فاعلية استخدام المحطات التعليمية في تدريس التربية الاجتماعية والوطنية في التحصيل المعرفي وتنمية مهارات التفکير المستقبلي لدى طالبات الصف الخامس الابتدائي

 

          کلیة التربیة

 کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

المجلة التربویة لتعلیم الکبار – کلیة التربیة – جامعة أسیوط

      ======= 

 

فاعلیة استخدام المحطات التعلیمیة فی تدریس التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی التحصیل المعرفی وتنمیة مهارات التفکیر المستقبلی لدى طالبات

 الصف الخامس الابتدائی

 

إعـــداد

جمیله سلیمان سلامه الرقابی

إشراف

أ.د/مجدی خیر الدین کامل خیر الدین  أ.د. مریم محمد عاید الأحمدی

      أستاذ المناهج وطرق التدریس               أستاذ المناهج وطرق تدریس اللغة العربیة               

     کلیة التربیة والآداب بجامعة تبوک                 کلیة التربیة والآداب بجامعة تبوک

 

 

}     المجلد الأول– العدد الثالث –  یولیو 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

هدف البحث إلى معرفة فاعلیة استخدام المحطات التعلیمیة فی تدریس التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی التحصیل المعرفی وتنمیة مهارات التفکیر المستقبلی لدى طالبات الصف الخامس الابتدائی.

ولتحقیق ذلک أعدت الباحثة مواد وأدوات البحث المتمثلة فی دلیل المعلمة, وأوراق عمل لوحدة "مشکلات وقضایا " وفقاً للمحطات التعلیمیة, وقائمة بمهارات التفکیر المستقبلی , واختبار تحصیلی, واختبار مهارات التفکیر المستقبلی, وبعد التأکد من صدق وثبات الأدوات تم تطبیق المنهج التجریبی، ذو التصمیم شبه التجریبی المکون من مجموعتین متکافئتین إحداهما تجریبیة والأخرى ضابطة, على عینة قصدیة, تکونت من (56) طالبة من طالبات الصف الخامس الابتدائی بالابتدائیة الثامنة والخمسون بمدینة تبوک, وقسمت المجموعتین عشوائیاً إحداهما: تجریبیة, درست الوحدة باستخدام  المحطات التعلیمیة, والأخرى: ضابطة, درست نفس الوحدة بالطریقة المعتادة, حیث بلغ عدد أفراد کل مجموعة (28) طالبة, وبعد الانتهاء من دراسة الوحدة تم تطبیق الأدوات على المجموعتین, وللوصول إلى نتائج البحث جمعت البیانات, وتمت المعالجة الإحصائیة باستخدام اختبار "ت" للعینات المستقلة, ونسبة الکسب المعدل لبلیک.

وتم التوصل إلى النتائج التالیة:

-      وجود فرق دالّ إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة وطالبات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی للاختبار التحصیلی، فی مستویات بلوم المعرفیة الستة لصالح المجموعة التجریبیة.

-      وجود فرق دالّ إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة وطالبات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی لاختبارمهارات التفکیر المستقبلی لصالح المجموعة التجریبیة.

وفی ضوء نتائج البحث, أوصت الباحثة بضرورة استخدام استراتیجیة المحطات التعلیمیة بالتدریس, وعقد دورات تدریبیة لتدریب المعلمات على کیفیة استخدام المحطات التعلیمیة, کما أوصت بضرورة تنمیة مهارات التفکیر المستقبلی لدى الطالبات.

 

 

Abstract

This research aimed at identifying the effectiveness of using learning stations in teaching social and national education on cognitive achievement and on the development of futuristic thinking skills among 5^th elementary female students

To achieve this aim the researcher prepared  research materials and tools represented in  a teacher`s guide ,  working papers for “ contemporary problems and issues “ unit according to learning stations, a list of futuristic thinking skills, achievement test and a test of futuristic thinking skills . After verifying the  validity and reliability of these instruments, quasi-experimental methodology  was administered (equivalent experimental and control group design) to a purposeful sample consisted of (56) fifth grade  female students from the Fifty Eighth School in Tabuk city.

The sample was  randomly divided into  experimental  and control groups ( 28 ) each were the experimental group was taught the unit using learning stations while the control group taught the same unit using the traditional method . After the completion of studying the unit the tools were administered to both groups.

The data of the study were collected statistically manipulated using t-test for independent samples and the earning rate for Blake.

The following results were concluded:

-       There is a statistically significant difference at the level of ( 0.05) between the mean scores of the female students in the experimental and control groups after post-administration of achievement test in Bloom`s six cognitive levels in favor of the experimental group.

-       There is a statistically significant difference at the level of (0.05) between the mean scores of the female students in the experimental and control groups after post-administration of futuristic thinking skills test in favor of the experimental group.

In light of these results, the researcher recommended the need to use learning stations method in teaching, holding training courses  to train female teachers how to use learning stations and the development of  futuristic thinking skills among female students .

 

 

 

 

 

 

مقدمة:

     یتسم العصر الحالی بسرعة التغییرات والتطورات فی مختلف المیادین: السیاسیة, والاقتصادیة, والاجتماعیة, والتعلیمیة, وهی تغییرات لا یکفی مسایرتها والتکیُّف معها؛ بل لابد من إعداد الأجیال إعداداً جیداً لیکونوا قادرین على مواجهتها, وهنا تقع المسؤولیة على التعلیم؛ فالتعلیم عملیة مستقبلیة مسؤولة عن تنمیة تفکیر المتعلمین؛ لإعدادهم للمستقبل.  

      وتسعى المؤسسات التعلیمیة فی جمیع دول العالم إلى الاهتمام بتعلیم التفکیر، وتضع  لذلک الأهداف والخطط التعلیمیة، وتُعد المملکة العربیة السعودیة من الدول التی تسعى إلى تحقیق ذلک؛ من خلال تضمین سیاسة التعلیم فی المملکة عدد من الأهداف التی أکدت          على الاهتمام بتعلیم المواطنین وتنمیة تفکیرهم، ومنها: تشجیع وتنمیة روح البحث والتفکیر العلمیین, وتقویة القدرة على المشاهدة والتأمل, وتبصیر المتعلمین, وتنمیة إحساسهم            بقضایا ومشکلات المجتمع الثقافیة والاقتصادیة والاجتماعیة, وإعدادهم للإسهام فی حلها (الغامدی, وعبدالجواد, 2010)

ومن أبرز مهارات التفکیر التی تزامن الاهتمام بها مع سرعة التحولات التی یشهدها العالم فی مختلف المجالات مهارة التفکیر المستقبلی, ولعل ما یخبئه المستقبل عن طبیعة وسرعة التحولات المرتقبة یفوق الخیال الإنسانی, مما یعنی الحاجة إلى تعلیم معنی بهذا المستقبل, فمن الصعب التفکیر بالمستقبل دون التفکیر فی التعلیم باعتباره أحد السبل المهمة لغرس الوعی بالمستقبل وتحدیاته.(أبو السعود, 2010)

     وقد أدى اهتمام الباحثین التربویین بمهارات التفکیر إلى الاهتمام بطرق وأسالیب تنمیته, إذ أن النجاح فی تنمیته یتوقف بدرجة کبیرة على الاستراتیجیات والطرق والأسالیب التدریسیة التی یمکن أن تسهم فی إثارة تفکیر المتعلمین وتحفیزهم بدرجة کبیرة؛ على أن تتمیز هذه الاستراتیجیات والطرق والأسالیب بالمرونة والقابلیة للتعدیل حسب ما یتطلبه الموقف التعلیمی, وفی الوقت نفسه تحد من سیطرة المعلم فی الموقف التعلیمی.(البکر,2010)

     ومن بین هذه الاستراتیجیات استراتیجیة المحطات التعلیمیة التی تعد من استراتیجیات التدریس الحدیثة نسبیاً وتتبع النظریة البنائیة, التی تجعل التعلم مسؤولیة المتعلم بمرونة وحماس.

     ویعد جونز(1997, 99Jones,) مصمم المحطات التعلیمیة وعرفها بأنها:"طریقة تدریس تتنقل فیها مجموعة صغیرة من المتعلمین بین سلسلة من المحطات مما یتیح للمعلمین الذین لدیهم موارد محدودة أن یجعلوا من التعلیم شیئاً ممیزاً عن طریق دمج احتیاجات المتعلمین مع اهتماماتهم وأسالیب تعلمهم".

     وقد أشار(أمبو سعیدی والبلوشی، 2009) إلى أن المحطات التعلیمیة من طرق التدریس الممتعة؛ کونها تضفی على الصف جواً من المتعة, والتغییر, والنشاط, والحرکة اللازمة لتحریک المتعلمین وزیادة دافعیتهم للتعلم.

         کما أن المحطات التعلیمیة تمثل أحد أشکال التنوع والتمیز لیس لأسالیب واستراتیجیات وطرق التدریس فحسب؛ بل وللأنشطة التعلیمیة؛ حیث یتحول فیها شکل الصف من الشکل التقلیدی إلى بعض الطاولات التی تطوف حولها مجموعات المتعلمین وفقاً لنظام محدد، و تعتبر کل منها محطة تعلیمیة مزودة بأدوات ومواد تعلیمیة وأوراق عمل لممارسة مهمة تعلیمیة کنوع من أنواع الأنشطة التعلیمیة المختلفة(زکی, 2012)

مشکلة البحث:

1. البحوث والدراسات السابقة:

     ومنها دراسةAtance & Meltzoof, 2005)) وأوصت بضرورة تنمیة مهارات التفکیر المستقبلی لدى الأطفال بدایة من سن (4) سنوات فیمکنهم البدء فی اتخاذ القرارات التی تعود بالنفع فی المستقبل  ودراسة موسى (2010)، وأوصت بتزوید معلم التربیة الاجتماعیة بکل ما هو جدید وحدیث فی طرائق تدریس التربیة الاجتماعیة التی یمکن أن تنمی الوعی المستقبلی لدى المتعلمین.

2. الدراسة الاستطلاعیة:

     حیث أجرت الباحثة دراسة استطلاعیة طبقت خلالها اختبارا یقیس بعض  مهارات التفکیر المستقبلی مثل(مهارة التخیل المستقبلی, ومهارة التوقع, ومهارة تقدیم الاقتراحات) لدى مجموعة من طالبات الصف الخامس الابتدائی، وجاءت النتائج؛ لتؤکد ضعف مهارات التفکیر المستقبلی لدى الطالبات والجدول التالی یبین تلک النتائج:

جدول(1)

نتائج استطلاع رأی بعض طالبات الصف الخامس الابتدائی

حول بعض مهارات التفکیر المستقبلی

3. توصیة المؤتمرات والندوات العلمیة:

- المؤتمر الأول لوزراء التربیة العرب المنعقد فی طرابلس عام(2000): أصدر الاجتماع تصورًا، وخطة إجرائیة؛ لبناء مدرسة المستقبل؛ بغیة تحقیق أهداف سبعة, کان من بینها: اهتمام التلامیذ بتکوین المواقف والاتجاهات الإیجابیة الفعالة التی تمکنهم من مواجهة التغییر, والتکیف مع الجدید, وامتلاک مهارات التفکیر المستقبلی.(إبراهیم, 2009، 5)

- المؤتمر العلمی الرابع بکلیة التربیة المنعقد فی جامعة حلوان عام (1996) "مستقبل التعلیم فی الوطن العربی بین الإقلیمیة والعالمیة" وقد أوصى بضرورة تضمین البعد المستقبلی فی عملیة تطویر المناهج بمفهومها الشامل, مع تحقیق المواءمة الدینامیکیة المستمرة بین ما توفره للمتعلم من معارف وأسالیب للبحث والتفکیر، ومهارات وقیم وأخلاقیات تتفق مع المتغیرات العالمیة المستقبلیة والمحافظة على الهویة العربیة(ندا, 2012، 9)

أسئلة البحث:

حاولت الباحثة معالجة مشکلة البحث من خلال الإجابة على السؤال الرئیس التالی:

ما فاعلیة استخدام المحطات التعلیمیة فی تدریس التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی التحصیل المعرفی وتنمیة مهارات التفکیر المستقبلی لدى طالبات الصف الخامس الابتدائی؟

ویتفرع منه الأسئلة التالیة:

س1: ما مهارات التفکیر المستقبلی اللازمة لطالبات الصف الخامس الابتدائی ؟

س2: ما فاعلیة استخدام المحطات التعلیمیة فی تدریس التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی التحصیل المعرفی عند مستویات بلوم المعرفیة الستة لدى طالبات الصف الخامس الابتدائی؟

س3: ما فاعلیة استخدام المحطات التعلیمیة فی تدریس التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی تنمیة مهارات التفکیر المستقبلی لدى طالبات الصف الخامس الابتدائی؟

فروض البحث:

-      لا یوجد فرق دالّ إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة وطالبات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار التحصیل المعرفی فی مستویات بلوم المعرفیة الستة.

-      لا یوجد فرق دالّ إحصائیاً عند مستوى دلالة (0.05) بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة وطالبات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر المستقبلی.

أهداف البحث:

هدف البحث الحالی إلى تحقیق ما یلی:

-      تحدید مهارات التفکیر المستقبلی اللازمة لطالبات الصف الخامس الابتدائی.

-      التعرف على فاعلیة استخدام المحطات التعلیمیة فی تدریس التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی  التحصیل المعرفی عند مستویات بلوم المعرفیة الستة لدى طالبات الصف الخامس الابتدائی.

-      التعرف على فاعلیة استخدام المحطات التعلیمیة فی تدریس التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی تنمیة مهارات التفکیر المستقبلی لدى طالبات الصف الخامس الابتدائی.

أهمیة البحث:

قد یفید البحث الحالی فی التالی:

أ. تقدیم نموذج إجرائی لکیفیة استخدام المحطات التعلیمیة فی تدریس التربیة الاجتماعیة والوطنیة قد یفید کلاً من:

1. معلمی ومعلمات التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی تحسین وتطویر أسالیب وطرق التدریس.
2. المختصین فی مجال تطویر مناهج التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی تطویر استراتیجیات وطرق وأسالیب تدریس التربیة الاجتماعیة والوطنیة.
3. طالبات الصف الخامس الابتدائی فی رفع مستوى التحصیل المعرفی وتنمیة مهارات التفکیر المستقبلی لدیهن.

ب. تقدیم قائمة بمهارات التفکیر المستقبلی اللازمة لطالبات الصف الخامس الابتدائی یمکن تضمینها فی مناهج التربیة الاجتماعیة والوطنیة.

ت. توجیه نظر طلبة البحث العلمی فی مجال المناهج وطرق التدریس إلى إجراء بحوث حول فاعلیة التدریس باستخدام المحطات التعلیمیة فی مراحل تعلیمیة أخرى, ومواد دراسیة أخرى، ومع متغیرات تابعة أخرى. 

حدود البحث:

اقتصر البحث الحالی على الحدود التالیة:

أ. الحدود المکانیة: المدرسة الابتدائیة الثامنة والخمسون الحکومیة بمدینة تبوک.

ب. الحدود الزمانیة: الفصل الدراسی الثانی للعام الدراسی 1435ﻫ /1436ﻫ.

ت. الحدود الموضوعیة:

-      وحدة دول شبه جزیرة العرب(مشکلات وقضایا) المتضمنة فی مقرر التربیة الاجتماعیة والوطنیة للصف الخامس الابتدائی الفصل الدراسی الثانی.

-      وذلک بسبب احتواء موضوعات الوحدة على مشکلات وقضایا تمکن الطالبة من ممارسة مهارات التفکیر المستقبلی للمساهمة فی وضع حلول مستقبلیة مناسبة للتغلب على المشکلات.

-      مهرات التفکیر المستقبلی( التخیل المستقبلی، التوقع، تقدیم الاقتراحات).

 مصطلحات البحث:

المحطات التعلیمیةEducational stations :

     عرفها  (Jones ,2007 ,16)بأنها "طریقة تدریس تتنقل فیها مجموعة صغیرة من المتعلمین بین سلسلة من المحطات مما یتیح للمعلمین الذین لدیهم موارد محدودة أن یجعلوا من التعلیم شیئاً ممیزاً عن طریق دمج احتیاجات المتعلمین مع اهتماماتهم وأسالیب تعلمهم".

     وعرفها (الشمری,2011, 22) بأنها "استراتیجیة تدریسیة تقوم على مجموعة الأنشطة  المتنوعة التی یضعها المعلم وینفذها المتعلمین دوریاً وبالتعاقب على طاولات محددة فی الصف بغیة تحقیق أهداف معینة وفق تسلسل زمنی یتناسب وطبیعة الأنشطة".

وعرفتها الباحثة إجرائیاً بأنها "استراتیجیة تدریسیة تقوم على إعداد عدة محطات تعلیمیة داخل الصف تتنقل خلالها طالبات الصف الخامس الابتدائی فی مجموعات یبلغ عدد أفرادها (4-7) طالبات؛ لممارسة الأنشطة التعلیمیة الموجودة فی کل محطة وذلک بهدف رفع مستوى التحصیل المعرفی وتنمیة مهارات التفکیر المستقبلی لدیهن".

التحصیل Achievement:

عرفه (برکات,2005, 108)بأنه " قدرة المتعلم على تعلم موضوع معین یقاس بأدائه فی اختبار یتضمن مجموعة من الأسئلة لقیاس هذا الموضوع".

وعرفته الباحثة إجرائیاً بأنه "مقدار ما تم اکتسابه من معارف ومهارات ویستدل علیه بالدرجات التی یتم الحصول علیها فی اختبار تحصیل موضوعات وحدة (مشکلات وقضایا) فی التربیة الاجتماعیة والوطنیة عند مستویات بلوم المعرفیة الستة (التذکر، الفهم، التطبیق، التحلیل، الترکیب، التقویم)".

التفکیر المستقبلیFuture Thinking :

     عرفه (السعدی, 2008, 60) بأنه "العملیة التی تقوم على فهم وإدراک تطور حدث أو أحداث من الماضی مرورا بالحاضر إلى امتداد زمنی مستقبلی لمعرفة اتجاه وطبیعة التغیر اعتمادا على استخدام معلومات متنوعة عن الحاضر وتحلیلها والاستفادة منها لفهم المستقبل".

     وعرفته الباحثة إجرائیاً بأنه "نشاط عقلی یقوم على استخدام  طالبات الصف الخامس الابتدائی لمهارات التفکیر المستقبلی (التخیل المستقبلی, التوقع, تقدیم الاقتراحات) وذلک لفهم وتقدیم حلول  للمشکلات والقضایا فی التربیة الاجتماعیة والوطنیة".

منهج البحث:

     اعتمد البحث الحالی على المنهج التجریبی، ذو التصمیم شبه التجریبی المعتمد على تصمیم المجموعتین المتکافئتین (ضابطة/تجریبیة), لمعرفة فاعلیة المتغیر المستقل              (المحطات التعلیمیة) على المتغیرین التابعین (التحصیل المعرفی - مهارات التفکیر المستقبلی) لدى طالبات الصف الخامس الابتدائی.

مجتمع البحث:

یشمل مجتمع البحث جمیع طالبات الصف الخامس الابتدائی بمدارس التعلیم العام الابتدائیة بمدینة تبوک فی المملکة العربیة السعودیة المنتظمات فی الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 1435ه/ 1436ه.

مواد وأدوات البحث:

تم إعداد المواد والأدوات التالیة:

أ. مواد البحث:

-      دلیل المعلمة: یتضمن إرشادا لطریقة تطبیق المحطات التعلیمیة فی تدریس وحدة           (مشکلات وقضایا).

-      أوراق عمل للطالبات لممارسة المحطات التعلیمیة داخل الصف.

ب. أدوات البحث:

-      قائمة  بمهارات التفکیر المستقبلی اللازمة لطالبات الصف الخامس الابتدائی.

-      اختبار تحصیلی فی وحدة (مشکلات وقضایا) لقیاس مستوى التحصیل المعرفی للمجموعتین التجریبیة والضابطة عند مستویات بلوم المعرفیة الستة(التذکر، الفهم، التطبیق، التحلیل، الترکیب، التقویم).

-      اختبار مهارات التفکیر المستقبلی (التخیل المستقبلی, التوقع, تقدیم الاقتراحات) لطالبات الصف الخامس الابتدائی.

-      استمارة لتحلیل محتوى وحدة (مشکلات وقضایا) من مقرر التربیة الاجتماعیة والوطنیة للصف الخامس الابتدائی, الفصل الدراسی الثانی.

إجراءات البحث:

اتبعت الباحثة الإجراءات التالیة للإجابة عن أسئلة البحث والتحقق من فروضه:

-      الاطلاع على الأدبیات والبحوث والدراسات السابقة للإفادة منها فی إعداد الإطار النظری, وإعداد مواد البحث وأدواته.

-      اختیار وحدة "مشکلات وقضایا" المقررة على طالبات الصف الخامس الابتدائی الفصل الدراسی الثانی.

-      تحلیل المحتوى العلمی للوحدة المختارة, لمعرفة الحقائق, والمفاهیم, والتعمیمات, والمهارات المتضمنة فیه.

-      إعداد وضبط مواد وأدوات البحث وعرضها على مجموعة من المحکمین وتعدیلها ووضعها فی صورتها النهائیة ومنها:

-      بناء قائمة بمهارات التفکیر المستقبلی اللازمة لطالبات الصف الخامس الابتدائی.

-       إعداد دلیل المعلمة لتطبیق المحطات التعلیمیة فی تدریس وحدة (مشکلات وقضایا)

-      إعداد أوراق العمل للطالبات لممارسة المحطات التعلیمیة

-      إعداد اختبار تحصیلی فی وحدة(مشکلات وقضایا)، وفقاً للمستویات المعرفیة الستة وعرضه على مجموعة من المحکمین وضبطه احصائیاً.

-      إعداد اختبار مهارات التفکیر المستقبلی(التخیل المستقبلی, التوقع, تقدیم الاقتراحات) وعرضه على مجموعة من المحکمین وضبطه إحصائیا.

-      اختیار عینة استطلاعیة لتجریب أدوات البحث وقیاس معاملی الصدق والثبات, وذلک للتأکد من صلاحیتها للتطبیق على عینة البحث.

-      تحدید عینة البحث وتقسیمها إلى مجموعتین متکافئتین: إحداهما تجریبیة والأخرى ضابطة.

-      التطبیق القبلی لأدوات البحث على المجموعتین التجریبیة والضابطة.

-      تدریس وحدة(مشکلات وقضایا) لطالبات المجموعة التجریبیة وفقاً للمحطات التعلیمیة,  وتدریس المجموعة الضابطة نفس الوحدة وفقاً للطریقة المعتادة.

-      التطبیق البعدی لأدوات البحث على المجموعتین التجریبیة والضابطة.

-      معالجة النتائج إحصائیا, ثم مناقشتها, وتفسیر النتائج.

-      تقدیم التوصیات والمقترحات فی ضوء نتائج البحث.

الأسالیب الإحصائیة:

-      للتحقق من صدق الاتساق الداخلی لأبعاد الاختبار التحصیلی, واختبار مهارات التفکیر المستقبلی، تم استخدام معامل ارتباط بیرسون.

-      للتحقق من ثبات الاختبار التحصیلی واختبار مهارات التفکیر المستقبلی تم ایجاد معامل ثبات الفا کرونباخ لکل بعد من أبعاد الاختبار والاختبار ککل.

-      حساب معاملات التمییز والصعوبة والسهولة لأسئلة الاختبار التحصیلی واختبار مهارات التفکیر المستقبلی.

-      للتأکد من تکافؤ طالبات مجموعتی الدراسة فی اختبار مهارات التفکیر المستقبلی القبلی، والاختبار التحصیلی القبلی, تم استخدام المتوسطات الحسابیة, والانحرافات المعیاریة, واختبار (ت) للعینات المستقلة.

-      ولحساب مدى فاعلیة استخدام المحطات التعلیمیة فی رفع مستوى التحصیل المعرفی, وتنمیة مهارات التفکیر المستقبلی تم استخدام معادلة معامل الکسب المعدل لبلیک”Black”, ولحسابه تم استخدام المعادلة التالیة:

	نسبة الکسب المعدل = ص – س + ص- س د – س د

 

 

 

الإطار النظری

احتوى على أهم ما یتعلق بمتغیریّ البحث, وهما: المحطات التعلیمیة, والتفکیر المستقبلی . وسیتم توضیح کلا منهما فی التالی:

مفهوم المحطات التعلیمیة:

     یعد جونز (2007,16, Jones) مصمم المحطات التعلیمیة وعرفها بأنها "طریقة تدریس تتنقل فیها مجموعة صغیرة من المتعلمین بین سلسلة من المحطات مما یتیح للمعلمین الذین لدیهم موارد محدودة أن یجعلوا من التعلیم شیئاً ممیزاً عن طریق دمج احتیاجات المتعلمین مع اهتماماتهم وأسالیب تعلمهم".

کما عرفتها (زکی ,2013 ,12) بأنها "استراتیجیة تدریسیة تتمثل فی مجموعة من المحطات یقوم المتعلمون بالمرور علیها وممارسة الأنشطة التعلیمیة الموجودة بکل منها".

أنواع المحطات التعلیمیة: 

وذکر (أمبو سعیدی, والبلوشی,2009،286 -288) أنه توجد عدد من المحطات التعلیمیة یُعتمد فی تصمیمها على طبیعة کل درس, کما یمکن الدمج بین هذه الأنواع المختلفة؛ لتصمیم نموذج یتلاءم مع طبیعة المتعلم، وطبیعة المفاهیم والوقت المتاح ومنها:

أ. المحطةالاستقصائیة /الاستکشافیة:

تختص هذه المحطة بالأنشطة العملیة: کتصمیم نماذج، ومشاریع للمادة، أو إجراء تجربة معینة لا یستغرق تنفیذها وقتاً طویلاً.

ب. المحطة القرائیة:

یضع المعلم فی هذه المحطة مادة قرائیة: کمقال من صحیفة، أو من الإنترنت، أو من موسوعة علمیة أو کتاب؛ لهدف إعداد متعلمین، لدیهم القدرة على استخراج المعرفة من مصادرها الأصلیة، دون الحاجة إلى وسیط: کالمعلم أو الکتاب المدرسی، ویمتلکون مهارات الاستقلالیة فی التعلم.

ج- المحطةالاستشاریة:

     تُعدّ  هذه المحطة مخصصة للخبراء، فیقف المعلم خلف هذه المحطة، أو یکلف أحد المتعلمین بقراءة مادة علمیة متعلقة بموضوع الدرس, أو یحضر زائر، له علاقة بموضوع الدرس، وعندما یصل المتعلمون لهذ المحطة یبدؤون بسؤال الزائر بعض الأسئلة المکتوبة فی ورقة العمل، أو أیة أسئلة یرونها متعلقة بموضوع الدرس.

د- المحطةالصُوریة:

     تتمیز هذه المحطة بوجود عدد من الصور، أو الرسومات، یتصفحها المتعلمون، ویجیبون عن الأسئلة المتعلقة بها، وتعد فرصة لعرض عدد من الصور التی یصعب توفیرها          لکل المجموعة.

ه-  المحطةالسمعیة/ البصریة:

     فی هذه المحطة یمکن وضع جهاز تسجیل أو فیدیو لمشاهدة فیلم تعلیمی ذی صلة بموضوع الدرس، إذ یستمع المتعلمون، أو یشاهدون المادة العلمیة المعروضة، ویجیبون عن عدد من الأسئلة فی أوراق العمل الخاصة بهم.

و-  المحطة الإلکترونیة:

     فی هذه المحطة یوضع الحاسب الآلی، ویجری المتعلمون بحثا عن المعلومات فی الإنترنت، أو مشاهدة أفلام تعلیمیة مرتبطة بموضوع الدرس, أو عرض تقدیمی (البوربوینت).

أهداف استخدام المحطات التعلیمیة:

اشار 101) 2007,Jones, ) إلى أنه یمکن  استخدام المحطات التعلیمیة لأهداف لا حصر لها منها:

-      التغلب على قلة الموارد المتاحة, من کتب وأجهزة حاسب ووسائل تعلیمیة.

-      زیادة اهتمام ودافعیة المتعلمین للتعلم والانجاز؛ فالمحطات تمنح المتعلمین فرصة للاستکشاف، و البحث، والاستنتاج, والإبداع, وممارسة المهارات  المتنوعة.

-      تساعد فی التخلص من مشکلات سلوکیة کثیرة؛ فباستخدام المحطات لا یُلزم المتعلم بالاستمرار فی أی مهمة لوقت أطول من اللازم, کما أن تعاقب المتعلمین على المحطات التی تتنوع بین المهام الذهنیة الهادئة, والمهام اللفظیة النشطة, تجعل المتعلمین متیقظین دائماً ویقلل من بقاءهم دون ممارسة أی نشاط.

-      تسمح باستخدام أسالیب متنوعة للتعلم؛ فیتم تصمیم المحطات بحیث تتنوع الخبرات فیها؛ ما بین محطة حرکیة وأخرى بصریة یمارَس خلالها أنشطة القراءة, أو عمل الأبحاث باستخدام الحاسب الآلی, ویمکن أن تکون هناک محطة سمعیة یناقش المتعلمین خلالها أو یستمعون لبعض المعلومات المسجلة على الأشرطة.

المحور الثانی: التفکیر المستقبلی:

الخلفیة التاریخیة للتفکیر المستقبلی:

 أملت طبیعة الإنسان ککائن حی عاقل أن یفکر تفکیراً جاداً فی المستقبل وأن یخطط من أجل التأثیر فیه, بهدف الحصول على ما یفید حیاته المعیشیة وتجنب ما یضر بها, وهناک أدلة واضحة تؤکد أن الاهتمام بالدراسات المستقبلیة قد بدأ منذ وقت طویل,  فالأمثلة التی تؤکد على دراسة المستقبل عدیدة من العصور القدیمة والوسیطة وتظهر فی کتابات العلماء والکتاب ورجال الدین, ولعل من أولى محاولات استشراف المستقبل ما قدمه المصریون القدماء فی کتاب "الموتى" حوالی عام 3500ق.م, والتی توضح اعتقاد المصریین فی البعث والحساب والاستقرار فی عالم الأرواح العلوی, وهذا الاعتقاد یعطی أملاً فی حیاة مستقبلیة بدلاً من أن یجعل الموت مشکلة لا حل لها. (فُلیه, والزکی,2003،13)

مفهوم التفکیر المستقبلی :

العملیة العقلیة التی تهدف إلى إدراک المشکلات والتحولات المستقبلیة وصیاغة فرضیات جدیدة تتعلق بتلک التحولات, والتوصل إلى ارتباطات جدیدة باستخدام المعلومات المتوفرة, والبحث عن حلول غیر مألوفة لها, وفحص وتقییم واقتراح أفکار مستقبلیة محتملة فی سبیل إنتاج مخزون معلوماتی جدید یوجه الفرد نحو الأهداف بعیدة المدى فی محاولة لرسم الصور المستقبلیة المفضلة, ودراسة المتغیرات التی یمکن أن تؤدی إلى احتمال وقوع هذه الصورة المستقبلیة"(إبراهیم,2009, 16).

أهمیة التفکیر المستقبلی:

 یعتبر الاهتمام بالتفکیر المستقبلی نشاطاً إنسانیاً قدیماً قدم الثقافات الإنسانیة, فهو خاصیة إنسانیة عمیقة ووسیلة للحمایة من المشکلات والکوارث, والإعداد لمواجهة المشکلات والتحدیات والتهدیدات. ( جول,2013، 13)

مهارات التفکیر المستقبلی:

       ویتضمن التفکیر المستقبلی مجموعة من المهارات منها: مهارة التخیل المستقبلی, والتوقع, وتقدیم الاقتراحات,  وفیما یلی شرح تفصیلی لکل مهارة:

أ‌.     مهارة التخیل المستقبلی " Futuristic Imagination":

عرفها (کورنیش,2007, 361) بأنه: "عملیة إحداث سلسلة من الصور أو التصورات عن المستقبل, تکون حقیقیة بما یکفی لتفترض أو لتحفز الشخص المعنی لترکیز الجهد من أجل إنجاز أهداف معینة".

ب. مهارة التوقع (Expectation):

وعرفها(متولی,2011, 164) بأنها: "اجتهاد یقوم به الفرد عندما لا تتوفر لدیه المعلومات  الکافیة, وذلک فی محاولة للافتراض أو التخمین حول بعض المواقف والقضایا التی یمر بها".

وأشار(سعادة,2015, 156-157) إلى أهمیة تدریس مهارة التوقع ذاکراً أنها تنبع من کونها مهارة ضروریة لکافة مجالات الحیاة, وبها یمکن استخدام الخبرات والمعارف والمعلومات السابقة وتوظیفها من أجل الوصول إلى خیارات ذکیة, ووضع خطط دقیقة للمستقبل مع تحدید نقطة البدء لرسم الصورة المرغوبة.

کما لخَّص أهم خطوات مهارة التوقع فی الآتی:

1- جمع المعلومات حول موضوع ما, مع ربط ذلک بالخبرات السابقة.

2- تحلیل البیانات والمعلومات, مع البحث عن أنماط وتصنیفات ممکنة لها.

3- تطبیق خطوات مهارة التوقع بدقة عالیة.

مهارة تقدیم الاقتراحات

یقصد بمهارة تقدیم الاقتراحات کما ذکر (متولی,2011, 164) "إعطاء حلول لمشکلة مستقبلیة بناء على قناعات داخلیة".

وفیها یُقدّم المتعلمین اقتراحاتهم حول تفسیر المشکلة, والحلول البدیلة, ثم یتم اختیار أفضل البدائل؛ فقد تم إعطاء الطالبات مجموعة من المشکلات بالمحطات المختلفة والطلب منهن تقدیم اقتراحات وحلول للمشکلات.

التفکیر المستقبلی والتربیة الاجتماعیة والوطنیة:

أکد ذلک (جاد الله,2013،12 ) أن مناهج التربیة الاجتماعیة إحدى المناهج الخصبة لتنمیة التفکیر ومهاراته لدى المتعلمین؛ حیث تسعى إلى تربیة المتعلمین تربیة فکریة تکسبهم القدرة على تحدید المشکلات, وحلها؛ عن طریق استخدام مهارات التفکیر, وأدوات حل المشکلة, فالتربیة الاجتماعیة لا تقف عند مجرد تسجیل أحداث الماضی؛ وإنما تحاول تفسیر التطور الذی طرأ على حیاة الأمم والمجتمعات والحضارات المختلفة, وکیف ولماذا حدث هذا التطور؟ وذلک من خلال إظهار الترابط بین هذه الأحداث, وتوضیح العلاقات السببیة بینها.

نتائجالبحث

الإجابة على السؤال الأول من أسئلة البحث:

     "ما مهارات التفکیر المستقبلی اللازمة لطالبات الصف الخامس الابتدائی ؟" تم التوصل إلى الصورة النهائیة لقائمة مهارات التفکیر المستقبلی اللازمة لطالبات الصف الخامس الابتدائی. کما فی الجدول(2)

جدول (2)

قائمة مهارات التفکیر المستقبلی اللازمة لطالبات الصف الخامس الابتدائی

 

الإجابة على السؤال الثانی من أسئلة البحث:

"ما فاعلیة استخدام المحطات التعلیمیة فی تدریس التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی التحصیل المعرفی عند مستویات بلوم المعرفیة الستة, لدى طالبات الصف الخامس الابتدائی؟"

تم حساب الآتی:

-           المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری لدرجات طالبات المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة لاختبار التحصیل المعرفی بعدیاً.

-           قیمة "ت" لدلالة الفروق بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة لاختبار التحصیل المعرفی بعدیاً.

جدول(3)

دلالة الفروق بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی للاختبار التحصیلی

** ت الجدولیة عند مستوى (0.05) تساوی (2.004) عند درجة حریة 54.

     من خلال نتائج الجدول(3) السابق یتضح أن نتائج اختبار "ت" بین المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار التحصیل المعرفی ککل، وفی کل مستوى من مستویاته (التذکر، الفهم، التطبیق، التحلیل، الترکیب, التقویم) على حده، تشیر إلى وجود فرقاً دالاً إحصائیاً عند مستوى(0.05) بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة وطالبات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار التحصیل المعرفی ککل حیث تراوحت قیمة ت المحسوبة بین (2.423 – 8.761) ،  وبلغت قیمة "ت" المحسوبة للاختبار ککل(10.672)، بینما وجدت قیمة "ت" الجدولیة لدلالة الطرفین ودرجة حریة(54) تساوى(2.004)عند           مستوى (0.05)

حساب فاعلیة المحطات التعلیمیة فی تنمیة التحصیل المعرفی:

تم حساب الفاعلیة باستخدام معادلة الکسب المعدل لــ "بلیک ”Black” التالیة:

نسبة الکسب المعدل = ص – س + ص- س د – س د

                                              

 

حیث:

ص: متوسط درجات طالبات المجموعة التجریبیة فی التطبیق البعدی للاختبار.

س: متوسط درجات طالبات المجموعة التجریبیة فی التطبیق القبلی للاختبار.

د: النهایة العظمى للاختبار.

      والذی یشیر إلى أنه إذا کانت نسبة الکسب المعدل تقع بین الصفر والواحد الصحیح (صفر – 1) فإنه یمکن الحکم بعدم فاعلیة طریقة التدریس نهائیاً، مما یعنى أن الطالبات لم یتمکنوا من بلوغ نسبة(50%)من الکسب المتوقع. أما إذا زادت نسبة الکسب عن الواحد الصحیح ولم تتعدَّ (1.2)، فهذا یعنی أن نسبة الکسب المعدل وصلت إلى الحد الأدنى من الفاعلیة، وهذا یدل على أن الاستراتیجیة حققت فاعلیة مقبولة. ولکن إذا تعدت نسبة الکسب (1.2)، فهذا یعنى أن نسبة الکسب المعدل وصلت إلى الحد الأقصى للفاعلیة، وهذا یدل على أن استراتیجیة التدریس حققت فاعلیة عالیة . وکانت النتائج کما هی موضحة بالجدول التالی (4).

جدول(4)

دلالة الکسب المعدل للمجموعة التجریبیة فی اختبار التحصیل المعرفی

وهذا یدل على أن استخدام المحطات التعلیمیة فی التدریس له فاعلیة مرتفعة فی تحسین مستوى التحصیل المعرفی لدى طالبات المجموعة التجریبیة.

مناقشة وتفسیر النتائج الخاصة باختبار التحصیل المعرفی:

- استخدام المحطات التعلیمیة ساعد  فی توفیر فرص الحوار، والمشارکة و تبادل الأفکار بین الطالبات، إذ إن التفاعل الاجتماعی فی هذه المرحلة یکون على أشده، حیث تنظم الطالبة للعمل الجماعی، والنشاط الاجتماعی وتشجع عمل الجماعة التی تنتمی إلیها وتحرص على المشارکة والحوار(إبراهیم، 2013،132).

- الطالبات فی المحطات التعلیمیة أتیحت لهن الفرصة للتفاعل مع المحتوى الذی تعلمنه، فهن لم یحصلن على المحتوى جاهزًا، کما هو فی الطریقة المعتادة، وإنما  حصل ذلک عن طریق مرورهن بین المحطات التعلیمیة، کما هو الحال فی التجریب فی المحطة الاستکشافیة، أو من قراءتهن للمحتوى، کما هو فی المحطة القرائیة، حیث إن الطالبات فی هذه المرحلة تنمو لدیهن مهارة القراءة، فتستطیع أن تقرأ بنفسها ما یجذب اهتمامها للقراءة، ویستثیرها البحث عن الحقیقة(زهران، 2006،279)

- استخدام المحطات التعلیمیة ساعد الطالبات للوصول إلى المعلومات بأنفسهن، تحت توجیه  المعلمة، وإشرافها، حیث إن الطالبات فی هذه المرحلة یزداد اعتمادهن على أنفسهن، ویُظهِرن شعوراً بالمسؤولیة(زهران، 2006،285)، وفی هذه المرحلة أیضاً تتمیز الطالبة بفضول قوی، تحاول أن تستکشف المحیط، وتشارک فی النشاط  غیر الصفی، وتقدر کل ما هو جدید، وکل ما یسهم فی تنمیتها واستقلالها(سلیم،2002، 243).

- استخدام المحطات التعلیمیة فی التدریس یحقق الخبرة المباشرة؛ لأنها تسمح بمشارکة الطالبات، وتفاعل بعضهنّ مع بعض، ومع الأنشطة التعلیمیة المختلفة والمتنوعة، فی المحطات تجری  کل مجموعة  التجربة بنفسها، والتفاعل مع المواد والأدوات مباشرة،   والى تنوع الخبرات العملیة والنظریة ما بین قراءة واستکشاف وتجریب واستماع                 (البلوشی، 2011،554)   

الإجابة على السؤال الثالث من أسئلة البحث:

     "ما فاعلیة استخدام المحطات التعلیمیة فی تدریس التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی تنمیة مهارات التفکیر المستقبلی لدى طالبات الصف الخامس الابتدائی؟"

تم حساب الآتی:

-           المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری لدرجات طالبات المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة لاختبار مهارات التفکیر المستقبلی بعدیًا.

-           قیمة "ت" لدلالة الفروق بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة لاختبار مهارات التفکیر المستقبلی بعدیًا.

جدول(5)

دلالة الفروق بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار التفکیر المستقبلی

** ت الجدولیة عند مستوى (0.05) تساوی(2.004) عند درجة حریة 54.

ومن خلال نتائج الجدول رقم(5) یتضح أن نتائج اختبار "ت" بین المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیق البعدی اختبار التفکیر المستقبلی ککل، وفی کل مستوى من مستویاته (التخیل المستقبلی، التوقع, تقدیم الاقتراحات) على حده، تشیر إلى أنه أن هناک فرقاً دالاً إحصائیاً عند مستوى(0.05) بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة وطالبات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار التفکیر المستقبلی کل مستوى على حده حیث تراوحت قیمة ت المحسوبة بین(5.206 – 6.135) ،  وبلغت قیمة "ت" المحسوبة للاختبار ککل(8.113)، بینما وجدت قیمة "ت" الجدولیة لدلالة الطرفین ودرجة حریة(54) تساوى (2.004) عند مستوى(0.05). مما یشیر إلی أن استخدام المحطات التعلیمیة فی التدریس أدى إلى تحسن مهارات التفکیر المستقبلی لدى طالبات المجموعة التجریبیة بعد دراسة وحدة دول شبه جزیرة العرب (مشکلات وقضایا) باستخدام المحطات التعلیمیة.

حسابفاعلیة استراتیجیةالمحطات التعلیمیة فی تنمیة مهارات التفکیر المستقبلی:

     تم حساب الفاعلیة باستخدام معادلة الکسب المعدل لــ "بلیک ”Black”، وکانت النتائج کما هی موضحة بالجدول التالی(6).

جدول(6)

دلالة الکسب المعدل للمجموعة التجریبیة فی اختبار مهارات التفکیر المستقبلی

     وهذا یدل على أن استخدام المحطات التعلیمیة فی التدریس له فاعلیة مقبولة فی        تنمیة مهارات التفکیر المستقبلی (التخیل المستقبلی، التوقع, تقدیم المقترحات) لدى طالبات المجموعة التجریبیة .

مناقشة وتفسیر النتائج الخاصة باختبار مهارات التفکیر المستقبلی:

- استخدام المحطات التعلیمیة فی التدریس جعل الطالبات ینخرطن فی محطات تعلیمیة، تتمیز بالتفاعلیة، والقیام بالتجریب العملی، وملاحظة الصور والرسوم التوضیحیة، والخرائط والأشکال البیانیة المتعددة، والحوار البناء بین الطالبات والمعلمة من ناحیة، والطالبات معًا من ناحیة أخرى، بعیدًا عن الطریقة المعتادة ، أخرج الطالبات من دائرة الحفظ والتلقین إلى دائرة التفکیر العلمی السلیم. فقد ذکر(حمدات، 2009، 203)أن التعلم بالاکتشاف یزید القدرات العقلیة لدى الطالبة، ویکسبها القدرة على استعمال أسالیب البحث، والاکتشاف ، وحل المشکلات، وهذه الطریقة مشوقة، وحافز للطالبة؛ لتستمر فی التعلم بشغف نتیجة للحماسة التی تعیشها، والمتعة التی تحصل علیها عند حدوث الاکتشاف، وتزید من قدرتها على تذکر المعلومات، وابقاء التعلم مدة أطول.

- المحطات التعلیمیة التی مرت بها الطالبات خلال التدریس وفرت بیئة تفاعلیة، تؤکد           على الدور الفعال للطالبات، وتعودهن على التفکیر العلمی السلیم حتى یصلن                   إلى استنتاجات وتنبؤات وتوقعات مستقبلیة، وأیضاً تقدیم اقتراحات؛ لمواجهة کثیر من المشکلات التی عُرضتْ  فی المحتوى، ففی هذه المرحلة یتضح لدى الطالبة القدرة          على الابتکار والخیال وحب الاستطلاع، ویستمر التفکیر المجرد فی النمو، وتستطیع    التفسیر والتقییم والملاحظة ویتضح لدیها التخیل الابداعی، وتستطیع فهم المعانی المجردة (زهران، 2006: 280-281).

- تدریس الوحدة باستخدام المحطات التعلیمیة اقتضى دمج مهارات التفکیر المستقبلی فی سیاق المحتوى،  فساعد على حدوث التعلم بصورة أفضل: نتیجة تشکیل البنیات المعرفیة بشکل منظم ومتکامل؛ ترى(قطامی، 2001، 307) أن القراءة فهم، وتصور، وتفکیر، وتخیل، وتفکیر لفظی، یولد صورًا خیالیة، ففی المحطات زادت فرصة المشارکة الإیجابیة بین الطالبات مثل: المناقشة، والحوار، والتفکیر، والعصف الذهنی، وحل المشکلات، والتوقع.

- تدریس الوحدة باستخدام المحطات التعلیمیة حث الطالبات على الملاحظة والاستنتاج، والتأمل، والتخیل، والتوقع، وتقدیم الاقتراحات بحلول للمشکلات، والقضایا المتضمنة فی الوحدة الدراسیة، والتوصل إلى أفکار مستقبلیة مبتکرة ومتنوعة، حیث تنمو فی هذه المرحلة قدرة الطالبة على النقد، والفهم والتفکیر؛ لاطراد نمو الذکاء لدیها(إبراهیم، 2013، 132).

وتوصل البحث إلى النتائج التالیة:

1. یوجد فرق دالّ إحصائیاً عند مستوى دلالة(0,05)بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة وطالبات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی للاختبار التحصیلی فی مستویات بلوم المعرفیة الستة لصالح المجموعة التجریبیة.

2. یوجد فرق دالّ إحصائیاً عند مستوى دلالة(0,05) بین متوسطی درجات طالبات المجموعة التجریبیة وطالبات المجموعة الضابطة فی التطبیق البعدی لاختبار مهارات التفکیر المستقبلی لصالح المجموعة التجریبیة.

کما أن استخدام المحطات التعلیمیة على المتغیرات التابعة (التحصیل المعرفی, مهارات التفکیر المستقبلی) یعد فاعلاً.

التوصیات:

1. عقد دورات تدریبیة للمعلمات لتدریبهن على استخدام استراتیجیة المحطات التعلیمیة بالتدریس.

2. تضمین مناهج الاجتماعیات فی المراحل التعلیمیة المختلفة بعض مهارات التفکیر المستقبلی.

3. عمل برامج تدریبیة للمعلمات فی أسالیب تنمیة مهارات التفکیر المستقبلی لدى الطالبات.

المقترحات:

1. إجراء بحوث أخرى مماثلة للبحث الحالی على مراحل تعلیمیة أخرى.

2. إجراء بحوث أخرى مماثلة للبحث الحالی على مناهج دراسیة مختلفة.

3. إجراء بحوث حول استخدام المحطات التعلیمیة مع متغیرات تابعة أخرى مثل               ( التفکیر الابداعی, التفکیر الجغرافی).

4. إجراء بحوث تحتوی على برامج تعلیمیة أو بناء وحدات دراسیة لتدریب الطالبات على مهارات التفکیر المستقبلی فی مادة التربیة الاجتماعیة والوطنیة فی جمیع المراحل الدراسیة.

5. إجراء بحوث مقارنة بین استراتیجیة المحطات التعلیمیة وبعض استراتیجیات التدریس الأخرى لمعرفة أیهما أکثر فاعلیة فی تنمیة التحصیل ومهارات التفکیر المستقبلی

 

المراجع

أبو السعود, سعید(2010).  إعداد المعلم ومواجهة تحدیات المستقبل. مجلة کلیة التربیة بالزقازیق,67, 23-95.

إبراهیم، علا( 2013). النمو الإنسانی-واحتیاجات النمو السوی من الحمل إلى الشیخوخة. القاهرة: عالم الکتب.

إبراهیم, عماد( 2009). أثر التفاعل بین أسالیب عرض المحتوى ونمط الذکاء فی تنمیة مهارات التفکیر المستقبلی فی مادة الدراسات الاجتماعیة لدى تلامیذ الحلقة الثانیة من التعلیم الاساسی. رسالة دکتوراه منشورة, کلیة التربیة, جامعة حلوان.

البکر, رشید(2010). تنمیة التفکیر من خلال المنهج المدرسی. ط6. الریاض: مکتبة الرشد.

برکات, زیاد (2005). العلاقة بین التفکیر التأملی والتحصیل لدى عینة من الطلاب الجامعیین وطلاب الثانویة العامة فی ضوء بعض المتغیرات الدیمغرفیة.              مجلة العلوم التربویة والنفسیة, کلیة التربیة, جامعة البحرین, 4(6),   99-126.

أمبو سعیدی, عبدالله, والبلوشی, سلیمان( 2009). طرائق تدریس العلوم مفاهیم وتطبیقات عملیة. عمان: دار المسیرة للنشر والتوزیع.

جاد الله, رمضان (2013). وحدة مطورة لتنمیة الحس التاریخی والتفکیر المستقبلی لدى طلاب الصف الثانی الثانوی الأزهری. رسالة ماجستیر غیر منشورة, جامعة طنطا, کلیة التربیة, مصر.

جول, إدجار (2013). الدراسات المستقبلیة فی مصر الإطار- الأمثلة- الروئ.                (ترجمة محمد العربی). سلسلة أوراق (8) وحدة الدراسات المستقبلیة. الإسکندریة: مکتبة الإسکندریة.

حمدات, محمد(2009). منظومة لتعلیم وأسالیب تدریس الریاضیات- اللغة الانجلیزیة- الکیمیاء- الأنشطة التعلیمیة- تکنولوجیا التعلیم- تدریب,-ابداع نظام الجودة للمرحلة الابتدائیة. عمان: دار الحامد للنشر والتوزیع

زکی , حنان مصطفى(2013). أثر استخدام استراتیجیة المحطات العلمیة فی تدریس العلوم على التحصیل المعرفی وتنمیة عملیات العلم والتفکیر الإبداعی والدافعیة نحو تعلم العلوم لدى تلامیذ الصف الرابع الابتدائی. بحث غیر منشور, کلیة التربیة بسوهاج, مصر.

زهران، حامد(2005).علم نفس النمو-الطفولة والمراهقة. ط6. القاهرة. عالم الکتب.

السعدی, جمیل  (2008 ). فعالیة استخدام بعض الأنشطة الاثرائیة القائمة على أسالیب استشراف المستقبل فی تدریس مادة التاریخ بالتعلیم العام بسلطنة عمان فی تنمیة مهارات التفکیر المستقبلی. رسالة دکتوراه منشورة, معهد الدراسات والبحوث التربویة, جامعة القاهرة, مصر.

سعادة, جودت (2015). مهارات التفکیر والتعلم. عمان: دار المسیرة للنشر والتوزیع.

سلیم، مریم(2002 ).علم نفس النمو . بیروت: دار النهضة العربیة.

الشمری, ثانی (2011). أثر استراتیجیة المحطات العلمیة ومخطط البیت الدائری فی تحصیل مادة الفیزیاء وتنمیة عملیات العلم لدى طلاب معاهد إعداد المعلمین. رسالة دکتوراه غیر منشورة, کلیة التربیة, ابن الهیثم, جامعة بغداد.

الغامدی, حمدان, وعبدالجواد, نور الدین(2010 ). تطور نظام التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة. ط3. الریاض: مکتبة الرشد.

فُلیه, فاروق, والزکی, أحمد (2003). الدراسات المستقبلیة. عمان: دار المسیرة للنشر والتوزیع.

قطامی، نایفة( 2001). تعلیم التفکیر للمرحلة الأساسیة. عمان: دار الفکر للنشر والتوزیع.

کورنیش, إدوارد (2007).  الاستشراف مناهج استکشاف المستقبل. (ترجمة حسن الشریف). بیروت: الدار العربیة للعلوم ناشرون.

متولی, أحمد (2011). فاعلیة حقیبة تعلیمیة إلکترونیة قائمة على المدخل الوقائی فی التدریس فی تنمیة التفکیر المستقبلی والتحصیل وبقاء أثر التعلم فی الریاضیات لدى تلامیذ المرحلة الإعدادیة. رسالة دکتوراه غیر منشورة, جامعة القاهرة, معهد الدراسات التربویة.

 

Atance, Cristina M. & Meltzoff, Andrew N. My Future Self : Young Children's  ability to anticipate and explain future states, University of Washington, Institute for Learning and Brain Sciences, USA, Cognitive Development, no. 20, 2005, pp341-361

Denise Jacques Jones.(2007). The Station Approach: How to Teach With

Limited Resources, National Science Teachers Association, p. 16-21,. From.

 

 

 

Article View: 264

PDF Download: 360