اليقظة العقلية وعلاقتها بالأفکار اللاعقلانية لدى طلاب کلية التقنية بمحافظة بيشة

               کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

الیقظة العقلیة وعلاقتها بالأفکار اللاعقلانیة لدى

طلاب کلیة التقنیة بمحافظة بیشة

إعــــداد

الطالب/ عبد الرحمن محمد بطیحان الشهرانی

إشراف

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد العاشر– أکتوبر 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص

هدفت الدراسة إلى الکشف عن العلاقة بین الیقظة العقلیة والأفکار اللاعقلانیة لدى طلاب الکلیة التقنیة بمحافظة بیشة، ولتحقیق هذا الهدف اتبعت الدراسة المنهج الوصفی بصورته الارتباطیة، حیث تم التحقق من صدق وثبات مقیاسی: الیقظة العقلیة (إعداد: محمد)، الأسالیب اللاعقلانیة (إعداد: الباحث)، وتطبیقهما على عینة الدراسة البالغ عددها (295) طالباً من المتدربین بالکلیة التقنیة بالمستویین الأول والثالث، وباستخدام الأسالیب الإحصائیة المناسبة، توصلت الدراسة إلى أن درجة الیقظة العقلیة لدى طلاب الکلیة التقنیة کانت (متوسطة)، کما أظهر طلاب الکلیة التقنیة مستویات متباینة من الأداء على مقیاس الأفکار اللاعقلانیة وکانت أکثر الأفکار اللاعقلانیة انتشاراً هی على الترتیب: ، کما کشفت النتائج أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی الیقظة العقلیة تعزى نوعیة المستوى الدراسی، کذلک لم یظهر أثر لهذا المتغیر فی الدرجة الکلیة لمتغیر الأفکار اللاعقلانیة، واستناداً إلى ما توصلت إلیه الدراسة من نتائج تم تقدیم مجموعة من التوصیات، وکذلک البحوث المقترحة لاستکمال مسیرة البحث العلمی فی مجال الخصائص النفسیة الإیجابیة لطلبة الکلیة التقنیة.

الکلمات المفتاحیة: الیقظة العقلیة- الأفکار اللاعقلانیة- التعلیم التقنی.

Abstract

The study aimed to identify the degree mindfulness and its relationship to and irrational thoughts among the students of the technical college in Bisha governorate. To achieve this goal, the study followed the descriptive method in its correlative form. The validity       and consistency of the measure were verified: mental alertness (prepared by Muhammad), irrational methods ), And applied them to the sample of the study (295) students of the trainees in the technical college level I and III, and using the appropriate statistical methods, the study found that the degree of mental alertness of the students of the technical college was (medium) The results revealed that there were no statistically significant differences in mental alertness due to the quality of the academic level, nor did the effect of this variable appear in the total degree of the irrational variable of ideas. The results of the study results were presented a set of recommendations, as well as the proposed research to complete the process of scientific research in the field of positive psychological characteristics of students of the College of Technology.

.Keywords: Mindfulness - Irrational Thoughts- Technical Education

مدخل عام للدراسة

مقدمة:

تُعد مرحلة المراهقة المتأخرة من أهم المراحل العمریة التی یمر بها الإنسان، فهی بوابة الفرد للدخول غلى عالم وحیاة الراشدین، وتستغرق هذه الفترة على المستوى التعلیمی نهایة الدراسة الثانویة وحتى بدایة التعلیم الجامعی، ولذا تتشکل فیها خصائص شخصیة المراهق، وما یرتبط بها من انفعالات وأفکار. 

وتتضمن الیقظة العقلیة شفقة الفرد بنفسه ومراقبة أفکاره ومشاعره السلبیة والانفتاح علیها ومعایشتها بدلاً من احتجازها فی الوعی، إضافة إلى عدم إطلاق أحکام سلبیة للذات أو التوحد المفرط مع الذات Over-Identification وعدم التشدید على الذات بشکل منفصل مع ترسیخ وحدة الذات (العاسمی، 2014: 27). 

ویرى "إلیس" أن الفرد یکتسب تلک الأفکار اللاعقلانیة منذ الصغر، حین یکون الطفل غیر قادر على التفکیر بشکل واضح، ویستمد حقائقه فی تخیله للعدید من المخاوف ویعتمد فی تخطیط حیاته على الآخرین، وما توارثوه من الخرافات والاتجاهات التعصبیة التی یتبعونها مباشرة من الأسرة (المرشدی والطفیلی، 2015: 27).

فإن الدراسة الحالیة تأتی کمحاولة للکشف عن طبیعة العلاقة بین کل من الیقظة العقلیة والأفکار اللاعقلانیة لدى طلاب الکلیة التقنیة بمحافظة بیشة.

مشکلة الدراسة:

تبین الدراسات أن هناک انتشاراً واسعاً للأفکار اللاعقلانیة بین طلاب المدارس والجامعات فی البیئة العربیة بصفة عامة کما فی دراسة کل من: عبد الجبار (2015)؛ وفاکهة جعفر (2012)، وفی البیئة السعودیة بصفة خاصة کما فی دراسة کل من: الشرقی (1435ه)؛ والعنزی (1431ه)؛ وأن هناک علاقة سلبیة بین تلک الأفکار والعدید من الجوانب          المعرفیة لدیهم.

ولذا کان البحث عن مجموعة العوامل التی من شأنها الحد من انتشار هذه الأفکار لدى الشباب الجامعی- ومنهم طلاب الکلیات التقنیة- من جهة، والتقلیل من تأثیر هذه النوعیة من الأفکار على الشخصیة والسلوک من جهة أخرى

فإن هذا ما أوجد الإحساس بمشکلة الدراسة الحالیة لدى الباحث، فی سعیها نحو الإجابة عن التساؤل الرئیس الآتی: ما طبیعة العلاقة بین کل من الیقظة العقلیة والأفکار اللاعقلانیة لدى طلاب الکلیة التقنیة بمحافظة بیشة؟

أسئلة الدراسة:

1. ما هی درجة الیقظة العقلیة لدى طلاب الکلیة التقنیة بمحافظة بیشة؟
2. ما هی درجة انتشار الأفکار اللاعقلانیة لدى طلاب الکلیة التقنیة بمحافظة بیشة؟
3. ما دلالة العلاقة الارتباطیة عند مستوى دلالة (α 0.05) بین متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة على مقیاس الیقظة العقلیة، ومتوسط استجاباتهم على مقیاس الأفکار اللاعقلانیة؟

أهداف الدراسة:

1. التعرف على درجة الیقظة العقلیة لدى طلاب الکلیة التقنیة بمحافظة بیشة.
2. تحدید درجة انتشار الأفکار اللاعقلانیة لدى طلاب الکلیة التقنیة بمحافظة بیشة.
3. التعرف على نوعیة العلاقة الارتباطیة بین الیقظة العقلیة والأفکار اللاعقلانیة لدى طلاب الکلیة التقنیة بمحافظة بیشة.

أهمیة الدراسة:

تنبع أهمیة الدراسة الحالیة من خلال جانبین، وهما:

الأول؛ نظری، وهو متعلق بالبحث فی مجموعة العوامل التی من شأنها الحد من انتشار الأفکار اللاعقلانیة لدى طلاب الکلیة التقنیة، فضلاً عن محاولة إثراء الأدب النظری عن متغیرات الدراسة خاصة فیما یتعلق بالیقظة العقلیة؛ والتی تبدو فی الأدبیات التربویة العربیة قلیلة إلى حد کبیر.

الثانی؛ تطبیقی، وتتمثل أبعاده فی الجوانب التالیة:

1. من المؤمل أن تسهم نتائج الدراسة فی تقدیم تغذیة راجعة إلى المسؤولین عن الکلیات التقنیة عن الأثر الذی تؤدی إلیه الأفکار اللاعقلانیة لدى طلاب الکلیات التقنیة،
2. تعمل الدراسة الحالیة على توجیه الباحثین نحو الاهتمام بدراسة المداخل العقلیة الجدیدة- ومنها الیقظة العقلیة-
3. تقدم الدراسة مقیاساً جدیداً لقیاس الأفکار اللاعقلانیة لدى الشباب تتوفر له معاییر الصدق والثبات فی البیئة السعودیة.

مصطلحات الدراسة:

تتناول الدراسة الحالیة المصطلحات التالیة:

-    الیقظة العقلیة Mindfulness :

عرفها مارک ودانی (Mark& Danny, 2011, 72) على أنها طریقة تستند الى العقل والجسم معا, تساعد الناس أن یغیروا طریقتهم فی التفکیر والتعامل مع خبراتهم ولا سیما المؤلمة والمسببة للضغوط النفسیة عن طریق محاولة التعایش معها ومواجهتها.

ویعرفه الباحث إجرائیاً بأنها: قدرة الفرد على الاهتمام والانتباه الکامل لکل الخبرات التی تحدث له فی اللحظة الآنیة أو الحاضرة مع قبولها وعدم إصدار إحکام ذاتیة بحقها، وتُقاس بالدرجة التی یحصل علیها الطالب على المقیاس الذی یتم استخدامه لأغراض الدراسة الحالیة.

الأفکار اللاعقلانیة Stress:

عرف "إلیس" الأفکار اللاعقلانیة بأنها تلک الأفکار السالبة الخاطئة، وغیر المنطقیة، وغیر الواقعیة، والتی تتسم بالذاتیة وعدم الموضوعیة، وتتأثر بالأهواء الشخصیة، والمبنیة على توقعات وتعمیمات خاطئة، وعلى مزیج من الظن والاحتمالیة والتهویل والمبالغة والتی لا تتفق مع إمکانیات الفرد الواقعیة (Ellis, 2004, 18).

ویعرفها الباحث إجرائیاً بأنها أنماط من التفکیر غیر السوی، والبعید عن المنطق؛ والذی یؤدی إلى سوء التکیف، وتُقاس بالدرجة التی یحُصل علیها المستجیب على مقیاس الأفکار اللاعقلانیة المستخدم فی الدراسة.

-    التعلیم التقنی:

یُعرف التعلیم التقنی إجرائیاً بأنه تعلیم فنی یهتم بتدریب الطالب المتدرب على عمل تطبیقی محدد یؤهله للالتحاق بعالم العمل بعد تخرجه.

حدود الدراسة:

1. الحد الموضوعی: تقتصر الدراسة الحالیة على تناول متغیری الیقظة العقلیة والأفکار اللاعقلانیة.
2. الحد البشری: طلاب الکلیة التقنیة الذین یدرسون بالمستویات المختلفة بالفصل الأول.
3. الحد المکانی: یتم تطبیق أداتی بالکلیة التقنیة بمحافظة بیشة.
4. الحد الزمانی: یتم تنفیذ إجراءات الدراسة فی الفصل الدراسی الأول للعام 1438- 1439ه.

الإطار النظری والدراسات السابقة

أولاً: الإطار النظری.

المحور الأول: الیقظة العقلیة.

مفهوم الیقظة العقلیة Mindfulness

عرف کل من براون وریان (Brown& Ryan, 2003) الیقظة العقلیة بأنها الانتباه والتقبل للواقع، والوعی بکل ما یتعلق بأحداث التجربة الحالیة، وأنها مقدرة الفرد على الانتباه الکامل لکل الخبرات التی تحدث له فی اللحظة الآنیة مع قبولها وعدم إصدار أحکام بحقها.

وهی الوعی الذی یظهر عبر الاهتمام بالغرض فی اللحظة، بدون حکم على الأشیاء کما هی، أو بالاستناد إلى الخبرة غیر المکتشفة لحظة بلحظة (Fries, 2009, 2).

من هنا یرى الباحث أنه إذا توحد الفرد مع الأفکار والمشاعر والذکریات والإحساسات المؤلمة واندمج فیها وعاشها فهی کابوس یملأه ویحیط به

النظریات المفسرة للیقظة العقلیة:

طورت لانجر Langer (1989) (فی: محمود، 2013، 244) نظریة الیقظة العقلیة استناداً إلى البحوث المتعلقة بالسلوک البشری، إذ وضعت فی اعتبارها إن السلوک لا یقتصر على حالة الیقظة فحسب لکنه أکثر من ذلک بل هو طریقة لمواجهة الحیاة مواجهة کاملة.

إن صیاغة الیقظة العقلیة تتضمن الاستیعاب والانفتاح على المهام الإدراکی               وهذا قد یتداخل مع الصیاغة الحالیة لوجهات نظر متعددة لتعریف الیقظة العقلیة           (Bodner& Langer, 2001, 823).

المحور الثانی: الأفکار اللاعقلانیة.

مفهوم الأفکار اللاعقلانیة:

عرّف حسیب (2000، 49) بأنها "مجموعة من الأفکار الخاطئة التی لا تتفق مع المنطـق أو العقـل السـلیم، وتعتمد على المبالغة والتهویل، والتعمیم الخاطئ وتشمل طلب الاستحسان وابتغاء الکمال الشخصی، واللوم القاسی للذات وللآخرین، وتوقع الکوارث والتهور الانفعـالی والقلـق الزائد، وتجنب المشکلات والاعتمادیة والشعور بالعجز، والانزعاج لمشـاکل الآخـرین، وابتغاء الحلول الکاملة".

النظریات المفسرة للأفکار اللاعقلانیة:

تتعدد النظریات التی تفسر الأفکار اللاعقلانیة، وذلک طبقاً للتوجه الذی تأخذه النظریة فی تناولها للأفکار اللاعقلانیة، ومن أبرز هذه النظریات ما یلی:

1-    النظریة المعرفیة فی تفسیر الأفکار اللاعقلانیة:

یقوم الافتراض الأساسی الذی تقوم علیه النظریة هو أن المشکلات النفسیة التی یمر بها الأفراد تعزى إلى الطریقة التی یفسرون بها الأحداث والمواقف، أی أن التفکیر هو الذی یقرر السلوک (الضامن، 2003، 149).

2-    نظریة (الحدث. المعتقد. النتائج) .A. B. C عند ألیس:

یرى ألیس (Ellis, 2004, 45) أن السبب وراء الانفعال والسلوک هو أفکار الفرد واعتقاداته حول الأحداث، فالناس یخلقون لأنفسهم مشکلات نفسیة من خلال حدیثهم مع أنفسهم، ومن تقویمهم لأنفسهم ومن خلال تحویل تفضیلاتهم إلى حاجات ملحة فالأفراد فی نظر (ألیس) یشترکون فی غایتین أساسیتین هما: الحفاظ على الحیاة والإحساس بالسعادة النسبیة والتحرر من الألم، وتتمثل العقلانیة فی التفکیر بطرق تسهم فی تحقیق هاتین الغایتین، أما اللاعقلانیة، فهی تشمل على التفکیر بطرق تعیق، أو تمنع تحقیقها.

المحور الثالث: التعلیم التقنی والمهنی.

تتبع الکلیة التقنیة ببیشة المؤسسة العامة للتدریب التقنی والمهنی، وهی الجهة الحکومیة المعنیة بالتدریب التقنی والمهنی فی المملکة العربیة السعودیة، وقد صدر قرار مجلس الوزراء رقم (268) بتاریخ 14/8/1428ه بإعادة تنظیمها وتحدید مهامها وأهدافها.

ثانیاً: دراسات سابقة.

المحور الأول: دراسات تناولت الیقظة العقلیة وعلاقته ببعض المتغیرات.

ومنها دراسة کل من فیلتمان، روبینسون، وأودی  (Feltman, Robinson& Ode, 2009) عن الیقظة العقلیة کوسیط لارتباطات نتائج العصابیة، والتی هدفت إلى اکتشاف العلاقة بین العصابیة والیقظة العقلیة، لدى عینة مکونة من (289) طالباً جامعیاً، حیث کان متوسط أعمارهم (22.4) سنة، وقد استخدم الباحثون مقیاس تورنتو للیقظة العقلیة، ومقیاس الشفقة بالذات، وقائمة العوامل الخمسة للشخصیة، ومقیاس الاکتئاب والغضب، وأظهرت النتائج وجود علاقة عکسیة بین الیقظة العقلیة والعصابیة والاکتئاب والغضب، بینما کانت العلاقة ایجابیة بین الیقظة العقلیة وکلّ من الانفتاح على الخبرة والمقبولیة والضمیر الحی والانبساطیة.

وکذلک دراسة هویل وبورو (Howell& Buro, 2011) والتی هدفت إلى تناول العلاقة بین الیقظة العقلیة والتحصیل الاکادیمی المتعلق بضبط الذات وانفعالات التحصیل الاکادیمی، وقد تکونت عینة الدراسة من (290) طالباً من طلاب الجامعة، وقد طبقت علیهم مقاییس خاصة بمتغیرات الدراسة، ودلت نتائج الدراسة على أن مؤشرات الیقظة العقلیة ترتبط ارتباطاً موجباً مع کل من التنظیم الذاتی المتعلق بالإنجاز، والرغبة فی الانجاز الأکادیمی، کما تعمل الیقظة العقلیة کمنبأ بنوعیة الانفعالات المرتبطة بالإنجاز الأکادیمی.

المحور الثانی: دراسات تناولت الأفکار اللاعقلانیة وعلاقتها ببعض المتغیرات.

هدفت دراسة بویاسجولو وکویک (2011 (Boyacioglu& Kucuk,, إلى تحدید مدى التنبؤ بقلق الاختبار من خلال المعتقدات اللاعقلانیة للطالب، وباستخدام المنهج الوصفی الارتباطی. اختیرت عینة مکونة من (557) طالبا وطالبة من المراهقین بالمدارس الترکیة، وطبق علیهم مقیاس المعتقدات اللاعقلانیة للمراهقین ومقیاس قلق الاختبار. وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود ارتباط دال بین قلق الاختبار والدرجة الکلیة للمعتقدات اللاعقلانیة و(3) مقاییس فرعیة فیها هی طلب النجاح وطلب الراحة وطلب التقدیر. کما أشارت النتائج إلى أن معتقدات الطالب اللاعقلانیة حول طلب النجاح وطلب الراحة کانت هی المنبئة بصورة دالة بقلق الاختبار لدى الطلاب.

بینما هدفت دراسة روبی (2012) إلى فحص العلاقة بین الأفکار اللاعقلانیة والاکتئاب لدى عینة من المراهقین، والکشف عن طبیعة العلاقة فی جمیع الأفکار اللاعقلانیة الإحدى عشرة التی حددها لبرت لیس وعلاقة کل فکرة بالاکتئاب، وللتحقق من ذلک اعتمد على مقیاس الأفکار  اللاعقلانیة للأطفال والمراهقین (لمحمد السید عبدالرحمن ومعتز سید عبدالله) ومقیاس الاکتئاب للأطفال والمراهقین (لأحمد عبد الخالق)، وطبقت الأدوات على عینة عشوائیة عنقودیة قوامها (131)مراهقا ومراهقة، معتمدین فی ذلک على المنهج الوصفی الارتباطی، وأشارت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطیة ذات دلالة إحصائیة بین فکرة طلب الاستحسان، وفکرة ابتغاء الکمال الشخصی، وفکرة اللوم القاسی للذات وللآخرین، وفکرة توقع الکوارث، وفکرة التهور الانفعالی، وفکرة القلق الزائد، وفکرة الشعور بالعجز، وفکرة ابتغاء الحلول الکاملة ، والاکتئاب.

ما تستفیده الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة:

أمکن للدراسة الحالیة الاستفادة من الدراسات السابقة فی إعداد الإطار النظری الخاص بها، وکذلک تحدید الأدوات المستخدمة فی قیاس متغیراتها، کذلک تفسیر نتائجها من حیث اتفاقها أو اختلافها مع نتائج الدراسات السابقة.

منهج الدراسة وإجراءاتها

منهج الدراســة:

اعتمدت الدراسة الحالیة على استخدام المنهج الوصفی فی صورته الارتباطیة، حیث  یُعد المنهج الأکثر مناسبةً لطبیعة الدراسة الحالیة الهادفة إلى تحدید علاقة الیقظة العقلیة بالأفکار اللاعقلانیة.

مجتمع الدراسة:

تکون مجتمع الدراسة من جمیع طلاب الکلیة التقنیة (ذکور) بمحافظة بیشة، والبالغ عددهم (700) طالباً، وفقاً لإحصائیة الکلیة للعام الدراسی (1438- 1439ه)؛ والمتاحة على الرابط: http://www.tvtc.gov.sa. 

عینة الدراسة:

مع اتباع الدراسة للمنهج الوصفی، فقد تم اختیار عینة عشوائیة من طلاب الکلیة التقنیة؛ بلغ عددهم (295) طالباً- وذلک وفق معادلة روبرت ماسون Mason لتحدید حجم العینة- ممن یدرسون بأقسام الکلیة الخمسة، وذلک فی المستویین: الأول والثالث

أدوات الدراسة:

تحددت أدوات الدراسة فی أداتین، وهما کالتالی.

أولاً: مقیاس الیقظة العقلیة:

أعد هذا المقیاس فی صورته الأصلیة کل من جونسون وبیرک وبرینکمان وواد (Johnson, Burke, Brinkman& Wade, 2016)، وقام محمد (2017) بتقنینه فی البیئة العربیة، والتحقق من صدقه وثباته.

ثانیاً: مقیاس الأفکار اللاعقلانیة (إعداد: الباحث).

یهدف المقیاس إلى قیاس درجة الأفکار اللاعقلانیة لدى طلاب کلیة التقنیة بمحافظة بیشة.

إجراءات الدراسة:

1- إجراءات ما قبل التطبیق :

‌أ-         تم أخذ خطاب من سعادة عمید کلیة التربیة بجامعة الباحة، رقم (41) بتاریخ 7/1/1439ه موجه إلى عمید الدراسات العلیا بجامعة الباحة لتسهیل مهمة الباحث, وتمکینه من تطبیق أدوات بحثه .

‌ب-     الحصول على خطاب وکیل عمید الدراسات العلیا موجه إلى من یهمه الأمر, وذلک بغرض مساعدة الباحث, والتعاون معه لتطبیق أدوات دراسته .

‌ج-      حدد الباحث مجتمع الدراسة فی جمیع طلاب الکلیة التقنیة الذکور بمحافظة بیشة؛ والبالغ عددهم (700) طالباً، تم تطبیق الدراسة الاستطلاعیة على (50) طالباً، فیما تکونت العینة الأساسیة من (295) طالباً تم اختیارهم عشوائیاً من الدراسین بأقسام  الکلیة الخمسة.

2- إجراءات التطبیق، حیث طُبقت الدراسة وفقاً للخطوات التالیة:

‌أ-   تم تطبیق أداة الدراسة الحالیة فی الفترة من 8/1/1439 إلى 19/1/1439ه، واستغرقت مدة التطبیق أسبوعین, حتى أمکن تجمیع الأداتین من أفراد عینة الدراسة.

‌ب-تم تحلیل النتائج ومعالجة التساؤلات والوصول إلى النتائج؛ والتی على ضوئها قدم الباحث عدداً من التوصیات البحثیة والمقترحات المستقبلیة.

الأسالیب الإحصائیة المستخدمة:

قام الباحث باستخدام مجموعة الأسالیب الإحصائیة التالیة:

1. معامل الارتباط البسیط لبیرسون لحساب صدق المقیاس، والإجابة عن السؤال الثالث من أسئلة الدراسة.
2. معادلة ألفا کرونباخ للثبات، لحساب ثبات المقیاس.
3. المتوسطات والانحرافات المعیاریة للإجابة عن سؤالی الدراسة الأول والثانی.

نتائج الدراسة وتفسیرها ومناقشتها

نتیجة السؤال الأول ومناقشتها وتفسیرها:

والذی نصه: "ما درجة الیقظة العقلیة لدى طلاب الکلیة التقنیة بمحافظة بیشة؟".

یتبین أن متوسط استجابات عینة الدراسة من طلاب الکلیة التقنیة على الدرجة الکلیة لمقیاس الیقظة العقلیة بلغت القیمة (3.32)، بانحراف معیاری (0.95) مما یشیر إلى أن درجة الیقظة العقلیة الکلیة لدى عینة الدراسة کانت (متوسطة).

نتیجة السؤال الثانی ومناقشتها وتفسیرها:

والذی نص على: "ما هی درجة انتشار الأفکار اللاعقلانیة لدى طلاب الکلیة التقنیة بمحافظة بیشة ؟"

وللإجابة على هذا السؤال قام الباحث بحساب المتوسطات والانحرافات المعیاریة الموزونة وفق معادلة "فیشر"، والحکم على المتوسط وفق المعیار الخاص بالبحث الحالی

تبین النتائج أن مستوى الاستجابة لتقدیر أفراد عینة الدراسة على الدرجة الکلیة لمقیاس الأفکار اللاعقلانیة جاء بمتوسط (2.28) وبانحراف معیاری (0.77)، ومن ثمَّ تشیر هذه النتیجة إلى أن مستوى انتشار الأفکار اللاعقلانیة لدى أفراد عینة الدراسة جاء بدرجة (منخفضة).

نتیجة السؤال الثالث وتفسیرها ومناقشتها.

والذی نص على: "ما دلالة العلاقة الارتباطیة عند مستوى دلالة (α0.05)بین متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة على مقیاس الیقظة العقلیة، ومتوسط استجاباتهم على مقیاس الأفکار اللاعقلانیة "؟.

یتبین ما یلی:

وجود علاقة ارتباطیة (سالبة) ودالة إحصائیاً بین الدرجة الکلیة للیقظة العقلیة، والدرجة الکلیة للأفکار اللاعقلانیة، حیث بلغت قیمة معامل الارتباط بینهما (0.26)، وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى (0.01).

ملخص نتائج الدراسة وتوصیاتها ومقترحاتها

نتائج الدراسة.

على ضوء ما تم عرضه فی الفصل السابق من تحلیل لنتائج الإجابة عن أسئلة الدراسة, وتفسیرها ومناقشتها؛ فإن الباحث یذکر فی هذا الجانب أبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسة الحالیة، وهی على النحو الآتی:

1. بلغ متوسط استجابات عینة الدراسة من طلاب الکلیة التقنیة على الدرجة الکلیة لمقیاس الیقظة العقلیة القیمة (3.32)، بانحراف معیاری (0.95) مما یشیر إلى أن درجة الیقظة العقلیة الکلیة لدى عینة الدراسة کانت (متوسطة).
2. جاءت الاستجابة لتقدیر أفراد عینة الدراسة على الدرجة الکلیة لمقیاس الأفکار اللاعقلانیة بمتوسط (2.28) وبانحراف معیاری (0.77)، ومن ثمَّ تشیر هذه النتیجة إلى أن مستوى انتشار الأفکار اللاعقلانیة لدى أفراد عینة الدراسة جاء بدرجة (منخفضة).
3. توجد علاقة ارتباطیة سالبة ودالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (α 0.05) بین متوسط استجابات أفراد عینة الدراسة على مقیاس الیقظة العقلیة، ومتوسط استجاباتهم على مقیاس الأفکار اللاعقلانیة.

توصیات الدراسة:

1. العمل على تعزیز مستویات التفکیر العقلانی لدى طلاب الکلیة التقنیة، حیث أظهرت النتائج وجود انتشار منخفض للأفکار اللاعقلانیة.
2. تفعیل الخدمات الإرشادیة داخل نطاق الکلیة

ثالثاً: البحوث المقترحة.

تأسیساً على النتائج التی تم التوصل إلیها, وفی ضوء التوصیات السابقة, یقترح الباحث القیام بالبحوث والدراسات المستقبلیة التالیة:

1)        فاعلیة برنامج إرشادی انتقائی فی إثراء مستوى الیقظة العقلیة لدى طلاب الکلیة التقنیة.

2)        دراسة الخدمات الإرشادیة المقدمة طلاب الکلیة التقنیة، ودورها فی رفع مستوى الصحة النفسیة لدیهم.

مراجع الدراسة

المراجع العربیة:

1. أبو علام، رجاء محمود (2012). مناهج البحث فی العلوم النفسیة والتربویة. ط 7، القاهرة: دار النشر للجامعات.
2. أحمد، نهلة نجم الین مختار (2016). الذکاء الثلاثی الأبعاد وعلاقه بالیقظة العقلیة لدى طلبة الإعدادیة. مجلة الأستاذ، ملحق العدد الخاص بالمؤتمر العلمی الرابع لسنة 2016م، 111-136.
3. جعفر، فاکهة جعفر (2012). الأفکار العقلانیة و اللاعقلانیة و علاقتها بالاکتئاب لدى طلبة کلیة التربیة - صبر - جامعة عدن. مجلة کلیة التربیة –الیمن، ع(12)، 117 - 142
4. حجازی, علاء (2013). القلق الاجتماعی وعلاقته بالأفکار غیر العقلانیة لدى طلاب المرحلة الإعدادیة فی المدارس الحکومیة بمحافظات غزة. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة التربیة, الجامعة الإسلامیة, غزة, فلسطین.
5. حسن، سعید عبد الواحد عبدربه. (2015). فعالیة برنامج معرفی سلوکی قائم على الیقظة العقلیة فی خفض الأعراض الاکتئابیة لدى عینة من طلاب الجامعة. رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة الزقازیق.
6. حسن، کمال إسماعیل عطیة (2017). الاسهام النسبی لانفعالی الإنجاز "الفخر، الخجل" الأکادیمی والیقظة العقلیة فی استراتیجیات التعلم. مجلة کلیة التربیة بجامعة بنها-مصر، 28(109)، 107-182.
7. حمد، روحیة سعد الدین أحمد (2016). درجة الیقظة الذهنیة لدى مدیری المدارس الثانویة الحکومیة فی محافظة عمان وعلاقتها بمستوى الثقة التنظیمیة         للمعلمین من وجهة نظرهم. رسالة ماجستیر، کلیة العلوم التربویة، جامعة الشرق الأوسط.
8. الحمیدی، حسن عبدالله (2014 /ب). العلاقة بین الأفکار غیر العقلانیة و الرضا عن الحیاة لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة بدولة الکویت." المجلة التربویة -الکویت (110) 28, ص: 141 - 176. 

ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

1. Balkis, M. (2013). Academic efficacy as a mediator and moderator variable in the relationship between academic procrastination and academic achievement. Eurasian Journal of Educational Research, 45, 1-16.
2. Bauer-Wu, S. (2010). Mindfulness meditation. Integrative oncology, 24(10), 36-40.
3. Bishop, Scott R.; Lau, Mark;  Shapiro, Shauna; Carlson, Linda; Anderson, Nicole D.; Carmody, James;  Segal, Zindel V. ; Abbey, Susan; Speca, Michael; Velting, Drew& Devins, Gerald (2004). Mindfulness: A Proposed Operational Definition. Clinical psychology: science and practices,11(3), 230-241.
4. Blanc, M. M. (2009). Returning to the source: using mindfulness and depth psychology to transform symptoms of depression. Unpublished Master theses, Pacifica Graduate Institute. 
5. Brown, K.& Ryan, R. (2003). The benefits of being present: mindfulness and its role in psychological wellbeing. Journal of personality and social psychology, 84(4), 822-848.
6. Brown, P. (2011). Teaching mindfulness to individuals with schizophrenia. Unpublished Doctoral Dissertation, the University of Momtana, Missoula, MT.
7. Cardaciotto, L. (2005). Assessing mindfulness the development of a bi-dimensional measure of awareness and acceptance. Unpublished Doctoral thesis submitted to the faculty of Drexel University.
8. Crozier , R .& Alden, E. (2001). International handbook of social anxiety: concepts, research and interventions relating to the self and shyness . Chichestor: Wiley.
9. Ellis, A. (2004).Rational emotive behavior therapy, it works for me, it can work for you. London: Prometheus Books.