صفات الإنسان المذمومة في القران الکريم وسبل التزکية منها في ضوء مصادر التربية الإسلامية. | ||||
مجلة کلية التربية (أسيوط) | ||||
Article 6, Volume 35, Issue 1, January 2019, Page 184-210 PDF (654.39 K) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/mfes.2019.104394 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
إبراهيم محمد بن عبدالله العيسى* | ||||
أستاذ التربية الإسلامية والمقارنة المشارک في قسم أصول التربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض . | ||||
Abstract | ||||
هدفت الدراسة إلى معرفة الصفات المذمومة للإنسان الواردة في القرآن الکريم ، وإيضاح مفهومها، وسبل تزکية الإنسان منها في ضوء مصادر التربية الإسلامية. واستخدمت المنهج الاستقرائي والاستنباطي والاستدلالي والوصفي الوثائقي . وأهم نتائجها: أن الصفات المذمومة للإنسان الواردة في القرآن الکريم هي : (الضعف ،اليأس والقنوط ،الجحود لنعم الله ،کثرة الظلم للنفس ،الجدل والخصومة ،العجلة ،البخل ،الجهل ،الهلع والجزع ،الطغيان) التزکية من الضعف بالزواج والمجاهدة ، ومن اليأْسُ والقنوط بحُسن الظن بالله وسعة رحمته، ومن الجحود لنعم الله بالإقرار بالمنعم ودوام الشکر له ، ومن ظلم النفس بالإقلاع عن المعاصي وکثرة التوبة ، ومن الجدل المذموم بإدراک آثاره الوخيمة ، ومن العجلة بمجاهدة النفس على التأني ، ومن البخل بمجاهد النفس على الجود ، ومن الجهل بالتَّعَلُّمُ ، ومن الهلع والجزع بالإيمان والعمل الصالح ، ومن الطغيان بالإيمان بقوة الله وتذکر ضعف الإنسان. وأوصت الدراسة بعدة توصيات واقترحت دراسات أخرى | ||||
Keywords | ||||
الکلمات المفتاحية : التربية الإسلامية; الإنسان; مصادر التربية الإسلامية; التزکية | ||||
Full Text | ||||
کلیة التربیة کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة) =======
صفات الإنسان المذمومة فی القران الکریم وسبل التزکیة منها فی ضوء مصادر التربیة الإسلامیة.
إعـــداد د/ إبراهیم بن محمد بن عبدالله العیسى أستاذ التربیة الإسلامیة والمقارنة المشارک فی قسم أصول التربیة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة بالریاض .
} المجلد الخامس والثلاثون– العدد الأول – ینایر2019م { http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic
ملخص الدراسة هدفت الدراسة إلى معرفة الصفات المذمومة للإنسان الواردة فی القرآن الکریم ، وإیضاح مفهومها، وسبل تزکیة الإنسان منها فی ضوء مصادر التربیة الإسلامیة. واستخدمت المنهج الاستقرائی والاستنباطی والاستدلالی والوصفی الوثائقی . وأهم نتائجها:
وأوصت الدراسة بعدة توصیات واقترحت دراسات أخرى الکلمات المفتاحیة : التربیة الإسلامیة – الإنسان – مصادر التربیة الإسلامیة – التزکیة .
Abstract: The study aimed at knowing the human abhorrent characteristics of the Qur'an, clarifying its concept, and ways of getting rid of them in the light of the sources of Islamic education. The research used inductive, deductive, documentary and descriptive methods. The most prominent results:
The study provided some recommendations and suggested further studies. Keywords: Islamic Education – Human – Islamic Education Resources - Getting Rid of.
مقدمة الحمد لله وکفى ،والصلاة والسلام على النبی المصطفى و آله وصحبه ومن اقتفى ، وبعد: خلق الله الإنسان ومیزه عن بقیة الکائنات الأخرى ، فهو لیس فی طبیعته یشبه الملائکة، ولا یشبه أیضا الحیوان ، وإن کان ممکناً فی حالات الهبوط أن یصبح کالحیوان بل أضل سبیلا ،کما یمکن أن یسمو بروحه إلى مستوى الملائکة فی الطهر ، لکنه تارة یسمو بنفسه ، وتارة یهبط بها ، فهذه طبیعته التی فطر علیها ، ولا یزال فی مکابدة ومشقة ومجاهدة للنفس وتزکیة لها مادام قد وفق للهدایة ، وربما لم یوفق للهدایة فیرد إلى أسفل سافلین ، من هنا افترق الناس إلى مفلحین وخائبین ، قال تعالى : " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) ". سورة الشمس : آیة 9-10 إن هذه الدراسة تخاطب أهل الإسلام من خلال رسم السبل الواقیة لهم من غلبة الصفات الفطریة المذمومة على حیاتهم ، لتساعدهم على سلوک طریق الفلاح والنجاح ، والله الموفق . موضوع الدراسة . الإنسان هو موضوع علم التربیة الإسلامیة ، والقرآن الکریم أهم مصدر للتربیة الإسلامیة ، حیث رسم فیه المنهج الذی یریده الله من الإنسان ،ولفظة "الإنسان" وردت فی القرآن فی 57 آیة ، تنوع فیها وصف طبیعته بین المدح والذم لذلالته نحو الکمال المنشود من خلال استثمار صفات القوة فیه ، والوقایة من تأثیر صفات النقص علیه. وهذه الدراسة تتناول الصفات المذمومة للإنسان الواردة فی القرآن الکریم ، لأجل فهمها ووقایة الإنسان منها ، حتى لا تحول بینه وبین الوصول للکمال الذی یریده الله منه ، مستنیرة بمصادر التربیة الإسلامیة لتحقیق ذلک الهدف. أهمیة الدراسة : وتتلخص فی النقاط الآتیة : 1- أهمیة الدراسات المتعلقة بالقرآن الکریم الذی یعد أهم مصدر للتربیة الإسلامیة. 2- أهمیة الدراسات المتعلقة بالإنسان الذی هو موضوع علم التربیة الإسلامیة . 3- أن هذه الدراسة تسعى لتحقیق غایة التربیة الإسلامیة من خلق الإنسان ووجوده فی الحیاة. أهداف الدراسة : هدفت إلى : 1- تحدید الصفات المذمومة للإنسان الواردة فی القرآن الکریم. 2- إیضاح مفهوم تلک الصفات المذمومة للإنسان الواردة فی القرآن الکریم . 3- معرفة سبل تزکیة الإنسان من تلک الصفات المذمومة فی ضوء مصادر التربیة الإسلامیة. أسئلة الدراسة : أجابت عن الأسئلة الآتیة: 1- ما الصفات المذمومة للإنسان الواردة فی القرآن الکریم ؟ 2- وما مفهوم تلک الصفات ؟ 3- وما سبل تزکیة الإنسان منها فی ضوء مصادر التربیة الإسلامیة ؟ منهج الدراسة : استخدمت المناهج الآتیة : 1- الاستقرائی : باستقراء أوصاف الإنسان المذمومة الواردة فی القرآن. 2- والاستنباطی : باستنباط دلالات الآیات التی ورد فیها ذلک الوصف مما له علاقة بمفهوم تلک الصفة أو معرفة کیفیة تزکیة الإنسان منها. 3- والاستدلالی : بالاستدلال على کل صفة من القرآن الکریم ، و کذلک على کل أمر لم یسند إلى مرجع وکان مبنیا على فهم الباحث لدلالات النصوص من القرآن والسنة. 4- والوصفی الوثائقی : بالرجوع إلى کتب التراث الإسلامی التی لها صلة بموضوع الدراسة وأهدافها . حدود الدراسة : تتناول الدراسة عشر صفات مذمومة للإنسان ورد ذکرها فی القرآن هی : (الضعف ، الیأس والقنوط ، الکفر والجحود والإعراض ،الظلم ،الجدل والخصومة ، العجلة ، البخل ، الجهل ،الهلع ،الفجور والطغیان) ، وتم استبعاد أوصاف أخرى لکونها لا تذم فی ذاتها بل بحسب ما اقترن بها من فعل کالفرح والفخر . مصطلحات الدراسة : أ- الصفات المذمومة : وهی الصفات الخاصة بالإنسان التی وردت فی القرآن الکریم على سبیل الذم وهی : (الضعف ، الیأس والقنوط ، الکفر والجحود والإعراض ،الظلم ،الجدل والخصومة ، العجلة ، البخل ، الجهل ،الهلع ،الفجور والطغیان ). ب- الإنسان: الإِنْسُ: البَشَر، الواحد إنْسِیٌّ وأَنَسِیٌّ أیضاً بالتحریک، والجمع أَناسِیٌّ. وإنْ شئتَ جعلته إنساناً ثم جَمَعَتهُ أَناسِیَّ، فتکون الیاء عوضاً من النون. قال الله تعالى: "وأناسی کثیرا" سورة الفرقان : آیة 49 . ویقال للمرأة أیضاً إنْسانٌ، ولا یقال إنْسانةُ، والعامة تقوله. ( الفارابی ،1407ه) ویقصد الباحث بالإنسان: الرجل أو المرأة من المسلمین خاصة دون غیرهم . ت- مصادر التربیة الإسلامیة : وتشمل القرآن الکریم ، والسنة النبویة المطهرة ، والواقع التربوی للقرون الثلاثة الأولى ، والفکر التربوی الذی نقل إلینا من علماء المسلمین. الدراسات السابقة : 1- دراسة شهرة (2016م) بعنوان : إعجاز النفس الإنسانیة فی القرآن الکریم :صفاتها -مراتبها – علاج عیوبها، دراسة تأصیلیة ، وتهدف إلى بیان صفات النفس الإنسانیة ومراتبها فی القرآن الکریم ، وتتبع العیوب النفسیة وعلاجها فی القرآن الکریم ، وبیان الارشادات القرآنیة الوقائیة والعلاجیة لتلک الأمراض النفسیة ، وکان منهجها هو الاستنباطی والاستقرائی ، وأهم نتائجها بیان صفات النفس الإنسانیة ومراتبها وعیوبها وعلاجها. 2- دراسة مساعد (2012م) بعنوان : صفات الإنسان فی آیات القرآن ، وتهدف إلى استنباط صفات الإنسان من آیات القرآن ، وکان منهجها هو الاستنباطی .، وأهم نتائجها: أن صفات الانسان فی القرآن هی الضعف والیأس والکفران وأنه هلوع جزوع عجول ومقتر ومعرض عن الحق ومجادل وظالم وجاهل وجحود ومکابد وکثیر الطغیان ، وأنه متضرع شاکر ذاکر محسن منفق عابد مؤمن متواضع مسارع فی الخیرات متفکر فی مخلوقات الله ، وأنه فطر على التوحید لله . 3- دراسة عجیلة (2008م) بعنوان : الإنسان فی القرآن الکریم (خلقه – صفاته – أفعاله ) دراسة دلالیة. وتهدف إلى بیان طبیعة الانسان من حیث أصله ونشأته وصفاته وأفعاله ، وکان منهجها هو الوصفی ، وأهم نتائجها ما یأتی : وجود اختلاف بین لفظة "الإنسان " و" الإنس " و" الناس " و"البشر" ،وتعدد دلالات لفظة "الإنسان" من آیة لأخرى ، وأنه ورد لفظ الإنسان حوالی 65 مرة، وأن أغلب صفات الانسان فی القرآن تتسم بالقبح والذم. التعلیق على الدراسات السابقة : تناولت دراسة شهرة (2016م) صفات النفس الإنسانیة مثل التکلیف والعمل والکسب والهوى والتزیین والتسویل والوسوسة والحسد ونحوها ؛ بینما تناولت الدراسة الحالیة صفات الإنسان دون صفات النفس الإنسانیة ، بینما دراسة مساعد (2012م) تناولت صفات الإنسان المذمومة والممدوحة فی القرآن الکریم دون بیان سبل الوقایة من تلک الصفات المذمومة ؛ بینما الدراسة الحالیة تناولت الصفات المذمومة للإنسان فی القرآن الکریم فقط ، مع ذکر کیفیة وقایة الإنسان منها ، وأما دراسة عجیلة (2008م) فتناولت صفات الانسان فی القرآن جمیعا من حیث دلالاتها دون التطرق إلى جانب الوقایة من الصفات القبیحة فیها والتی تناولتها الدراسة الحالیة. دلالة کلمة " الإنسان " فی القرآن الکریم . یذکر عجیلة (2008م) أن کلمة " الإنسان " فی القرآن الکریم تعددت دلالاتها ، واختلفت معانیها ، فقد تأتی ویقصد بها آدم علیه السلام ، کما فی قوله تعالى : " خلق الانسان من صلصال کالفخار" سورة الرحمن : آیة 14 ، وقد تأتی اسم جنس فتدل على أی إنسان ، کما فی قوله تعالى : " لقد خلقنا الانسان فی کبد" . سورة البلد : آیة 4 ، وقد تأتی فیقصد بها المؤمن والکافر معا ، کما فی قوله تعالى : "وأن لیس للإنسان إلا ما سعى " سورة النجم : آیة 39 ، وأخیرا قد تأتی فتدل على الکافر فقط ، کما فی قوله تعالى : " قتل الإنسان ما أکفره" . سورة عبس : آیة 17 وقد لمس الباحث هذه المعانی کلها فی کتب التفسیر ، فوجد اختلافاً بین المفسرین فی دلالة کلمة " الإنسان " على أقوال مختلفة بین من یأخذ بعمومها ، وبین من یراها خاصة بالکافر دون المسلم ، ومن یراها خاصة فی شخص معین من الکفار ، لکن الباحث سلک فی ذلک مسلک المفسرین القائلین بعموم الدلالة على المسلم والکافر معا، وأن لکل إنسان حظه من تلک الصفة ، فمستقل ومستکثر . الصفات المذمومة للإنسان الواردة فی القرآن الکریم و سبل الوقایة منها فی ضوء مصادر التربیة الإسلامیة . یذکر الباحث هنا الصفات المذمومة للإنسان الواردة فی القرآن الکریم ، وفی کل صفة منها یبین معناها والاستدلال علیها من القرآن الکریم ، ثم آثارها السیئة على الإنسان ، وفی خاتمة کل صفة یبین سبل التزکیة منها ، و ذلک على النحو الآتی : 1- صفة الضعف . (ضَعَفَ) الضَّادُ وَالْعَیْنُ وَالْفَاءُ أَصْلَانِ مُتَبَایِنَانِ، یَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى خِلَافِ الْقُوَّةِ وهو الضَّعْفُ وَالضُّعْفُ ، یُقَالُ: ضَعُفَ یَضْعُفُ ، وَرَجُلٌ ضَعِیفٌ، وَقَوْمٌ ضُعَفَاءُ وَضِعَافٌ ، وَیَدُلُّ الْآخَرُ عَلَى أَنْ یُزَادَ الشَّیْءُ مِثْلَهُ یقال : ضْعَفْتُ الشَّیْءَ إِضْعَافًا، وَضَعَّفْتُهُ تَضْعِیفًا، وَضَاعَفْتُهُ مُضَاعَفَةً ، (الفارابی ، 1407ه) ، (ابن فارس ،1406ه ) ، (ابن فارس،1399ه) (الرازی ،1420ه) ، (ابن منظور ، 1414ه) والمعنى اللغوی المقصود فی وصف الإنسان بالضعف ؛ أی أنه لیس قویاً . وقد ورد فی القرآن وصف الإنسان بأنه ضعیف ، قال تعالى : {یُرِیدُ اللَّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْکُمْ وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِیفًا } سورة النساء : آیة 28 . قال الطبری (1420ه) فی معنى الآیة : " أی خُلِقتم ضعفاء عجزةً عن ترک جماع النساء، قلیلی الصبر عنه". وجاء عند القرطبی (1384ه ) فی معنى الضعف أیضاً : أَنَّ هَوَاهُ یَسْتَمِیلُهُ وَشَهْوَتُهُ وَغَضَبُهُ یَسْتَخِفَّانِهِ، وَهَذَا أَشَدُّ الضَّعْفِ فَاحْتَاجَ إِلَى التَّخْفِیفِ ، وهو یشبه کلام الطبری ، بینما یرى ابن عاشور ( 1384ه ) أن المعنى لَیْسَ حَصْرَاً فِی ضعفه أمام شهوة النساء ، وَلَکِنَّهُ مِمَّا رُوعِیَ فِی الْآیَةِ لَا مَحَالَةَ ، و وافقه السعدی (1420ه) وذکر بأن المقصود بالضعف هنا ضعف الإنسان من جمیع الوجوه، کضعف البنیة، وضعف الإرادة، وضعف العزیمة، وضعف الإیمان، وضعف الصبر. ویرى أبو زهرة (د.ت) أن الضعف ملازم للإنسان عندما خلقه الله ، وأن الضعف یشمل البدن و النفس ، ولذلک کانت کل التکلیفات یسهل تعوید النفس علیها لمراعاتها ذلک الضعف عنده، ، فأبیح له من الشهوات ما لَا یجعله عبدا لشهوته، بل سیدا علیها، وإن أبرز مظاهر الضعف فیه إنما یکون أمام النساء، لذا أبیح له الزواج بمثنى وثلاث ورباع بشرط العدل بینهن . ویرى الهلالی ( د.ت ) أن هذا الضعف المتعدد الجوانب من شأنه أن یجعل الإنسان دوما بحاجة إلى مصدر للقوة یلجأ إلیه لیحتمی به ویدفع عنه کل ما یثیر مخاوفه ویعکر صفوه، ولو تخیلنا أن الإنسان خُلق قویا أقوى من کل شیء فی الأرض، هل تظنه سیلجأ یوما إلى ربه یطلب منه العون والمدد؟! ولماذا یفعل ذلک وهو یرى قوته تحقق له ما یرید: {کَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَیَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى} سورة العلق: آیة 6 ، 7 . وأما عن کیفیة تزکیة الإنسان من ذلک الضعف وخاصة أمام الشهوة المحرمة ففی الآتی : أ- أن الإنسان بضعفه أمامه خیاران : إما المیل بضعفه للشهوة المحرمة فتهلکه ، وإما المیل للشهوة المباحة فیسعد وینجح ، والحل فی رأی ابن تیمیة (1407ه) أنه لا بُد لَهُ من شَهْوَة مُبَاحَة تغنیه عَن الْمُحرمَة ، واستدل علیه بحدیث " فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُکُمُ امْرَأَةً فَلْیَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ ذَلِکَ یَرُدُّ مَا فِی نَفْسِهِ» رواه مسلم ، واستنبط منه ابن قیم الجوزیة ( 1429ه) الْإِرْشَادُ إِلَى التَّسَلِّی عَنِ الْمَطْلُوبِ بِجِنْسِهِ ، والْأَمْرُ بِمُدَاوَاةِ الْإِعْجَابِ بِالْمَرْأَةِ الْمُوَرِّثِ لِشَهْوَتِهَا بِأَنْفَعِ الْأَدْوِیَةِ، وَهُوَ قَضَاءُ وَطَرِهِ مِنْ أَهْلِهِ، وَذَلِکَ یَنْقُضُ شَهْوَتَهُ لَهَا، ثم نبه ابن القیم (د.ت) أن َهَذَا هُوَ الْمَعْنَى الَّذِی أَشَارَ إِلَیْهِ سُبْحَانَهُ عَقِیبَ إِحْلَالِ النِّسَاءِ حَرَائِرِهِنَّ وَإِمَائِهِنَّ عِنْدَ الْحَاجَةِ بِقَوْلِهِ: " یُرِیدُ اللَّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْکُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِیفاً " سورة النِّسَاءِ: آیة 28 ، فذِکْرُ تَخْفِیفِهِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ، وَإِخْبَارِهِ بضَعْفِ الْإِنْسَانِ عَنِ احْتِمَالِ هَذِهِ الشَّهْوَةِ، وَأَنَّ الله خَفَّفَ عَنْهُ أَمْرَ الشهوة بِمَا أَبَاحَهُ لَهُ مِنْ أَطَایِبِ النِّسَاءِ مثنى وثلاث ورباع، وأباح له ما شاء مِمَّا مَلَکَتْ یَمِینُهُ، ثُمَّ أَبَاحَ لَهُ أَنْ یَتَزَوَّجَ بِالْإِمَاءِ إِنِ احْتَاجَ إِلَى ذَلِکَ عِلَاجًا لِهَذِهِ الشَّهْوَةِ، وَتَخْفِیفًا عَنْ هَذَا الْخَلْقِ الضَّعِیفِ، ورحمة به. ویعتقد الباحث أن المرأة کالرجل فی ذلک تماما ؛ غیر أنه من حقها الخلع - فی مقابل زواج الرجل بأکثر من زوجة - لو لم یحصل لها العفة من زوجها لأی سبب منه ، والزواج بغیره ممن یتحقق معه العفاف. ب- المیل إلَى الشهوة عَامٌّ فِی طَبْعِ جَمِیعِ بَنِی آدَمَ ، فالواجب على من اُبْتُلِیَ بالمیل للشهوة المحرمة مجاهدة نَفْسَهُ ؛ کما أشار إلى ذلک ذکر ابن تیمیة ( 1416ه ) معللا ذلک بأن اللَّهَ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ، ومِنْ التَّقْوَى أَنْ یَعِفُّ عَنْ کُلِّ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ مِنْ نَظَرٍ بِعَیْنِ وَمِنْ لَفْظٍ بِلِسَانِ وَمِنْ حَرَکَةٍ بِیَدِ وَرِجْلٍ . ت- جاء المنهج التربوی الإسلامی بواقعیته، لتقویة الإرادة ثم تربیتها للتغلب على ذلک الضعف أَمام الرغبات والشهوات قبل وبعد السقوط فی الحرام، وقد أشار إلى هذا ابن الجوزی (1425ه) فقال فی التنفیر من الزنى: "إنه یفسد الفرش، ویغیر الأنساب، وهو بالجارة أقبح" ، وقال أیضاً : "فکم یتعلق بالزنى من محن لا یفی معشار عشرها بلذة لحظة، منها هتک العرض بین الناس وکشف العورات المحرّمة، وخیانة الأخ المسلم فی زوجته إن کانت متزوجة، وفضیحة المزنی بها وهی کأخت له أو بنت ، فإن علقت منه ولها زوج ألحقته بذلک الزوج، وکان هذا الزانی سببًا فی میراث من لا یستحق ومنع من یستحق ، ثم یتسلسل ذلک من ولد إلى ولد ، وأما سخط الحق سبحانه فمعلوم" ، قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ کَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِیلًا} سورة الإسراء : آیة 32 ، ثم بیّن- رحمه الله - أن سبب انغماس العاصی فی المعاصی، وعدم إحساسه بها، هو شهواته التی تحجب عنه ما فیها من عیوب ونقائص، فإذا انجلت هذه الغشاوة رأى الشهوات على حقیقتها، فوجّهها بما یرضی الله تعالى. (عطار 1419 هـ ) ث- التوبة الصادقة النصوح، التی تقوی الإرادة الخیرة، وتقمع النفس المحبة للشهوات، وتطهر القلب والجوارح من الآثام، فتندفع النفس لمرضاة الله تعالى، والتقرب منه بالطاعات. وخلاصة القول فی تزکیة الإنسان من صفة الضعف عنده تتلخص فی أمرین : الأول : التخلیة : بأن یدرک عواقب إقدامه على الشهوات المحرمة وضررها علیه فی الدنیا والآخرة فیبتعد عنها ویحذرها ، والثانی : التحلیة : بأن یستعف عن الشهوات المحرمة بالشهوات المباحة من خلال المبادرة إلى الزواج . 2- الیأس والقنوط . الیأْسُ: بمعنى القنوطُ. وقد یَئِسَ من الشیء ییأس ، وفیه لغة أخرى: یَئِسَ ییْئِسُ بالکسر فیهما، وهو شاذ. ورجل یؤوس. (الفارابی ، 1407ه) ، ( ابن فارس ، 1406ه) والقُنوطُ: بمعنى الیأسُ. وقد قَنَطَ یقنط قنوطا مثل جلس یجلس جلوسا. (الفارابی ، 1407ه) ، ( ابن فارس ، 1406ه) وأما الْفرق بَین الْیَأْس والقنوط : فإن الْقنُوط أَشد مُبَالغَة من الْیَأْس ، والرجاء والیأس نقیضان یتعاقبان . ( العسکری ، د.ت) ، وقیل الیأس: انقطاع الطمع من الشیء، والقنوط: أخص منه، فهو أشد الیأس. (العسکری ، 1412ه) وفی الاصطلاح : عرفه الأصفهانی (1412ه) بأنه " انتفاء الطمع " ، وعرفه ابن الجوزی ( 1404ه ) بأنه : "الْقطع على أَن الْمَطْلُوب لَا یتَحَصَّل لتحقیق فَوَاته" ، وقال المناوی ( 1410ه ) : هو " القطع بأن الشیء لا یکون، وهو ضد الرجاء" ، وجمع الخالدی وآخرون (2016م) بین التعاریف السابقة فقال : " الیأس هو انتفاء الطمع فی أمر ما لتحقق فواته ، والقطع بأنه غیر ممکن الحصول " ، وهذا جمع جید. وقد دل على أن من صفات الإنسان الیأس والقنوط ؛ قوله تعالى : { لَا یَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَیْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَیَئُوسٌ قَنُوطٌ } سورة فصلت : آیة 49. والمعنى: أی أن الإنسان ذو یأس من روح الله وفرجه، قنوط من رحمته، ومن أن یکشف ذلک الشرّ النازل به عنه.(الطبری ، 1420ه ) وذکر الرازی (1420ه) - حول معنى هذا الوصف وعلاقته بنقیضه - أنه فی حال الإقبال ومجیء المرادات لا ینتهی فی الطلب للزیادة والطمع، ولکن فی حال الإدبار والحرمان یصیر آیساً قانطاً، فالانتقال من ذلک الرجاء الذی لا آخر له إلى هذا الیأس الکلی یدل على کونه متبدل الصفة متغیر الحال ، و وصف الإنسان بأنه "یَؤُسٌ قَنُوطٌ" ؛ مُبَالَغَةٌ مِنْ وَجْهَیْنِ أَحَدُهُمَا: مِنْ طَرِیقِ بِنَاءِ فَعُولٍ وَالثَّانِی: مِنْ طَرِیقِ التَّکْرِیرِ . وأشار ابن حیان ( 1420ه ) إلى أن الْیَأْسُ مِنْ صِفَةِ الْقَلْبِ، وَهُوَ أَنْ یَقْطَعَ رَجَاءَهُ مِنَ الْخَیْرِ ، وَالْقُنُوطُ : أَنْ یَظْهَرَ عَلَیْهِ آثَارُ الْیَأْسِ فَیَتَضَاءَلُ وَیَنْکَسِرُ ، وَأنه بَدَأَ بِصِیغَةِ الْقَلْبِ لِأَنَّهَا هِیَ الْمُؤَثِّرَةُ أولاً فِیمَا یَظْهَرُ عَلَى صورة الوجه مِنَ الِانْکِسَارِ . والیأس فی الأصل نوعان : مذموم ومحمود ؛ فالمذموم منه بأن یقطع الرجاء من رحمة الله وفرجه ، وهو الذی ورد النهی عنه فی القرآن صراحة ، لأنه یفید سوء الظن بالله ، وأما الممدوح منه فهو أن یقطع الرجاء بما فی أیدی الناس ، ولم یذکر فی القرآن بصورة مباشرة لکنه کما یشیر إلیه الخالدی وآخرون (2016م) موجود فی ثنایا کتب الأخلاق والزهد. ویرى الخالدی وآخرون (2016م) أن هناک تلازم قوی بین الکفر و الیأس ، وهذا یؤکد خطورة الیأس على الإنسان وأنه لا یجتمع مع الإیمان إطلاقاً ، بل إن القنوط والیأس لیس من شأن المسلم مهما عظم کربه واشتد خطبه، قال تعالى : {إِنَّهُ لَا یَیْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْکَافِرُونَ} سورة یوسف : آیة 87 ،وقال تعالى : {وَمَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} سورة الحجر : آیة 56 ، فلیس الیأس- إذن- إلا خدیعة من الشیطان یرید بها قطع صلة العبد بربه ورجائه فیه ، یقول المنفلوطی فی هذا المعنى : "الیأس هو الخدیعة الکبرى التی یدسها الشیطان دائما فی نفوس الأمم الضعیفة التی یرید الفتک بها والقضاء علیها". (سحنون ، 1992م) ولا شک بأن معرفة أسباب الیأس من رحمة الله تعالى کفیلة بمعرفة الطریق لتزکیة الإنسان منها، فمن أهم أسبابه الآتی (الحماد ، 2010م) : أ- إسراف العبد على نفسه فی المعاصی، والإفراط فیها، والاستکثار منها، ففی قوله سبحانه وتعالى: {قُلْ یَا عِبَادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} إشارة إلى أنه بسبب إسرافهم فی المعاصی ، وعدم التحرز منها، سیستولی علیهم القنوط من رحمة الله. ب- الجهل بسعة رحمة الله ، وهذا هو صریح قول النبی صلى الله علیه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ یَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ فَأَمْسَکَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِینَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِی خَلْقِهِ کُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ یَعْلَمُ الْکَافِرُ بِکُلِّ الَّذِی عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ یَیْئَسْ مِنَ الْجَنَّةِ، وَلَوْ یَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِکُلِّ الَّذِی عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ یَأْمَنْ مِنَ النَّارِ» رواه البخاری : (حدیث رقم 6469 ) . ج- الجهل بالأسباب الجالبة لرحمة الله عز وجل، فمن أغفل معرفة ذلک، ولم یحرص على تعلمه والبحث عنه ؛ استولى علیه القنوط. وقد جاءت العقیدة الإسلامیة بعلاج شامل وواف لمثل هذه الانحرافات العقدیة والسلوکیة، وبیّنت الواجب على الإنسان أن یتبعه فی حیاته عقیدة وعبادة وسلوکًا، وحذرته من الإفراط والتفریط، والغلو والتقصیر، فمما یعالج به القنوط من رحمة الله عز وجل ما یلی: (الحماد ، 2010م) أ- الإقلاع عن المعصیة، والمبادرة فی التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والإسراع إلیها، وعدم التسویف فیها. ب- حُسن الظن بالله عز وجل ، فقد حثّ النبی صلى الله علیه وسلم، على حسن الظن بالله حیث قال: «لا یَمُوتَنَّ أحدکم إلا وهو یُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ» رواه مسلم ( حدیث رقم 2877). ومعنى حسن الظن بالله تعالى : أی یظن أن الله تعالى یرحمه، ویرجو ذلک، ویتدبر الآیات والأحادیث الواردة فی کرم الله سبحانه وتعالى. ج- النظر إلى سعة رحمة الله عز وجل ومغفرته، وعظیم فضله وبره، وکریم جوده وإحسانه . والخلاصة أن الیأس شعور نفسی سلبی یتسلل للنفس بسب التصورات الخاطئة الناشئة عن الجهل ، والهزیمة أمام العدو الأزلی وهو الشیطان من خلال الوقوع فی حبائل مکره وغوایته ، وأنه لا سبیل للتخلص من الیأس إلا بالاستعانة بالله أولا ، ثم العلم الذی یدفع به الیأس کالعلم بسعة رحمة الله وعفوه . 3- الجحود لنعم الله. الجُحُود فی اللغة : ضدُّ الاقرار وهو الإنکار مع العلم ، یقال: جَحَدَهُ حقّه وبحقّه ، جَحْداً وجحودا ، والجَحدُ: من الضیِّق والشُحِّ ، ورجُلٌ جَحْدٌ: قلیلُ الخیر. (الفراهیدی ، د.ت) ، (الجوهری ، 1407 ه) ویرى الکفوی (د.ت) بأن الْجُحُود فِی عَامَّة کتب اللُّغَة یعنی إِنْکَار الْعلم. وقد دل على وصف الإنسان بهذه الصفة قوله تعالى : " وَکانَ الْإِنْسانُ کَفُوراً " سورة الإسراء : آیة 67. والمعنى : وکان الإنسان ذا جحد لنعم ربه. (الطبری ، 1420ه) ، ویذکر ابن کثیر (1419ه) أن سَجِیَّتُه الجحود ، فیَنْسَى النِّعَمَ وَیَجْحَدُهَا، إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ ، بینما یرى ابن عاشور (1984م) بأن َکَثْرَةُ کُفْرَانِ الْإِنْسَانِ هِیَ تَکَرُّرُ إِعْرَاضِهِ عَنِ الشُّکْرِ فِی مَوْضِعِ الشُّکْرِ ضَلَالًا أَوْ سَهْوًا أَوْ غَفْلَةً لِإِسْنَادِهِ النِّعَمَ إِلَى أَسْبَابِهَا الْمُقَارِنَةِ دُونَ مُنْعِمِهَا وَلِفَرْضِهِ مُنْعِمِینَ وَهْمِیِّینَ لَا حَظَّ لَهُمْ فِی الْإِنْعَامِ ، وأن َذِکْرُ فِعْلِ (کَانَ) إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْکُفْرَانَ مُسْتَقِرٌّ فِی جِبِلَّةِ هَذَا الْإِنْسَانِ، لِأَنَّ الْإِنْسَانَ قَلَّمَا یَشْعُرُ بِمَا وَرَاءَ عَالَمِ الْحِسِّ فَإِنَّ الْحَوَاسَّ تَشْغَلُهُ بِمُدْرِکَاتِهَا عَنْ التَّفَکُّرِ فِیمَا عَدَا ذَلِکَ مِنَ الْمَعَانِی الْمُسْتَقِرَّةِ فِی الْحَافِظَةِ وَالْمُسْتَنْبَطَةِ بِالْفِکْرِ. ویلاحظ مما سبق أن الجحود عند الإنسان فی وصف القرآن له لا یلزم أن یکون إنکاره العلم بالمنعم ؛ بل بنسیانه وعدم شکره للمنعم جل وعلا ، وهذا لا یکاد یسلم منه أحد . ومن الصور المتکررة لهذه الصفة المذمومة فی واقعنا المعاصر ؛ ما یرى من بعضهم نسبة نعمة العلم والحصول على الشهادات العالیة إلى جده واجتهاده وذکائه ، أو نسبة نعمة صلاح الأولاد إلى حسن تربیة الوالدین لهم ، أو نسبة نعمة الصحة فی البدن إلى ممارسة الریاضة والغذاء الصحی ، ونحوها من صفات تتکرر فی المشهد الاجتماعی . وهذا الذکاء وحسن التربیة والریاضة ونحوها مجرد أسباب قد تعطی نتیجة حسنة وقد لا تنفع البتة ، فالمنعم الحقیقی هو الله عز وجل. ومن آثار هذه الصفة المذمومة : قول الله تعالى : " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّکُمْ لَئِنْ شَکَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّکُمْ وَلَئِنْ کَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِی لَشَدِیدٌ " سورة ابراهیم : آیة 7 ، فجحد النعم سبب لز والها ، کما أن الشکر سبب لبقائها وزیادتها . وإن أهم سبل التزکیة من الجحود لنعم الله یکون من خلال ما یأتی : أ- الإقرار والاعتراف بالمنعم جل وعلا ، ونسبة النعم کلها له ، ودلیل ذلک أن الله عاقب قارون على نسبته نعمة المال لغیر المنعم جل وعلا ، وأنه أوتی المال - کما یزعم - على علم عنده . ب- دوام الشکر والحمد للمنعم جل وعلا قولا وعملا واعتقادا ، فالشکر یکون باللسان بقول الحمد لله والشکر لله ونحو ذلک ،وبالقلب بأن یعتقد أن المنعم هو الله وحده ، وأنه المستحق للحمد ، وبالجوارح بأن یستخدم هذه النعم فیما یعینه على الخیر وطاعة الله ، فلا یستخدمها فی معصیة الله عز وجل ، وقد دل علیه الآیة السابقة فی سورة إبراهیم . 4- کثرة الظلم للنفس . أَصْلُ (الظُّلْمِ) فی اللغة : وَضْعُ الشَّیْءِ فِی غَیْرِ مَوْضِعِهِ. الرازی (1420هـ ) ، (الدینوری ، 1397ه) وفی الاصطلاح : عبارة عن التعدی عن الحق إلى الباطل، وهو الجور، وقیل: هو التصرف فی ملک الغیر ومجاوزة الحد. (الجرجانی ،1403ه) ویقصد به هنا: تعدی الإنسان وجوره على نفسه بفعل ما یخالف أمر الله ویعرضه للعقوبة. ویدل على هذا الوصف قوله تعالى : " وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً" سورة الأحزاب : آیة 72 ، أی ظلوماً لنفسه. ( الطبری ،1420ه ) وعلل ابن عاشور (1984 هـ) وصف الإنسان بالظلوم ؛ بسبب تقصیره عن عمد فِی الْوَفَاءِ بِحَقِّ مَا تَحَمَّلَهُ من أمانة ، و رجح أن الظلم فی الآیة خاص بظلم العبد لنفسه . وظلم النفس نوعان هما: ظلم النفس بالشرک الذی لا یغفره الله إذا مات العبد علیه قبل التوبة منه ، وظلمها بالمعاصی غیر الشرک إذا لم یتب منها، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه بقدر معصیته ثم یخرجه من النار ویدخله الجنة. ( القحطانی د.ت) لکن لفظ " ظُلْمُ النَّفْسِ ": إذَا أُطْلِقَ فیعنی جَمِیعِ الذُّنُوبِ ، وَأَمَّا لَفْظُ " الظُّلْمِ الْمُطْلَقِ " فَیَدْخُلُ فِیهِ الْکُفْرُ وَسَائِرُ الذُّنُوبِ . (ابن تیمیة ، 1416هـ) إن معرفة آثار الظلم وعواقبه فی الدنیا والآخرة من أعظم المعینات على تزکیة الإنسان نفسه من تلک الصفة المذمومة ، فمن أهم آثار ظلم النفس : أ- عدم الفلاح فی الدنیا والآخرة : قال تعالى:” إنه لا یفلح الظالمون”. سورة الأنعام : آیة 135. ب- حرمان الهدایة والتوفیق، قال تعالى: “إن الله لا یهدی القوم الظالمین". سورة المائدة : آیة 51. ج- سبب لمصائب الدنیا من أوجاع وأسقام وفقر وذهاب الأولاد والأموال والقتل والتعذیب، قال تعالى: "وإن للذین ظلموا عذاباً دون ذلک ولکن أکثرهم لا یعلمون". سورة الطور : آیة 47. د- حرمان متع الدنیا ، فما ضاعت نعمة صاحب الجنتین إلا بظلمه "ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبید هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربی لأجدن خیرا منهما منقلبا " . سورة الکهف : آیة 35. ه- أنه سبب لإهلاک الأمم، فکلما کثر الفساد فی الأرض نزل الهلاک والعقاب الألیم ، قال سبحانه: "وکم قصمنا من قریة کانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرین" سورة الأنبیاء : آیة 11. و- أنه یصیب صاحبه الندم والحسرة یوم القیامة: فکل ظالم سیندم هناک، ولات ساعة مندم، قال تعالى: “ولو أن لکل نفس ظلمت ما فی الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضی بینهم بالقسط وهم لا یظلمون”. سورة یونس : آیة 54. وأما سبل التزکیة من ظلم النفس ؛ فمن خلال الآتی : أ- الإقلاع عن المعاصی وکثرة التوبة والاستغفار فی کل وقت وحین ، وقد جاء الأمر بالاستغفار فی القرآن والسنة على الدوام ، فقال تعالى : " والذین إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذکروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن یغفر الذنوب إلا الله ولم یصروا على ما فعلوا وهم یعلمون " سورة آل عمران : آیة 135 . وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّی أَتُوبُ، فِی الْیَوْمِ إِلَیْهِ مِائَةَ، مَرَّةٍ» رواه مسلم ، حدیث رقم 2702. ب- مجاهدة النفس على طاعة الله واجتناب معصیته ، قال تعالى : " وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى " سورة النازعات آیة 40. ج- استشعار عاقبة ظلم النفس بالذنوب أو بالتقصیر فی الواجبات ، سواء فی الدنیا أو یوم القیامة. د- استشعار ثواب مجاهدة النفس على فعل الطاعات وترک المنکرات. 5- صفة الجدل والخصومة . والجدل فی اللغة : اللدد فی الخصومة والقدرة علیها ، وهو أیضا شدة الخصومة ومقابلة الحجة بالحجة ، یقال رجل جدل : إذا کان أقوى فی الخصام ،أما المجادلة : فتعنی المناظرة والمخاصمة . ( ابن منظور ، 1414ه ) ، ( الهروی ، 2001م ) والجدل فی الاصطلاح : المفاوضة على سبیل المنازعة والمغالبة . ( الأصفهانی ، 1420ه ) وقال الجرجانی (1403ه) : "هو دفع المرء خصمه عن إفساد قوله بحجة أو شبهة ، أو یقصد به تصحیح کلامه ". وفی الحدیث : " مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى کَانُوا عَلَیْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ " رواه أحمد وابن ماجه وحسنه الالبانی . والمعنى : الجدل على الباطل وطلب المغالبة به ، لا إظهار الحق ، کما أشار إلى ذلک الجوینی (1399ه) فی تفریقه بین الجدال المحمود والمذموم ،وأن المذموم منه ما یکون لدفع الحق أو تحقیق العناد ، أو لیلبس الحق بالباطل ، أو للمماراة وطلب الجاه ، واستدل بقوله تعالى: " ما ضربوه لک إلا جدلاً " الزخرف : آیة 58 ، وأما الممدوح منه فهو الذی یظهر الحق ، ویکشف عن الباطل ، ویهدف إلى الإقناع بالرجوع عن الباطل ، واستدل بقوله تعالى : "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ" سورة النحل : آیة 125 . وقد جاء وصف الإنسان فی القرآن بأنه أکثر شیء مراء وخصومة ، فهو-کما أشار الطبرانی (1420ه ) - لا ینیب لحق ولا ینزجر لموعظة فقال تعالى : " وَکانَ الْإِنْسانُ أَکْثَرَ شَیْءٍ جَدَلًا" الکهف :آیة 54 ، ویؤکد ابن عاشور (1984م) أن فی کل إنسان طبع الحرص على إقناع المخالف بأحقیة معتقده أو عمله . لکن الجدل من حیث الأصل صفة قبیحة ، خاصة إذا لم یکن یهدف إلى الوصول للحق، فالمؤمن لا یکون مجادلا ، بل مستسلما للحق لا یجادل فیه . (ابن عثیمین ، 1423ه) ومن آثار المجادلة بالباطل تعریض النفس لسخط الله ، ففی الحدیث : " ومن خاصم فی باطل وهو یعلمه لم یزل فی سخط الله حتى ینزع " رواه أبوداود وصححه الألبانی. ومن آثار ترک الجدال المذموم ، قول النبی صلى الله علیه وسلم : " أنا زعیم بیت فی ربض الجنة لمن ترک المراء وإن کان محقاً " رواه أبوداود وحسنه الألبانی . وقد ذکر الخریف ( 1435ه) و المنجد ( 1430ه ) أهم الآثار السیئة للجدال المذموم والتی منها ما یأتی : أ- حرمان الخیر العظیم ، فقد قال الأوزاعی :" إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ومنعهم العمل". ب- أنه یقود صاحبه إلى الکذب أو الزلل ، قال مسلم بن الیسار : " إیاکم والمراء فإنه ساعة جهل العالم وبها یبتغی الشیطان زلته " . ت- أنه یدعو إلى التشفی من الآخرین . ث- أنه ربما یؤدی إلى تکفیر أو تفسیق الآخرین . ج- أنه یورث الشقاق والعداوة والضغائن وقسوة القلب ، قال الشافعی رحمه الله : " المراء فی الدین یقسی القلب ویورث الضغائن ". ح- أنه یؤدی إلى رد الحق وإنکاره. خ- أن أقل ما یقال عنه أنه من فضول الکلام الذی یعاب على صاحبه الانشغال به. وهذه الآثار السیئة تکفی العاقل للابتعاد عن صفة الجدل. ومن أهم سبل تزکیة الإنسان من هذه الصفة المذمومة ما یأتی : أ- معرفة أن الجدال منه ما هو مذموم ومنه ما هو محمود ، فیترک المذموم ویأتی المحمود منه بضوابطه وشروطه. ب- أن یجادل الإنسان لإظهار الحق وإبطال الباطل ولکن وفق ضوابط وشروط منها : أن یکون بالتی هی أحسن ، وأن یکون المخالف یرید الوصول للحق ولیس مجرد الجدال ، وأن یکون المجادل لدیه من العلم ما یحصل به إظهار الحق ، والأدلة على تلک الشروط من القرآن والسنة کثیرة لیس هذا مجالها. ت- أن یدرک الإنسان الآثار الوخیمة للجدال المذموم على نفسه وعلى حاضر أمره ومستقبله . ث- إدراک الإنسان للثمار التی یجنیها من خلال ترکه للجدال المذموم ، سواء کانت دنیویة أو أخرویة ، وأنه مثاب على ترکه الجدل المذموم . 6- العجلة. الْعَجَلَةُ فی اللغة : ضِدُّ الْبُطْءِ والتأنی ، أو هی السُّرْعَةُ (الرازی ، 1420ه) ، (ابن منظور ، 1414 هـ). وفی الاصطلاح : هی فعل الشِّیْءِ قبلَ أَوانِهِ. (الزَّبیدی ، د.ت) وهی صفة مَذْمُومَةً فِی عامَّةِ القُرْآنِ، حَتَّى قیلَ: إن العَجَلَةُ مِنَ الشِّیْطَانِ . ( الحدادی ، 1410ه) . وقد دل على تلک الصفة قوله تعالى : " خُلِقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَجِلٍ" . سورة الأنبیاء : آیة 37. والمعنى کما ذکر القرطبی (1384ه): أَیْ رُکِّبَ عَلَى الْعَجَلَةِ فَخُلِقَ عَجُولًا، أَیْ طَبْعُ الْإِنْسَانِ الْعَجَلَةُ، فَیَسْتَعْجِلُ کَثِیرًا مِنَ الْأَشْیَاءِ وَإِنْ کَانَتْ مُضِرَّةً ، وَنَظِیرُهُ قوله تعالى:" وَکانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا" . سورة الاسراء :آیة 11 قَالَ أَبو إِسحاق: " خُوطِبَ الْعَرَبُ بِمَا تَعْقِل، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلَّذِی یُکْثِر الشیءَ: خُلِقْتَ مِنْهُ، کَمَا تَقُولُ: خُلِقْتَ مِنْ لعِبٍ إِذا بُولغ فِی وَصْفِهِ باللَّعِب. وخُلِقَ فُلَانٌ مِنَ الکَیْس إِذا بُولغ فِی صِفَتِهِ بالکَیْس". (ابن منظور ، 1414 هـ) وأکد الماتریدی (1426 هـ ) على أن الإنسان خلق عجولا فلا یصبر على حالة واحدة ؛ وإن کانت الحالة حالة نعمة ورخاء حتى یمل عنها ویسأم ویرید التحول إلى حالة هی دون تلک الحالة ویرضى بشیء دون. والعجلة من الصفات التی یحبها الشیطان ؛ لأنها توقع الإنسان فی کثیر من الأخطاء ، کما أن التخلق بالتأنی وترک العجلة مما یحبه الله ، قال صلى الله علیه وسلم لأشج عبد القیس: (إن فیک لخصلتین یحبهما الله ؛ الحلم والأناة) رواه مسلم ، رقم الحدیث(17 ،18) . وهناک أنواع من العجلة محمودة ، کما قَالَ حَاتِمٌ: «کَانَ یُقَالُ الْعَجَلَةُ مِنَ الشَّیْطَانِ إِلَّا فِی خَمْسٍ , إِطْعَامُ الطَّعَامِ إِذَا حَضَرَ الضَّیْفُ ، وَتَجْهِیزُ الْمَیِّتِ إِذَا مَاتَ , وَتَزْوِیجُ الْبِکْرِ إِذَا أَدْرَکَتْ , وَقَضَاءُ الدَّیْنِ إِذَا وَجَبَ , وَالتَّوْبَةُ مِنَ الذَّنْبِ إِذَا أَذْنَبَ» . ( الأصبهانی ، 1394ه ) إن اتصاف الإنسان بالعجلة المذمومة ستقوده إلى المهالک ، بل و الندم . ( العمر ، د.ت) وعلل ابن القیم (د.ت) کون العجلة من الشَّیْطَان ؛لأنها خفَّة وطیش وحدة فِی العَبْد تَمنعهُ من التثبت وَالْوَقار والحلم ، وتوجب لَهُ وضع الْأَشْیَاء فِی غیر موَاضعهَا ، وتجلب عَلَیْهِ أنواعا من الشرور ،وتمنعه أنواعا من الْخَیْر ، وَهِی قرین الندامة فَقل من استعجل إِلَّا نَدم. فتبین من کلام ابن القیم السابق تلک الآثار السیئة للعجلة ، وهی آثار تنفر منها الطباع السلیمة. وأما عن کیفیة تزکیة النفس من العجلة ، فیرى الماتریدی (1426ه) أن ذلک یکون من خلال ریاضة نفسه حتى یصیر صبورًا متأنیاً، فبالریاضة للنفس یتحول عن الحالة التی خلق علیها وهی العجلة إلى حالة أخرى هی التأنی والصبر ، فیعتاد الأناة ویدع العجلة . ویقصد بریاضة النفس هنا : ترویضها ومجاهدتها لتزکو وتترک ما یحول دون الکمال الإنسانی. وهذا ما یؤکد الحسینی(1990م) الذی یرى بأن العجلة مِنْ غَرَائِزِ الْإِنْسَانِ الْقَابِلَةِ لِلتَّأْدِیبِ وَالتَّثْقِیفِ، حتى لَا تَطْغَى بِهِ فَتُورِدَهُ الْمَوَارِدَ ، لکنه علل اسْتِعْجَالُهُ بِالْخَیْرِ وَالْحَسَنَةِ بسبب ِشِدَّةِ حِرْصِهِ عَلَى مَنَافِعِهِ وَقِلَّةِ صَبْرِهِ عَنْهَا، وعلل اسْتِعْجَالُهُ بِالضُّرِّ وَالسَّیِّئَةِ بسبب عَارِضٍ کَالْغَضَبِ وَالْجَهْلِ وَالْعِنَادِ وَالِاسْتِهْزَاءِ وَالتَّعْجِیزِ، لِلنَّجَاةِ مِمَّا هُوَ شَرٌّ مِنْهُ، کَمَا یَفْعَلُ الْیَائِسُونَ مِنَ الْحَیَاةِ، أَوِ النَّجَاةِ مِنْ ذُلٍّ وَخِزْیٍ أَوْ أَلَمٍ لَا یُطَاقُ، حیث یَتَقَحَّمُونَ الْمَهَالِکَ أَوْ یلجأون إلى الانتحار. وقد وجّه الخالق تلک الفطرة العجولة لدى الإنسان إلى معنى یتوافق معها ، لکنه جالب للبر والخیر، وهو المسارعة إلى الخیرات ، ثم إن الْحِلْمَ هِیَ الصِّفَةُ الْمُعْتَدِلَةُ التی تَمْنَعُ الْإِنْسَانَ عَنِ الْعَجَلَةِ. 7- البخل. وهو عِنْدَ الْعَرَبِ : مَنْعُ السَّائِلِ مِمَّا یَفْضُلُ عِنْدَهُ. (الفیومی ، د.ت) وفی الشرع: منع الواجب ، (الحدادی ،1410ه) وقیل: إمساک المقتنیات عما لا یحل حبسها عنه وضده الجود.(الحدادی ،1410ه) لکن الغزالی ( د.ت ) یرى أن من أَدَّى وَاجِبَ الشَّرْعِ وَوَاجِبَ الْمُرُوءَةِ اللَّائِقَةِ بِهِ فَقَدْ زکى نفسه مِنَ الْبُخْلِ. أما واجب الشرع فمعلوم بالزکاة خاصة والصدقة والبذل عامة ، أما واجب المروءة فیرى الباحث أنه بحسب العرف الاجتماعی الذی یتغیر بتغیر الزمان والمکان. والدلیل على هذه الصفة قوله تعالى : " وَکانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً " . سورة الإسراء : آیة 100، والمعنى: وَکَانَ الْإِنْسَانُ بَخِیلًا مُمْسِکًا . ( الطبری ، 1422ه) ومن آثار البخل ما یراه ابن تیمیة (1399ه) من کونه من أمراض النُّفُوس ؛ إِن أطاعه أوجب لَهُ الْأَلَم ، وَإِن عَصَاهُ تألم کأمراض الْجِسْم . ومعنى کلامه أن البخل والجود کلیهما یشعر بالألم مع الفارق فی النتیجة. فالبخل من أشد الأمراض النفسیة فتکاً بصاحبه وبالمجتمع، ومنشأه من عدم التصدیق بوعد الله، وإیثار النفس على غیرها من عباد الله، والاستهانة بسوء السمعة بین الناس. (السباعی ، 1418ه) کما أنه من مساوئ الأخلاق، ومن المخلات بالدین والمروءة، وهو مما یجلب الشقاء لصاحبه فی الدنیا والآخرة ، فالبخیل بعید من الله، بعید من الناس، بعید من الجنة، قریب من النار ، والبخیل ضیق الصدر، صغیر النفس، قلیل الفرح، کثیر الهم والغم، لا یکاد یقضى له حاجة، ولا یعان على مطلوب . (الحمد ، د.ت ) ویعلل الماتریدی ( 1426ه) کون الإنسان جبل وفطر على البخل ؛ أنه من أجل أن یمتحنه الله بذلک فیرى منه مجاهدة النفس على الجود والکرم أو البقاء على البخل والتقتیر. وأما ما یتعلق بتزکیة الانسان من البخل فمن خلال ما یأتی : أ- ترویض النفس ومجاهدتها على الجود واعتیادها على ذلک والاستعانة بالله على تحقیق ذلک ، دل علیه قوله تعالى : " وَمَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ" . سورة التغابن : آیة 16 یقول الغزالی ( د.ت ) حول هذا المعنى : " إِنَّمَا تَزُولُ صِفَةُ الْبُخْلِ بِأَنْ تَتَعَوَّدَ بَذْلَ الْمَالِ ، فَحُبُّ الشَّیْءِ لَا یَنْقَطِعُ إِلَّا بِقَهْرِ النفس على مفارقته حتى یصیر ذلک اعتیاداً ، فالزکاة بِهَذَا الْمَعْنَى طُهْرَةٌ أَیْ تُطَهِّرُ صَاحِبَهَا عَنْ خَبَثِ الْبُخْلِ الْمُهْلِکِ وَإِنَّمَا طَهَارَتُهُ بِقَدْرِ بَذْلِهِ وَبِقَدْرِ فَرَحِهِ بِإِخْرَاجِهِ وَاسْتِبْشَارِهِ بِصَرْفِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى". وقد ذکر السعدی ( 1420ه ) أن الشح المجبول علیه أکثر النفوس آفة تمنع من النفقة المأمور بها، فنفوسهم تشح بالمال، وتحب وجوده، وتکره خروجه من الید غایة الکراهة ، لکن من وقاه الله شر شح نفسه بأن سمحت نفسه بالإنفاق النافع لها {فَأُولَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} لأنهم أدرکوا المطلوب، ونجوا من المرهوب. وهذا الکلام یفهم منه أن تزکیة النفس من البخل یکون بدعاء الله أن یقیک الشح ، وأن تدرک حقیقة الأمور وأن الله لا یأمرک إلا لینفعک ، ولا ینهاک إلا لیدفع عنک الضرر ، فما یعین الإنسان على البعد عن البخل فیفلح وینجح مثل الدعاء والمجاهدة للنفس تقربا لله. ب- أن المرء وإن جبل على حب ما یتلذذ به، وبغض ما یتألم ویتوجع منه، فقد جبل أیضا على ترک ما هو فیه من اللذة ؛ للذة هی أعظم منها، وعلى التصبر لاحتمال الأذى والمکروه ؛ لیتخلص عما هو أعظم من ذلک المکروه والألم ، وإذا کان کذلک فهو إذا قابل نعیم الدنیا بنعیم الآخرة، وأقرب اللذتین بأبعدهما، فرأى لذة الآخرة أعظم وأبقى، فخف علیه ترک أقربهما لأبعدهما وأقلهما لأکثرهما، وإذا قابل مکروه الدنیا بمکروه الآخرة، وعذابها بعذاب الآخرة، فرأى عذاب الآخرة أشد وأبقى، خف علیه تحمل المکاره فی الدنیا. ج- مما یعالج به البخل الاشتغال بضده وهو الکرم والجود ، ویذکر القاسمی (1415ه) أَنَّ سَبَبُ الْبُخْلَ حُبُّ الْمَالِ، وَلِحُبِّ الْمَالِ سَبَبَانِ: أَحَدُهُمَا: حُبُّ الشَّهَوَاتِ الَّتِی لَا وُصُولَ إِلَیْهَا إِلَّا بِالْمَالِ مَعَ طُولِ الْأَمَلِ ، والثَّانِی: أَنْ یُحِبَّ عَیْنَ الْمَالِ وَیَلْتَذَّ بِوُجُودِهِ وَإِنْ عَلِمَ أَنَّهُ زَائِدٌ عَنْ حَاجَاتِهِ بَقِیَّةَ عُمُرِهِ ، و وَیرى أَنَّ عِلَاجَ کُلِّ عِلَّةٍ بِمُضَادَّةِ سَبَبِهَا، فَیُعَالَجُ حُبُّ الشَّهَوَاتِ بِالْقَنَاعَةِ بِالْیَسِیرِ وَبِالصَّبْرِ، وَیُعَالَجُ طُولُ الْأَمَلِ بِکَثْرَةِ ذِکْرِ الْمَوْتِ، وَالنَّظَرِ فِی مَوْتِ الْأَقْرَانِ وَطُولِ تَعَبِهِمْ فِی جَمْعِ الْمَالِ وَضَیَاعِهِ بَعْدَهُمْ، وَیُعَالَجُ الْتِفَاتُ الْقَلْبِ إِلَى الْوَلَدِ بِأَنَّ خَالِقَهُ خَلَقَ مَعَهُ رِزْقَهُ، وَکَمْ مِنْ وَلَدٍ لَمْ یَرِثْ مِنْ أَبِیهِ مَالًا، وَحَالُهُ أَحْسَنُ مِمَّنْ وَرِثَ، وَبِأَنْ یَعْلَمَ أَنَّهُ یَجْمَعُ الْمَالَ لِوَلَدِهِ یُرِیدُ أَنْ یَتْرُکَ وَلَدَهُ بِخَیْرٍ وَیَنْقَلِبُ إِلَى شَرٍّ، وَیُعَالَجُ قَلْبُهُ أَیْضًا بِکَثْرَةِ التَّأَمُّلِ فِی الْأَخْبَارِ الْوَارِدَةِ فِی ذَمِّ الْبُخْلِ وَمَدْحِ السَّخَاءِ وَمَا تَوَعَّدَ اللَّهُ بِهِ عَلَى الْبُخْلِ مِنَ الْعِقَابِ الْعَظِیمِ. د- وَمِنَ الْأَدْوِیَةِ النَّافِعَةِ للبخل: کَثْرَةُ التَّأَمُّلِ فِی أَحْوَالِ الْبُخَلَاءِ وَنَفْرَةُ الطَّبْعِ عَنْهُمْ وَاسْتِقْبَاحُهُمْ لَهُ، فَإِنَّهُ مَا مِنْ بَخِیلٍ إِلَّا وَیَسْتَقْبِحُ الْبُخْلَ مِنْ غَیْرِهِ، وَیَسْتَثْقِلُ الْبَخِیلُ مِنْ أَصْحَابِهِ فَیَعْلَمُ أَنَّهُ مُسْتَثْقَلٌ وَمُسْتَقْذَرٌ فِی قُلُوبِ النَّاسِ مِثْلُ سَائِرِ الْبُخَلَاءِ فِی قَلْبِهِ. ذ- أَنْ یَتَفَکَّرَ فِی مَقَاصِدِ الْمَالِ وَأَنَّهُ لِمَاذَا خُلِقَ فَلَا یَحْفَظُ مِنْهُ إِلَّا قَدْرَ حَاجَتِهِ وَالْبَاقِی یَدَّخِرُهُ لِنَفْسِهِ فِی الْآخِرَةِ بِأَنْ یَحْصُلَ لَهُ ثَوَابُ بَذْلِهِ ، فَهَذِهِ الْأَدْوِیَةُ مِنْ جِهَةِ الْمَعْرِفَةِ وَالْعِلْمِ، فَإِذَا عَرَفَ بِنُورِ الْبَصِیرَةِ أَنَّ الْبَذْلَ خَیْرٌ لَهُ فِی الدُّنْیَا وَالْآخِرَةِ مِنَ الْإِمْسَاکِ ؛ هَاجَتْ رَغْبَتُهُ فِی الْبَذْلِ إِنْ کَانَ عَاقِلًا، فَإِذَا تَحَرَّکَتِ الشَّهْوَةُ فَیَنْبَغِی أَنْ یُجِیبَ الْخَاطِرَ الْأَوَّلَ، وَلَا یَتَوَقَّفَ، فَإِنَّ الشَّیْطَانَ یَعِدُهُ الْفَقْرَ وَیُخَوِّفُهُ وَیَصُدُّهُ عَنْهُ. ویرى مرسی(1425ه) بأن البخل یمکن علاجه من خلال نوع التربیة التی یخضع لها الإنسان ، والتنشئة التی نشأ علیها ، وهو رأی معقول جدا ، فتربیة الطفل على الجود والکرم تبعده عن صفة البخل بعد أن یکبر ویصبح رجلا ، وکم من انسان عرف عنه الجود والکرم فتبعه على ذلک أولاده ، بل إن القبائل تتوارث صفة الجود والکرم من آبائهم الأقدمین وتنشئ على ذلک أطفالها. ح- تدبر عقاب الله تبارک وتعالى لمن یمنع ماله من إنفاقه فی سبیله، فإنه سیتعظ وینفق بسخاء، وهو ما أشار إلیه عطار (1419ه ) کعلاج للبخل. 8- الجهل. وهو فی اللغة : نقیض العِلْم . (الفراهیدی ،د.ت) وفی الاصطلاح : اعتقاد الشیء على خلاف ما هو علیه . (الجرجانی ،1403ه) وهو نوعان : بسیط: وهو عدم العلم عما من شأنه أن یکون عالمًا ، ومرکب: وهو اعتقاد جازم غیر مطابق للواقع. (الجرجانی ،1403ه) وقد دل على هذه الصفة قول الله تعالى : " وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ کَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ". سورة الأحزاب : آیة 72 قال ابن عاشور ( 1984م ) مبینا المراد بالجهل فی الآیة أنها " انْتِفَاءُ عِلْمِ الْإِنْسَانِ بِمَوَاقِعِ الصَّوَابِ فِیمَا تَحَمَّلَ بِهِ" . وهو المقصود فی وصف الإنسان بهذه الصفة. ومن خلال الآیة ومعناها یتضح قبح الجهل ، یقول ابن القیم (1410ه ) : أن "الإنسان من حیث هو ؛ عار عن کل خیر من العلم النافع، والعمل الصالح، وإنما الله سبحانه هو الذی یکمله بذلک، ویعطیه إیاه ، ولیس له ذلک من نفسه ، بل لیس له من نفسه إلا الجهل المضاد للعلم، والظلم المضاد للعدل، وکل علم وعدل وخیر فیه فمن ربه، لا من نفسه ". والجهل له آثار سیئة منها : موت القلب بِالْجَهْلِ الْمُطلق ، ومرضه بِنَوْع من الْجَهْل ، ومرض الْقلب إِذا ورد عَلَیْهِ شُبْهَة أَو شَهْوَة قوت مَرضه وَإِن حصلت لَهُ حِکْمَة وموعظة کَانَت من أَسبَاب صَلَاحه وشفاءه. ( ابن تیمیة ، 1399ه ) فإذا کان الجهل مرض ؛ فشفاؤه العلم والهدى ، ومرضه یؤلم القلب ، وبعض الناس یداویه بعلوم لا تنفع، ویعتقد أنه قد صح من مرضه بتلک العلوم، وهى فی الحقیقة إنما تزیده مرضا إلى مرضه. ( ابن قیم الجوزیة ، د.ت) وأما تزکیة الإنسان من الجهل فقد قَالَ أهل الْعلم: لَا دَاء أعظم من الْجَهْل، وَلَا دَوَاء أعز من دَوَاء الْجَهْل، وَلَا طَبِیب أقل من طَبِیب الْجَهْل، وَلَا شِفَاء أبعد من شِفَاء الْجَهْل.(السمعانی ،1418ه) وَإِنَّمَا دَوَاءُ الْجَهْلِ التَّعَلُّمُ. 9- الهلع والجزع. الهَلَعُ: الحِرْصُ، وَقِیلَ: الجَزَعُ وقِلّةُ الصبرِ، وَقِیلَ: هُوَ أَسْوأُ الجَزَعِ وأَفْحَشُه . (ابن منظور ، 1414ه) والهلع فی الاصطلاح : شدّة الجَزَع مع شدّة الحرص والضجر. (الطبری ، 1420ه) والجَزَع: نقیض الصَّبْر ، فَإِذا کثُر مِنْهُ الْجزع فَهُوَ جَزُوع. ( الهروی ، 2001م) والجزع فی الاصطلاح :حزن یصرف الْإِنْسَان عَمَّا هُوَ بصدده ویقطعه عَنهُ؛ وَهُوَ أبلغ من الْحزن لِأَن الْحزن عَام.(الکفوی ،د.ت) وقد استخلص ابن عاشور ( 1984م ) مِنْ تَتَبُّعِه لاسْتِعْمَالَاتِ کَلِمَةِ "الْهَلَعِ " ؛ أَنَّ الْهَلَعَ قِلَّةُ إِمْسَاکِ النَّفْسِ عِنْدَ اعْتِرَاءِ مَا یُحْزِنُهَا أَوْ مَا یَسُرُّهَا أَوْ عِنْدَ تَوَقُّعِ ذَلِکَ وَالْإِشْفَاقِ مِنْهُ ، بینما الْجَزَعُ یکون مِنْ آثَارِ الْهَلَعِ، فإن کان بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ قد فَسَّرَ الْهَلَعَ بِالشَّرَهِ، وَبَعْضُهُمْ بِالضَّجَرِ، وَبَعْضُهُمْ بِالشُّحِّ، وَبَعْضُهُمْ بِالْجُوعِ، وَبَعْضُهُمْ بِالْجُبْنِ عِنْدَ اللِّقَاءِ ؛ فما ذکره ابن عاشور فِی ضَبْطِهِ یَجْمَعُ هَذِهِ الْمَعَانِیَ وَیُرِیکَ أَنَّهَا آثَارٌ لِصِفَةِ الْهَلَعِ کما یقول . وقد دل على هاتین الصفتین قول الله تعالى : " إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) " سورة المعارج : آیة 19-20. وَمَعْنَى خُلِقَ هَلُوعاً: أی أَنَّ الْهَلَعَ طَبِیعَةٌ کَامِنَةٌ فِیهِ مَعَ خَلْقِهِ تَظْهَرُ عِنْدَ ابْتِدَاءِ شعوره بالنافع والضار فَهُوَ مِنْ طِبَاعِهِ الْمَخْلُوقَةِ کَغَیْرِهَا مِنْ طِبَاعِهِ الْبَشَرِیَّةِ التی عَلَیْهِ أَنْ یَرُوضَ نَفْسَهُ عَلَى مُقَاوَمَةِ النَّقَائِصِ وَإِزَالَتِهَا عَنْهُ. (ابن عاشور ، 1984م ) وَالْهَلَعُ والجزع : صِفَتان غَیْرُ مَحْمُودَةٍ، فَوَصْفُ الْإِنْسَانِ هُنَا بِهَما لَوْمٌ عَلَیْهِ فِی تَقْصِیرِهِ عَنِ التَّخَلُّقِ بِدَفْعِ آثَارِهَا . إن خلو القلب من الإیمان ینتج الهلع والجزع ، فهو دائماً فی قلق وخوف ، أما حین یعمر قلبه بالإیمان فهو منه فی طمأنینة وعافیة، لأنه متصل بخالق الکون ومدبر الأحوال ، مطمئن إلى قدره، شاعر برحمته، مقدر لابتلائه، متطلع إلى فرجه، منتظر لإحسانه ، فالمؤمنون لا یصیبهم الجزع ولا الهلع . (التویجری ، د.ت) وقد ذکر الله من أوصاف أهل الإیمان ما یدفعون به هذه الصفة المذمومة ؛ وذلک بعدما ذکر وصف الإنسان بالهلع والجزع ، فقال تعالى : " إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّینَ (22) الَّذِینَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِینَ فِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِینَ یُصَدِّقُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ (26) وَالَّذِینَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَیْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَکَتْ أَیْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِکَ فَأُولَئِکَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِینَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِینَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِینَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ یُحَافِظُونَ (34) أُولَئِکَ فِی جَنَّاتٍ مُکْرَمُونَ (35) " سورة المعارج : آیة 19-35، حیث استثنى من الذین یهلعون ویجزعون ویمنعون من اتصف بالصفات الآتیة : أ- المصلون : فقد أعطاهم الله الصلاة، فالصلاة فوق أنها رکن من أرکان الإسلام وعلامة الإیمان هی وسیلة الاتصال بالله، ومظهر العبودیة الخالصة، وهی صلة بالله مستمرة غیر منقطعة للتعظیم والحمد، والسؤال والاستغفار. ب- المزکون لأموالهم : فهم یؤدون الزکاة والصدقات المعلومة القدر، ویجعلون فی أموالهم نصیباً معلوماً یشعرون أنه حق للسائل والمحروم . ت- أنهم یصدقون بیوم الدین : وهذا له أثره الحاکم لمنهج الحیاة شعوراً وسلوکاً ،فالذی یصدق بیوم الدین یعمل وهو ناظر لحساب الآخرة لا لحساب الدنیا، ویتقبل الأحداث خیرها وشرها، وفی حسابه أنها مقدمات نتائجها یوم القیامة ،ویقضی حیاته مطیعاً لربه، منتظراً جزاءه یوم یلقاه ، أما المکذب بیوم الدین فلا یعرف إلا الدنیا، فهو یحسب کل شیء یقع له فی هذه الحیاة القصیرة المحدودة، فهو بائس مسکین، معذب قلق، لأن ما یقع له فی هذه الحیاة الدنیا قد لا یکون مطمئناً ولا مریحاً ولا عادلاً ولا معقولاً ما لم یضف إلیه حساب الشطر الآخر، وهو أکبر وأطول وأهول، ومن ثم یشقى به من لا یحسب حساب الآخرة . ث- أنهم یخافون من عذاب الله : فهم یقضون أوقاتهم یراقبون ربهم، ویشعرون بالتقصیر فی جنب الله مع کثرة عبادتهم، والخوف من تقلب القلب، واستحقاقه للعذاب فی کل لحظة، والتطلع إلى الله لیحمیهم و یقیهم العذاب . فقلب المؤمن الموصول بالله یحذر ویرجو، ویخاف ویطمع، وهو مطمئن لرحمة الله على کل حال، منتظر لکرامته فی الدنیا والآخرة ، فالإیمان بالله هو أصل الدین الذی ینبثق منه کل فرع من فروع الخیر، وتتعلق به کل ثمرة من ثماره. 10- الطغیان ومعنى الطغیان فی اللغة : مجاوزة الحد ، یُقَالُ: هُوَ طَاغٍ ، وَطَغَى السَّیْلُ، إِذَا جَاءَ بِمَاءٍ کَثِیرٍ ، وَطَغَى الْبَحْرُ: هَاجَتْ أَمْوَاجُهُ. وَطَغَى الدَّمُ: تَبَیَّغَ ، قَالَ الْخَلِیلُ: " الطُّغْیَانُ وَالطُّغْوَانُ لُغَةٌ. وَالْفِعْلُ مِنْهُ طَغَیْتُ وَطَغَوْتُ ، وکل شیء یجاوز القدر فقد طَغَى مثلَ ما طَغَى الماءُ على قَوْمِ نُوْحٍ، وکَمَّا طغتِ الصَّیحةُ على ثَمُودَ. والطَّاغِیةُ: الجبار العنید. (الرازی ، 1399ه) (الفراهیدی ،د.ت) والطغیان فی الاصطلاح : مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ فِی الْعِصْیَانِ. (التمیمی ، 1377ه) وقد دل علیها قول الله تعالى : " کَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَیَطْغى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (7) " سورة القلم : آیة 6-7. ومعنى الآیة : أَنَّ نَوْعَ الْإِنْسَانِ مِنْ شَأْنِهِ أَنَّهُ إِذَا فَازَ بِمَقْصُودِهِ وَوَصَلَ إِلَى مَطْلُوبِهِ اغْتَرَّ وَصَارَ غَافِلًا عَنْ عُبُودِیَّةِ اللَّهِ تَعَالَى مُتَمَرِّدًا عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ ، فمِنْ طَبْعِ الْإِنْسَانِ أَنْ یَطْغَى إِذَا أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ الِاسْتِغْنَاءَ . ( الرازی ، 1420ه ) ، (ابن عاشور ، 1984 ه) وقال ابن عثیمین - موضحا المعنى بالتفصیل - ( 1423ه ) : " إذا رأى نفسه استغنى فإنه یطغى، من الطغیان وهو مجاوزة الحد، إذا رأى أنه استغنى عن رحمة الله طغى ولم یبالِ، إذا رأى أنه استغنى عن الله عز وجل فی کشف الکربات وحصول المطلوبات صار لا یلتفت إلى الله ولا یبالی، إذا رأى أنه استغنى بالصحة نسی المرض، وإذا رأى أنه استغنى بالشبع نسی الجوع، إذا رأى أنه استغنى بالکسوة نسی العری، وهکذا فالإنسان من طبیعته الطغیان والتمرد متى رأى نفسه فی غنى، ولکن هذا یخرج منه المؤمن، لأن المؤمن لا یرى أنه استغنى عن الله طرفة عین، فهو دائماً مفتقر إلى الله سبحانه وتعالى، یسأل ربه کل حاجة، ویلجأ إلیه عند کل مکروه، ویرى أنه إن وکله الله إلى نفسه وکله إلى ضعف وعجز وعورة، وأنه لا یملک لنفسه نفعاً ولا ضًّرا، هذا هو المؤمن، لکن الإنسان من حیث هو إنسان من طبیعته الطغیان ". والطغیان من موجبات النار، کما قال تعالى: {فأما من طغى * وآثر الحیاة الدنیا * فإن الجحیم هی المأوى} سورة النازعات : آیة 37-39. والطغیان یحمل صاحبه على الظلم ، کما یمنع من وصول العبد إلى مقام رضوان الرحمن ویوقعه فی الخسران والخذلان وغضب الجبار سبحانه ، قال تعالى : " کُلُوا مِنْ طَیِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاکُمْ وَلا تَطْغَوْا فِیهِ فَیَحِلَّ عَلَیْکُمْ غَضَبِی " ، سورة طه : آیة 81 ، قال ابن عباس : أی لا تظلموا . ( الطبری ، 1420ه) أما عن کیفیة تزکیة الإنسان من الطغیان فتتمثل فی الآتی : أ- الإیمان بالله : فلا یعصم الإنسان من الطغیان إلا الإیمان بالله ، فمن خلاله یعرف کیف یرعى الله فی کل إمکانات أو ثراء یمنحه له الله، وینشر معونته لیستظل بها المحتاج غیر الواحد. (الشعراوی ، 1997م ) ، والإیمان بالله - بمفهومه الإسلامی- هو العامل الحاسم فی تقریر حالات الصحة أو المرض ، فإحساس الإنسان بالمسئولیة أمام الله یبقیه فی منزلة -الوسطیة- فیمنعه من "الطغیان"، وتجاوز الحدود والاعتداء على وجود الآخرین إذا کان فی حالة القوة والغنى، ویقیه من "الهوان" والسکوت على استباحة الطاغین لحرماته إذا کان فی حالة الضعف والفقر ، فإذا غاب -الإیمان بالله- من وجود الإنسان تذبذب بین مرضی الطغیان والهوان، وتراءى له -عند المرض الأول- أنه مستغن بنفسه لا حاجة له لغیره، وأنه قادر على الإمساک بسنن الوجود وأحداثه وضربه الفرح، والفخر والبطر وادعى القدرة والعلم. (الکیلانی ، 1419ه) ب- شکر الله على نعمه، واستعمالها فی طاعته. (طنطاوی ، 1998م) ج- أداء فریضة الزکاة یقلل الطغیان ویرد القلب إلى طلب رضوان الرحمن. (الزحیلی ، 1418ه) د- أن یتذکر ضعفه وأنه راجع إلى ربه ، فقد ذکر الله بعد وصف الإنسان بالطغیان أن مرجعه الیه تعالى فقال : "إِنَّ إِلى رَبِّکَ الرُّجْعى " . (ابن حمید وآخرون ، د.ت ) ه- أن یعلم أن هذا الرزق الذی قد ینشأ بسببه الطغیان ؛ إنما هو على حسب مشیئة الله تعالى وهو أعلم بأحوال عباده ، "وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِی الْأَرْضِ وَلکِنْ یُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما یَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِیرٌ بَصِیرٌ " ، فعلى صاحب المال ألا یبالغ فی الفرح به، لأن ذلک الفرح یؤدی به إلى البطر والترف کما أنه یؤذی الفقراء والمحرومین ویؤدی بالإنسان إلى الاستهتار بالنعمة وترک الحیطة لصروف الزمان . (ابن حمید وآخرون ، د.ت ) نتائج الدراسة وتوصیاتها ومقترحاتها .
توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها : - 1- الصفات المذمومة للإنسان الواردة فی القرآن الکریم هی : ( الضعف ، الیأس والقنوط ، الجحود لنعم الله ، کثرة الظلم للنفس ، الجدل والخصومة ، العجلة ، البخل ، الجهل ، الهلع والجزع ، الطغیان) 2- تزکیة الإنسان من الضعف وخاصة أمام الشهوة المحرمة فمتعددة من أهمها الزواج ومجاهدة النفس لطلب العفاف ، وتقویة الإرادة ، والتوبة الصادقة . 3- تزکیة الإنسان من ذلک الیأْسُ والقنوط یکون من خلال :الإقلاع عن المعصیة، والمبادرة فی التوبة إلى الله وحُسن الظن بالله عز وجل ، والنظر إلى سعة رحمة الله عز وجل ومغفرته، وعظیم فضله وبره، وکریم جوده وإحسانه . 4- تزکیة الإنسان من الجحود لنعم الله یکون من خلال: الإقرار والاعتراف بالمنعم جل وعلا ، ودوام الشکر والحمد له. 5- التزکیة من ظلم النفس یکون من خلال: الإقلاع عن المعاصی وکثرة التوبة والاستغفار فی کل وقت وحین ، و مجاهدة النفس على طاعة الله واجتناب معصیته ، واستشعار عاقبة ظلم النفس بالذنوب أو بالتقصیر فی الواجبات ، سواء فی الدنیا أو یوم القیامة ، واستشعار ثواب مجاهدة النفس على فعل الطاعات وترک المنکرات. 6- تزکیة الإنسان من صفة الجدل المذموم یکون من خلال : تفریقه بین الجدال المذموم والممدوح ،ومعرفته بضوابط وشروط الممدوح منها ،و إدراکه للآثار الوخیمة للجدال المذموم وللثمار التی یجنیها إذا ترکه. 7- تزکیة النفس من العجلة یکون من خلال ریاضة نفسه حتى یصیر صبورًا متأنیاً. 8- تزکیة الانسان من البخل یکون من خلال: ترویض النفس ومجاهدتها على الجود والاستعانة بالله على 9- تحقیق ذلک ، وکَثْرَةُ التَّأَمُّلِ فِی أَحْوَالِ الْبُخَلَاءِ وَنَفْرَةُ الطَّبْعِ عَنْهُمْ وَاسْتِقْبَاحُهُمْ لَهُ، و التَفَکَّرَ فِی مَقَاصِدِ الْمَالِ ، وتدبر عقاب الله تبارک وتعالى لمن یمنع ماله من إنفاقه فی سبیله . 10- تزکیة الإنسان من الجهل یکون من خلال التَّعَلُّمُ. 11- تزکیة الإنسان من الهلع والجزع یکون من خلال : دوام الصلاة والزکاة والصدقة وتقویة الإیمان فی القلب ، والخوف من عقاب الله .. 12- تزکیة الإنسان من الطغیان من خلال : الإیمان بالله وشکره على نعمه، و أداء فریضة الزکاة ، وأن یتذکر ضعفه ورجوعه إلى ربه .
توصیات الدراسة . یوصی الباحث بما یأتی : - 1- ضرورة عنایة الإنسان بمعرفة الصفات المذمومة التی ذکرت عن الإنسان فی القرآن لیجاهد نفسه فیزکیها من تلک الصفات لیفوز ویفلح . 2- اهتمام المربین جمیعا باستصحاب تلک الصفات عند تنشئة الأطفال لیخلصوهم منها. 3- عنایة المربین بسبل التزکیة من تلک الصفات المذمومة التی جبل علیها الإنسان.
یقترح الباحث القیام بدراسات تربویة أخرى ومنها: 1- دراسة کل صفة دراسة متعمقة من حیث المفهوم وسبل التزکیة منها. 2- العنایة بالدراسات التی تتناول الطبیعة الإنسانیة من خلال مصادر التربیة الإسلامیة نظرا لأن الإنسان هو محور التربیة وموضوعها. 3- إجراء دراسات مقارنة حول الطبیعة الإنسانیة فی الإسلام وعند الفلسفات الوضعیة.
مراجع الدراسة - ابن الجوزی (1404هـ) ، جمال الدین أبو الفرج عبد الرحمن بن علی بن محمد الجوزی ، نزهة الأعین النواظر فی علم الوجوه والنظائر ، مؤسسة الرسالة - لبنان/ بیروت ،الطبعة الأولى. - ابن الجوزی (1425هـ) ،جمال الدین أبو الفرج عبد الرحمن بن علی بن محمد ، صید الخاطر ، دار القلم – دمشق ،الطبعة الأولى. - ابن تیمیة ( 1399ه ) ، تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبی القاسم بن محمد الحرانی الحنبلی الدمشقی ، أمراض القلب وشفاؤها ، المطبعة السلفیة ، القاهرة ، الطبعة الثانیة . - ابن تیمیة ( 1416ه) ، تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبی القاسم بن محمد الحرانی الحنبلی الدمشقی ، الإیمان ، المکتب الإسلامی، عمان، الأردن ، الطبعة الخامسة. - ابن تیمیة (1399ه) ،تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبی القاسم بن محمد الحرانی الحنبلی الدمشقی ، أمراض القلب وشفاؤها ، المطبعة السلفیة – القاهرة ، الطبعة الثانیة. - ابن تیمیة (1407ه )، تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبی القاسم بن محمد الحرانی الحنبلی الدمشقی ، الزهد والورع والعبادة ، مکتبة المنار – الأردن ،الطبعة: الأولى. - ابن حمید (د.ت) ، صالح بن عبد الله ، و عدد من المختصین ، نضرة النعیم فی مکارم أخلاق الرسول الکریم - صلى الله علیه وسلم ، دار الوسیلة للنشر والتوزیع، جدة ، الطبعة الرابعة . - ابن حیان ( 1420 هـ) ، أبو حیان محمد بن یوسف بن علی بن یوسف أثیر الدین الأندلسی ، البحر المحیط فی التفسیر ، دار الفکر – بیروت . - ابن عاشور (1384ه) ، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر التونسی ، التحریر والتنویر «تحریر المعنى السدید وتنویر العقل الجدید من تفسیر الکتاب المجید» ، الدار التونسیة للنشر ، تونس. - ابن فارس (1399ه) ، أبو الحسین أحمد بن فارس بن زکریا القزوینی الرازی ، معجم مقاییس اللغة ، دار الفکر . - ابن فارس (1406ه) ، أبو الحسین أحمد بن فارس بن زکریا القزوینی الرازی ، مجمل اللغة ، مؤسسة الرسالة – بیروت ، الطبعة الثانیة. - ابن قیم الجوزیة ( د.ت) ، محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ، إغاثة اللهفان من مصاید الشیطان ، مکتبة المعارف، الریاض، المملکة العربیة السعودیة. - ابن قیم الجوزیة (1410 هـ) ، محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ، تفسیر القرآن الکریم (ابن القیم)، دار ومکتبة الهلال – بیروت ، الطبعة الأولى . - ابن قیم الجوزیة (1429 هـ) ، أبو عبدالله محمد بن أبی بکر بن أیوب ، الداء والدواء ، دار عالم الفوائد - مکة المکرمة ،الطبعة الأولى. - ابن قیم الجوزیة (د.ت) ، محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ، الروح فی الکلام على أرواح الأموات والأحیاء بالدلائل من الکتاب والسنة ، دار الکتب العلمیة – بیروت . - ابن کثیر ( 1419 هـ) ، أبو الفداء إسماعیل بن عمر بن کثیر القرشی البصری ثم الدمشقی ، تفسیر القرآن العظیم (ابن کثیر) ، دار الکتب العلمیة، منشورات محمد علی بیضون – بیروت ، الطبعة الأولى . - ابن کثیر ( 1419ه ) ، أبو الفداء إسماعیل بن عمر القرشی البصری ثم الدمشقی ، تفسیر القرآن العظیم (ابن کثیر) ، دار الکتب العلمیة، منشورات محمد علی بیضون ، بیروت ، الطبعة الأولى. - ابن منظور (1414 هـ) ، محمد بن مکرم بن على، أبو الفضل، جمال الدین الأنصاری الرویفعی الإفریقی ، لسان العرب ، دار صادر - بیروت ، الطبعة الثالثة . - ابو زهرة (د.ت) محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد ، زهرة التفاسیر ، دار الفکر العربی. - الأصبهانی (1394هـ) أبو نعیم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران ، حلیة الأولیاء وطبقات الأصفیاء ، السعادة - بجوار محافظة مصر. - الأصفهانی (1412 هـ) ، أبو القاسم الحسین بن محمد المعروف بالراغب ، المفردات فی غریب القرآن ، دار القلم، الدار الشامیة - دمشق بیروت ،الطبعة الأولى. - الأصفهانی (1420ه ، ) أبو القاسم الحسین بن محمد ، تفسیر الراغب الأصفهانی ، کلیة الآداب - جامعة طنطا ، الطبعة الأولى. - التمیمی ( 1377هـ) ، عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سلیمان ، فتح المجید شرح کتاب التوحید ، مطبعة السنة المحمدیة، القاهرة، مصر ، الطبعة: السابعة. - التویجری (د.ت) ، محمد بن إبراهیم بن عبد الله ، موسوعة فقه القلوب ، بیت الأفکار الدولیة. - الجرجانی (1403ه) ، علی بن محمد بن علی الزین الشریف ، کتاب التعریفات ، دار الکتب العلمیة بیروت –لبنان ، الطبعة الأولى. - الجوهری (1407 ه ) ، أبو نصر إسماعیل بن حماد الفارابی ، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربیة ، دار العلم للملایین – بیروت ، الطبعة الرابعة ـ - الجوینی (1399ه) ، إمام الحرمین ، الکافیة فی الجدل ، مطبعة عیسى البابی الحلبی القاهرة . - الحدادی ( 1410هـ) ،زین الدین محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفین بن علی بن زین العابدین الحدادی ثم المناوی القاهری ، التوقیف على مهمات التعاریف ،عالم الکتب 38 عبد الخالق ثروت-القاهرة ، الطبعة الأولى. - الحماد (2010م) ، إبراهیم بن عبد الله ، القنوط من رحمة الله: أسبابه - مظاهره - علاجه فی ضوء عقیدة أهل السنة والجماعة ، مجلة البحوث الإسلامیة - مجلة دوریة تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمیة والإفتاء والدعوة والإرشاد ، ، عدد89 ، السعودیة. - الحمد (د.ت) ، محمد بن إبراهیم بن أحمد ، سوء الخلق ، درا بن خزیمة ، الطبعة الثانیة. - الخالدی وآخرون ( 2016م ) ، محسن سمیح ، والحاج حسن وفاطمة ، مفهوم الیأس ودلالة إضافته إلى الأنبیاء علیهم السلام : دراسة قرآنیة ، المجلة الأردنیة فی الدراسات الإسلامیة ، جامعة آل البیت ، الأردن ،مج12ع1. - الدینوری (1397ه) ، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتیبة ،غریب الحدیث ، مطبعة العانی ، بغداد ، الطبعة الأولى . - الرازی (1420هـ ) ، زین الدین أبو عبد الله محمد بن أبی بکر بن عبد القادر الحنفی ، مختار الصحاح ، المکتبة العصریة - الدار النموذجیة، بیروت – صیدا ، الطبعة: الخامسة . - الرازی (1420ه) ، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسین التیمی الرازی الملقب بفخر الدین الرازی خطیب الری ، مفاتیح الغیب = التفسیر الکبیر ، دار إحیاء التراث العربی – بیروت ، الطبعة الثالثة . - الزَّبیدی ( د.ت)، محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسینی، أبو الفیض، الملقّب بمرتضى ، تاج العروس من جواهر القاموس ، دار الهدایة . - الزحیلی (1418 هـ) ، وهبة بن مصطفى ، التفسیر المنیر فی العقیدة والشریعة والمنهج ، دار الفکر المعاصر – دمشق ، الطبعة الثانیة . - السباعی ( 1418ه) ، مصطفى بن حسنی ، هکذا علمتنی الحیاة ، المکتب الإسلامی ، الطبعة الرابعة . - سحنون (1992 م )، أحمد ، دراسات وتوجیهات إسلامیة ، المؤسسة الوطنیة للکتاب، الجزائر ، الطبعة الثانیة. - السعدی (1420ه ) ، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله ، تیسیر الکریم الرحمن فی تفسیر کلام المنان ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى . - الشعراوی (1997م) ، محمد متولی ، تفسیر الشعراوی - الخواطر ، مطابع أخبار الیوم ، مصر. - شهرة (2016 م)، حبیة ، إعجازالنفسالإنسانیةفیالقرآنالکریم :صفاتها -مراتبها – علاج عیوبها، دراسة تأصیلیة ، مجلة کلیة دار العلوم جامعة القاهرة – مصر ،العدد 93 ، شهر یولیو . - الطبری (1420ه) ،أبو جعفر محمد بن جریر بن یزید بن کثیر بن غالب الآملی ، جامع البیان فی تأویل القرآن ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى. - طنطاوی (1998م)، محمد سید ، التفسیر الوسیط للقرآن الکریم ، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزیع، الفجالة – القاهرة ، الطبعة الأولى. - العثیمین ( 1423ه ) ، محمد بن صالح ، تفسیر الکهف ، دار ابن الجوزی للنشر والتوزیع، المملکة العربیة السعودیة ، الطبعة الأولى. - عجیلة( 2008م ) ، محمد ، الإنسانفیالقرآنالکریم (خلقه - صفاته – أفعاله) : دراسةدلالیة ، مجلة کلیة الآداب - جامعة المنصورة – مصر ، ع 43 ،المجلد الأول أغسطس - العسکری (1412ه)ـ ، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعید بن یحیى بن مهران ، معجم الفروق اللغویة ، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین بـ «قم» ، الطبعة الأولى. - العسکری (د.ت)، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعید بن یحیى بن مهران ، الفروق اللغویة ، دار العلم والثقافة للنشر والتوزیع، القاهرة – مصر . - عطار (1419 هـ ) ، لیلى عبد الرشید ، آراء ابن الجوزی التربویة «دراسة وتحلیلا وتقویما ومقارنة» ، منشورات أمانة للنشر، میریلاند - الولایات المتحدة الأمریکیة ،الطبعة: الأولى. - العمر (د.ت ) ، ناصر بن سلیمان ، الحکمة ، الکتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودیة بدون بیانات . - الغزالی (د.ت) ، أبو حامد محمد بن محمد الطوسی ، إحیاء علوم الدین ، دار المعرفة – بیروت. - الفارابی (1407 هـ ) ، أبو نصر إسماعیل بن حماد الجوهری ، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربیة ، دار العلم للملایین – بیروت ، الطبعة الرابعة . - الفراهیدی (د.ت) ، أبو عبد الرحمن الخلیل بن أحمد بن عمرو بن تمیم البصری ،کتاب العین ، دار ومکتبة الهلال . - الفیومی (د.ت) ، أحمد بن محمد بن علی الفیومی ثم الحموی، أبو العباس ، المصباح المنیر فی غریب الشرح الکبیر ، المکتبة العلمیة – بیروت . - القاسمی (1415 هـ ) ، محمد جمال الدین بن محمد سعید بن قاسم الحلاق ، موعظة المؤمنین من إحیاء علوم الدین ، دار الکتب العلمیة . - القحطانی (د.ت) ، سعید بن على بن وهف ، أحکام الجنائز - مفهوم، واغتنام، ومواعظ، وآداب، وحقوق وصبر، واحتساب، وفضائل، وأحکام فی ضوء الکتاب والسنة ، مطبعة سفیر، الریاض . - القرطبی (1384ه) ، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبی بکر بن فرح الأنصاری الخزرجی شمس الدین ، الجامع لأحکام القرآن ( تفسیر القرطبی ) ،دار الکتب المصریة – القاهرة ، الطبعة الثانیة. - الکفوی (د.ت) ، أیوب بن موسى الحسینی القریمی ، أبو البقاء الحنفی ، الکلیات معجم فی المصطلحات والفروق اللغویة ، مؤسسة الرسالة – بیروت. - الکیلانی(1419ه) ،ماجد عرسان ،أهداف التربیة الإسلامیة ،مؤسسة الریان ،للطباعة والنشر والتوزیع ، بیروت – لبنان . - الماتریدی (1426 هـ) ، محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور ، تفسیر الماتریدی (تأویلات أهل السنة) ، دار الکتب العلمیة - بیروت، لبنان ، الطبعة الأولى. - مرسی ( 1425ه ) ، محمد منیر ، التربیة الإسلامیة أصولها وتطورها فی البلاد العربیة ،عالم الکتب. - مساعد (2012م) ، محمد الطیب ، صفات الإنسان فی آیات القرآن ، مجلة الاقتصاد والعلوم السیاسیة بجامعة أم درمان الإسلامیة ، السودان ، ع10 ،جمادى الأولى /إبریل. - المناوی (1410ه ) ،زین الدین محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفین بن علی بن زین العابدین الحدادی ثم المناوی القاهری ،التوقیف على مهمات التعاریف ،عالم الکتب 38 عبد الخالق ثروت-القاهرة ،الطبعة الأولى. - الهروی ( 2001م) ، محمد بن أحمد بن الأزهری أبو منصور ، تهذیب اللغة ، دار إحیاء التراث العربی – بیروت ، الطبعة الأولى. - الهلالی (د.ت) ، مجدی ، کیف نغیر ما بأنفسنا ، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزیع والترجمة، القاهرة . - الهلالی (د.ت) ، مجدی ، حقیقة العبودیة ، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزیع والترجمة، القاهرة .
| ||||
References | ||||
مراجع الدراسة - ابن الجوزی (1404هـ) ، جمال الدین أبو الفرج عبد الرحمن بن علی بن محمد الجوزی ، نزهة الأعین النواظر فی علم الوجوه والنظائر ، مؤسسة الرسالة - لبنان/ بیروت ،الطبعة الأولى. - ابن الجوزی (1425هـ) ،جمال الدین أبو الفرج عبد الرحمن بن علی بن محمد ، صید الخاطر ، دار القلم – دمشق ،الطبعة الأولى. - ابن تیمیة ( 1399ه ) ، تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبی القاسم بن محمد الحرانی الحنبلی الدمشقی ، أمراض القلب وشفاؤها ، المطبعة السلفیة ، القاهرة ، الطبعة الثانیة . - ابن تیمیة ( 1416ه) ، تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبی القاسم بن محمد الحرانی الحنبلی الدمشقی ، الإیمان ، المکتب الإسلامی، عمان، الأردن ، الطبعة الخامسة. - ابن تیمیة (1399ه) ،تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبی القاسم بن محمد الحرانی الحنبلی الدمشقی ، أمراض القلب وشفاؤها ، المطبعة السلفیة – القاهرة ، الطبعة الثانیة. - ابن تیمیة (1407ه )، تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبی القاسم بن محمد الحرانی الحنبلی الدمشقی ، الزهد والورع والعبادة ، مکتبة المنار – الأردن ،الطبعة: الأولى. - ابن حمید (د.ت) ، صالح بن عبد الله ، و عدد من المختصین ، نضرة النعیم فی مکارم أخلاق الرسول الکریم - صلى الله علیه وسلم ، دار الوسیلة للنشر والتوزیع، جدة ، الطبعة الرابعة . - ابن حیان ( 1420 هـ) ، أبو حیان محمد بن یوسف بن علی بن یوسف أثیر الدین الأندلسی ، البحر المحیط فی التفسیر ، دار الفکر – بیروت . - ابن عاشور (1384ه) ، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر التونسی ، التحریر والتنویر «تحریر المعنى السدید وتنویر العقل الجدید من تفسیر الکتاب المجید» ، الدار التونسیة للنشر ، تونس. - ابن فارس (1399ه) ، أبو الحسین أحمد بن فارس بن زکریا القزوینی الرازی ، معجم مقاییس اللغة ، دار الفکر . - ابن فارس (1406ه) ، أبو الحسین أحمد بن فارس بن زکریا القزوینی الرازی ، مجمل اللغة ، مؤسسة الرسالة – بیروت ، الطبعة الثانیة. - ابن قیم الجوزیة ( د.ت) ، محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ، إغاثة اللهفان من مصاید الشیطان ، مکتبة المعارف، الریاض، المملکة العربیة السعودیة. - ابن قیم الجوزیة (1410 هـ) ، محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ، تفسیر القرآن الکریم (ابن القیم)، دار ومکتبة الهلال – بیروت ، الطبعة الأولى . - ابن قیم الجوزیة (1429 هـ) ، أبو عبدالله محمد بن أبی بکر بن أیوب ، الداء والدواء ، دار عالم الفوائد - مکة المکرمة ،الطبعة الأولى. - ابن قیم الجوزیة (د.ت) ، محمد بن أبی بکر بن أیوب بن سعد شمس الدین ، الروح فی الکلام على أرواح الأموات والأحیاء بالدلائل من الکتاب والسنة ، دار الکتب العلمیة – بیروت . - ابن کثیر ( 1419 هـ) ، أبو الفداء إسماعیل بن عمر بن کثیر القرشی البصری ثم الدمشقی ، تفسیر القرآن العظیم (ابن کثیر) ، دار الکتب العلمیة، منشورات محمد علی بیضون – بیروت ، الطبعة الأولى . - ابن کثیر ( 1419ه ) ، أبو الفداء إسماعیل بن عمر القرشی البصری ثم الدمشقی ، تفسیر القرآن العظیم (ابن کثیر) ، دار الکتب العلمیة، منشورات محمد علی بیضون ، بیروت ، الطبعة الأولى. - ابن منظور (1414 هـ) ، محمد بن مکرم بن على، أبو الفضل، جمال الدین الأنصاری الرویفعی الإفریقی ، لسان العرب ، دار صادر - بیروت ، الطبعة الثالثة . - ابو زهرة (د.ت) محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد ، زهرة التفاسیر ، دار الفکر العربی. - الأصبهانی (1394هـ) أبو نعیم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران ، حلیة الأولیاء وطبقات الأصفیاء ، السعادة - بجوار محافظة مصر. - الأصفهانی (1412 هـ) ، أبو القاسم الحسین بن محمد المعروف بالراغب ، المفردات فی غریب القرآن ، دار القلم، الدار الشامیة - دمشق بیروت ،الطبعة الأولى. - الأصفهانی (1420ه ، ) أبو القاسم الحسین بن محمد ، تفسیر الراغب الأصفهانی ، کلیة الآداب - جامعة طنطا ، الطبعة الأولى. - التمیمی ( 1377هـ) ، عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سلیمان ، فتح المجید شرح کتاب التوحید ، مطبعة السنة المحمدیة، القاهرة، مصر ، الطبعة: السابعة. - التویجری (د.ت) ، محمد بن إبراهیم بن عبد الله ، موسوعة فقه القلوب ، بیت الأفکار الدولیة. - الجرجانی (1403ه) ، علی بن محمد بن علی الزین الشریف ، کتاب التعریفات ، دار الکتب العلمیة بیروت –لبنان ، الطبعة الأولى. - الجوهری (1407 ه ) ، أبو نصر إسماعیل بن حماد الفارابی ، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربیة ، دار العلم للملایین – بیروت ، الطبعة الرابعة ـ - الجوینی (1399ه) ، إمام الحرمین ، الکافیة فی الجدل ، مطبعة عیسى البابی الحلبی القاهرة . - الحدادی ( 1410هـ) ،زین الدین محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفین بن علی بن زین العابدین الحدادی ثم المناوی القاهری ، التوقیف على مهمات التعاریف ،عالم الکتب 38 عبد الخالق ثروت-القاهرة ، الطبعة الأولى. - الحماد (2010م) ، إبراهیم بن عبد الله ، القنوط من رحمة الله: أسبابه - مظاهره - علاجه فی ضوء عقیدة أهل السنة والجماعة ، مجلة البحوث الإسلامیة - مجلة دوریة تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمیة والإفتاء والدعوة والإرشاد ، ، عدد89 ، السعودیة. - الحمد (د.ت) ، محمد بن إبراهیم بن أحمد ، سوء الخلق ، درا بن خزیمة ، الطبعة الثانیة. - الخالدی وآخرون ( 2016م ) ، محسن سمیح ، والحاج حسن وفاطمة ، مفهوم الیأس ودلالة إضافته إلى الأنبیاء علیهم السلام : دراسة قرآنیة ، المجلة الأردنیة فی الدراسات الإسلامیة ، جامعة آل البیت ، الأردن ،مج12ع1. - الدینوری (1397ه) ، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتیبة ،غریب الحدیث ، مطبعة العانی ، بغداد ، الطبعة الأولى . - الرازی (1420هـ ) ، زین الدین أبو عبد الله محمد بن أبی بکر بن عبد القادر الحنفی ، مختار الصحاح ، المکتبة العصریة - الدار النموذجیة، بیروت – صیدا ، الطبعة: الخامسة . - الرازی (1420ه) ، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسین التیمی الرازی الملقب بفخر الدین الرازی خطیب الری ، مفاتیح الغیب = التفسیر الکبیر ، دار إحیاء التراث العربی – بیروت ، الطبعة الثالثة . - الزَّبیدی ( د.ت)، محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسینی، أبو الفیض، الملقّب بمرتضى ، تاج العروس من جواهر القاموس ، دار الهدایة . - الزحیلی (1418 هـ) ، وهبة بن مصطفى ، التفسیر المنیر فی العقیدة والشریعة والمنهج ، دار الفکر المعاصر – دمشق ، الطبعة الثانیة . - السباعی ( 1418ه) ، مصطفى بن حسنی ، هکذا علمتنی الحیاة ، المکتب الإسلامی ، الطبعة الرابعة . - سحنون (1992 م )، أحمد ، دراسات وتوجیهات إسلامیة ، المؤسسة الوطنیة للکتاب، الجزائر ، الطبعة الثانیة. - السعدی (1420ه ) ، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله ، تیسیر الکریم الرحمن فی تفسیر کلام المنان ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى . - الشعراوی (1997م) ، محمد متولی ، تفسیر الشعراوی - الخواطر ، مطابع أخبار الیوم ، مصر. - شهرة (2016 م)، حبیة ، إعجازالنفسالإنسانیةفیالقرآنالکریم :صفاتها -مراتبها – علاج عیوبها، دراسة تأصیلیة ، مجلة کلیة دار العلوم جامعة القاهرة – مصر ،العدد 93 ، شهر یولیو . - الطبری (1420ه) ،أبو جعفر محمد بن جریر بن یزید بن کثیر بن غالب الآملی ، جامع البیان فی تأویل القرآن ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الأولى. - طنطاوی (1998م)، محمد سید ، التفسیر الوسیط للقرآن الکریم ، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزیع، الفجالة – القاهرة ، الطبعة الأولى. - العثیمین ( 1423ه ) ، محمد بن صالح ، تفسیر الکهف ، دار ابن الجوزی للنشر والتوزیع، المملکة العربیة السعودیة ، الطبعة الأولى. - عجیلة( 2008م ) ، محمد ، الإنسانفیالقرآنالکریم (خلقه - صفاته – أفعاله) : دراسةدلالیة ، مجلة کلیة الآداب - جامعة المنصورة – مصر ، ع 43 ،المجلد الأول أغسطس - العسکری (1412ه)ـ ، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعید بن یحیى بن مهران ، معجم الفروق اللغویة ، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین بـ «قم» ، الطبعة الأولى. - العسکری (د.ت)، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعید بن یحیى بن مهران ، الفروق اللغویة ، دار العلم والثقافة للنشر والتوزیع، القاهرة – مصر . - عطار (1419 هـ ) ، لیلى عبد الرشید ، آراء ابن الجوزی التربویة «دراسة وتحلیلا وتقویما ومقارنة» ، منشورات أمانة للنشر، میریلاند - الولایات المتحدة الأمریکیة ،الطبعة: الأولى. - العمر (د.ت ) ، ناصر بن سلیمان ، الحکمة ، الکتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودیة بدون بیانات . - الغزالی (د.ت) ، أبو حامد محمد بن محمد الطوسی ، إحیاء علوم الدین ، دار المعرفة – بیروت. - الفارابی (1407 هـ ) ، أبو نصر إسماعیل بن حماد الجوهری ، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربیة ، دار العلم للملایین – بیروت ، الطبعة الرابعة . - الفراهیدی (د.ت) ، أبو عبد الرحمن الخلیل بن أحمد بن عمرو بن تمیم البصری ،کتاب العین ، دار ومکتبة الهلال . - الفیومی (د.ت) ، أحمد بن محمد بن علی الفیومی ثم الحموی، أبو العباس ، المصباح المنیر فی غریب الشرح الکبیر ، المکتبة العلمیة – بیروت . - القاسمی (1415 هـ ) ، محمد جمال الدین بن محمد سعید بن قاسم الحلاق ، موعظة المؤمنین من إحیاء علوم الدین ، دار الکتب العلمیة . - القحطانی (د.ت) ، سعید بن على بن وهف ، أحکام الجنائز - مفهوم، واغتنام، ومواعظ، وآداب، وحقوق وصبر، واحتساب، وفضائل، وأحکام فی ضوء الکتاب والسنة ، مطبعة سفیر، الریاض . - القرطبی (1384ه) ، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبی بکر بن فرح الأنصاری الخزرجی شمس الدین ، الجامع لأحکام القرآن ( تفسیر القرطبی ) ،دار الکتب المصریة – القاهرة ، الطبعة الثانیة. - الکفوی (د.ت) ، أیوب بن موسى الحسینی القریمی ، أبو البقاء الحنفی ، الکلیات معجم فی المصطلحات والفروق اللغویة ، مؤسسة الرسالة – بیروت. - الکیلانی(1419ه) ،ماجد عرسان ،أهداف التربیة الإسلامیة ،مؤسسة الریان ،للطباعة والنشر والتوزیع ، بیروت – لبنان . - الماتریدی (1426 هـ) ، محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور ، تفسیر الماتریدی (تأویلات أهل السنة) ، دار الکتب العلمیة - بیروت، لبنان ، الطبعة الأولى. - مرسی ( 1425ه ) ، محمد منیر ، التربیة الإسلامیة أصولها وتطورها فی البلاد العربیة ،عالم الکتب. - مساعد (2012م) ، محمد الطیب ، صفات الإنسان فی آیات القرآن ، مجلة الاقتصاد والعلوم السیاسیة بجامعة أم درمان الإسلامیة ، السودان ، ع10 ،جمادى الأولى /إبریل. - المناوی (1410ه ) ،زین الدین محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفین بن علی بن زین العابدین الحدادی ثم المناوی القاهری ،التوقیف على مهمات التعاریف ،عالم الکتب 38 عبد الخالق ثروت-القاهرة ،الطبعة الأولى. - الهروی ( 2001م) ، محمد بن أحمد بن الأزهری أبو منصور ، تهذیب اللغة ، دار إحیاء التراث العربی – بیروت ، الطبعة الأولى. - الهلالی (د.ت) ، مجدی ، کیف نغیر ما بأنفسنا ، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزیع والترجمة، القاهرة . - الهلالی (د.ت) ، مجدی ، حقیقة العبودیة ، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزیع والترجمة، القاهرة . | ||||
Statistics Article View: 16,375 PDF Download: 583 |
||||