقرات لقیاس درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة. وقد تم اعتماد اتفاق المحکّمین على صلاحیّة الفقرات، وتمّ تعدیل صیاغة بعض الفقرات استناداً إلى آراء المحکّمین، والملحق (3) یبین المقیاس فی صورته النهائیة.

ب‌.    صدق البناء ولغایات استخراج صدق البناء للمقیاس الحالی تم تطبیق المقیاس على العینة الاستطلاعیة المکونة من (30) طالباً وطالبةً، حیث تم حساب معامل الارتباط بین درجة کل فقرة من الفقرات مع البعد الذی تنتمی إلیه ومع الدرجة الکلیة للمقیاس کما فی جدول (3) والذی یبین أنّ معاملات الارتباط بین الفقرات والأبعاد التی تنتمی إلیها والدرجة الکلیة للمقیاس جمیعها مناسبة ودالة عند مستوى (a ≤ 0.05)، ویشیر ذلک إلى تحقق معیار الصدق البنائی فی المقیاس وبالتالی یُعطی الثقة فی استخدامه لقیاس درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة.

جدول (3) معاملات الارتباط بین فقرات مقیاس درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة مع الدرجة الکلیة للمقیاس (ن= 30)

* دال عند (α≤ 0.05)         ** دال عند (α≤ 0.01)

کذلک تم حساب معامل الارتباط بین درجة کل بعد من الأبعاد مع الدرجة الکلیة للمقیاس کما فی جدول (4) والذی یبین أنّ معاملات الارتباط بین الأبعاد والدرجة الکلیة للمقیاس جمیعها مناسبة ودالة عند مستوى (a ≤ 0.05)، ویشیر ذلک إلى تحقق معیار الصدق البنائی فی المقیاس وبالتالی یُعطی الثقة فی استخدامه لقیاس درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی                    منطقة الباحة.

جدول (4) معاملات الارتباط بین أبعاد مقیاس درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی       منطقة الباحة مع الدرجة الکلیة للمقیاس (ن= 30)

* دال عند (α≤ 0.05)         ** دال عند (α≤ 0.01)

1. ثبات المقیاس

ولغایات الدراسة الحالیة تم تطبیق المقیاس على أفراد العینة الاستطلاعیة وعددها (30) طالباً و طالبةً، حیث تم حساب الثبات باستخدام طریقة کرونباخ لاستخراج معامل ألفا للثبات وقد بلغت القیم التی تم التوصل إلیها وفق تطبیق المعادلة على بیانات العینة الاستطلاعیة للمقیاس (0.87) وهی قیمة مرتفعةُ وتحقق الثبات للمقیاس وبالتالی یمکن استخدام المقیاس کما فی جدول (5).

جدول (5) معاملات الثبات لأبعاد مقیاس درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة مع الدرجة الکلیة للمقیاس (ن= 30)

* دال عند (α≤ 0.05)         ** دال عند (α≤ 0.01)

1. معیار الحکم على درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة

للحکم على درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة، قام الباحث بحساب الوزن النسبی لبدائل الاستجابة على فقرات المقیاس على النحو التالی:

-         طول الفئة= المدى/ عدد الفئات.

-         المدى= الفرق بین أکبر وأصغر درجة (درجة بدیل الاستجابة) / عدد بدائل الاستجابة على الفقرة.

-         المدى = (1-5) / 5= 0.80.

 وبالتالی یکون الحکم على درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحةوفق المتوسطات الحسابیة کما فی جدول (6):

جدول (6) الحکم على درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین وفق المتوسطات الحسابیة

خامساً: خطوات الدراسة:

تم اتباع الخطوات التالیة من أجل إعداد الدراسة الحالیة:

1. مراجعة أدب الدراسات السابقة والکتب المتعلقة بدرجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة حیث تم اختیار مشکلة الدراسة وأهدافها.
2. تطویر أداة الدراسة وهی مقیاس درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة.
3. أخذ موافقة قسم التربیة الخاصة فی جامعة الباحة، ومخاطبة إدارة التعلیم لتطبیق أدوات الدراسة.
4. استخراج دلالات الصدق والثبات للمقیاس بعرضه على المحکمین وتطبیقه على العینة الاستطلاعیة.
5. تطبیق الأداة على عینة الدراسة الرئیسیة.
6. تفریغ البیانات على الحاسوب، وتحلیلها احصائیاً.
7. استخراج النتائج وکتابة تقریر البحث ومراجعته.

سادساً: الأسالیب الاحصائیة المستخدمة:

• النسب المئویة والتکرارات.
• معاملات الارتباط ومعادلة کرونباخ ألفا.
• المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار ت.

عرض النتائج ومناقشتها

تم فی هذا القسم عرض نتائج التحلیل الإحصائی للدراسة المیدانیة للتعرف على درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة، والتعرف على مدى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة على المقیاس تعزى لمتغیرات الدراسة، وفیما یلی عرضاً للنتائج ومناقشتها وفق ترتیب الأسئلة فی الدراسة.

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول ونصه: ما درجة الندم الموقفی لدى الموهوبین فی منطقة الباحة؟

للاجابة على هذا السؤال تم استخدام المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات مقیاس الندم الموقفی لدى الموهوبین حیث یظهر جدول (7) أن الدرجة بشکل عام کانت منخفضةً جداً بمتوسط حسابی مقداره (1.77). وقد جاء بعد الندم الاکادیمی فی الترتیب الأول بمتوسط حسابی مقداره (1.83) وبدرجة منخفضةَ، یلیه بعد الندم الشخصی فی الترتیب الثانی بمتوسط حسای مقداره (1.78) وبدرجة منخفضة جداً، بینما جاء بعد الندم الاجتماعی فی الترتیب الثانی بمتوسط حسابی مقداره (1.69) وبدرجة منخفضة جداً وتراوحت المتوسطات الحسابیة للفقرات من (1.20) إلى (2.73) بدرجة منخفضة جداً إلى متوسطة. وقد کانت أعلى درجة لفقرات المقیاس الفقرة الاولى "ُنفق کثیراً من المال لشراء حاجات غیر ضروریة"، بینما جاءات الفقرة السابعة عشرة "رسبتُ فی أحد المواد بسبب إهمالی" فی المرتبة الأخیرة کما فی جدول (7).

جدول (7) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة وترتیب درجة الندم

 الموقفی لدى الموهوبین (ن=120)

 

ویعزو الباحث هذه النتیجة الى الصحة النفسیة التی یتمتع بها الطلبة الموهوبین، حیث أن الندم عادة یرافق الأعمال السلبیة وعدم الانجاز والشعور بالتأخر عن الزملاء، وهذه فی الغالب بعیدة عن سمات الموهوبین التی أشارت إلیها المراجع والدراسات المختلفة. فهم عادة ما یقومون المهام الموکلة إلیهم، ویلقون الاستحسان والقبول ممن حولهم مما یقلل شعورهم بالندم.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثانی ونصه: هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی درجة الندم الموقفی لدى عینة الدراسة تبعا لمتغیر الجنس؟

للاجابة على هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة الندم الموقفی لدى الموهوبین کما هو موضح فی جدول (9) حیث یشیر إلى وجود فروق ظاهریة فی تلک المتوسطات، وللتأکد من وجود دلالة إحصائیة لتلک الفروق تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة والذی یشیر إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات مقیاس الندم الموقفی لدى الموهوبین وأبعاده (الندم الشخصی والاکادیمی والاجتماعی) تعزى لجنس الطلبة (ذکور واناث). وبما أن متوسطات الذکور أعلى من متوسطات الاناث فإن الفروق لصالحهم.

جدول (9) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار (ت) لدرجة الندم الموقفی لدى الموهوبین تبعاً لمتغیر جنس الطلبة

وقد یرجع الاختلاف بین الذکور والاناث فی أدائهم على أبعاد مقیاس الندم، وعلى المقیاس ککل، لصالح الطلاب الموهوبین، الى تمیز الذکور فی سن المدرسة بإظهار بعض التصرفات التی تشعرهم بالندم ولو بشکل بسیط، وتتفق هذه النتیجة مع ما أشارت الیه خولة یحیى (2006) الى وجود فروق فی إظهار سلوکات اندفاعیة تسبب الندم لدى الذکور والاناث، حیث تمیل مظاهر هذا السلوک لأن تظهر لدى الذکور أکثر من الإناث.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث ونصه: هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی درجة الندم الموقفی لدى عینة الدراسة تبعا لمتغیر المرحلة؟

للاجابة على هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة الندم الموقفی لدى الموهوبین کما هو موضح فی جدول (10) حیث یشیر إلى وجود فروق ظاهریة فی تلک المتوسطات، وللتأکد من وجود دلالة إحصائیة لتلک الفروق تم استخدام اختبار (ت) للعینات المستقلة والذی یشیر إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی متوسطات مقیاس الندم الموقفی لدى الموهوبین وأبعاده (الندم الشخصی والاکادیمی والاجتماعی) تعزى للمرحلة التعلیمیة للطلبة (متوسطة وثانویة). وبما أن متوسطات طلبة المرحلة الثانویة أعلى من متوسطات طلبة المرحلة المتوسطة فإن الفروق لصالحهم.

جدول (10) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة واختبار (ت) لدرجة الندم الموقفی لدى الموهوبین تبعاً لمتغیر جنس الطلبة

وقد یعود ذلک الى میل طلاب المرحلة الثانویة لإظهار سلوکات اجتماعیة اندفاعیة قد تشعرهم بالندم، وذلک عندما یواجهون مواقف ضاغطة، مع العلم بأن هذا الاختلاف فی الدرجة فی الشعور بالندم بین طلاب المرحلة الثانویة والمتوسطة قد لا یعنی شیئاً، لأن درجة ظهوره منخفضة أصلا والفروق فی الدرجات المنخفضة لا تعنی شیئاً، ورغم ذلک یمکن أن یعزى هذا الفرق الى اتصاف طلاب المرحلة الثانویة بردود الأفعال السریعة مع عدم التفکیر بالعواقب، وتقلید الأقران.

التوصیات

1. الترکیز فی برامج تدریب معلمی الموهوبین على أسالیب التعامل مع مظاهر الشعور بالندم لدى الطلاب الموهوبین.
2. توعیة المعلمین والآباء بأهمیة ملاحظة ظهور أعراض الندم لدى طلابهم وأبنائهم والتعامل معها.

المقترحات

1. إجراء دراسة مماثلة فی مناطق أخرى من المملکة وبعینات مختلفة فی خصائصها الدیمغرافیة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قائمة المراجع :

جروان , فتحی عبدالرحمن (2013) الموهبة والتفوق والإبداع , دار الفکر , الأردن .

جروان , فتحی عبدالرحمن (2013) أسالیب الکشف عن الموهوبین ورعایتهم , دار الفکر , الأردن .

النافع, عبدالله وآخرون (2000) برنامج الکشف عن الموهوبین ورعایتهم .

الروسان , فاروق (2013) سیکولوجیة الأطفال غیر العادیین , دار الفکر , الأردن .

 

Article View: 265

PDF Download: 444