إدراک الأمهات لوظائفهن التربوية في سياق وجود الخدم والمربيات في ضوء بعض المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية

 

           کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

إدراک الأمهات لوظائفهن التربویة فی سیاق وجود الخدم والمربیات فی ضوء بعض المتغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة

 

 

 

إعــــداد

د / إبراهیم محمد الخلیفی

د / عیسى محمــــــد البلهان 

 

 

 

}     المجلد الثالث والثلاثین– العدد الرابع – یونیه 2017م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

ملخص الدراسة :

تزایدت فی الآونة الأخیرة ظاهرة المساعدات المعینات للأمهات فی رعایة أطفالهن فی العالم بصفة عامة ، وأقلیم الخلیج العربی بصفة خاصة ، وهدفت الدراسة الحالیة الکشف عن رأی الأم فی استخدام الخادمات والمربیات ، والکشف عن العلاقة بین إدراک الأمهات لوظائفهن التربویة فی سیاق وجود الخدم المربیات فی ضوء بعض المتغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة المتعلقة بالأم وأسرتها ، وتکونت عینة الدراسة من 100 أم لأطفال الصف الأول من ریاض الأطفال بمتوسط عمری 3.5 –  4.5 سنة للطفل من ثلاث مدارس خاصة فی منطقة حولى ، وتم الاعتماد فی جمع المعلومات المتعلقة بالأم والأسرة عن طریقة المقابلات الشخصیة مع الأم أو المکالمات التلیفونیة ، فی حین قام الباحثان ومساعدیهم بتطبیق استبانة إدراک الأم لوظائفها التربویة فی ظل وجود الخدم والمربیات عن طریق المقابلة التلیفونیة وذلک لمجموعة من المدارس فی دولة الکویت هی مدارس التکامل، والمعالی، والخلیج الانجلیزیة ، وقد استغرقت عملیة جمع البیانات حوالى الأسبوعین، وأسفرت نتائج الإحصاءات الوصفیة لمتغیرات الدراسة المستقلة عن أن 48 % من المشترکات بالدراسة جامعیات ، وأن 71 % من المشترکات بالدراسة عاملات ، وأن 72 % من المشترکات بالدراسة هن ذوات دخل متوسط فأعلى ، وأن 70 % من المشترکات بالدراسة ذوات انشغال خفیف عن الطفل ، وأن 77 % من المشترکات لدیهن بالإضافة للطفل المبحوث ثلاثة أطفال أو أکثر، وأن عدد الخدم فی البیوت المبحوثة تراوح بین خادمة واحدة أو اثنتین لدى 82 % من المشترکات بالدراسة ، وأقرت 72 % من المشترکات بالدراسة بأن نسبة مساهمة الأب فی تربیة الأبناء متوسطة إلى کبیرة ، کما أسفرت نتائج تحلیل معاملات ارتباط المتغیرات المستقلة " المستوى التعلیمی للأم ، وعملها ، ومستوى دخل أسرتها ، ودرجة انشغالها ، وعدد أبنائها ، وعدد الخدم فی المنزل ، ومستوى مشارکة الأب فی تربیة الأبناء " مع بنود المتغیر التابع " رؤیة الأم نحو وظائفها التربویة فی سیاق وجود الخدم والمربیات " إلى تباین فی العلاقة الارتباطیة بین تلک المتغیرات المبحوثة.

الکلمات المفتاحیة :   الوظائف التربویة للأم ، الخادمات والمربیات ، المتغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة .

 

مقدمة الدراسة :

تمثل مرحلة الطفولة القاعدة التی یبنى علیها مستقبل الأمة ؛ کونها من أهم المراحل النمائیة تأثیراً فی تشکیل شخصیة الفرد الحالیة والمستقبلیة ، ففیها تتکون المفاهیم الأساسیة ، ویُبدی فیها الطفل مرونة ، وقابلیة لاستقبال الخبرات ، وتخزین المعلومات ، واکتساب المهارات الاجتماعیة والمعرفیة ، ویبدأ الضمیر فی التکوین ، کما تبدأ المیول والاتجاهات فی التشکیل ، مما یحدد صورة سلوک الطفل مع الأفراد والبیئة المحیطة ، ومن بینها البیئة المدرسیة فیما بعد ( مصطفى عبد المحسن الحدیبی ، وفاء ماهر عطیة ، 2013) ، ویتسق ذلک مع ما أوضحته عبیر صدیق أمین (2009) (^*) بأن مرحلة الطفولة هی من مراحل حیاة الإنسان المهمة ، لما لها من دور رئیس فی بناء شخصیته مستقبلاً على أساس النمو السلیم ، وإشباع حاجاته الجسمیة والنفسیة ، حتى تکتمل الشخصیة نمواً وتکیفاً ، وما أشارت إلیه سلوى عبد السلام عبد الغنی (2009) بأن مرحلة الطفولة أکثر مرونة وقابلیة للتعلم ، وأکثر طواعیة لتعدیل السلوک .

فمرحلة الطفولة مرحلة المرونة ، والقابلیة للتعلم ، ومرحلة النشاط ، والنمو العقلی الواضح (سمیرة أحمد عبد الوهاب ، 2004) ، ومن ثم فإن التعلم فیها یظل ملازماً للإنسان طوال حیاته ، وکل ما یغرس فیها من مکارم الأخلاق ، ومن صفات الخیر والشر یؤتی أکله فی مستقبل حیاة الإنسان ، بالإضافة إلى أن أی خطأ یتم فیها خلال تشکیل کیان الإنسان یعد مؤشراً سلبیاً یصعب التغلب علیه فیما بعد ، وسیکون مردوده سیئاً على جمیع مراحل نموه ، وعلى المجتمع الذی یعیش فیه أیضاً (حمدی شاکر محمود ، 1998) ، ویتسق ذلک مع ما أشارت إلیه سمیرة السید عبد العال (2005) بأن للطفل حقوق ثابتة أقرها الشرع ، ثم المواثیق الدولیة والعربیة ، وسـنت من أجل حمایتها القوانین ، إلا أن هذه الحقوق تظل مجردة إلى أن یعبر عنها فی صورة ممارسات وسلوکیات یؤدیها الطفل أو الآخرون ؛ لیشعر بها الطفل ، فاللعب مثلاً حق للطفل ، إلا أنه لا یعنی له شیئاً ما لم یمارسه ، والحریة حق له ، ولکن لا یشعر بها ما لم یسلکها بنفسه .

وتأثرت الأدوار التربویة للأم نتیجة تغیرات الحیاة الاجتماعیة ، والتی أحدثت تغیرات فی البناء الأسری ووظائفه ، وخاصة مسئولیات الأم التربویة (ملیکة الحاج یوسف، 2003) ، فالوضع الأسری الجدید الذی تعیشه کل الأسر نتیجة التغیرات الاجتماعیة والثقافیة والاقتصادیة التی فرضت فی العصر الحدیث على المجتمعات فی ظل عمل المرأة ، ألقى بظلاله على جمیع أدوار الأم ، خاصة الأدوار المهنیة والتربویة لها ( محمد ملحم سامی ، 1993 ، 96) ، هذا بالإضافة إلى انتشار ظاهرة الخادمات لدى الأسر فی المجتمع العربی بشکل عام ، مترافقة مع ظهور متطلبات جدیدة للأسرة على المستوى الفردی والمجتمعی ، فقد تزایدت متطلبات أفراد المجتمع فی هذه المرحلة الاجتماعیة ولاقتصادیة للمجتمع ، وانعکاس آثارها على الأسرة والطفل ( أمل معطی ، 2012) .

ویُعزی الباحثان سعة انتشار ظاهرة المساعدات المعینات للأمهات فی رعایة أطفالهن فی العالم إلى الوفرة المالیة، وانشغال الأم بأولویات العمل ، ویبدو فی إقلیمنا الذی نحیا فیه – الخلیج العربی – لا تحظى تلک المساعدات بأی نوع من التأهیل الذی یعدها لمهمتها کمعینة تربویة للأم ، بالإضافة إلى خطورة التفویض الذی یمنح لها من الأم فی أحیان کثیرة ، وهذا ما حدا بالباحثین بالدراسة الحالیة إلى الوقوف على رأی الأم فی موضوع
استخدام الخادمات "المربیات" ، والکشف عن العلاقة بین مجموعة من المتغیرات المتعلقة
بالأم وأسرتها، وموضوع الاعتمادیة على الخدم المربیات، بغیة تفسیر تلک الظاهرة      والإحاطة بها.

مشکلة الدراسة:

کانت ولم تزل ظاهرة الاعتماد على الخدم والمربیات فی المجتمع العربی بشکل عام وإقلیم الخلیج العربی بصفة خاصة تشکل ضرورة لدى بعض الأسر ، وقد أفرزت أنماطاً عدیدة مختلفة عمّا کان علیه الحال من قبل، حیث شکل ارتفاع المستوى الاقتصادی أحد المبررات لوجود الخدم والمربیات نتیجة زیادة الدخول بالإضافة إلى عمل المرأة واستقلال الأسرة فی سکن خاص بها ، فضلاً عن بعض العوامل المجتمعیة التی شجعت الاعتماد على المربیات ( أمل معطی ، 2012) .

وترکت ظاهرة الاعتماد على الخدم والمربیات آثارها على الطفل والأسرة ، فالطفل فی مراحل الطفولة الأولى شدید التعلق بمن یرعاه ، وغیره من آثار سلبیة ناتجة من إهمال الأم لوظیفتها الأساسیة وتخلیها عنها للخادمة مما یؤثر فی تربیة الطفل بصورة لا تحقق الغایة التی تهدف إلیها التربیة السویة ، ولا الاتزان لاستعدادات الطفل المختلفة ، مما یؤدی إلى عدم فعالیة أجیال المستقبل فی بناء مجتمع متماسک قوی البنیان ( عنبرة حسین عبد الله الأنصاری ، 1988)

ولهذه الآثار البالغة الناتجة عن إغفال دراسة ظاهرة کهذه ، فإن الدراسة الحالیة تتمحور حول رغبة الباحثان فی الکشف عن تصور الأمهات حول قیامهن بوظائفهن التربویة فی سیاق وجود الخدم والمربیات ، والتعرف على علاقة بعض المتغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة الخاصّة بالأم " المستوى التعلیمی للأم ، وعملها ، ومستوى دخل أسرتها ، ودرجة انشغالها ، وعدد أبنائها ، وعدد الخدم فی المنزل ، ورأی الأم فی مستوى مشارکة الأب فی تربیة الأبناء " برؤیتها لوظائفها التربویة فی ظل وجود خدم ومربیات. حیث یرغب الباحثان فی معرفة العلاقة بین اتجاهات الأمهات نحو دورهن التربوی .

لقد طَوَّر الباحثان السؤال الرئیسی للدراسة لفحص العلاقة بین متغیرات الأم، ورؤیتها لوظائفها التربویة فی سیاق وجود الخدم والمربیات ، ویتفرع من هذا السؤال الرئیسی التساؤلیین التالیین :

1-    ما تصور الأم طبقاً لعدد من المتغیرات " مستوى تعلیم الأم، عمل الأم من عدمه، مستوى دخل الأسرة، درجة انشغال الأم فی القضایا الاجتماعیة، عدد الأبناء، عدد الخدم فی المنزل، ورأی الأم بمستوى مشارکة الأب فی تربیة أبنائهما " لأدوارها التربویة فی ظل وجود الخدم والمربیات؟ .

2-    ما العلاقة الارتباطیة بین المتغیرات الاجتماعیة – الاقتصادیة ، والاجتماعیة – الثقافیة برؤیة الأم لأدوارها التربویة فی ظل وجود الخدم والمربیات؟ .

 

أهمیة الدراسة:

تظهر أهمیة الدراسة الحالیة فی محاولتها لرصد ظاهرة من الظواهر التی أحدثها التغیر الاقتصادی والاجتماعی فی کیان البناء الاجتماعی لدول الخلیج عموماً ودولة الکویت موضع الدراسة على وجه الخصوص ، وهی ظاهرة الاستعانة بالخادمات والمربیات ، ورؤیة الأم لوظائفها التربویة فی ظل وجود الخدم والمربیات ، وعلاقة ذلک بعدد من المتغیرات ذات الصلة بالأم وأسرتها ، لتحدید آثار ذلک على تربیة الطفل فیما بعد ، مما یسهم فی تربیة جیل متماسک ، یشعر الاتزان النفسی وبعید عن المتناقضات .

أهداف  الدراسة

تهدف الدراسة الحالیة إلى :

3-    التعرف على تصور الأم طبقاً لعدد من المتغیرات لأدوارها التربویة فی ظل وجود الخدم والمربیات .

4-    الکشف عن العلاقة الارتباطیة بین المتغیرات الاجتماعیة – الاقتصادیة ، والاجتماعیة – الثقافیة برؤیة الأم لأدوارها التربویة فی ظل وجود الخدم والمربیات .

مراجعة الأدبیات البحثیة  والمفاهیم الأساسیة للدراسة :

1-  الأم المعاصرة والحاجة للخدم – المربیات:

یرى عبدالرؤوف الجرداوی (1990) أن المربیة والخادمة یشیران إلى وظیفة واحدة فی آن واحد ، ولقد فشت ظاهرة الخدم – المربیات فی منطقتنا منذ حوالى ثلث قرن من الزمان، ویبدو أنها قد فشت فی مواقع کثیرة من العالم أیضا. ولعل الوفرة المالیة، وانشغال الأم بأولویات العمل شکلت أهم مسببات تلک الظاهرة.

وفی أحدث إحصائیات وزارة التخطیط بدولة الکویت 2014 شکلت العمالة المنزلیة ومعظمها الأغلب من الخادمات 0 المربیات حوالى 52% من العاملین الأجانب فی الدولة (المجموعة الإحصائیة 2014). وفی دراسة أمانة مجلس الوزراء الکویتی (2002) تم الترکیز على تأثیر الخدم على تنشئة الأبناء ، وقد وجدت الدراسة أن الخدم یشکلون أکثر من ربع السکان الکویتیین ، وأن نسبة الإناث منهن 54% ، والمسلمون 54،5% ،  وقد أوضحت نادیة جبر عبد الله (2003) أنه طبقاً لإحصائیات رسمیة فإن عدد العمالة المنزلیة فی السعودیة وصل سنة 2003 إلى 812 ألفاً، وفی الکویت إلى 400 ألف ، وفی سلطنة عمان إلى 66 ألفاً، وفی البحرین إلى 30 ألفاً ، ولم تتوفر بیانات بشأن قطر فی حین بلغ عدد الخدم فی الإمارات بنهایة 2002 حوالى 450 ألفاً ، ولکن من المؤکد أن هذه الأرقام ارتفعت خلال السنوات التی تلت ذلک ، ففی الکویت مثلاً بلغ حجم العمالة المنزلیة حوالى 450 ألف شخص ، وفی الإمارات والکویت هناک خادمة واحدة لکل اثنین من رعایا هاتین الدولتین بینما هناک خادمة واحدة لکل عائلة فی المتوسط فی کل من السعودیة وعمان والبحرین. ولا تتوفر احصائیات عن قطر.

وفی استعراض للأدوار المساندة الشائعة التی تفوض بها الأم الخادمة تبین الدراسات أن هذه الأدوار تقتصر على: المساعدة فی رعایة الطفل  Baby sitting ، والمساعدة فی تنظیف الطفل ، والمساعدة فی ترتیب غرفة الطفل، والمساعدة فی إعداد الطعام للطفل ، وقد کشفت نتائج دراسة فیصل محد خیر الزراد (1989) عدم وجود ارتباط بین من یوظف الخادمة لتربیة الأبناء ، وبین مستواه الاجتماعی والاقتصادی، وأن دوافع الناس لتوظیف الخادمة فی رعایة الأطفال هی: الرفاهیة، التفاخر، وانشغال المرأة. وأن الأم تستخدم الخادم لسد فترة غیابها ولتعویض دورها کأم ، فی حین أسفرت نتائج دراسة بدر عمر العمر (1989) عن وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین دخل الأسرة وعدد الخدم ، بمعنى أنه کلما زاد دخل الأسرة کلما زاد عدد الخدم والاعتماد علیهم ، وأن أسباب تلک الاعتمادیة هی الانشغال، وکونها ضرورة للتمایز الاجتماعی والاقتصادی، بل البعض یراها ضرورة ملحة بسبب طبیعة الزمان.

وقد أوضحت نادیة جبر عبدالله (2003) التی کانت تبحث فی الدور الفعلی للمربیات الخامات وأثره على تشکیل الهویة الثقافیة للطفل والأسرة فی منطقتنا العربیة ، فی ظل الأدوار المتغیرة لربة الأسرة، الدور الهامشی لبعض ربات الأسر 000 وانحصار دورهن فی التسوق والزیارات واصطحاب الأبناء للنزهة، وتمفصلها عن أدوارها الفعلیة فی التنشئة الاجتماعیة، وتلقین النشء ثقافة المجتمع حفاظا على الهویة. أی الاعتمادیة الکاملة المربیة فی مقابل الاعتمادیة على الأم والأب والأقارب. وقد تبین أیضا فی وقت مبکر أن الخدم هم من مظاهر المباهاة .

 

2-     أثر الخادمة – المربیة على الطفل:

أثار محمود محمد عبدالله کسناوی (1989) تساؤلاً حول إمکانیة أن تعترف الأمهات بالخلل الناتج عن توظیف الخدم ؟ ، فکان مما وجده تناقض التصریحات للمشارکات
فی الدراسة من الأمهات، غیر أن هناک إقرارا بالاعتمادیة فی التدریس وأمور                  تربویة أخرى .

وفی مقال Wheaton (2010) حول فوائد وأضرار جلب المساعدات على الأسر، تسجل الکاتبة بعضا من تلک الفوائد والأضرار ، ففی الغرب إنما یعین المربیات المضطرون أو الأثریاء – فاحشو الثراء ، وقد نجم عن الاعتماد الکثیف على المربیات أن صار الأطفال اعتمادیین ، وشجع ذلک الأمر أولیاء أمورهم على الإرجاء والإهمال ، کما تبین أن الارتباط بالمربیات یبعد الأطفال عن الوالدین، فیخفت الاشتیاق لهما ویقلل من الاستماع لما یقولان ، وقد طالبت الکاتبة بأن تشرک المربیة فی مسئولیة رعایة الأطفال ، لا أن تسلم                        لها بالکامل.

وتناولت Cancio (2010) مشاعر الضیق والحسرة التی لدى بعض الأمهات جراء تعلق أطفالهن بالمساعدات تفضیلاً لهن على أمهاتهم ، فصدرت مقالها المعنون: "هل سیفضل طفلی المربیة علی؟". بعبارة : "المربیة فی مقابل الوالدین : کیف ینجح کل منهما فی معرکة کسب قلوب الأطفال؟". وذکرت فی المقال توصیة لمن تعلق ولدها فی الخادمة أن یتم نقل الطفل من بین یدی الأم إلى ید "المربیة' بالتدریج. بسبب أن النقل السریع سیؤدی إلى اضطرابات وقلق عالی. ویزید الطین بلة تعلق الطفل بالمربیة. أو اتقانها للعبة تعلیقه بها، کما رأیت فی بعض الحالات. وذکرت الآثار السلبیة لتعلق الطفل بالمربیة من مثل غیرة الأم بسب تشکیل علائق و وشائج حمیمه أو غیر صحیة بین الطفل والمربیة، فأحیانا یقوم الطفل بإغاظة أمه إلى حد الإحباط عندما یتدلل ویتوله على المربیة فی حضور الأم. بل قد یقتات الطفل على الخلاف بین الأم  والخادمة لیحدث شقوقا فی النظام التربوی الذی تم إرساؤه .

وتصف Magagna (2003) أثر التصورات المشترکة الواعیة واللا واعیة خلال العلاقة التفاعلیة بین الأم و "المربیة" على النمو الانفعالی الوجدانی الطفل. وتؤکد على خطورة انتقاء المربیة لضمان سلامة ذلک الأثر. وتؤکد أن الأمهات الیوم یقمن بالتربیة دون معین فی 3% من المجتمعات فقط. ؤانهن الحضنات الرئیسیات فی 60% من المجتمعات. وفی بریطانیا یقضی 20% من أطفالها سنین تأسیسهم مع أمهات بدیلات بسبب انشغال أمهاتهم. ومن المذهل، کما تقول ماجاجنا أن لا نرى بحوثا تتحدث عن اثر المربیات فی الغرب ونحن نرى بأم أعیننا الطفل وهو یقیم الحداد عند ترک المربیة العمل آمادا، تصاحبه إلى مراهقته ونضجه. فکیف لم یفکر أحد بتقییم الأثر النفسی؟ .

وقد أکدت دراسة بدر عمر العمر (1989) بالآثار السلبیة للخدم، مثل: تأخیر لغة الطفل وإرباکها، والتأثیر على فطرة الأطفال وعقائدهم، والتأثیر على النمو العقلی للطفل، والتأثیر على طریقة تغذیته وصحته، واضطراب النمو الوجدانی بسبب (الوالدیة المتعددة)، واهتزاز صورة الأم ، وقد أبرزت دراسة فاروق مصطفى إسماعیل، عبدالعزیز عبدالرحمن کمال (1991) امتداد دور الخادمة من النسق التنظیمی (القیام بأدوار معینة) على النسق الإیدیولوجی (القیام بالتأثیر فی الثقافة) Richard Lapiere   ، حیث ستتأثر الثقافة السطحیة Pit rivers superficial aspect   والثقافة العمیقة Core culture.

ویرى علی أسعد وطفة  (2001) أن الإنسان هو الکائن الوحید الذی یتکیف ویتواصل وفقا لمعاییر ثقافیة شعوریة أو لا شعوریة مسجلة فی تاریخه الثقافی وسجله العصبی، وهو الکائن الوحید فی مملکة الکائنات الحیة الذی یغدو إنساناً بالثقافة والتربیة والتنشئة الاجتماعیة La socialization التی تعد حاضنا ثقافیا یتشکل فیه الإنسان وینمو على صورة المعاییر الثقافیة التربویة التی تحددها الثقافة عینها ، فالشخصیة تشکیل ثقافی تتحدد طبیعته بطبیعة الحاضن الثقافی الذی نشأ فی رعایته ، وهذا یعنی أن طبیعة الشخصیة الإنسانیة مرهونة إلى حد کبیر بطبیعة ومستوى تطور أسلوب التنشئة الاجتماعیة التی تشکل القالب الثقافی الذی یهب الإنسان خصائص إنسانیته ، وأن طبیعة الحاضن الثقافی ومستوى ثقافتة تباشرة التأثیر على الطفل وهی مرهونة إلى حد کبیر بمستوى تطور الثقافة التی تشکل الإطار العام للتنشئة الاجتماعیة .

ویتسق ذلک مع ما أشارت إلیه نتائج  دراسة الأمانة العامة لمجلس الوزراء الکویتی (2002) حول تأثیر الخدم على تنشئة الأبناء بأن لهم تأثیرا سلبیا على القیم، منها التداخل ‍مع التکوین اللغوی للطفل وتأسیس ثقافة لغویة مشوشة، والإفساد التربوی کترضیة الأبناء على حساب النظم، والتعویض السلبی برشوة الصغیر وإغراقه فی الملذات ، ومع ما أسفرت عنه نتائج دراسة محمد عبدالقادر أحمد (1991) بأن هناک خللا فی بناء شخصیات أطفال "المربیات"، وعدم تکامل فی تلک الشخصیة مع مکونات البیئة، وضعفا فی اللغة نطقا وفهما، حیث لوحظ تعثر الأطفال الذین نشأوا فی أحضان مربیات فی تعلم اللغة العربیة وانحطاط مستوى أدائهم فیها، ومن هنا ترجح الدراسة أن تبرز أهمیة دور الحضانة والریاض البنائی والتعویضی، وأهمیتها فی الارتقاء بالأبناء.

 فی حین رصدت دراسة أمینة کاظم (1993) انتماء قوی للطفل تجاه الخادمة المربیة ، وتشربا للعادات والتقالید والدین، وازدواجیة الثقافیة للطفل ، کما أشارت نتائج دراسة مجلس وزراء الشؤون الاجتماعیة لدول الخلیج  (1986) إلى مخاطر الانتماء لعقائد أخرى، وأن بعض الخادمات مراهقات لا خبرة لهن بتربیة الأطفال أو التنشئة ، وأن 3.8 % یتکلمن للغة العربیة،  وجود علاقة حمیمة بین الأطفال والخدم وهو أمر خطیر ، وأن من المخیف أن ینجحن فی أداء ما طلب منهن 000 !! ؛ لأن هذه العلاقة لا تتفق وقواعد التربیة على السلوک الذی یرتضیه المجتمع. لدیهن مشکلات أخلاقیة .

والمستقرئ للأدبیات البحثیة والأوعیة المعلوماتیة حول الأدوار والوظائف ذات الصلة بالمرأة یتضح له مدى انهماک المرأة المعاصرة فی مهام التنمیة خارج البیت، التی فرضت علیها مدى الحاجة الملحة لإقامة التوازن، ووضع الأولویات للقیام بأدوارها کزوجة، وأم، وربة بیت. وقد سعت المرأة لإحلال التوازن فی حیاتها للاستعانة بمساعدات جُلبن فی البدایة للمساعدة فی الإعمال المنزلیة، ثم تحولن مع مرور الوقت، وضغط الحاجة إلى مربیات بدیلات للأطفال ! ، لقد حول البعض الخادمة إلى "مربیة" أطفال دونما مزید حیطة. حتى تبوأت موقع الضرورة فی الکثیر من الأسر. وقد اشتغلت کثیر من البحوث فی موضوع الخادمات – المربیات، حیث شکلت قضیة شیوع المربیات الخادمات فی المجتمع العربی والمجتمع الخلیجی والمجتمع الکویتی بخاصة هاجسا لدى التربویین. فالتربویون العرب بعامة والخلیجیین بشکل أکثر تحدیدا اهتموا لأکثر من ثلاثین سنة مضت بموضوع أثر الخادمات - المربیات على الأطفال.

إضافة إلى ذلک هناک ندرة فی البحوث المسحیة التی أجریت على تصور الأم لوظائفها التربویة فی ظل وجود الخدم والمربیات فی إقلیم الخلیج العربی بصفة عامة والکویت بصفة خاصة ، وآثار ذلک على الأم حول واقعها التربوی، ورضاها النفسی عن أدوارها کانت شحیحة. ولا یفهم هنا أننا نعترض على وجود المساعدات من خدم المنازل، فهم نعمة امتنَّ الله على القادرین على استجلابها، لکن الاعتراض هو على فوضى الأدوار، وغیاب الأولویات. وعدم التحوط للآثار النفسیة والاجتماعیة التی ینتجها عدم ضبط تلک الظاهرة على کل من الطفل، والأم، والمجتمع بعامة. فالخادمة المنزلیة فی کثیر من الثقافات (مساعدة Helper). وقد تفوض الأم عاملة کانت أم متفرغة لبیتها هذه المساعدة للقیام ببعض المهام التربویة أو الرعویة الخفیفة وتدربها على ذلک. لکن هذه المساعدة لا یفترض بها بحال أن تحل محل الأم فـی المهام التربویة الأساسیة من احتضان Attachment أو                تنـشئة Rearing  أو تعلیم Teaching  أو غیرها من المهام التربویة.

وهذا ما یحدو بالباحثین إلى صیاغة تساؤلات حول طبیعة العلاقة بین متغیرات دیموغرافیه وثقافیة تخص الأم، ورؤیتها لأدوارها التربویة والرعویة، فی سیاق وجود الخدم والمربیات. ولعل المطلوب هو تعمیق البحث حول ماهیة العلاقة بین تصور الأم لمدى قیامها بوظائفها التربویة المتعددة  فی سیاق وجود الخدم والمربیات اللواتی قد یکن منافسات لها فی تلک الأدوار أو بعضها. والدراسة الحالیة تهدف إلى ربط تصور الأم لأدوارها و وظائفها بمجموعة من المتغیرات مثل: مستوى تعلیم الأم، عمل الأم من عدمه، مستوى دخل الأسرة، درجة انشغال الأم فی القضایا الاجتماعیة، عدد الأبناء، عدد الخدم فی المنزل، ورأی الأم بمستوى مشارکة الأب فی تربیة أبنائهما.

إجراءات  الدراسة :

1-            منهج الدراسة :

استخدم الباحثان بالدراسة الحالیة المنهج الوصفی باستخدام الأسلوب المسحی للمشارکین بالدراسة من حیث تصنیفها وتحلیل نتائج الاستبانة وتفسیرها ، وکذلک فی توضیح العلاقة بین مجموعة متغیرات تمثل تصوّر الأم لأدوارها ومهامها التربویة والرعویة التی تقوم بها مع أبنائها، وتقییمها لارتباطها بأولئک الأبناء، وارتباطهم بها، واحتیاجهم لها، ومدى سیطرتها على المشهد التربوی فی بیتها، وحجم معاناتها من مهامها التربویة ، أو شعورها بالتقصیر أو الکفایة فی إیصال القیم لأطفالها، ومدى مساهمة الأب فی تربیة أبنائه، ووعیها بموقع الخادمة منها ومنهم، ومدى اعتمادها على تلک الخادمة – المربیة، وتحکمها فی مهام تلک الخادمة – المربیة، ووضوح توصیفها الوظیفی، ومدى خطورتها على تربیة الأبناء. و بین مجموعة أخرى من المتغیرات مستقلة هی مستوى تعلیم الأم، عمل الأم من عدمه، مستوى دخل الأسرة، درجة انشغال الأم فی القضایا الاجتماعیة، عدد الأبناء، عدد الخدم فی المنزل، ورأی الأم بمستوى مشارکة الأب فی تربیة أبنائهما؟. بما یحقق مزیدا من الکشف عن طبیعة وعی الأم الکویتیة بسبل استثمار الخدم المربیات دونما تداخلأو إخلال بمهامها التربویة الأساسیة.

2-            أداة الدراسة:

• · مقیاس إدراک الأمهات لوظائفهن التربویة فی ظل وجود الخدم والمربیات  

قام الباحثان بإعداد مقیاس إدراک الأمهات لوظائفهن التربویة فی ظل وجود الخدم والمربیات ؛ بهدف الحصول على أداة تتناسب مع أهداف الدراسة وطبیعتها ؛ للأسباب التالیة ، أولها : ندرة المقاییس لإدراک الأمهات لوظائفهن التربویة فی ظل وجود الخدم والمربیات بالبیئة العربیة بصفة عامة ، وبإقلیم الخلیج العربی بصفة خاصة ، وثانیها : أن یتم صیاغة عبارات المقیاس لتُظهر مدى رؤیة الأم لوظائفها التربویة فی ظل وجود الخادمات والمربیات ،  وقد مر بناء المقیاس بالخطوات التالیة :

- الاطلاع على بعض الکتابات النظریة والدراسات العربیة والإنجلیزیة– کما جاء بالإطار النظری والمفاهیم الأساسیة للدراسة - التی اهتمت بالأدوار الوالدیة والرعویة للحاضنة الأساسیة (الأم )، والاطلاع على الدراسات الخاصة بأثر الخدم والمربیات على الأسرة العربیة وبالذات فی منطقة الخلیج .

-  تم ترجمة ما أسفر عنه الاستقراء للإطار النظری للدراسة الحالیة إلى أهداف وعبارات إجرائیة قابلة للقیاس ، تتفق والتعریف الإجرائی لتصور الأم لوظائفها التربویة فی ظل وجود الخدم والمربیات ، وتمثلت فی (24) عبارة تمثل الصورة الأولیة للاستبانة ، والتی تم مراعاة سهولة الصیاغة والوضوح لتلک العبارات ؛ مما یحقق سهولة التطبیق ، إضافة إلى اختیار المتغیرات المستقلة ذات الصلة بالأم وأسرتها ، والتی مرت بعدد من               الخطوات ، هی :

 

الخطوة الأولى : تحدید طبیعة متغیرات الدراسة:

لقد اختار الباحثان سبعة متغیرات مستقلة ، لدراسة علاقتها بالمتغیر التابع ( تصور الأم لمدى قیامها بوظائفها التربویة فی سیاق وجود الخدم والمربیات ) ، وتلک المتغیرات السبعة هی : المستوى التعلیمی للأم ، وعمل الأم من عدمه ، ومستوى دخل الأسرة ، ودرجة انشغال الأم ، وعدد أبناء الأسرة ، وعدد الخدم فی المنزل ، ورأی الأم بمستوى مشارکة الأب فی تربیة الأبناء.

الخطوة الثانیة : تطویر أداة جمع المعلومات :

مرت الخطوة الثانیة بمستویین فی تطویر أداة جمع المعلومات وفقاً لطبیعة متغیرات الدراسة ، کما یلی :

المستوى الأول : المتغیرات المستقلة

لقد اختار الباحثان مجموعة من المتغیرات الخاصة بالأسرة وبالأم وذلک بحسب ما حددتها الدراسات السابقة. وفیما یلی استعراض لتلک المتغیرات والطریقة التی تم  بها قیاسها ومستوى القیاس:

1-  المستوى التعلیمی الأم : وقد قیس على مقیاس رتبی Ordinal   ذی ست مستویات :
(غیر متعلم، دون الثانویة العامة، ثانویة عامة، دبلوم عالی، جامعی، فوق جامعی).

2-    عمل الأم : وقد قیس على مقیاس إسمیNominal  ذی مستویین: (موظفة، ربة بیت).

3-    مستوى دخل الأسرة : وقد قیس على مقیاس رتبی Ordinal ذی ست مستویات: (یلاحظ هنا أن الأصل فی هذا المتغیر أن یقاس على متغیر نسبی Ratio  لکن ذلک صعب بسبب حساسیة قضیة الإدلاء بتفاصیل الدخل فی البحوث والمسوح لدی المواطن فی الکویت : فقسمت إلى ست مستویات من (أقل من  500 حتى أکثر من 2000).

4-    درجة انشغال الأم فی القضایا الاجتماعیة : وقد قیس على مقیاس رتبی ذی ثلاثة مستویات: (مشغولة جدا، مشغولة، أؤدی الحد الأدنى).

5-    عدد إخوة الطفل : وقد قیس على مقیاس نسبی. (من صفر وحتى (ن) أکبر عدد من الأبناء) .

6-    عدد الخدم فی المنزل : وقد قیس على مقیاس نسبی.(من صفر وحتى (ن) أکبر عدد            من الخدم ) .

7-    رأی الأم بمستوى مشارکة الأب فی تربیة الأبناء : وقد قیس على مقیاس رتبی. ذی أربع مستویات  (لا یشارک أبدا، یشارک قلیلا، یشارک بشکل متوسط، یشارک کثیرا) .

المستوى الثانی : المتغیر التابع رأی الأم بمدى قیامها بوظائفها 

وقد قیست بنوده على مقیاس (لیکرت) الرتبی بمستویات خمسة، تترواح من              ( الموافقة بشدة) إلى (الاعتراض بشدة)، وتعکس تلک البنود أوجه المتغیر التابع الرئیسی تابع هو: "رأی الأم بمدى قیامها بوظائفها التربویة فی سیاق وجود الخدم والمربیات"،

(1) الصدق Validity :

اعتمد الباحثان فی حساب صدق المقیاس على ما یلی :

- الصدق المنطقی ( صدق المحکمین ) Logical Validity

 تم عرض الصورة الأولیة للاستبانة بعد صیاغة عباراتها لتعکس تفریعات المتغیر التابع کما تبین من مراجعة التراث العلمی ؛ للتحقق من صدق المجال Construct Validity  للأداة بشکلها النهائی على ثلاثة من المتخصصین فی علم النفس التربوی بکلیة التربیة بجامعة الکویت ، حیث قد قاموا بالتعدیلات الدقیقة التی أخرجت الأداة بشکلها المعروض أعلاه.

- صدق المحتوى  :

فالاستبانة صممت على ما جاء بالأطُر التنظیریة والأوعیة المعلوماتیة حول الأدوار الوالدیة والرعویة للحاضنة الأساسیة (الأم) ، وما أسفرت عنه نتائج الدراسات ذات الصلة بأثر الخدم والمربیات على الأسرة العربیة بصفة عامة وأسر منطقة الخلیج بصفة خاصة ، والمتغیرات المستقلة التی وردت خلال مراجعة التراث العلمی الذی تعرض لمشکلة الدراسة، والتی یرید أن یرى صلتها بالمتغیر التابع، و درجة تفسیرها له ؛ بالإضافة إلى وضوح العبارات من حیث الصیاغة اللغویة للمفردات ووضوح تعلیمات الاختبار ، وبالتالی فإنأجزاء الاستبانة تتمتع بقدر عالی من صدق المحتوى .

(2) الثبات Reliability  :

- طریقة إعادة تطبیق الاختبار Test- Retest :

استخدم الباحثان طریقة إعادة الاختبار Test-Retest لحساب ثبات المقیاس بعد تطبیقه على الأمهات المشارکات بالدراسة الاستطلاعیة  ( ن = 20) ، بفاصل زمنی أسبوعین بین التطبیق الأول والتطبیق الثانی ، وتم حساب معامل الارتباط بین درجات الطلاب فی التطبیق الأول ودرجاتهم فی التطبیق الثانی على المقیاس، وتبین أم معامل الارتباط بین نتائج التطبیقین الأول والثانی ( 0.893) وهی قیمة مرتفعة ؛ مما یشیر إلى تمتع المقیاس بدلالات ثبات مناسبة .

3-            المشارکون بالدراسة:

حدد الباحثان جمهور الدراسة بأطفال الصف الأول من ریاض الأطفال. وهی فئة عمریة تقع بین 3.5 الى 4.5 ، کما حدد جمهور أولیاء الأمور بمن هم فی الطبقة الوسطى على الأقل. وقد وقع اختیاره على ثلاث مدارس خاصة فی منطقة حولى تحوى أکثر من 90% من طلابها من الکویتیین بشتى خلفیاتهم الاجتماعیة المتنوعة. وقد اختار عدد 100 طفلاً من تلک المرحلة العمریة الصغیرة، وبالتبعیة اختیرت أمهاتهم ، وتم جمع المعلومات عن طریق المقابلات سواء أکانت شخصیة أو تلیفونیة للأم ، والمقابلات الشخصیة للطفل ، بمدرسة التکامل العالمیة ، ومدرسة المعالی الثنائیة ، ومدرسة الخلیج الإنجلیزیة ، وهی مدارس یصل عدد الکویتیین فیهما إلى أکثر من 90% .

النتائج والاحصاءات الوصفیة والتحلیلیة

أولا: الإحصاءات الوصفیة للمتغیرات المستقلة :

 

ثانیا: تحلیل معاملات ارتباط  المتغیرات المستقلة مع بنود المتغیر التابع وهو "رؤیة الأم نحووظائفها التربویة فی سیاق وجود الخدم والمربیات":

1-  متغیر (تعلیم الأم) :

لم یرتبط هذا المتغیرات بشکل دال إحصائیا ببنود المتغیر التابع التالیة :

"أؤدی جمیع مهامی کأم"، و "أری أن الخادمة ضرورة لمساعدتی فی العنایة بطفلی"، و "ابنی یتجه لی عند الفزع"، و "ألبی حاجة ابنی دون تردد"، و "خادمتی تؤوی ابنی عند خوفه"، و "وجود الخادمة ضروری لمساعدة الأم على الاعتناء بطفلها"، و "ابنی یلجأ للخادمة کردة فعل لما یواجهه"، و "أشعر بأننی مجبرة على إیواء خادمة لتربی طفلی"، و "أشعر بأن ابنی مرتبط بی فی أوقات معینة کالمرض والخوف"، و "أحرص على تلقین الخادمة مهامها أولا بأول ولا أترک لها مهمة الاختیار"، و "أشعر أن ابنی مرتبط بی"، و "یحتاجنی ابنی دوما"، و "طفلی مرتبط بالخادمة"، و "تربیة الأطفال متعبة"، و "أشعر أننی أم مقصرة"، و "أنا أم مثالیة"، و "أشعر بالسیطرة التامة على سلوکیات طفلی"، و "استطعت أن أبث الخلق الرفیع والإیمان فی نفس طفلی على الوجه الأکمل"، و "وجود الخادمة فی المنزل لا یؤثر على سلطة الأب والأم تجاه الطفل"، و "لا زلت أشعر بالحاجة للتدریب على مهام الأمومة"، و "أنا أستحق لقب الأم عن جدارة".

وهذا یعنی أنه لم یمکن رصد علاقة خطیة تنبی عن تباین بین وجهات نظر الأمهات من شتى المستویات التعلیمیة حول معظم البنود التی تقیس المتغیر التابع وهو "رؤیة الأم نحووظائفها التربویة فی سیاق وجود الخدم والمربیات".

 

غیر أنه ارتبط بشکل دال إحصائیا ببنود المتغیر التابع التالیة:

"للخادمة دور مکمل لدوری فی تربیة طفلی" حیث ارتبط بمتغیر التعلیم بمعامل بیرسون (-211,), وهو دال عند مستوى (035,). وفی ذلک دلالة إحصائیة طفیفة على أنه کلما ارتفع مستوى تعلیم الأم کلما قل إیمانها بأن للخادمة دور مکمل لدورها فی تربیة أطفالها. وهذه النتیجة تدفع باتجاه فهم اضطرار الأم الأکثر ثقافة لاستخدام الخادمة – المربیة، وعدم رغبتها فی ذلک لو کان لدیها الوقت الکافی، او الترتیب المناسب لأولویاتها.

ارتبط مستوى التعلیم بمتغیر "اتعب کثیرا فی تربیة طفلی" بمعامل بیرسون              (-198,), وهو دال عند مستوى (049,). وهذا مؤید بشکل ضعیف لرغبة الأم المثقفة العاملة فی البقاء إلى جانب ابنها فهی لا تتعب من القیام بدورها کأم، لو ملکت الوقت الکافی. وهذا له انعکاس على تربیة تعویضیة قد تقوم بها تلک الأم المضطرة، والتی قد تتجاوز حد التوازن مثل تدریس الأطفال مرة أخرى ما یأخذونه فی المدرسة، أو الإسهام دون حاجة فی عمل واجباتهم المدرسیة.

کذلک ارتبط بمتغیر "طفلی مرتبط بالخادمة لدرجة تشعرنی باستحالة الاستغناء عنها" بمعامل بیرسون (-210,), وهو دال عند مستوى (036,). وهذا یعکس مؤشرا خفیا لوعی شقی من الأم المثقفة بخطورة الدور التنافسی للخادمة، والذی قد لا تعیه الأم قلیلة الثقافة. وإن کان الارتباط السلبی یعکس المقاومة النفسیة للأم للإقرار بنجاح الخادمة فی المنافسة. فهی تمیل لإنکار نجاح الخادمة فی أن تکون بدیلا لها فی کسب ولاء ابنها.

وهکذا فإننا نرى أن هناک مؤشرا طفیفا على أن متغیر ثقافة الأم وتعلیمها بشکل عام یتلازم مع رغبتها فی أن تقترب من أطفالها أکثر، وأن الأم المثقفة تفصح عن وعی بالآثار السلبیة للخادمة – المربیة، عندما یتجاوز الدور المحدد لها للمساعدة.

2-  متغیر (عمل الأم):

لم یرتبط هذا المتغیر بشکل دال إحصائیا ببنود المتغیر التابع التالیة:

"أؤدی جمیع مهامی کأم"، و "یحتاجنی ابنی دوما"، و "طفلی مرتبط بالخادمة"، و "تربیة الأطفال متعبة"، و "ابنی یتجه لی عند الفزع"، و "أشعر أننی أم مقصرة" و "ألبی حاجة ابنی دون تردد"، و "خادمتی تؤوی ابنی عند خوفه"، و "وجود الخادمة ضروری لمساعدة الأم على الاعتناء بطفلها"، و "للخادمة دور مکمل لدوری فی تربیة طفلی"، و "أشعر بالسیطرة التامة على سلوکیات طفلی"، و " استطعت أن أبث الخلق الرفیع والإیمان فی نفس طفلی على الوجه الأکمل"، و متغیر "اتعب کثیرا فی تربیة طفلی"، و "ابنی یلجأ للخادمة کردة فعل لما یواجهه"، و "أشعر بأننی مجبرة على إیواء خادمة لتربی طفلی"، و "وجود الخادمة فی المنزل لا یؤثر على سلطة الأب والأم تجاه الطفل"، و"أشعر بأن ابنی مرتبط بی فی أوقات معینة کالمرض والخوف"، و "لا زلت أشعر بالحاجة للتدریب على مهام الأمومة"، و "طفلی مرتبط بالخادمة لدرجة تشعرنی باستحالة الاستغناء عنها"، و "أنا أستحق لقب الأم عن جدارة".                و "أحرص على تلقین الخادمة مهامها أولا بأول ولا أترک لها مهمة الاختیار".

 

لکنه ارتبط بشکل دال إحصائیا بمتغیرات:

(أشعر أن ابنی مرتبط بی) بمعامل بیرسون (232,), وهو دال عند مستوى (020,). وفی هذا مؤشر إلى میل الأمهات العاملات إلى التحسس من موضوع ارتباط أطفالهن بهن. کما ارتبط "عمل الأم"بمتغیر (أرى أن الخادمة ضرورة لمساعدتی فی العنایة بطفلی) بمعامل بیرسون (297,)، وهو دال عند مستوى (003,).  وهذا وضع طبیعی أکدته دراسات عدیدة تم ذکرها فی أدبیات بحث هذا الموضوع. وهو حکم المغلوب علی أمره. فضیق الوقت المخصص للعنایة بالأولاد یُلجیء الأم للاستعانة بالخادمة – المربیة. لکنه فی الوقت نفسه مدعاة لارتفاع درجة القلق والشعور بالذنب. حیث ترى کولین کانسیو                      ( Cancio 2010) بحسب ما ذکرنا فی مراجعتنا للتراث العلمی آنفا، بأن ضیقا وحسرة تعتوران بعض الأمهات جراء تعلق أطفالهن بالمساعدات تفضیلا لهن على أمهاتهم. ولعل هذا هو السبب الذی أنعش سوق الحضانات الخاصة فی الکویت وفی إقلیم الخلیج بعامة، حیث أن الأمهات، ومع زیادة الوعی، یردن أن یستفید أولادهن من وقت غیابهن بشیء تعلیمی تربوی مفید، بدل المکث مع الخادمة – المربیة.

کما ارتبط متغیر "عمل الأم" بمتغیر (أنا أم مثالیة) بمعامل بیرسون (-200,), وهو دال عند مستوى (046,). وهو یعکس صورة مثالیة لتناقض التصریحات التی تعیشها بعض الأمهات الیوم، حیال نظرتها لنفسها کمربیة کفء فی ظل وجود الخادمة المربیة کما بینت دراسة کسناوی ( 1989). فی حین تمیل الأم العاملة للشعور بالتقصیر حیال أبنائها. ویلاحظ هنا أن غیر العاملات میالات للاعتقاد بأنهن مثالیات!. فهل للعمل دور فی الشعور بالتقصیر، أو بقصور النظرة للذات ؟ ، على العموم فإن هذا المیل للشعور بالتقصیر عادة ما یؤدی لسلوک تعویضی قد یخل بالتوازن، من مثل الحمایة الزائدة التی قد تؤدی الى نوع من التفکیر الوسواسی المتشدد لوقایة الطفل وحمایته حتى من مسؤولیاته!

3-  متغیر (دخل الأسرة) :

لم یرتبط متغیر "دخل الأسرة"بشکل دال إحصائیا مع بنود المتغیر           التابع التالیة":

"أؤدی جمیع مهامی کأم"، و "أشعر أن ابنی مرتبط بی"، و "یحتاجنی ابنی دوما"، و "طفلی مرتبط بالخادمة"، و "أری أن الخادمة ضرورة لمساعدتی فی العنایة بطفلی"، و "تربیة الأطفال متعبة"، و "ابنی یتجه لی عند الفزع"، و "أشعر أننی أم مقصرة"، و "أنا أم مثالیة"،               و "ألبی حاجة ابنی دون تردد"، و "خادمتی تؤوی ابنی عند خوفه"، و "وجود الخادمة ضروری لمساعدة الأم على الاعتناء بطفلها"، و "للخادمة دور مکمل لدوری فی تربیة طفلی"، و "أشعر بالسیطرة التامة على سلوکیات طفلی"، و "استطعت أن أبث الخلق الرفیع والإیمان فی نفس طفلی على الوجه الأکمل"، و "اتعب کثیرا فی تربیة طفلی"، و "ابنی یلجأ للخادمة کردة فعل لما یواجهه"، و "أشعر بأننی مجبرة على إیواء خادمة لتربی طفلی"، و "وجود الخادمة فی المنزل لا یؤثر على سلطة الأب والأم تجاه الطفل"، و "أشعر بأن ابنی مرتبط بی فی أوقات معینة کالمرض والخوف"، و "لا زلت أشعر بالحاجة للتدریب على مهام الأمومة"، و "طفلی مرتبط بالخادمة لدرجة تشعرنی باستحالة الاستغناء عنها"، و "أنا أستحق لقب الأم عن جدارة"، و "أحرص على تلقین الخادمة مهامها أولا بأول ولا أترک لها مهمة الاختیار".

لکن متغیر "دخل الأسرة" ارتبط بشکل دال إحصائیا بمتغیرات:

"یحتاجنی ابنی دوما" بمعامل بیرسون (-211,), وهو دال عند مستوى (036,). وهذا یعکس میلا طفیفا لأصحاب الدخول الأعلى للاعتقاد بأن أبناءهم لا یحتاجونهن دوما. ولأصحاب الدخول الأدنى بحاجة أبنائهم للاقتراب منهم. ومرة أخرى تمیل طبقة الأمهات المتعلمات والأعلى دخولا الى الاعتقاد بأن أولادهن  لا یتحتاجونهن للحمایة. ربما لکونهن یدعمن استقلالیة الأبناء.

کما ارتبط بمتغیر "اتعب کثیرا فی تربیة ابنی" بمعامل بیرسون (-211,), وهو دال عند مستوى (036,). وهذا یؤکد التحلیل الذی قلناه حول المتغیر السابق من کون الأمهات ذوات الدخول الأدنی والمراتب الوظیفیة الأقل أمیل للإحساس بالمعاناة خلال تربیة الأبناء، ربما لحداثة أسنانهن کونهن أمهات صغیرات، أو لشعورهن بالقلق جراء الشعور بالذنب الجالب للتربیة التعویضیة أو الحمایة الزائدة.

4-  متغیر (درجة انشغال الأم) :

لم یرتبط هذا المتغیر بشکل دال إحصائیا ببنود المتغیر التابع التالیة:

"أؤدی جمیع مهامی کأم"، و "أشعر أن ابنی مرتبط بی"، و "یحتاجنی ابنی دوما"، و "طفلی مرتبط بالخادمة"، و "أری أن الخادمة ضرورة لمساعدتی فی العنایة بطفلی"، و "تربیة الأطفال متعبة"، و "أشعر أننی أم مقصرة"، و "أنا أم مثالیة"، و "ألبی حاجة ابنی دون تردد"، و "خادمتی تؤوی ابنی عند خوفه"، و "وجود الخادمة ضروری لمساعدة الأم على الاعتناء بطفلها"، و"للخادمة دور مکمل لدوری فی تربیة طفلی"، و "أشعر بالسیطرة التامة على سلوکیات طفلی"، و "استطعت أن أبث الخلق الرفیع والإیمان فی نفس طفلی على الوجه الأکمل"، و "اتعب کثیرا فی تربیة طفلی"، و "ابنی یلجأ للخادمة کردة فعل لما یواجهه"، و "أشعر بأننی مجبرة على إیواء خادمة لتربی طفلی"، و "وجود الخادمة فی المنزل لا یؤثر على سلطة الأب والأم تجاه الطفل"، و "أشعر بأن ابنی مرتبط بی فی أوقات معینة کالمرض والخوف"، و "لا زلت أشعر بالحاجة للتدریب على مهام الأمومة"، و "طفلی مرتبط بالخادمة لدرجة تشعرنی باستحالة الاستغناء عنها"، و "أنا أستحق لقب الأم عن جدارة"، "أحرص على تلقین الخادمة مهامها أولا بأول ولا أترک لها مهمة الاختیار".

لکن متغیر "درجة انشغال الأم" ارتبط بشکل دال إحصائیا بمتغیر:

"ابنی یتجه لی عند الفزع" بمعامل بیرسون (0206), وهو دال عند مستوى (039,). ومرة أخرى الأم التی ترى أنها مشغولة أکثر تمیل إلى أن تؤمن ابنها عندما یتجه لها عند فزعه.  وهو نوع من الرغبة بالتعویض. وربما عکس نوع من تناقض التصریحات کما یرى کسناوی (1989).

5-  متغیر (عدد إخوة الطفل الأسرة) :

لم یرتبط هذا المتغیر بشکل دال إحصائیا بأی من بنود المتغیر التابع:

ویعنی ذلک أن حجم الأسرة لن یؤثر فی تصورات الأمهات حول وظائفهن فی سیاق وجود الخدم. وأن رغبة بعض الآمهات فی الاقتراب من أبنائهن وشعورهن بالتهدید من الخادمة، أو اطمئنان أخریات الى الخادمة ورکونهن إلیها، لن تتأثر بعدد أطفالهن بل هو منحى شخصی، وطبع خاص.

6-  متغیر (عدد الخدم) :

لم یرتبط هذا المتغیر بشکل دال إحصائیا ببنود المتغیر التابع التالیة:

"أؤدی جمیع مهامی کأم"، و "أشعر أن ابنی مرتبط بی"، و "یحتاجنی ابنی دوما"، و "طفلی مرتبط بالخادمة"، و "تربیة الأطفال متعبة"، و "ابنی یتجه لی عند الفزع"، و "أشعر أننی أم مقصرة"، و "أنا أم مثالیة"، و "ألبی حاجة ابنی دون تردد"، و "خادمتی تؤوی ابنی عند خوفه"، و "وجود الخادمة ضروری لمساعدة الأم على الاعتناء بطفلها"، و "للخادمة دور مکمل لدوری فی تربیة طفلی"، و "أشعر بالسیطرة التامة على سلوکیات طفلی"، و "استطعت أن أبث الخلق الرفیع والإیمان فی نفس طفلی على الوجه الأکمل"، و "اتعب کثیرا فی تربیة طفلی"، و "ابنی یلجأ للخادمة کردة فعل لما یواجهه"، و "أشعر بأننی مجبرة على إیواء خادمة لتربی طفلی"، و "وجود الخادمة فی المنزل لا یؤثر على سلطة الأب والأم تجاه الطفل"، و "أشعر بأن ابنی مرتبط بی فی أوقات معینة کالمرض والخوف"، و "لا زلت أشعر بالحاجة للتدریب على مهام الأمومة"، و "طفلی مرتبط بالخادمة لدرجة تشعرنی باستحالة الاستغناء عنها"، و "أنا أستحق لقب الأم عن جدارة"، و "أحرص على تلقین الخادمة مهامها أولا بأول ولا أترک لها مهمة الاختیار"،

لکن متغیر "عدد الخدم" ارتبط بشکل دال إحصائیا بمتغیر:

"أرى أن الخادمة ضرورة لمساعدتی فی العنایة بطفلی" بمعامل بیرسون (-260,)، وهو ارتباط دال عند مستوى (010,). وهذا یعنی أن الأم یقل تعویلها على الخدم فی تربیة أبنائها کلما کثروا. فی أن اعتمادها یزداد على الخادمة والاثنتین فی مساعدتها لتربیة أولادها.

7-  متغیر "مساهمة الأب فی تربیة الأبناء" :

لم یرتبط هذا المتغیر بشکل دال إحصائیا ببنود المتغیر التابع التالیة:

"أؤدی جمیع مهامی کأم"، و "أشعر أن ابنی مرتبط بی"، و "یحتاجنی ابنی دوما"، و "طفلی مرتبط بالخادمة"، و "أری أن الخادمة ضرورة لمساعدتی فی العنایة بطفلی"، و "تربیة الأطفال متعبة"، و "أشعر أننی أم مقصرة"، و "أنا أم مثالیة"، و "ألبی حاجة ابنی دون تردد"، و "خادمتی تؤوی ابنی عند خوفه"، و "وجود الخادمة ضروری لمساعدة الأم على الاعتناء بطفلها"، و "للخادمة دور مکمل لدوری فی تربیة طفلی"، و "أشعر بالسیطرة التامة على سلوکیات طفلی"، و "استطعت أن أبث الخلق الرفیع والإیمان فی نفس طفلی على الوجه الأکمل"، و "اتعب کثیرا فی تربیة طفلی"، و "ابنی یلجأ للخادمة کردة فعل لما یواجهه"، و "أشعر بأننی مجبرة على إیواء خادمة لتربی طفلی"، و "وجود الخادمة فی المنزل لا یؤثر على سلطة الأب والأم تجاه الطفل"، و "أشعر بأن ابنی مرتبط بی فی أوقات معینة کالمرض والخوف"، و " لا زلت أشعر بالحاجة للتدریب على مهام الأمومة". و "طفلی مرتبط بالخادمة لدرجة تشعرنی باستحالة الاستغناء عنها"، و "أنا أستحق لقب الأم عن جدارة"، و "أحرص على تلقین الخادمة مهامها أولا بأول ولا أترک لها مهمة الاختیار".

لکن متغیر "مساهمة الأب فی تربیة الأبناء" ارتبط بشکل دال إحصائیا بمتغیر:

(ابنی یتجه لی عند الفزع) بمعامل بیرسون (212,), وهو ارتباط دال عند مستوى (035,). ویعکس میلا طفطفا لشهادة الأم بأن ابنها یتجه لها بشکل أوضح فی حالة مساهمة والده بشکل أکبر معها فی تربیة أبنائهما.

مناقشة النتائج والتوصیات:

1-    یلاحظ بشکل عام ارتفاع الوعی وتقارب الاستجابات بین مستویات الأمهات وإن اختلفن فی تعلیمهن، أو خبراتهن العملیة، أو دخولهن، أو انشغالهن، أو عدد أبنائهن، أو عدد خدمهن، أو مستوى مساهمن الآباء فی التربیة معهن. هذا الوعی المتقارب أنتج ارتباطات إحصائیة ضعیفة وتباینا شبه معدوم. وهو أمر یحمد للأمهات فی هذه المرحلة من مراحل التنمیة الأسریة فی بلد کالکویت.

2-    توضح بعض الارتباطات میلا طفیفا لدى الأم العاملة للاعتقاد بأن ابنها مرتبط بها، وأنها مؤثرة فیه أکثر من تأثیر الخادمة علیه ولعل هذا ینسجم مع ما وجده کسناوی (1989) من تناقض التصریحات للمشارکات فی دراسته من أن الأمهات المعتمدات على الخدم سیکن أکثر إنکارا لخطورة دور الخدم على أبنائهن. ولعل هذا الإنکار النفسی Denial یکون بسبب السلوک التعویضی الذی تقوم به الأم، بسبب شعورها بحاجة ابنها إلیها، أو شعورها بموقفها التنافسی مع الخادمة – المربیة، کما تراه کولین کانسیو                           ( Cancio 2010)  أو قد یکون بسبب الإنکار والتبریر الذی یخلط فیه الإنسان بین الوقائع والأمانی، لأن الإنکار والتبریر هو من مخارج القلق المرتفع بسبب قلة الحیلة،               وضغط الواقع.

3-    یلاحظ أن الأمهات الصغیرات فی السن هن أکثر قلقا، وأقل ثقة فی عدتهن التربویة، وأکثر تخوفا من الخادمات المربیات. وهذا ینسجم مع تنامی الاهتمام بضم الطفل مبکرا لإحدى الحضانات النموذجیة. وانتشار الحضانات هذه الأیام فیه دلالة واضحة على قلة ثقة الأمهات الصغیرات بالخدم والمربیات.

 

4-    ترشح الارتباطات الإحصائیة الضعیفة التی أنتجها البحث، الأمهات الصغیرات، عالیات التعلیم، متوسطات الوظائف، متوسطات الدخول، اللواتی هن فی مقتبل حیاتهن المهنیة والأسریة، بأن یکون لدیهن توجه للقلق أکثر من غیرهن الأمهات، من رعایة الخادمة – المربیة لأطفالهن. کما تبین تلک الارتباطات بأنهن وبشکل طفیف قد بیّنَّ أنهن مجبرات على استقدام تلک المساعدة، لإکمال ما نقص من رعایتهن لأطفالهن. وهن یعتقدن أنهن یتعبن کثیرا فی تربیة أبنائهن، ویعتقدن أن أبنائهن غیر مرتبطین بالخدم – المربیات.

5-    وقد تبین أن العاملات من الأمهات یملن أکثر من غیرهن للاعتقاد بأن أبناءهن مرتبطین بهم أکثر من الخدم – المربیات. مع یقینهن بضرورة وجود الخدم. وتمیل العاملات من الأمهات الى الشعور بالتقصیر، وذلک ربما بسبب انشغالهن عن أولادهن، فی حین أن غیر العاملات یمِلنَ إلى الشعور بأنهن أمهات مثالیات. ویتبین من النتائج، أنه کلما استغرقت الأم العاملة فی العمل الوظیفی، کلما زاد اعتقادها بأن ابنها یلجأ لها عندما یفزع. وأنه فی حاجة دائمة لها. وأن ما سبق لیس له ارتباط بحجم الأسرة بل هو توجه شخصی لکل أم بذاتها. وقد بین البحث أن وضوح الحاجة للخدم تتزاید طردیا مْ أعدادهم فی الوحدة السکنیة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قائمة المراجع :

إبراهیم خلیفة . (1986) . المربیات الأجنبیات فی البیت العربی الخلیجی ، مکتب التربیة العربی لدول الخلیج ، مطبعة مکتب التربیة العربی .

أمل معطی . (2012) . ظاهرة العاملات الأجنبیات فی الأسرة السوریة : دراسة میدانیة فی مدینة دمشق ، مجلة جامعة دمشق ، 28 (2) ، 313 – 360

أمینة على الکاظم . (1993) . تأثیر العمالة الوافدة على التنشئة الاجتماعیة للطفل القطری ، مجلة شؤون اجتماعیة ، (37) ، السنة العاشرة ، أبو ظبی .

بدر عمر العمر . (1989) .  ظاهرة المربیات الأجنبیات الأسباب والآثار ، مکتب التربیة العربی لدول الخلیج العربی،  مطبعة مکتب التربیة العربی .

حسین سعید الشیخ . (1986) . أثر المربیات الأجنبیات على الأسرة العربیة ، مکتب المتابعة لمجلس وزراء العمل والشئون .

حمدی شاکر محمود . (1998) . مبادئ علم نفس النمو فی الإسلام ، حائل : دار
الأندلس .

خالد العساف . (1987) . تصور للتخفیف من الاعتماد على العمالة الناعمة فی البیت السعودی فی مدینة الریاض ، المرکز العربی للدراسات الأمنیة والتدریب ، الریاض .

خلف أحمد خلف وآخرون . (1987) . ظاهرة المربیات الأجنبیات : الأسباب والآثار ،  سلسلة الدراسات الاجتماعیة والعمالیة ، مکتب المتابعة بمجلس وزراء الشؤون بالدول الخلیجیة .

سامی محمد ملحم . (1993) . التوافق لدى المرأة العاملة فی کل من الأردن والمملکة العربیة السعودیة ، المجلة العربیة للتربیة ، (2) ، تونس ، المنظمة العربیة للثقافة والعلوم ، دیسمبر ، 86 – 117 .

 

سلوى عبد السلام عبد الغنی .  ( 2009 ) . اتجاه الأطفال المعاقین نحو دمجهم فی المدارس العادیة فی مدینة المنیا فی ضوء معاییر الدمج ، المؤتمر الدولی الخامس للبحوث العلمیة وتطبیقاتها ، بحوث محور حقوق الطفل المصری ، جامعة القاهرة ، 21 – 24 دیسمبر ، 57 – 106  .

سمیرة أحمد عبد الوهاب . (2004) . قصص وحکایات الأطفال وتطبیقاتها العملیة ، عمان : دار المسیرة .

سمیرة السید عبد العال . ( 2005 ) . دور منهج ریاض الأطفال فی تفعیل ممارسة الطفل لحقوقه ، بحوث ودراسات تربویة ، مرکز التأهیل والتطویر التربوی ، کلیة التربیة ، جامعة تعز ، السنة الأولى ، العدد الثانی ،  16- 36 .

عبدالرؤوف الجرداوی . (1990) . ظاهرة الخدم والمربیات وأبعادها الاجتماعیة فی الدول الخلیجیة ، ذات السلاسل، الکویت .

عبیر صدیق أمین .  ( 2009 ) . فاعلیة الألعاب التعلیمیة فی إکساب المعاقین سمعیاً فی ریاض الأطفال بعض المفاهیم الریاضیة ، المؤتمر الدولی الخامس للبحوث العلمیة وتطبیقاتها ، بحوث محور حقوق الطفل المصری ، جامعة القاهرة ،21 – 24 دیسمبر ، 5 – 56 .

عصام محمد عبدالجواد . (1987) . أثر الخدم الآسیویین والمربیات الأجنبیات فی أبناء دولة الإمارات العربیة المتحدة ، دار الفکر اللبنانی، دار الوسام .

على أسعد وطفة . (2001) . التنشئة الاجتماعیة ودورها فی بناء الهویة عند الأطفال"، مجلة الطفولة العربیة ، 2 (8) ، سبتمبر .

عنبرة حسین عبد الله الأنصاری . (1988) . أثر الخادمات الأجنبیات فی تربیة الطفل بمدینتی مکة المکرمة وجدة من وجهة نظر الأمهات ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، المملکة العربیة السعودیة .

فاروق مصطفى إسماعیل، عبدالعزیز عبدالرحمن کمال . (1991) . الخادمات (المربیات الأجنبیات) وتأثیرهن على التنشئة الأسریة للطفل القطری ، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، جامعة قطر .

فیصل محد خیر الزراد . (1989) . بعض خصائص الأسرة الإماراتیة والمربیات الأجنبیات، وأثر ذلک على التنشئة الأسریة للأطفال ، دراسات تربویة اجتماعیة ، (13) ، العین – بوظبی، مارس .

مجلس وزراء العمل والشئون الاجتماعیة فی الدول العربیة الخلیجیة . (1986) . أثر المربیات الأجنبیات على خصائص الأسرة العربیة فی الخلیج العربی ، نتائج الدراسة القطریة ، البحرین .

محمد عبدالقادر أحمد . (1991) . المربیة الأجنبیة وأثرها على اللغة العربیة عند طفل المرحلة الابتدائیة فی الخلیج العربی مع التطبیق فی دولة البحرین ، مجلة التربیة، اللجنة الوطنیة القطریة للتربیة والثقافة والعلوم، (97) ، یونیو .

محمود محمد عبدالله کسناوی . (1989) . الآثار التربویة الاجتماعیة للخادمات :
دراسة لظاهرة الخادمات فی المجتمع السعودی ، مجلة جامعة أم القرى ، (2) ، السنة الأولى .

مرکز البحوث والدراسات بمجلس الوزراء، أمانة المعلومات ودعم القرار . (2002) .   تأثیر الخدم على تنشئة الأبناء ، دولة الکویت .

 مصطفى عبد المحسن الحدیبی ، وفاء ماهر عطیة . (2013) . تصور مقترح لتفعیل ممارسة  بعض مفاهیم حقوق الإنسان  فی أنشطة ریاض الأطفال ، مؤتمر  کلیة التربیة – جامعة المنصورة  "رؤیة استشرافیة لمستقبل التعلیم فی مصر والعالم  العربی فی ضوء بعض المتغیرات المجتمعیة المعاصرة " ، 20 – 21 فبرایر ، 1109 – 1161

ملیکة الحاج یوسف . (2003) . آثار عمل الأم على تربیة أطفالها دراسة میدانیة لبعض الأمهات العاملات بمدینة الشراقة ، رسالة ماجستیر ، کلیة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة ، جامعة الجزائر .

نادیة جبر عبدالله . (2003) . المربیات الأجنبیات والهویة الثقافیة ، مستقبل التربیة العربیة ، 9 (30) ، یولیو .

وزارة التخطیط . (1983) . ظاهرة انتشار الخدم وآثارها الاجتماعیة على الأسرة الکویتیة والمجتمع ، دولة الکویت، الإدارة العامة لشئون التخطیط وإدارة التخطیط الاجتماعی، سبتمبر .

وزارة التخطیط. (2014). المجموعة الإحصائیة السنویة، دولة الکویت.

وزارة التربیة . (1989) .  المربیة وتنشئة الأطفال : دراسة نفسیة مقارنة بین الأسالیب التی تتبعها الأم والمربیة فی التنشئة ، دولة الکویت، إدارة الخدمة النفسیة .

وزارة الشئون الاجتماعیة والعمل . (1983) . أثر المربیات الأجنبیات على الأسرة الکویتیة ، دولة الکویت ، سبتمبر .

وزارة الشئون الاجتماعیة والعمل بدولة الإمارات . (1988) . ظاهرة انتشار استخدام المربیات الأجنبیات ، وزارة الشئون .

Cancio , C .(2010) .  Will my baby prefer the nanny over me ? ,   HowStuffWorks.com./ January .

Cohen, J . (1988) . Statistical power analysis for the behavioral sciences" (2^nd ed .), Lawrence Erlbaum Associates Publishers (LEA), Hillsdale , New Jersey .

Gross, F. (1987) . Introducing Erik Erikson: An invitation to his thinking , Lanham, MD : University Press of America .

Magagna , J . (2003) . Shared unconscious and conscious perceptions in the nanny-parent interaction affect the emotional development of the infant , In (Development in infant observation) : Reid Susan (editor), Brunner-Routledge, NY .

Wheaton , K . (2010) . The Impact Of Nanny Services On Families: Beneficial And Detrimental , Aticles.Ruddo.com./March .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Article View: 1,030

PDF Download: 502