استخدام الموروث الشعبي في الأنشطة الموسيقية المقدمة لطفل رياض الأطفال لإکسابه بعض القيم الاجتماعية

مقدمة :

تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الإنسان فالسنوات الأولى في حياة الفرد تعد بمثابة حجر الأساس في بنائه و إعداده لمواجهة الحياة بأکملها فهذه المرحلة هي أهم وقت لتنمية مختلف العادات و الصفات الحميدة في الطفل .

و ذلک لأن قابليته للتعلم في هذه المرحلة کبيرة جداً ففي الطفولة يکون الجهاز العصبي مرناً و على استعداد للتأثر السريع بجميع المؤثرات التي تصل إليه ^{( [1] )} .

و لا شک أن العناية بتنشئة الطفل التنشئة السوية تعد مطلباً ضرورياً لإعداد الطفل المصري في القرن الحادي و العشرين ، حيث تتلاحق فيه الأحداث و تتوالى المتغيرات و تتجسد فيه التحديات مؤکدة الفجوة الساحقة بين الأمم و الشعوب المتقدمة والشعوب النامية في جميع المجالات و لا سيما المجالات الخاصة بتربية الطفل,ويعد الطفل المصري من أذکى أطفال العالم ، فهو لا يقل وجدانياً و فکرياً عن نظيره في هذا العالم ، لذا فإنه يجب إعداده و إعطاؤه الفرصة الکاملة للوصول به إلى حياة أفضل و إلى أقصى درجات التفوق من خلال منظومة ثقافية مستنيرة ، تکسبه القيم والسلوک و أنماط التفکير والتذوق الجمالي و الفني ^{( [2] )} .

ونجد أن المؤسسات التربوية المعنية بتربية الطفل اهتمت کثيراً بتحقيق النمو الشامل المتکامل لطفل ما قبل المدرسة و من العناصر التي تساعد على تحقيق هذا النمو الأنشطة التربوية وخاصة الأنشطة التربوية الموسيقية .

و مما لا شک فيه أننا نواجه في هذا العصر مؤثرات يمکن أن تبعدنا عن هويتنا الذاتية التي لابد من الحفاظ عليها و هذه قضية يمکن تناولها من خلال الحفاظ على الموروث الشعبي المتمثل في المعتقدات والمعارف و العادات و التقاليد و الأدب الشعبي و الفنون الشعبية ، و تنقية ما قد يوجد بها حتى نسير في تکوين و ترسيخ قيمنا في حياتنا کأفراد مجتمع و البدء من مرحلة الطفولة المبکرة هو أساس لترسيخ هذه القيم ، لما لهذه المرحلة من أهمية .

و لقد أکدت دراسة ( محمد فوزي عبد المقصود , 1994) على أهمية إحياء الموروث الشعبي من الأغاني و الألعاب وتوظيفها في تربية الطفل المصري و هذا لأن التراث الشعبي ملئ بالقيم والمعاني الجميلة التي تقوم عليها مجتمعات کاملة ^{( [3] )} .

و تشير دراسة ( هالة الشاروني , 2002) إلى أهمية الألعاب الشعبية کأحد العناصر الأساسية في مکونات التراث الشعبي و أنه عن طريق جمع الألعاب الشعبية و إحياء المناسب منها، ويمکن أن نقدم لأطفالنا مجموعة من الألعاب الممتعة و المفيدة والتي تحقق مختلف الأهداف التربوية ^{( [4] )} .

وعلى الرغم من کثرة الموروث الشعبي في مجتمعنا إلا أن استخدامه قليلاً في هذا العصر. تأسيساً على ذلک تصبح قضية الحفاظ على التراث الشعبي قضية هامة و الاستفادة منه بتوظيفه عن طريق جمع الألحان و الأغنيات و تطويرها و تحديثها بما يتناسب والعصر الحالي في اتجاه تنمية متکاملة لشخصية الطفل و غرس القيم و العادات الشعبية الحميدة التي تميز بها مجتمعنا المصري .

ومن هنا کانت فکرة البحث الحالي في کيفية الاستفادة من الموروث الشعبي في الأنشطة الموسيقية المقدمة لطفل رياض الأطفال لإکسابه بعض القيم الاجتماعية.

مشکلة البحث :

إن الموروث الشعبي لم يحظ بالاهتمام الکافي من قبل الباحثين مما دفع الباحثة إلى الاستفادة من هذا الموروث و توظيفه و إحياءه في مجموعة من الأنشطة التربوية الموسيقية لمرحلة رياض الأطفال بغرض تنمية بعض القيم الاجتماعية لدى الطفل .

و تتحدد مشکلة البحث الحالي في السؤال الرئيسي التالي :

-ما مدى فعالية الأنشطة التربوية في إحياء الموروث من الأغاني والألعاب لإکساب طفل رياض الأطفال بعض القيم الاجتماعية ؟

و يتفرع من هذا السؤال عدة أسئلة فرعية و هي :

1. ما محتوى الأنشطة التربوية الموسيقية لإحياء الموروث من الأغاني و الألعاب الشعبية لطفل
رياض الأطفال ؟

2. ما القيم الاجتماعية المراد إکسابها للطفل في مرحلة رياض الأطفال ؟

3. ما أهم الأغاني و الألعاب الشعبية المستمدة من التراث ؟

أهداف البحث :

يسعى البحث الحالي إلى إکساب طفل رياض الأطفال بعض القيم الاجتماعية عن طريق إحياء الموروث الشعبي و توظيفه في مجموعة من الأنشطة التربوية الموسيقية و ذلک من خلال :

1.الکشف عن فعالية الأنشطة التربوية الموسيقية في إحياء الموروث من الأغاني و الألعاب الشعبية و ذلک لتنمية بعض القيم الاجتماعية لطفل مرحلة رياض الأطفال .

2.جمع الأغاني و الألعاب الشعبية المحببة للأطفال في هذه المرحلة .

3.اختيار الأغاني و الألعاب الشعبية الخاصة بالطفل و التي يمکن توظيفها لتقديم القيم الاجتماعية التي تم تحديدها .

أهمية البحث :

ترجع أهمية البحث إلى :

1. تقديم منظور جديد للحفاظ على القيم الاجتماعية من خلال الأنشطة الموسيقية ، له أسسه وإجراءاته التي يحددها البحث .
2. طرح مجموعة من الأنشطة التربوية الموسيقية التي يمکن أن تفيد القائمين بالعمل في مجال الطفولة المبکرة.
3. تفعيل دور الموروث من الأغاني و الألعاب الشعبية في تقديم المفاهيم والقيم الاجتماعية .
4. فتح المجال أمام دراسات و بحوث أخرى لتوظيف الأنشطة الموسيقية للحفاظ على قيمنا المختلفة و هويتنا الذاتية .

عينة البحث :

تتکون عينة البحث من 60 طفلاً و طفلة من أطفال المستوى الثاني رياض الأطفال و تنقسم العينة إلى مجموعتين العينة التجريبية و تتکون من 30 طفلاً و طفلة و المجموعة الضابطة وتتکون من 30 طفلاً و طفلة أيضاً .

وتم التطبيق الميداني في الفترة من ( فبراير2011 إلى نهاية أبريل 2011) .

حدود البحث :

يقتصر البحث الحالي علي ما يلي

1. مجموعة من أطفال المستوى الثاني رياض الأطفال بمدرسة منار العلم بدکرنس – إدارة دکرنس التعليمية – محافظة الدقهلية .

2. القيم الاجتماعية المرغوب إکسابها لطفل رياض الأطفال و هي ( التعاون– النظام – النظافة – الأمانة -الصدق -احترام الوالدين – مساعدة المحتاج) .

3. بعض الموروثات الشعبية و هي عبارة عن أربع أغاني شعبية ، لعبتين غنائيتين شعبيتين ، لعبتين حرکيتين شعبيتين.

4. الأنشطة التربوية الموسيقية ( العزف على آلات الباند الإيقاعية – الغناء – القصص
الموسيقية الحرکية ) .

أدوات البحث :

اختبار المواقف المصور للقيم الاجتماعية ( إعداد الباحثة) .

مفتاح تصحيح الاختبار :

تم تقدير درجات الإختبار بإستخدام مفتاح تصحيح عبارة عن :

درجتان للإجابة الصحيحة مع ذکر السبب ,  درجة واحدة للإجابة الصحيحة بدون ذکر السبب ، صفر للإجابة الخاطئة .

منهج البحث :

يتبع البحث الحالي کل من المنهج الوصفي و المنهج التجريبي و ذلک لملائمتها لطبيعة البحث بشقيه النظري و التجريبي

أولاً : المنهج الوصفي :

و قد استخدم في البحث الحالي حيث تم تحليل بعض الأدبيات التربوية و المراجع والدراسات الخاصة بالأنشطة التربوية الموسيقية و دورها في إحياء الموروث لإکساب الطفل بعض
القيم الاجتماعية

ثانياً : المنهج التجريبي :

و قد استخدم في البحث الحالي لمعرفة مدى فعالية الأنشطة التربوية في إحياء الموروث من الأغاني و الألعاب الشعبية لإکساب طفل رياض الأطفال بعض القيم الاجتماعية .

مصطلحات البحث :

1- الموروث الشعبي :

ويمکن تعريفه علي أنه عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من أراء وأفکار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل . ويتکون الجزء الأکبر من التراث الشعبي من الحکايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنى بها والقصص الشعبية والبطولية والأساطير ويشتمل التراث الشعبي أيضاً على الفنون والحرف وأنواع الرقص ، اللعب ،اللهو ،الأغاني والحکايات الشعرية للأطفال والأمثال السائدة ، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الجغرافية والاحتفالات والأعياد الدينية.^([5])

2- الأنشطة الموسيقية:

يقصد بها " مجموعة الأعمال التي تقوم على استخدام العناصر الموسيقية  الأساسية (اللحن، الإيقاع ، والهارموني ) وفقاً لصيغ و قوالب فنية و عملية محددة . " ^{( [6] )}

و تقصد بها الباحثة المواقف و الأعمال التي يمارسها الأطفال خلال الألعاب و الأغاني التي تساعدهم على المرور بخبرات تربوية تهدف إلى تحقيق النمو الشامل و المتکامل لطفل رياض الأطفال.

3 – رياض الأطفال :

" هي تلک المؤسسات التربوية الاجتماعية التي يلتحق بها الأطفال في السن ما بين الثالثة والسادسة من العمر ، وتعرف في کثير من البلاد بمدارس الحضانة أو مراکز الرعاية النهائية أو رياض الأطفال .^([7])

4- القيم الاجتماعية :

" هي طاقات للنشاط ودوافع للعمل في ضوء معايير أخلاقية دينية تتسم بالجماعية ,تبصر الشباب بکل سلوک تحرمه أو ترفضه الجماعة." ^([8])

وتقصد بها الباحثة مجموعة القيم الاجتماعية التي من خلالها يکتسب الطفل عادات وسلوکيات سليمة وإيجابية ليستطيع من خلالها التعامل مع المجتمع من حوله .

إجراءات الدراسة :

1. قامت الباحثة بمسح الأدبيات و الدراسات التي إهتمت بالموروث الشعبي .

2. قامت الباحثة بمسح الأدبيات والدراسات التي إهتمت بالأنشطة الموسيقية.

1. 3.  کما تم مسح الأدبيات و الدراسات التي إهتمت بالقيم الاجتماعية .

4. تم إعداد أداة البحث اختبار القيم الاجتماعية المصور وعرضه على مجموعة من المحکمين وحساب صدقه وثباته .

5. تم تطبيق اختبار المواقف المصور للقيم الاجتماعية على عينة البحث قبلياً.

6. تم تطبيق دروس الأنشطة المستخدم فيها الموروث الشعبي علي عينة البحث .

7. تم تطبيق اختبار المواقف المصور للقيم الاجتماعية على عينة البحث بعدياً.

8. رصد النتائج و معالجتها إحصائياً و تفسيرها .

9. تقديم التوصيات و المقترحات .

الدراسات المرتبطة بموضوع البحث:

1. دراسة أبو النجا أحمد عز الدين ( 2002 )

و هي بعنوان "فاعلية استخدام القصص الحرکية على التطور الحرکي و بعض القيم الأخلاقية لأطفال ما قبل المدرسة "^([9])

هدفت هذه الدراسة إلى مدى تأثير استخدام القصص الحرکية على التطور الحرکي  بعض القيم الأخلاقية لأطفال ما قبل المدرسة و تم اختيار عينة عشوائية قوامها 64 طفلاً و طفلة واستخدم الباحث المنهج التجريبي .

و توصلت الدراسة إلى تحسن أداء التطور الحرکي و بعض القيم الأخلاقية لأطفال ما قبل المدرسة و ذلک من خلال البرنامج المطبق على عينة البحث .

1. دراسة فيکسلر بوني Fixler Bony ( 2000 )

و هي بعنوان " بيئة المشارکة و الاهتمام تساعد على تنمية القيم في رياض الأطفال "^([10])

هدفت هذه الدراسة إلى تدريس بعض القيم لأطفال الرياض و هي ( احترام الکبير – المسئولية – التعاون) و يکون هذا عن طريق توفير بيئة أخلاقية ، يکون فيها المعلم نموذجاً للأطفال ، ويقتدون به ، ويعمل على توفير جو من الحياة و الديمقراطية في بيئة التعلم التعاوني و الذکاءات المتعددة للتنمية هذه القيم و أيضاً تم الاستعانة بالوالدين في تنفيذ بعض الأنشطة .

و توصلت الدراسة إلى أن هناک فاعلية و أثر کبير للبرنامج المستخدم في تنمية القيم
لدى الأطفال

1. دراسة هالة الشاروني ( 2002 )

و هي بعنوان " الطفل و الألعاب الشعبية "^([11])

هدفت هذه الدراسة إلى أهمية الألعاب الشعبية و أثرها في تنمية مدارک الطفل و اتساع أفقه وتوحي الدراسة " بضرورة قيام المختصين في جمع التراث الشعبي ، بجمع و توثيق الألعاب الشعبية من مختلف أنحاء مصر ، للمساعدة في إحياء بعض هذه الألعاب ، و لإضافة ألعاب أخرى، تساعد على تنمية مختلف الجوانب النفسية و البدنية و الاجتماعية عند الأطفال .

1. دراسة کيندي ميلور وجرينوودMiller and Ather  (2003)

وهي بعنوان "التعلم والعمل الآن وفي الماضي لأطفال الرياض"^([12])

هدفت هذه الرسالة إلي الترکيز علي إکساب وتعليم (17) قيمة حضارية لأطفال الحضانة , فيجب أن يتعلم الأطفال(الإيثار, تبادل الأدوار, احترام حقوق الآخرين , الاهتمام بالأنفس والأملاک , الأمانة , الشجاعة , الإصرار , ) وغيرها من القيم.

وتوصلت الدراسة إلي أهمية إکساب هذه القيم لأطفال الروضة حتى يکونوا شخصيات جيدة في المستقبل ومعرفة وإکساب هذه القيم ضرورية لأن يسلک الأطفال سلوکاً حضارياً جيداً في هذا الفصل وبالتالي في المجتمع الأکبر.

1. دراسة أسامة فاروق فيکتور ( 2004 )

و هي بعنوان "الاستفادة من أغاني المهد في إثراء الأنشطة الموسيقية لمرحلة رياض الأطفال "^([13])

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أغاني المهد و أهميتها التربوية و الموسيقية و کيفية توظيف هذه الأغاني و ألحانها في الأنشطة الموسيقية المختلفة لمرحل  رياض الأطفال و تبرز أهمية هذه الدراسة في الدور الهام الذي تلعبه أغنية المهد في تکوين شخصية الطفل و کيفية الاستفادة منها في إثراء الأنشطة الموسيقية شخصية الطفل و کيفية الاستفادة منها في إثراء الأنشطة الموسيقية لرياض الأطفال ما يزيد من فاعليتها و يساعد على تحقيق أهدافها فتحقق التنمية الشاملة للطفل .

التعقيب على الدراسات السابقة :

بعد أن إستعرضت الباحثة البحوث و الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع البحث توصلت إلى النتائج التالية :

1. أن الموروث الشعبي المتمثل في الأغاني والألعاب الشعبية يمکن إستخدامه و توظيفه في تنمية القيم الأصيلة عند الأطفال .

2. أهمية الحفاظ على الهوية الذاتية وغرسها في سن مبکرة يبني أجيال أصيلة سليمة البنية

3. أهمية استخدام الأنشطة الموسيقية في تقديم المعلومات والمفاهيم وغرس القيم , لما لللأنشطة الموسيقية قابلية کبيرة عند الأطفال .

الإطار النظري للبحث :

أولا : الموروث الشعبي :

يلعب الموروث الشعبي دور کبير في تشکيل وتکوين اتجاهات الأفراد , ويعبر الموروث الشعبي عن عادات وتقاليد المجتمع وآراء وافکار الأجيال وهناک الکثير ومجتعنا ملئ بالموروثات الشعبية الأصيلة مثل الحکايات الشعبية والفنون والحرف و أنواع الرقص , والألعاب والأغاني والإحتفالات , وسنرکز في هذا البحث على نوعين من الموروثات الشعبية وهم الأغاني و الألعاب الشعبية
الخاصة بالأطفال .

1 -الأغاني الشعبية :

تعبر الأغاني الشعبية عن إرتباطها بالمجتمع , فهي صورة صادقة وحقيقية تعکس مشاعر ووجدان الشعب , وتتميز الأغاني الشعبية بسهولة کلماتها وألحانها فهي نابعة من مجتمع وبيئة الفرد التي يعيش فيها .

2-الألعاب الشعبية :

تعتبر الألعاب الشعبية مرآة تعکس حضارة و ثقافة الشعوب , فهي من أکثر فنون التراث الشعبي إلتصاقا بالبيئة التي يعيش فيها الفرد , وتتميز الألعاب الشعبية بسهولة أدائها وسهولة قوانينها وأدواتها مما يساعد الطفل على الشعور بالسعادة والمرح أثناء اللعب .

ثانيا : الأنشطة الموسيقية :

تعتبر الأنشطة الموسيقية من أهم الوسائل الفعالة لتربية الطفل وذلک لأن الموسيقى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالطفل ويتمثل هذا الإرتباط في مدى إحساس الطفل وتأثره غريزياً
بالإيقاع والنغم .

ومن أهم الأنشطة الموسيقية في مرحلة رياض الأطفال :

1- الغناء :

يعتبر الغناء من أهم الأنشطة الموسيقية التي يستجيب لها الطفل فطرياً ، و الأغنية هي عالم الطفل السعيد المرح الذي يتفاعل معه عضوياً و وجدانياً فهو يحتاج إليها کما يحتاج للغذاء و عند تقديم الأغنية للطفل لابد من مراعاة الکلمات , اللحن , المصاحبة حتي تتناسب مع الطفل. ^{( [14] )}

2- القصة الموسيقية الحرکية :

القصص الموسيقية الحرکية أحد الوسائل المبتکرة لتحقيق کثير من الأهداف , حيث أن للقصة وحدة موضوعية وأحداث للبداية والنهاية وما لها من تسلسل في الأفکار وترابط موضوعها بشکل منطقي يثير خيال الطفل فهي تجمع بين الميل للحرکة والغناء و الأحداث المتلاحقة . ^([15])

3- آلات الباند الإيقاعية :

نادي کثير من التربويين الموسيقيين بوجوب استخدام فرقة الآلات لتعليم الطفل وإرهاف حواسه ، ويقف في المقدمة کارل أورف(Carl Orff)  المربي والمؤلف الموسيقي النمساوي الذي طور من آلات الفرقة الإيقاعية بأن جعلها ذات ثراء صوتي أثر في العزف عليها بل تعدي ذلک لابتکار ألحان بسيطة من الطفل . ^([16])

ثالثا : رياض الاطفال :

تعد مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل في حياة الإنسان ، فالسنوات الأولى في حياة الفرد تعد بمثابة حجر الأساس في بنائه ، فکما يقول الحکماء:

"التعليم في الصغر کالنقش على الحجر "

ولا شک أن الطفل في هذه المرحلة يمکن تشکيل شخصيته وتوجيهها نحو الخير أو الشر والصواب أو الخطأ فيجب علينا إحاطة الطفل في هذه المرحلة بکل الرعاية والاهتمام .

رابعا : القيم الإجتماعية :

تلعب القيم أحد الأدوار الهامة والفعالة ليس فقط في حياة الأفراد بل وفى حياة المجتمعات أيضاً ، فالقيم هي حجر الأساس في البناء الثقافي للمجتمع ، والتي تسهم في تحقيق التوازن الاجتماعي والنفسي داخل إطار هذا المجتمع وبين أفراده .^([17])         

-علاقة الموسيقى بالقيم :

وتساهم الموسيقى بشکل کبير في التکيف الاجتماعي للطفل فتکسبه مهارات اجتماعية کمعرفته للحقوق والواجبات وتخلصه من الأنانية لتحث فيه البذل والعطاء للآخرين.
وتساعد الطفل إلى أن ينمو ويرتقى بالمجتمع الذي يعيش فيه في ظل اکتسابه لتلک القيم الأخلاقية النبيلة.^([18])

-القيم الإجتماعية :

تعرف علي أنها نتاج خبرات اجتماعية وهي تتکون نتيجة عمليات انتقاء (اختيارات جماعية) يصطلح أفراد المجتمع عليها لتنظيم العلاقات بينهم ويمکن القول بأن اللغة هي أداة إبراز التميز والتعميمات والمعتقدات المرتبطة بالقيم أي بما يجب أن يکون وما يجب ألا يکون وبأنها وسيلة نقلها والمحافظة عليها.^([19])

ويقوم البحث الحالي بتنمية بعض القيم الإجتماعية التي تساعد الطفل على التعايش والتعامل مع مجتمعه وهي ( التعاون , النظام , النظافة , الأمانة , الصدق , إحترام الوالدين ,
مساعدة المحتاج )

فروض البحث :

1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية علي اختبار المواقف المصور للقيم الاجتماعية قبل تطبيق دروس الأنشطة التربوية الموسيقية لإکساب القيم الاجتماعية ,وبعده لصالح التطبيق البعدى.
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات أطفال المجموعة التجريبية, ودرجات أطفال المجموعة الضابطة علي اختبار المواقف المصور للقيم الاجتماعية بعد تطبيق دروس الأنشطة التربوية الموسيقية لإکساب القيم الاجتماعية لصالح أطفال المجموعة التجريبية

نتائج البحث وتفسيرها:

اختبار صحة الفرض الذي ينص على أنه :

" توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية على اختبار القيم الاجتماعية المصور قبل تطبيق دروس القيم الاجتماعية ، وبعده لصالح التطبيق البعدى  " ولتحقق من هذا الفرض تم استخدام اختبار T.Test للمجموعات المرتبطة لدرجات المجموعة التجريبية قبل ، وبعد تطبيق الدروس ، وجاءت النتائج کما يوضحها الجدول التالي:

جدول رقم (1)

قيمة (ت) ودلالتها الإحصائية للفروق بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية
على اختبار المواقف المصور للقيم الاجتماعية قبل تطبيق دروس القيم الاجتماعية وبعده

التفسير :

يتضح من الجدول السابق وجود فروق دالة إحصائيا بين درجات المجموعة التجريبية في اختبار المواقف المصور للقيم الاجتماعية قبل ، وبعد تطبيق الدروس لصالح التطبيق البعدى ، وذلک عند مستوى دلالة علما بأن ن = 30 ومن ثم يتحقق الفرض الأول للدراسة .

وهذه النتيجة قد تدل على فعالية أنشطة الدروس المقترحة وتکاملها حيث جمعت أنشطة الدروس بحيث تراعى وتناسب النمو العقلي لطفل الروضة کما أن استخدام وسائل وأساليب متنوعة في أنشطة الدروس أدى إلى زيادة دافعية الأطفال نحو التعلم ، وقد لاحظت الباحثة ذلک أثناء تفاعل الأطفال مع أنشطة الدروس

 وترى الباحثة أن تفاعل الأطفال ، ومشارکتهم وإقبالهم على القيام بالأنشطة المتنوعة التي تضمنتها الدروس قد ترجع إلى ارتباط هذه الأنشطة والمفاهيم والمعلومات التي تضمنتها بحياة الأطفال ، والتنوع في الوسائل التعليمية  ، وقد ساهم هذا في الارتفاع بمعدل نسبة استيعاب الأطفال للقيم الاجتماعية، بعد دراستهم للدروس .

وقد جاءت النتيجة الحالية متفقة مع الاتجاه النظري ، والتجريبي للدراسات السابقة بأهمية تضمين القيم وخاصة القيم  الاجتماعية في أنشطة رياض الأطفال مثل دراسة
(Fixler Bony,2000) ، ودراسة ( نيللى محمد سعد ,2001) ، ودراسة (سماح رمضان
مصطفى , 2008) .

توصيات البحث:

1. الاهتمام بتضمين القيم الاجتماعية والقيم عموما في برامج ومناهج رياض الأطفال

2. اهتمام معلمة رياض الأطفال بتقديم القيم والمفاهيم والمعلومات بأسلوب شيق وجذاب للطفل.

3. ضرورة الاستفادة من التراث الشعبي من أغاني الأطفال في توجيههم والاستفادة منه في الأنشطة المستخدمة في برامج رياض الأطفال وإدخال مفاهيم ومعلومات أخرى عن طريق هذا التراث الغنى بالقيم والمعلومات الجميلة .