الأبعاد الثلاثية فى النظم البنائية لعنصر النبات لإثراء مجال طباعة المنسوجات

خلفية البحث :

الطبيعة هى المصدر الأول لإلهام الفنان وتکوين حسه الفنى وتشکيل خبراته المختلفة ،بما تتضمنه من مظاهر ذات جماليات خاصة ،وعلاقات لانهائية ،والتى تمکنه من اکتشاف العديد والمتنوع من النظم البنائية والقيم الجمالية وتمثل النباتات أحد هذه الصور الجمالية التى تزخر بها الطبيعة ، فتتعدد هيئاتها ،وألوانها، وملامسها ،وأنظمتها البنائية .

ولقد جسدت الحضارات الفنية والثقافات الفن عبر التاريخ الإنسانى لتعکس فکر وحس الفنان متأثرا بالطبيعة وخاصة عنصر النبات ،فصاغه بأساليب وطرق متنوعة عبر العصور المختلفة ، لذا اتجه البحث الحالى إلى الاستفادة من النظم البنائية والهيئات الشکلية للنباتات من النقط ،والخطوط،والملامس ،فى تنفيذ لوحات مطبوعة يغلب عليها طلاقة فى التعبير فى علاقات متغيرة بين الحذف والإضافة ،التکبير والتصغير ،التراکب الکلى والجزئى ،مع تجزئة المفردة النباتية وسيتم ذلک باستخدام أساليب الطباعة اليدوية المختلفة کالرسم المباشر والشاشة الحريرية والإستنسل والبصمات،حيث أن الاتجاه المعاصر فى مجال الطباعة اليدوية لم يعد قاصرا على إستخدام خامة أو تقنية واحدة أو أسلوب متفرد ، بل تعددت الأساليب، واستخدمت العديد من التقنيات ،والطرق الأدائية لإثراء مجال طباعة المنسوجات .

ولقد لجأ الباحثون إلى توظيف البعد الثالث فى أعمالهم الفنية کضرورة بنائية استهدفت التأثير فى المشاهد والعمل على تغيير أنماطه التذوقية ،وقد يکون البعد الثالث حقيقى أو إيهامى فالاندماج بين الخطوط والأشکال ذات القيم المختلفة توحى بملامس سطحية إيهامية أما الملمس الحقيقى لنفس الشئ فقد يکون مختلفا إذا أختبر بحاسة اللمس .

مشکلة البحث:

- کيف يمکن تحقيق الأبعاد الثلاثية من خلال الاستفادة من النظم البنائية لعنصر النبات لإثراء مجال طباعة المنسوجات؟

- کيف يمکن التوليف والجمع بين الأساليب الطباعية والطرق الأدائية المختلفة للوصول إلى حلول ومعالجات تشکيلية مبتکرة؟

 أهداف البحث:

- تحقيق حلول ومعالجات مبتکرة من خلال استثمار النظم البنائية للنباتات لإثراء مجال طباعة المنسوجات .

- إثراء المجال التجريبى بالجمع والتوليف بين الأساليب الطباعية المختلفة والطرق الأدائية من خلال تحقيق البعد الثالث الحقيقى والإيهامى داخل المطبوعة الواحدة.

فروض البحث:

- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين استثمار الهيئة البنائية والملمسية للنباتات وتحقيق رؤى تصميمية جديدة تثرى المجال الطباعى .

- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين استخدام النباتات لإضافة قيم تشکيلية وأبعاد جمالية مميزة للبعد الثالث الحقيقى والإيهامى لتحقيق معالجات وحلول طباعية مبتکرة .

- توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين التوليف بين الأساليب الطباعية والطرق الأدائية وإيجاد مداخل تجريبية جديدة فى المطبوعة الواحدة .

أهمية البحث:

- إضافة معالجات مبتکرة وحلول تشکيلية جديدة مرتبطة بالأبعاد الثلاثية الحقيقية والإيهامية إلى مجال طباعة المنسوجات.

- استثمار النظم البنائية الشکلية والملمسية لصور وهيئات وملامس النباتات المختلفة فى إثراء مجال التصميم الطباعى.

- إمکانية التوليف بين الأساليب الطباعية والطرق الأدائية المختلفة لطرح العديد من المداخل والحلول التشکيلية المبتکرة .

حدود البحث :

يقتصر البحث على استخدام :-

-عجائن البجمنت الشفافة والمعتمة ,عجائن الفوم البارزة ، فى التجارب التطبيقية للبحث

- استخدام أسطح طباعية( مخلوطة –صناعية )

منهج البحث :

يتبع البحث :

-المنهج الوصفى والتحليلى للإطار النظرى

-المنهج التجريبي للإطار العملى (التجربة البحثية الذاتية) وذلک لتحقيق الهدف من البحث

أولا :الإطار النظرى

يتجه البحث إلى

- دراسة النظم البنائية الشکلية والملمسية للنباتات

- دراسة الأبعاد الثلاثية الحقيقية والإيهامية

- دراسة الأساليب والطرق الأدائية المستخدمة فى البحث

ثانيا:الإطار العملى

- معالجات تشکيلية مبتکرة بالجمع والتوليف بين الأساليب والطرق الأدائية الطباعية المختلفة لتحقيق الأبعاد الثلاثية .

- الاستفادة من النظم البنائية والهيئة الملمسية للنباتات لتطبيقها فى لوحات فنية مطبوعة ثلاثية الأبعاد.

-استعراض ما توصلت إلية الباحثة من نتائج وتوصيات.

مصطلحات البحث:

• ·   النظام :

"هو تعدد مرتب داخل کيان موحد" ([1]) فهو الکيان المنظم أو المعقد الذى يضم تجميعا لأشياء أو أجزاء تتکون من وحدة متکاملة ،وهو الکل المرکب من مجموعة عناصر لها وظائف ،بينها علاقات متبادلة ومتشابکة تتم ضمن قوانين ونظم "([2])

• ·   بنية الشکل:

هى مجموع العلاقات الباطنة المکونة له والتى من شأنها أن تجعل له طبيعة تميزة ([3])

• ·   بنية السطح الملمسى :

تعنى الکيفية التى تسحب على نحوها الجزيئات والمفردات التى تتکرر بصورة ما لتعطى الملمس شکلة المميز([4])

• ·   البنائية Building:

تعنى "الفکر البنائى فى محتواه المرکب الکلى ،وهى حرکة فى الفن تنادى بقبول العصر العلمى کأساس لعلم المدرکات"([5])

الأبعاد الثلاثية تشتمل على:

• ·   البعد الثالث الحقيقى The real Third Dimension:

هو البعد الثالث بواقعة المکانى الذى ينتج عن الکتلة والفراغ کما فى فن النحت والعمارة ([6]) وهو أيضا التصميمات التى خرجت عن نطاق البعدين (الطول والعرض )وتشکلت فى الفراغ لتأخذ عمقا محسوسا وهو (السمک )([7])

• ·   البعد الثالث الإيهامى The virtual Third Dimension :

يقصد به تحقيق الأشکال ذات الحجم التقديرى التى تنشأ من خلال حيل المنظور واستخدام الظل والنور فى بناء هذه الأشکال وتحقيق القرب والبعد عن طريق التکبير والتصغير ،وکذلک تحقيق الأبعاد الفراغية بين الأشکال من خلال صور التراکب المختلفة ([8])وهو الذى يظهر على سطح العمل الفنى عن طريق عمليات وحيل أدائية مثل المنظور الخطى ،والمنظور الهوائى ،والظل والنور ،والإخفاء الجزئى ،لإعطاء تمثيل مرئى للأبعاد([9])

الدراسات المرتبطة :

دراسة بعنوان :"إمکانية طباعة الإستنسل على المنسوجات من خلال البعد الثالث الإيهامى لتحقيق قيم حرکية "([10])

تناولت هذه الدراسة جماليات أسلوب الإستنسل بالدراسة والتحليل و ما يتميز به من قدرة على تحقيق البعد الثالث الإيهامى وقد قامت الباحثة بتحقيق هذه القيمة الجمالية من خلال تصميمات مستوحاة من الأشکال الهندسية ،وتفيد هذه الدراسة البحث الحالى بالجانب النظرى للأسلوب الإستنسل والبعد الثالث الإيهامى کما تفيد البحث من الناحية التطبيقية التى تتعلق بأسلوب الإستنسل وإمکانية تحقيق البعد الثالث ايهامى من خلاله .

دراسة بعنوان :"تطبيقات مستحدثة لجماليات العلاقة بين الملامس الحقيقية والإيهامية فى المطبوعة اليدوية"([11])

اهتمت هذه الدراسة بالطرق الأدائية ودورها فى تنوع التأثيرات الملمسية للأسطح کما تعرض البحث لأسلوب الرسم المباشر والشاشة الحريرية والطرق الأدائية لتحقيق الملامس الإيهامية ،.بالإضافة إلى العجائن الطباعية البارزة وعجائن البجمنت وإمکاناتهم التشکيلية وهو ما يتفق مع البحث الحالى ،ويختلف هذا البحث عن البحث الحالى من الناحية التطبيقية فى إهتمام البحث الحالى بتطبيق تلک الأساليب على عنصر النبات.

دراسة بعنوان :"إستحداث مجالات إبداعية بالتوليف بين المونوتيب وقوالب البصمات"([12])

تتناول الدراسة التعرف على ماهية المونوتيب ،وتطورها التاريخى وطرق الأداء الأساسية له بالإضافة إلى تناولها دراسة قوالب البصمات الطباعية والتعرف على الأنواع الملائمة منها لإستخدامها فى لوحات المونوتيب ،وتکمن الإستفادة من هذة الدراسة فى التعرف على الأنواع المختلفة للبصمات الطباعية کذلک التعرف على الطرق الأدائية للمونوتيب.

الجانب النظرى :

- النظم البنائية الشکلية والملمسية للنباتات:-

النباتات من الکائنات الطبيعية التى تتبع العائلة النباتية ،حيث تتعدد أشکالها،وأنواعها تبعا للأصول الوراثية الخاصة بکل نوع نباتى فيوجد حوالى من 315:300ألف نوعا نباتيا مختلفا،ويعتبر هذا التعدد من صنع الخالق عز وجل کما أن إختلاف الأصول الوراثية للنباتات ساهم فى إختلاف النظم البنائية الشکلية والملمسية لها کالتالى :

أولا : النظم البنائية الشکلية للنباتات

قسم بورتر porter نظم العلاقات الشکلية إلى ([13])

- نظم علاقات شکلية متماثلة Symmetrical patterns

وتتکون من شطرين متقابلين وتحقق إتزانا يتساوى فيه کل جانب کما فى ورقة الشجر ذات النصل المرکزى ،وزهور الداليا والبيوتونيا ،والتيوليب والأورکيد شکل(1).

 

 

 

  

 

 

 

شکل (1) نظم علاقات شکلية متماثلة نقلا عن www.greenspade.com

-نظم علاقات شکلية غير متماثلة Asymmetrical patterns

وهى نظم ذات نظائر غير متطابقة وبالرغم من ذلک فهى فى الغالب متزنة وتتصف بالحيوية ،ومن أمثلتها فروع الأشجار وزهرة عصفور الجنة وزهرة إستربتوکابس کما فى شکل(2).

 

 

 

 

 

 

 

شکل(2) نظم علاقات شکلية غير متماثلة نقلا عن www.sunna.com www.htoof.com

کما أننا إذا نظرنا إلى الأشکال المختلفة للنباتات فإننا نتذکر الأشکال الأولية لهندسة المسطحات فبعض النباتات تذکرنا بالدائرة والبعض الأخر يذکرنا بالمثلث أو الکرة وبعض النباتات يتميز بثلاثة أبعاد والبعض الأخر ببعدين ويمکن تقسيم الأشکال الموجودة فى الطبيعة إلى :-

 -الشکل الإشعاعى          - الشکل الکروى

 -الشکل البيضاوى          -الشکل العنقودى

 -الشکل الإسطوانى         -الشکل الفنجانى

 -الشکل الحلزونى          -الشکل النصف کروى

 -الشکل النجمى          -الشکل الرفى

 -الشکل القلبى           -الشکل المثلث

 -الشکل الدائرى          - الشکل اللولبى

 -الشکل الکمثرى          - الشکل الحر

 -الشکل المخروط          - الشکل الرفى

ثانيا : النظم البنائية الملمسية للنباتات

مفهوم الملمس Texture:

الملمس "هو درجة الخشونة أو النعومة أو الصلابة أو اللين فى سطح الأشياء التى نشعر عن طريق اللمس"([14])

- تصنيف ملامس السطوح :

اولا: تصنيف ملامس السطوح من حيث الدرجة:

ا-ملامس ناعمة:-

حيث تتصف الأسطح الناعمة بأن الجزيئات المکونة لها متجانسة تماما حيث تقع جنبا إلى جنب فى مستوى واحد فلا يوجد بينها ما هو مرتفع ومنخفض کما فى زهور القطيفة وتعرف بالملمس المخملى وقد تکون الأسطح مصقولة فتعکس الإحساس بالنعومة کما فى أوراق بعض النباتات .شکل(3)

 

 

 

 

 

 

شکل(3) ملامس ناعمة نقلا عن.www.enews.com.www.teara.govt.com

ب-ملامس خشنة:

 تتسم الملامس الخشنة بأن الجزيئات المکونة لها غير متجانسة على الإطلاق ،ولا تقع جزيئاتها فى مستوى واحد نتيجة وجود جزيئات مرتفعة وأخرى منخفضة ونراها فى بعض أشکال التعرق الورقى،وعلى أسطح النباتات و تتميز بالتنوع والثراء الشديد ويمکن تقسيمها إلى :

- ملامس منتظمة :-

تنتج من تتابع وتکرار وحد معينة بسيطة أو مرکبة بشکل منتظم ومستمر شکل (4)

 

 

 

 

 

  

 

 

شکل(4) ملامس منتظمة نقلا عن www.cactus-texture.comwww.htoof.com

- ملامس غير منتظمة:-

يختلف هذا النوع عن الملامس المنتظمة من حيث عدم الإعتماد على وحدة واحدة کما أنها لا يحکمها أى نوع من النظام الثابت شکل(5)

 

 

 

 

 

 

   شکل(5) ملامس غير منتظمة

نقلا عنwww.cabbage-texture.comwww.leaf-texture.com

ثانيا: تصنيف ملامس السطوح من حيث النوع إلى:-

ا- الملامس الحقيقية :-

هى تلک"الملامس ذات الأبعاد الثلاثية والتى يمکن إدراکهابحاستى الإبصار واللمس معا"([15]) شکل(6)

 

 

 

 

 

 

 

شکل(6)ملامس حقيقية نقلا عن.www.stock-photo.com

ب-الملامس الإيهامية :-

يقصد بها "تلک التأثيرات الملمسية الناتجة من الخطوط والظلال والتى لا نستطيع إدراکها بحاسة اللمس ولکن تدرک بصريا " ([16]) شکل(7)

 

 

 

 

 

 

شکل(7) ملامس إيهامية من تصوير الباحثة

وتظهر أهمية الملامس فى الأعمال الفنية وخاصة فى مجال الطباعة سواء کانت تلک الملامس حقيقية ذات أبعاد ثلاثية والتى يمکن تحقيقها بإستخدام الطرق والأساليب الطباعية المختلفة بإستخدام عجائن الطباعة البارزة أو ملامس إيهامية والتى يمکن تحقيقها عن طريق الإستنسل والنقل الحرارى والشاشة الحريرية ،وغيرها من الأساليب والطرق الطباعية المختلفة فملامس السطوح لها دور هام فى تکوين العمل الفنى وتسهم مع غيرها من عناصر التشکيل الأخرى فى تشکيل معالمة تحديد شخصيتة.

 

الأبعاد الثلاثية الحقيقية والإيهامية:

العوامل المؤثرة فى إنتاج تصميمات ثلاثية الأبعاد:

أولا :عوامل مرتبطة بأسس وعناصر التصميم:-

• ·   النقطة:point

ليست لها أبعاد من الناحية الهندسية أى ليس لها طول أو عرض أو عمق، وتظهر واضحة فى الملامس النباتية بصورة حقيقية أو إيهامية ، وتتميز بإمکاناتها التشکيلية المتعددة والتى يمکن استغلالها لتحقيق البعد الثالث الإيهامى عن طريق استخدامها بکثافات مختلفة ودرجات ظلية، ويمکن أن تحقق البعد الثالث الحقيقى عن طريق إستخدامها مع عجائن الطباعة البارزة .

• ·   الخطline:

يعرف الخط بأنة ينشأ من مجموعة نقط متجاورة ،ويظهر الخط فى النباتات بأشکال وأنواع ثرية ومتعددة فنراه فى المتسلقات النباتية وفى أفرع الأشجار، ويمکن أن يوظف الخط لإحداث تأثيرات بارزة مما يحقق البعد الثالث الحقيقى ،ويمکن للخطوط الرأسية والأفقية بإستخدام قاعدة المنظور الهندسى بأن تطول أو تقصر إلى التأکيد على العمق الفراغى ،مما يؤدى إلى الإحساس بالبعد الثالث الإيهامى.

• ·   المساحة (الشکل)Shapes:

تتنوع المساحات والأشکال وتظهر بصور متعددة فى الطبيعة فمنها الأشکال الهندسية ومنها الأشکال العضوية و ويمکن الإستفادة من المساحة فى عمل لوحات طباعية تتضمن الأبعاد الثلاثية على أن تکون المساحات خاضعة لقواعد المنظور أو أن يوزع الظل والنور بشکل يعطى اللإحساس بالتجسيم والعمق الفراغى والتنوع فى حجم المساحات کبيرة أو صغيرة مما يحقق البعد الثالث الإيهامى ، کذلک تراکب مساحات التصميم ، مما يعطى الإحساس بالأبعاد الثلاثية الحقيقية.

• ·   اللونColour

ارتبط اللون بوجود الضوء کمصدر رئيسى فى رؤية العناصر والأشکال ،حيث يعرف بأنه "الشعاع الملون المنعکس عن الأشياء إلى العين "([17]) وتتميزالعناصر النباتية بالثراء اللونى الواضح فى تويج الزهور المختلفة، ويمکن للون أن يحقق الأبعاد الثلاثية من خلال التحکم فى توزيع درجات اللون الواحد تبعا للقرب أو البعد والتدرجات اللونية وعلاقاتها التبادلية ما بين الفاتح والغامق وکذلک علاقات التناغم بين مجموعات الألوان الساخنة والباردة .

ثانيا: عوامل مرتبطة بأسس وعناصر التصميم

• ·   الضوء والظل :

الضوء"هو المؤثر الخارجى الذى يحدث الإحساس الضوئى وترى العين الضوء بسبب الإشعاعات القوية التى تصدر منه أو من الأجسام التى تنعکس عنها الإشعاعات الضوئية "([18])

وتظهر أهمية اللون فى التصميمات ذات الأسطح المتعددة المستويات حيث "يمکن الحصول على تأثيرات متنوعة للضوء واللون حتى فى حالة استخدام لون واحد فتتعدد المستويات يعطى الإحساس بالعمق الفراغى لعدم استمرار مرور الضوء بنفس القوة،وتزداد نعومة الأشکال البعيدة ،وتبدو الأشکال الأکثر بعدا أقل وضوحا وتقل التباينات مما يحدث تدرج لونى فى اللون الواحد إلى الدرجة القاتمة متوازيا مع قلة درجة الضوء "([19])

• ·   عمق ميدان الرؤية :

هو احد العوامل المؤثرة في الشعور بالابعاد الثلاثية حيث يؤثر تراکب طبقات المسطحات في قدرة المشاهد بالعمق الفراغي فالعين تدرک الاشياء القريبة بوضوح وأکثر حدة من تلک البعيدة .

• ·   الحجم والکتلة Size& Mass :

الحجم بمعنى الکتلة والحجم "مصطلح ذو دلالة على العناصر الشکلية الأولية ذات الثلاثة أبعاد،"([20]) والتى تتخذ من الطول والعرض والعمق أساسا للتکوين وتتصف بوجود العمق الفراغى بطريقة مادية ملموسة کما أنهاتمثل حجما أخذ شکلا محددا ربما يکون ذات مصمتا أو مفرغا ،حيث يمکن التمييز بين ملامسها عن طريق الرؤية البصرية وحاسة اللمس .

• ·   الفراغ Space:

عنصر هام من عناصر تصميم العمل الطباعى ثلاثى الأبعاد وذلک لأنه "ييسر للعين عملية إدراک عناصر التصميم ،والعناصر الثلاثة (الخطوط والمساحات والکتل) کلها حين تتجمع تخلف فراغا محصورا بينها"([21])ويختلف مفهوم الفراغ فى التصميمات ذات الأبعاد الثلاثية الإيهامية عن مفهومة فى التصميمات ذات الأبعاد الثلاثية الحقيقية ،ففى الأولى يمثل المظهر الإيهامى ويساعد على خلق نوع من الواقع الفنى المنطقى المنعکس من العالم الحقيقى وفى الثانية يمثل الحقيقىة الملموسة "المرتبطة بطبيعة المکان ،وهو يؤثر فى فاعليات الحجوم التى تتواجد فيه وفى العلاقة بينهما کما أنه يتأثر بطريقة بناء الحجوم المختلفة ويتنوع أيضا بين فراغات تحيط بالأجسام أو تنفذ فيها"([22])

- الأساليب والطرق الأدائية المستخدمة فى البحث

أولا : الأساليب والطرق الأدائية لتحقيق البعد الثالث الإيهامى

• ·   أسلوب الإستنسل

يعتمد على وسائط أدائية تطبع اللون على هيئة رزاز ،والتى يمکن التحکم فى کثافتها لتحقيق التجسيم والبعد الثالث الإيهامى .

الطرق الأدائية والمستحدثة لطباعة الإستنسل :

تتعدد الطرق الأدائية لطباعة الإستنسل وفقا للأدوات والخامات المستخدمة وتتميز کل طريقة من الطرق الأدائية بتأثيرات ملمسية جمالية مميزة مما يثرى العمل الفنى الطباعى ومن هذه الطرق:-

-الإسفنج      -الرش(البخ)     - الفرش المتنوعة(المدق)

ويستخدم فى البحث الحالى طريقة الإسفنج نظرا لتوافرها وتميزها بالتأثيرات الملمسية الهائلة و بسهولة تطبيقها لتحقيق البعد الثالث الإيهامى

عن طريق وضع خامات لها خصائص ملمسية أسفل السطح الطباعى کأنواع من الأسطح أو الأقمشة لها خصائص ملمسية أو ذات التأثيرات الملمسية البارزة والغائرة شکل(8)کذلک إستخدام أقمشة الشبيکة کمناعة فوق السطح الطباعى وإستخدام الإسفنج للدق عليها ثم إزالتها للحصول على تأثيرات ملمسية مميزة شکل(9)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 شکل(8 ) وضع خامات ذات تأثيرات ملمسية أسفل السطح الطباعى

 

 

 

 

 

 

  

 

شکل(9) استخدام أقمشة الشبيکة کمناعات فوق السطح الطباعى

الإمکانات الجمالية للإستنسل:

تتعدد الإمکانات الجمالية للإستنسل فمنها التراکب والشفافية والتقعر والتحدب والتجسيم والبعد الثالث الإيهامى وهو" يعنى أن الأشياء کلما تقاربت اتضحت رؤية تفاصيلها أکثر ،بينما تختفى بالتدريج تفاصيل الأشياء التى تقع على مسافات بعيدة عنا فترى کعموميات "([23])ويمکن تحقيق هذه الخاصية من خلال تأکيد قيمة الضوء والظل ،القاتم والفاتح والتجسيم باستخدام أسلوب الإستنسل مما يکسب اللوحة ثنائية الأبعاد بعد ثالث

-الأساليب والطرق الأدائية لتحقيق البعد الثالث الحقيقى

• ·   أسلوب البصمات:

تعتبر الطباعة بالبصمة أحد أساليب الطباعة البارزة التى تعتمد على سطحين مختلفى المستوى ، وذلک بأن يتم تحبير المستوى العلوى (ورقة الشجر) بمادة ملونة ، ثم يتم الضغط علي المستوى السفلى (القماش) لنحصل على أثر مقلوب لطبيعة السطح المحبر

ويمکن تطبيق عجائن الطباعة البارزة مع بصمات أوراق الأشجار لنحصل على أبعاد ثلاثية حقيقية تتميز بتأثيرات ملمسية مميزة کالتالى :

-اختيار أوراق نباتية ذات تأثيرات ملمسية غائرة وبارزة واضحة حتى تعطى نتائج جيدة ،يتم تطبيق العجائن البارزة فوقها بعد خلطها بملونات البجمنت باستخدام فرشاة الرسم ،وبعد تمام جفافها توضع ملاصقة لسطح القماش ويتم الضغط بخفة على القماش ثم تعرض لحرارة مجفف الشعر سواء من جهة القماش أو من جهة ورقة الشجر حتى تنفصل الورقة النباتية عن العجائن البارزة تارکة التأثير الملمسى للورقة النباتية على القماش شکل(10)

يمکن استخدام أقمشة الشبيکة والاستفادة من تأثيراتها الملمسية وتطبيق بصمات أوراق الشجر فوقها بنفس الطريقة السابقة مما ينتج تأثيرات ملمسية مميزة متأثرة بالثقوب لأقمشة الشبيکة و بالتعرق الورقى للورقة النباتية شکل(11)،کذلک التنوع فى أقمشة الشبيکة ينتج تأثيرات ملمسية محتلفة تبعا لأشکال الثقوب المميزة لتلک الأنواع من الأقمشة.

 

 

 

 

 

 

 

شکل(10)            شکل(11)

تطبيق بصمات الأوراق النباتية مع        تطبيق بصمات

   مع عجائن الطباعة البارزة       الأوراق النباتية على أقمشة الشبيکه

• ·   الرسم المباشر:

هو التعبير التلقائى الناتج عن دوافع الفنان الداخلية فى طلاقة وتحرر بعيدا عن تعقيدات الأساليب الطباعية الأخرى،ويعتمد الرسم المباشر على الطرق الأدائية والخامات والأدوات التى يتم التطبيق بها مباشرة على السطح الطباعى.

الطرق الأدائية للرسم المباشر :

الرسم بالفرشاة : تستخدم فرشاة الرسم بمختلف أحجامها وأنواعها وأشکالها فى أسلوب الرسم المباشر ويختلف التأثير الملمسى الناتج باختلاف هذه الأدوات شکل (12).

 

 

 

 

 

 

شکل (1 ) تأثير الرسم المباشر بالفرشاة بعجائن الطباعة البارزة

• ·   الأقماع البلاستيکية والورقية :

عبارة عن أقماع مصنوعة من الورق المقوى أو أوراق البلاستيک الخفيف ،کالتى تستخدم فى النقش بالحناء ،وتملئ هذه الأقماع بالعجائن الطباعية البارزة ويرسم بها على الأسطح الطباعية،عن طريق الضغط عليها باليد وتتميز هذه الأقماع بالسرعة فى الأداء والسهولة فى الاستخدام.

تطبيقات مختلفة باستخدام أدوات وخامات متنوعة:

يمکن استخدام أدوات وخامات مختلفة لتطبيق عجائن الطباعة البارزة کالأخشاب بمختلف منتجاتها کالأغصان والأعواد الخشبية والأمشاط وقطع الأخشاب الصغيرة وکذلک الأقمشة بمختلف أنواعها والاستفادة من تأثيراتها الملمسية المختلفة ،بقايا الخيوط مختلفة الأنواع ،والخامات الورقية عن طريق طى الورق أوثنية أو کرمشته والرسم به بعد غمسه فى عجائن الطباعة البارزة.

• ·   الشاشة الحريرية:

تعد الشاشة الحريرية من الطرق الطباعية ذات الإمکانات التشکيلية المتعددة،فهى تتميز بالتقنيات وطرق الأداء المتعددة ،کما أنها تحقق العديد من القيم الملمسية باستخدام الطرق المناعية المختلفة أسفل الشاشة وهى عبارة عن خامات ومواد عازلة للعجائن الطباعية

وفيما يلى أنواع لتلک المناعات :

- مناعات الأشکال الطبيعية

مثل أوراق النباتات المختلفة وأوراق الزهور وأوراق الخضراوات کالبقدونس والشبت وقشور الثوم والبصل والبيض وريش الطيور وغيرها من الخامات الطبيعية المختلفة .

-مناعات الأشکال المصنعة

"وتتمثل فى الأشکال الجاهزة من الخيوط والأحبال المتنوعة والمختلفة فى أشکالها وأنواعها والمنسوجات الشبکية بصورها المختلفة من أقمشة الدانتيل ،والستائر ،والستائر ،والخيش ،والشاش ،والمفارش البلاستيک المتنوعة."([24])

- مناعات الإستنسل والأقنعة

وتتمثل فى ورق الجرائد غير المطبوع ،کذلک ورق الرسم ،وورق الشفاف ،والصور الورقية جاهزة الصنع،وشرائط اللصق.

- مناعات البودرة:

وتتمثل في نشارة الخشب، بودرة الثلج ، الرمل الناعم، النشا، الدقيق وغيرها من الخامات التي تتميز بحبيبات وذرات ناعمة غير قابلة للتحجر عند تفاعلها مع الماء وأن تکون خفيفة الوزن ليسهل تعلقها بالشاشة بعد عملية الطباعة ([25])

 

الطرق الأدائية المختلفة لتطبيق مناعات البودرة:

- نثر البودرة مباشرة على السطح الطباعي عن طريق الفم، أو باستخدام الادوات المثقبة والتنوع في استخدام تلک الادوات.

- رش البودرة على السطح الطباعي باستخدام أي من الادوات المثقبة ثم الرسم عليها مباشرة باستخدام الأمشاط، او الأقلام، او الاسفنج وسکين الرسم وغيرها من الادوات.

- استغلال کافة المساحات المختلفة مثل شرائط اللصق او المنسوجات الشبکية او الاوراق المختلفة أو النباتات ... إلخ ورش البودرة فوقها ثم غزالتها وسحب اللون فوقها بالشاشة الحريرية، کما يمکن الجمع بين أکثر من نوع من المناعات للحصول على تأثيرات مختلفة ومتنوعة.

تطبيقات البحث:

ضوابط التجريب:

أ- الخامات الطباعية

   - عجائن البجمنت الشفافة والمعتمة.    - عجائن الطباعة البارزة.

ب-الأسطح الطباعية : الأسطح ذات الألياف الصناعية

جـ-الأساليب الطباعية

   - الاستنسل         - البصمات  

   - الرسم المباشر        - الشاشة الحريرية

تطبيقات قائمة على تحقيق الأبعاد الثلاثية:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النتائج والتوصيات

أولا: النتائج:

1- تعدد النظم البنائية الشکلية والملمسية للنباتات باختلاف أشکالها وتنوع ملامسها، وألوانها، ونظم ترتيب بنائها يفتح المجال إلى دراسات جديدة في مجال طباعة المنسوجات.

2- استخدام الأبعاد الثلاثية الحقيقية والإيهامية أضاف أبعاد جمالية جديدة
للمطبوعة الفنية.

3- الامکانات التشکيلية لعجائن الطباعة البارزة (المعتمة) واستخدامها مع أقمشة الشبيکة الشفافة ساعد على خلق قيم جمالية مميزة.

4- استخدام الطرق الادائية المستحدثة في طباعة الاستنسل ادت إلى إثراء المطبوعة الفنية.

5- التوليف بين الأساليب الطباعية المختلفة داخل المطبوعة الواحدة يتيح العديد من القيم الجمالية والعلاقات المتجدد

ثانيا : التوصيات :

1- التجريب في التقنيات والخامات والأدوات المختلفة يسهم في التوصل لأساليب أدائية جديدة.

2- إتاحة المجال للتوليف بين الأساليب الطباعية المختلفة لإثراء المجال الطباعي.

3- التحرر من القيود والرتابة في ممارسة عملية الطباعة مما يسهم في تنمية الجانب الإبداعي.

Article View: 1,209

PDF Download: 621