کلمة العدد

تـقدیـــم المــجلة

الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام علی إمام القضاة والمفتین، سیدنا محمد وعلی آله وصحبه أجمعین، وبعد.

فهذه هی المرة الثانیة التی تطلب دار الإفتاء المصریة الموقرة من شخصی الضعیف تقدیم أحد أعداد مجلتها العلمیة المُحکًمة. وعندما استعرضت محتوی هذا العدد من تلک المجلة الرائدة، وجدت موضوعاته فی مجملها، قد جمعت بین العمق العلمی، وبین الأصالة فی الأسس والقواعد، والمعاصرة فی القضایا التی تصدت لها بحوث هذا العدد، والابتکار فی المعالجة، ومقترحات الحلول العملیة فی نظر الباحثین.

فمن موضوعات هذا العدد ما تصدی لأحد عناصر الاستدلال الأصولی من النصوص الشرعیة المتمثلة فی القرآن الکریم والسنة النبویة مع عرض نماذج تطبیقیة من الأحکام الفقهیة التی تکثر وتتجدد حاجة الناس لها فی کل زمان ومکان.

ومن موضوعات العدد ما تناول بعض الجرائم التی عرفت فی القدیم، ثم تطورت تطورا مذهلا فی عصرنا الحاضر فی جمیع بقاع العالم ، وبعض مؤسسات العلم الأکادیمیة، وتلک الجرائم هی السطو والتعدی علی نتاج العقول الفکری بأشکاله المتعددة ، والابتکارات القولیة والعملیة، وکشف البحث بعض طرق التعدی علی هذا النتاج المعروف "بالملکیة الفکریة"  ولا سیما فی وجود التقنیة الحدیثة والمتطورة التی ضاعفت من أخطار هذه اللصوصیة فی مجالات السلم والحرب، وعلی کل المجتمعات والدول وذلک مما یحث المجتمع الدولی علی التعاون القوی فی مقاومة هذه النوعیة من الجرائم، وقد جاء تناول هذه الموضوع جامعا بین قواعد الفقه الشرعی ،وبین الأنظمة التنفیذیة فی إحدى الدول العربیة کما جمع الباحث بین کشف وسائل وطرق التلصص ، وبین ما راه من خطوات فاعلة فی مقاومتها ودفع أضرارها.

ومن أبحاث هذا العدد أیضا ما یتناول بعدا آخر بالغ الأهمیة لما یتعلق به من حاجات المجتمعات والدول عموما، وهو الدراسة المقارنة بین أنظمة الفقه الإسلامی، وبین ما یقابلها من القانون الوضعی، وبذلک یلبی هذا البحث حاجة أساسیو لکل من بیده میزان العدالة، شرعا وقانونا، وقضاء وإفتاء.

وختاما أدعو للأخوة والأبناء القائمین على إعداد وإخراد تلک المجلة الرائدة بکل توفیق وسداد، تحت رعایة وتوجیه فضیلة مفتی الجمهوریة الأستاذ الدکتور شوقی علام حفظه الله