دراسة زخارف الطراز الأندلسي وتوظيفها في إثراء الملابس النسائية بالتطريز الآلي | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مجلة بحوث التربية النوعية | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Article 12, Volume 2011, Issue 19, January 2011, Page 309-336 PDF (3.47 MB) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Document Type: مقالات علمیة محکمة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
DOI: 10.21608/mbse.2011.144641 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
View on SCiNiTO | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Authors | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
سوزان محمد حسن جعفر1; خيره عوض عوضه السلامي الزهراني2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1أستاذ النسيج بقسم تصميم الأزياء جامعة أم القرى | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2أستاذ مساعد تاريخ الملابس والتطريز بقسم تصميم الأزياء جامعة أم القرى | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Full Text | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقدمة تميزت الفنون الإسلامية بأن لها وحدة عامة تجمعها، على أن هذه الوحدة لم تمنع من وجود طرز تتميز بها الأقطار الإسلامية المختلفة في عصور تطورها الفني. ولأن الحضارة الإسلامية قامت على أسس عقائدية سماوية، فقد قامت بتنوير عقول أبنائها، وجعلت الفنون الإسلامية تتبلور في أشکال جديدة لم يعرفها العالم من قبل، وتأثرت الفنون الإسلامية بالميراث الحضاري الموجود في آسيا وأوروبا والشمال الأفريقي (الشريف، 2004م). فقد کانت الحضارة الإسلامية على مر العصور منبعاً خصباً تلجأ إليها الحضارات الغربية للاقتباس منها، والتعلم من آدابها وفنونها، وثقافتها بوجه عام (نصر وطاحون، 1996م). وقد استطاع عبد الرحمن بن معاوية عام 139 هـ - 756م تأسيس دولة أموية عربية ذات حکم مستقل في الأندلس، واختار مدينة قرطبة عاصمة لها، وکانت تعتبر من أهم مراکز الحضارة الثقافية في العالم الإسلامي بعد مدينة بغداد (علام، 1989م). وتتجلى روعة الفن الإسلامي في الأندلس في الآثار الموجودة فيها، ومنها الخزف والمعادن، والمنسوجات. فقد أسرف الفنان في زخرفتها إسرافاً يجعلنا نشعر أنه يخشى أن يترک فراغاً خالياً من الزخارف وهو بعمله هذا إنما يترجم عن إحدى خصائص الفن الإسلامي؛ وهي ملء الفراغ (مرزوق، 1980م). وتعتبر دراسة الزخارف، والفنون في العصر الإسلامي – بصفة عامة، والطراز الأندلسي بصفة خاصة – دراسة حيوية، تلقي الضوء على الخصائص الفنية والجمالية لسمات هذه الفترة التاريخية. ومن أهم الآثار الإسلامية بالأندلس جامع قرطبة الکبير، حيث يعتبر من أجمل العمائر الإسلامية. وکان تصميمه مستمداً من المسجد الأموي بدمشق، حيث تمت زخرفة الجدران بالنحت على الحجر والجص، وتوجد على جانبي محراب المسجد لوحتان رخاميتان تحتويان على زخارف على شکل تفريغات النبات الدقيقة، التي تتکون من نبات الأکنتس، مع تفريعات المراوح النخيلية، وشجرة الحياة (علام، 1989م). أما القصور في الأندلس وبلاد المغرب فقد کان معظمها آية في العظمة والسعة، ودقة الزخارف الجصية التي تزين بها الأعمدة وتيجانها، فضلاً عن الأرضية المنقوشة بالفسيفساء، والسقوف الجميلة من الخشب المحفور المزين بالنقوش البديعة. ويعد قصر الحمراء بغرناطة من أروع القصور الإسلامية على الإطلاق (حسن، د.ت.). وقد درست مطاوع (1996م) التحف والصناعات المعدنية في الأندلس منذ قيام الدولة الأموية حتى سقوط مملکة بني الأحمر، وأبرزت الدور الذي أدته المعادن في تحلية عناصر البناء الدينية والمدنية والعسکرية. کما درست زهران (2000م) الجداريات الأندلسية وتطورها، وارتباطها بالفن الإسلامي في أسبانيا في الفترة (756 – 1031م)، وقد أظهرت الأعمال الجدارية بأسلوب يکفل عدم الإخلال بالقيمة الجمالية المميزة لهذا الفن. وتشمل: الأعمال الجدارية، والآثار الفنية من قصور، وحدائق، ومساجد، والزخارف المعمارية على الجص. والحجر، والفسيفساء. وتنوعت الأساليب الزخرفية للطراز الأندلسي، فمنها زخارف نباتية، وحيوانية، وهندسية، وکتابية، وتجريدية. بالإضافة إلى الرسوم الآدمية، والموضوعات التصويرية (مطاوع، 1996م). والتي تعتبر منبعاً خصباً من التراث الزخرفي الذي يسهم في إثراء مجال ملابس النساء. ويتضح مما سبق أن زخارف الطراز الأندلسي ستحقق قيمة فنية وجمالية باستخدام التطريز وبخاصة التطريز الآلي؛ حيث ساهم التطور التکنولوجي السريع لماکينات التطريز الآلي في زيادة معدلات الجودة والإنتاج على نطاق واسع (حسن، 2002م). کذلک ساعد على إبراز جماليات التصميم الزخرفي وتنفيذه بدقة بالغة Ryan (2002). وقد درس صدقي (1999م) التطور التکنولوجي لماکينات التطريز الآلي وأثره على أسلوب التشغيل؛ من حيث إبراز الأساليب المختلفة في التطريز اليدوي والآلي، وما تضفيه على الأقمشة النسيجية الحديثة من قيم جمالية، وفنية والتعرف على خواص الخيوط المناسبة، وعلاقتها بنوع النسيج. وتوصلت إلى أن بعض أساليب التطريز؛ سواء کان اليدوي أو الآلي، لا تتفق مع بعض الخامات النسيجية. کما قامت يوسف (2002م) بدراسة مقارنة لبعض أساليب التطريز اليدوي والآلي على الأقمشة النسيجية الحديثة، والاستعانة بها في مجال الصناعات الصغيرة، وتناولت التطور التاريخي للتطريز الآلي، وأيضاً التراکيب النسيجية المختلفة، وقد توصلت إلى أن لنوع القماش تأثيراً على أسلوب التطريز، وکذلک الخيط المستخدم في التطريز. وبناء على ذلک؛ يجب وضع اعتبارات علمية وفنية عند اختيار أساليب التطريز المختلفة؛ بحيث تلائم الترکيب النسجي، والشکل العام الجمالي والوظيفي. فهناک علاقة وثيقة ومؤثرة بين أساليب التطريز وبين القماش وخيط التطريز والزخرفة، فبعض أساليب التطريز لا تتفق مع بعض الخامات النسجية، في حين أن الأساليب نفسها تناسبها خامات أخرى، وذلک تبعاً للترکيب النسجي، وملمس القماش ونوعه. إن استنباط القيم الجمالية للزخارف الإسلامية في العصر الأندلسي، وربطها بالقواعد والأسس الجمالية المعاصرة، واستخدام التقنيات الحديثة للتطريز الآلي تضفي سمات الأصالة، وتحقق استمرار التطور العصري. فهي تعکس سمات الطابع الإسلامي الأصيل لتراثنا الفني برؤية فنية معاصرة. ومن هنا جاءت أهمية "دراسة زخارف الطراز الأندلسي وتوظيفها في إثراء الملابس باستخدام التطريز الآلي". مشکلة الدراسة: إن الحرص على حفظ التراث الإسلامي، والکشف عن مزيد من الملامح والقيم التعبيرية والجمالية في هذا التراث؛ من شأنها أن تساعد في إکساب فننا المعاصر طابعاً مميزاً، مستمداً أصالته من الفن الإسلامي. ومن التطور التکنولوجي في مجال التطريز الآلي وضرورة استخدامه في مجال الملابس ومکملاتها؛ لاسيما مع زيادة الطلب على الملابس الجاهزة في الآونة الأخيرة؛ سواء في الأسواق الداخلية أو الخارجية. وأيضاً فإن استخدام التقنيات الحديثة والتطريز الآلي يمکن من خلاله تحقيق مرونة في التصميم ومعالجة فنية مبتکرة. وکذلک الترکيز المباشر في الإبداع، مع توفير وقت وجهد المصمم لإثراء الملابس المعاصرة. ويمکن من کل هذا صياغة مشکلة الدراسة في التساؤلات التالية: 1. ما إمکان الاستفادة من الأساليب الفنية والقيم الجمالية لزخارف الطراز الأندلسي، ودورها في إثراء الملابس المعاصرة؟ 2. ما مدى التنوع في التقنيات الخاصة بماکينات التطريز الآلي، من حيث تنوع الغرز وخيوط التطريز: ألوانها، وأنواعها؟ 3. ما الاعتبارات العلمية والفنية التي يجب مراعاتها عند استخدام تقنية التطريز الآلي؟ 4. هل يمکن تنفيذ الزخارف المقتبسة من الطراز الأندلسي باستخدام التطريز الآلي؟ أهمية الدراسة: تکمن أهمية هذه الدراسة في التعرف على الطراز الأندلسي وخاصة الزخارف والأساليب الفنية المتبعة في ذلک العصر وتحويلها؛ لإتاحة استخدامها في مجال الملابس بواسطة التقنيات المتطورة، والمتمثلة في ماکينات التطريز الآلي؛ لتطوير ودعم صناعة الملابس وخاصة ملابس السيدات ومکملاتها، حيث تسهم هذه الدراسة في رفع مستوى القيمة الفنية والجمالية للملابس، من خلال تقديم نماذج وتصميمات مبتکرة، تتسم بالذوق الفني الرفيع. کما تسهم في دعم الاقتصاد الوطني في ظل انضمام المملکة إلى منظمة التجارة العالمية، وحاجة الإنتاج المحلي إلى التطوير والمنافسة. أهداف الدراسة: 1. دراسة تاريخ الطراز الأندلسي للتعرف على الخصائص الفنية والجمالية بصفة عامة والزخارف بصفة خاصة. 2. إبراز القيم الجمالية للأساليب الفنية المتبعة في توزيع وتنفيذ زخارف الطراز الأندلسي. 3. دراسة وتحليل وتصنيف الوحدات الزخرفية الأندلسية وإعادة صياغتها بواسطة الحاسب الآلي؛ حتى يمکن تنفيذها على ماکينات التطريز الآلي. 4. التعرف على التقنيات المختلفة الخاصة بماکينات التطريز الآلي، والأساليب العلمية والفنية التي يجب مراعاتها عند التعامل مع ماکينات التطريز الآلي. 5. تنفيذ الزخارف المقتبسة من الطراز الأندلسي باستخدام التطريز الآلي. فروض الدراسة: 1. تحليل مختارات من العناصر الزخرفية الإسلامية للطراز الأندلسي يفيد في معرفة الأساس العلمي للترکيب البنائي التشکيلي لهذه العناصر. 2. تحقيق نمو سريع للتصميم المطرز المستوحى من التراث الإسلامي الأندلسي، باستخدام ماکينات التطريز الآلي وبرامجه. 3. استخدام التطريز الآلي في ابتکار علاقات متناسقة بالتصميم وبالألوان المطلوبة، وفقاً للموضات العالمية؛ يحقق الدقة في التصميم، والسرعة في الأداء. والمظهرية عالية الجودة. منهج الدراسة: يتبع البحث المنهج التاريخي ويشمل دراسة الطراز الأندلسي في العصر الأموي للتعرف على التطور التاريخي للعناصر الزخرفية (عبيدات، 2000م). کما يتبع المنهج الوصفي التحليلي حيث يشمل وصف العناصر الزخرفية من حيث أنواعها سواء کانت نباتية أو حيوانية أو کتابية وعمل دراسة وتحليل وتصنيف العناصر الزخرفية لتطويرها في الجانب الابتکاري، ومعرفة قيمتها ومکوناتها والسمات المميزة لها. کذلک استخدم البحث المنهج التجريبي في إعداد النماذج الزخرفية وتطبيقها على تصميمات ملبسية حديثة. حدود الدراسة: حدود زمنية: دراسة زخارف الطراز الأموي في الأندلس. في الفترة من (711 – 1492م). أدوات الدراسة: أ- ماکينات التطريز الآلي: 1. ماکينة تطريز آلي بالکمبيوتر TAJ 2010 2. ماکينة تطريز آلي بالکمبيوتر SINGER FUTURA ب-برنامج التطريز الآلي EOS. ج-الخامات المختلفة (الأقمشة – الکلف – الخيوط – فصوص الکريستال) المستخدمة في تنفيذ الجزء التطبيقي. د-آلة التصوير الرقمية (الديجتال). هـ-الحاسب الآلي. مصطلحات الدراسة:
المراد بلفظ الأندلس: أسبانيا الإسلامية بصفة عامة. وکان يشمل شبه جزيرة أيبيريا کلها؛ باعتبار أنها کانت تحت حکم المسلمين، ثم أخذ لفظ الأندلس يقل مدلوله الجغرافي شيئاً فشيئاً تبعاً للوضع السياسي الذي مرت به الجزيرة منذ دخول المسلمين إليها؛ حتى صار لفظ الأندلس قاصراً على مملکة غرناطة آخر معقل للمسلمين في الأندلس. وکانت تقع في الرکن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة الأيبيرية (الفقي، 1984م). وکلمة أندلس اشتقها العرب من کلمة واندلوس، وهي اسم قبائل الوندال الجرمانية التي اجتاحت أوروبا في القرن الخامس الميلادي، واستقرت في السهل الجنوبي الأسباني، ثم جاء العرب وعربوا هذا الاسم إلى أندلس (العبادي، د.ت.). ويذکر حسن (د.ت.) أن الجغرافيين والمؤرخين العرب اشتقوا اسم (الأندلس) من الکلمات الآتية: "الأندليش" أو "الأندلش" أو "الأندلس". ولا تزال کلمة "أندولوسيا" مستعملة حتى اليوم في اللغة الأسبانية الحديثة، وتطلق على ثمان محافظات في جنوب أسبانيا؛ وهي: المرية – غرناطة – جيان – قرطبة – مالقة – قادش – ولبه – أشبيلية (عبد الحميد، 1999م).
اصطلح على تسمية الطرز الفنية الرئيسة منسوبة إلى الدول الإسلامية من أموية، وعباسية وسلجوقية، ومغولية، وصفوية، وفاطمية، وأندلسية، وعثمانية. والفن الأندلسي اصطلح على تسميته بالطراز الأموي المغربي، نسبة إلى بني أمية الذين استقلوا بحکم الأندلس. واستمر هذا الطراز حتى نهاية القرن الخامس الهجري (11م) ثم قام بعده الطراز الأسباني المغربي في القرن السادس الهجري (12م) وبلغ أوج عظمته في غرناطة في القرن الثامن الهجري (14م) وما زال المغرب يحتفظ حتى الآن بالأساليب الفنية لهذا الطراز (الباشا، 1998).
"الزخارف مشتقة من الزخرفة. وبالرجوع إلى مصادرها وجد أنها تعني: الزينة، وکمال حسن الشيء. ويقال "تزخرف الرجل" أي: تزين" (ابن منظور، 1982م). "ويقصد بالزخرفة: فن تزيين الأشياء بالنقش، أو التطعيم، أو غير ذلک" (أنيس وآخرون، 1992م). وتعتبر الزخرفة من أهم الفنون التشکيلية وأعظمها أثراً في إکساب معظم المنتجات الحرفية وغيرها من الصناعات قيماً جمالية، بالإضافة إلى قيمتها النفعية (حمودة، 1989م).
تقن: أتقن الأمر: أحکمه. وهي الوسائل التي تتخذ للنجاح في أمر ما، يختص بفن أو بعلم أو مهنة (البستاني، 1973م). وهناک من يرى التقنية في مجال الفن بأنها: عبارة عن طريقة فنية؛ أي: الطريقة المتبعة لإخراج العمل الفني في أصول صناعية صحيحة (محمد، 1997م). کما عرفها إبراهيم (2000م) أنها: المجموع الکلي للمعرفة المکتسبة والخبرة المستخدمة في نطاق معين؛ من أجل إشباع حاجة معينة تنصب في النهاية على الدراية الفنية.
کلمة طراز من "ترزيدان" الفارسية. ومعناها: يطرز أو يوشي، وقد استخدمت لفظة الطرز أولاً لتدل على العبارة الرسمية التي کانت تنقش على النسيج أو العملة، أو غير ذلک من الأشياء ذات الطابع الرسمي. وعرف العالم الإسلامي نوعين من الطراز، أو مصانع النسيج؛ هما طراز العامة، وطراز الخاصة (الباشا، 1998م). والتطريز الآلي عبارة عن زخرفة النسيج بعد أن يتم نسجه بواسطة الإبر الخاصة بالتطريز، وذلک باستخدام خيوط مختلفة الأنواع والألوان باستخدام الماکينات (محمد، 1977م). وتقصد الباحثة بالتطريز الآلي: زخرفة القماش بواسطة ماکينة التطريز الآلي. وهي ماکينة متعددة الأنواع، يختلف حجمها وشکلها تبعاً للمصانع المنتجة لها. وهي مزودة بتقنيات تتيح عمل خطوط طولية ومنحنية، أو بأي اتجاه، بأشکال زخرفية وهندسية متنوعة. ويوجد منها المنزلي والصناعي، ومنها ما يزود بأنظمة إلکترونية تعمل عن طريق برامج الکمبيوتر لتنفيذ العمليات المطلوبة. وقد تطورت ماکينات التطريز الآلي الحديثة المتخصصة؛ من حيث الدقة، والإتقان؛ لتوفير الوقت والجهد. بالإضافة إلى إمکان استخدامها في تنفيذ تصميمات وابتکارات کان يصعب تنفيذها من قبل.
أثرى : کثر ماله، والأرض: کثر ثراها، ويقال : أثرى ما بين الرجلين: تداوما على الصلة . والثراء: کثرة المال (أنيس وآخرون، 1992م). الملبس هو: کل ما يرتديه الإنسان لستر جسمه وتغطيته، بأنواعه المختلفة الداخلية والخارجية ومکملات الزينة (عابدين، 1996م). وتعرف الباحثة إثراء الملبس: بأنه زيادة القيمة الجمالية والفنية للملبس عن طريق اختيار الوحدات الزخرفية المقتبسة من زخارف الطراز الأندلسي وإعادة صياغتها وتوظيفها کوحدات ملائمة للتطريز الآلي، مع الدقة في اختيار نوع خيط التطريز ولونه ومساحة التغطية للتطريز في القطع المنفذة بالإضافة لحسن اختيار شکل وتأثير الغرز المستخدمة.
الإطار النظري للدراسة: 1- المنسوجات الأندلسية: کانت المنسوجات في أوائل العصر الإسلامي تصنع وفقاً للأساليب والطرز التي کانت متبعة في صناعة النسيج عند الأمم الأخرى؛ غير أن أسلوباً أصيلاً خاصاً أخذ ينمو ويتطور تدريجياً ويسود جميع البلدان الإسلامية، وکان للنسيج الإسلامي شهرة عالمية في القرون الوسطى، ولا تزال بعض قطع النسيج الإسلامي محفوظة ضمن کنوز المتاحف العالمية، التي لا تزال تسمى بأسمائها العربية. من ذلک: "الدمقش" من دمشق، "والموسلين" من الموصل، "والعتابي" نسبة إلى حي العتابية في بغداد. وقد ضمت المتاحف أقمشة طرز عليها أسماء الخلفاء؛ مثل هارون الرشيد، والأمين، والمأمون، والمقتدر بالله. نسجت بالخط الکوفي المورق. وکانت دور الطراز من الدور المهمة التي تعنى بها الدولة، والطرز هي: الأشرطة. ومفردها شريط زخرفي أو کتابي، منسوج أو مطرز، يمتد على أطرف القطعة المنسوجة، يکتب عليه بأنواع الخطوط وأسماء الخلفاء، وأبيات من الشعر. وکانت ألوان القماش الإسلامي جميلة وبراقة، وخاصة تلک الموشاة بقصب الذهب والفضة (الألوسي، 2003م). انتشرت صناعة المنسوجات في الأندلس بعد أن فتحها المسلمون، وخاصة في خلافة الأمويين في المغرب، وخلال حکم الخليفة هشام للأندلس أنشئت مصانع الطراز للنسيج؛ وذاعت شهرة الأندلس في صناعة المنسوجات، واختصت مدينة المرية بصناعة الديباج والحرير، وقد ذکر أنه کان هبها 800 مصنعاً ينتج الحلل من الديباج، والسقلاطون، والستور الملکية، وجميع أنواع الثياب الحريرية الفاخرة. واشتهرت مالقة بصناعة الموشى المذهب، کما اشتهرت غرناطة بصناعة الملبد المختم ذي الألوان ، ومرسية بالموشى والبسط التنتلية (سالم، 1959م). وفي القرنين السادس والسابع من الهجرة أنتجت الأندلس أنواعاُ من المنسوجات الحريرية المرکبة من الديباج والدمقس، تحتوي على کتابات عربية مکونة من عبارات دعائية؛ مثل: "البقاء لله". ومن منتجات الأندلس في القرنين الثامن والتاسع بعد الهجرة (14-15م) نوع من المنسوجات رسومها تشبه کثيراً زخارف قصر الحمراء. ويمتاز هذا النوع برسوم الأطباق النجمية، والأشرطة المتداخلة، والجدائل، والأشکال الهندسية، والزخارف التي تبدو وکأنها رسوم مجموعة من بلاط القاشاني. ونجد أيضاً کتابة بالخط الکوفي ذي الحروف الزخرفية المتشابکة. وقد کان الإقبال عظيماً على هذه المنسوجات بين القرنين الثامن والعاشر بعد الهجرة (14-16م) (نصر، 1998م). أما الخامات التي استعملت في منسوجات الأندلس فقد کانت في أول الأمر من الکتان والصوف (الشريف، 2004م). کذلک صنع في غرناطة في القرنين الرابع والخامس عشر الميلادي نوع من المنسوجات الحريرية، تتکون زخارفه من أشرطة بها زخارف نجمية ونباتية، وطيور، وزخارف کتابية. وأطلق على هذا النوع من الزخارف "طراز الحمراء"؛ وذلک لأن زخارفه تشبه زخارف قصر الحمراء. وظهر أسلوب فني جديد نتج عن اتحاد حکم الأندلس وشمال أفريقيا، وعرف هذا الأسلوب بالطراز المغربي الأندلسي. وهو فن مختلف عن الفنون الإسلامية المعاصرة (علام، 1989م). والصورة (1) توضح قطعة من النسيج صنعت من الحرير الموشى، تتکون زخارفها من أشرطة بها زخارف نجمية ونباتية، وطيور. أما الصورة (2) توضح ستارة من الحرير في قصر الحمراء (السويدان، 2005م).
صورة (1) صورة (2) الصورة (1) نسيج من الحرير الموشى، صناعة غرناطة ق 8هـ - 14م (علام، 1989م) الصورة (2) ستارة من الحرير في قصر الحمراء (السويدان، 2005م). وقد استعان الفاتحون المسلمون منذ أن وطئت أقدامهم أرض الأندلس بالصناع المشرقيين، وکان عبد الرحمن الأوسط أول من أنشأ دار الطراز بالأندلس. ويتجلى في منسوجات الأندلس تأثيران أساسيان: التأثير القبطي، والتأثير الساساني، ولکن لم يتبق من إنتاج دار الطراز القرطبية سوى قطعة واحدة، وهي من طراز هشام المؤيد، وقد عثر عليها في سان استبان دى غرماج، وهي محفوظة في الأکاديمية التاريخية بمدريد. وهذه القطعة عبارة عن عشاء أصفر اللون، سداه رقيق للغاية، مزود بشريط أبيض به بعض الاصفرار، وفيه رسم دقيق يتألف من جامات مثمنة الشکل، متصلة فيما بينها بأشکال نجمية، وبداخلها صور آدمية وحيوانية، في ألوان بيضاء وزرقاء. ويحف بهذا الشريط الزخرفي من أعلى وأسفل سطر من الکتابة الکوفية، تتجه رؤوس السيقان في حروفها إلى الداخل، ونص هذه الکتابة: بسم الله الرحمن الرحيم، البرکة من الله، واليمن والدوام للخليفة الإمام عبد الله هشام المؤيد بالله أمير المؤمنين (سالم، 1959م). والصورة (3) توضح قطعة نسيج من طراز هشام المؤيد.
صورة (3) نسيج قباطي ق 4 هـ من طراز هشام المؤيد (الشريف، 2004م)
کذلک وجدت قطعة من الحرير تزينها زخارف لأزواج من الحيوانات المتدابرة في جامات دائرية (علام، 1989م). وتظهر في الصورة (4).
صورة (4) قطعة من الحرير نسيج الديباج ق 7 هـ (الشريف، 2004م) وقد بلغ الأندلسيون في صناعة المنسوجات التي کانوا يصدرونها إلى أوروبا. ومن أشهر المنسوجات التي أقبل الأوروبيون على اقتنائها ذلک النوع الرقيق المعروف باسم – غرنادين – نسبة إلى غرناطة، التي کانت مرکز صناعته (الباشا، 1999م). کما تتسم الأقمشة الأندلسية ذات الزخرفة المنسوجة بخصائص مميزة لها؛ من حيث: المتانة في طريقة صناعتها، وإن تفوق غيرها في التلوين والمقاومة بفضل استخدام الحرير بدلاً من الصوف. مع دقة العمل الفني (مورينو، 1995م). ووجدت قطعة من النسيج المعروف بنسيج الفيلة، وعليها کتابة کوفية. وقد قلدت المنسوجات البغدادية في الأندلس تقليداً رائعاً؛ وذلک في مدينة المرية التي کان يصنع بها الخمر العتابية – وهي أقمشة تغطي بها النساء رؤوسهن – والأصبهانية والجرجانية (سالم، 1959م). والصورة (5) توضح نسيج الفيلة، وبه صورة فيل واحد داخل جامة، تحف بها زخرفة مضفورة، ويعلو الفيل شجرة.
صورة (5) نسيج الفيلة (سالم، 1959م) وتحتفظ کنيسة سان سباستيان دي انتقيرة بحلة دينية، قبل إنها صنعت من علم، غنمها المسيحيون من الجيش الإسلامي الغرناطي. وزخرفتها تتألف من مناطق ذهبية على أرضية حمراء وخضراء کذلک من القطع الحريرية التي تنسب صناعتها إلى الأندلس في القرن 12م قطعة مزخرفة بأزواج من الطواويس والحيوانات المتقابلة، تتقابل على شجرة الحياة (علام، 1989م). وتظهر في الصورة (6) قطعة من الحرير من القرن 12م، مزخرفة بأزواج من الطواويس والحيوانات المتقابلة.
وقد تحولت صناعة المنسوجات ذات الصور الحيوانية في عصر الموحدين إلى منسوجات ذات زخارف هندسية: متشابکات، ومربعات، وورديات وکتابات نسخية. وأروع أمثلة المنسوجات الموحدية: الأعلام الإسلامية التي غنمها المسيحيون في واقعة العقاب (سالم، 1959م). وأهم هذه الأعلام أحدها محفوظ في دير لاس أويلجاس بمدينة برغش، وهو منسوج من الديباج المحلى بخيوط الذهب، وألوانه حمراء، وزرقاء، وبيضاء، وخضراء، وصفراء. وتتألف زخارفه من جامة دائرية صفراء مرکزية، بداخلها زخرفة هندسية من تشابکات تحيط بها مربعة، ويحيط بالمربع من الجوانب الأربعة أحزمة بنية، نقشت عليها آيات قرآنية بخط أزرق، وفي أدنى العلم شريط من دوائر متصلة نقشت عليها أدعية مختلفة، بخطوط زرقاء على رقعة بيضاء (عنان، 2003م). والصورة (7) توضح هذا العلم.
صورة (7) العلم الإسلامي الموحدي الذي غنمه النصارى في موقعهة العقاب. (عدنان، 2003م) وغزت الزخرفة أيضاً صناعة المنسوجات عن طريق الطبع، وکان هناک شعارات للدول تبطع على لباسها الرسمي. کذلک برع المسلمون في توشية الثياب بالمعادن النفسية والجواهر. (إسماعيل، 1992م). وکانت صناعة السجاد معروفة في العالم الإسلامي منذ القرن الأول الهجري، وکان معظم الأنواع الفاخرة من السجاد تنسج من الحرير، ويعد بعضها من الصفوف، وأخرى اندمجت فيها أو طرزت بها خيوط الذهب والفضة. واشتهرت هذه الأنواع بجودة الصنعة ودقتها، وتميزت باختلاف زخارفها، ومنها نوع تتوسط السجادة فيها جامة کبرى (الجامة شکل زخرفي نباتي أو هندسي) ويحتل کل رکن من أرکانه ربع جامة، ويحيط بها إطار عريض وتنتشر عليها الأزهار بين تفريعات نباتية، تجري حولها رسوم الحيوانات ومناظر الصيد. ومن المؤکد أن صناعة السجاد کانت مزدهرة في الأندلس وفي بلاد المغرب منذ القرن السادس الهجري (الألوسي، 2003م). وقد توثقت الصلة بين فنون وصناعات البلاد الشرقية وبين الأندلس . ودلت المراجع التاريخية على أن صناعة السجاد کانت بالأندلس في القرون: 12-15م. وينسب إلى هذه الفترة بساط "سجادة" في مجموعة متاحف برلين تسمى باسم "السيناجوج" تزينه أشکال شمعدنات جميلة. وتحمل أکثر سجاجيد القرن 15م رنوکا تميزها وتؤرخها. وتوضع هذه الرنوک فوق أرضية ذات رسوم متکررة من أشکال المثمنات التي تضم داخلها طيوراً، وتعبيرات هندسية، وصوراً آدمية، ذات خطوط منکسرة وألوان زاهية. وتنقسم إطاراتها إلى عدة أشرطة تزينها الکتابات الکوفية والأشکال الهندسية (الصقر، 2003م). وهناک نوع من آخر من السجاجيد الأندلسية ترجع إلى القرن (9هـ / 15م) تمتاز بزخرفة هندسية من مثمنات تضم أشکال نجمية متعددة الأطراف . وزخارف هذه السجاجيد شبيهة بزخارف سجاجيد عشاق حسب طراز "هولباين". أما السجاجيد الأندلسية التي ترجع إلى القرن بعض التأثيرات الترکية (الباشا، 1999م) والتي تتضح في الصورة (8). کذلک وجدت مجموعة من السجاد الأندلسي الذي يرجع إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر. ولعل التشابه الشديد بين السجاد المصري والأندلسي من حيث الزخارف هو الذي دعا بعض علماء الآثار إلى الاعتقاد أن السجاد المصري هو کذلک من صناعة المغرب والأندلس. والسجاد الأندلسي الذي يرجع إلى القرن الخامس عشر ، يمتاز بزخارفه الهندسية وبخاصة الشکل المثمن الذي استعمل بکثرة. کما تميز السجاد الأندلسي بصغر وحداته الهندسية ودقتها. کما تضم الزخارف رسوم نجوم کثيرة الأطراف، تبدو وکأنها ماسة مشعة، ولذا عرف هذا النوع من السجاد الأندلسي باسم Diamond أي: الألماس (محمد، 2005م) والصورة (9) توضح نموذجاً لهذا النوع من السجاد. وکان السجاد الأندلسي يضم رسوم طيور، وحيوانات ، وآدميين؛ محورة عن الطبيعة زخارف من حروف کوفية. ووجد أن الألوان المستعملة في السجاد الأندلسي : هي اللون الأحمر للأرضية في معظم الأحيان، واستخدم اللون الأزرق الداکن للإطارات "الکنارات". والزخارف الکتابية المستعملة في إطار هذا السجاد تشبه زخارف السجاد الذي رسمه "هولباين" في لوحاته. وقد امتاز السجاد الأندلسي بطولة الممتد وضيق عرضه؛ مما يدل على ضيق الأنوال التي نسجت عليها (محمد، 1986م).
صورة (8) سجادة من الأندلس بها زخارف هندسية متکررة ، ق 9هـ - 15م (علام، 1989م) صورة (9) السجاد الأندلسي المسمى الألماس (محمد، 1986م) 2- الأزياء في الأندلس: حرص الموحدون في أول أمرهم على الابتعاد عن ارتداء الملابس الغالية الثمن المصنوعة من الحرير أو الديباج المطرز؛ ولذلک لم يحرصوا على إقامة دور طراز لهم لصناعة الملابس الحريرية؛ لأنهم کانوا يتورعون عن لباس الحرير والذهب. ولکن في أواخر دولتهم أقاموا دوراً للطراز. وقد أخذ الموحدون عن الأندلسيين ارتداء مختلف أنواع الديباج. فقد کان الأندلسيون يرتدون الملابس الحريرية، والصوفية، والقطنية، والکتانية. وأقبل الخلفاء وکبار رجال الدولة وعامة الناس رجالاً ونساء على ارتداء الملابس الحريرية المطرز والديباج الموشى غالي الثمن؛ حتى أسرف الموحدون وکافة الناس في ارتداء هذا النوع من الملابس، مما جعل الخليفة المنصور يأمر بعدم ارتدائه. ولم يقتصر ارتداء أهل الأندلس عامة على مصنوعات دورهم من الملابس الحريرية والصوفية والقطنية والکتانية التي کانوا يرتدونها؛ بل لبسوا أيضاً الأردية الأفريقية، والمقاطع التونسية، والمآزر (نصر، 1998م). وقد تحکم (ذرياب) في ابتداع الملابس وحث الناس على تغيير الملابس لتکون مناسبة للفصول، فعلمهم أن يلبسوا ملابس بيضاء في فصل الصيف. کما علمهم أن الربيع هو فصل الملابس الحريرية الخفيفة والقمصان ذات الألوان الزاهية، وأن الشتاء فصل الفراء والملابس الثقيلة (مؤنس، 1992م). وقد أوضحت نصر (1998م) أن الملابس الخاصة بالرجال والنساء في الأندلس کانت کما يلي: أ-ملابس الرجال:
والصورة (10) توضح عباءة أبي عبد الله آخر ملوک الأندلس، کما أن الصورة (11) رسماً تصويرياً يوضح أبا عبد الله مرتدياً ملابس ملونة.
صورة (10) عباءة أبي عبد الله آخر ملوک الأندلس (عنان، 2003م) صورة (11) رسماً تصويرياً يوضح أبا عبد الله (السويدان، 2005م) ب- ملابس النساء :
والصورة (12) توضح رسماً تصويرياً لمجموعة من النساء يرتدين أنواعاً من الملابس الأندلسية.
صورة (12) مخطوط يوضح مجموعة من النساء في الأندلس وتظهر طريقة ارتداء الملابس (السويدان، 2005) وقد ألف الفونس اکس السابيو (1283م) کتاباً يعد من أفضل المراجع التي تمدنا بالمعلومات الخاصة بالأزياء في الأندلس خلال القرن 13م. وهو يتحدث عن أنماط مختلفة من الناس من مختلف الجنسيات والأعمار والطبقات والألبان يرتدون ملابس مختلفة، ومن خلال الصورة (13) التي تظهر ثلاث نساء، اثنتان منهن ترتديان صدار "تونيک" والثالثة ترتدي قميصاً وسروالاً، حيث إن اثنتين ترتديان "تونيکاً" غير شفاف، إحداهن بلون أزرق فاتح، والثانية بلون قرنفلي. وهذا التونيک بياقة دائرية، وأکمام طويلة، وحاشية طويلة تصل إلى الأقدام، مصنوعة من نسيج ناعم منسدل، وتُلْبَس بدون حزام. وترتدي النساء أحذية سوداء مفتوحة من الأمام تُظهر أصابع أقدامهن. وإحداهن ترتدي خماراً طويلاً يتدلى إلى الخلف مثبتاً بعصابة منقوشة بحبيبات من الخرز متعددة الألوان، وقد غطى الحناء کَفَّها. وإحداهن ترتدي قميصاً محبکاً، محُلى ببعض الزخارف على کتفيه. وهناک بعض الزخارف المتعرجة على القلادة المتدلية في رقبتها، ويظهر على کاحلها سروال طويل مخطط بألوان مختلفة تظهر عند الرکبة. وترتدي على رأسها وشاحاً على شکل قلنسوة ضيقة، وتلبس أسورة من الذهب على معصميها، وتضع قلادة حول رقبتها مصنوعة من کرات ذهبية، وتضع على أذنها أقراطاً کبيرة مدورة.
صورة (13) مخطوط يظهر مجموعة من النساء الأندلسيات يلعبن الشطرنج يرتدين ملابس متنوعة http://home.earthlink.net/~lilinah/costuming/andalus13c.html
وصورة (14) لأقراط ذهبية تعود لحکم (مملکة الطوائف)
3-الوحدات الزخرفية بالطراز الأندلسي : تتميز الزخارف الإسلامية بالطراز الأندلسي بالثراء الفني، والصدق في التعبير عن مشاعر الفنان المسلم ومعتقداته، من خلال منظور فني جديد، لتکوين وحدات زخرفيه، تقوم في بناء العمل الفني، إذا ما حورت وتم تبسيط أشکالها لتحقيق غايات جمالية. ومن هنا نشأت الصيغ التجريدية في الفن الإسلامي ولازمت تطوره، وظهر جلياً دور الخطوط المنحنية والانسيابية برشاقتها، بالإضافة إلى العناصر الهندسية المتنوعة في قيمتها الخطية والملمسية محققة بذلک مبدأ التجانس. وهکذا وضحت معالم الفن الإسلامي بأنه عالم يحکمه منطق تشکيلي داخلي، وتنظيم رياضي دقيق، أساسه الدوائر واللوالب، متمثلاً في أشکال الهندسة والتوريق. وهذه النقوش الإسلامية الهندسية المتمثلة في زخارف الطبق النجمي مع الزخارف النباتية المعروفة بالتوريق العربي يمثلان الجمال الاسمي في الفن الإسلامي، الذي يدرک بالعقل والقلب معاً إدراکاً مباشراً. ويمکن تصنيف الوحدات الزخرفية في الطراز الأندلسي إلى: أ- الوحدات الزخرفية النباتية: تأثر العنصر النباتي في الزخارف الإسلامية تأثراً کبيراً بانصراف المسلمين عن استيحاء الطبيعة وتقليدها تقليداً صادقاً، فکانوا يستخدمون الجذع والورقة لتکوين زخارف تمتاز بالتکرار والتقابل، وتبدو عليها مسحة هندسية لا تخلوا من أثر التجريد. وأکثر الزخارف النباتية شيوعاً هي "الأرابيسک" وتتألف من عناصر زخرفية محورة وأنصاف مراوح نخيلية ذات فصين ، وقد ينبثق منها مراوح نخيلية کاملة وأنواع أخرىمن الأزهار والثمار. وترى في الزخارف الجصية التي کانت تغطي الجدران في مدينة قرطبة وتتکرر في الأعمال الفنية التاريخية في المدن الأندلسية الأخرى. ومن أهم الزخارف النباتية الورقية: الورقة الثلاثية، وقد أطلق عليها الزخرفة الکأسية وقد عرفت في فنون سابقة للإسلام ، وطورت في الفن الإسلامي إلى ما عرف بالمراوح النخيلية وأنصافها. کما استخدمت الزخرفة من زهرة الأقحوان، والبنفسج ، والداليا، والرمان، والخرشوف، والخشخاش، وسلطان الغاب، والقرنفل، کف السبع، والورد ، وکيزان الصنوبر. ومن الأزهار التي استخدمت کزخرفة إسلامية: زهرة اللوتس الإسلامية . ومن الثمار شکلت زخارف مختلفة من ثمار الفواکه کالتفاح والبرتقال والمشمش والخوخ والرمان والکمثرى وکانت ترسم منفردة أو مجمعة في أطباق، أو أوان ، أو على أشجارها، أو في أغصانها، أو مع أوراقها (الباشا، 1999م). تأثرت الزخرفة النباتية في (عصر الخلافة) بالأسلوب الکلاسيکي، وساعد ذلک على ظهور أسلوب زخرفي جديد عرف بأسلوب مرحلة الانتقال. وبعد سقوط الخلافة الأموية بقرطبة تفککت الوحدة السياسية في البلاد، واشتد الصراع بين الأمراء والرؤساء من العرب والبربر والصقالبة، وقامت عدة دويلات صغيرة أطلق عليهم اسم ملوک الطوائف. ومن مظاهر هذا الترف الزخرفي؛ زخارف القصور المتبقية، التي تنطق بما بلغه فن الزخرفة النباتية في الأندلس من تطور کبير. ومن هذه القصور: (آثار قصر الجعفرية بسرقسطة، والذي شيده المقتدر بالله أحمد بن سلمان بن هود ، وآثار قصر المأمون يحيى بن إسماعيل بطليطلة، الذي عرف باسم "قصر الناعورة". وآثار قصر القصبة بمالقة، ويرجع إلى عهد المعتلي يحيى بن علي حمود) واتبعت الزخارف النباتية في عصر ملوک الطوائف أسلوب الفن الخلافي القرطبي، ولکن مع تطور واضح وإسراف زائد في التفاصيل الزخرفية (الصقر، 2003م). وبدأ النفوذ الإسلامي السياسي في الغرب يضمحل منذ عام 1235م، باستيلاء المسيحيين تدريجياً على الأندلس. وکانت الأسرة الوحيدة التي استطاعت الصمود في وجه المسيحيين (أسرة بني نصر) في غرناطة. أما أعظم آثار القرن 14م الإسلامية في الأندلس فهو قصر الحمراء بغرناطة، الذي کسيت جدرانه وعقوده وقاعاته بزخارف جصية زاهية. ويتکون العنصر الرئيس في تلک الزخرفة من أشکال هندسية متشابهة وتواريق نباتية، ومما زاد تلک الزخارف المزدحمة زينة وبهاء تلوينها، وهي خاصية من خصائص الفن الأندلسي. وانتشر هذا النوع من الزخارف الملونة في جهات أخرى من الأندلس. ب- الوحدات الزخرفية الحيوانية والآدمية: طور الفنانون الإسلاميون زخارف محورة عن الکائنات الحية والخرافية، وإن کان هذا النوع من الزخرفة لم ينتشر في الفن الإسلامي انتشار الزخارف الهندسية والنباتية. وعلى الرغم من تحوير هذا النوع من الزخارف فإنها ظلت في معظم الأحيان محتفظة بمميزاتها العضوية. ومن الحيوانات التي صورت منها الزخارف: الثعالب، والکلاب، والأسود، والجمال. ومن الطيور : البط، والدجاج، والطاووس . ومن الحيوانات المائية: الأسماک، والمحار أو الأصداف، وغيرها. أما من حيث تحوير أشکال الکائنات الخرافية إلى أشکال زخرفية ، فکان أهم هذه الکائنات التي حورها الفنانون الإسلاميون إلى زخارف: العنقاء والسنور، والطائر ذو الرأس الآدمي، والحيوانات المجنحة، والجريفون، والعقاب، والتنين. وظهر تحزير الکائناتالحية والخرافية بشکل واضح في رسم بروج السماء، سواء في المخطوطات ، أو على التحف، أو على المسکوکات، أو على العمائر. ج- الوحدات الزخرفية الهندسية: أصبحت الرسوم الهندسية عنصراً أساساً من عناصر الزخرفة، المتمثلة في التراکيب الهندسية ذات الأشکال النجمية متعددة الأضلاع، واستخدمت في زخارف التحف الخشبية والنحاسية، وفي الصفحات الأولى المذهبة في المصاحف الشريفة والکتب، وفي زخارف السقوف، وقد أتقن المسلمون هذا النوع وانصرفوا إلى الابتکار والتجديد فيه (المفتي، 2001م). إن براعة المسلمين في الزخارف الهندسية لم يکن أساسه الشعور المرهف والموهبة الطبيعية فحسب، بل کانت تقوم على علم وافر بالهندسة العلمية والمدروسة، کما أن هذه الزخارف کانت سراً من أسرار الصناعة، يتلقاها الفنانون عن أساتذتهم، ويتعلمونها بالمران. وکانت تصنع لها القوالب والنماذج المختلفة التي يستعملها الصناع والفنانون. وقد أخذت الزخارف الهندسية أهمية خاصة وشخصية متميزة في ظل الحضارة العربية الإسلامية، فأصبحت في کثير من الأحيان العنصر الرئيس الذي يغطي مساحات کبيرة. واستخدموها بغزارة وتنوع لم يسبق لها مثيل. وکان هم الفنان المسلم وشغله الشاغل أن يبحث عن تکوين جديد مبتکر يتولد من اشتباکات قواطع الزوايا ، أو مزاوجة الأشکال الهندسية التي استعملها، وذلک لتحقيق مزيد من الجمال الرصين الذي يظهر على التحف التي ينتجها. وعلى الرغم مما يبدو في الزخارف الهندسية الإسلامية من تعقيد فإنها في حقيقتها بسيطة ، تعتمد على أصول وقواعد کان من أهمها: تقسيم محيط الدائرة إلى أجزاء متساوية، ثم توصيل النقط بعضها ببعض؛ للحصول على أشکال هندسية مختلفة. وهذا يدل على براعة المسلمين في استخدام علم الهندسة النظري والتطبيقي (الألوسي، 2003م). ويعيد الخيط العربي نوع من الزخرفة الهندسية، ينفذ بالقضبان الخشبية، على شکل حشوات هندسية مطلية بالألوان. وأشهر هذه الأشکال: المسدس، والمثمن، والمعشر، والاثني عشري. وتحتوي الزخرفة بالخيط العربي على عناصر نباتية أو کتابية. وقد أطلق الغرب على الزخرفة العربية الهندسية (الأرابيسک) (طالو، 2000م). د-الوحدات الزخرفية الکتابية: تمتاز الزخرفة العربية بالمزج بين الأشکال الهندسية والأشکال النباتية وبين الزخرفة الکتابية مزجاً تنحصر فيه هذه الأشکال من جهة في إطار هندسي محدد، وتتجدد وتتناوب فتتشابک بحيث لا تعرف منها البداية، ولا تدرک فيهاا لنهاية (الألوسي، 2003م). استخدم الفنانون المسلمون أشکال الحروف العربية منفردة، أو مجمعة ککلمات أو عبارات کعناصر زخرفية، فحورت أشکالها أحياناً إلى أشکال حيوانات أو طيور، أو أجزاء منها، وارتبطت بها أشکال نباتية أو هندسية. وظهرت هذه الزخارف في المخطوطات والکتابات الأثرية وعلى المنتجات التطبيقية، ولاسيما السجاد، والخزف، والنسيج (الباشا، 1999م). 4- السمات العامة للوحدات الزخرفية بالعصر الأندلسي: احتفاظ الفنون الإسلامية في الأندلس بالتقاليد الأموية الفنية أساساً، وإن لم يحل ذلک دون الإفادة من الأنماط الأخرى. وقد توحد الفن الأندلسي بالفن المغربي ذي الخصائص الشرقية زمن المرابطين والموحدين، وهذا ما جعل الأستاذ هنري تيراس يسمى النمط الجديد "الفن الأسباني – المغربي"؛ ذلک الطراز الذي بلغ أوجه في غرناطة في القرن الثامن الهجري. ومن السمات المميزة للفنون الإسلامية في الأندلس: 1. مرونة الفن الإسلامي الأندلسي. 2. کراهية الفراغ. 3. کراهية التصوير. 4. البعد عن الطبيعة. 5. التکرار. 6. استخدام الألوان الطبيعية. الإطار التطبيقي للدراسة: هدفت التجربة العملية إلى ابتکار تصميمات زخرفية معاصرة قائمة على ما تم استخلاصه من دراسة وتحليل مختارات من الزخارف الأندلسية بجميع أنواعها. کذلک تشکل الدراسة التطبيقية على تصميمات متنوعة بالتطريز الآلي بصياغة العناصر الزخرفية الأندلسية والاستفادة منها في إثراء مجال الملابس وبخاصة ملابس النساء. الوحدات الزخرفية المستوحاة من الطراز الأندلسي، بعد تطويرها في الجانب الابتکاري، وإدخالها إلى الحاسب الآلي عن طريق وسائل الإدخال (Scanner) ثم معالجتها في برنامج خاص بالرسم والتصميم (Adobe Illustrator Program) حيث قامت الباحثة بإدخال جميع الوحدات المبتکرة إلى هذا البرنامج الذي يتحکم في خصائصها، ومقاساتها، وتکراراتها، وتوزيعها بالشکل المطلوب. وتم إثراء هذه الوحدات باستخدام أدوات البرنامج التي تساعد في إنتاج تصميمات زخرفية جديدة مبتکرة، مختلفة عن الوحدات الأساسية. وبعد الانتهاء من هذه المرحلة، تم الانتقال إلى مرحلة هامة وهي مرحلة الحصول على وحدات مطرزة؛ حيث تم نسخ جميع الوحدات الزخرفية السابقة إلى برنامج آخر خاص بالتصميم للتطريز الآلي (EOS). وهذا البرنامج يساعد على معالجة التصميمات السابقة، وتحويلها إلى (قوالب) مطرزة بأبعاد ثلاثية باستخدام غرز متنوعة؛ الساتان والتتامي ستان وبعض الغرز الخاصة وغرزة الفلاحي وغرز جديدة ابتکرتها الباحثة ووزعتها باستخدام أنواع التکرارات المتنوعة التي يساهم البرنامج في تنفيذها والتي تبدأ من التکرار البسيط وتنتهي بعمل الفستونات باستخدام التکرار. ويمکن من خلال البرنامج الرسم على خلفيات ملونة من القماش، تساعد على ابتکار مجموعات لونية متناسقة. وتم تجريب هذه الوحدات التي تحتوي على 12 إبرة، حيث تتميز بالسرعة والدقة العالية، ووفرة الإنتاج، وسهولة الأداء. الحنين للماضي هو اتجاه مستمر في الموضة، وقد تحتجب لعدة مواسم وتعود مرة أخرى. وهو يسعى للعودة إلى فترة زمنية محددة أو مجموعة فترات زمنية، وهذا يمنح العديد من الأفراد الذين لم يعاصروا هذه الفترات أن يعيشوا جوها ويرتبطوا بها. إن العودة لاستلهام ما مر من الزمن لإحيائه من جديد في صور جديدة مستحدثة لم تتراءى من قبل حيث تربط الأصالة بالمعاصرة عن طريق استخدام أحدث الإمکانات التکنولوجية، فقد تمت معالجة الزخارف الإسلامية الأندلسية باستخدام برامج الرسم بواسطة الحاسب الآلي، وتم تنفيذ التطريز بماکينة التطريز الآلي Tajima وتمت صياغة التأثيرات الزخرفية المطرزة بخيوط لامعة وغير لامعة على أقمشة متوسطة السمک أو خفيفة، وعلى أقمشة الدانتيل باستخدام تصميمات إسلامية منوحدات نباتية وهندسية وکتابية حرة مطرزة على الخامة تحقق ثراء القديم وإبداع الحرفة اليدوية بأسلوب عصري يواکب متطلبات العصر من سرعة الإنجاز لتلبية رغبات المستهلکين. التصميم الأول (ولادة المستکفي):
جلابية معاصرة تمثل الروح الشرقية في استخدام التراث الإسلامي في وحدة بسيطة زخرفة إسلامية هندسية (طبق نجمي) وحقق تکرارها الفخامة والثراء. وتتکون الجلابية من طبقتين؛ الطبقة السفلية من قماش التفتاه الساتان، والطبقة العلوية من اکلريب، أما الأکمام فمن الشيفون. استنبطت خطوطها التصميمية من طراز الأمبير (الوسط العالي)وزينت الطبقة العليا بشريط مطرز لوحدة هندسية بسيطة (مثلث) في تکرار منتظم بفتحة الصدر والأساور.
التصميم الثاني (قرطبة):
فستان مکسم من قطعتين منفذ من قماش الکريب عدا الأکمام کمن قماش الموجاشل، يتميز بالرقة والنعومة والأنوثة وتحديد خط الوسط الطبيعي، ياقة عالية (کول روسي) وفتحة الصدر على شکل (V)، وتتلاءم الزخرفة النباتية الإسلامية المطرزة والمکررة عکسياً مع الخطوط البنائية للزي، مما أعطى التأثير المطلوب من حرکة وتنغيم وتأکيد خطوط الموديل الممتدة بطول الفستان.
التصميم الثالث (استجه):
بونشو من قماش الجبردين، تصميمه يرتبط بالتراث والحداثة، ويحقق الراحة لمرتديته. استخدم في زخرفته تکوين زخرفي مطرز مبتکر باستخدام نوعين من التکرار الدائري المکون من أربع وحدات نباتية تتقابل کل وحدتين بالرأس تارة وبالقاعدة تارة أخرى بالتبادل ووزعت على أطراف البنشو. وللتأکيد على فتحة الصدر تم توزيع الوحدة الزخرفية حولها توزيعاً طردياً مما يحقق التناسب والانسجام.
التصميم الرابع (بلنسيه):
فستان مکسم من قماش التفتاه استنبطت خطوطه التصميمية من طراز الأمبير (الوسط العالي) في شريط عريض. يمتد حتى ما بعد خط الوسط الطبيعي. طرز بوحدة زخرفية نباتية من الأمام والخلف. أما الأکمام فقد صممت من قطعتين وطرزت عند منتصف خط الکم ومحيط الأسورة.
النتائج: استخلصت الدراسة الکثير من النتائج التي انبثقت من تفاعل کل من الإطار النظري والتطبيقي للدراسة. ويمکن إيجازها في التالي: 1. تعتبر الآثار الإسلامية الباقية في الأندلس؛ سواء الثابتة منها کالمنشآت المعمارية، أو المنقولة کالتحف المعدنية والخشبية والعاجية والخزفية وأدوات الزينة؛ من أهم المصادر التي يعتمد عليها الباحثون؛ لأنها تتضمن نقوشاً کتابية أصلية معاصرة للأحداث، وغير قابلة للتزييف. 2. إن تذوق فنون التراث الإسلامي برؤية جديدة تکشف عن جوانب هامة من الناحية الجمالية للفن الإسلامي. فبعد عرض نماذج من فنون التراث الأندلسي وتحليلها والحيوانية والآدمية تارة أخرى. واستخدم الزخارف الخطية مع الهندسية والنباتية تارة ثالثة. کما خلصت الدراسة إلى أن الأشکال الهندسية في الفن الإسلامي ليست هي الزخارف الوحيدة التي تمثل الفن الإسلامي بصورة کاملة، وليست لها أي وظيفة دينية؛ ولکنها تعتبر مجالاً من المجالات الزخرفية التي اهتم بها الفنان الأندلسي المسلم وبرع فيها، وأصبحت سمة من سمات الفن الإسلامي؛ حيث تناولها الفنان المسلم من وجهة نظر جمالية. ولم توضع لمجرد ملء الفراغ، وإنما وضعت بمعالجة تشکيلية تصلح للمکان الذي استخدمت فيه، سواء کان آنية، أو جدارية أو قطعة نسيج مطرزة. 3. دراسة وتحليل وتصنيف مختارات من زخارف الطراز الأندلسي (النباتية – الهندسية – الکتابية) ومعالجتها بابتکارية، وتطويعها في تصميمات عصرية بالتبسيط، والتجريد، والتحوير، والإضافة، مع الحفاظ على أصالة وسمات الفن الإسلامي الأندلسي. 4. اتضح بالدراسة فاعلية التقنيات الحديثة (التکنولوجيا الرقمية) وما تقدمه من استخدامات تغطي أبعاداً أکاديمية علمية ثرية في مجال المنسوجات والتطريز الآلي بصفة خاصة.
5. نفذت مجموعة من الأزياء المبتکرة، باستخدام خامات متنوعة وتصميمات حديثة تلائم العصر الحالي. واستخدم في تزيين التصميمات وحدات زخرفية إسلامية محورة ومبتکرة، تمت معالجتها بعدة برامج للرسم والتصميم والتطريز الآلي. واستخدم في تنفيذها ماکينة التطريز الإلکترونية. 6. تسهم هذه الدراسة في رفع مستوى القيمة الفنية والجمالية للملابس من خلال تقديم تصميمات مبتکرة تتسم بالذوق الفني الرفيع تسهم في دعم الاقتصاد الوطني في ظل انضمام المملکة العربية السعودية إلى منظمة التجارة العالمية (الجات) وحاجة الإنتاج المحلي إلى التطوير والمنافسة. 7. استخدام التقنيات الحديثة في صياغة التأثيرات الزخرفية المطرزة بخيوط لامعة وغير لامعة على أقمشة متوسطة السمک أو خفيفة وعلى أقمشة الدانتيل باستخدام تصميمات إسلامية من وحدات هندسية ونباتية وکتابية حرة مطرزة ، حققت ثراء القديم وإبداع الحرفة اليدوية بأسلوب عصري يواکب متطلبات العصر من الإنجاز لتلبية رغبات المستهلکين وفقاً للموضات العالمية، في علاقات متناسقة بالتصميم والألوان حقق الدقة في التصميم والمظهرية عالية الجودة. التوصيات: 1. توصي الباحثتان بضرورة دراسة التراث الإسلامي في جميع الدول التس شملها الفتح الإسلامي، وذلک يتيح مجالات متعددة ومعالجات متنوعة للخامات، تعطي فرصة للتجديد والابتکار، والابتعاد عن الطرق التقليدية، وفتح المجالات الجديدة في تناول التراث الإسلامي في أغراض تعليمية وفنية معاصرة. 2. ضرورة تناول الوحدات الزخرفية في فنون التراث الإسلامي بالتحليل والتأصيل؛ للوقوف على الأسس الهندسية والبنائية لها، وتناولها من وجهة نظر جديدة، وتطبيقها باستخدام تقنيات حديثة تناسب العصر الحالي. 3. فتح مجالات عمل جديدة ، من خلال افتتاح مصانع ومشاغل خاصة بالتطريز الآلي؛ للاستفادة من خبرات الخريجات من الکليات المتخصصة، وذلک للمساهمة في حل مشکلة البطالة. 4. الربط بين الجامعات وبين سوق العمل، من خلال إعداد کوادر جامعية فنية مدربة يتطلبها سوق العمل في المجالات المختلفة. 5. إعداد برامج ودورات تدريبية لطالبات قسم الملابس والنسيج بالکليات في مجالات الملابس المختلفة، وخاصة في مجال التطريز الآلي؛ وذلک لإکسابهن المهارات اللازمة في تلک التخصصات. 6. التراص الإسلامي يعتمد على الکنوز التي ورثتها الدول الإسلامية في حقباتها الزمنية المختلفة؛ مما يستدعي ضرورة الاهتمام بالدارسين في هذه المجالات، وتشجيعهم على الاستمرار في هذه الدراسات مادياً ومعنوياً، خاصة أن هذه النوعية من الدراسة تحتاج إلى الزيارات الميدانية والأدوات التطبيقية للإنتاج، تختلف عن الدراسات الأکاديمية المعتمدة على المراجع أو التي تجري في المعامل.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
References | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المراجع: أولا :المراجع العربية
ثانياً: المراجع الأجنبية: 39 Ryan, M.G.; 2002: "The Complete Encyclopedia of Stutchery" Barnes & Noble Books, New York. المواقع الإلکترونية: 40 http://home.earthlink.net/~lilinah/Costuming/andalus13c.html
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Statistics Article View: 6,711 PDF Download: 1,123 |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||