التفکير التأملي في المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة ودورها في تنفيذ لوحات تصويرية معاصرة

خلفية البحث :-

مفهوم التفکير: التفکير لغةً: التفکير في اللغة يشتق من مادة (فکر) وهو إعمال الخاطر في الشيء والتفکر والتفکير هو تردد الخاطر بالتأمل والتدبر بطلب المعاني ، جاء في المعجم الوسيط فکَر وفُکِر وفِکراً: تأمل بنظر ورؤية في الشيء، وفکر في الأمر أعمل عقله ورتب بعض ما يعلم ليصل إلى المجهول،وأُفکر في الأمر فکر فيه فهو مفکر وفَکر في المشکلة: أي أعمل عقلة فيها ليتوصل إلي حلها فهو مفکر، وفِکر فلان بالأمر: أخطره في باله، وأفتکَر: تذکر، وفکر في الأمر: أعمل عقله فيه وتفکر في الأمر أفتَکر، والفکر هو إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة المجهول ويقول ابن القيم الجوزيةَ رحمه الله تعالىَ: (الفکر هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منها معرفة ثالثة)^([1]).

 التفکير إصطلاحاً جميع التعريفات الخاصة بالتفکير إتفقت تقريبًا علي أن التفکير هو عملية عقلية تجري في الدماغ بسبب تعرض الإنسان لمثير أو مشکلة، وعلي أن التفکير هو هبه ومکرمه إلهيه حبا الله عز وجل بها البشرية جميعاً ، بحيث تعتبر الحضارة البشرية اليوم أثر هذا التفکير، وإتفقت معظم التعريفات السابقة کذلک علي أن الدماغ عندما تحدث مشکلة ما يبدأ فوراً بوضع حلول وفروض بعد تحديد المشکلة وتفسيرها ووضع حلول مقترحة‘ ولإثراء الموضوع نعرض مجموعة من التعريفات ، التفکير: (هو إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة المجهول) وفکر في مشکلة أعمل عقله فيها ليتوصل إلي حلها^([2]).

 (ويعرفه فتحي الزيات: أن التفکير يتناول مدى واسع من العمليات والوقائع والبنية المعرفية في إطار ديناميکي ، ويعرفه الخطيب: التفکير هو إعمال العقل والتفکر والتدبر في خلق الله ونواميس الکون والتبصر بصيغ کثيرة منها يعقلون، يفقهون، يذکرون، تبصرون، يتدبرون، يتأملون،أولوا الألباب،ويعرفه بيرل أنه سلسلة من النشاطات العقلية التي يتعرض لها الدماغ، ويعرفه أيضاً العالم بياجيه: تنسيق العمليات وهو إحدي العمليات العقلية التي تخضع لعملية الضبط والتوجيه ، وتعرفه بار برا برسيس: بأنه عملية معرفية معقدة، بعد إکتساب معرفة ما، أو أنه عملية منظمة هادفة لإکساب الفرد معرفة ما، عرفهُ إدوارد بوهوا Edward Boho: بأنه تدفق للنشاط من منطقة إلي أخري علي سطح الذاکرة، وهو تدفق مجهول بشکل کامل ويتبع حدود سطح الذاکرة، وعلي الرغم من أن هذا التدفق مجهول تماما فإن أنماطاً ذات تنظيم معين تؤثر في إتجاه التدفق ويمکنها أن تصبح راسخة ) ^([3]) .

 التفکير التأملي..مفهومهيعتبر تنمية التفکير فکرة إنتقلت من الناحية النظرية البحتة إلي الناحية التطبيقية ، ولقد أکد توينبي عام 1962م علي أهمية تنمية القدرات بالنسبة لأي مجتمع بقوله : إن إعطاء الفرص المناسبة لنمو الطاقات المفکرة هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لأي مجتمع من المجتمعات ، ومن أهم الأمور في تنمية القدرات في أي مجتمع هو قدرة أفراد المجتمع على التفکير ومن أنواع التفکير التي يجب الإهتمام بها ^([4]).

 التفکير التأملي ، وهو التفکير الذي يتأمل فيه الفرد الموقف الذي أمامه ، ويحلله إلي عناصره ، ويرسم الخطط اللازمة لفهمه بهدف الوصول إلي النتائج التي يتطلبها الموقف ، وتقويم النتائج في ضوء الخطط الموضوعة ،وهذا يتطلب تحليل الموقف إلي عناصر مختلفة والبحث عن علاقات داخلية بين هذه العناصر ومهارة التفکير التأمل ^([5]) .

مشکلة البحث :-

 من خلال التجربة بإستخدام نوع المسحوق الناتج من السوائل المختلفة علي الوعاء الخزفي والذي يقوم بتکوين المسارات الشکلية لبقايا المشروب ومن خلال إستخدام التفکير التأملي وملاحظة البقايا أو التسربات التي تکونها المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة أوحت بأفکارلصياغة لوحات تصويرية معاصرة ، لذلک تري الباحثة أن هناک دور فى المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة يمکن إلقاء الضوء عليها فى الفن ، وکيفية الربط بين مجالين من مجالات الإبداع وهما الصورة التخيلية واللوحة الفنية والعلاقة التي تلعب الدور الفعال بالشکل الذي يتناسب ويدفع لإثارة التخيل لإستلهام وتنفيذ لوحات تصويرية معاصرة ،ويرجع ذلک لقلة الدراسات الخاصة بالمسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة أي ما وراء الطبيعة فى الفن .

ومن ثم کانت مشکلة البحث ويمکن توضيحها من خلال الإجابة علي التساؤلات التالية:-

وفي ضوء ذلک يمکن تحديد مشکلة البحث في التساؤل الرئيسي التالي :

• ·   کيف يمکن الربط بين القيمة الجمالية والتخيلية فى المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة والقيمة التعبيرية في اللوحة التصويرية ؟

أهداف البحث :-

 يهدف البحث الحالي إلي :-

1. الإستفادة من جماليات المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة ومحاولة إيجاد حالة جديدة لإستلهام مفردات فنية جديدة .
2. إکتشاف أشکال وسمات مميزة للخيالات لبقايا السوائل المختلفة وأثرها في إبداع تجربة تشکيلية جديدة.

3. إلقاء الضوء والتأکيد علي أهمية التفکير التأملى فى المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة لإثراء العملية الإبداعية وتحقيق الذات لدي الفنان، والإستفادة من نتائج الدراسة فى محاولة وضع بعض التصورات الفنية الحديثة .

أهمية البحث :-

 ترجع أهمية البحث الحالي إلي :-

1. مکانة المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة والتي تتيح للباحثة إمکانية معالجة الوحدة بين المضمون التخيلي والإستلهامي وبين الرؤية الفنية المعاصرة والمعالجة التشکيلية .

1. يمکن إبتکار وإستلهام تکوينات فنية معاصرة مستوحاه من المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة.

 3. تنبع أهمية البحث من أهمية التفکير التأملي للمسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة ودورها في ثقل شخصية الفنان .

فروض البحث :-

 - يمکن للصورة الشکلية لبقايا السوائل المختلفة أن تفيد في تخيل وإثراء القيمة التعبيرية في اللوحة التصويرية.

منهج البحث :-

 إستخدمت الباحثة المنهج الوصفى التحليلى والمنهج التجريبى :-

 - المنهج الوصفى التحليلي :-

 في الإطار النظرى للدراسة تقوم علي تحليل ما تضمنته مجموعة من المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة وفيها

تقوم الباحثة بدراسة وتحليل مجموعة من الأعمال التخيلية المستوحاة المستلهمة للوصول إلي القيمة التي يمکن أن تفيد في بناء الجانب التعبيرى في اللوحة والتعرض للقيم الجمالية الموجودة بها .

 - المنهج التجريبى :-

 يتمثل في تجربة ذاتية تقوم بها الباحثة لتحقيق الأهدافوالتأکيدمن صدق وسلامة الفروض .

إجراءات البحث :-

 - الإطار النظري :-

 تتعرض الباحثة للنقاط التالية :-

 - دراسة القيمة التخيلية والإستلهامية في المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة وکيفية الإستفادة منها في مجال  الرسم و التصوير .

 - دراسة الأعمال التصويرية المعاصرة والتي إرتبطت بالصورالشکلية لبقايا السوائل المختلفة .

 - الإطار التطبيقى :-

 يتمثل في عمل :-

 - تجربة علي عينة من الطلاب في السنوات والمراحل الدراسية المختلفة تقوم بها الباحثة عليهم.

حدود البحث :-

 يتحدد البحث الحالي في :-

• ·    الحدود الزمانية :-

 قامت الباحثة بإجراء البحث الميداني وتطبيق الأدوات في الفترة من شهريناير إلي إبريل 2020 م .

• ·     الحدود المکانية :-

 تم إختيار العينة من الطلاب في مراحل التعليم المختلفة من مناطق جغرافية مثل (محافظة الدقهلية ) .

• ·     الحدود الکيفية :-

 تم إختيار العينة من أجيال مختلفة من حيث العمر في مراحل التعليم المختلفة ، تتراوح أعمارهم بين (3 - 20) عام .

• ·     الحدود النوعية :-

 قامت الباحثة بإختيار بعض المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة(لخيالات مشروب القهوة) مع الطلاب

عينة البحث

وإشتملت علي تنفيذ لوحات تصويرية معاصرة من خلال إستخدام التفکير التأملي ،کما إشتملت علي ذکور وإناث .

 الدراسة التطبيقية للباحثة :-

 تتناول من خلالها مع الطلاب عينة البحث بعض أنواع الخامات المختلفة والمستحدثة وأساليب التشکيل المختلفة بهدف  إيجاد مداخل جديدة لتنفيذ لوحات تصويرية معاصرة .

مصطلحات البحث :-

1. التفکير التأملي ( Reflective Thinking ) :-

 هوالتفکير الذى يتأمل فيه الموقف الذى أمامه ،ويحلله إلي عناصره ، ويرسم الخطط اللازمة لفهمهبهدف الوصول إلي النتائجالتى يتطلبها الموقف ، وتقوم النتائج فى ضوء الخططالموضوعة ،وهذا يتطلب تحليل الموقف إلي عناصر مختلفة والبحث عن علاقات داخلية بين هذه العناصر^([6]).

 هو عملية ذهنية نشطة واعية حول إعتقادات وخبرات الفرد بحيث يتمکن من خلالها الوصول إلي النتائج والحلول لمشکلات تعترضه ^([7]).

2. المسارات (paths ) :-

 هي إنشاء خطوط أو خط يسمي مساراًويتکون من مقطع واحد أو أکثر من المقاطع المستقيمة أو المنحنية أو المتموجة أو الحلزونية أو المنکسرة أو الملتوية أو المتعرجة أو المعوجة أو الدائرية حسب إتجاهها ويتم تمييز بداية ونهاية کل مقطع بإستخدام نقاطإارتساء، تشبه المسامير التي تثبت سلکًا في مکانه ، ومن الممکن أن يکون المسار مغلقًا علي سبيل المثال ، الدائرة ، أو مفتوحًا ، له نقاط نهاية مميزة علي سبيل المثال ، الخط المتموج ^([8]) .

3. الشَّکْلِيَّةِ (Formality ) -:

 يَهْتَمُّ بِمَا هُوَ ظَاهِرٌ وَخَارِجِيٌّ دُونَ الجَوْهَرِ ^([9]) .

التجربة والدراسة التطبيقية لأعمال الطلاب عينة البحث مع الباحثة :

أهداف التجربة :-

 وتهدف التجربة إلي :-

 1. إستخلاص العديد من القيم الجمالية للمسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة والتي تفيد في عمل لوحات تصويرية  معاصرة .

2. الإستفادة من جماليات المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة ومحاولة إيجاد حالة جديدة لإستلهام مفردات فنية  جديدة .

3. إکتشاف أشکال وسمات مميزة للخيالات لبقايا السوائل المختلفة وأثرها في إبداع تجربة تشکيلية جديدة.

4. إلقاء الضوء والتأکيد علي أهمية التفکير التأملى فى المسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة لإثراء العملية الإبداعية وتحقيق الذات لدي الفنان، والإستفادة من نتائج الدراسة فى محاولة وضع بعض التصورات الفنية الحديثة.

الخامات التي تم إستخدامها :-

 - أقلام الحبر والخشب والفلوماستر وسوائل مختلفة وتفل وبقايا السوائل المختلفة مثل القهوة وغيرها .

 - توال للرسم وأوراق کانسون .

 - مقاس اللوحات مختلفة .

- اللوحات المنفذة للتجربة التي قامت الباحثة بتطبيقها علي مجموعة مختلف من الطلاب عينة البحث :-

حيث قامت الباحثة بتقسيم عينة الطلاب لمجموعات تجارب مختلفة للمسارات الرمزية الشکلية لبقايا السوائل المختلفة:

تنقسم إلي أربعة مجموعات من التجارب التي تم تنفيذها من أعمال الطلاب عينة البحث مع الباحثة :

- تجارب اللوحات المنفذة للمجموعة الأولي من مراحل الطلاب عينة البحث مع الباحثة .

- تجارب اللوحات المنفذة للمجموعة الثانية من مراحل الطلاب عينة البحث مع الباحثة .

- تجارب اللوحات المنفذة للمجموعة الثالثة من مراحل الطلاب عينة البحث مع الباحثة .

- تجارب اللوحات المنفذة للمجموعة الرابعة من مراحل الطلاب عينة البحث مع الباحثة .

تجربة رقم (1)

        اللوحة رقم (1)         اللوحة رقم (2)     اللوحة رقم (3)

الأدوات وخامة الأعمال :- ورق کانسون و توال – فرشاه وتفل بودربقايا مشروب القهوة وقلم جاف ، و مثبت إسبريه شفاف ، مقاسات الأعمال :- 28 x 39 سم ، إنتاج الأعمال :- 2020 م .

مراحل التنفيذ :- قامت الباحثة مع الطالب بتجهيز مشروب القهوة وبعد ذلک قامت بقلبه لعمل مسارات شکلية ببقايا السائل وأخذالطلاب تفل وبودار المشروب المتبقي وإستخدام الفرشاه لتنفيذ اللوحات علي الورق الکانسون و التوال وإستخدام مثبت الإسبريه الشفاف ورشه علي اللوحات لتثبيتها.

مضمون وتحليل ووصف الأعمال :- تعتمد اللوحات في النهاية علي العديد من العناصر المختلفة وهي بالنسبة للوحة رقم (1)قام الطالب بتنفيذ الأشکال إلي تجريدية معاصرة ، ونجد الطالب الآخر في اللوحة رقم (2) قام بتنفيذ منظر طبيعي يتکون من النخيل والمرکب والبحر والشمس والجبل والأرضية والسماء والخلفية ، ونجد الطالب الآخير في هذه المجموعة في اللوحة رقم (3) قام بتنفيذ بورتريه جميل لفتاه قام الطالب بتنفيذه بغرض توظيفه بشکل جديد وبخامة مختلفة بشکل جمالي مبدع ، کل هذه العناصر في اللوحات تم إستعمالها بتشکيل جديد وإستخدام هؤلاء الطلاب لخامة جديدة وإقتصادية مع الباحثة مماجعل الطلاب يشعرون بنوع من التجديد والإبتکار وصياغة وتوظيف جديد بعيداً عن التقليد والمحاکاة وإعادة صياغتها بصورة تجمع بين الخيال الإستلهامي والأصالة المعاصرة ومحاولة تأکيد تلک القيم والخيالات والإستلهامات والتأملات الفکرية من خلال رموزالمسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة لمحاولة تأکيد تلک القيم وما هية الإستفادة منها في عمل تلک اللوحة التصويرية المعاصرة .

تجربة رقم (2)

الأدوات وخامة الأعمال :- ورق کانسون و توال – فرشاه والسوائل المختلفة ، ومثبت إسبريه

مقاسات الأعمال :- 28 x 39 سم ، إنتاج الأعمال :- 2020 م .

مراحل التنفيذ :- بعض السوائل المخلوطة علي بعضها مثل التوت والعنب الأمريکي والقهوة والفحم والکاکاووالحليب والفراولة والرومان والکرکريه والکرکم والفبريکة والقرفة والشاي وبنجرأحمر وزهرة زرقاء والملفوف (کرومب أحمر) ونشا ودقيق وبازنجان وجميعها مخلوطة علي بعضها البعض وتکون سائل کريمي من کل هذه السوائل المختلفة ويتم وضع الماء بنسب قليلة ليکون اللون ثقيل وبنسب کبيرة لتخفيفه ويتم وضع الصمغ السائل عليهم وبعد ذلک قام الطلاب بتنفيذ اللوحات علي الورق الکانسون و التوال وبإستخدام الفرشاه والسوائل المختلفة التي تم خلطها إلي درجة لون واحدة وإستخدام مثبت الإسبريه الشفاف ورشه علي اللوحات لتثبيتها.

مضمون وتحليل ووصف الأعمال :- تعتمد اللوحات في النهاية علي العديد من العناصرالمختلفة وهي وضع الخطوط الأولية للعناصر حيث قام الطالب في الوحة رقم (1) بتنفيذ شکل شجر وغزلان وقمر في الليل وأرضية وخلفية ، بينما قام الطالب الثاني في الوحة رقم (2) بتنفيذ شکل لأم وأبنها وکأنها أمومة ومعهم وردة وحولهم الزهور والورود والقلوب دليل علي المحبة بينهم ، وأيضاً قام الطالب الثالث في الوحة رقم (3) بتنفيذ شکل فراشات وقطة وقمر وسورورجل وسيدة ونجوم وأرضية وخلفية وکأن المنظر في الليل يتحدث أويقول شيئ ما ، ونجد أيضاً أن الطالب الرابع قام في لوحته رقم (4) بتنفيذ بورتريه تجريدي يرتدي قبعة وهياکل توحي بأشخاص يحفرون أو يبحثون عن شئ ما ، ونجد أيضاً أن الطالب الآخير قام في لوحته رقم (5) بتنفيذ أشکال تجريدية معاصرة تثير خيال الناظر في التفکير في العديد من الأشکال والعناصرالمختلفة ، کل هذه العناصر في اللوحات تم إستعمالها بتشکيل جديد وصياغة وتوظيف جديد مع إستعمال الفرشاه والسوائل المختلفة والتلاعب بدرجات السوائل المکونة للون ومن الفاتح إلي الغامق أوالقاتم المنتشرة في اللوحة وهي ممزوجة مع بعضها البعض بشکل جمالي مبدع وأحياناً في بعض اللوحات الآخري کمانري إستخدام سوائل مختلفة کما هي وليس ترکيب للون واحد فقط ويتضح ذلک في الثلاث لوحات الأخيرة ،ومن کل ذلک نقوم محاولة تأکيد تلک القيم والخيالات والإستلهامات والتأملات الفکرية من خلال رموزالمسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة لمحاولة تأکيد تلک القيم وما هية الإستفادة منها في عمل تلک اللوحة التصويرية المعاصرة.

تجربة رقم (3)

 اللوحة رقم (1) اللوحة رقم (2) اللوحة رقم (3)

الأدوات وخامة الأعمال:- ورق کانسون و توال – فرشاه وأقلام الحبر والسوائل المختلفة ، ومثبت إسبريه

مقاسات الأعمال:- 35 x 45 سم ، إنتاج الأعمال:- 2020 م .

مراحل التنفيذ :- بعض السوائل المخلوطة علي بعضها مثل التوت والعنب الأمريکي والقهوة والقرفة والزنجبيل وکرکم وفبريکاوالفحم والکاکاووالحليب والفراولة والرومان والکرکريه والشاي وزهرة زرقاء وبنجرأحمروجزر والملفوف (کرومب أحمر) ومانجووبرتقال ونشا ودقيق وجيرأبيض وبازنجان وبعض المشروبات الخضراء المخلوطة علي بعضها مثل الملوخية والنعناع والکمون والشبت وکسبرة وجرجيروفجل وخس وجميعها مخلوطة علي بعضها البعض وتکون سائل کريمي من کل هذه السوائل المختلفة ويتم وضع الماء بنسب قليلة ليکون اللون ثقيل وبنسب کبيرة لتخفيفه ويتم وضع الصمغ السائل عليهم وبعد ذلک قام الطلاب بتنفيذ اللوحات علي الورق الکانسون و التوال وبإستخدام الفرشاه والأقلام الحبر والسوائل المختلفة وتلوين بهم الأعمال الفني وإستخدام مثبت الإسبريه الشفاف ورشه علي اللوحات لتثبيتها.

مضمون وتحليل ووصف الأعمال :- تعتمد اللوحات في النهاية علي العديد من العناصر المختلفة وهي وضع الخطوط الأولية للعناصر والمتمثلة في اللوحات ، ونجد في اللوحة رقم (1) أن الطالب قام بتنفيذ قمر وامرأة رياضية ترقص بحرکات مختلفة وتحمل شريط يتطاير منها مع حرکتها في الهواء وأرضية وسما وکأنها تقول شئ ما لنا ، ونلاحظ في اللوحة الآخري رقم (2) أن الطالب الثاني يعبر عن حرکات متفاوتة ومختلفة لأشخاص يتراقصون في الهواء ويقفذون مع الخلفية التجريدية الرائعة وکأن حرکاتهم في کل نصف من اللوحة تعبر عن شئ ما يلفت النظر ،ونجد أيضاً الطالب الثالث والآخير قام بتنفيذ في اللوحة رقم (3) فرع من الزهور والورود وبنت ملاک بأجنحة تقف علي فرع من هذه الفروع وتتماسک بالزهور ونجد أعشاب وحشائش وکل ذلک في ضوء القمر في الليل، ومن کل تلک الأعمال تم تشکيل جزء من الخلفية والأشکال إلي تجريدية معاصرة ، کل هذه العناصر في اللوحات تم إستعمالها بتشکيل جديد وصياغة وتوظيف جديد بعيداً عن التقليد والمحاکاة مع إستعمال الفرشاه وأقلام الحبر والسوائل المختلفة المنتشرة في اللوحة وهي ممزوجة مع بعضها البعض بشکل جمالي مبدع ، وقام الطلاب مع الباحثة بتوظيف تلک العناصر التي تميزت بها وإعادة صياغتها بصورة تجمع بين الخيال الإستلهامي والأصالة المعاصرة ومحاولة تأکيد تلک القيم والخيالات والإستلهامات والتأملات الفکرية من خلال رموزالمسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة لمحاولة تأکيد تلک القيم وما هية الإستفادة منها في عمل تلک اللوحة التصويرية المعاصرة.

تجربة رقم (4)

 اللوحة رقم (1)           اللوحة رقم (2)       اللوحة رقم (3)        اللوحة رقم (4)

الأدوات وخامة الأعمال:- ورق کانسون و توال – فرشاه وأقلام الحبر والسوائل المختلفة ، ومثبت إسبريه

مقاسات الأعمال:- 45 x 60 سم ، إنتاج الأعمال:- 2020 م .

مراحل التنفيذ :- بعض السوائل المخلوطة علي بعضها مثل التوت والعنب الأمريکي والقهوة والقرفة وزنجبيل وکرکم والفحم والکاکاووالحليب والفراولة وطماطم والرومان والکرکريه والشاي وزهرة زرقاء وبنجرأحمر والملفوف (کرومب أحمر) ومانجووبرتقال وجزرونشا ودقيق وجيرأبيض وبازنجان وبعض المشروبات الخضراء المخلوطة علي بعضها مثل الملوخية والنعناع والکمون والشبت وکسبرة وجرجيروفجل وخس وجميعها مخلوطة علي بعضها البعض وتکون سائل کريمي من کل هذه السوائل المختلفة ويتم وضع الماء بنسب قليلة ليکون اللون ثقيل وبنسب کبيرة لتخفيفه ويتم وضع الصمغ السائل عليهم وبعد ذلک قام الطلاب بتنفيذ اللوحات علي الورق الکانسون و التوال وبإستخدام الفرشاه والأقلام الحبر والسوائل المختلفة وتلوين بهم العمل الفني وإستخدام مثبت الإسبريه الشفاف ورشه علي اللوحات لتثبيتها.

مضمون وتحليل ووصف الأعمال :- تعتمد اللوحات في النهاية علي العديد من العناصر المختلفة وهي وضع الخطوط الأولية للعناصر بشکل تجريدي والمتمثلة في أعمال الطلاب ،فنجد في اللوحة رقم (1) أن الطالب قام بتنفيذ أمرأة جالسة تعزف علي آلة موسيقية وأرضية وسما وبحر وهلال وبنت ملاک بجناحات فراشة تجليس في الهلال لتتحدث مع نجوم السماء علي نغمات الموسيقي ونجد الضوء يظهر في ظلال الماء ، ونجد أيضاً أن الطالب في اللوحة رقم (2) قام بتنفيذ حبال مرتکزة علي أعمدة وکأنها جسر لمن يريد العبور بسلام ولکن بحظر فنجد أمرأة تعبر هذا الجسر ومعها شمسية وترتدي فستان وقبعة وشنطة وقفازات ومن رعبها وهي عل الجسر تتخيل إذاأخطأت وإذانجت فنجد في منظر لها نصف يمشي علي الحبال ونصف في السماء وإذانجت تتخيل وصولها للمدينة بخير في الشمسية حيث نجد المدينة والشمس ليوحي کل ذلک بالأمل في الحياة ،وقد قام الطالب في اللوحة رقم (3) بتنفيذ غزلان وشجرة وهلال وطفل ملاک بجناحات في السماء معه مزمار ليعزف ألحان السماء في تمص الليل وجماله لينبض بالحياة ، ونلاحظ أن الطالب الرابع والآخير قد قام في اللوحة رقم (4) بتنفيذ النجوم والهلال والبنت الملاک بجناحات فراشة وهي تتأرجح في السماء معلقة في تلک الهلال الجميل والطيور تسبح حولها فرحة في السماء والنور يملئ هذا الظلام في الليل ليوحي بالأمل ، وتم تشکيل جزء من الخلفية والأشکال إلي تجريدية معاصرة ، کل هذه العناصر في اللوحات تم إستعمالها بتشکيل جديد وصياغة وتوظيف جديد بعيداً عن التقليد والمحاکاة مع إستعمال الفرشاه وأقلام الحبر والسوائل المختلفة المنتشرة في اللوحة وهي ممزوجة مع بعضها البعض بشکل جمالي مبدع ، وقام الطلاب مع الباحثة بتوظيف تلک العناصر التي تميزت بها وإعادة صياغتها بصورة تجمع بين الخيال الإستلهامي والأصالة المعاصرة ومحاولة تأکيد تلک القيم والخيالات والإستلهامات والتأملات الفکرية من خلال رموزالمسارات الشکلية لبقايا السوائل المختلفة لمحاولة تأکيد تلک القيم وما هية الإستفادة منها في عمل تلک اللوحة التصويرية المعاصرة.

أولاً :- نتائج الدراسة :-

توصلت الدراسة :-

من خلال التجربة العملية التي قامت بها الباحثة بإجرائها مع الطلاب عينة البحث والتي لخصت إلي بعض النتائج أهمها :-

 1- أثرت الصورة التأملية الفکرية للمسارات الرمزية الشکلية لبقايا السوائل المختلفةعلي القيمة التعبيرية في اللوحة  التصويرية .

 2- کان للخيال والتأمل والإستلهام في المسارات الرمزية الشکلية لبقايا السوائل المختلفةدوراً مهما في بناء تکوين للوحة .

 3- أثرت الصورة التأملية للمسارات الرمزية الشکلية لبقايا السوائل المختلفةفي إثراء الخيال التشکيلي حيث أعطت صوراً  ذهنية إنعکست بدورها علي صياغة مفردات اللوحة .

 4- رغم تعدد الأعمال التشکيلية والطرق التنفيذية لعدد من الفنانين والتي إهتمت بتناول المسارات الشکلية لبقايا السوائل  المختلفةوأيضاً لعدد من الأعمال الشعرية والأدبية والفنية والغنائية والتاريخية علي مر العصور إلا أن غالبية هذه الأعمال  قد أهتمت بالصياغات للمسارات الرمزية الشکلية لبقايا السوائل المختلفةإلا فيما ندر من خلال بعض المدارس الفنية  الحديثة .

 وجدت الباحثة فى المسارات الرمزية الشکلية لبقايا السوائل المختلفةصور ودلالات ورموز وأشکال تشکيلية ذات مغزى تکمن من معانيه ، وألفاظه کانت مبعثاً لرؤية تصويرية أرادت بها الباحثة معادلة الصورة للمسارات الرمزية الشکلية لبقايا السوائل المختلفةتشکيلياً .

ثانياً :- توصيات الدراسة :-

 - ضرورة القيام بالدراسات البينية في مجالات البحث العلمي .

 - توصي الباحثة بأهمية التزاوج بين فن التصوير و المجالات الأخري لفتح مجال أرحب للإبداع .

 - السعي لإستحداث تجريبية جديدة لبناء التکوين وصياغة موضوعات جديدة في اللوحة التصويرية .

 - ضرورة التفکير التأملي في العناصر الطبيعية وعدم الإکتفاء بتذوق مظهرها السطحي فقط بحثاً عما قد تحتويه من نظم  مرتبطة بالبنية الأساسية للعناصر الطبيعية .

 - توصي الباحثة بالإهتمام بالموضوعات ذات السمة الميتافيزيقية ، بحيث يستطيع الفنانين تصور عوالم خيالية ،تعينهم علي  تنمية التصور والخيال في أعمالهم ،مما يطبع علي أعمالهم روح من الغموض السحري .

 - الإهتمام بالتراث الفني وتحليله وإستيعابه و الإستفادة من القيم الجمالية الموجودة به في صياغة أعمال فنية تعبر عن أفکار  العصر الحديث ، وبأسلوب فني يساير الحرکة الفنية العالمية الحديثة ،مما يعطي للفن المصري الطابع الخاص به الذي  يميزه بين فنون العالم المعاصر .

 - ضرورة مواکبة الفکر المعاصر بصورة عملية أکثر فاعلية مع الترکيز علي أن المنطلق الفکري والفلسفي الواحد يمکن  أن يحقق أبعاد ورؤى فنية متباينة .

 - الإهتمام بالحصيلة العلمية والثقافية لدي ممارس فن التصوير وتسخيرها في الإبداعات التصويرية .

 - الإهتمام بوجود نظريات فنية مصرية معاصرة تواکب التطور العلمي الحديث وتستلهم في مضمونها الأسس البنائية لمفهوم  التراث الفني والحضاري .

 - تنمية القدرات الإبداعية وإثارة التأثير الإنفعالي والجمالي لمخيلة الفنان ونشاطه الإبداعي عن طريق إدراکه من خلال  الخامة أو المادة التي أمامه العلاقات الجمالية بفعل أکتشاف الظواهر الطبيعية في الطبيعة وطرق تنفيذها فنياً .

 - توصي الباحثة بتنمية الجوانب الفکرية والثقافية والإجتماعية والإبداعية لدي متعلم الفن وذلک من خلال التفکيرالتأملى في  ثلاث مداخل رئيسية في التراث الفني و الحضاري وهي (التراث – مشکلات العصر الحالي – الرؤي المستقبلية ) مما  يعمل علي تقوية الروابط القومية وإنماء القدرات العقلية والفکرية لمتعلم الفن .

 - أن يتتبع معلموا ودارسوا فن الرسم و التصوير التجارب الناجحة للمصوريين في مجال الخامة والتقنيات المستخدمة في  أعمالهم الفنية ، وما حققه من قيم جمالية للإستفادة من ذلک في إستکمال التجارب الناجحة وإستحداث الجديد من التجارب  التي تثري الحرکات الفنية المختلفة .

 - توصي الباحثة بالنظر في مناهج التربية الفنية لتتماشي مع معطيات العصر وعقول الطلاب الذين إعتادوا علي إستخدام  التکنولوجيا حتي يتم توظيفها في مجال التربية الفنية .

 - العمل علي تقوية کل عناصر الإبداع والتقدم العلمي من إستعاب الإنتاج العلمي والعمل علي تطوير الدراسات و الإمکانات  وإکتشاف مستمر للمجالات الثقافية والإبداعية والعلمية المجهولة والدفع نحو تحقيق تواصل إنساني بين مختلف الشعوب  وإنعاش الحوار بين الثقافات والحضارات جميعاً .

 - العمل علي إستمرار هذا النوع من الأبحاث الذى يقوم علي أساس التعاون بين أصحاب الميادين المختلفة ( علم النفس –  التربية الفنية ) .

 - العمل علي أن تکون الدراسات النظرية لمختلف علوم التربية الفنية مواکبة للدراسات العلمية والتطبيقية ، حتي يتمکن متعلم  الفن من قراءة نتائج أعماله الفنية والتطبيقية وفهم ما يتصل بها من أسس نظرية وفلسفية .

 - العمل علي أکتشاف وأحياء کل ماهو مجهول في الماضي وتطويعه لعمل ماهو جديد في الحاضر والمستقبل ودمجهم معاً  ، للسعي لإستحداث تجارب جديدة في فن الرسم والتصوير.