برنامج إلکترونى مقترح متعدد الوسائط لإثراء التذوق الملبسى للأطفال

مقدمة:

أکدت العديد من الدراسات أن الطفل الذى يرتدى ملابس جميلة وجذابة يکون سعيداً ويمارس حياته بشکل سليم ، وذلک على العکس من الطفل الذى يرتدى ملابس غير جذابة فإنه يکون إنطوائى وغير إجتماعى ، فالملابس تعتبر شيء هام لجميع الأفراد لأسباب سيکولوجية عديدة ، کما أن لها تأثيراً کبيراً فى شخصية الفرد ، حيث تمنحه الثقة بالنفس ، والإتصال بالأفراد ، وعدم الشعور بالنقص .( على السيد زلـــط-1996)

والتربية الملبسية ليست عملية قائمة بذاتها بل فى جوهرها عملية ثقافية ، فهى تشتق مادتها وتنسج أهدافها من واقع حياة المجتمع وثقافته ، فالقائمون على التربية الملبسية عندما يحسنون الإختيار بين العناصر الثقافية ويستخدمونها بصورة مؤثرة على نمو الفرد وتذوقه للملبس الجيد المناسب ، حيث أن هذا الإختيار يعنى مجموعة من القيم والإتجاهات التى عليهم تحقيقها فى سلوک الناشئين وبالتالى فى واقع المجتمع.( علية أحمد عابدين-2002)

ومن الوظائف التربوية للأسرة والمدرسة تدعيم المعايير السليمة للتذوق ، والعمل على تنشئة الطفل على نوعية من القيم الجمالية الرفيعة ، ورفع مستوى قدرته التذوقية ، لأنها تعتقد فى أنه عند رفع مستوى التذوق إلى المستويات الرفيعة وهو الطريق لتقدم المجتمع .( محسن محمد
عطيه -1997)

ومنذ ظهور الحاسبات أدرک الجميع المدى الذى يمکن أن نفيد به دعم ثورة المعلومات بل وفى صياغة عناصرها ومقوماتها ، لقد أصبحت الحاسبات هى دُعامة ثورة المعلومات وأداتها الأساسية ، وبتطورها السريع المستمر تبوأت الحاسبات مکانة لم تصلها أداة صنعها الإنسان منذ بداية البشرية ، وأصبحت الأمية فى بلاد العالم المتقدمة تقاس بعدد من يجهلون إستخدام الحاسبات لا من يجهلون القراءة والکتابة .( أحمد وحيد مصطفى-2002)

مشکلة البحث:

يتعرض اليوم مجال الطفل الإدراکى لوسائل الإتصال المتطورة سريعة الإيقاع وتمتد على مدار الحياة اليومية للفرد، وتُستخدم على أسس علمية تهدف إلى تنمية الفرد والمجتمع، ولذلک فإثراء التفکير لدى الطفل من الأمور المهمة التى يجب دراستها فى برامج إلکترونية متعددة الوسائط ، وهذا دعا الباحثة للتفکير فى تصميم برنامج إلکترونى متعدد الوسائط لکى يساعد فى إثراء جانب التذوق الملبسى للأطفال

وإنطلاقًا مما سبق يمکن تحديد مشکلة البحث في السؤال الرئيسي التالي :

کيف يمکن إثراء جانب التذوق الملبسى عند الأطفال من خلال إعداد برنامج إلکترونى متعدد الوسائط ؟

ويتفرع من هذا التساؤل الرئيسى التساؤلات الأتية:

• ما أهمية التذوق الملبسى عند أطفال مرحلة الطفولة المتأخرة؟
• ما فاعلية تطبيق البرنامج الإلکترونى فى إثراء التذوق الملبسى؟

أهداف البحث:

يهدف البحث بصفة رئيسية إلى:

 إعداد برنامج إلکترونى مقترح متعدد الوسائط لإثراء التذوق الملبسى عن أطفال مرحلة الطفولة المتأخرة.

وينبثق من هذا الهدف الرئيسى الأهداف التالية:

1. إعداد برنامج إلکترونى لإثراء التذوق الملبسى بصورة تتناسب مع ميول ورغبات وإحتياجات الأطفال وبما يتناسب مع عادات وثقافة مجتمعنا.
2. التعرف على مدى فعالية البرنامج المقترح لإثراء التذوق الملبسى عند الأطفال.
3. بناء مقياس لجوانب التذوق الملبسى.

أهمية البحث:

1. قد يُسهم هذا البحث فى إمکانية إستخدام التکنولوجيا الحديثة وکيفية الاستفادة منها فى إعداد البرامج التعليمية والتدريبية المقدمة للأطفال.
2. إمکانية الإستفادة من البرنامج المقترح فى إثراء جانب التذوق الملبسى لدى الأطفال ومن ثًم الإرتقاء بالذوق العام.
3. قد يُفيد البحث الحالى فى الحصول على مقياس للتذوق الملبسى ومن ثًم يُمکن الإستفادة منه فى تقدير مستوى الأطفال فى الإختيار الأمثل لملابسهم.

فروض البحث:

1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي  لجانب التصميم الملبسي لصالح القياس البعدي.

2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي  للجانب الوظيفى للملبس لصالح القياس البعدي.

3. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي  لجانب الخطوط الملبسية لصالح القياس البعدي.

4. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي  لجانب الألوان الملبسية لصالح القياس البعدي.

حدود البحث:

1. حدود مکانية : طُبِقَ هذا البحث فى (مدرسة کمال الدين حافظ الإبتدائية- إدارة منية النصر التعليمية- محافظة الدقهلية).

2. حدود بشرية: تمثلت مجموعة البحث على عينة من تلاميذ الصف السادس الإبتدائى وبلغ عددهم( 28) طالبة.

3. حدود زمانية: تم تطبيق الجزء الميدانى للبحث لمدة 3 شهور متتالية بواقع مقابلة واحدة فى الأسبوع  لمدة حصتين أسبوعياً ،بالعام الدراسى 2010-2011م

منهج البحث:

يتبع هذا البحث المنهج التالي :

ý المنهج الوصفي التحليلى : Descriptive Research

أُستخدم فى الإطار النظرى وإعداد الأدوات فيقوم على جمع المعلومات والبيانات وتصنيفها وتحليلها وذلک من خلال دراسة البحوث والدراسات السابقة المتعلقة بموضوع التعلم الالکتروني ،ومرحلة الطفولة المتأخرة ، وکل ما هو مرتبط بموضوعات البرنامج ، کذلک الإستفادة من الدراسات والبحوث السابقة فى إعداد أدوات الدراسة .

ý المنهج التجريبي : Experimental Research  

وذلک فى إختيار مجموعة الدراسة وتطبيق أدواتها حيث تم إختيار نظام المجموعة الواحدة والذى يعتمد على إستخدام القياسات القبلية (Pre-test) والبعدية (Post-test) لنفس المجموعة وذلک بأن يتم المقارنة بين نتائج التطبيق القبلي والتطبيق البعدى لدرجات مجموعة الدراسة فى مقياس التذوق الملبسى بعينة البحث.

أدوات البحث:

1. قائمة مقياس لقياس مستوى التذوق الملبسى للأطفال ( من إعداد الباحثة).

2. البرنامج الإلکترونى ( من إعداد الباحثة بمساعدة مبرمجين).

مصطلحات البحث :

الفعالية:Effectiveness

يُشير إلى درجة أو مدى التطابق بين المخرجات الفعلية للنظام والمخرجات المرغوبة بمعنى مقارنة النتائج بالأهداف.( کوثر حسين کوجک-1997)

 وتُعرف إجرائياً:  تحديد الأثر الذى يُحدثه البرنامج بغرض تحقيق الأهداف التى وضِعَ من أجلها وقياس هذا الأثر بمقارنة التطبيق القبلي والبعدى للإختبار التحصيلي ومقياس
التذوق الملبسى .

البرنامج: Program

وهو خطة مصممة لبحث أى موضوع يختص بالفرد أو المجتمع ويُشترط أن تکون هادفة لأداء بعض العمليات المحددة بدقة.( 1985  ( Reber, A-

  ويُعرف إجرائياً: مجموعة من الخبرات التعليمية تطبق على مجموعة معينة من المتعلمين لتحقيق أهداف تعليمية خاصة فى فترة زمنية معينة .

التذوق الملبسى: Fashion Appreciation

هو إنعکاس لإحساس الشخص بالمکونات الفنية ، وتطبيق هذا الإحساس على ما يختاره من ملابس ، إذاً يتأثر هذا التذوق الملبسى عند الأفراد بالتعليم وتدريب حاسة الفرد على رؤية عناصر الفن والجمال فى الأشياء.( علية أحمد عابدين-2000)

ويُعرف إجرائياً: أنه حُسن إختيار الملبس ليتلاءم مع کلاً من  الناحية الجمالية والوظيفية وفقاً للأسس العلمية السليمة وثقافة المجتمع السائدة والبيئة التى ننتمى إليها.

الدراسات السابقة   literature Review

تم تناول ملخصاً للدراسات ذات الصلة بموضوع البحث الحالى  ومجالاتها المختلفة ، وذلک فى محاولة لتحليل هذه الأبحاث ، وإستعراض الهدف منها ، والنتائج التى توصلت إليها ، بهدف الإستفادة منها فى البحث الحالى ، وتحديد موقعه بين هذه الأبحاث.

1- دراسة :" Lorang, V.-2004 "  

من أهم أهدافها :  تقديم برنامج تعليمى لتنمية المهارات المختلفة لتصميم الأزياء لطلاب مرحلة البکالوريوس بقسم النسيج والملابس وإهتم البحث بتقديم الأسس العلمية والفنية لأساليب تصميم الأزياء المختلفة من تصميم الإسکتش والتصميم على المانيکان والتصميم بإستخدام الکمبيوتر بالإضافة لشرح تفصيلى للمهارات المرتبطة بکل أسلوب .

ومن نتائج الدراسة : فعالية البرنامج المقترح فى تنمية المهارات المرتبطة بأساليب تصميم الأزياء المختلفة وأن هناک نسبة کبيرة تؤيد أسلوب التصميم بإستخدام الکمبيوتر ويليها تصميم الإسکتش ثم أسلوب التصميم على المانيکان.

وإستفاد البحث الحالى من هذه الدراسة: دور الکمبيوتر فى العملية التعليمية وخاصة التدريبية منها ، وأهمية الکمبيوتر فى تنمية المهارات المختلفة فى مجال الأزياء  ورغبة المتعلمين وتأييدهم للتعلم بإستخدام التقنيات الحديثة .

2- دراسة " سحر سعد رياض إسماعيل-2008"

من أهم أهدافها : دراسة وسائل الإتصال المحيطة بالطفل لتنمية فکره وخياله فى هذه المرحلة ، ودراسة النظريات العلمية الحديثة فى تنمية حواس الطفل عن طريق ما توفره الأشکال الجرافيکية من معلومات ، ودراسة شاملة وتحليلية لأسس تصميم بعض ملابس الشخصيات فى الفيلم الکارتونى،وإعداد برنامج تحليلى مقترح على الحاسب الآلى وإستخدامه کأحد البرامج الجاهزة فى مجال تصميم الزخارف الشعبية وتصميم الملابس بوجه عام ثم تطبيق ذلک على تصميمات مقترحة لبعض ملابس شخصيات تصلح لفيلم کارتونى.

ومن نتائج الدراسة : وجود علاقة بين عرض الزخارف الشعبية فى ملابس الشخصيات الکارتونية بصورة تحليلية عن طريق إستخدام الحاسب الآلى أدى لتنمية التفکير الإبتکارى لدى أطفال المرحلة الإبتدائية.

وإستفاد البحث الحالى من هذه الدراسة: دراسة وسائل الإتصال المحيطة بالطفل لتنمية فکره وخياله فى مرحلة الطفولة  ، ودراسة النظريات  العلمية الحديثة فى تنمية حواس الطفل ومدى إقباله على الأنماط الملبسية وبما يعرض عليه منها خاصة بما يعرض فى وسائل الإعلام .

3- دراسة:" شيرين محمد غلاب-2008"

من أهم أهدافها :تحديد مهارات التصور البصرى وأبعاد التذوق الملبسى التى ينبغى توافرها لدى طلاب شعبة الملابس الجاهزة بکليات التربية ، وأيضاً هدف البحث إلى بناء إختبار لقياس کلاً من التصور البصرى فى مجال تصميم الأزياء ومقياس لجوانب التذوق الملبسى، ووضع تصور لبرنامج تصميم الأزياء بإستخدام الکمبيوتر يهدف لتنمية کلاً من التصور البصرى و التذوق الملبسى وقياس فعاليته من خلال تطبيق إحدى وحدات البرنامج بإستخدام الکمبيوتر.

ومن نتائج الدراسة : وجود فروق ذات دلالة إحصائياً بين متوسطى درجات التطبيقين القبلى والبعدى للإختبار التحصيلى وإختبار التصور البصرى ومقياس التذوق الملبسى لصالح
التطبيق البعدى .

وإستفاد البحث الحالى من هذه الدراسة:التعرف على أبعاد التذوق الملبسى التى ينبغى توافرها فى الفرد ، والإستعانة بمقياس جوانب التذوق الملبسى فى إعداد مقياس البحث الحالى ، والتعرف على التذوق الفنى وتصميم الأزياء وأسس وعناصر تصميم الأزياء.

4- دراسة :" أمانى کمال يوسف أبو الخير-2010"

من أهم أهدافها :برنامج مقترح فى مجال الملابس الجاهزة لتلميذات مرحلة الإعداد المهنى بمدارس التربية الفکرية يقوم على الأسس العلمية والمنهجية فى تعليم المعاقين ، والتعرف على مدى فاعلية البرنامج المقترح على تعليم التلميذات عينة الدراسة من خلال تدريب بعض وحداته ، والتعرف على مدى فاعلية البرنامج المقترح فى تنمية التذوق الملبسى لدى تلميذات مرحلة الإعداد المهنى بمدارس التربية الفکرية.

ومن نتائج الدراسة : فاعلية البرنامج المقترح فى مجال الملابس الجاهزة والتدريب على بعض وحدات البرنامج المقترح ومدى فاعلية البرنامج المقترح فى تنمية التذوق الملبسى لدى عينة البحث لصالح العينة التجريبية وبهذا أثبت البرنامج فاعليته فى تحقيق أهداف البحث.

وإستفاد البحث الحالى من هذه الدراسة:فى إعداد البرنامج المقترح فى أسلوب الإعداد ووحدات البرنامج ،کذلک دراسة مقياس التذوق الملبسى وأهمية التذوق الملبسى والعوامل المؤثرة على عملية التذوق الملبسى وأهدافه ومراحله.

الإطار النظرى للبحث:

      إن الملابس جزء من النفس على الجسد ، فيجب أن يکون هناک توافق بين النفس وماترتديه ، ونحن نحتاج فى مظهرنا إلى الإنسجام السليم والجمال ، والشخصية التى ترتدى الملابس المنسقة التى تنسجم ألوانها وتتناسب فى مظهرها وتتمتع بذوق سليم لأنها تعرف ما يناسبها ، ولديها الإحساس لکل خطأ فى الملبس الذى لايتفق معها سواء أکان من ناحية الشکل أو الخط أو اللون ، ويشعر الفرد بسعادة أمام الآخرين لأن التذوق هو إختيار وإتفاق بين النفس والعينين ليبعد الفرد کل العيوب عن مظهره.( علية أحمد عابدين-2002)

لذلک فإن أهمية الملابس تنحصر في تحقيق عدة أغراض سواء من الناحية الإجتماعىة أو السيکولوجية هي :الإحتشام Modesty-  التزين Adornment- الحماية Protection (نادية محمود خليل-1991)

وتُمثل الملابس وتصميماتها في عصرنا الحالي أهم وسائل الزينة لأنها تشکل المظهر الخارجي للفرد وتعبر عن ذاته وتظهره في شکل خاص ، ولها الأثر الواضح في تکوين شخصيته ، والتأثير علي کل من يرتديها أو يشاهدها.

لذلک کان من دواعى المهتمين فى هذا المجال هو کيفية إثراء التذوق الملبسى حيث يُعرف على أنه" الحکم الموضوعى لعمل نعتقد أنه مناسباً وجميلاً "، وبما أن الذاتية والشخصية تتدخل فى الحکم فإن مقاييس التذوق ليست قياسية فالذى يعتبره الفرد ذا ذوق جيد يعتبره فرد آخر ذوقاً غير جيد وعادة ما يکون التذوق نتيجة لما يلى:

• رؤية الأشياء من الناحية الجمالية.
• مدى الخبرة أو المستوى التعليمى والمستوى الإجتماعى.
• القيم الشخصية وإتجاهات الفرد.( سامية ابراهيم لطفى-1997)

وبالرغم من أن بعض الأفراد قد يتمتعون بالتذوق الملبسى بالفطرة والغريزة ، إلا أن التذوق الملبسى مثله مثل جوانب التذوق الأخرى يمکن أن يکتسب وينمو من خلال البيئة ومن خلال التعلم، فعن طريق الإرتباط الذهنى بالأشياء يمکن للفرد فَطِن الملاحظة أن ينمو لديه إحساس بالنواحى الجمالية فى التصميمات والألوان والخامات والمکملات الخاصة بالملبس وبمدى تحقيقها للجانب الوظيفى ، وبذلک يکتسب وعياً بالأشياء التى تنسجم مع بعضها البعض ، وعند الإختيار يربط بين تلک الأشياء ويختارها. (شيرين محمد غلاب-2008)

فالتذوق الملبسى ليس من السهل تلقينه دائماً وإنما يجب أن يکتسبه الفرد عن طريق الممارسة ، حيث أن التذوق الملبسى لايتم مصادفة وبطريقة عرضية وإنما يتلقاه الفرد بطريقة مقصودة يسبقها التجهيز والتحضير لما يقتضيه التذوق من إستعداد ، وتتم هذه العملية لدى الفرد من خلال إيقاظ إحساس الفرد بالجانب الجمالى تجاة الملابس وما يتعلق بها من حيث الإختيار وتعديل بعض العادات الملبسية الخاطئة بإثراء معرفته وخبرته الفنية وتعزيز رؤيته للجمال وتقديره وتطبيقه له فى محيط حياته.( أمانى کمال يوسف-2010)

ولأن عملية التذوق تبدأ بإدراک مايجب تذوقه ، وخلال الإدراک تکون هناک إحاطة بالمدرکات  سواء کانت (بصرية – حسية – سمعية) ثم تکون هناک محاولة للتمييز بين هذه المدرکات ، ويتم خلال ذلک تحليلها إلى مکوناتها الأساسية ثم إعادة ترکيبها فى مکون کلى جديد وتختلف طرق الإدراک فيما بينها بإختلاف الحواس ، فالإدراک البصرى يبدأ من الإدرک الکلى للعمل المدرک ثم يتجه لإدراک الأجزاء ثم يعود بعد ذلک إلى الکل الذى يکون کلاً جديداً ، ليس هو الکل الذى بدأت به تلک العملية ، والواقع أن مشکلة الإدراک الجمالى أن المرء لايتذوق العمل إلا إذا کان متکاملاً ، ويهتم الفرد المتذوق بما يستطيع رؤيته وبما يستمتع بالنظر إليه ، وهذا الإهتمام ينصب فى المقام الأول على " اللون والخط والشکل والخامة"( يسرى عطيه محمد-2002)

وتعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل تکوين شخصية  الفرد فهى تمثل البذرة الأولى لشخصيته والتى تحدد من خلال ما يلقاه من خبرات أثناء تنشئته الإجتماعية ، فمرحلة الطفولة بوجة عام مرحلة نمو مستمر للفرد فى جميع نواحيه و تبعاً لذلک نجد أنها مرحلة مرونة و قابلية للتشکيل والتربية ، وهى أهم الفترات التى يکتسب فيها الطفل العادات والمهارات والإتجاهات الإجتماعية والنفسية.( طلعت حسن عبد الرحيم-2006)

فالطفل فى مرحلة الطفولة المتأخرة نجده يحاول إتخاذ قراراته الملبسية بنفسه من حيث الشکل واللون والزخارف لذلک يجب الإهتمام بملابس الأطفال و خطوطها و زخارفها وألوانها لأن ذلک يساعد الطفل فى حصوله على إحتياجاته من المتطلبات التى تمکنه من الإرتقاء بمظهره مما يؤدى إلى ضرورة الإهتمام بمجال تصميم و صناعة ملابس الطفل فى هذه الفترة لما لها من دور فى تکوين شخصيته .( وفاء مهدى طه-2009)

وتتصف مرحلة الطفولة المتأخرة بالتغيرات التالية عامة وهى:

1. يشعر الطفل فى هذا السن برغبة کبيرة فى تحقيق الذات وسط عالم الکبار.
2. يتميز هذا السن ببدء إنطلاق الطفل من المنزل فيصبح إرضاء الأصدقاء أهم من إرضاء الأباء
3. يتميز الطفل فى هذا السن بالنشاط والطاقة الزائدة .
4. تعتبر هذه المرحلة حداً فاصلاً بين المرحلة السابقة لها والتى کان فيها طفلاً يُعامل کطفل والمرحلة التى تليها والتى يشب فيها، وقد يشعر الطفل بأنه لاينتمى إلى عالم من هم أصغر منه ولا عالم من هم أکبر منه مما يؤدى إلى صعوبة فى التعامل معه ويزيد من مشقة الحصول على المعلومات من الأطفال فى هذه السن. (عادل عز الدين-1998)

الجوانب الوظيفية للملابس وأهميتها فى تلبية حاجات الطفل:

1. أن تکون ملابس هذه المرحلة حديثة فى خطوطها وألوانها وخاماتها مع إستعمال إکسسوارات ذات ذوق رفيع .
2. أن تنمى تصميمات الملابس فى الطفل إحساسه بالجمال و الذوق السليم وتمنحه السعادة والثقة حيث أن لها دور هام وأساسى فى تنشئة الطفل .
3. يترک للطفل حرية إختيار ملابسه فينمو معتمداً على نفسه و يُعطى له مزيد من الثقة فيتمتع بشخصية مستقلة ويکون له ذوق رفيع فى إختيار ملابسه .
4. إستعمال أساليب الزخرفة مثل الأبليک –التطريز- الطباعة ، حيث أنها تُجمل ملبس الطفل و تعمل على تنمية حاسة التذوق الجمالى وتساعده على التمييز بين الجميل و القبيح .( منا موسى- نجدة ماضى-2005)
5. يميل الأطفال إلى تقليد الکبار فى طريقة ملبسهم لذلک تعکس تصميمات ملابسهم صورة جزئية مبسطة من الکبار .
6. يُستخدم لملابس الأطفال فى هذه المرحلة الأقمشة بأنواعها سواء القطنية أو الصوفية أو الحريرية أو المخلوطة حيث يستطيع الطفل المحافظة فى تلک الفترة على ملابسه .( إيهاب فاضل أبو موسى-2007)

وبما أننا نعيش فى عصر التکنولوجيا والوسائل المتنوعة فى توصيل الأفکار والمعلومات فنجد الحاسب الآلى فى قمة هذه الوسائل لما يَحمله من فاعلية کبيرة و إمتلاکه لمزايا عديدة لأنه يتمتع بخاصية التفاعل الإيجابى وهو بذلک يختلف عن العلاقة السلبية بين المشاهد والتليفزيون  مثلاً ،کما أنه يوفر فرص التجريب دون خوف أو رهبة (1991 -.( Willem, J  حيث أن التعليم الإلکترونى بمثابة الإستخدام الهادف المنظم للحاسوب والنظم الإلکترونية لدعم عمليات التعلم. 2003)- Allen, M.W)

إمکانية توظيف الحاسب الآلى في تنمية التذوق الملبسى :

بما أن الهدف هنا هو إثراء التذوق الملبسي فقد حرصت الباحثة على توظيف الوسائط المتعددة لتعلم بعض المهارات الخاصة حيث إشتمل البرنامج على :

• تبسيط المعلومات عن عناصر التصميم من خلال معالجة وتنظيم المادة العلمية النظرية من مفاهيم ومصطلحات بشکل مبسط يسهل فهمه .
• مزج النصوص المکتوبة بالرسوم الثابتة والمتحرکة والصور التوضيحية لترجمتها وتفسيرها وتصورها في ذهن الطفل .
• تم إدخال التعليق الصوتي طول البرنامج ، لجذب إنتباة الطفل ولخلق نوع من الألفة بين الطلاب والحاسب الآلى  .
• إستخدام التدريب کنوع من التجديد والتي تمثلت في تجميع بعض أجزاء الموديلات وتوزيع الموديلات لتحديد المکان والمناسبة الملائمة لکل موديل.

الإطار العملي للبحث:

1- الهدف من تطبيق البرنامج الإلکترونى المقترح

إستهدف التطبيق الوصول لبيانات تساعد فى التعرف على مدى فاعلية البرنامج المقترح لتنمية تذوق الأطفال فى التذوق الملبسى بإستخدام الحاسب الآلى ، حيث أن هذا المجال غير مرتبط بأى مقرر دراسى ، والغرض من تطبيقه هو إکساب وتعويد الأطفال منذ الصغر على الإلمام بالمعلومات والمعارف والمهارات المرتبطة بمجال الملابس وکيفية إنتقاءها بصورة سليمة وإظهار الجسم بصورة مُرضية فى کل وقت.

 2- إختيار عينة البحث

تم تحديد خصائص عينة البحث وفقاً لما يلي:

• لم يتعرض أفراد عينة البحث  لخبرات تعليمية للتعلم من خلال برامج التعليم الإلکتروني، لأنه بمثابة أحدث التقنيات التکنولوجية الحديثة.
• لم يدرس أفراد عينة البحث  أية مقررات دراسية ذات علاقة بمتغيرات البحث ،لأن البحث الحالى يهتم  بتوظيف الحاسب الآلى لتنمية التذوق الملبسى .

3- تطبيق مقياس التذوق الملبسى قبلياً 

 قامت الباحثة بإدخال عينة البحث معمل الحاسب الآلي بالمدرسة وذلک من أجل تعليمهن کيفية الإجابة على عبارات مقياس التذوق الملبسى إلکترونياً للوقوف على مستوى عينة البحث قبل دراسة البرنامج المقترح ، وبعد الإنتهاء من تطبيق المقياس تم تقدير مستوى عينة البحث تجاة تذوقهن لملابسهن ورصدها فى جداول لمعالجتها إحصائياً.   

4- تطبيق البرنامج الإلکترونى المقترح

إلتقت الباحثة بعينة البحث ووضحت لهم أنهم سوف يتدربوا على برنامج إلکترونى متعدد الوسائط عن التذوق الملبسى وقامت بإعداد شرح تمهيدى مُختصر يُعبر عن فکرة البرنامج والهدف منه والمتوقع من کل طالبة فى نهايته حيث قامت الباحثة من التأکد من سلامة الأجهزة قبل تطبيق البرنامج وقامت أيضاً بتحميل البرنامج في صورته النهائية، و قامت الباحثة في اليوم الأول بعرض بعض أجزاء من البرنامج بإستخدام وحدة عرض بيانات الکمبيوتر على شاشة کبيرة Data Show، وذلک لتعريف الطلاب  بطبيعة البرنامج وکيفية التعامل معه، و راعت الباحثة أن تجلس کل طالبة على جهاز مستقل، مزود بسماعة رأس حتى لا يحدث أي تشويش خلال عملية التطبيق، وفى حالة مصادفة الطالبة لأية صعوبة فإنه يُطلب المساعدة من الباحثة ، وتم تدريب الطالبات على عمل إسم مستخدم وکلمة مرور خاصة بهن فى البرنامج ، ثم بدأت الطالبات فى تشغيل البرنامج وإقتصر دور الباحثة فى إعطاء تفسير لبعض المفردات والمعانى الغير واضحة لديهن ، متابعة الباحثة للتطبيق بصورة منتظمة ، حيث تم تحديد يوم واحد من کل أسبوع بواقع حصتين أسبوعياً لتطبيق تجربة البحث وذلک وفقاً لأوقات فراغ الطلاب وحتى لا يتعارض ذلک مع أوقات تدريس المواد الدراسية الأخرى.

 وسارت خطوات تطبيق البرنامج المقترح وفقاً لما يلى:

ü دراسة الطالبات لموضوعات البرنامج الإلکترونى المقترح .

وذلک بتطبيق موضوعات البرنامج المقترح إلکترونياً وإجراء المناقشة للتعرف على بعض المفاهيم الغير مفهومة للأطفال ، وفى نهاية کل موضوع إختبار الکترونى حتى نتمکن من الوقوف على مستوى کل طفلة قبل دراسة موضوع وبعده .

ü ربط البرنامج المقترح بالواقع الحياتى .

ربطت الباحثة موضوعات البرنامج المقترح بالواقع الذى يمر فيه الأطفال أثناء إختيارهن وإرتدائهن  لملابسهن وما يُمکن تغيره للأفضل بعد تعلمها المعلومات والمعارف المرتبطة بمجال
التذوق الملبسى.

5- تطبيق مقياس التذوق الملبسى بعدياً

بعد الإنتهاء من تطبيق البرنامج المقترح ، قامت الباحثة بتطبيق مقياس التذوق الملبسى على عينة البحث وقد تم التطبيق إلکترونياً ،وقد حرصت الباحثة على أن يتم التطبيق البعدى تحت نفس الظروف والشروط التى خضع لها التطبيق القبلى ، وبعد إتمام ذلک تم تقدير مستوى الطالبات تجاة تذوقهن لملابسهن ورصدها فى جداول لمعالجتها إحصائياً.     

6-الأسلوب الإحصائي المستخدم :

بعد رصد جميع النتائج فى الجداول ، إستخدمت الباحثة إختبار (ت) T.test فى المعالجة الإحصائية للبيانات ، لأن هذا الأسلوب يصلح لأن يتخذ مقياساً للدلالة سواء فى العينات الصغيرة أو الکبيرة ، ويتطلب ذلک معرفة المتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية .

نتائج البحث:

تظهر النتائج بتحقيق فروض البحث من عدمه وذلک عى النحو التالي :

الفرض الأول: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي  لجانب التصميم الملبسي لصالح القياس البعدي.

جدول (1)

الفرق بين متوسطات درجات مقياس التذوق الملبسي( تصميم)

يتضح من الجدول السابق رقم (1) قيمة (ت) ودلالتها الإحصائية للفرق بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي علي مقياس التذوق الملبسي( تصميم) لصالح التطبيق البعدى، وبذلک تتحقق صحة الفرض الأول وهذا موضح أيضاً فى
الشکل التالى.

شکل رقم (1)

الفرق بين متوسطات درجات مقياس التذوق الملبسي( تصميم)

الفرض الثانى:توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي  للجانب الوظيفى للملبس لصالح القياس البعدي.

جدول (2)

الفرق بين متوسطات درجات مقياس التذوق الملبسي( وظيفة)

يتضح من الجدول السابق رقم (2) قيمة (ت) ودلالتها الإحصائية للفرق بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي علي مقياس التذوق الملبسي( وظيفة) لصالح التطبيق البعدى، وبذلک تتحقق صحة الفرض الثاني وهذا موضح أيضاً فى
الشکل التالى.

شکل رقم (2)

الفرق بين متوسطات درجات مقياس التذوق الملبسي( وظيفة)

الفرض الثالث:توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي  لجانب الخطوط الملبسية لصالح القياس البعدي.

جدول (3)

الفرق بين متوسطات درجات مقياس التذوق الملبسي( خطوط)

يتضح من الجدول السابق رقم (3) قيمة (ت) ودلالتها الإحصائية للفرق بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي علي مقياس التذوق الملبسي( خطوط) لصالح التطبيق البعدى، وبذلک تتحقق صحة الفرض الثالث وهذا موضح أيضاً فى
الشکل التالى.

شکل (3)

الفرق بين متوسطات درجات مقياس التذوق الملبسي( خطوط)

الفرض الرابع:توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي  لجانب الألوان الملبسية لصالح القياس البعدي.

جدول (4)

الفرق بين متوسطات درجات مقياس التذوق الملبسي(ألوان)

يتضح من الجدول السابق رقم (4) قيمة (ت) ودلالتها الإحصائية للفرق بين متوسطات درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي علي مقياس التذوق الملبسي( ألوان) لصالح التطبيق البعدى، وبذلک تتحقق صحة الفرض الرابع وهذا موضح أيضاً فى الشکل التالى.

شکل (4)

الفرق بين متوسطات درجات مقياس التذوق الملبسي(ألوان)

يتضح من الجداول والأشکال السابق أن قيمة (ت) للفرق بين متوسط درجات أطفال المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي علي مقياس التذوق الملبسي جاءت دالة عند مستوي دلالة (0.01) لکل من (التصميم – الوظيفة – الدرجة الکلية) ، کما جاءت قيمة (ت) دالة عند مستوي دلالة (0.05) لکل من (الخطوط - الألوان) وذلک لصالح التطبيق البعدي بعد تطبيق البرنامج ، مما يدل على فعالية البرنامج فى تنمية التذوق الملبسي ، وکان حجم تأثير البرنامج على التذوق الملبسي تم حساب قيمة مربـع إيتـا ؛ حيث بلغت (66 % للتصميم، 51 % للوظيفة، 47 % للخطوط، 36 % للألوان، 65 % للدرجة الکلية) وهي نسب مرتفعة تبين ما للبرنامج من أثر في تنمية التذوق الملبسي.

نموذج من السيناريو التنفيذي البرنامج الإلکتروني المقترح

نموذج من السيناريو التنفيذي للمقياس الإلکتروني المقترح

توصيات البحث:

فى ضوء هذا البحث وما توصل إليه من نتائج توصى الباحثة بالآتى:

1. الإهتمام بإمداد الأطفال منذ الصغر بمعلومات مبسطة عن مجال الأزياء والملابس کى يتکون لديهم الحس الجمالى منذ الصغر.

2. تدريب الأطفال من الصغر على إستخدام التکنولوجيا الحديثة  وخاصة الحاسب الآلى فى التعليم.

3. تکامل المنظومة " البيت والمدرسة " فى إعطاء الطفل القدوة الحسنة والمثل الأعلى وخاصة فى ترتيب شکل ملابسنا حتى تنمو لديه عين نشأت على الجمال.