الأوضاع السياسية في المنطقة الغربية من ليبيا قبل الاحتلال البريطاني قبل 1912 | ||||
مجلة البحث العلمي في الآداب | ||||
Article 17, Volume 18, Issue 2, August 2017, Page 1-15 PDF (208.43 K) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/jssa.2017.10885 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
الأمين میلاد الأمین إبراهيم* | ||||
قسم - التاريخ بکلية البنات - جامعة عين شمس | ||||
Abstract | ||||
الأوضاع السياسية في المنطقة الغربية من ليبيا قبل 1912 کانت ليبيا تابعة للدولة العثمانية وتدار شئونها السياسية من استانبول مباشرة منذ سنة 1835م أو ما يعرف بالعهد العثماني الثاني، حيث کان السلطان العثماني يعين والياً عثمانياًّ ويرسله بفرمان إلى ليبيا "ولاية طرابلس الغرب"، وقد تناوب على الحکم بطرابلس في مدة لا تزيد على 76 سنة ما بين "1835 -1911م" 33 والياً([1])،لم تشهد البلاد في عهدهم أية إصلاحات کبيرة، وإن تحسنت حالة الأمن بعض الشيء في البداية بعد القضاء على الانتفاضات الداخلية، کما اهتم بعض الولاة ببناء المساجد والمدارس والزوايا القرآنية، بحيث يمکن القول أن سلطة الإدارة الفعلية کانت مقتصرة في معظم الأحوال على المدن الساحلية([2]). تأثرتالأوضاع السياسية بظروف متعددة داخلية وخارجية، حيث أن الفئة الحاکمة بالبلاد کانت في الغالب ترکية، واقتصرت علاقاتها على الأعيان من أهل البلاد الذين بهمتربطهم مصالح شخصية، وسياسية ينفذون من خلالها أهدافهم، والتي من أهمها المحافظة على مکانتهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية دون اعتبار لمصالح المواطنين([3])،وقد ساهم هذا الوضع في مجيء الإيطاليين فتمکنت السلطات الإيطالية من الاتصال ببعض الزعامات التقليدية في الفترة ما بين 1908 – 1911م، واستقطابها حتى تمکنت هذه السلطات من إنجاح برنامج تدخلها السلمي في شؤون البلاد. سار التدخل السلمي لإيطاليا في شؤون ليبيا، دلک لأهمية موقع ليبيا الهام بالنسبة لإيطاليا واستغلال أراضيها في تحقيق أهدافها التوسعية والاستيطانية، بتشجيع هجرة الإيطاليين إليها وإحياء الثرات الروماني، واتخاذها منفي للسجناء الذين بلغ عددهم ما يقرب من 7 ألف شخص([4])، وکدا حل مشکلة المهاجرين([5])، وبذلک أرادوا التدخل السلمي دون استخدام القوة العسکرية، وخاصة بعد تحييد الدول الکبرى، مثل فرنسا، وبريطانيا، رغم أطماعهما التوسعية تجاه ليبيا. عمدت الحکومة الإيطالية إلى استعمال ثلاث وسائل رئيسية في تطبيقها لسياسة التغلغل السلمي في البلاد تمثلت في:الاهتمام بالجالية الإيطالية بليبيا، ثم فتح فرع لمصرف روما بطرابلس، وأخيرا إرسال البعثات الاستکشافية إلى ليبيا. الاهتمام بالجالية الإيطالية بليبيا: کانت تقطن بعض المدن الليبية عدة جاليات أجنبية، قبيل وقوع الاحتلال الإيطالي للبلاد، مثل الجالية: الهولندية، الفرنسية، الإيطالية، الإسبانية، المالطية، اليونانية، اليهودية، الألمانية والبريطانية([6])". يرجع وجود الجالية الإيطالية بليبيا إلى العهد القرمانلي (1711 – 1835م)، إذ کان للقرمانليين علاقات بالجمهوريات الإيطالية التي أتت للتجارة في حوض البحر المتوسط واستمرت هذه العلاقات أثناء العهد العثماني الثاني (1835 – 1911م)، لدلک أقامت إيطاليا قنصلية لها بمدينة طرابلس لتتولى رعاية الشؤون الإيطالية ولحماية مصالح أفراد الجالية الإيطالية([7])، ولقد بلغ عدد أفرادها عام 1902م، حسب تقرير القنصل الإيطالي ما يقرب من 714 نسمة، کانوا يشتغلون بالتجارة والصيد البحري([8]). وقد أقر قانون الامتيازات الأجنبية معاملة أفراد الجاليات المقيمين في ليبيا عموما معاملة أعضاء القنصليات وموظفيها ومزاولة عدة أعمال بحرية تحت رعاية قنصليتهم، کما أنهم کانوا لا يدفعون بعض أنواع الضرائب، ولا يتعرض لهم الجباة، کما لم يتعرض لهم القانون الترکي العام([9]). [1]- مصطفى حامد ارحومة، المقاومة الليبية الترکيةضد الغزو الإيطالي أکتوبر 1911،م.ج.ل.ط ، 1988 ، ص29. [2]- صلاح العقاد، ليبيا المعاصرة، المطبعة الفنية الحديثة، بيروت، لبنان، ص ص27_ 29. [3]- الطاهر أحمد الزاوي، جهاد الليبيين الأبطال في طرابلس الغرب، ط3 ، دار الفتح ، بيروت ، 1973 ، ص ص69، 70. [4]- أحمد صدقي الدجاني، ليبيا قبيل الاحتلال الإيطالي 1882_1911م المطبعة الحديثة، بيروت ،1971م ص325. [5]- مصطفى حامد ارحومة، مرجع سابق ، ص61. [6]- فرانشيسکو کاورو، ليبيا أثناء العهد العثماني الثاني، ت: خليفة التليسى، دار الفرجاني، طرابلس، 1970م، ص ص24_ 26. [7]- مصطفى حامد ارحومة، مرجع سابق، ص62. [8]- فرانشيسکو کاورو، مرجع سابق، ص25. [9]- أنظر: نص قانون الامتيازات بدار المحفوظات التاريخية بطرابلس، ملف التدخل الإيطالي ، م.ج.ل.ط. | ||||
Keywords | ||||
الأوضاع السياسية; لاحتلال البريطاني | ||||
Statistics Article View: 1,414 PDF Download: 4,213 |
||||