دور القرآن الکريم والسنة النبوية في حفظ الضرورات الخمس | ||||
المجلة التربوية لتعليم الکبار | ||||
Article 5, Volume 2, Issue 4, October 2020, Page 28-41 PDF (269.76 K) | ||||
Document Type: أوراق بحثیة | ||||
DOI: 10.21608/altc.2020.134961 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Abstract | ||||
يعدّ الدين الإسلامي منهجًا شاملاً لحياة البشر ؛ فهو ينظّم علاقة الإنسان مع ربه وخالقه سبحانه، من خلال عبادته ، وتعظيمه، وشکره، والتوجّه إليه ، لذا وُجدت الشريعة الإسلامية لأجل حماية حقوق الأفراد وصيانة حقوق المجتمع وتنظيم شئون الحياة. حيث إنّ هناک ضعفاً في الوعي العام لدى کثير من الناس تجاه مقاصد الشرع في المحافظة على الضرورات الخمس ، من هنا هدف البحث الحالي إلى تحديد الإطار الفکري للضرورات الخمس في الإسلام ، وتحديد دور القرآن الکريم والسنة النبوية في حفظ الضرورات الخمس ، وتوصل البحث إلى أنّ حفظ الضرورات الخمس يعد من القواعد الضرورية الخمس التي جعلها الله حقا شرعيا لکل إنسان ، وأوجب الإسلام إيجاد المال وتنميته خشية أن يفنى ، وتنمية المال واستثماره وزيادة إنتاجه. | ||||
Keywords | ||||
القرآن الکريم; السنة النبوية; حفظ الضرورات الخمس | ||||
Full Text | ||||
دور القرآن الکريم والسنة النبوية في حفظ الضرورات الخمس دراسة تحليلية
اسم الباحث : ياسر محمد عبد العال عبد الرحيم
1442هـ – 2020م
مستخلص الدراسة
يعدّ الدين الإسلامي منهجًا شاملاً لحياة البشر ؛ فهو ينظّم علاقة الإنسان مع ربه وخالقه سبحانه، من خلال عبادته ، وتعظيمه، وشکره، والتوجّه إليه ، لذا وُجدت الشريعة الإسلامية لأجل حماية حقوق الأفراد وصيانة حقوق المجتمع وتنظيم شئون الحياة. حيث إنّ هناک ضعفاً في الوعي العام لدى کثير من الناس تجاه مقاصد الشرع في المحافظة على الضرورات الخمس ، من هنا هدف البحث الحالي إلى تحديد الإطار الفکري للضرورات الخمس في الإسلام ، وتحديد دور القرآن الکريم والسنة النبوية في حفظ الضرورات الخمس ، وتوصل البحث إلى أنّ حفظ الضرورات الخمس يعد من القواعد الضرورية الخمس التي جعلها الله حقا شرعيا لکل إنسان ، وأوجب الإسلام إيجاد المال وتنميته خشية أن يفنى ، وتنمية المال واستثماره وزيادة إنتاجه. Abstract Islam is a comprehensive approach to human life. It regulates man’s relationship with his Lord and Creator, Glory be to Him, through worshiping Him, glorifying Him, thanking Him, and turning to Him. That is why Islamic law was found in order to protect the rights of individuals, protect the rights of society, and regulate life af fairs. As there is a weakness in the general awareness of many people towards the purposes of the Sharia in preserving the Five Necessities. Hence, the current research aims to define the intellectual framework for the Five Necessities in Islam, and to define the role of the Noble Qur’an and the Prophet’s Sunnah in preserving the Five Necessities, and the research has concluded that Preserving the Five Necessities is one of the five essential rules that God made it a legitimate right for every human being, and Islam enjoins creating and developing money lest it perish, and developing money is its investment and increases its production.
مقدمة: يعدّ الدين الإسلامي منهجًا شاملاً لحياة البشر ؛ يغطي جميع جوانب حياة الإنسان ، ويلبّي جميع احتياجاته ، فهو ينظّم علاقة الإنسان مع ربه وخالقه سبحانه، من خلال عبادته ، وتعظيمه، وشکره، والتوجّه إليه ، کما أنه يفتح للإنسان أبواب العقل ، والمعرفة وينظّم حياة الإنسان في الآخرة، ويبيّن أنّها مبنيةٌ على طبيعة حياته في الدنيا والأخرة. وقد تکفل الله سبحانه وتعالى لمن يتمسک به أن يهنأ ويسعد في الدنيا والآخرة ، وفي هذا الکتاب النجاة لما يحيط بنا من الأخطار ، والسنة النبوية المطهرة ، قال تعالى: ﴿ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ﴾ سورة فاطر:الآية ٣٨، وقال تعالى :﴿ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ﴾ سورة الإسراء:الآية٩ ، وکذلک قال رسول الله (): "ترکت فيکم أمرين لن تضلوا ما تمسکتم بهما کتاب الله وسنة نبيه"(1). وقد وُجدت الشريعة الإسلامية لأجل حماية حقوق الأفراد وصيانة حقوق المجتمع وتنظيم شئون الحياة من خلال قواعد أخلاقية ومثل عليا تتصل بتربية الضمير الإنساني وتوجيه النفس البشرية نحو قيم الحق والفضيلة(2). ؛ فقد عبر التشريع الإسلامي القرون والقارات وعاصر مختلف الحضارات والأجناس وبرهن دائمًا علي أنه صالح لکل زمان ومکان وأنه حل کل المشکلات التي کانت البشرية تعاني منها أشد عناء(3). وتمثل الأحکام الشرعية المستقاه من القرآن الکريم والسنة النبوية القانون الإسلامي الذي يحکم جميع شئون الحياة وينظم مختلف العلاقات بين الناس والمطلوب من الأفراد في المجتمع الإسلامي الوقوف عند حدوده وعدم مخالفة أحکامه(4). مما سبق يتضح أنّ الشريعة الإسلامية بحکم محاسن أحکامها صالحة لکل عصر وآن ولا يمکن أن تکون خاصة بزمان دون زمان ، لأنها شريعة ربانية تقوم منطلقاتها وأسسها وثوابتها ومادتها علي القرآن الکريم الذي فيه حکم ما بيننا وخبر من قبلنا ، وهي نموذج رائع وفريد لکل المشکلات التي تعاني منها البشرية أشد معاناة. ويمکن القول أن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق کرامة الإنسان ؛ لذا تعد هذه الکرامة هي الأساس التشريعي الذي بنيت عليه التشريعات الاسلامية وهدفت إليه ، ولم تکن العقوبات إلا سبيلا لذلک ، من هنا فقد اعتبر التشريع الاسلامي خمسة أشياء يجب أن تحاط بالحماية والضمان تحقيقا لهذه الکرامة البشرية وهذه الأشياء الخمسة هي الدين ، والنفس ، والعقل ، والنسل والمال وهي ما يسمى بالضرورات الخمس(5). حيث إنّ سبب حصر الضرورات الخمس عند معظم العلماء هي ربطها بالحدود ، فحفظ الدين بالجهاد ومقاتلة المرتدين ، وحفظ النفس بالقصاص وحفظ العقل بحد السکر، وحفظ النسل بحدي الزنا والقذف ، وحفظ المال بحد السرقة(6). فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله() قال وحوله عصابة من أصحابه: "تعالوا بايعوني على أن لا تشرکوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادکم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديکم وأرجلکم ، ولا تعصوا في معروف ، فمن وفى منکم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلک شيئاً فعوقب في الدنيا فهو کفارة له ، ومن أصاب من ذلک شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله: إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه ، فبايعناه على ذلک"(7). مشکلة الدراسة: ما أکثر من يفرط من المسلمين في هذا الزمان بالضرورات الخمس ؛ حيث کثر الهرج والمرج وقتل النفس لأحقر الأسباب حيث لا يدري الإنسان فيما قتل ولماذا قتل ، أما الأعراض فحدث ولا حرج فاستباحتها صارت مألوفة وتطالعنا الأخبار في کل حين بما يحدث من انتهاک لأعراض المسلمين في أرجاء المعمورة وأما أم الخبائث فتعددت مسمياتها وأنواعها وأضرارها النفسية والاجتماعية. فقد أکدت دراسة(سعود الشايع ،2000م) أنّ هناک ضعفا في الوعي العام لدى کثير من الناس تجاه مقاصد الشرع في المحافظة على الضرورات الخمس ، وأنّ غياب العقوبة أو ضعفها يغري الکثيرين بالعبث بتلک الضرورات الخمس ، کذلک الانفتاح العالمي عبر الانترنت والاختلاط والسياحة مما يعوق المحافظة على الضرورات الخمس(8). وأشارت دراسة(أمل راشد ابراهيم ، 2019م) إلى أن العلوم التربوية في هذه الأيام تبلورت على مقومات الفکر الغربي ، وانفصلت عن منهج الإسلام مما أدى إلى وجود أزمة فکرية عند المسلمين والجمود والتکرار في تلک العلوم ، وضعف إلمام الباحثين المتخصصين في العلوم الإنسانية بالعلوم الشرعية ، فالإسلام منهج حياة شامل لکل العلوم الاجتماعية والإنسانية ؛ لذا فإن غايات العلوم التربوية يجب أن تصب دائرة وغايات مقاصد الشريعة الإسلامية التي تستهدف مصلحة الإنسان الدنيوية والأخروية(9). ويمکن القول أنه إذا أراد الإنسان السعادة فإنّ عليه الاقتفاء بالمنهج الرباني والسير علي منواله والالتزام بمنهجه قولًا وعملًا وتطبيقًا وتربية ومنهج حياة خاصة أنّ أمتنا الآن تمر بالعديد من المشکلات ، والسبيل الوحيد للخروج من خضم هذه المشکلات هو العودة للکتاب والسنة. أهداف الدراسة 1) تحديد الإطار الفکري للضرورات الخمس في الإسلام. 2) تحديد دور القرآن الکريم والسنة النبوية في حفظ الضرورات الخمس. أهمية الدراسة: تکمن أهمية الدراسة في أنها تتصدى لقضية أحکام القضاة في الإسلام لحفظ الضرورات الخمس من خلال تعزيز فهم النصوص القرآنية والنبوية واستنباط الدلالات والمضامين التربوية منها. تساؤلات الدراسة يمکن تحديد تساؤلات الدراسة فيما يلي: 1) ما الإطار الفکري للضرورات الخمس في الإسلام؟ 2) ما الآليات اللازمة لتفعيل المضامين التربوية لأحکام القضاة في الإسلام من أجل حفظ الضرورات الخمس؟ منهج الدراسة: اعتمد الباحث في دراسته على استخدام المنهج الاستنباطي کأداة أساسية لوصف وتحليل ما جاء في القرآن الکريم من آيات ، والسنة النبوية من أقوال وأفعال يمکن ترجمتها إلى تطبيقات تربوية قابلة للتحقيق والتطبيق على أرض الواقع. الإطار النظري: الضرورات الخمس(إطار مفاهيمي): مفهوم الضرورات الخمس: يمکن تعريف الضرورات الخمس على أنها المصالح التي تتضمن حفظ مقصود من المقاصد الخمسة وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسب(10). ، ما لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة بل على فساد وتهارج وفوت حياة ، وفي الأخرى فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران المبين(11). کذلک يقصد بالضرورات الخمس بأنها المصالح التي تتضمن الضروريات الخمسة(12).، أو أنها ما تصل الحاجة إلى حد الضرورة(13).، کما تعرف بأنها ما کانت مصلحته في محل الضرورة(14).، ويمکن عرض هذه الضروريات الخمس کما يلي: 1-حفظ الدين: تعد هذه القاعدة من أهم ما يميز النظام الإسلامي عن غيره من النظم الوضعية، إذ بينما نجد أن النظم الأخرى لا تقصد إلى حماية القيم الروحية نرى أن النظام الإسلامي يقصد إلى حمايتها قدر قصده إلى حماية المصالح الدنيوية(15). فلم ينزل الله دينا إلا کان فيه هدى ونور، هدى للناس فيما يختلفون فيه من أمر العالم وخالقه، ونور يضيء للسالکين في دروب الحياة طريق الحق ويسوقهم إلى جادة الخير. ويکون حفظ الدين بالإيمان والإتيان بأرکان الإسلام الخمسة والجهاد ومحاربة البدع والنفس حفظها يکون بالقيام عليها وتوفير أسباب العيش لها وبمشروعية القصاص والعقل حفظه يکون بالعلم وتحريم المسکرات والمخدرات والنسل حفظه يکون بالتناکح ورعايته وضبط النسب وتحريم الزنا ، والمال حفظه يکون بتنميته وعدم إتلافه وبإيجاب الضمان وحد السرقة(16). التطبيقات التربوية لحفظ الدين 1-التربية على العمل بالدين الإسلامي والحکم به في جميع شئون الحياة الإنسانية. 2-التربية على الجهاد في سبيل الله ، وفي ذلک يقول الله تعالى(ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) سورة الأنفال:الآية39. 3-التربية على الدعوة إلى الدين ؛ حيث يقول تعالى(ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ) سورة آل عمران:الآية104. 4-تشجيع ثقافة الحوار في جميع المؤسسات التربوية ، وتنمية قيم قبول الرأي الأخر حتى لا تظهر سلوکيات التعصب والغلو والإرهاب داخل المجتمع. 5-التربية على محاربة الأفکار والمعتقدات الفاسدة والمنحرفة حتى لا تتسرب إلى العقول المسلمة. 6-تفعيل دور وسائل التواصل الاجتماعي في المحافظة على الدين الإسلامي. 2-حفظ النفس: لقد عنيت الشريعة الإسلامية بالنفس عناية فائقة ، فشرعت من الأحکام ما يجلب المصالح لها ويدفع المفاسد عنها، وذلک مبالغة في حفظها وصيانتها، ودرء الاعتداء عليها لأنه بتعريض الأنفس للضياع والهلاک يفقد المکلف الذي يتعبد لله سبحانه وتعالى ، وذلک بدوره يؤدي إلى ضياع الدين(17). ويعد حفظ النفس من القواعد الضرورية الخمس التي جعلها الله حقا شرعيا لکل إنسان فلا يصح الاستخفاف به والتعدي على حقوق الله في حياة الناس ، وقد جعل الله المرض ابتلاء من الله تعالى لعباده ، والله سبحانه هو الذي منح الحياة للبشر وحرم عليهم الانتحار مهما تکن الأسباب وجعل قتل النفس من الکبائر. التطبيقات التربوية لمقصد حفظ النفس 1-التربية على حرمة الاعتداء على النفس وقتلها بغير وجه حق: قال تعالى (ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ)سورة النساء:الآية93. 2-وضع الحدود کالقصاص في القتل: لقد شرعت التربية الإسلامية العديد من الحدود وذلک عبر الکثير من النصوص منها قوله تعالى: (ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ) سورة البقرة:الآية179. 3-التربية على منع کل ما يؤدي إلى القتل: لقد حرصت التربية الإسلامية على سد الذرائع المفضية إلى جلب المفاسد وتفويت المصالح فحرمت الاعتداء على المسلمين وحمل السلاح عليهم. 4-التربية على فضل العفو عن القاص: بالرغم من أن الشريعة الإسلامية شرعت القصاص إلا أنها رغبت في العفو قال تعالى: (ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ) سورة البقرة :الآية178. 5-التربية على تحريم الانتحار حفظا للنفس البشرية: إن الانسان ملک لخالقه لذلک لا يجوز أن يتصرف في نفسه إلا في حدود ما أذن له الخالق لأن اعتداءه على نفسه کاعتدائه على غيره عند الله. 6-التربية على إباحة المحظورات للضرورة: قال تعالى: (ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ) سورة الأنعام:الآية119. 3-حفظ العقل: فضّل الله الإنسان بالعقل، وميزه على سائر الحيوانات ، وبهذا العقل صار الإنسان خليفة الله في أرضه وسخر له ما في البر والبحر بواسطة هذا العقل، وکلفه بعبادته وطاعته اعتمادا على وجود العقل(18). فالعقل نعمة عظيمة أنعم الله بها على الإنسان وميّزه به عن الحيوان ، فإذا فقد الإنسان عقله أصبح کالأنعام يساق إلى حتفه ، وهو لا يشعر وينفرط عليه أمره وتفسد عليه مصالحه. التطبيقات التربوية لمقصد حفظ العقل يمکن إجمال التطبيقات التربوية لمقصد حفظ العقل فيما يلي: 1-التربية على أهمية العقل فهو مناط التکليف في التربية الإسلامية ، وهو أداة فهم خطاب الشارع ولذا اهتمت النصوص الشرعية بمفهومه ومشتقاته التي جاءت في تسعة وأربعين(49) موضعا في القرآن الکريم. 2-فرضية طلب العلم ، فالعلم هو الخاصية الأولى في الانسان، لذلک عرض القرآن الکريم في قصة آدم عليه السلام امتاز به على الملائکة وما أهله للقيام بحق الخلافة في الأرض قال تعالى:(ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ )سورة البقرة:الآيتان31-32. 3-التربية على تحرير العقل من إرث التصورات والأفکار الجاهلية التي تعتقد الخرافة وتجعل العقل حبيسًا ، ولذا رفضت التربية الاسلامية الکهانة والرجم بالغيب وحاربت کل مظاهر الانحراف العقائدي والفکري کعبادة الأوثان. 4-التربية على المحافظة على سلامة العقل فقد منعت التربية الإسلامية کل من شأنه إزالة العقل وإلحاق الضرر به من سائر المخدرات والمسکرات وما شابهها قال تعالى: (ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ )سورة البقرة:الآية32. 5-التربية على ممارسة عبادة التفکير في بديع صنع الله سبحانه وتعالى لتنشئة العقلية العلمية التي ترفض اتباع الظن أو الهوى وترفض التقليد للآباء وللسادة الکبراء. 4-حفظ النسل: يعد حفظ النسل من الرکائز الأساسية في الحياة ومن أسباب عمارة الأرض ، وفيه تکمن قوة الأمم وبه تکون مرهوبة الجانب عزيزة القدر تحمي أديانها وتحفظ نفوسها وتصون أعراضها وأموالها. التطبيقات التربوية لمقصد حفظ النسل يمکن إجمال التطبيقات التربوية لمقصد حفظ النسل والنسب في الآتي: 1-التربية على الترغيب في تکثير النسل: فقد شجعت التربية الإسلامية على تکثير النسل ؛ فقال تعالى (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ) سورة الکهف: الآية46، وقال النبي() "تزوجوا الولود الودود فإني مکاثر بکم"(19). 2-التربية على الترغيب في النکاح: فقد حثت التربية الإسلامية على النکاح وجعلته الطريق الحلال للتکاثر حفظا للنوع الإنساني من الفناء قال تعالى: (ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ) سورة النساء:الآية3. 3-التربية على حرمة قتل الأولاد وإجهاض الحوامل: فقد شددت التربية الاسلامية على حرمة ذلک عبر مجموعة من النصوص ومنها قوله تعالى (ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ) سورة الاسراء: الآية31. 4-التربية على حرمة نفي النسب أو إثباته على خلاف الواقع: فقد أکدت التربية الإسلامية على هذا الأمر نظرا لما له من تأثير على انتظام حياة الأسرة والمجتمع وطهارتها ومن ذلک قوله تعالى : (ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ) سورة الأحزاب: الآية5. 5-التربية على حرمة الزنا واللواط والقذف: وذلک حماية للعرض ولذا وضعت الشريعة الإسلامية الحدود والعقوبات لذلک قال تعالى: (ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ) سورة الإسراء:الآية32. 5-حفظ المال: يعد المال سر التقدم للشعوب ؛ فشرع الله طرقا لکسبه وإنفاقه وتنميته ، وشرع تحريم الاعتداء عليه بالسرقة والغصب وقطع الطرق ، وأوجب الحد بالسرقة والزجر بشرع التعزير في الغصب والغش ، وحرّم أکل أموال الناس بالباطل ، وکل ما يؤدي إلى ذلک تکميلا لهذا الأصل ؛ لذا فإن المال من الضروريات ، حيث تقوم به کثير من أمور الحياة الضرورية لذلک أمر الله عباده بحفظه وعدم إتلافه قال تعالى: (ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ) سورة النساء:الآية5. التطبيقات التربوية لمقصد حفظ المال 1- التربية على أن المال مال الله والناس مستخلفون فيه: قال تعالى(ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ) سورة الحديد:الآية7. فنظرة التربية الإسلامية للمال على أنه مال الله تعالى استخلف فيه الفرد ليعمر به الأرض. 2- التربية على السعي المشروع في طلب المال وکسبه: قال تعلى(ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ) سورة الملک:الآية15. 3- التربية على الکسب الحلال واجتناب الکسب الحرام: قال تعالى(ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ) سورة المؤمنون:الآية51. 4- التربية على عدم إضاعة المال: قال تعالى(ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ) سورة الأعراف:الآية31. 5- التربية على أداء الحقوق لأهلها: ومن هذه الحقوق أداء الزکاة إلى مستحقيها قال تعالى(ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ) سورة التوبة:الآية60. 6- التربية على حماية الأموال من السفهاء: قال تعالى(ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ) سورة النساء:الآية5. 7- التربية على حرمة کل صور وأوجه أکل أموال الناس بالباطل کالتحايل والتزوير واستغلال النفوذ والتعزير والغش والسرقة والرشوة والغضب وتشريع العقوبات المترتبة على ذلک. نتائج البحث: توصل الباحث من خلال بحثه إلى النتائج التالية: 1) يمکن تعريف الضرورات الخمس على أنها المصالح التي تتضمن حفظ مقصود من المقاصد الخمسة وهي حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسب ، ما لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة بل على فساد وتهارج وفوت حياة ، وفي الأخرى فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران المبين. 2) يساعد حفظ الدين على انتشار الأمن والاستقرار في ربوع البلاد والطمأنينة على الأنفس والأعراض والأموال ، ورد اعتداء الأعداء على المسلمين ودحض مزاعمهم عن الإسلام ودحض مطامعهم في دولة الإسلام. 3) يعد حفظ النفس من القواعد الضرورية الخمس الذي جعلها الله حقا شرعيا لکل إنسان فلا يصح الاستخفاف به والتعدي على حقوق الله في حياة الناس. 4) تساعدالمحافظة على النفس على إغلاق الأبواب التي تؤدي إلى الاعتداء على حقوق الآخرين المبنية على المشاحنة والمضايقة ، ومنع إثارة النزاعات والخصومات بين أفراد المجتمع. 5) حماية العقول من الاعتداء عليها بغير حق مشروع ومن التعرض لها ، وإقامة العقوبات المتعلقة بحفظ العقل والمحافظة عليه. 6) بالمحافظة على النسل يتم البعد عن اختلاط الأنساب والابتعاد عن جرائم العرض والزنى، وحفظ هيبة الأمة بين الأمم وکرامتها وحمايتها من ارتکاب الجرائم المتعلقة ، بالمحافظة على النسل يتم نسب الأبناء إلى آبائهم وبالتالي يعيش الأبناء في ظل رعاية الوالدين ، والبعد عن ارتکابهم للفواحش والجرائم وحمايتهم من التشرد والضياع. 7) ينزل الإسلام المال منزلته من الاعتبار وبقدره قدره ويعتبره في تشريعه السياسي مقصدا أساسيا من المقاصد الخمسة الضرورية بل عنصرا مقوما للدولة ، وأوجب الإسلام إيجاد المال بل وتنميته خشية ألا يفي أو أن يفنى ، وتنمية المال استثماره وزيادة إنتاجه. 8) بالمحافظة على المال يتم تحقيق العيش الکريم للعباد وإيصالهم إلى غاياتهم المنشودة ، وتحقيق مصالحهم ، وتحقيق السعادة لهم ودرء المفاسد عنهم ، حفظ حقوق وأموال الناس من الضياع أو التعرض لها، ورعاية الأموال وصرفها في الوجوه المشروعة وعدم تبذيرها، ورعاية الأمر الفطري المغروس عند الناس وهو حب التملک والدفاع عنه.
مراجع البحث ([1]) الإمام مالک بن أنس ، الموطأ ، صححه وعلق عليه محمد فؤاد عبد الباقي ، کتاب القدر ، باب(1) النهي عن القول بالقدر رقم(3) ، القاهرة: دار إحياء الکتب العربية ، المجلد(2) ، 1979م ، ص899. (2) عدنان عبدالرحمن الدروي ، أصول علم الإجرام علم العقاب ومعاقبة المذنبين ،الکويت : منشورات ذات السلاسل ، 2005، ص133. (3) أحمد شلبي ، موسوعة الحضارة الإسلامية التشريع والقضاء ، القاهرة : مکتبة النهضة المصرية ، 1989م، ص234. (4) عبد الکريم زيدان ، نظام القضاء في الشريعة الإسلامية ، عمان: مکتبة البشائر ، 1989م ، ص5. (5) محمد بلتاجي ، منهج عمر بن الخطاب في التشريع ، دراسة مستوعبة لفقه عمر وتنظيماته ، القاهرة: دار الفکر العربي ، 1970م، ص238. (6) حرش أسعد المحاسن، ترتيب المقاصد الضرورية بين المتقدمين والمعاصرين وأهميتها للمفتي ، مجلة دراسات وأبحاث ، العدد(12)، سبتمبر ، جامعة الجلفة ، 2013م ، ص9. (7) محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري ، کتاب مناقب الأنصار ، باب وفود الأنصار إلى النبي() بمکة وبيعة العقبة ، رقم الحديث3892 ، ص953. (8) سعود بن عبد العزيز الشايع ، أثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر في حفظ الضرورات الخمس: دراسة تطبيقية على الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر بالمملکة العربية السعودية ، رسالة دکتوراه ، معهد بحوث ودراسات العالم الاسلامي ، جامعة أم درمان الاسلامية بالسودان ، 2000م. (9) أمل راشد إبراهيم الخليفة ، التطبيقات التربوية المعاصرة لمقاصد الشريعة الإسلامية الضرورية ، المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج ، العدد(67) ، الجزء(2) ، نوفمبر 2019م ، ص1127. (10) أبو حامد محمد بن محمد الغزالي ، المستصفى ، تعليق محمد مصطفى ابي العلا ، مصر: شرکة الطباعة الفنية المتحدة ، د.ت، ص251. (11) إبراهيم الغرناطي الشاطبي ، الموافقات في أصول الشريعة ، بيروت: دار المعارف ، د.ت ، المجلد(2) ، ص8. (12) يوسف أحمد البدوي ، مرجع سابق ، ص129. (13) عبد الرحمن جاد الله البناني ، حاشية البنائي على شرح المحلي ، بيروت: دار الفکر، الجزء(2) ، ص28. (14) محمد بن احمد بن عبد العزيز الفتوحي الحنبلي ، شرح الکوکب المنير ، تحقيق: محمد الزحيلي & رنزيه حماد ، الرياض: مکتبة العبيکان الجزء(4) ، 1993م ، ص159. (15) محمد رأفت عثمان، بعض المبادئ التي تحکم الإدارة العامة في الاسلام ، ندوة "الإدارة في الاسلام" التي نظمها المعهد الاسلامي للبحوث والتدريب التابع لبنک التنمية بجدة بالتعاون مع جامعة الأزهر في الفترة من 15-19 سبتمبر ، 1990م ، ص133. (16) يوسف أحمد البدوي ، مرجع سابق ، ص ص126-127. (17) محمد بن سعد بن أحمد اليوبي ، مرجع سابق ، ص211. (18) يوسف حامد العالم ، مرجع سابق ، ص325. (19) أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي ، سنن أبو داود، تحقيق شعيب الأرنؤوط ، محمد کامل قروبللي، کتاب النکاح ، باب في تزويج الأبکار ، بيروت: دار الرسالة العالمية ، الجزء(3) ، 1430هـ/2009م ، رقم 2050، ص395.
| ||||
References | ||||
([1]) الإمام مالک بن أنس ، الموطأ ، صححه وعلق عليه محمد فؤاد عبد الباقي ، کتاب القدر ، باب(1) النهي عن القول بالقدر رقم(3) ، القاهرة: دار إحياء الکتب العربية ، المجلد(2) ، 1979م ، ص899. (2) عدنان عبدالرحمن الدروي ، أصول علم الإجرام علم العقاب ومعاقبة المذنبين ،الکويت : منشورات ذات السلاسل ، 2005، ص133. (3) أحمد شلبي ، موسوعة الحضارة الإسلامية التشريع والقضاء ، القاهرة : مکتبة النهضة المصرية ، 1989م، ص234. (4) عبد الکريم زيدان ، نظام القضاء في الشريعة الإسلامية ، عمان: مکتبة البشائر ، 1989م ، ص5. (5) محمد بلتاجي ، منهج عمر بن الخطاب في التشريع ، دراسة مستوعبة لفقه عمر وتنظيماته ، القاهرة: دار الفکر العربي ، 1970م، ص238. (6) حرش أسعد المحاسن، ترتيب المقاصد الضرورية بين المتقدمين والمعاصرين وأهميتها للمفتي ، مجلة دراسات وأبحاث ، العدد(12)، سبتمبر ، جامعة الجلفة ، 2013م ، ص9. (7) محمد بن إسماعيل البخاري ، صحيح البخاري ، کتاب مناقب الأنصار ، باب وفود الأنصار إلى النبي() بمکة وبيعة العقبة ، رقم الحديث3892 ، ص953. (8) سعود بن عبد العزيز الشايع ، أثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر في حفظ الضرورات الخمس: دراسة تطبيقية على الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر بالمملکة العربية السعودية ، رسالة دکتوراه ، معهد بحوث ودراسات العالم الاسلامي ، جامعة أم درمان الاسلامية بالسودان ، 2000م. (9) أمل راشد إبراهيم الخليفة ، التطبيقات التربوية المعاصرة لمقاصد الشريعة الإسلامية الضرورية ، المجلة التربوية لکلية التربية بسوهاج ، العدد(67) ، الجزء(2) ، نوفمبر 2019م ، ص1127. (10) أبو حامد محمد بن محمد الغزالي ، المستصفى ، تعليق محمد مصطفى ابي العلا ، مصر: شرکة الطباعة الفنية المتحدة ، د.ت، ص251. (11) إبراهيم الغرناطي الشاطبي ، الموافقات في أصول الشريعة ، بيروت: دار المعارف ، د.ت ، المجلد(2) ، ص8. (12) يوسف أحمد البدوي ، مرجع سابق ، ص129. (13) عبد الرحمن جاد الله البناني ، حاشية البنائي على شرح المحلي ، بيروت: دار الفکر، الجزء(2) ، ص28. (14) محمد بن احمد بن عبد العزيز الفتوحي الحنبلي ، شرح الکوکب المنير ، تحقيق: محمد الزحيلي & رنزيه حماد ، الرياض: مکتبة العبيکان الجزء(4) ، 1993م ، ص159. (15) محمد رأفت عثمان، بعض المبادئ التي تحکم الإدارة العامة في الاسلام ، ندوة "الإدارة في الاسلام" التي نظمها المعهد الاسلامي للبحوث والتدريب التابع لبنک التنمية بجدة بالتعاون مع جامعة الأزهر في الفترة من 15-19 سبتمبر ، 1990م ، ص133. (16) يوسف أحمد البدوي ، مرجع سابق ، ص ص126-127. (17) محمد بن سعد بن أحمد اليوبي ، مرجع سابق ، ص211. (18) يوسف حامد العالم ، مرجع سابق ، ص325. (19) أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي ، سنن أبو داود، تحقيق شعيب الأرنؤوط ، محمد کامل قروبللي، کتاب النکاح ، باب في تزويج الأبکار ، بيروت: دار الرسالة العالمية ، الجزء(3) ، 1430هـ/2009م ، رقم 2050، ص395. | ||||
Statistics Article View: 17,619 PDF Download: 1,037 |
||||