مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادئ وأساليب تعديل السلوک وعلاقتها ببعض المتغيرات

مقدمة :

يحتل تعديل سلوک الأطفال المعاقين عقليا مکانة مهمة في معالجة المشکلات السلوکية الشائعة لديهم وتعد المشکلات السلوکية غير التکيفية المصاحبة للأطفال المعاقين عقليا مصدر قلق أساسي للمعلمين الذين يعملون بشکل مباشر مع المعاقين عقليا.

تعتبر قضية تعديل سلوک الأطفال المعاقين من القضايا الأساسية في ميدان التربية الخاصة فاستخدام إجراءات تعديل السلوک لا يقتصر على زيادة السلوکيات المرغوب فيها والتقليل من السلوک غير المرغوب فيها، بل امتد ليشتمل على جوانب أخرى عند الأطفال المعاقين کالمهارات الأکاديمية المختلفة مثل اکتساب اللغة والکتابة والحساب، والمهارات المهنية ، ومهارات العناية بالذات ، إضافة إلى مهارات الحياة اليومية. ولذلک يحتل امتلاک معلمي الأطفال المعاقين عقليا لمهارات و استراتيجيات تعديل السلوک المختلفة أهمية بالغة في ضبط هذه السلوکيات ، الأمر الذي ينعکس إيجابا على العملية التعليمية وتحسين تکيف الأطفال المعاقين عقليا .

مشکلة الدراسة :

يحتل تعديل سلوک الأطفال المعاقين عقليا مکانة مهمة في معالجة المشکلات السلوکية الشائعة لديهم حيث إن عدم مواجهة ومعالجة هذه المشکلات لدى الأطفال ذوي المعاقين عقليا يؤدي إلى مشاعر الإخفاق والعجز لدى هؤلاء الأطفال الأمر الذي ينعکس سلبا على تقديرهم لذواتهم وإلى المزيد من المشکلات السلوکية والنفسية .(Snell & Brown, 2000)

وقد أشارت الدراسات المتصلة بموضوع السلوک غير التکيفي أن نسبة حدوثه لدى الأطفال المعاقين عقليا الملتحقين بالمؤسسات الخاصة مرتفعة نسبيا ، فقد وجد کل من ماتسون وسميرلدو وبامبرج ,1998) Smiroldo & Bamburg ( Matson , أن نسبة حدوث المشکلات السلوکية بين الأطفال ذوي الاعاقة تفوق نسبتها لدى العاديين . و هذا ما أکدته الدراسة التي قام بها روجان و تاسي و ستورمي (Rojahn , Tasse & Sturmey, 1997 ) التي أشارت إلى انتشار المشکلات السلوکية لدى المعاقين عقليا .

إن عدم تمکن معلمي الأطفال المعاقين عقليا من الحفاظ على الضبط الصفي قد يدفع بهم إلى الاعتقاد بعدم فاعليتهم وتدني قدرتهم الشخصية وهذا يؤدي على المدى الطويل إلى اصابتهم بما يسمى الاحتراق النفسي مما ينعکس سلبا على دافعيتهم للعمل مع الأطفال المعاقين عقليا و ترکهم العمل معهم و بناء على ذلک لا بد من التأکيد على امتلاک معلمي المعاقين عقليا مهارات و أساليب تعديل السلوک أثناء الخدمة لما في ذلک من أهمية في ضبط السلوکات غير المرغوب فيها الشائعة لدى الأطفال المعاقين عقليا (Brownell, Smith, McNellis, & Mller, 1997) وبالتحديد فإن الغرض من هذه الدراسة هو التعرف على مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليابمبادىء وأساليب تعديل السلوک وعلاقته بالجنس والتخصص العلمي للمعلم .

أسئلة الدراسة :

تحاول الدراسة الحالية الإجابة عن الأسئلة التالية :

1. ما هو مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادىء وأساليب تعديل السلوک ؟
2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادىء وأساليب تعديل السلوک تعزى لمتغير الجنس ؟

3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادىء وأساليب تعديل السلوک تعزى لمتغير التخصص العلمي ؟

فرضيات الدراسة :

1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (a ³ 0.05) في مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بأساليب تعديل السلوک تعزى لمتغير الجنس .

2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (a ³ 0.05) في مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بأساليب تعديل السلوک تعزى لمتغير التخصص العلمي .

أهمية الدراسة:

تکمن أهمية الدراسة الحالية في ما يلي :

1. تحديد مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادىء و أساليب تعديل السلوک.

2. الدراسة الحالية تسهم في تطوير قاعدة بيانات حول معلمي الأطفال المعاقين عقليا في المملکة العربية السعودية والخاصة بمدى معرفتهم بمبادىء وأساليب تعديل السلوک .

1. تسهم نتائج هذه الدراسة في التخطيط لبرامج التدريب أثناء الخدمة لمعلمي الاطفال المعاقين عقليا.
2. ندرة الدراسات في الأدب التربوي التي تناولت موضوع الدراسة.

مصطلحات الدراسة :

• الإعاقة العقلية :

تمثّل الإعاقة العقلية قصوراً في عدد من جوانب أداء الفرد دون سن الثامن عشر وتبدو في التدني الواضح في القدرة العقلية عن متوسط الذکاء ،ويرافقها قصور واضح في اثنين أو أکثر من مظاهر السلوک التکيفي ، کمهارات الاتصال اللغوي، والعناية بالذات، والحياة اليومية، والاجتماعية، والتوجيه الذاتي، والخدمات الاجتماعية، والمهارات الأکاديمية، والصحة والسلامة، وأوقات العمل والفراغHallahan & Kauffman, 2006 ) ) .

وأما في هذه الدراسة فتعرف إجرائيا بأنها فئة الأطفال الملتحقين في مدارس ومعاهد التربية الفکرية للبنين والبنات في مدينة جدة في المملکة العربية السعودية ، والذين تم تصنيفهم على أن لديهم إعاقة عقلية بناء على مقاييس تم تطويرها على البيئة السعودية .

• معلمو الأطفال المعاقين عقليا :

هم أعضاء فريق العمل مع الأطفال المعاقين عقليا ويتکون من معلمي المعاقين عقليا والمعلمين المساعدين ومقدمي الخدمات المساندة.

• تعديل السلوک :

التطبيق المنظم لقوانين التعلم بهدف تغيير جوهري ومفيد في السلوک ذي الأهمية الاجتماعية والأکاديمية ، وتقديم الأدلة العلمية الموثوقة عن الأسباب الکامنة وراء التغير في السلوک ( الخطيب ، (2007. وعلى وجه التحديد فإن تعديل السلوک هو التطبيق العملي لمبادئ ومفاهيم النظرية السلوکية وبخاصة مبادئ ومفاهيم الإشراط الإجرائي. وفيما يلي تعريف للمبادىء وأساليب تقوية السلوک وأساليب التقليل من السلوک غير المرغوب .

1. المبادئ العامة الأساسية في تعديل السلوک :

وهي الافتراضات والأسس التي تقوم عليها منهجية تعديل السلوک والمستندة إلى نتائج البحوث العلمية ( الخطيب،2007) ، وتمثلها في هذه الدراسة الدرجة على الاختبار الفرعي المتعلق بالمبادئ الأساسية في تعديل السلوک الأساسية العامة التي يحصل عليها المعلم في مقياس معرفة المعلمين بمبادئ وأساليب تعديل السلوک.

1. أساليب تقوية السلوک المرغوب :

الطرق والإجراءات التي تعمل على زيادة معدل حدوث الاستجابات المرغوب فيها کالتعزيز بأنواعه المختلفة( الغذائي،المادي، الاجتماعي،الأنشطة، الرمزي)، و التشکيل،والتسلسل ،و النمذجة ،والتعاقد السلوکي ، والتلقين و التغذية الراجعة ، ضبط المثير( الزريقات،2007) . وتمثلها في هذه الدراسة الدرجة على الاختبار الفرعي المتعلق بأساليب تقوية السلوک المرغوب التي يحصل عليها المعلم في مقياس معرفة المعلمين بمبادىء وأساليب تعديل السلوک.

1. أساليب التقليل من السلوک غير المرغوب :

وهي الطرق والإجراءات التي تؤدي إلى خفض السلوک غير المرغوب فيه أو إيقافه کالعقاب ، والتجاهل (الإطفاء) ، التعزيز التفاضلي( للسلوک الآخر، السلوک البديل ، للنقصان التدريجي ) ، وتکلفة الاستجابة ، والتصحيح الزائد (تصحيح الوضع ، الممارسة الايجابية )،الممارسة السلبية ، الإقصاء عن التعزيز الإيجابي ( الخطيب ،2007)، وتمثلها في هذه الدراسة الدرجة على الاختبار الفرعي المتعلق بأساليب التقليل من السلوک غير المرغوب التي يحصل عليها المعلم في مقياس معرفة المعلمين بمبادىء وأساليب تعديل السلوک.

محددات الدراسة :

1-اقتصر تطبيق مقياس مستوى معرفة المعلمين بأساليب تعديل السلوک على معلمي ومعلمات الأطفال المعاقين عقليا العاملين في معهدي التربية الفکرية للبنين والبنات في مدينة جدة في المملکة العربية السعودية .

2-يتحدد تعميم نتائج هذه الدراسة بمدى صدق وثبات الأدوات المستخدمة في الدراسة .

الإطار النظري و الدراسات السابقة :

الإعاقة العقلية: Mental Retardation:

يختلف العلماء الدارسون لظاهرة الإعاقة العقلية في إيجاد تعريف شامل ومقبول للإعاقة العقلية وذلک تبعاً لاختلاف ميادين تخصصهم، فالإعاقة العقلية ظاهرة تجمع بين اهتمامات عدد من ميادين العلم والمعرفة کعلوم النفس، والطب، والاجتماع والقانون.

ويرکز المهتمون بالجوانب الطبية على تطور نمو الفرد والأسباب التي أدت إلى تلک الحالة، بينما يعتمد المهتمون في مجال القدرة العقلية على تقدير نسبة الذکاء مقاسة بمقاييس الذکاء، ويعتمد المهتمون بالجوانب الاجتماعية على مدى نجاح الفرد أو فشله في الاستجابة للمتطلبات الاجتماعية المتوقعة منه، أي القدرة على التکيف الاجتماعي. أما المهتمون بالجوانب التربوية فيعتمدون على قدرة الفرد على التعلم والاستفادة من التدريب(Hallahan
 & Kauffman, 2006)

 مما سبق يمکن ملاحظة أن الاختلاف في تعريف الإعاقة العقلية يرجع إلى المعيار المستخدم في تحديد الإعاقة. وأما أکثر التعاريف شيوعاً وقبولاً للإعاقة العقلية فهو تعريف الجمعية الأمريکية للتخلف العقلي(The American Association of Mental Retardation, AAMR) وينص هذا التعريف على ما يلي: -

" تمثّل الإعاقة العقلية قصوراً في عدد من جوانب أداء الفرد دون سن الثامن عشر وتبدو في التدني الواضح في القدرة العقلية عن متوسط الذکاء ويرافقها قصور واضح في اثنين أو أکثر من مظاهر السلوک التکيفي کمهارات الاتصال اللغوي، والعناية بالذات، والحياة اليومية، والاجتماعية، والتوجيه الذاتي، والخدمات الاجتماعية، والمهارات الأکاديمية، والصحة والسلامة، وأوقات العمل والفراغHallahan & Kauffman, 2006 ) ) .

خصائص المعاقين عقلياً :

 تؤثر الإعاقات المختلفة على الجوانب الجسمية و الصحية و المعرفية والنفسية والاجتماعية للفرد المعاق وتختلف هذه التأثيرات باختلاف نوع الإعاقة وشدتها عند الفرد وفيما يلي الخصائص العامة التي يتصف بها الأطفال المعاقين عقليا :

1- الخصائص الجسمية: يتميز الأطفال المعاقين عقليا بتأخر نموهم الجسمي وتأخرهم في النمو الحرکي، وصغر الحجم بشکل عام، کما أن وزنهم أقل من العادي ، ويتصفون بصغر حجم الدماغ، کما تظهر تشوهات في شکل الجمجمة، والعينين، والفم، واللسان،
والأطراف، والأصابع.

2 -الخصائص الانفعالية: يتميز المعاقون عقلياً بعدم الاتزان الانفعالي، وعدم الاستقرار، والهدوء، وسرعة التأثر أحياناً، وبطء الانفعال أحياناً أخرى، وهم أقل قدرة على تحمل القلق والإحباط (Drew, Hardman, & Logan, 1996).

 ويعد الأطفال المعاقين عقليا أکثر من غيرهم عرضة للاضطرابات الانفعالية و العاطفية لسبب أو أکثر من الأسباب التالية :

أ- الضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الطفل المعاق عقليا بسبب سوء المعاملة ، والإهمال في البيت ، و المدرسة و المجتمع .

ب- الضغوط النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها أسرة الطفل المعاق عقليا.

ج- انخفاض القدرات العقلية لديهم ( Richardson, Kal1er & Katy, 1986 ) .

3-الخصائص العقلية: تتلخص الخصائص العقلية للمعاقين عقلياً بوجه عام في تأخر النمو العقلي، وتدني نسبة الذکاء، وتأخر النمو اللغوي، وکذلک ضعف الانتباه والإدراک والتخيِّل والتفکير والقدرة على الفهم، والمحاکمة، والقدرة على الترکيز،وضعف الذاکرة قصيرة المدى ، وضعف القدرة على التمييز من جهة ونقل أثر التعلم من جهة أخرى، وهذه الخصائص تسبب ضعفاً في التحصيل ونقصاً في المعلومات، والخبرة لدى الأفراد ذوي
الإعاقة العقلية .

4-الخصائص الاجتماعية : يتميز المعاقون عقلياً بضعف القدرة على التکيف الاجتماعي، ونقص الميول والاهتمامات، وعدم تحمل المسؤولية، وانخفاض مفهوم الذات الذي يرتبط بخبرات الفشل التي يواجهونها.ويتصف الأطفال المعاقون عقليا في مرحلة المراهقة بمجموعة من الخصائص الاجتماعية مثل التأخر الواضح في النضج الاجتماعي ، وعدم القدرة على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية ، وضعف الإرادة في اتخاذ القرارات ، و الحاجة في بعض حالات الإعاقة العقلية بدرجة شديدة إلى الإشراف المباشر والاعتمادية ، کما تنقصهم المهارات الاجتماعية في رعاية الأسرة والترويح عن النفس ، وفي تحمل المسؤولية الاجتماعية (Heward &Orlankey,1992) کذلک يذکر الروسان (2011) أن المعاقين عقليا يظهرون سلوکات غير تکيفية منها :

• العدوان : ويتمثل بأشکال مختلفة مثل الإيذاء الجسمي و اللفظي ، وتخريب الممتلکات ، والبکاء والصراخ .
• السلوک اللااجتماعي : ويتمثل في مضايقة الآخرين ، و الکذب واستخدام الألفاظ البذيئة واستخدام ممتلکات الآخرين دون إذن .
• السلوک التمردي : ويتمثل في تجاهل التعليمات ومخالفتها ، ومعاکسة الآخرين وعرقلة نشاط الآخرين و الهروب من المدرسة .
• السلوک الإنسحابي : ويتمثل في الخمول ، و الکسل ، و السلوک الانعزالي .
• السلوک التشککي: ويتمثل في أخذ ممتلکات الآخرين ، و الغش .
• السلوک النمطي : ويتمثل في حرکات متکررة ، أو إصدار أصوات ، أو تحريک الأشياء دون هدف واضح.

تعديل السلوک :

يشير مصطلح تعديل السلوک إلى مجموعة الإجراءات التي انبثقت من قوانين السلوک، وهي القوانين التي تصف العلاقات الوظيفية بين المتغيرات البيئية، والسلوک، وتعديل السلوک عملية منظمة تشتمل على تطبيق إجراءات علاجية معينة، الهدف منها ضبط المتغيرات المسئولة
عن السلوک.

ويعتبر تعديل السلوک منهجية علمية لمعالجة المشکلات الإنسانية، والمبدأ الأساسي الذي تستند عليه الحرکة السلوکية في تحليل سلوک الإنسان وتعديله، هو أن السلوک محکوم بنتائجه، فإذا کانت نتائجه سلبية قل احتمال حدوثه في المستقبل ، وإذا کانت نتائجه إيجابية زاد احتمال حدوثه في المستقبل (الخطيب،2007).

 ويقصد بمفهوم تعديل السلوک، تغيير السلوک عن طريق تغيير الظروف المحيطة به سواء الظروف القبلية التي تسبق السلوک، أو الظروف البعدية التي تحدث بعده، والذين يعملون في هذا الميدان يعتقدون أن الفرد يسيء التصرف إما لأنه تعلم أن يسيء التصرف، أو لأنه لم يتعلم کيف يحسن التصرف، أو لکلا السببين معاً، وفي کل الأحوال يمکن إعادة تعليمه بحيث يحسن التصرف (Sulzer-Azoroff, & Mayer, 1987).

ويقوم تعديل السلوک على مجموعة من الافتراضات، وهي کما أشار إليها رم و ماسترز (Rim & Masters) کما يلي: -

-الترکيز على السلوک ذاته بدلاً من الترکيز على الأسباب القائمة وراء ذلک السلوک.

-السلوک المضطرب يکتسب من خلال التعلم بنفس الطريقة التي تم بواسطتها تعلم
السلوک السوي.

-يفترض تعديل السلوک أن المبادىء الأساسية في تعديل السلوک النفسية وخاصة مبادئ التعلم يمکن أن تکون ذات فاعلية کبيرة في تعديل السلوک المضطرب.

-تعديل السلوک يؤکد على تحديد أهداف واضحة ومحددة للعلاج.

-المعالج السلوکي يکيف طريقته في العلاج تبعاً لمشکلة الفرد.

-ينصب ترکيز تعديل السلوک على مبدأ ملاحظة السلوک في الوقت الحاضر لا يعطي أهمية کبيرة لمرحلة الطفولة، أو ماضي الفرد.

-ترکيز تعديل السلوک على السلوک القابل للملاحظة والقياس، لأن ترکيز معدل السلوک السلوکات غير قابلة للملاحظة لن يکون القياس دقيقاً، وموضوعياً، ولذلک فمعدل السلوک يقوم بتعريف السلوک إجرائياً ليصبح قابلاً للقياس الموضوعي .

ويمکن تطبيق برامج تعديل السلوک في مواقف عديدة منها البيت، والمدرسة، ويطبق على فئات مختلفة من الأفراد سواء أکان مع الکبار، أو الصغار ،مع الذکور، أو الأناث،مع العاديين، أو المعاقين . (Walker & Shea, 1980)

الدراسات السابقة :

أجرى کل من وسلتنج و کورلاند و روس (Wislting,Koorland.& Rose&1981) دراسة هدفت إلى تحديد المهارات التي تميز معلمي التربية الخاصة المتميزين ومعلمي التربية الخاصة العاديين وأشارت النتائج إلى أن المعلمين المتميزين والأکثر امتلاکا للکفايات التدريسية هم من کانوا يمتلکون مهارات تعديل السلوک بالإضافة إلى المؤهلات العلمية الجامعية ولديهم الخبرة في العمل مع الأطفال المعاقين تزيد عن ثلاث سنوات.

 قامت بينر( Benner,1987) بدراسة هدفت الى تحديد الموضوعات التي يتوجب على معلم التربية الخاصة الانتباه اليها أثناء عملية التدريس حيث قامت بمراجعة الأدب التربوي المتعلق بالتدريس الفعال للطلبة ذوي الحاجات الخاصة وأشارت نتائج الدراسة الى أن معظم الدراسات رکزت على أهمية امتلاک المعلمين لاستراتيجيات تعديل السلوک وخصوصا التعزيز.

 في دراسة قام بها کل من أنهلت ومکنيل وجيرل (Anhalt, Mcneil & Cheryl ,1998) حول الأساليب السلوکية لضبط سلوک طفلة معاقة عقليا تبلغ من العمر ست سنوات وتعاني من اضطراب ضعف الانتباه حيث أشارت نتائج هذه الدراسة إلى فاعلية التعزيز الرمزي و النمذجة والإقصاء وکذلک ضبط البيئة الصفية في التقليل من اضطراب ضعف الانتباه لدى هذه الطفلة بصورة واضحة .

وأشارت الدراسة التي قام بها کومار (Kumar ,1999) حول الأساليب السلوکية الأکثر فاعلية والتي يستخدمها المعلمون والمعلمات في خفض السلوک الفوضوي لدى مجموعة من المراهقين المضطربين سلوکيا بلغ عددهم (20) طالبا و طالبة في مدرستين من مدارس ولاية تکساس في الولايات المتحدة الأمريکية حيث أشارت نتائج الدراسة أن أکثر الأساليب السلوکية التي يستخدمها المعلمون و المعلمات هي التعزيز الرمزي و التعزيز المادي و اللفظي وأن هذه الأساليب السلوکية أثبتت فاعليتها في خفض السلوک الفوضوي لدى عينة الدراسة .

في دراسة قامت بها الحديدي (1990) هدفت الى تحديد المهارات التي يعتقد معلمو التربية الخاصة أهميتها والتي ينبغي على برامج التدريب أثناء الخدمة الترکيز عليها وتکونت عينة الدراسة من 130 معلما ومعلمة تم اختيارهم بطريقة عشوائية وتم تطبيق استبانة حاجات معلمي التربية الخاصة الى التدريب أثناء الخدمة على عينة الدراسة وقد أشارت نتائج الدراسة الى حاجة معلمي التربية الخاصة الى التدريب أثناء الخدمة في مجال تعديل سلوک الأطفال المعاقين والى تزويدهم باستراتيجيات التعامل مع المشکلات السلوکية المصاحبة للاعاقات المختلفة.

قامت بها الزعبي بدراسة (1993) هدفت إلى بناء أداة لقياس فاعلية معلم التربية الخاصة في الأردن وتمکنت الباحثة من التوصل إلى أداة تکونت من (126)فقرة تمثل عشرة أبعاد هي (تعديل السلوک ، التخطيط ،التعليم، التقويم ، الکفاءة العلمية والمهنية ، الخصائص الشخصية ، التعامل مع الأهل ، التعامل مع الزملاء ، التفاعل مع المجتمع المحلي) وأشارت النتائج الى أن الأداة تتمتع بدلالات صدق وثبات مقبولة تم التحقق منها مما يبرر صلاحيتها لأن تستخدم لقياس فاعلية معلم
التربية الخاصة .

قام عرابي (2007) بدراسة هدفت الى تقييم معرفة معلمي الأطفال التوحديين في سوريا بأساليب تعديل السلوک وتکونت عينة الدراسة من (72) معلم ومعلمة وأشارت النتائج إلى أن المعلمين يمتلکون بشکل عام الحد الأدنى للمعرفة بأساليب تعديل السلوک على المقياس کما أشارت نتائج الدراسة کذلک إلى وجود فروق ذات دلالة في معرفة المعلمين بأساليب تعديل السلوک عموما تعزى لمتغير الجنس ولصالح المعلمين الذکور، کما توجد فروق ذات دلالة تعزى لمتغير المؤهل العلمي لصالح حاملي درجة الدراسات العليا، وأما بالنسبة لمتغير سنوات الخبرة التعليمية فقد أشارت النتائج الى وجود فروق ذات دلالة تعزى للخبرة التعليمية ولصالح المعلمين الأقل خبرة في مجال التوحد .

من خلال عرض الدراسات السابقة نلاحظ ندرة الدراسات العلمية التي تطرقت الى تحديد مستوى معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادئ وأساليب تعديل السلوک باستثناء دراسة عرابي (2007) والتي طبقت على معلمي التوحد في سوريا ولذلک جاءت هذه الدراسة مختلفة عن سابقتها في أنها رکزت على معلمي الإعاقة العقلية في المملکة العربية السعودية وبالتحديد في مدينة جدة لذا جاءت الدراسة الحالية لتحديد مستوى معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادئ وأساليب تعديل السلوک.

الطريقة والإجراءات

أفراد الدراسة :

تکونت الدراسة المسحية من (68) معلم ومعلمة من العاملين بمعهدي التربية الفکرية (الإعاقة العقلية) للبنين والبنات، في مدينة جدة حيث بلغ عدد المعلمين والمعلمات الاجمالي (85) استجاب منهم على اختبار معرفة المعلمين بمبادىء وأساليب تعديل السلوک (68) وکان توزيعهم حسب الجنس (39) من المعلمين الذکور ، (29) من المعلمات الاناث . وأما من حيث توزيعهم حسب نوع التخصص العلمي فقد بلغ (51) معلم ومعلمة ممن يحملون تخصص تربية خاصة (الاعاقة العقلية) ، (1) من المعلمين يحمل الماجستير في التربية الخاصة و(43) يحملون البکالوريوس في التربية الخاصة (الإعاقة العقلية) و(7) يحملون درجة الدبلوم في التربية الخاصة ، في حين بلغ عدد المعلمين والمعلمات ممن يحملون تخصصات أخرى غير تخصص التربية الخاصة (17) معلم ومعلمة وتوزعت تخصصاتهم إلى وعلم الاجتماع والجغرافيا واللغة العربية والشريعة . والجدول رقم (1) يبن توزيع العينة حسب الجنس والتخصص العلمي .

جدول (1)

توزيع عينة الدراسة حسب الفئة والجنس والتخصص

أدوات الدراسة:

لتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام الأدوات التالية :

1. اختبار معرفة المعلمين بمبادئ وأساليب تعديل السلوک :

هو اختبار تم إعداده من قبل الباحث لقياس مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادىء وأساليب تعديل السلوک ، و تم إعداد الاختبار اعتمادا على مراجعة الأدب التربوي المتعلق بتعديل السلوک (Hundert, 1982) هريدوي ومارتن (Hrydowy & Martin, 1994) و عرابي (2007) والخطيب (2004). وتکون هذا الاختبار من (33) فقرة تغطي ثلاثة أجزاء هي:

 (أ) المبادىء العامة الأساسية في تعديل السلوک ويمثلها في أسئلة الاختبار (11) سؤالا .

 (ب) أساليب زيادة السلوک المرغوب ويمثلها في أسئلة الاختبار (11) سؤالا.

 (ج) أساليب التقليل من السلوک غير المرغوب ويمثلها أسئلة الاختبار (11) سؤالا.

وقد تم التحقق من صدق الاختبار عن طريق عرضه على مجموعة من المحکمينالمختصين في مجال التربية الخاصة ،وعلم النفس ،والإرشاد في کل من جامعة الملک عبد العزيز، وکلية دار الحکمة في المملکة السعودية، و بعض المشرفين و المعلمين المختصين في مجال التربية الخاصة من حملة شهادة الماجستير 0 أما دلالات ثبات الاختبار ، فقد تم استخراجها باستخدام الاتساق الداخلي حيث استخدم معامل کرونباخ ألفا لقياس الاتساق الداخلي بين فقرات المقياس ، وقد بلغت قيمة معامل الاتساق الداخلي الکلي للمقياس (85ر0) .وتم اعطاء الاجابة الصحيحة لکل سؤال من أسئلة الاختبار(1) درجة في حين تعطى الاجابة الخاطئة (صفر) 0 وبذلک فإن الدرجة القصوى على الاختبار (33) في حين أن الدرجة الدنيا( صفر).

التصميم و المعالجة الإحصائية :

الدراسة الحالية مسحية اتبعت المنهج الوصفي في البحث وهدفت إلى تحديد مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادئ وأساليب تعديل السلوک وبالتالي تضمنت عدد من المتغيرات المستقلة وهي :

• الجنس : له مستويان وهما (ذکور، إناث )
• التخصص العلمي : وله مستويان وهما (تربية خاصة (إعاقة عقلية)، تخصصات أخرى) .

أما المتغير التابع للدراسة المسحية فيتمثل في مستوى معرفة معلمي ذوي الإعاقة العقلية بمبادئ وأساليب تعديل السلوک وله ثلاثة مستويات (مستوى المعرفة في المبادئ الأساسية في تعديل السلوک ، مستوى المعرفة في أساليب تقوية السلوک المرغوب ، مستوى المعرفة في أساليب التقليل من السلوک غير المرغوب). أما بالنسبة للمعالجات الإحصائية فتم استخدام تحليل التباين للقيم المتکررة.

نتائج الدراسة ومناقشتها :

فيما يلي عرض للنتائج التي تم التوصل لها:

1. النتائج المتعلقة بالسؤال الأول والذي نص على ما يلي : ما هو مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادئ وأساليب تعديل السلوک؟

للإجابة على هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابية لدرجات المعلمين على اختبار معرفة المعلمين المکون من (33) سؤالا و يقيس ثلاثة مستويات للمعرفة هي المبادئ الأساسية في تعديل السلوک وتقوية السلوک المرغوب والتقليل من السلوک غير المرغوب ، حيث يقاس کل منها من (11) سؤالا. وبذلک فإن درجات هذه المستويات تتراوح ما بين (0 -11) درجة وتتراوح الدرجة الکلية للمقياس ما بين (0-33 ) درجة، والجدول رقم (2) يبين متوسطات تحصيل المعلمين على المستويات الثلاث والدرجة الکلية للاختبار.وقد اعتمد الباحث على الأهمية النسبية لتفسير المستويات المعرفية للمعلمين حيث اعتبر أن الدرجات التي تقل عن ( 50.0 ) متدنية ، والدرجات التي تتراوح بين (50.0 – اقل من 70.0 )متوسطة، والدرجات التي تزيد عن (70.0 ) تعتبر مرتفعة.

جدول (2) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية ودرجات الأهمية النسبية للدرجات المعرفية للمعلمين

بمبادئ وأساليب تعديل السلوک

يتبين من المتوسطات السابقة ودرجات الأهمية النسبية أن درجات معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادىء وأساليب تعديل السلوک کانت متوسطة حيث بلغ المتوسط الحسابي (20.85) والأهمية النسبية (63.19) ، وظهر أن أعلى درجات المعرفة کانت في مجال تقوية السلوک المرغوب بمتوسط حسابي مقداره( 7.71 ) ، وبدرجة أهمية نسبية مقدارها (70.05) وهذه الدرجة تعتبر مرتفعة، ثم جاء في المرتبة الثانية مجال التقليل من السلوک غير المرغوب بمتوسط حسابي مقداره (6.66) وبأهمية نسبية مقدارها (60.56) ، و هذه الدرجة تعتبر متوسطة و جاء في المرتبة الثالثة و الأخيرة مجال المبادىء العامة الأساسية في تعديل السلوک بمتوسط حسابي مقداره (6.49 )وبدرجة أهمية نسبية مقدارها ( 58.96 ) و هذه الدرجة تعتبر متوسطة.

ولمعرفة الفروق بين مستويات المعرفة الثلاثة (المبادىء العامة الأساسية ،تقوية السلوک المرغوب ، التقليل من السلوک غير المرغوب )تم استخدام تحليل التباين للقيم المکررة (Repeated measures) والجدول (3) يبين المتوسطات الحسابية لدرجات معرفة المعلمين بمبادىء و أساليب تعديل السلوک ويبين الجدول (4) نتيجة تحليل التباين لفحص دلالة الفروق بين درجات معرفتهم في المستويات المختلفة.

جدول (3)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمعرفة معلمي الاعاقة العقلية بمبادىء و أساليب تعديل السلوک

أظهرت النتائج أن أعلى درجات المعرفة کانت في مجال تقوية السلوک المرغوب بمتوسط حسابي مقداره (7.71 ) ، ثم جاء في المرتبة الثانية مجال التقليل من السلوک غيرالمرغوب بمتوسط حسابي مقداره (6.66) ، ثم مجال المبادئ الأساسية في تعديل السلوک بمتوسط حسابي (6.49 ) ، ولمعرف دلالة الفروق بين المستويات الثلاث فقد تم استخراج نتائج تحليل التباين للقيم المتکررة، والجدول (4) يبين النتائج.

جدول(4) تحليل التباين للقيم المکررة (Repeated Measures) لفحص الفروق بين مستويات المعرفة الثلاثة ونتائج المقارنات الثنائية (LSD)

 أظهرت النتائج في الجدول السابق أن هناک فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى

(a ³ 0.05) في درجات معرفة المعلمين في المجالات الثلاث فقد بلغت قيمة ف (11.78 ) ، وأظهر اختبار LSD)) للمقارنات الثنائية إن هذه الفروق کانت بين مجالي المبادىء الأساسية في تعديل السلوک والتقليل من السلوک غير المرغوب من جهة وبين مجال تقوية السلوک المرغوب من جهة اخرى وکانت النتائج لصالح مجال تقوية السلوک المرغوب الذي کان متوسطة الأعلى مقارنة بمتوسطي المجالين الأخرين.

2. النتائج المتعلقة بالفرضية الأولى : نصت هذه الفرضية على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (a³ 0.05) في مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادىء وأساليب تعديل السلوک تعزى لمتغير الجنس .

 ولاختبار هذه الفرضية تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمجالات المعرفة والدرجة الکلية تبعا لمتغير الجنس والجدول (5) يبن ذلک وفحصت دلالات الفروق بين الذکور والإناث باستخدام تحليل التباين المتعدد MANOVA)) والجدول (6) و الجدول (7) يبين النتائج.

جدول (5)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية للمعرفة باساليب تقويم السلوک تبعا لجنس المعلم

تبين من المتوسطات السابقة أن هناک فروقا ظاهرية في متوسطات معرفة المعلمين تبعا لجنسهم وقد أظهرت النتائج في الجدول (6) أن هذه الفروق في المجالات کانت ذات دلالة احصائية فقد بلغت قيمة ف (8.31).

جدول (6)

 تحليل التباين المتعدد MANOVA)) لفحص الفروق في مجالات المعرفة تبعا لجنس المعلم

 ولمعرفة في أي مجال من مجالات المعرفة کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين والمعلمات تم استخراج نتائج تحليل التباين الاحادي ANOVA)) ، والجدول (7) يبين النتائج,

جدول (7)

تحليل التباين الاحادي لفحص الفروق في کل مجال على حدة والدرجة الکلية تبعا لجنس المعلم

أظهرت النتائج في الجدول السابق أن هناک فروقا ذات دلالة إحصائية في درجة المعرفة الکلية، وقد بلغت قيمة ف(21.54 )، وظهر من المتوسطات الحسابية في الجدول (5) أن هذه الفروق کانت لصالح الأناث بمتوسط حسابي (23.21) في حين بلغ المتوسط للذکور (19.10)، وظهر أن هناک فروقا ذات دلالة إحصائية في مجالي تقوية السلوک المرغوب والتقليل من السلوک غير المرغوب فقد بلغت قيمة ف (22.28) ،( 16.52) على التوالي وظهر من المتوسطات أن هذه الفروق کانت في المجالين لصالح الأناث بمتوسط (8.83) و (7.83) في حين بلغ للذکور (6.87) و( 5.79) . ولم يظهر أن هناک فروقا ذات دلالة إحصائية في مجال المبادىء الأساسية في تعديل السلوک بين الذکور والأناث.

3. النتائج المتعلقة بالفرضية الثانية : نصت هذه الفرضية على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى( a³ 0.05) في مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادىء وأساليب تعديل السلوک تعزى لمتغير التخصص العلمي .

ولاختبار هذه الفرضية تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمجالات المعرفة والدرجة الکلية تبعا لمتغير التخصص العلمي (تربية خاصة(اعاقة عقلية) ، تخصصات اخرى) والجدول (8) يبن ذلک، کما فحصت دلالات الفروق بين المعلمين في تخصص التربية الخاصة (اعاقة عقلية) ، والمعلمين ذوي التخصصات الأخرى باستخدام تحليل التباين المتعدد MANOVA) )والجدول (9) و الجدول (10) يبينان النتائج.

جدول (8)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمعرفة المعلمين بأساليب تعديل السلوک تبعا لمتغير التخصص العلمي للمعلمين

يتبين من المتوسطات في الجدول( 8) أن هناک فروقا ظاهرية في متوسطات معرفة المعلمين تبعا لاختلاف تخصصاتهم العلمية وقد أظهرت النتائج في الجدول (9) أن هذه الفروق بين المجالات الثلاثة کانت ذات دلالة إحصائية فقد بلغت قيمة ف (13.72 ) .

جدول (9)

 تحليل التباين المتعدد لفحص الفروق في مجالات المعرفة تبعا للتخصصات العلمية للمعلمين

ولمعرفة في أي من مجالات المعرفة بمبادئ وأساليب تعديل السلوک کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين تبعا لتخصصاتهم العلمية فقد تم استخراج نتائج تحليل التباين الأحادي، والجدول (10) يبين النتائج.

جدول (10)

تحليل التباين الأحادي لفحص الفروق في کل مجال على حدة والدرجة الکلية

تبعا لتخصصات المعلمين

أظهرت النتائج في الجدول السابق أن هناک فروق ذات دلالة احصائية في درجة المعرفة الکلية، وقد بلغت قيمة ف (48.68) ، وظهر من المتوسطات الحسابية في الجدول (8) أن هذه الفروق کانت لصالح المعلمين ذوي التخصص العلمي تربية خاصة(اعاقة عقلية ) وبمتوسط حسابي (22.39) في حين بلغ للمعلمين ذوي التخصصات الأخرى (16.24)، وظهر أن هناک فروق ذات دلالة احصائية في مجالي تقوية السلوک المرغوب والتقليل من السلوک غير المرغوب فقد بلغت قيمة ف (21.29) ، (26.17) على التوالي وظهر من المتوسطات ان هذه الفروق کانت لصالح المعلمين ذوي التخصص العلمي التربية الخاصة (اعاقة عقلية) بمتوسط (8.25) و( 7.35) في حين بلغ للمعلمين ذوي التخصصات الاخرى (6.06) و(4.59) على التوالي.

ولم يظهرأن هناک فروق ذات دلالة احصائية في مجال مبادئ تعديل السلوک تبعا
لتخصص المعلم.

مناقشة النتائج :

1. مناقشة النتائج المتعلقة بالسؤال الأول : أشارت النتائج بخصوص السؤال الأول أن درجات معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادىء وأساليب تعديل السلوک کانت بدرجة متوسطة عموما وهذا يدل على امتلاکهم معرفة جيدة لمبادىء وأساليب تعديل السلوک ، و أما فيما يتعلق بمعرفتهم بمبادىء وأساليب تعديل السلوک على المجالات الفرعية للاختبار فظهر أن أعلى درجات المعرفة کانت في مجال تقوية السلوک المرغوب ، ثم جاء في المرتبة الثانية مجال التقليل من السلوک غير المرغوب ، و جاء في المرتبة الثالثة و الأخيرة مجال المبادىء الأساسية في تعديل السلوک. وتتفق نتائج هذه الدراسة مع الدراسة التي قام بها عرابي (2008) والتي أشارت نتائجها أنه بالرغم من أن معلمي الأطفال التوحديين يتمتعون بمستوى الحد الأدنى من المعرفة بأساليب تعديل السلوک الا أنه ما زالت تنقصهم المعرفة بالأسس العامة في تعديل السلوک، و أساليب اضعاف السلوک غير المرغوب فيه لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد. هذه النتيجة تشير إلى أنه بالرغم من أن المعلمين يتمتعون بمستوى معرفة جيد بتعديل السلوک عموما الا أنه ما زالت تنقصهم المعرفة بالمبادىء الأساسية في تعديل السلوک ، و أساليب التقليل من السلوک غير المرغوب لدى الأطفال المعاقين عقليا . وهذا يشکک بفاعلية برامج تدريب المعلمين أثناء الخدمة ويوجه المسؤولين الى اعادة النظر فيها بما يتضمن تزويد و تطوير مهارات معلمي الاعاقة العقلية بمبادىء و أساليب تعديل السلوک ، وضرورة متابعة المعلمين في الميدان من قبل مشرفيهم لضمان تطبيقهم لهذه المهارات في التعامل مع مشکلات طلابهم المعاقين عقليا حيث أن امتلاک المعلمين لمهارات تعديل السلوک لا يضمن تطبيقها بشکل عملي مع طلابهم و الأمر الأخر المتعلق بنتائج هذا المجال هو ضرورة إعادة النظر بوصف مقررات تعديل السلوک المتضمنة في الخطة الدراسية لأقسام التربية الخاصة في جامعات المملکة لمعلمي الأطفال ذوي الحاجات الخاصة بشکل عام ومعلمي الأطفال المعاقين عقليا بشکل خاص من حيث الکم والکيف بحيث إنه يجب زيادة عددها وأن ترکز في محتواها على الجانب التطبيقي العملي.

2. مناقشة النتائج المتعلقة بالفرضية الأولى: وقد أشارت النتائج بخصوص هذه الفرضية إلى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند (a ³ 0.05)في مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادىء وأساليب تعديل السلوک تعزى لمتغير الجنس ولصالح الاناث بشکل عام ، و أما فيما يتعلق بمعرفتهم بأساليب تعديل السلوک تعزى للجنس على المجالات الفرعية للاختبار فظهر أن هناک فروقا ذات دلالة إحصائية في مجالي تقوية السلوک المرغوب ، والتقليل من السلوک غير المرغوب . هذه الفروق کانت في المجالين لصالح المعلمات الاناث ولم يظهر أن هناک فروقا ذات دلالة إحصائية في مجال المبادىء الأساسية في تعديل السلوک بين الذکور والاناث. وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة (Heidgerken&et al,2005) ,ودراسة ويلي (Whaley,2002) دراسة الخطيب (2006) التي هدفت إلى تقييم معرفة المعلمين بالصعوبات التعليمية ، ودراسة التل(1988) والتي هدفت إلى تحديد الکفايات الأساسية اللازم توافرها لدى معلمي الأطفال ذوي الاعاقة ، وتضمن المقياس المستخدم في الدراسة المعرفة بأساليب تعديل السلوک . واختلفت النتائج المتعلقة بهذا المجال مع دراسة عرابي (2007) والتي أشارت نتائجها الى وجود فروق ذات دلالة احصائية تعزى للجنس ولصالح معلمي التوحد الذکور بالرغم من هذه النتائج فإنه يصعب على الباحث تفسيرها وخصوصا أنه لا يوجد فرق کبير بين عدد أفراد الدراسة من الاناث والذکور وبالرغم من ذلک فإن الباحث قد يفسرهذه النتيجة بأن المعلمات أکثر التزاما في حضور الدورات التدريبية أثناء الخدمة والالتزام في عملية تطبيق أساليب تعديل السلوک أثناء تربية ورعاية أبنائهم .

3. مناقشة النتائج المتعلقة بالفرضية الثانية : وقد أشارت النتائج بخصوص هذه الفرضية على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند ( a ³ 0.05)في مستوى معرفة معلمي الأطفال المعاقين عقليا بمبادىء وأساليب تعديل السلوک عموما تعزى لمتغير التخصص العلمي ولصالح المعلمين في تخصص التربية الخاصة(اعاقة عقلية) مقارنة بالمعلمين الذين يحملون تخصصات أخرى . و أما فيما يتعلق بنتائج معرفتهم بمبادىء وأساليب تعديل السلوک تعزى لمتغير التخصص العلمي على المجالات الفرعية للاختبار فظهر أن هناک فروقا ذات دلالة إحصائية في مجالي تقوية السلوک المرغوب ، والتقليل من السلوک غير المرغوب وظهر أن هذه الفروق کانت لصالح المعلمين ذوي التخصص العلمي التربية الخاصة (اعاقة عقلية) ولم يظهرأن هناک فروقا ذات دلالة احصائية في مجال مبادئ تعديل السلوک تبعا لتخصص المعلم. و تتفق النتائج الحالية مع دراسة (Wislting&et al,1981)ويفسر الباحث هذه النتيجة إلى أن المعلمين المتخصصين في مجال التربية الخاصة( إعاقة عقلية) قد احتوت خطتهم الدراسية في الجامعة على أکثر من مادة متعلقة بتعديل السلوک مقارنة بالمعلمين ذوي التخصصات الأخرى الذين لم يتلقوا أي مقرر يتعلق بتعديل السلوک ، وهناک أمر أخر متعلق بالتدريب الميداني أثناء الدراسة في الجامعة حيث أن هذه المادة (تدريب ميداني) مادة أساسية اجبارية في جميع أقسام التربية الخاصة في جامعات المملکة و في هذه المادة يتم التعامل بشکل مباشر مع الأطفال المتدربين وهذا يعطيهم خبرة عملية في تطبيق أساليب تعديل السلوک ومن المعلوم أن أساليب تعديل السلوک لا تستخدم فقط من أجل التعامل مع سلوکيات الطلاب وانما تستخدم کعنصر أساسي في تعليم وتدريس الطلاب المعاقين عقليا کالتعليم المبرمج والتشکيل والتسلسل والنمذجة وغيرها من الأساليب.

التوصيات :

في ضوء نتائج هذه الدراسة فإن الباحثان يوصيان بما يلي :

1. تفعيل برامج التدريب أثناء الخدمة على أساليب تعديل السلوک لمعلمي الأطفال
المعاقين عقليا.

2. عقد دورات وورش عمل لمعلمي الأطفال المعاقين عقليا بشکل عام لتزويدهم بمهارات فعالة ، وقابلة للتطبيق العملي للتعامل مع المشکلات غير التکيفية لدى طلابهم .

3. تضمين الخطط الدراسية لاعداد معلمي التربية الخاصة موادا تتعلق بتعديل السلوک وضرورة الترکيز في محتواها على الجانب العملي التطبيقي .

4. اجراء المزيد من الدراسات المشابهة التي تتعلق بمدى معرفة أسر الأطفال ذوي الحاجات الخاصة بتعديل السلوک تمهيدا لتزويدهم بهذه المهارات من خلال برنامج تدريبي موجه اليهم

اجراء دراسات تطبيقية من قبل الباحثين موجهة نحو معلمي الأطفال المعاقين عقليا لتحسين مهاراتهم بتعديل السلوک غير المرغوب لدى تلاميذهم المعاقين.