الاستفادة من مقومات بناء الشکل في التجريدية التعبيرية لإثراء القيم الجمالية في تصميم الحلي | |||||||||||||||||
مجلة بحوث التربية النوعية | |||||||||||||||||
Article 14, Volume 2016, Issue 43, July 2016, Page 325-348 PDF (1.89 MB) | |||||||||||||||||
Document Type: مقالات علمیة محکمة | |||||||||||||||||
DOI: 10.21608/mbse.2016.139291 | |||||||||||||||||
View on SCiNiTO | |||||||||||||||||
Authors | |||||||||||||||||
مينا ممدوح لبيب سليمان* 1; جمال السيد الاحول2; أمل محمد امين الشهاوى3 | |||||||||||||||||
1باحث ماجستير | |||||||||||||||||
2أستاذ ورئيس قسم المنتجات المعدنية والحلى ـ کلية الفنون التطبيقية ـ جامعة حلوان | |||||||||||||||||
3مدرس الأشغال الفنية ـ کلية التربية النوعية ـ جامعة المنصورة | |||||||||||||||||
Abstract | |||||||||||||||||
ملخص البحث يهدف هذا البحث إلي الاستفادة من مقومات الشکل في المدرسة التجريدية التعبيرية وانتاج حلي مبتکرة تحمل القيم الجمالية للتجريدية التعبيرية يتلخص البحث في: أولا مشکلة البحث وأهدافه وفروضه وأهميته. وتناول البحث التجريدية التعبيرية من حيث المفهوم ونشأتها وأهم فنانيها وأعمالهم کما تناول البحث بناء العمل الفني عند الفنان التجريدي التعبيري وأهمية التصميم ودوره في العملية التصميمية. وتم عمل أفکار تصميمية قائمة علي البناء الخطي وتم عمل تحليل فني للنماذج التصميمية والأفکار المشتقة منها کما تم عمل تطبيقات عملية لحلي من القيم الجمالية للمدرسة التجريدية التعبيرية | |||||||||||||||||
Full Text | |||||||||||||||||
مقدمة: تحمل لنا اتجاهات الحداثة الفنية بين طياتها ثورات هائلة , ومحاولات مستمرة تنم عن روح التجديد ومواکبة العصر الذي نعيشه , حيث تنوعت أساليب الأداء والمضمون والخامات المستخدمة في تشکيل العمل الفني , مما أدى بالفن إلى البحث وراء الخامة لمواکبة رکب التطور , والإستلهام من التراث والبيئة کمصادر للرؤى والاتجاهات الحديثة فأصبح لکل اتجاه فني مصادر متعددة لإستلهام الأفکار مع الارتباط بجذور الطبيعة والتراث . "فقد مرت الحرکة التشکيلية العالمية بفترات تغير کثيرة , سواء کانت مرتبطة بالفکر أو بالأسلوب الأدائي أو التقنيات أو الخامات وکان هذا التغير دائماً مصاحباً للتغير في مقومات المجتمع الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية أو الأقتصادية أو التکنولوجية. ولما کان الفن هو أحد هذه المقومات فلقد تفاعل دائماً معها وتأثر بأي تغير يطرأ عليها ليعبر بلغته الصامتة عن أحداث المجتمع" ([1]). وقد کان من الطبيعي أن يتأثر مصممي الحلي بتلک المتغيرات الحضارية من اتجاهات ومدارس فنية , وقد وجد الکثير منهم في أبعادها الفکرية منطلقات جديدة للتعبير عن رؤيتهم الفنية. فظهرت جماعات مستحدثة في مجال الحلي عکست العديد من الحلول التشکيلية والجمالية , ارتبطت في معظمها بالمفاهيم الفکرية لتلک الاتجاهات وبخاصة المدرسة التعبيرية التجريدية . "وترجع أهمية المدرسة التجريدية التعبيرية في الحرکة التشکيلية إلى توسيع مفهوم الفن بشکل عام , وتجددت لغته , ولقد رفض المفهوم الجديد مبدأ الشکل المثالي للمحاکاة والذي لم يکن يعد فناً بالمفهوم التقليدي الذي قدمته معايير الکلاسيکية , وقد أصبح الآن قيمة فنية فالصفة التزينية التي کانت لا ترقي إلي مستوى الفن بالمفهوم الأکاديمي في الغرب أخذت تلعب دوراً هاماً في تقدير الفن الحديث " ([2]). مشکلة البحث: أصبح من الضرورة الملحة التعمق فى دراسة المدارس الفنية الحديثة وقد اختار الباحث المدرسة التجريدية التعبيرية لما لها من أثر واضح علي صياغات الحلي الحديثة , واکتساب الجديد من المتغيرات الجمالية والتشکيلية المستحدثة . ومن خلال دراسة الباحث لمجال الحلى المعدنى لاحظ الباحث من وجود قصور فى دراسة التجريدية التعبيرية فى صياغة الحلى المعدنى بصور جديدة ومبتکرة ومن هنا يمکن ان تتحدد مشکلة البحث فى السؤال الاتى کيف يمکن الاستفادة من المدرسة التجريدية التعبيرية في إثراء القيم التشکيلية لتصميم مشغولة الحلي ذات طابع عصرى؟ ويتفرع من السؤال الرئيسى عدة تساؤلات:- 1. کيف يمکن الاستفادة من دراسة التجريدية التعبيرية فى تصميم الحلى؟ 2. ما مدى امکانية الوصول الى انتاج حلى مبتکرة؟ أهداف البحث:
فروض البحث : يفترض الباحث ان دراسة المدرسة التجريدية التعبيرية يمکن ان يثري من القيم التعبيرية في تصميم مشغولة الحلي . أهمية البحث : 1. الاستفادة من المقومات الجمالية التى تاسست عليها اعمال الحرکة التجريدية التعبيرية . 2. ايجاد افاق ابتکاريةجديدة تفيد مجال مشغولات الحلى. 3. انتاج مشغولة حلى تتميز بالفرادة والحداثة . حدود البحث: يقتصر البحث على النقاط التالية :
مصطلحات البحث :
تعتمد فکرة الفن الحديث علي محاولة الفنان ابتکار وسائل جديدة للتعبير مستمدة من فکره وفلسفته الذاتية , وقد استغل زعماء الفن الحديث بابتکار طرقاً ينفذون ويخرجون بها أعمالهم , کما اهتموا اهتماماً خاصاً بالبحث والتجريب والعلم لابتکار أساليب خاصة بهم ([3]).
هي اتجاه فني يعتمد فيه الفنان علي شخصيته وأسلوبه مع سيطرة الانفعالات الإنسانية فيعبر الفنان عن مشاعره الذاتية دون اللجوء الي محاکاة الواقع ([4]).
يعني التجريد في الفن تخليص الأشکال من خصائص العضوية وإظهارها في نظام هندسي بسيط وثيق الصلة بالمفاهيم الرياضية, للوصول إلي جوهر الشکل بالاستناد الي مبادئ الرياضيات ([5]).
في نهايات الخمسينات کانت المحاولات الأولي للفنانين يترجم روح التجريدية التعبيرية من خلال تجميع الخامات التي أکدت أهمية دورها من خلال اللدائن الکيماوية نتاج الصناعة الحديثة حيث وجد الفنانون قدراً من التلقائية بما تبدو عليه الخامة من خصائص في شکل معبر في ذاته وقد اتجه غيرهم من الفنانين لاستخدام الخامات الطبيعية من أحجار وغيرها للتعبير عن موضوعات مستمدة من بنائها وترکيبها بطاقة تعبيرية وهو ما يمثل ظهور الجانب العضوي في الأعمال التجريدية التعبيرية . ويمکن القول أن التجريدية التعبيرية "من لا شکلي أو لا موضوعي أو لا تشخيصي حيث يشبه الموسيقي التي ما هي إلا نغمات متدفقة تعبر عن وجدان الفنان دون أن يظهر في هذه الموسيقي عناصر أو شخوص أو رموز فالتزامن والتدفق والوفرة والانفراج والميوعة والصلابة والعضوية کلها تستثيرها بعض الأعمال التجريدية ([6]).
" ورد في المعجم الوسيط أن " الحلي " هو ما يتزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة ([7]) کما عرفت الحلي بأنها: ما أنتجه الفنان علي مر العصور من المعادن المختلفة والأحجار الکريمة بقصد الزينة کالأقراط والدلايات والأساور والخواتم وغيرها , وکانت تلبس أحياناً لأغراض اجتماعية متعددة ([8]). ويصنف الحلي إلى ثلاث أنواع هي: - الحلي التي تصاغ من المعادن الثمينة وغير الثمينة . - المجوهرات . - المکملات والحليات المصاغة من المعادن والخامات الأخرى . والمقصود بالحلي في هذا البحث هو الحلي الذي يعتمد في بناءه الأساسي علي الخامات المعدنية الثمينة وغير الثمينة کخامة رئيسية وقد يستخدم معه بعض الخامات الأخرى مثل الأحجار الکريمة وشبه الکريمة .
في شمولها هي تلک الوسائل المنتجة لغرض إضافة قيم جمالية لزينة کائن حي ( إنسان – حيوان) ويشيع استخدام لفظ "الحلي" علي ما يخص وسائل زينة الإنسان ويطلق علي کل ما يصاغ من المعادن وغيرها ليلبس بغرض الزينة ([9]) ومن أهم أهداف إستخدام الحلي هو إضافة قيمة جمالية للفرد تزيد من رصيد ما يتمتع به من مقومات جمالية طبيعية .
هو کل مادة صلبة متجانسة غير عضوية تکونت بفعل عوامل طبيعية وتتميز بأن لها بناءاً ذرياً منظماً وترکيباً کيميائياً مميزاً ([10]).
التصميم: هو عملية ابتکارية علي مستوي عالي ومن خلالها يحاول المصمم إرضاء الآخرين في حين قد يجد صعوبة في إرضاء نفسه. ويستخلص من مما سبق إن التصميم هو التخطيط على مستوى دقيق بهدف إرضاء إحتياج الأخرين, ومن خلاله يقدم حلولاً جماليه وظيفية وتکنولوجيه وإقتصادية وبيئية مبتکرة . التصميم: هو الخطة لتشکيل شئ ما أو ترکيبه بأوسع معاني هذه الکلمة ويعتمد التصميم علي قدرة المصمم علي الابتکار لأنه يستغل ثقافته وقدراته التخيلية ومهاراته في خلق عمل يتصف بالجدة – أو هو عمل مبتکر يؤدي الي تحقيق الغرض أو الوظيفة التي وضع من أجلها . ويجب ألا يغيب عن ذهننا في هذا الصدد اعتبارات أساسية هي الوحدة والأيقاع والاتزان والتناسب والسيادة ([11]).
فهو الهيئة التي تظهر فيها العناصر المختلفة التي يستخدمها الفنان سواء کانت عناصر مستوحاة من الطبيعة يأخذها الفنان کما هي دون تغيير إلا في حدود ما تقتضيه التکوينات والترکيبات الملائمة أو يغير فيها بحيث تصبح ذات ملامح وأشکال جديدة تخدم رؤيته الفنية التشکيلية أو عناصر مؤلفة مبتکرة لا صلة لها بالطبيعة ينظمها الفنان في تکوينات ذات صيغة تجريبية ([12]). يعرف الشکل بأنه مجسم المادة المحدد بأسطح متقاطعة توصف مواضعها واتجاهاتها وتعين بوحدات قياس . الشکل هو المحتوي لمجموعة من القيم المرجوة التي تعبر عن الاحتياجات الإنسانية. ويعتبر الشکل هو الإطار المرئي للشئ ([13]). في بناء الشکل الخارجي وملمسه ولونه ودرجات صقله إذا کان لامعاً ومدي انعکاس الضوء عليه بالإضافة الي نوعية الخامات المستخدمة في تکملة بناء السطح الخارجي ([14]).
1 – التجريدية التعبيرية Abstract expressionism: ظهرت في أوربا على يد " کاندنسکي" في أعماله الأولى منذ عام 1910 ، کما ظهرت في الولايات المتحدة الأمريکية على يد الفنانين المهاجرين من أوربا ، ثم الفنانين الأمريکيين أمثال "بول کلي " ،"مارلي توبي" ، وقد تميز هذا الاتجاه بالتعبير عن المشاعر المختزنة في اللا شعور بطريقة تلقائية ، وبقلة وجود مساحات مجددة تمثل أشکالا بعينها ، أو تعبر عن موضوع ما ، وبتداخل المساحات والألوان وتشترک نظرة هؤلاء الفنانين في الثورة على الارتباط بالأساليب القديمة ، والرغبة العميقة في التعبير التلقائي عن المشاعر الموجودة في اللا شعور بحرية تامة ([15]) . ويتضح ذلک في لوحة کاندنسکي: " دوائر متعددة " (لوحة رقم 4) التي أنتجها عام 1934 حيث يتضح التصميم المحکم والعلاقات المتزنة بين الأشکال والخطوط المنغمة التي تعبر عن الانفعالات الداخلية للفنان ويقول " جان برتلليمي "(*) عن الصورة التجريدية التعبيرية ، إنها قطعة تصويرية فقط ، ولا تعبر عن موضوع ما ، فإنها هي في ذاتها تصبح موضوعا قيمته في بنائه الداخلي ، وتعظيم عناصره ، وتماسک أجزائه ، وهي تشبه قطعة موسيقية ، ليست في حاجة لکي تبرر وجودها ، بکونها تعني شيئا ما.
لوحة رقم :4 اسم الفنان : فاسيلى کاندنسکى ( .wassilykandinsky) اسم العمل: دوائر متعددة سنة 1926 نقلا عن www.wassilykandinsky.ru بتاريخ 31/3/2010 ويتضح ذلک کما في لوحة کاندنسکي " ارتجال 3 " (لوحة رقم 5) التي أنتجها عام 1909 وتتميز الأعمال التجريدية التعبيرية بالمساحات اللونية والخطية غير المنتظمة کذلک فإنها تتصف بقدر من التلقائية وتداخل المساحات وباندماجها في بعضها ، ومع ذلک يمکن التمييز بين الشکل والأرضية ، فحين تبرز الأشکال تتوارى الأرضيات ، من خلال وجود أشکال قائمة نوعا ، تسبح في فراغ أفتح منها ، وفي حرکة دوامية غير مستقرة ، إلا أن العلاقات تبدو موحية ، حيث يسقط المشاهد من مخزون الذاکرة الحالة العقلية ، والمزاجية له على هذه الأعمال حين يتأملها ([16]) .
لوحة رقم :5 اسم الفنان :فاسيلى کاندنسکى ( .wassilykandinsky) اسم العمل :ارتجال 3 سنة 1909 نقلاعن : http://www.artnet.com/artist/9211/wassily-kandinsky.html بتاريخ : 2 /4/2010 بناء العمل الفنى عند الفنان التجريدى التعبيرى: إن الفن بالنسبة للفنان التجريدى التعبيرى هو وسيلة للکشف عما بداخل أعماق الفنان ، فسحر الفن عنده ليس فى ماذا وکيف يصور الأشياء ولکن السحر فى المشاعر التى يصنعها الفن ، وهو فى سبيل ذلک يحاول ان يصنع مزاوجة بين العناصر المادية المتمثلة فى الخط واللون والمساحة والملمس وما ينتج عنها من قيم وعلاقات تشکيلية وبين الجوانب المعنوية المتمثلة فى المعنى التعبيرى النابع من الوعى والذى يکمن وراء تلک العناصر المادية ، فالبراعة التقنية والتنظيمات الشکلية المدروسة ليست هى منتهى ما يسعى اليه الفنان التجريدى التعبيرى ، بل هى أدوات تعينه على تحقيق مغزى روحانى للعمل وإضفاء جانب نفسى لأشکاله. والفنان التجريدى التعبيرى يجمع بين نقيضين بين الوعى واللاوعى ، بل ويصنع نوع من الانسجام بينهما ، فهو يرفض الحبکة المدروسة لمکونات التصميم التى تبتعد بالعمل عن الهدف التعبيرى المراد منه وأيضا يرفض فوضى اللاوعى الناتجة عن التلقائية الصارمة التى تبطل جماليات الفن([17]). فبناء العمل الفنى وصفه الفنان التجريدى التعبيرى "بأنه عندما نبدأ فى استخدام اللاوعى کمصدر للبدء ، فإن هذا لا يعنى بأنها لوحة لاواعية بسبب ان الوعى موجود ، الفنان موجود ، وهو يرفض النظريات المسبقة أيضا ، لأنها سوف تؤدى الى لوحة غير ممتعة عقيمة ... إن الامر سوف يکون أکثر إثارة لو مارسنا الشخصية کلها بدون اقتطاع جزء منها ـ الوعى المفکر واللاوعى التلقائى ـ الخبرة کلها"([18]). فالفن بالنسبة للفنان التجريدى التعبيرى "هو البحث عن اللحظة التى تستجيب فيها اللوحة فجأة له ، فعندما تبدو اللوحة ساکنة مختلفة باحثة عن الهواء ، فهى تنتظر وتتهافت للحظة الخفقان بالحياة ، تلک اللحظة التى تعلن اکتمالها عندما يصنع الفنان لمساته الاخيرة لتحقيق الانفعالات التى من شأنها ان تحقق الاتصال"([19]). وهذا ما أکده بولوک عندما صرح "عندما أکون مع لوحاتى ، أکون غير واع لما أفعل إنه فقط يعد نوع من الاطلاع لفترة فإنى ارى ما أنا وصلت اليه ، أنا لا أخاف من عمل التغييرات ، وتحطيم الصورة ... الخ ، لأن العمل له حياة خاصة به ، أنا أحاول أن أجعلها تخرج سالمة ، إننى فقط عندما افقد الاتصال مع اللوحة تکون النتيجة فوضى ، وعلى هذا فإنه هناک انسجام نقى وواضح ، سهولة الأخذ والعطاء ، ثم بعد ذلک تتجلى الصورة بوضوح"([20]). مما سبق يتضح أن إنتاج العمل الفنى عند الفنان التجريدى التعبيرى لا تحکمه أسس وقواعد التشکيل المعروفة ، فلم يعد الفراغ محسوبا وليس هناک ضرورة لمرکز الثقل أو البؤرة فى العمل الفنى ، وليس بالضرورة أن يکون هناک نظام بين عناصر العمل الفنى ، کما لم تعد المهارة التقنية شرط أساسى فى العمل الفنى ، فالمغزى الروحانى فى العمل التجريدى التعبيرى أصبح المحرک الاساسى فى التعامل مع عناصر وقيم التشکيل. العمل الفني والتصميم: ينبغى لفهم معنى التصميم أن نميز بين الفن والتصميم ، فالفن يعنى بالإبداع فى العمل الذى يثير متطلبات جمالية. والسمة الأساسية للفن والتصميم تکمن في التعبير الجمالى فى خلق العمل الفني ، حيث يعد الفن شکلا من أشکال الاتصال ، فالفنان يعبر والمشاهد يستقبل. ويمثل کل من الفن والتصميم مجالين محددين من النشاط الإنساني فهما متقاربان في مفاهيمها الأساسية ، حيث يعتمد العمل فى الفن على إطار ونظام فى التصميم ، وذلک لتحقيق سماته الجمالية. ومن ناحية أخرى فإن للتصميم إمکانيات جمالية قوية([21]). إن التصميم أو الابتکار الجمالى هو عملية تنشأ فى العقل وتوجهها إرادة الفرد إلى الظهور فى الأشکال المادية ولا تتوفر هذه القدرة على ذلک النوع من النشاط العقلى إلا لدى أفراد معينين([22]). فکلمة تصميم تشير إلى التکوين الکلى للعمل الفنى ، وسواء استخدمنا کلمة تصميم لتشرح الزخرفة المطبقة على القدر الفخار أو التخطيط المعقد للبناء فإننا نتحدث عن نفس احتياجات الإنسان للبحث من أجل نظام وبناء مرئى ([23]). فإن التصميم الجيد الذى يوصل أفکارا جيدة أو منتجات جيدة أصبح حجر الزاوية فى مجتمعنا ، وفى الماضى قد استثمرت الشرکات المهتمة بالجودة وبتنميتها الذاتية المستقبلية أموالا بوعى على تصميم وصورة منتجاتها ، ومسئولية کل المصممين هى محاولة جعل تصميماتهم متصلة بحاجات اليوم وبابتکارات الغد وأن تکون فعالة أثناء السنوات القادمة ([24]). وعلى ذلک فإن وظيفة المصمم هى حل مشاکل اتصال المنتجات المفاهيم للصور ، التنظيمات فى الشکل الأکثر أصالة وفاعلية وذلک من خلال الموازنة بين عناصر مختارة بعناية ومنظمة بحيث تکون مهذبة بواسطة المراحل الکثيرة التى تطورت من خلالها([25]). وإن أساس التصميم هو جمع العناصر المختلفة فى مساحة واحدة لتحقيق تفاعل سوف يوصل رسالة من خلال سياق محدد ويمکن أن تنقل الرسالة وحتى أن تعالج من خلال التلاعب البصرى الحريص بالعناصر التى تستخدم داخل مساحة التصميم ([26]). ويعتبر التدريب والخبرة من أهم العوامل التى تؤثر فى وحدة التصميم فالقدرات الخلاقة المدربة والخبرات المکتسبة بالمواد وبالنواحى الفنية تمکن المصمم من وضع تصميمات متکاملة ، وتکون وحدة التصميم بها قوية لدرجة لا يمکن فيها إقصاء أى عنصر من عناصر التکون([27]). أهمية التصميم: التصميم عمل أساسى لکل إنسان ، فالرغبة فى النظام تعد سمة إنسانية أساسية فمعظم ما يقوم به الإنسان من أعمال إنما يتضمن قدرا من التصميم ، فتلبية حاجات الإنسان التى يحتاجها فى حياته العامة والخاصة من منتجات مادية أو معان وجدانية والتعبير عنها أمر حيوى ، ومن هذه العناصر الضرورية فى تلبية احتياجات الإنسان العامة والخاصة تنشأ أهمية التصميم ، فقد اعتبر التصميم فى عصرنا الحالى نظام إنسانى أساسى ، وأحد الأسس الفنية لحياتنا المعاصرة حيث امتد التصميم ليشمل کل المنتجات التى يحتاجها فى حياتنا. خطوات عمل الأفکار التصميمية الخاصة بالبحث: أولا: عملية إنشاء وتخطيط التصميم: وتتم هذه العملية بناء على فکرة مسبقة من خلال اسکتشات يدوية بسيطة توضح الاتجاه العام لفکرة التصميم ، وبعد ذلک نبدأ فى بناء التصميم من خلال وضع خطوط أساسية تتحکم فى ظهور العناصر وترتيب المفردات فى مساحة التصميم. ثانيا: عملية التشکيل للتصميم: ويتم فى هذه المرحلة استخدام عناصر التشکيل الفنى المختلفة من خط ، ملمس ، لون ، .. والمفردات التى تحدد المظهر العام للتصميم. وفيما يلى عرض لمجموعة الأفکار التصميمية المختلفة التى تم ابتکار تکويناتها وقد راع الباحث فى هذه الأفکار الأسس البنائية والتشکيلية والجمالية للتصميم الذى يناسب مع مشغولات الحلى ، وذلک باستلهام أثر القيم الجمالية للمدرسة التجريدية التعبيرية ، والاستفادة منها فى الأفکار والبناء التصميمى. التحليل الفنى للأفکار التصميمية: الفکرة التصميمية رقم (1)
استوحى الباحث فکرة هذا العمل من لوحة من أعمال الفنان جيلفورد استيل ، اسم العمل (فرجينيا) شکل (1) ، فتأثر الباحث بالوحدات المستخدمة والعمل على إعادة توزيعها ، واعتمدت المعالجة على مزج الأشکال ذات الخطوط اللينة مع الخطوط المستقيمية ليتسقا معا فى مظهر جمالى متعادل حيث ينتج من التحام الشکلين تناغم وتباين فى العلاقة الشکلية الکلية للتصميم مما يثرى من قيمة التصميم. ويتمثل التصميم البنائى للعمل الفنى على الشکل الغالب عليه وهو هنا يتمثل فى مستطيل مع وجود الخطوط المستقيمة والمائلة وذلک لقطع الرتابة والملل فى التصميم. وقد رکزت الفکرة على تطويع المساحة بشکل يعتمد على قواعد الاتزان والفراغ ، بما يتوافق مع الاطار العام للشکل.
فکرة تصميمية رقم (1)
الفکرة التصميمية رقم (2) استلهم الباحث فکرة هذا العمل من لوحتى "فضاء وثنى" للفنان بيرنت نيومان شکل (2) ولوحة "انفجار احمر" شکل (3) للفنان ادولف جوتليب. يعتمد هذا التصميم على عنصر الدائرة کشکل هندسى أساس مع خطوط رأسية وأفقية منحنيه متعامدة معا. ولقد تحقق الاتزان فى هذا العمل عن طريق تنظيم العلاقات الموجودة بين الشکل الهندسى والخطوط وأحداث إيقاعا أعطى حرکة فى التصميم. فکرة تصميمية رقم (2)
فکرة تصميمية (2) الفکرة التصميمية رقم (3) استوحى الباحث فکرة هذا العمل من لوحة "رجل وسيدة" للفنان جاکسون بلوک شکل (4) واعتمد التصميم على البناء الهندسى ، واستفاد الباحث من القيم الخطية والشکلية لهذا العمل. والاشکال فى هذا العمل تأخذ اتجاهات رأسية کما تباينت الأشکال فيما بينها حجما وتنوعا ، هذا الى استخدام الخطوط المتنوعة باسلوب تلقائى مميز. وقد قامت فکرة العمل على شکل بيضاوى منقسم نصفين متجاورين أحدهم متجه ناحية الآخر من خلال نصف دائرة احدثت نوع من الازاحة احدث تناغما مميزا للعمل. مع الربط بينهم بمجموعة من الخطوط الافقية والخطوط المنحنية اعطت احساس بالحرکة الانسيابية. الفکرة التصميمية رقم (3 ـ أ) فى هذه الفکرة تناول الباحث العناصر التالية فى صياغة الفکرة التصميمية للمشغولة المعدنية لشکل مستطيل تم حذف أجزاء منه وإضافة بعض العناصر مثل الخطوط والدوائر لتعبر عن تکامل العناصر معا وتواحدها. فکرة تصميمية رقم (3(
شکل (4( رجل وسيدة
فکرة تصميمية (3)
فکرة تصميمية (3-أ) الفکرة التصميمية رقم (4) استوحى الباحث فکرة هذا العمل من لوحتى الفنان ويسلى کندينسکى "تکوين بالابيض" شکل (5) والفنان بيت موندريان "تراکيب لونية الاحمر والاصفر والازرق" شکل (6) فتأثر الباحث بالعملين ففى العمل الأول نجد أن الشکل العام للتصميم يتميز بوحدة تتعاون فيها العناصر المکونة له وتترابط فى صورة علاقات تشکيلية مختلفة ، بحيث تؤلف وحدة وأساس هذه العلاقات التشکيلية المختلفة فى بناء العمل الفنى ، ففى العمل الثنائى نجد بيت موندريان وظف الطاقات الکامنة فى العناصر واعتمد "موندريان" على طاقات اللون أحداث الحرکة المستخدمة للامام والمرتدة للخلف ، وعلى طاقات الخطوط السوداء فى تحقيق التوازن والاستقرار على السطح. وقد قامت الفکرة التصميمية لهذا العمل على الجمع بين الأشکال الهندسية المتمثلة فى شکل هرمى ومجموعة مثلثات ناقصة تعبر عن الحرکة والازاحة وبينهم علاقة تجاور وتماس مع مجموعة من الخطوط المستقيمة أفقية ورأسية. مما أحدث نوعا من الإحساس بالاتزان فى الشکل العام للتصميم. فکرة تصميمية رقم (4)
فکرة تصميمية (4) الأسس البنائية للتجربة الذاتية للباحث: 1. ان التجريدية التعبيرية هى احد الاتجاهات الفنية الحديثة ، بما تحملة من اسس بنائية تعتمد على التبسيط و التجريد يمکن استخدام الاشکال المتعددة و الخطوط المختلفة ، يمکن استثمارها فى إنتاج مشغولة حلى مستحدثة. 2. ان المعدن ذو تقنيات متنوعة وتاثيرات لونية مختلفة يمکن الاعتماد عليه فى انتاج مشغولة حلى ذات خصائص تجريدية وتشکيلية مستحدثة
التطبيق الأول :
من الاساليب الخاصة بالتشکيل التى تعمل على تأکيد الفکرة التصميمية واظهار ما تتضمنة من مقومات تشکيلية وتعبيرية وتم تقسيم القلادة الى جزئين والربط بينهم بطريقة الوصل وعمل بيت فص مقفول خاصة بتثبيت الاحجار. وتم التشکيل باستخدام اقلام الروبسية للوصول للشکل المطلوب . ثم المبارد فى تنعيم الاجزاء المختلفة .ثم تجميع اجزاء القلادة بعد تشکيلها باستخدام لحام الفضة مع مراعاة النسبة بين اجزاء القلادة للحفاظ على القيم التشکيلية و التعبيرية للتصميم .
التطبيق الثاني :
التطبيق الثالث :
التطبيق الرابع:
التطبيق الخامس:
نتائج البحث 1. اوضحت الدراسة التحليلية و الفنية المدى الواسع للاستفادة من المدرسة التجريدية التعبيرية واساليبها التشکيلية فى اثراء القيم الجمالية لمشغولة الحلى. 2. اثبتت الدراسة الفنية للاشکال والمفردات التجريدية أنها حققت رؤية تصميمية حديثة تحقق المبادىء الاساسية التى تحکم العمل الفنى، ويتضح ذلک فى التصميمات وتجارب واعمال الباحث. 3. اثبتت الدراسة التحليلية و الفنية و التجارب التصميمية و التنفيذية أن المدارس الفنية الحديثة وبخاصة المدرسة التجريدية التعبيرية انها تحتوى على قيم جمالية ذات طابع خاص يمکن من خلالها اثراء الفکر و الشخصية المصرية فى مجال الحلى. 4. أظهرت الدراسة التحليلية لمختارات من اعمال فنانى المدرسة التجريدية التعبيرية بعض القوانين التشکيلية التى لها مرونة إعادة التطويع ويمکن تطبيقها بمفهوم حديث يلائم اغراضاً متجددة تناسب المفهوم المعاصر فى مجال تصميم الحلى . 5. استطاع الباحث من تحليل بعض اعمال فنانى التجريدية التعبيرية استحداث حلولاً تشکيلية معاصرة، و قدم اثنتى وعشرون فکرة مستلهمة من هذة الاعمال . 6. استطاع الباحث تنفيذ التصميمات بمعدن الفضة والنحاس الاصفر واستخدام التقنيات المختلفة لتشکيل تصميمات الحلى واخراجها بالشکل المطلوب . التوصـــيات 1. يوصى الباحث بضرورة عمل درسات فنية تحليلية عبر مدارس الفن الحديث و الوصول لأهم النظريات العلمية و الاتجهات الفنية الحديثة ومدى الاستفادة منها فى مجال الابحاث الفنية. 2. يوصى الباحث بضرورة تطوير مجال تصميم الحلى ليتناسب مع العصر الحديث. 3. يوصى الباحث بعمل دراسات تختص باساليب تشکليل الحلى واتباع التطور العلمى فى هذا المجال. 4. يوصى الباحث بالاهتمام بدراسة جميع المدارس الفنية الحديثة لما لها من تاثير مميز واضح والاهتمام بالرؤية المصرية بهدف الرجوع الى الالصول المصرية و الاستغناءعن الانماط الوردة من الغرب. 5. ضرورة إقامة المعارض و المسابقات الفنية المتخصصة فى مجال تصميم الحلى و التأکيد على الهوية المصرية. ([7]) إبراهيم مصطفى – أحمد حسن الزيات حامد عبد القادر – محمد على النجار- المعجم الوسيط- مطبعة مصر – 1960 . ([8]) حسن سيد محمد: "التصنيف العلمي للحلي والمجوهرات والمکملات المعدنية " بحث منشور بمجلة دراسات وبحوث جامعة حلوان , المجلد الرابع , العدد الأول , مارس 1981 ص 71 . ([9]) سامي محروس أحمد عبدالواحد "متطلبات تصميم مکملات الأزياء من خلال فن الحلي" رسالة ماجستير – کلية الفنون التطبيقية – جامعة حلوان 1994م . ([11]) أحمد حافظ رشدان – د.فتح الباب عبدالحليم " التصميم في الفن التشکيلي " عالم الکتب 1994 , القاهرة , ص 9 . ([13]) سامي محروس أحمد عبدالواحد "متطلبات تصميم مکملات الأزياء من خلال فن الحلي" رسالة ماجستير , کلية الفنون التطبيقية , جامعة حلوان , بحث غير منشور 1994 . ([14]) أحمد علي محمد عوض – متطلبات اختيار خامات تصميم المنتجات الهندسية في مجال التصميم الصناعي ,مجلة علوم وفنون , المجلد الرابع , العدد الرابع , 1992 . ([15])chilvers LAN: The concise Oxford Dictionary of Art and Artists, Oxford University Press, New York 1988, P. 29. (*)جان برتلليمى ، باحث فى علم الجمال. ([16]) إبراهيم عبد الغني: العلاقة الکامنة بين الشکل والأرضية ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 1993 ، ص 130 ([22])هربرت ريد: الفن والصناعة أسس التصميم الصناعى ، ترجمة فتح الباب عبدالحليم ومحمود يوسف ، دار الکتب ، القاهرة ، 1974 ، ص 129. | |||||||||||||||||
References | |||||||||||||||||
المراجع · إبراهيم عبد الغني: العلاقة الکامنة بين الشکل والأرضية ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، 1993 ، ص 130 · إبراهيم مصطفى – أحمد حسن الزيات حامد عبد القادر – محمد على النجار- المعجم الوسيط- مطبعة مصر – 1960 . · أحمد حافظ رشدان – د.فتح الباب عبدالحليم " التصميم في الفن التشکيلي " عالم الکتب 1994 , القاهرة , ص 9 . ·أحمد علي محمد عوض – متطلبات اختيار خامات تصميم المنتجات الهندسية في مجال التصميم الصناعي ,مجلة علوم وفنون , المجلد الرابع , العدد الرابع , 1992 . · اسماعيل شوقى: الفن والتصميم ، مطبعة العمرانية للاوفست ، القاهرة ، 2001 ، ص4. · أمل مصطفي "اتجاهات الفن الحديث " القاهرة الامل للطباعة والنشر ص 1999،7 · ثروت عکاشة "المعجم الموسوعي للمصطلحات الثقافية " مکتبة لبنان 1990 ص 8 . · ثروت عکاشة , الفن المصري , جـ 1 – القاهرة – دار المعارف 1971 . · جان برتلليمى ، باحث فى علم الجمال. ·حسن سيد محمد: "التصنيف العلمي للحلي والمجوهرات والمکملات المعدنية " بحث منشور بمجلة دراسات وبحوث جامعة حلوان , المجلد الرابع , العدد الأول , مارس 1981 ص 71 . ·سامي محروس أحمد عبدالواحد "متطلبات تصميم مکملات الأزياء من خلال فن الحلي" رسالة ماجستير , کلية الفنون التطبيقية , جامعة حلوان , بحث غير منشور 1994 . · عبدالرازق محمد السيد , فنون حديثة ومعاصرة ,القاهرة، رقم الإيداع 7581/2002 ص 25 . · محسن محمد عطية "اتجاهات في الفن الحديث "القاهرة دار المعارف بمصر , ط 2 , 1993 . · محمد عز الدين حلمي "علم المعادن" مکتبة الأنجلو المصرية 1993 ص 122 . · هربرت ريد: الفن والصناعة أسس التصميم الصناعى ، ترجمة فتح الباب عبدالحليم ومحمود يوسف ، دار الکتب ، القاهرة ، 1974 ، ص 129. · Alan Swann: Basic and layout, Phaidon Press Limited, Oxford, New York, 1987, p. 6.
· Andree Putman & Jean Noavel: The International Design Year Book, Laurence King Publishing, London, 1995, p. 7,8.
· AndreePutman & Jean Noavel: The International Design Year Book, lbid, p. 7,8.
· chilvers LAN: The concise Oxford Dictionary of Art and Artists, Oxford University Press, New York 1988, P. 29.
· Eleanor Munrox “American Woman Artists”, New York. PP. 106-7
· Melvin P: Lader: Abbeville Press Publishers, 1985: P. 110.
· Russell Stella Pandel: Art in the World, Rinchart Press, San Francisco, 1975, p. 33.
· www.gackson-pollock.com
· www.gugenheimcollection.com
| |||||||||||||||||
Statistics Article View: 2,027 PDF Download: 874 |
|||||||||||||||||