واقع ثقافة حقوق الانسان لدى طلاب الجامعة بالجمهورية اليمنية

 

           کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

واقع ثقافة حقوق الانسان لدى طلاب الجامعة بالجمهوریة الیمنیة

 

إعــــداد

عبد التواب عبد الله مهیوب على

إشــراف

د/ إیناس إبراهیم أحمد حویل

أستاذ أصول التربیة المساعد  بکلیة التربیة – جامعة أسیوط

د/عمر محمد محمد مرسى               د/عبده محمد عبده القصیری

أستاذ أصول التربیة المساعد                مدرس أصول التربیة

کلیة التربیة –   جامعة أسیوط           کلیة التربیة - جامعة أسیوط

 

 

}         المجلد الثانی والثلاثین– العدد الرابع– جزء ثانی– أکتوبر 2016م  {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

مقدمـة:

تحظى قضیة حقوق الإنسان فی القرن الحادی والعشرون باهتمام متزاید لدى الباحثین وأصبحت قضیه ضروریة بین القضایا التربویة والاجتماعیة والسیاسیة، فحقوق الإنسان قضیة حضاریة وإرادة ضغط سیاسی، وقد بذلت جهودٌ عالمیة وإقلیمیة ووطنیة عدیده لنشر حقوق الإنسان على نطاق واسع، وبالطبع کان عقد الأمم المتحدة للتربیة على حقوق الإنسان (1995م- 2004م)  کما أعلنت فی أیلول سبتمبر أن تکون الفترة  أیضا من 2010- 2014م عقد الأمم المتحدة للتثقیف فی مجال حقوق الإنسان هو ذروة هذا الاهتمام العالمی الذی جرت خلالهما نشاطات وجهود عالمیة لنشر ثقافة حقوق الإنسان^([1]).

إن تعلیم حقوق الإنسان أصبح یُنظر إلیه باعتباره یمثل "درهم الوقایة الذی یعتبر خیر من قنطار علاج" بدلاً من الجهود المتواصلة فی ملاحقة حقوق الإنسان والمطالبة بوقفها من جانب منظمات حقوق الإنسان فالأجدى هو بذل جهود مضاعفة من أجل تدریس حقوق الإنسان للأجیال الشابة منذ الصغر لکی تتشرب قیم ومبادئ هذه الحقوق ومن ثم تتعود على احترامها فی المستقبل الأمر سیساعد على تقلیل وقوع الانتهاکات فی المدى البعید.

ومن أهم التحدیات التی تواجه أغلب البلدان العربیة لیس غیاب ثقافة حقوق الإنسان ومفاهیمها ومبادئها، وإنما تتمثل فی تحویل حقوق الإنسان ومفاهیمها ومبادئها إلى فعل تربوی یقدر المعلم والمتعلم على استیعابه وعلى توظیفه فی حیاته الیومیة والعملیة، وهذا الأمر یستدعى أن یأخذ واضعو المناهج، ومعدو الکتب والأدلة المنهجیة وغیرها مع اعتبارهم مسائل أساسیة من منظور حقوق الإنسان.

فمسئولیة التربیة على حقوق الإنسان تقع على المؤسسات التربویة والجامعة أولا هی إحدى تلک المؤسسات التی تنطوی على دور بالغ الأهمیة نظراً للارتباط بین نسبه کبیرة من أفراد المجتمع الفاعل بتلک المؤسسة وما تشکله من تأثیر کبیر علیهم، وهو ما یعنى أن ثقافة حقوق الإنسان والوعی بها یجب أن تشکل مکوناً رئیسیاً فی العملیة التعلیمیة الجامعیة أساسه تعزیز قیم وثقافة حقوق الإنسان فی الجامعة لضمان إخراج جیل واع مؤمن بقیم الدیمقراطیة والتسامح وحریة الرأی والتعبیر والاختلاف من ناحیة ومن ناحیة أخر ضمان لبیئة تعلیمیة مناسبة تنشأ من خلالها العلاقات على أساس احترام الکرامة الإنسانیة وأعمال العقل والتفکیر والإبداع ونبذ العلاقات السلطویة والتلقینیة والإذلال والأهانة^([2]).         

مشکلة الدراسة:

تتمثل مشکلة الدراسة بالقصور الذی یکتنف المناهج والمقررات الدراسیة فی کلیات الجامعات الیمنیة وخلوها من الموضوعات المتعلقة بحقوق الإنسان على أهمیتها فی عصرنا الحالی ،ولازالت الأصوات مرتفعة فی الأوساط السیاسیة والثقافیة ومن قبل رجال التربیة الأکادیمیین والمشتغلین بالقانون تطالب بتدریس حقوق الإنسان فی الجامعات .

لقد أدرک الباحث من خلال إطلاعه على عدد من الدراسات أن المناهج والمقررات الدراسیة الجامعیة لا تتضمن الموضوعات المتصلة بحقوق الإنسان ولم تربط تلک المقررات بالقضایا المتصلة بتلک الحقوق فى الواقع المعاش ،کما تأکد للباحث من خلال عدد من الدراسات على المستوى المحلى غیاب الوعی بحقوق الإنسان على أهمیته فی السیاسات التعلیمیة والمرجعیات القانونیة المحددة لتلک السیاسات وعدم وجود خطة وطنیة لتعلیم حقوق الإنسان فی الجامعات کما أن المقررات الدراسیة فی کلیات الحقوق ذات الارتباط المباشر بحقوق الإنسان لا تستند أغلبها إلى المرجعیات الدولیة أو القانونیة.

ویرجع مبعث إهتمام الباحث بهذا الموضوع إلى عدة أسباب أهمها إطلاع الباحث على قانون التعلیم العالی رقم (3) لسنة 2010م الذی خلت بنوده من أی إشارة صریحة لتعلیم حقوق الإنسان فی الجامعات الیمنیة، أضف إلى ذلک ما لاحظه الباحث من قمع وإنتهاکات لحقوق الإنسان واعتداءات تعرض لها طلاب وأعضاء هیئة التدریس فی جامعة صنعاء أثناء خروج الباحث معهم فى المسیرات التی أنطلقت من الجامعة وتحویل الجامعة إلى ثکنة عسکریة لقمع المحتجین والمتظاهرین دون إعتبار أو وعى بحقوق الإنسان.

 

أهمیة الدراسة:

1-    أن هذه الدراسة تتمیز على الدراسات السابقة  التی غلب علیها الطابع النظری لإثارة الحدیث عن حقوق الإنسان، بینما الدراسة الحالیة ستتجه نحو التطبیق المیدانی حتى تکون أکثر عمقاً وملامسة للواقع التی تعرضت له.

2-    لفت إنتباه القائمین على التعلیم والراسمین لسیاساته نحو حقوق الإنسان وما یتضمنه من قیم ومبادئ وأسس أخلاقیة ینبغی الإلمام بها من قبل الطلائع الشابة التی یتم إعدادها.

3-    التصور المقترح الذی ستخرج به الدراسة لتفعیل دور الجامعة فی تنمیة ثقافة حقوق الإنسان لدى طلابها فى ضوء المتغیرات المجتمعیة.

أهداف الدراسة:

          تهدف الدراسة إلى التعرف على واقع ثقافة حقوق الإنسان لدى طلاب الجامعة ،ووضع تصور مقترح یسهم بتفعیل واقع ثقافة حقوق الإنسان لدى طلاب الجامعة     بالجمهوریة الیمنیة .

دراسات سابقة:

تعتبر الدراسات السابقة من الرکائز المهمة التی یعتمد علیها الباحث فى إلقاء الضوء على مشکلة البحث وإطارها النظریى وتفسیر نتائجها والتى یمکن عرضها على النحو التالى:

1 - دراسة أحمد الذکی، محمد خطاب: (2013) [3]

تهدف الدراسة إلى تعرف درجة تقدیر طلبة جامعة الملک فیصل لأهمیة حقوق الإنسان التعلیمیة، کما تستهدف التخفیف من وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین تقدیرات الطلبة لهذه الحقوق تعزی إلى متغیرات الجنس والعام الدراسی والتخصص والمعدل التراکمی،وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفی ،وتوصلت الدراسة إلى نتائج عدة من أهمها أن المتوسط العام لدرجة تقدیر أفراد الدراسة من الطلبة لأهمیة حقوق الإنسان التعلیمیة              جاء مرتفعاً .

3-  دراسة أمل القحطانی (2010م)⁽[4]⁾:

        وهدفت الدراسة إلى التعریف على فاعلیة برنامج مقترح لتنمیة ثقافة حقوق الإنسان للطالبة المعلمة فی جامعة الأمیرة نوره بنت عبد الرحمن. وتوصلت الدراسة إلى فاعلیة البرنامج المقترح فی تنمیة ثقافة حقوق الإنسان للطالبة المعلمة بقسم الجغرافیا فی الجامعة.

4- دراسة : مساعد النوح (2009)^([5]):

          وهدفت الدراسة إلى التعرف على حقوق طالب الجامعة ومعوقات تفعیلها بالجامعات السعودیة من وجهة نظر الطلاب، وتوصلت الدراسة إلى إن الجامعة السعودیة تتیح للطالب ممارسة حقوق فی الحیاة الجامعیة ولکن لیست بالصورة المرضیة والمستوى المأمول، وعبرت عینة الدراسة على أنها توافق على توافر بعض حقوق طالب الجامعة التی رصدتها هذه الدراسة بینما عبرت على انها غیر متأکدة من توافر حقوق آخرى وأفادت أیضا بالموافقة على توافر بعض المعوقات تحد من تفعیل حقوق طالب الجامعة بینما أفادت بأنها غیر متأکدة من توافر معوقات أخرى .

تساؤلات الدراسة:

1-    ما الإطار الفلسفی والمفاهیمى لحقوق الإنسان ؟

2-    ما واقع ثقافة حقوق الإنسان لدى طلاب الجامعة بالجمهوریة الیمنیة ؟

3-    ما التصور المقترح لتفعیل واقع  ثقافة حقوق الإنسان لدى طلاب الجامعة  بالجمهوریة الیمنیة ؟

 

منهج الدراسة:

1-          اتبعت الدراسة الحالیة المنهج الوصفی للتعرف على الإطار الفلسفی والمفاهیمى لحقوق الإنسان،وواقع ثقافة حقوق الإنسان لدى طلاب الجامعة بالجمهوریة الیمنیة .

أدوات الدراسة:

        أداة الدراسة عبارة عن أستبانة سیتم من خلالها تقصى واقع ثقافة  حقوق الإنسان فی الجامعة ورؤى طلاب الجامعة حول تقییمهم لدور واقع ثقافة حقوق الإنسان لدیهم.

حدود الدراسة:

تحد هذه الدراسة بالآتی:

-        الحدود الموضوعیة: اقتصرت  الدراسة على واقع ثقافة  حقوق الإنسان فی الجامعة.

-        الحدود المکانیة: أقتصرت  الدراسة على جامعة صنعاء فقط.

-        حدود بشریة: أقتصرت الدراسة على طلاب المستوى الأول – والنهائی لبعض الکلیات العلمیة والنظریة من خلال عینة طبقیة نسبیه ممثله تأخذ فى الاعتبار إجمالى طلاب تلک الکلیات ونوع الکلیة والمستوى الدراسى.

مصطلحات الدراسة :

ثقافة حقوق الإنسان:

هی مجموعة من القیم والبنی الذهنیة والسلوکیة والتراث الثقافی والتقالید والأعراف التی تنسجم مع مبادئ حقوق الإنسان، ووسائل التنشئة التحى تنقل هذه الثقافة فی البیت والمدرسة والهیئات الوسیطة ووسائل الإعلام^([6]).

وتعرفها الأمم المتحدة:

هی لیست مجرد تقدیم المعلومات وإنما هی عملیة شاملة ومستمرة مدى الحیاة بها یتعلم الناس على جمیع مستویات نموهم وفى جمیع شرائح المجتمع، إحترام کرامة الآخرین ووسائل وطرق کفالة هذا الإحترام فی جمیع المجتمعات^([7]).

خطة السیر فى الدراسة:

أولاً: للإجابة على التساؤل الأول

قام الباحث بالرجوع إلى الکتب والدراسات والبحوث المتخصصة فى هذا المجال وذلک للتعرف على ثقافة حقوق الإنسان. 

ثالثاُ: للإجابة على التساؤل الثانى:

قام الباحث بتصمیم إستبانة استطلاع رأى حول واقع دور الجامعة فی تنمیة ثقافة حقوق الإنسان لدى طلاب الجامعة .

ثالثا: للإجابة على التساؤل الثالث:

من خلال الإطار النظری ونتائج الدراسة المیدانیة قام الباحث بمحاولة تقدیم تصور مقترح لتفعیل واقع ثقافة حقوق الإنسان لدى طلاب الجامعة .

الإطار  النظری للدراسة:

نشر ثقافة حقوق الإنسان:

نظراً لأهمیة نشر ثقافة حقوق الإنسان فقد أعلنت الجمعیة العامة للأمم المتحدة فی أیلول سبتمبر أن تکون الفترة من 2010 – 2014 عقد الأمم المتحدة للتثقیف فی مجال     حقوق الإنسان^([8]).

 

أما تعریف التثقیف فی مجال حقوق الإنسان:

بأنه الجهود المبذولة فی مجالات التدریب والنشر والإعلام الرامیة إلی إیجاد ثقافة عالمیة لحقوق الإنسان من خلال نقل المعرفة والمهارات وتشکیل الاتجاهات ^([9]).

وذلک من أجل:  تعزیز احترام حقوق الإنسان والحریات الأساسیة، التنمیة الکاملة لشخصیة الإنسان وإحساسه بکرامته،تعزیز التفاهم والتسامح والمساواة بین الجنسین والصداقة بین جمیع الأمم والشعوب الأصلیة والجماعات العرقیة والقومیة، الاثنیة، والدینیة، واللغویة، تمکین جمیع الأشخاص من المشارکة بفعالیة فی مجتمع حر، تعزیز أنشطة الأمم المتحدة من أجل حفظ السلم^([10]). 

أهمیة نشر ثقافة حقوق الإنسان:

إن نشر ثقافة حقوق الإنسان هو فی الجوهر مشروع عام لتمکین الناس من الإلمام بالمعارف الأساسیة اللازمة لتحررهم من کافة صور القمع والاضطهاد، وغرس الشعور بالمسئولیة تجاه حقوق الأفراد والمصالح العامة^([11]).

لذلک أکد الإعلان العالمی لحقوق الإنسان فی الدیباجة علی أن "یسعی جمیع أفراد المجتمع وهیئاته واضعین هذا الإعلان نصب أعینهم علی الدوام، من خلال التربیة والتعلیم، إلی توطید احترام هذه الحقوق والحریات^([12])، ذلک أن الطریق إلی احترام حقوق الإنسان لابد وأن یمد بمعرفة الفرد بما یعتبر من حقوق الإنسان وتسهم هذه المعرفة فی خلق الوعی بضرورة التمسک بهذه الحقوق والذود عنها بإتباع کافة السبل التی یکفلها القانون للوصول إلی هذا العرض^([13]).

وقد بذلت فی هذا الشأن أعمال "ندوة أوضاع حقوق الإنسان فی الوطن العربی والتی نظمتها المنظمة العربیة لحقوق الإنسان بالتعاون مع اتحاد المحامین العرب فی القاهرة فی الفترة (17-19) مایو 1985 وناقشت الندوة بعض الجوانب الخاصة بتدریس حقوق الإنسان فی کلیات الحقوق فی الوطن العربی وتوصلت الندوة إلی عدد من التوصیات فی مجال تدریس حقوق الإنسان:

1- ضرورة تدریس مادة حقوق الإنسان فی الکلیات الجامعیة والمعاهد العلمیة الأخرى مع الأخذ فی الاعتبار نوعیة التخصصات المختلفة.

2- ضرورة اهتمام الکلیات الجامعیة والمعاهد العلمیة بتوجیه الدراسات العلیا، نحو تعمیق البحث فی قضایا حقوق الإنسان.

3- تشجیع إنشاء جمعیات وروابط علمیة لحقوق الإنسان بین الطلاب وتقوم هذه الجمعیات بعقد الندوات بین الطلبة والأساتذة.

4- أن یتم تدریس حقوق الإنسان بطریقة لا تستند إلی مجرد صیغ تقلیدیة وإنما تستعرض وتحلل مختلف المساهمات التاریخیة لشعوب العالم فیما یتعلق بحقوق الإنسان^([14]).

وقد شعرت الدولة بأهمیة نشر ثقافة حقوق الإنسان فصدر قرار رئیس الجمهوریة رقم (150) لعام 2003 بتضمین الحکومة حقیبة وزرایة مستقلة هی الأولى من نوعها فی الیمن تعنی بحقوق الإنسان ونشر ثقافة حقوق الإنسان وتوعیة المواطنین بهذا الشأن^([15]).

کما نظمت وزارة حقوق الإنسان خلال الفترة (29-30) أبریل 2006م، مشروع دعم القدرات الوطنیة فی مجال حقوق الإنسان حلقة نقاش حول حقوق الإنسان فی المنهج الجامعی وتمخضت عنها جملة من التوصیات لعل أبرزها عقد ملفات نقاشیة فی الجامعات الیمنیة یتم فیها استعراض وتحلیل مدی حضور مفردات حقوق الإنسان فی مناهج تلک الجامعات وکذلک إعداد ندوات وورش عمل وحوار معمق وشامل حول مواضیع                     حقوق الإنسان^([16]).

وهناک العدید من أوجه النفع التی یمکن أن تعود علینا من خلال نشر ثقافة حقوق الإنسان من أهمها: إمداد الأفراد بالمعرفة للحقوق وممارستها فی الحیاة الیومیة، تساعد فی إعداد الأفراد کی یصبحوا مواطنین صالحین وعلی قدر کبیر من الوعی ویعرفوا ما لهم من حقوق فیتمسکوا بها ویدافعوا عنها ضد أی تعصب، إبراز تلازم الحقوق والواجبات لدى الأفراد فیعرفوا أنه لاحق بلا واجب وتقدیم الواجب قبل الحق ، فهم القضایا المعاصرة^([17]).

- تنمیة وازدهار الشخصیة الإنسانیة بأبعادها الوجدانیة والفکریة والاجتماعیة وتنمیة إحساسها بالکرامة والحریة والمساواة والعدل الاجتماعی. 

- تعزیز ثقافة السلام القائم علی العدل واحترام حقوق الإنسان وعلی رأسها الحق فی تقریر المصیر، والحق فی مقاومة الاحتلال^([18]).

- یسفر الوعی بحقوق الإنسان وحریاته الأساسیة علی الصعید العالمی إلی تعزیز التفاهم الدولی وعدم الالتجاء إلی القوة والضعف بقصد الاعتداء والتوسع وقبول حل النزاعات بالطرق السلمیة^([19]).

- ترسیخ ثقافة تدافع عن الإنسان وعن حقوقه فی الوجود والتفکیر والممارسة، وهو أمر له مشروعیته فی عالم ملئ بمظاهر انتهاک حقوق الإنسان دولیاً وقومیاً^([20]).

 

 

أسباب الاهتمام بحقوق الإنسان:

إن حقوق الإنسان تعد معیاراً لمعرفة مدى التزام دولة ما بمبادئ العدل والإنصاف وحمایة حقوق مواطنیها وحریاتهم، ومدى إدراک تلک الشعوب لأهمیة تلک الحقوق وحرصهم علی التمتع بها، وأخذ الاهتمام خاصة فی الآونة الأخیرة یزداد بمسألة حقوق الإنسان وضماناتها، وقد غدا هذا الاهتمام واضحاً من خلال عقد المؤتمرات والندوات وإبرام المواثیق والاتفاقیات علی المستویین الإقلیمی والدولی وذلک من أجل معالجة جمیع الجوانب والظروف التی تساهم فی تعزیز حقوق الإنسان وتهیء السبل الکفیلة بحمایتها.

إلا أن کثیراً ما ینظر إلی حقوق الإنسان علی أنها قیم ومبادئ حدیثة لکن حقیقة القول أن حقوق الإنسان والمبادئ المستمدة منها هی قدیمة قدم التاریخ ومستمدة من کل الأدیان السماویة والموروث الإنسانی برمته وهی تشکل القاسم المشترک بین المجتمعات والحضارات المختلفة فی العالم^([21]).

ویمکن أن نوجز بعض الأسباب التی دعت إلی الاهتمام بحالة حقوق الإنسان فیما یلی:

1- إن حقوق الإنسان لم تعد کما کانت فی الماضی مسألة فردیة تعالج فی نطاق القوانین والأنظمة الداخلیة بل أصبحت قضیة عالمیة إنسانیة تهم کل إنسان ولقد تجاوز الاهتمام بها حدود الدول ونطاق الدساتیر المحلیة، وتحول إلی هم عالمی ولم یکتف العالم بتکریس حقوق الإنسان فی الدساتیر والتشریعات الوطنیة بل سعى جاهداً لتدویلها ووضعها فی حمایة القانون الدولی^([22]).

2- إن من یطلع علی بیانات زعماء الثورات والحرکات الانقلابیة فی العالم وخاصة فی بلدان العالم الثالث یلاحظ أنها مفعمة بالرغبة فی محاربة الرشوة والفساد وحمایة حقوق الإنسان وإقامة المؤسسات الدیمقراطیة ولکن سرعان ما یتحول هؤلاء الزعماء إلی أبطال استبداد وظلم وقهر ومن أشد المتنکرین للدیمقراطیة والحریة^([23]).

3- إن فقدان الحریات وتکبیل الحقوق أو تقییدها کان علی مر العصور سبباً من أسباب انهیار الحضارات والمجتمعات فالحضارة العربیة لم تعرف الازدهار والتآلف إلا فی العهود التی نعمت فیها الأمة بالحریة الفکریة الواسعة^([24]).

4- العود إلی حقوق الإنسان والتمسک بها تؤدی إلی رفع مستوى المجتمعات اقتصادیاً   وفکریاً وعلمیاً^([25]).

5- بروز المنظمات غیر الحکومیة العاملة فی مجال رصد ومتابعة حقوق الإنسان فی کافة الدول وانتقاد الحکومات لتقصیرها أو عجزها أو تقاعسها أو انتهاکها لحقوق الإنسان^([26]).

6- دور وسائل الإعلام فی عالم تحکمه ثورة الاتصالات والمعلوماتیة، حیث أدی ذلک إلی تحویل العالم کله إلی قریة صغیرة تؤثر وتتأثر بما یحصل فی أی منطقة فی العالم بسبب سهولة ونشر انتقال المعلومات والأخبار ولم یعد فی ظل هذه التطورات التقنیة العالمیة مجالاً لإخفاء الحقائق عن الرأی العام العالمی^([27]).

7- أصبحت عظمة الدولة تقاس بمدى احترامها لهذه الحقوق والالتزام بها، وهو أمر لا یتم إلا فی نظام یحترم الحریات^([28]).

 

الصعوبات التی تعترض حقوق الإنسان بالمؤسسات التعلیمیة بالعالم العربی:

1- تضارب المرجعیات الفلسفیة فی مجال حقوق الإنسان إذ تصطدم النصوص العالمیة والمواثیق الدولیة والإقلیمیة فی أحیان کثیرة بمرجعیات دینیة ومذهبیة.

2- المناخ السیاسی السائد فی عدید من البلدان العربیة ینعکس سلباً علی المؤسسات التربویة بمختلف درجاتها، ویقید حقوق الإنسان کالاحتلال العسکری، والحروب الأهلیة، والانقلابات وعدم الاستقرار السیاسی^([29]).

3-عدم الإیمان بفکرة حقوق الإنسان لدى کثیر من الناس بل إن کثیر من الناس یعتقدون وبقوة بأن حقوق الإنسان هی من ابتکار الدول الاستعماریة لکی تتمکن من فرض هیمنتها وسیطرتها علی شعوب المنطقة وهذا یقلل من إمکانیة التعاون المطلوب من أفراد الشعب وخاصة الدول النامیة^([30]).

4-عدم انسجام السلطات الحاکمة مع مبادئ حقوق الإنسان ورفضها التعاون مع المنظمات العاملة فی هذا المجال إذ أنها ترى فی قیامها بعملها قیداً علی السلطات وعلی حریتها فی تسییر شئون الحکم.

5- اختلاطه بکثیر من العلوم القانونیة الأخرى، فهو مرتبط بالقانون الدولی العام،                وبالقانون الجنائی^([31]).

6- قلة وجود المعلمین الأکفاء القادرین علی تعلیم حقوق الإنسان وخاصة فی تلک البلدان التی ظهر فیها مفهوم تعلیم حقوق الإنسان مؤخراَ مما یستلزم تدریب المعلمین علی کیفیة تعلیم حقوق الإنسان بصورة متمیزة^([32]).

الجامعة ودورها فی نشر ثقافة حقوق الإنسان:

تقوم المؤسسات التربویة المختلفة بدور کبیر فی تشکیل سلوک الأفراد وتکوین مشاعرهم واتجاهاتهم نحو القیم العلیا والنبیلة التی یراد لها أن تکون أسساً تقام علیها حیاتهم الفعلیة فتطبع فیهم الإیمان بإنسانیة الإنسان، وترسی فی ذواتهم قیم الحریة والعدالة والکرامة والمساواة وتغرس فی نفوسهم مبادئ حقوق الإنسان وواجباته، حتى تصبح طبیعة ثابتة لهم، وتکاد تکون الجامعة أهم هذه المؤسسات من حیث تأصیلها للقیم والمعاییر والاتجاهات المتعلقة بحقوق الإنسان وواجباته، بالإضافة إلی أن الجامعة هی التی تعزز العناصر الفاعلة فی المجتمع لطلاب الجامعة الیوم هم قادة المستقبل، وأهل الحل والعقد فیه، ولذا یکون من الأولى تزویدهم بالمعرفة الصحیحة عن حقوق الإنسان، وتکوین اتجاهات إیجابیة لدیهم تجاهها، حتى تصبح سلوکاً یمارسوه فی حیاتهم الیومیة. .

دور الجامعة من خلال المقررات الدراسیة :

تعتبر عملیة تطویر المنهج وجعله مسایراً لتطورات العصر من العملیات الهامة والتی تقع فی مقدمة عناصر العملیة التعلیمیة بالنسبة للتعلیم الجامعی، فالمنهج السلیم هو الذی یستطیع أن یأخذ بطلابه إلی سبیل التقدم.

والمقررات الدراسیة هی أداة المدرسة والجامعة فی تکوین الطلاب وتزویدهم بالمعارف والمفاهیم والقیم والاتجاهات والمهارات وأسالیب التفکیر وتخضع المقررات الدراسیة لطبیعة المجتمع من حیث فلسفته وثقافته وآماله التی یرجو تحقیقها فی أبنائه، فالمقررات الدراسیة دور هام فی بلورة مقومات الفکر الاجتماعی وتحویله إلی واقع عملی یمارسه الطلاب، ولما کانت قضیة حقوق الإنسان هذه الأهمیة فی الوقت الحاضر فإنه علی رجال التربیة إعادة النظر فی إعداد المقررات الدراسیة فی مختلف مراحل التعلیم لکی تؤکد علی احترام حقوق الإنسان^([33]).

إن منهج التلقین والحفظ هو الذی یغلب علی منهج الحوار والنقد فی العملیة التعلیمیة الأمر الذی یؤدی إلی إخراج أجیال غیر مؤهلة للتفکیر المبدع والخلاق مستبعدة لتقبل ما یملی علیها من أعلى، ولا تعترف بحق الآخرین فی الاختلاف، وهذه أجیال بطبیعة تکوینها غیر قادرة علی حمل رسالة حقوق الإنسان ومؤهله للتبعیة الفکریة سواء للسلطة الحاکمة وسائل إعلامها أو الجماعات التطرف السیاسی التی ترفع لواء الدین^([34]).

ویجمع التربویون علی ضرورة إدخال حقوق الإنسان فی المقررات والمواد الدراسیة التی تقتضی طبیعتها ذلک کالتاریخ والجغرافیا والعلوم الاجتماعیة بالإضافة علی الأدب والفلسفة واللغات الحدیثة والعلوم، مع الترکیز علی العلاقة بین الفرد والمجتمع والمواطن والسلطة العامة والأخلاق والحریات^([35]).

ولیس هناک نظام موحد لتعلیم إذ لابد أن یتناسب مضمون المقرر مع مستوى الدارسین لهذا المقرر من جهة ومع أوضاع وظروف کل بلد من جهة أخرى، ومن المرغوب فیه ألا تکون المادة العلمیة والمقررة واحدة لمختلف التخصصات أو المهن التی یعد الطلاب أنفسهم لها^([36]).

وهناک أکثر من منظور لتعلیم حقوق الإنسان فی مناهج التعلیم أهمها:

1- المنظور العالمی لتعلیم حقوق الإنسان ویرکز علی الناس کأفراد ومجتمعات وکیف یرتبطوا بالمؤسسات الإنسانیة والظروف العالمیة والنظام والأنساق الاجتماعیة والاقتصادیة ومشکلات العالم المختلفة ویتعین أن یسهم هذا النوع من التعلیم فی تنمیة الاحترام المتبادل للکرامة الإنسانیة لجمیع الشعوب والثقافات والحضارات محلیاً وعالمیاً.

2- المنظور الاجتماعی والمدنی، "وفی هذا المنظور یتم تعلیم حقوق الإنسان لأعداد مواطن صالح یتحمل مسئولیته الاجتماعیة لنهضة مجتمعه من خلال توصیل القیم والمثل التی ترتبط بحقوق الإنسان إلی الطلبة والشباب.

3- المنظور الأخلاقی: ویتشکل ذلک فی المدراس التی تعلم القرآن الکریم فی کثیر من دول العالم کما یتشکل أیضاً فی مناهج المدارس الرسمیة فی دول کثیرة ففی انجلترا علی سبیل المثال یقضی الطلاب بعض الوقت فی مقارنة العقائد الدینیة الأساسیة فی العالم، والتی توجد فی مجتمع متعدد الأجناس، ویعرف التعلیم الأخلاقی وکذلک التعلیم الدینی للمتعلم بالمبادئ الأساسیة للأخلاق والمثل وأنماط السلوک^([37]).

إدخال متطلبات جدیدة مثل مقرر الثقافة السکانیة، مقررات حقوق الإنسان والحریات العامة والبیئة والنوع الاجتماعی^([38]).

دور الجامعة من خلال طرائق التدریس:

إن تحقیق الوعی بحقوق الإنسان یتوقف علی الطریقة التی تدریس بها وسوف یزداد الاهتمام بحقوق الإنسان إذا ابتعدت طرق تدریسها عن التلقین المباشر وأفسحت مجالاً واسعاً للمناقشة والحوار، والتطبیقات العملیة، کما أن فعالیة الموضوعات موضع الدراسة ستتزاید إذا اتیح للطلاب أن یمارسوا الحقوق التی تتضمنها فی إطار الأنشطة الطلابیة التی یقوم بها      داخل الجامعة^([39]).

تعد طرق التدریس إحدى المکونات الأساسیة للمناهج التعلیمیة فی الجامعات، وهی تمثل أسالیب نقل الخبرة والمعرفة ومضامین المنهج إلی المتعلمین کما أنها تحدد نمط التفاعل بین الطالب والمعرفة وکیفیة النظر إلیها وأسالیب التعامل معها، وهی بذلک تحدد نمط تفکیر الطلاب ومستوى تعلمهم وتوعیة سلوکهم^([40]).

ویسود اتفاق عام بین الأکادیمیین فی الجامعة الإنجلیزیة أن ثمرة التعلیم لیست کتاباً ولکن تکوین الإنسان وأن حجر الزاویة فی التعلیم الجامعی لیس تدریس الحقائق العظمى، وإنما تدریس الحقائق بطریقة عظیمة.

من هنا فإن الطریقة التی تعمل بها الجامعة تعلیماً وتعلماً تمثل أهم الخصائص التی تمیزها عن غیرها من المؤسسات التربویة السابقة أو الموازیة لها، وذلک بحکم الاختلاف النوعی لکل من المعلمین والمتعلمین بل ومادة التعلیم حیث یتمیز العمل بالجامعة بالتأکید علی الحریة الایجابیة والتفکیر الناقد والمستقل والقدرة علی المخالفة فی الرأی، والبحث عن الحقیقة واحترام الإنسان والالتزام بدستور أخلاقی صارم^([41]).

کما ینبغی أن تتسم طرق تدریس حقوق الإنسان بطابع خاص من حیث أنها تستهدف تنمیة الشعور بالتآخی مع الآخرین أیاً کانت أجناسهم وعقائدهم وطبقاتهم وتربیة الحرص علی احترام حقوق الإنسان والإحاطة بوسائل ضمان هذه الحقوق ومعرفة کیفیة استعمالها، لن یکون تدریس حقوق الإنسان فعالاً ما لم یقترن بتولید القیم والمشاعر التی تحث علی احترام هذه الحقوق بین الطلاب^([42]).

وعلی ذلک فتدریس حقوق الإنسان یجب أن یتم من خلال طریقة الحوار أو المناقشة فهی الأقدر علی تنمیة وتطویر قدرات التفکیر والتحلیل والنقد لدى المتعلم وتنمیة روح المشارکة والمسئولیة وقبول الرأی الآخر إذا کان یستند علی أدلة منطقیة، والبعد عن الضعف والتوتر.... ویتطلب نجاح هذه الطریقة تقسیم الطلاب فی مجموعات صغیرة بحیث یتمکن کل طالب أو أکثر عدد ممکن من المجموعة من المشارکة فی النقاش، ویضاعف من فاعلیة هذه الطریقة ترکیز النقاش حول قضایا محددة مطروحة علی الساحة الوطنیة                     والإقلیمیة والدولیة^([43]).

دور الجامعة من خلال أعضاء هیئة التدریس:

یمثل المعلمون وأعضاء هیئات التدریس حجر الزاویة فی عملیة تحقیق الوعی بحقوق الإنسان، فمهما بلغ مقدار الدقة فی تخطیط وإعداد البرامج المتعلقة بتدریس حقوق الإنسان، فإنها لن تترک الأثر المطلوب فی نفوس الدارسین، ما لم یتم إعداد القائمین علی تدریس هذه البرامج إعداداً جیداً یتلاءم مع أهمیة الموضوع.

وتلعب الجامعات دوراً أساسیاً فی تأهیل وتدریب القائمین علی تدریس حقوق الإنسان علی کافة المستویات الجامعیة فعملیة الإعداد لها طبیعة خاصة، فهی تتصل بإعداد هیئات التدریس لمسئولیات وأعمال ترتبط ارتباطاً وثیقاً بقیمة الإنسان والعلاقة الإنسانیة، وهو ما یتطلب أن یسود المکان الذی یجری فیه إعدادهم والقائمین علی تدریبهم وذلک حتى یمکن للمتدربین أن ینقلوا نفس النموذج لطلابهم فی المستقبل^([44]).

ویجب أن یدرک القائمون علی تدریس حقوق الإنسان أن علیهم الالتزام باحترام حقوق الإنسان فی سلوکهم وتعاملهم سواء مع زملائهم أو مع طلابهم.

 ویشترط فیمن یختار لتدریس حقوق الإنسان أن یکون لدیه الباعث والاستعداد لإعلاء شأن حقوق الإنسان، فالباعث والتدریب عنصران أساسیان للنجاح فی انجاز المهمة الموکلة إلیه.

وتستهدف عملیة إعداد المرشحین لتدریس حقوق الإنسان تحقیق غرضین:

1- تعمیق معرفة المرشحین لتدریس حقوق الإنسان بالمواد المطلوب تدریسها، وهو ما یمکن تحقیقه من خلال القراءات والمطبوعات والمواد التعلیمیة الأخرى.

2- تزوید المرشحین بالمهارات المهنیة التی تلزم لتعلیم الآخرین فمن خلال الدورات المتخصصة فی التربیة وعلم النفس والدورات الخاصة بالمناهج وطرق التدریس یمکن للدارسین أن یتعلموا مناهج وطرق متعددة، وتقنیات فنیة تمکنهم من إضفاء طابع علمی واقعی علی الأفکار المجردة والنظریات المتعلقة بحقوق الإنسان^([45]).

- دور الجامعة من خلال الأنشطة الطلابیة:

فی واقع الأمر إن تدریس حقوق الإنسان لیس مسالة سهلة ولا تتوقف الصعوبة فقط علی إیمان أعضاء هیئة التدریس بأهمیة القضیة وقدرتهم علی إیجاد العناصر المختلفة المعرفیة والوجدانیة، والسلوکیة فی العملیة التعلیمیة، وإنما تأتی الصعوبة الکبرى من هذا التناقض الکبیر بین مضمون مقررات حقوق الإنسان والواقع الجامعی والوطنی الذی یحیط بالطلاب فما قیمة تدریس هذه المادة إذا کان لا یتاح للطلاب أن یعربوا عن آرائهم بحریة بالنسبة للقضایا العامة داخل محیط الجامعة، وإذا کان هناک قیود علی ممارسة حق التعبیر والتفکیر داخل الحرم الجامعی ذاته وإذا لم یکن للطلاب الحریة فی اختیار ممثلیهم أو إذا کان هؤلاء الممثلون لا یتمتعون بأی صلاحیات

ویظهر ذلک عند انتخاب الاتحادات الطلابیة حیث یتدخل الأمن وحرس الجامعة فی اختیار أعضاء الاتحادات ممن یضمنون ولائهم ناهیک عن شطب أسماء من ینتمون إلی تیارات معارضة، مما یهمش دور هذه الاتحادات ویجعل الطلاب غیر قادرین علی المشارکة فی إدارة کلیاتهم ، فالأنشطة الجامعیة هی مجموعة الأنشطة التی یزاولها الطلبة فی الجامعة خارج قاعات المحاضرات الرسمیة فی مختلف المجالات من دینیة وثقافیة وفنیة واجتماعیة وریاضیة وجوالة، والتی تستهدف تحقیق النمو المتوازن والمتکامل للطلاب عقلیاً وخلقیاً وبدنیاً ونفسیاً وعلمیاً واجتماعیاً^([46]).

کما هی الأداة التی تستخدمها الجامعة فی تنشئة طلابها، إذ لیس الغرض الأساسی من الأنشطة الجامعیة تمکین الطلاب من مزاولة الأنشطة التی یرغبونها، إنما الغرض منها باعتبارها إحدى الوسائل الفعالة التی تتبعها الجامعة لتحقیق وظیفتها الاجتماعیة التربویة هو تنمیة وصقل خبرات الطلاب وتدریبهم أثناء ممارسة الأنشطة المتنوعة علی العادات والسلوک الاجتماعی القویم الذی یتطلبه المجتمع الذی یعیش فیه، والذی یجعل منهم                       مواطنین صالحین^([47]).

لذلک تحرص المؤسسات التربویة بصفة عامة والجامعة بصفة خاصة علی الاهتمام بالأنشطة الطلابیة بهدف إعداد جیل قادر علی حمل المسئولیة عن فهم وإدراک رؤیة لمتطلبات مسیرة التنمیة فی المجتمع کما یهدف إلی تدریب الطلاب من خلال تجمعاتهم علی الحیاة الدیمقراطیة السلیمة وممارسة الحکم الذاتی إیماناً منها بأن الدیمقراطیة الصحیحة إنما تکون بالممارسة العملیة والتدریب الموجه للشباب^([48]).

دور الجامعة من خلال الإدارة الجامعیة:

تعد الإدارة الجامعیة من أهم العناصر فی أداء المهام التربویة وعلیها یتوقف نمط أداء المؤسسة الجامعیة وکفاءتها فهی المسئولة عن الدینامیة وسرعة التفاعلات بین أطراف العملیة التعلیمیة والتربویة ومن ثم فإن جودة الإدارة ومستوى الأداء فیها یؤثر بشکل إیجابی فی تحسین العملیة التعلیمیة.

فالإدارة الجامعیة تحدد المعالم وترسم الطرق أمام العاملین للوصول إلی هدف مشترک فی زمن محدد، کما تقوم برسم الوسائل الکفیلة بمراجعة الأعمال ومتابعة النتائج متابعة هادفة مما یشتمل علی إعادة النظر فی التنظیمات والأنشطة والتشریعات وتعدیلها أو إعادة النظر فی أسالیب التنفیذ التی یمکن عن طریقها تحقیق الأهداف المنشودة^([49]).

الإدارة الجامعیة یجب أن تکون نموذجاً للحیاة الجامعیة الصحیحة وهذا النموذج یشمل إلی جانب الأهداف وأسالیب الإدارة عناصر بشریة تضم کل أفراد المجتمع الجامعی، الطلاب وأولیاء الأمور، وممثلی المجتمع المحلی الذین لهم علاقة بالعمل الجامعی.

الاطار المیدانى للدراسة:

تفسیر نتائج الدراسة عن واقع ثقافة حقوق الإنسان لدی طلاب الجامعة     للإجابة عن التساؤل رقم (2 ) من تساؤلات الدراسة الحالیة والذی ینص على: ما واقع ثقافة حقوق الإنسان لدی الطلاب فى الجامعة بالجمهوریة الیمنیة؟،

جدول (1)

الأوزان النسبیة وترتیبها لمحاور واقع ثقافة حقوق الإنسان لدی  الطلاب ککل فی

الجامعة  بالجمهوریة الیمنیة

و: الوزن النسبی.

ت: الرتبة.

-   النسبة من صفر % - أقل 20 % منخفضة جداً.    

-   النسبة من 20 % - أقل 40 % منخفضة.

-   النسبة من 40 % - أقل 60 % متوسطة.          

- النسبة من 60 % - أقل 80 % متوسطة.

-   النسبة من 80 % - 100 % مرتفعة جداً.

ویتضح من جدول (1) الأتی:

        بلغ متوسط الوزن النسبی لجمیع المحاور للکلیات النظریة والعملیة من منظور العینة ککل وکذلک من منظور طلاب الکلیات النظریة وطلاب الکلیات العلمیة مجملا                  (58.30 – 59.22 – 56.74 %) على الترتیب، وبدرجة تحقق متوسطه وفقاً لاستجابات أفراد عینة الدراسة من طلاب الکلیات النظریة وطلاب الکلیات العلمیة معا ووفقا للمعیار المتبع فی الدراسة الحالیة.

وهذه یدل على محدودیة الجامعة وعدم قیامها بدورها بالقدر الکافی فی توعیة الطلاب بثقافة حقوق الإنسان لأن فاقد الشیء لا یعطیه لأن تمکین الطلاب من تحصیل المعرفة التی تعمق من وعیهم بحقوقهم وواجباتهم حتى تتحول إلى خبرة ومهارة تمکنهم من مواکبة الحیاة بدرجة کبیرة من الاقتدار وبالتالی یتحولون إلى مواطنین صالحین واعین لحقوقهم وواجباتهم داخل الجامعة.

-        وتختلف هذه النتیجة مع ما أشارت إلیه دراسة مساعد النوح (2009م) والتی توصلت أن بعض حقوق الطلاب متوافرة لدیهم فی الحیاة الجامعیة.

وإن هناک إختلاف فی نسب وترتیب المحاور حیث حصلت بعض المحاور على أعلى النسب:

-        فقد جاء المحور حق الصحة والعمل وحریة الاجتماع فی المرتبة الأولى من منظور العینة ککل وطلاب الکلیات النظریة وکذلک جاءت المرتبة الثانیة من منظور طلاب الکلیات العلمیة، حیث بلغ متوسط الوزن النسبی (61.99 – 62.79 – 60.63 %) على الترتیب وبدرجة تحقق مرتفعة وفقاً لاستجابات أفراد عینة الدراسة من طلاب الکلیات النظریة والعلمیة معاً، وهذا یشیر إلى اهتمام الجامعة بهذه الحقوق وتوفیر الرعایة الصحیة وفرص العمل لهم وتسمح لهم بحریة الاجتماع.

-        وکذلک تختلف مع ما أشارت إلیه دراسة مساعد النوح (2009م) والتی توصلت أن الجامعة لا تقدم فرصاً متساویة للطلاب للعمل ببعض مرافقها.

-        وجاء محور حق المساواة والکرامة فی المرتبة الثانیة من منظور العینة ککل وطلاب الکلیات النظریة وکذلک جاء فی المرتبة الأولى من منظور طلاب الکلیات العلمیة حیث بلغ متوسط الوزن النسبی (61.22 – 61.21 – 61.24 %) على الترتیب وبدرجة تحقق مرتفعة وفقاً لاستجابات أفراد عینة الدراسة من طلاب الکلیات النظریة والکلیات العلمیة هذا یدل أن الجامعة تؤدی دورها فی توعیة الطلاب بالحق فی المساواة والکرامة على النحو المرجو ولا یوجد بداخلها ممارسات تمیزیه بین الطلاب.

-        وفی المرتبة الثالثة جاء محور حق التعبیر عن حریة الرأی من منظور العینة ککل وکذلک من منظور طلاب الکلیات النظریة وطلاب الکلیات العلمیة حیث بلغ متوسط الوزن النسبی (59.92 – 60.81 – 58.81 %) على الترتیب وبدرجة تحقق متوسطة ووفقا لاستجابات أفراد عینة الدراسة من طلاب الکلیات النظریة والکلیات العلمیة، مما یلقی بالضوء أن الواقع داخل الجامعة لا یسهم بالشکل المطلوب فی تمتع الطلاب بممارسة حقهم الإنسانی فی حق التعبیر عن حریة الرأی داخل الجامعة وإن السلطة فیها ممثلة بأعضاء هیئة التدریس وإدارتها تقید على هذه الحریة.

        ویرجع الباحث السبب إلى عدم إلمام الطلاب بحقوقهم السیاسیة وعدم دراستهم مقررات فی الثقافة السیاسیة لتوعینهم بحقوقهم وواجباتهم السیاسیة ، وکذلک القیود التی تفرضها إدارة الکلیات على الأسالیب التی یستطیع عن طریقها الطلاب التعبیر عن آرائهم.

-        أما محور حق الخصوصیة واحترام الشخصیة فقد أحتل المرتبة الرابعة من منظور العینة ککل، وکذلک من منظور طلاب الکلیات النظریة وطلاب الکلیات العلمیة حیث بلغ متوسط الوزن النسبی (58.77 – 60.21 – 56.32%) على الترتیب وبدرجة تحقق متوسطه وفقاً لاستجابات أفراد عینة الدراسة من طلاب الکلیات النظریة وطلاب الکلیات العلمیة، وهذا یدل على قلة اهتمام الجامعة بخصوصیة واحترام شخصیة الطلاب ویتعرض إلى السخریة من قبل أعضاء هیئة التدریس وخصوصیتهم منتهکة.

 

          ویرجع الباحث السبب إن الجامعة لا تقوم بدورها فی توعیه الطلاب بحقوق الإنسان بالقدر الکافی لأن تعریف الطلاب بحقوقهم من أهم المبادئ الحاکمة فی تطویر التعلیم الجامعی وأحد الرکائز التی یقوم علیها دیمقراطیة التعلیم الجامعی، تعنی ضمان حق الطالب فی التعلیم ولکن هذا الحق لا یجب أن یکون حقا مطلقا فکل حق یقابله إلتزام.

-        وتتفق هذه النتیجة مع ما أشارت إلیه دراسة مساعد النوح (2009م) والتی توصلت إن الجامعة لا توفر هذه الحقوق لطلاب.

          وأحتل محور حق العدالة الاجتماعیة وعدم التعسف على المرتبة الخامسة من منظور العینة ککل وکذلک من منظور طلاب الکلیات النظریة، وطلاب الکلیات العلمیة حیث بلغ متوسط الوزن النسبی (55.44 – 55.78 – 54.79 %) على الترتیب وبدرجة تحقق متوسطة وفقا لاستجابات أفراد عینة الدراسة من طلاب الکلیات النظریة وطلاب الکلیات العلمیة معاً، وهذا یشیر إلى محدودیة الجامعة فی إقامة العدل بین الطلاب والتعسف ضدهم لأنه کیف یکون لأستاذ مسحوق داخل المؤسسة التعلیمیة بأن یراعی من کرامة الطالب ویحرص على إشاعة العدل بینهم ولا یتعسف ضدهم وهو یعانی من هدر کرامته وانعدام العدل والإنصاف فی معاملته والتعسف إزاءه وهو یشعر بمکانه داخل هذه المؤسسة.

          وأخیرا جاء محور حق تعلیم حقوق الإنسان فی الجامعة فی المرتبة السادسة من منظور العینة ککل وکذلک من منظور طلاب الکلیات النظریة وطلاب الکلیات العلمیة حیث بلغ متوسط الوزن النسبی (53.05 – 54.82 – 50.1 %) وبدرجة تحقق متوسطه وفقاً لاستجابات أفراد عینة الدراسة من طلاب الکلیات النظریة وطلاب الکلیات العلمیة، وهذا یدل على قصور دور الجامعة فی تعلیم ومراعاة الحقوق الإنسانیة للطلاب وتوعیتهم بها وهذا ینعکس على الطالب داخل الجامعة دون أن یعرف أن له حقوق کإنسان  وأن یمارس هذه الحقوق داخلها وأن تحاط بضمانات الحمایة الکافیة حتى یستطیع أن یمارسها على أرض الواقع لأن تعریف الطلاب بحقوقهم یعتبر أحد الرکائز التی یقوم علیها دیمقراطیة التعلیم الجامعی، فدیمقراطیة التعلیم تعنی ضمان حق الطالب فی التعلیم الجامعی ولکن هذا الحق لا یجب أن یکون حقا مطلقاً فکل حق یقابله التزام وحق الطالب فی التعلیم الجامعی یرتبط بشروط وتتمثل فی جدیة الطالب فی الدراسة والتحصیل الأکادیمی وتوافر القدرات الذهنیة.

          ویرجع الباحث السبب إلى عدم رغبة القائمین على التعلیم فی الجامعة فی نشر وتعلیم ثقافة حقوق الإنسان لدی الطلاب.

نتائج التساؤل الثالث ذات العلاقة بدلالة الفروق الإحصائیة ومناقشتها:

-        النتائج ومناقشتها ذات العلاقة بالإجابة عن السؤال الثالث دلالة الفروق الإحصائیة لواقع دور الجامعة فی تنمیة ثقافة حقوق الإنسان لدی الطلاب

-        وللإجابة عن السؤال الثالث تم استخدام القیم الملاحظة حسب النتائج التی اسفرت عنها الدراسة فی ضوء الاستبانة الاستطلاع أراء الطلاب وذلک وفقاً لما تم عرضه فی الإجابة عن أسئلة الدراسة الحالیة السابقة وتم إیجاد القیم المتوقعة بطریقة إحصائیة وفقا لمراجعة الأدب السابق ذات العلاقة بالطرق الإحصائیة للمقیاس الثلاثی الأسمی حیث لم یجد الباحث فی حدود عمله فی الأدب التربوی السابق والدراسات السابقة، وتحدید النسب التی ینبغی تحقیقها.

-        والحکم على واقع تحقیق الجامعة فی تنمیتها لثقافة حقوق الإنسان لدی الطلاب فی حین تشیر بعض المراجع ذات العلاقة بالإحصائیة التربویة إلى:

-        ملائمة حساب القیم المتوقعة إحصائیاً

                      عدد أفراد العینة

        المتوقعة =  ــــــــــ

                    عدد البدائل للمقیاس 

للتعرف دلالة الفروق الإحصائیة بین طلاب المستوى الأول والنهائی للکلیات النظریة والعلمیة على حده ومعاً عند مستوى الدلالة الإحصائیة (  0.05 ،  0.01 ) وعند درجة الحریة ( 2) عدد البدائل للمقیاس.

 

 

جدول (2)

الملاحظة المتوقعة ومربع کأی دلالة الفروق الإحصائیة بین طلاب المستوى الأول والنهائی للکلیات النظریة والعلمیة لدور الجامعة فی تنمیة ثقافة حقوق الإنسان لدی الطلاب

ویتضح من الجدول( 2 )الأتی:

          یبین الجدول قیم مربع کأی لمدى التطابق بین القیم الملاحظة والمتوقعة لدلالة الفروق الإحصائیة بین الطلاب المستوى الأول والنهائی للکلیات النظریة والعلمیة لدور الجامعة فی تنمیة ثقافة حقوق الإنسان لدی الطلاب.

          قیمة ( کا2) المحسوبة أکبر من الجدولیة بالنسبة للکلیات النظریة للمجموع الکلی للمستویات وللمستوى الأول على حده مما یدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة ( 0.05) وکذلک عند مستوى الدلالة ( 0.01)، أم بالنسبة للمستوى النهائی للکلیات النظریة فإن النتائج تبین أن قیمة کا2 الجدولیة أکبر من المحسوبة أی لا یوجد فروق مما یدل على أن الجامعة للکلیات النظریة ککل لا تراعی الأهداف فی تنمیة ثقافة حقوق الإنسان لدی الطلاب.

          قیمة (کا2) المحسوبة أکبر من الجدولیة بالنسبة للکلیات العلمیة بالنسبة للمستوى النهائی وللمجموع الکلی ککل مما یدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة ( 0.05) فی حین لا یوجد فروق دلالة عند مستوى الدلالة ( 0.01) بالنسبة للمجموع الکلی ککل، وللمستوى الأول مما یدل على أن الجامعة للکلیات العلمیة ککل لا تراعی تحقیق الأهداف فی تنمیة ثقافة حقوق الإنسان لدی الطلاب.

          قیمة ( کا2) المحسوبة أکبر من الجدولیة بالنسبة للکلیات النظریة والعلمیة معاً، وللمستوى الأول والنهائی کلاً على حده ومعاً عند مستوى الدلالة ( 0.05).

  مما یدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.05) سواء للمستوى على حده والمجموع الکلی أم عند مستوى الدلالة ( 0.01) فهناک فروق دلالة إحصائیا بالنسبة للمجموع الکلی وللمستوى الأول على حدة فی حین غیر دالة بالنسبة للمستوى النهائی.

مما یدل على أن الجامعة على مستوى جمیع الکلیات النظریة والعلمیة لا تراعی الأهداف فی توعیة وتنمیة ثقافة حقوق الإنسان لدی الطلاب.

          ویتضح من هذا إن إتاحه الفرصة للطلاب سواء فی الکلیات النظریة أو العلمیة تکون متوسطة وهی نسب تعبر عن عدم قیام الجامعة بدورها القیادی فی المجتمع بالشکل المطلوب فی تنمیة ونشر وتعلیم حقوق الإنسان وهذا قد یرجع إلى عدم إلمام الطلاب بثقافة حقوق الإنسان وعدم دراستهم مقررات عن ثقافة حقوق الإنسان واهتمامها بالجانب المعرفی          ( التعلیمی) فقط وإهمالها إلى حد ما أدورها التربویة الأخرى.

          وتتفق النتائج للدراسة الحالیة فیما یتعلق بدلالة الفروق فی تنمیة الجامعة لثقافة حقوق الإنسان لدی الطلاب مع بعض الدراسات السابقة مثل.

-        دراسة مساعد النوح ( 2009م) فی بعض النتائج فی الکلیات النظریة للمستوى النهائی وللکلیات العلمیة للمستوى الأول عندما مستوى الدلالة ( 0.05) وذلک فی عدم وجود فروق داله إحصائیاً، وفی حین اختلفت نتائج الدراسة الحالیة مع بعض نتائج دراسة مساعد النوح (2009م) حیث توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة على مستوى المجموع الکلی عندما مستوى الدلالة (0.05).

          فی ضوء ما أسفرت عنه النتائج یفترض على القائمین على العلمیة التعلیمیة وإعداد المناهج والعملیة التقویمیة لتحقیق الجامعة للأهداف المنشودة، إعادة النظر فی المحتوى للمقررات الدراسیة والعلمیة التعلیمیة وما ینطبق فی الواقع وإجراء الدراسات التقویمیة بصورة مستمرة وبطرق مختلفة خاصة تنمیة حقوق الإنسان لدی الطلاب وذلک لما لها من مردود فی إعداد جیل مثقف ومتفتح على العالم.

ثالثا :التصور المقترح لتفعیل واقع ثقافة حقوق الإنسان لدى طلاب الجامعة

          هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع ثقافة حقوق الإنسان لدى طلاب الجامعة بالجمهوریه الیمنبة ، وقد تبین من تحلیل الوضع الراهن أن الجامعة لم تقم بدورها على النحو المنشود، وقد توصل الباحث إلى تصور لتفعیل واقع ثقافة حقوق الإنسان لدى طلاب الجامعة بالجمهوریة الیمنیة  ویبنى هذا التصور على المفهوم التالى:

1-   فلسفة التصور:

       وتقوم فلسفة التصور المقترحة على مبدأ تعزیز ثقافة حقوق الإنسان فی التعلیم الجامعی وتحویلها إلى قیم إجتماعیة وتربویة تتخذ مکانها البارز ضمن منظومة القیم بالمجتمع الیمنى وذلک بإعتبار التعلیم الجامعی نسق إجتماعى یستهدف بناء الإنسان وتنمیة قدراته وإمکانیاته تنمیة متکاملة، وهذا یتطلب إعادة صیاغة العلاقات بین التعلیم الجامعی وکافة المؤسسات الإنتاجیة الموجودة فی المجتمع وهو ما یعنى تغیر شکل العلاقات الإجتماعیة والإقتصادیة فی شتى أبعادها وإحداث التغییر وتوجیهه نحو الربط بین التعلیم الجامعی ومؤسسات المجتمع المدنی من ناحیة والتعلیم الجامعی.

إن نشر ثقافة حقوق الإنسان یتطلب من الحکومات العربیة عامة والیمن على وجه الخصوص ما یلی:

• إزالة کافة القیود على حریات الرأی والتعبیر والتجمع والحریات الأکادیمیة، ووضع خطة وطنیة لتعلیم ونشر ثقافة حقوق الإنسان من خلال مراجعة مناهج التعلیم ومواد الإعلان لتنقیتها من المضامین المنافیة لحقوق الإنسان وإدارج مادة حقوق الإنسان فی برامج تکوین المدرسین ، وحث خبراء التعلیم على تطویر مناهج لتعلیم حقوق الإنسان، تخاطب الوجدان فضلاً عن العقول ولا تحصر مهمتها فی نقل المعارف بل خلق بیئة ثقافیة تکفل حمایة الحقوق الفردیة والجماعیة، تعزیز بناء دولة القانون، دعوة الأکادیمیین إلى العمل على إبراز جذور حقوق الإنسان فی الثقافة العربیة وإبراز مساهمة الحضارة الإسلامیة  فی إرساء قیم حقوق الإنسان وإزالة التعارض المصطنع بین بعض مبادئ حقوق الإنسان وبعض التفسیرات التسلطیة التی تجاوزها العصر.

2-   أهداف التصور المقترح:

أ‌-       مساعدة الطلاب على تکوین وجهات نظر فى القضایا السیاسیة والاجتماعیة المناسبة لعمرهم وتقبلهم لوجهات نظر الآخرین، وینبثق من هذا الهدف العام الأهداف الفرعیة: * مساعدة الطلاب على إدراک وتقدیر وجهات نظر الآخرین.

* إدراک الطلاب للإختلافات الثقافیة بین الدول.

* تنمیة وعى الطلاب بعادات وتقالید الثقافات الأخرى.

* إدراک الطلاب لأثر الخبرات الثقافیة المختلفة على وجهات الأفراد فى المجتمعات المختلفة وفى داخل المجتمع الواحد.

ب- تنمیة الطلاب أخلاقیاً:

ویتحقق هذا الهدف من تحقیق الأهداف الفرعیة التالیة.

أن یتعرف الطلاب على الحقوق الإنسانیة والمدنیة.

• أن یصبح الطلاب أکثر مهارة فی المحافظة على حقوقهم وأداء وجباتهم.
• أن یصبح الطلاب أکثر مهارة فی المحافظة على حقوق الآخرین.
• مشارکة الطلاب فی إتخاذ القرارات.
• تنمیة وعى الطلاب بالظلم حالیاً وتاریخیاً.
• تنمیة وعى الطلاب بالقیم الأخلاقیة المقبولة فى المجتمع.

 

3-   إجراءات تنفیذ التصور المقترح:

تستند إجراءات تنفیذ التصور المقترح على العملیات التالیة لتعزیز وتدعیم ثقافة حقوق الإنسان فى نفوس طلاب الجامعة وهى:

1-    خلق بیئة تعلیمیة مفتوحة ودیمقراطیة تتمیز بالرعایة والإهتمام والإحترام المتبادل بین الطلاب بعضهم البعض وبینهم وبین أعضاء هیئة التدریس، وبینهم وبین الإدارة على مستوى الکلیة والجامعة وتتمیز العلاقة الإنسانیة فیها بأنها علاقات إنسانیة طیبة .

2-    الإهتمام بالوسائط التربویة داخل حجرات الدراسة بمؤسسات التعلیم الجامعی والذی من شأنه تعزیز وغرس ثقافة حقوق الإنسان فی نفوس الطلاب.

3-    یجب أن یدرک أعضاء هیئة التدریس أن تعلیم ثقافة حقوق الإنسان یعنى تعلیم الفرد مجموعة من مهارات لمساعدة الطلاب لیکونوا متفتحی العقول وأکثر تبصراً وإستقلالاً فی أحکامهم وتعنى أیضاً مساعدة الشباب فی تکوین وجهات نظر والشجاعة للعمل.

4-    حث خبراء التربیة فی هذا المجال وحشد خبراتهم لتطویر مناهج وطرق تدریس ومواد تعلیمیة تسهم فی تنمیة الوعی بثقافة حقوق الإنسان.

5-    تشجیع إنشاء جمعیات ثقافیة وعلمیة من طلاب الجامعات  تکرس لموضوعات حقوق الإنسان وتدعموا لمحاضرات وندوات یتولى الشرح فیها أساتذة القانون والشریعة والعلوم السیاسیة المعنیة بقضایا حقوق الإنسان.

6-    إحترام الحریة الأکادیمیة للمدرسین على کافة المستویات وحمایة القائمین على تدریس حقوق الإنسان مما قد یتعرضون له من تمییز أو مضایقات.

-        دور الجامعة فى تنمیة الوعی بثقافة حقوق الإنسان

وهذا الدور یتم من خلال الأتی:

أولاً: دور المقررات الدراسیة:

1-     ضرورة إدخال مقررات خاصة بثقافة حقوق الإنسان تدرس لطلاب الجامعات بالیمن بشرط أن یخصص لهذه المقررات وقت محدد بجدول المحاضرات، وأن تدرس على مستوى سنوات الدراسة وأن تدرس کمنهج أساسی یعتمد علیه نجاح الطالب فی السنوات

2-      إدخال مقرر مستقل فی حقوق الإنسان فی المعاهد والکلیات الجامعیة..

3-      تضمین محتوى المقررات الدراسیة الجامعیة ما یعزز ثقافة حقوق الإنسان والحوار الهادف والإنتماء للوطن وحقوق وواجبات الأفراد تجاه المجتمع.

ثانیاً: دور أعضاء هیئة التدریس وطرائق التدریس:

1-      إعداد وتأهیل وتدریب القائمین على تدریس حقوق الإنسان من أعضاء هیئة               التدریس ومعاونیهم.

2-      ضرورة أن یسود جو من الإحترام المتبادل والمساواة بین من یجرى إعدادهم للتدریس وذلک حتى یمکنهم أن ینقلوا نفس النموذج إلى طلابهم.

3-      أن یتقبل أعضاء هیئة التدریس رأى الطالب حتى لو کان یتعارض مع أرائهم.

4-      تنظیم أعضاء هیئة التدریس للندوات والمؤتمرات المتعلقة بتنمیة الوعی                             بحقوق الإنسان.

5-      إسهام أعضاء هیئة التدریس فی محاربة التقالید والعادات الإجتماعیة المعارضة            لحقوق الإنسان.

ثالثاً: الأنشطة الطلابیة:

1-     إتاحة الحریة للطالب فی الإنضمام إلى الجمعیات والأسر والتنظیمات الشبابیة الشرعیة داخل الجامعة وخارجها.

2-      تزوید مکتبة الجامعة المرکزیة ومکتباتها بالکلیات بالکتب المتعلقة بحقوق الإنسان.

3-      إتاحة الفرصة للطلاب للتعبیر عن أرائهم فی القضایا العامة بحریة کاملة وبشتى الطرق، وخاصة من خلال الأعمال التمثیلیة والمسرحیة الجامعیة ومجلات الحائط وغیرها.

4-      تأکید دیمقراطیة التعلیم الجامعی وحریة الطالب فی ممارسة الأنشطة الجامعیة سواء .

رابعاً: الإدارة الجامعیة:

     لکی تقوم الجامعة بدورها فی تنمیة وعى طلابها بثقافة حقوق الإنسان یجب على الإدارة الجامعیة أن تقوم بالممارسات التالیة:

1-     عقد ندوات فکریة وثقافیة وإجتماعیة للطلاب یتم من خلالها توضیح أهمیة ثقافة حقوق الإنسان وتوعیة الطلاب بها.

2-     التعدیل والتطویر المستمر فی محتوى المناهج الدراسیة بما یتلائم مع                      المتغیرات المجتمعیة.

3-     الإهتمام ببرامج الأنشطة الطلابیة لتدریب الشباب وإکسابهم مهارات العمل الجماعی.

4-     رفع مستوى الخریجین من خلال تدریبهم على أحدث تقنیات عصر المعلومات.

بعض البحوث المقترحة:

1-      دور الجامعة فی تنمیة المواطنة الصالحة لدى الطلاب فی ضوء المتغیرات المجتمعیة.

2-      دور وسائل الإعلام فى تنمیة ثقافة حقوق الإنسان فی المجتمع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجــــع:

1.  أحمد حسین عبد المعطی، " تصور مقترح لتقبل دور الجامعة فی تدعیم مفهوم المشارکة المجتمعیة لدى طلابها فی ضوء بعض المتغیرات المجتمعیة، مؤتمر التعلیم العالی ومتطلبات التنمیة فی الفترة ما بین (7-8) نوفمبر، مجلد (2)، کلیة التربیة، جامعة البحرین، 2007م،

2.  أحمد عبد الفتاح الذکی، محمد محمود خطاب، "درجة تقدیر طلبة الجامعة لأهمیة حقوق الإنسان التعلیمیة دراسة میدانیة"، مجلة کلیة التربیة، العدد (13) یولیو، کلیة التربیة، جامعة الفیوم، 2013م. 

3.  آمال حمزة المرزوقی،" التعلیم حق من حقوق الإنسان، المجلة التربویة، المجلد(13)، العدد(51)، مجلس النشر العلمی، جامعة الکویت، 1999م.

4.      أمل سعید علی القحطانی، "فاعلیة برنامج مقترح لتنمیة ثقافة حقوق الإنسان للطالبة المعلمة بقسم الجغرافیا فی جامعة الأمیرة نوره بنت عبد الرحمن بمدینة الریاض،مجلة رسالة الخلیج العربی العدد (125)الریاض 2010م.

5.      الأمم المتحدة ،البرنامج العالمی للتثقیف فی مجال حقوق الإنسان، المرحلة الثانیة، نیویورک، 2012م.

6.      الأمم المتحدة،مبادئ تدریس حقوق الإنسان أنشطة عملیة للمدارس الابتدائیة والثانویة، جنیف، 2003م.

7.      الأمم المتحدة، التثقیف فی مجال حقوق الإنسان ومعاهدات حقوق الإنسان عقد التثقیف فی مجال حقوق الإنسان، نیویورک، 1999م.

8.      الأمم المتحدة، مبادئ تدریس حقوق الإنسان، جنیف، 2003م.

9.      إیمان حمدی عماد، "المعطیات التربویة لدعم حقوق الإنسان لطلاب المرحلة الثانویة فی مصر، رسالة دکتوراه، کلیة التربیة، جامعة المنوفیة، 2005م.

10.     بهاء الدین حسین، محمد السید سعید،"حقوقنا الآن ولیس غداً المواثیق الأساسیة لحقوق الإنسان، سلسلة تعلیم حقوق الإنسان(8)، مرکز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، القاهرة، 2003م.

11.     جانوس سیمونیدس،" التحدیات التی تواجه تعلیم ونشر ثقافة حقوق الإنسان فی شرق أوروبا، الرهان علی المعرفة، مرکز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، 2002.

12.     حسن إبراهیم عبد العال،"التربیة وأزمة حقوق الإنسان فی الوطن العربی"، دراسات تربویة، المجلد 8، الجزء (58)، القاهرة، 1993.

13.     حسین عبد المطلب الأسرج،"آلیات أعمال حقوق الإنسان الاقتصادیة فی الدول العربیة"، مجلة الباحث، العدد(6)،القاهرة، 2008م.

14.     حنان خلیل محمد المرهون، "أثر استخدام برنامج قبعات التفکیر والست فی تنمیة مهارات التفکیر الإبداعی فی مبحث حقوق الإنسان لدى تلامیذ الصف السادس بغزة"، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة الأزهر، غزة، 2012م.

15.     حنان عبد الحلیم رزق،"الأنشطة الطلابیة وتنمیة قیم الانتماء لدى طلاب جامعة المنصورة، فی ضوء متغیرات القرن الحادی والعشرین"، مجلة مستقبل التربیة ،العدد (68)، المجلد(18)، ینایر، المکتب الجامعی الحدیث، الإسکندریة، 2011.

16.     سلطان عبد الحمید المحامى، "برنامج دعوة الإصلاح سیاسة التعلیم"، ندوة سیاسة التعلیم الجامعی جذور المشکلة وأولویات الحل ورق عمل مؤسسات التعلیم الجامعی وحقوق الإنسان، مرکز القانون الدولی الإنسانی وحقوق الإنسان،الجمهوریة الیمنیة، 2012م.

17.     شریف محمود الشریف،"الخطة العربیة للتربیة علی حقوق الإنسان، 2009 – 2014"، مجلة التربیة قطر، العدد 168، مج 38، مارس 2009.

18-  عبد الحکیم عطروش، "مدى حضور حقوق الإنسان فی مناهج کلیات جامعة عدن"، المجلة الیمنیة لحقوق الإنسان ,العدد (2)،الجمهوریة الیمنیة ،2006م.

19.     عبد الرءوف محمد بدوی، "الجامعة وإشکالیة قبول الآخر، ورقة عمل مقدمة لمؤتمر العلمی الحادی عشر التربیة وحقوق الإنسان فی الفترة من 7-8 مایو، کلیة التربیة، جامعة طنطا، 2007م.

20.     عبد العظیم وزیر،تدریس حقوق الإنسان فی کلیات الحقوق بالجامعات العربیة، دار العلم للملایین، بیروت، 1989.

21.     عبد الفتاح الرشدان،"حقوق الإنسان فی الوطن العربی الواقع والطموح، مجلة أبحاث الیرموک، سلسلة العلوم الإنسانیة، العدد (3)، المجلد (14)، 1998.

22.     عبد المجید الانتصار،" التربیة علی حقوق الإنسان، المجلة العربیة لحقوق الإنسان، العدد 8، المعهد العربی لحقوق الإنسان، تونس، 2001.

23.     عصام توفی قمر، "دور الأنشطة التربویة فی مواجهة السلوک لطلاب المرحلة الثانویة ، دراسة میدانیة، مجلة مستقبل التربیة، العدد (25)، مج(8)، المکتب الجامعی الحدیث، الإسکندریة، 2002م.

24.     علی عبد المحسن عبد التواب، "آلیات نشر ثقافة حقوق الإنسان فی المجتمع ،مرجع سابق"، ص 140.

25- علی محافظة، "المعوقات أمام تطویر التربیة علی حقوق الإنسان والدیمقراطیة فی الوطن العربی والبدائل المطروحة، الندوة العربیة حول التربیة علی حقوق الإنسان، المعهد العربی لحقوق الإنسان، تونس، 1993م

26.     عمارة بن رمضان، "التربیة علی حقوق الإنسان والدیمقراطیة فی الوطن العربی الواقع والآفاق على مستوى التعلیم الأساسی والتعلیم الثانوی"، المعهد العربی لحقوق الإنسان، تونس، 1993.

27.     عمارة بن رمضان، صالح الطرابلسی،"دلیل المدرس فی التربیة علی حقوق الإنسان"، المعهد العربی لحقوق الإنسان، تونس، 2001.

28.     غادة حسن أحمد سنقورة،" أثر محتوى مناهج اللغة العربیة للصفوف الأربعة الأولى فی ضوء مفاهیم حقوق الإنسان، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة، غزة، 2012م.

29.     فدوی أحمد الشامی، "برنامج لتنمیة مفاهیم حقوق الإنسان فی مناهج التربیة الإسلامیة للتلامیذ الصم بدولة فلسطین، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، القاهرة، 2002.

30.     ماجدة راجح هریف البقمی،"تصور مقترح لتضمین بعض مفاهیم حقوق الإنسان فی منهج الجغرافیا لطالبات المرحلة المتوسطة بالمملکة العربیة السعودیة، رسالة ماجستیر، معهد الدراسات التربویة، جامعة القاهرة، 2010م.

31.     محمد إبراهیم بسیونی،حقوق الإنسان حریات وواجبات، دار الرشاد، القاهرة، 2005.

32.     محمد أبو الفتح الغنام،"تعلیم حقوق الإنسان لطلبة کلیة الشرطة فی الدول العربیة، محمود شریف وآخرون،حقوق الإنسان،مجلد4،دار العلم للملایین،بیروت،1989م.

33.     محمد أبوصالح، ومحمد الخوالده، "تطویر مناهج التعلیم الجامعی فی الوطن العربی"، مجلة العلوم التربویة، العدد (1)، مج(1)، یولیو، معهد الدراسات والبحوث التربویة، جامعة القاهرة، 1993م.

34.     محمد فتحی موسى، التربیة وحقوق الإنسان فی الإسلام، دار الوفا لدنیا الطباعة والنشر، الإسکندریة، 2013م.

35.     محمد نور فرحات، "الحریات الأکادیمیة المفهوم والإشکالیات النظریة، مع إشارة إلی وضع البلاد العربیة، الندوة العربیة حول التربیة علی حقوق الإنسان والدیمقراطیة فی الفترة من 18- 20 فبرایر، المعهد العربی لحقوق الإنسان، تونس، 1993.

36.     محمد یوسف علوان،" تدریس حقوق الإنسان فی الجامعات العربیة الواقع والطموحات، دار العلم للملایین، بیروت، 1989م،

37.     مرکز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان: "إعلان القاهرة لتعلیم ونشر ثقافة حقوق الإنسان"، المؤتمر الدولی الثانى لحرکة حقوق الإنسان فى العالم العربی فى الفترة 13- 16 أکتوبر، القاهرة، 2000م.

38.     مساعد بن عبد الله النوح، "حقوق الطلاب فی الحیاة ومعوقات تفعیلها بالجامعة السعودیة من وجه نظر الطلاب"،مجلة کلیة التربیة ،جامعة الاسکندریه،العدد(1).،مجلد(19) ،2009م.

39.     مصطفى بهجت عبد العال، "الإدارة العلمیة للجامعات المصریة، تحقیق رسالة الجامعة رهن بحسن إداراتها بکفاءة"، المجلة العلمیة، العدد(14)، یونیو، تصدرها کلیة التجارة، جامعة الأزهر، 1997.

40.     مصطفى کامل السید، "تدریس حقوق الإنسان، رؤیة العلوم السیاسیة"، حلقة نقاشیة ضمن المؤتمر السادس عشر لاتحاد المحامین العرب، تدریس حقوق الإنسان وتطویر التعلیم القانونی بالجامعات العربیة، مرکز اتحاد المحامین العرب للبحوث والدراسات القانونیة، القاهرة، 1987.

41.     منظمة العفو الدولیة المجموعات الفلسطینیة، کتاب حقوقنا،کیفیة إدماج مفاهیم حقوق الإنسان فی المناهج الفلسطینیة، فلسطین، غزة، 1997.

42-    وزارة التعلیم العالی، "التقریر التنفیذی السنوی للبرنامج الانتخابی لرئیس الجمهوریة والبرنامج العام للحکومة"، الجمهوریة الیمنیة، 2008.

43.     وزارة حقوق الإنسان، "نص تقریر الجمهوریة الیمنیة أمام مجلس حقوق الإنسان فی جنیف"، صنعاء، 2009م.

44.     یحی لطفی نجم، "برنامج مقترح لتعلیم مبادئ حقوق الإنسان فی مادة التاریخ وأثره علی تحصیل هذه الحقوق وممارستها لدى طلاب کلیة التربیة، جامعة الأزهر، مجلة التربیة، العدد(54)،بکلیة التربیة، جامعة الأزهر، فبرایر، 1996م.

45.     یسری مصطفى،" منظمات الرقابة والحمایة ودورها فی نشر ثقافة حقوق الإنسان"، مرکز القاهرة لدراست حقوق الإنسان، 2002م.

46- Mukete Tahlet toe, Human Rights Education News letter 1998, No 20 P6.

47- Shafer. S.M, Human Rights Education is school, in Name Bemstein Tarrow Human Rights and Education vol. 3 pergramon press 1987, U.S.A. PP 192- 193.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Article View: 443

PDF Download: 237