مواءمة مخرجات التعليم المهني للبنات لسد حاجة سوق العمل في صناعة الملابس

المقدمة ومشکلة البحث

إن التعليم المهني إحدى الرکائز المهمة في مجال إعداد القوى العاملة الوطنية ، وتأهيلها ، وتنميتها ، وزيادة إنتاجيتها (وزارة الاقتصاد والتخطيط ، 2000-2004م). کما أن صناعة الملابس تعد من الصناعات التي لها أهميتها الاقتصادية ؛ فهي تعتمد على قدر من العمالة يفوق ما تحتاج إليه الصناعات الأخرى ؛ لذا کان الاهتمام بالعامل البشري ضرورياً ، نظراً لما تحتاج إليه هذه الصناعة من خبرات فنية وتکنولوجية ؛ تتحقق عن طريق معاهد التعليم الخاصة بمجال الملابس وصناعتها ، وتخريج أجيال قادرين على تسيير وإقامة هذه الصناعة (ماضي وفرغلي ، 1998م).

 ومع التطورات العلمية والتقنية المعاصرة برزت الحاجة إلى زيادة مشارکة المرأة في الأنشطة الاقتصادية ، وتصعيد دورها في التنميـة والبنـاء الحضاري ؛ إذ إن نسبة مساهمة الإناث في القطاع الصناعي من أدنى معدلات النشاط الاقتصادي للمرأة على الصعيد العالمي ، ففي المملکة العربية السعودية تصل نسبة الإناث الملتحقات بالتعليم المهني إلى أقل من 10% ؛ الأمر الذي يؤثر على مسيرة التنمية البشرية ، وتوسيع فرص العمـل (القدسي والوز ، 2001م).

ومن أجل تطوير التعليم المهني في المملکة العربية السعودية قامت الرئاسة العامة لتعليم البنات بتحويل مراکز التدريب على التفصيل والخياطة إلى معاهد التعليم الثانوي المهني وافتتحت العديد منها في مختلف مناطق المملکة العربية السعودية (الرئاسة العامة لتعليم البنات ، 1993م).

فمع تزايد أعداد الخريجات ، وقلة الوظائف التي تفي باحتياجات المجتمع ؛ برزت  الحاجة إلى الاهتمام بالاحتياجات المهنيـة ، باعتبارها أساساً لبناء الاحتياجات الحاليـة والمستقبليـة ، وهي تلک التي يتطلبها سوق العمل الآن. لذا کان من الضروري بذل الجهود المتنوعة لتعديل مخرجات التعليم المهني ؛ من أجل الارتقاء بالمرأة في مختلف ميادين التنمية ، ودخولها في مجالات عمل ومهن تناسب طبيعتها کمهنة صناعة الملابس.

ومن خلال الزيارة الميدانية للمعهد الثانوي المهني بمکة المکرمة اتضح أنه ليس هناک أي توجيه مهني لخريجات هذا النوع من التعليم ، کما لا توجد دورات تدريبية تؤهلهن لدخول سوق العمل ؛ لهذا وجُد أنه لا بد من توجيه هذه الطاقات البشرية من المخرجات التعليمية ، والتغلب على الصعوبات التي تواجههن في تصنيع الملابس، والوقوف على أهم المشکلات التي تحول دون مواءمة مخرجات التعليم والتدريب المهني لمتطلبات سوق العمل في صناعة الملابس.

أهمية البحث

إبراز أهمية التعليم والتدريب المهني ودوره في رفع مهارات وقدرات الفتاة السعودية ، مع التأکيد على مواءمة مخرجات التعليم الثانوي المهني للبنات ومتطلبات سوق العمل في صناعة الملابس ، والرفع من مستوى التعليم والتدريب المهني في المعاهد الثانوية المهنية وکليات التقنية بالمملکة العربية السعودية.

أهداف البحث

1. التعرف على الصعوبات التي تواجه طالبات المعهد الثانوي المهني في مراحل تصنيع الملابس.
2. الرفع من المهارات المهنية لدى طالبة المعهد الثانوي المهني عن طريق التدريب.
3. سد حاجة سوق العمل في صناعة الملابس بمخرجات التعليم الثانوي المهني.

فروض البحث

1. هناک صعوبات تواجه طالبة المعهد الثانوي المهني في مراحل تصنيع الملابس.

2. يوجد قصور مهاري لدى طالبة المعهد الثانوي المهني في تشغيل المنتج الملبسي صناعياً.

3. التدريب والتأهيل يُوجِد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات أداء الطالبات في تشغيل المنتج الملبسي صناعياً.

مصطلحات البحث

 1- المواءمة :The Suitability

المواءمة تعني : التلاؤم والتوافق والتناسب ، کقولنا : "هذا العمل يتواءم مع مؤهلاته" (نعمه ومدور ، 2001م).

2- مخرجات التعليم :of The Education  Out puts

هي عبارة عن نواتج النظام التعليمي التي تصب في المجتمع والبيئة ؛ بأجزائها الداخلية أو الخارجية. ويفترض في هذه المخرجات أن تکون استجابة لحاجات وتطلعات البيئة ، محققة لأهداف التعليم وأهداف المجتمع (الخطيب ، 1995م).

ويقصد بمواءمة مخرجات التعليم أي مدى التلاؤم بين ما تتعلمه الطالبة في المعهد الثانوي المهني ، وبين ما تقوم به من عمل بعد تخرجها من المعهد.

3- التعليم المهني :   Vocational Education

هو: ذلک النوع من التعليم النظامي ؛ الذي يتضمن الإعداد التربــوي ، والتوجيــــــه السلوکي ، واکتساب المهارات والمقدرة المهنية ؛ الذي تقوم به مؤسسات نظامية (المعاهد الثانوية المهنية) بمستوى الدراسة الثانوية ؛ بغرض إعداد عمال ماهرين في مختلف المجالات والتخصصات المهنية ، بما يجعلهم قادرين على تنفيذ المهام التي توکل إليهم ، والمساهمة في الإنتاج الفردي والجماعي (فلاته ، 1994م). أما التدريب المهني :Vocational Training فهو مجموعة الأنشطة والجهود التي تهدف إلى إکساب فئة العمال المهرة والنصف المهرة المعارف المهارات والاتجاهات اللازمة لأداء أعمالهم ؛ سواء بهدف إعدادهم ، أو رفع مستواهم (بدوي ومصطفى ، 1984م).

4- سوق العمل : Labor Market

يقصد به تلبية حاجات ومتطلبات سوق العمل مع الجودة في الإنتاج "لصناعة الملابس" وذلک من خلال العمالة الماهرة المدربة "مخرجات التعليم الثانوي المهني" القادرة على شغل الوظائف المتاحة ، الأمر الذي يسهم في الإقلال من البطالة.

5- صناعة الملابس: Garment Industry

هي عملية استغلال القوى البشرية العاملة -عمال- الاستغلال الأمثل لتشغيل الماکينات والآلات الخاصة بالحياکة ، باستخدام المواد الخام – النسيج - والمواد المساعدة - الکلف والإکسسوارات – أي: إنتاج سلعة ملبسية مُعدّة للاستهلاک (الموسوعة العربية العالمية ، 1999م).

الدراســــــات السابقــــة

1- دراسة صائغ ، وفاء حسن (1989م) بعنوان: مدى إمکانية تعليم الفتاة السعودية فنياً وتدريبها مهنياً للعمل في المؤسسات النسائية.

تهدف الدراسة إلى التعرف على مدى إمکانية تعليم الفتاة السعودية فنياً ، وتدريبها   مهنياً ؛ من خلال معرفة رغبة الطالبات وأولياء أمورهن في هذا النوع من التعليم والتدريب ، والوقوف على أنواع المهن الفنية التي تناسب طبيعة الفتاة ، ومعرفة مدى تأييد الطالبات وأولياء أمورهن دخولَ الفتاة السعودية مجال التعليم الفني والتدريب  المهني ، والعمل في المؤسسات النسائية کقوة عاملة فنية تعمل على سد فجوة الأيدي العاملة الفنية السعودية. وأکدت نتائج الدراسة وجود رغبة شديدة لدى العينة في التعليم الفنـي والتدريـب المهني  للفتاة.

2- دراسة حسن ، خالد محي الدين (1997م) بعنوان: خطة مقترحة لتطوير بعض المناهج الدراسية لطلبة أقسام الملابس والنسيج بکلية الاقتصاد المنزلي – استناداً لدراسة بعض الاحتياجات المعرفية والمهارية المطلوبة لتأهيلهم للعمل بمصانع الملابس الجاهزة.

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على الاحتياجات المعرفية والمهارية لخريجي کليات الاقتصاد المنزلي ؛ في مجال اختيار وتنفيذ الملابس ، وتنفيذ برامج تدريبية لبعض الخريجين. تتضمن تلک المعارف والمهارات المطلوبة ؛ لدراسة أثر هذا التطوير على زيادة مستوى کفاءتهم الوظيفية ، ومستوى الرضا الوظيفي عنهم عند العمل في مصانع الملابس ؛ تمهيداً لتطوير المناهج
الدراسية بکلياتهم.

ومن أهم نتائج الدراسة ضعف مستوى الرضا الوظيفي ؛ سـواء من الخرّيجيـــن عن أنفسهم ، أو أصحاب العمل عنهم . وانحصرت أوجه القصور المعرفي والمهاري في الطرق المتبعة في بناء الباترون ، ومعالجة العيوب الجسمية ، وقصور معرفي ومهاري في أسـس تنفيـذ بعض الأنماط الملبسية وأساليب بناء الباترون باستخدام الکمبيوتر والتغلب على مشاکله ، وکيفية توزيع خطوط الإنتاج المناسبة لظروف العمل لکل مصنع ، وإمکانيته ، وطبيعة القطع الملبسية التي يتخصص فيها.

3- دراسة المنيف ، صالح محمد (1997م) بعنوان: اتجاهات طالبات المعاهد الثانوية المهنية وأولياء أمورهن نحو التعليم والتدريب المهني.

تهدف الدراسة إلى الوقوف على اتجاهات طالبات المعاهد الثانوية المهنية وأولياء أمورهن نحو التعليم والتدريب المهني ، وأسفرت نتائج الدراسة عن ظهور اتجاه إيجابي عام لدى طالبات المعاهد الثانوية المهنية وأولياء أمورهن نحو التعليم والتدريب المهني کما أوضحت أن أهم المقترحات التي يراها أولياء الأمور - وکذا الطالبات - لتطوير التعليم والتدريب المهني هي التخطيط لبرامج التعليم المهني ، بما يتناسب مع ميول ورغبات الطالبات ، وبما يحقق لهن وظائف مضمونة.

4- دراسة رزق ، سوسن عبد اللطيف (1999م) بعنوان: فاعلية برنامج تدريبي لتنمية المهارات الأساسية لصناعة الملابس للأفراد المجندين بالقوات المسلحة.

تهدف هذه الدراسة إلى تزويد الأفراد المجندين بالمعلومات والمهارات اللازمة لاستخدام الماکينة الصناعية ذات الغرزة المقفلة (301). وتزويدهم کذلک ببعض أسس التنفيذ اللازمة لإتقان مهارات الحياکة المتضمنة في البرنامج ؛ مما يمکِن الأفراد المجنَّدين من العمل في مصانع الملابس الجاهزة ، أو إقامة مشروعات صناعية صغيرة ؛ وهذا بدوره يساهم في تنمية المجتمع بشکل عام. وقد تم تطبيق اختبار تحصيلي معرفي قَبْلي وبَعْدي ، وآخر تطبيقي مهاري قَبْلي وبَعْدي ؛ حيث تم تنفيذ عينة واحدة من (جيب ، مرد کم ، إسورة ، ياقة القميص الرجالي).

وأکدت نتائج الدراسة فعالية البرنامج التدريبي المقترح ؛ حيث استفاد المتدربون من التدريب ، ومن المعارف الخاصة بالماکينات. وتم تنفيذ عينة الجيب بطريقة أفضل من باقي العينات ؛ مما يدل على أنها أسهل وأکثر استيعاباً بالنسبة للمتدربين.

5- دراسة بارک ، لطفيه محمد ومنديلي ، سوزان سليمان (2001م) بعنوان : برنامج تدريبي مقترح للفتيات السعوديات للعمل في مجال صناعة الملابس بمحافظة جدة.

تهدف الدراسة إلى إعداد برنامج تدريبي للفتيات على مراحل تصنيع الملابس الجاهزة. وأسفرت أهم نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات طالبات العينة في الاختبار التحصيلي قبل دراسة البرنامج التدريبي وبعده. وکذلک وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الطالبات وبين رغبتهن في العمل بمصانع الملابس.

6- دراسة فرغلي ، زينب عبد الحفيظ (2002م) بعنوان: معوقات عمل خريج قسم الملابس والنسيج داخل مصانع الملابس الجاهزة.

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على نوع معوقات عمل خريج الملابس والنسيج داخل مصانع الملابس الجاهزة في القطاعات الثلاث : (عام ، خاص ، استثماري) ، وأکثر هذه المعوقات تأثيراً على الخريج داخل المصنع ، وکذلک التعرف على دلالة الاختلافات بين المتغيرات (نوع الجنس ، الخبرة ، مدة التخرج ، نوع القطاع) في معوقات عمل الخريج المختلفة.

وأکدت نتائج الدراسة على أن هناک معوقات تعيق عمل خريج الملابس داخل مصانع الملابس الجاهزة ؛ تم تصنيفها إلى : معوقات علمية ، وفنية ، وبيئية ، وإدارية. وکانت المعوقات الفنية أکثر تأثيراً في عمل الخرّيج.

7-دراسة قشقري ، رقية محمد (2002م) بعنوان: التعليم الفني والتقني والتدريب للفتاة في المملکة العربية السعودية – الواقع والتوجهات المستقبلية.

تهدف هذه الدراسة إلى التوسع في مجالات التعليم الفني والتدريب المهني للفتاة في المملکة العربية السعودية ؛ للوصول إلى أفضل السبل لمعالجة المشاکل والمعوقات التي تعترض هذا النوع من التعليم للفتاة في المملکة العربية السعودية ؛ مما يتيح فرصاً وظيفيةً جديدة.

وأهم توصيات الدراسة هي التأهيل العلمي للمهنة عن طريق تدريب وتعليم المهارات الأساسية للمهنة ، التي تعمل على توفير العمل لشريحة من الفتيات في المصانع النسائية ، والمعاهد الفنية الثانوية ، والمهنية الصناعية ، والتجارية ، والکليات التقنية.

8- دراسة اليماني ، سهيلة حسن وترکستاني ، حورية عبد الله (2004م) بعنوان: دراسة مدى کفاءة خريجة کلية التربية للاقتصاد المنزلي للعمل في المشاغل النسائية.

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على الصعوبات التي تواجه الطالبات في التقنيات والمهارات المطلوبة لتنفيذ الملابس ، مع تحديد أسباب قصورها في تلک المهارات والتقنيات ، وإيجاد العلاقة بين المستوى المهاري لخريجة کلية التربية للاقتصاد المنزلي وبين العمل في المشاغل النسائية ، واقتراح بعض التعديلات على الخطة الدراسية الحالية للرفع من کفاءتها ، وإکسابها المهارات المطلوبة للعمل في المشاغل النسائية حسب متطلبات سوق العمل.

وأکدت نتائج الدراسة أن الطالبة تواجه صعوبات في رسم الباترون الأساسي ، وصعوبات في تقنيات الحياکة ومهاراتها ، وأهم أسباب هذا القصور أن عدد ساعات الخطة الدراسية الحالية لا يتناسب مع عدد القطع الملبسية المطلوب تنفيذها ، بالإضافة إلى العدد الکبير للطالبات في
المعمل الواحد.

أساليب وإجراءات البحث

منهج البحث

أُتبع في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي ؛ وکذلک أسلوب المنهج التجريبي لتصنيع عينة من إنتاج أحد مصانع الملابس الجاهزة في المعهد الثانوي المهني  من أجل تحديد أسباب القصور المهاري في المعاهد الثانوية المهنية.

عيّنـة البحـث

جدول رقم (1) وصف عينــات البحث

أدوات البــــحث

الاستبانة

صممت استبانة لمعلمات مقرر تصنيع الملابس وطالبات الصف الثاني والثالث بالمعهد الثانوي المهني بمکة المکرمة. بهدف الوقوف على أهم المعوقات التي تواجه الطالبات في تصنيع الملابس ؛ من وجهة نظر کلٍّ من الطالبات والمعلمات ، حتى يمکن تفاديها في تجربة البحث.^[1]

وللتأکد من صدق الاستبانة ؛ عرضت في صورتها الأولية على مجموعة من المحکمات من أعضاء هيئة التدريس بکلية الفنون والتصميم الداخلي ، قسم تصميم الأزياء ، وأسفرت هذه الخطوة عن إجراء بعض التعديلات في العبارات الغامضة ، وإعادة صياغة وترتيب بعض العبارات ، وإضافة عبارات أخرى. کما تم تجريب الاستبانه على عينة محددة من المجتمع الأصلــي للدراسة ؛ ومِن ثَمّ استخراج معامل ثبات المقياس (معامل ألفا) ؛ وفقاً لطريقة إعادة الاختبار ، حيث طبق المقياس في صورتـه النهائـــية على 12 طالبة تم اختيارهن بطريقة عشوائية ، ثم أعيد تطبيق الاستبانة مرة أخرى على العينة نفسها بفاصل زمني مدته أسبوعان. وباستخدام الحاسب الآلي جاءت نتيجة معامل ثبات المقياس 11,82% وهي درجة عالية من الثبات.

بطاقة مراقبة منتج

صممت  بطاقةً ؛ بهدف مراقبة جميع مراحل تصنيع زي رياض الأطفال.

ساعـة إيقـاف

تم استخدام ساعة إيقاف عند دراسة خط إنتاج زي رياض الأطفال للبنات ، بهدف حساب الزمن الفعلي لکل عملية من عمليات تصنيع زي رياض الأطفال.

استمـارة تقييــم

صممت استمارةً لتقييم زي رياض الأطفال في تجربة البحث الأولى والثانية.^[2] حيث عرضت الاستمارة على مجموعة من المحکمات من أعضاء هيئة التدريس بکلية الفنون والتصميم الداخلي بمکة المکرمة ، قسم تصميم الأزياء ؛ وتم استبعاد المحاور غير المناسبة ، واقتراح محاور جديدة ، کما تم استخدام طريقة "ثبات التجانس الداخلي (کرونباخ) ؛ لتقدير معامـل الثبات ، وهو الثبات الذي يشير إلى قوة الارتباط بين الفقرات في الاختبـار" (عودة وملکاوي ، 1992م). وباستخدام الحاسب الآلي جاءت نتيجة معامل الثبات 1,89% لجميع بنود الاستمارة ؛ وهذا يدل على ثبات الاستمارة
بدرجة عالية.

خطوات إجراء الدراسة التطبيقية

الخطوة الأولى

تم تصنيع عدد 12 قطعة لزي رياض الأطفال للبنات من قبل الطالبات (عينة البحث) بالطريقة المتبعة في المعهد الثانوي المهني وتحت إشراف المعلمة بدءً بمرحلة إعداد الباترون الصناعي وانتهاءً بمرحلة التجهيز النهائي للمنتج ؛ بعد ذلک تم تقييم الإنتاج من قبل لجنة التقييم حيث أسفر التقييم عن وجود الکثير من العيوب الظاهرة في الإنتاج.

والجدول التالي يوضح أهم العيوب الظاهرة في زي رياض الأطفال للبنات قبل التدريب.

جدول رقم (2) أهم العيوب الظاهرة في زي رياض الأطفال للبنات قبل التدريب

الخطوة الثانية

تم تدريب الطالبات على تصنيع عينة زي رياض الأطفال وفقاً للآتي:

1. رسم باترون زي رياض الأطفال کاملاً وإضافة سماحات الحياکة حول جميع أجزاء الباترون. ومن ثم عمل الأکليشية (المتراج) لتعشيق أجزاء الباترون على طبقة من نفس القماش حتى الحصول على أصغر طول فرشة ممکن وذلک لتقليل نسبة الفاقد من القماش.
2. فحص القماش فحصاً کاملاً وتحديد مکان العيوب لتلافيها.
3. رص القماش يدوياً وفقاً لعدد القطع المراد تشغيلها (12 قطعة) وحسب الطول المطلوب
   (طول الفرشة).
4. قص أجزاء الباترون باستخدام مقص کهربائي مستدير.
5. جمع أجزاء المنتج في کل طبقة على حدة وربطها في شکل حزمة.
6. عمل خط إنتاج متزن لحياکة زي رياض الأطفال للبنات لإنتاج الکمية المطلوبة وذلک من خلال حساب عدد الماکينات المطلوبة.
7. تشطيب جميع قطع زي رياض الأطفال وتجهيزها بالکي وتغليفها لإعطاء المنتج
   الصورة المرغوبة.
8. بعد الانتهاء من تنفيذ الخطوة الثانية تم تقييم الإنتاج من قبل لجنة التقييم.

والصور التالية توضح زي رياض الأطفال للبنات بعد التدريب.

    صورة رقم (1) قطعة البلوزة والبنطلون بعد التدريب         صورة رقم (2) قطعة الفستان بعد التدريب.

تحليل النتائج ومناقشتها

أولاً: نتائج الفرض الأول الذي ينص على أن هناک صعوبات تواجه طالبة المعهد الثانوي المهني في مراحل
تصنيع الملابس

جدول رقم (3) الصعوبات التي تواجه أفراد العينة في مراحل تصنيع الملابس

من خلال الجدول السابق يتبين التالي:-

أ- الصعوبات التي تواجه الطالبات في مرحلة إعداد الباترون الصناعي

• (100%) من المعلمات ، و(9,58%) من طالبات الصف الثاني اتفقن على وجود صعوبات في عمل وتدريجه. بينما وجدت (9,52%) من طالبات الصف الثالث صعوبات في تدريج الباترون فقط. وهذا يرجع إلى عدم إتاحة فرصة التدريب والتأهيل للطالبة لإعداد الباترون الصناعي
  وتدريجه بالمعهد.

ب- الصعوبات التي تواجه الطالبات في مرحلة الإعداد قبل التشغيل

• (67,66%) من المعلمات اتفقن على وجود صعوبات تواجه الطالبات في فحص القماش. في حين أن (14,7%) فقط من طالبات الصف الثاني يجدن صعوبة في فحص القماش ، وکذلک نسبة (6,17%) إلى حد ما من طالبات الصف الثالث. حيث أن عملية فحص القماش تتم باليد فقط وليس هناک جهاز يسهل عملية فحص الأقمشة.
• (14,32%) من طالبات الصف الثاني و (6,17%) من طالبات الصف الثالث واجهتهن صعوبات إلى حد ما في رص القماش ، إذ أن عملية رص الأقمشة عملية يدوية.
• (43,21%) من طالبات الصف الثاني و (8,11%) إلى حد ما من طالبات الصف الثالث وجدن صعوبات في استخدام المقص الکهربائي. حيث أن الإمکانات المتاحة بالمعهد بسيطة جداً قد تؤثر على عملية التدريب ، بالإضافة إلى قلة إطلاع الطالبة على أحدث الأجهزة والمعدات المستخدمة في صناعة الملابس.

ج-الصعوبات التي تواجه الطالبات في مرحلة التشغيل

• (67,66%) من المعلمات اتفقن على وجود صعوبات تواجه الطالبات في استخدام ماکينة الحياکة الصناعية ، وإلى حد ما في ترکيب الخيط بماکينة الأوفرلوک ، يلي ذلک استخدام ماکينة الأوفرلوک وصيانة الماکينة بنسبة (33,33%) لکل منهما.
• أما من وجهة نظر طالبات الصف الثاني فکانت أکثر الصعوبات هي في استخدام ماکينة الحياکة الصناعية ، والأوفرلوک  بنسبـة (7,62% ، 50%) على التوالي ، وصعوبات في ترکيب الخيط في ماکينة الأوفرلوک إلى حدٍّ ما بنسبة (9,42%).
• أما طالبات الصف الثالث فأن (8,58%) منهن يجدن صعوبة إلى حدٍّ ما في استخدام ماکينة الحياکة الصناعية ، و (4,29%) في استخدام ماکينة الأوفرلوک و(3,35%) في ترکيب الخيط في ماکينة الأوفرلوک ، کما أن (29.4%) يجدن صعوبة في صيانة الماکينة. وتکمن تلک الصعوبات في عدم إعطاء الطالبة الوقت الکافي في التدريب على طريقة تشغيل واستخدام ماکينة الحياکة الصناعية وکذلک ماکينة الأوفرلوک.

د-الصعوبات التي تواجه الطالبات في مرحلة التجهيز النهائي

• (67,66%) من المعلمات اتفقن على  وجود صعوبة تواجه الطالبات في استخدام مکبس الکي بالبخار ، و (33,33%) منهن في تشطيب المنتج النهائي ، بينما وجدت (5,37%) من طالبات الصف الثاني صعوبة في استخدام مکبس الکي بالبخار ، و(25,12%) في استخدام مکواة البخار العمودية ، و(2,23%) في تشطيـب المنتج. أما طالبات الصف الثالث فإن (2,41%) منهن تواجههن صعوبة إلى حد ما في التشطيب ، واستخدام مکـبس الکـي بالبخار ، و(41,29%) في استخدام مکواة البخار العمودية. فأن هذه الآلات تحتاج إلى المعرفة الشاملة ؛ بأنواعها ، ومواصفاتها ، وکيفية التعامل معها ، مع التدريب على کيفية استخدامها. وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة (فرغلي ، 2002م) التي أثبتت "وجود صعوبات تواجه خِريجة قسم الملابس والنسيج في العمل داخل مصانع الملابس. وأکثر هذه الصعوبات تأثيراً هي الصعوبات الفنية. کما أوصت بدراسة المشاکل والصعوبات التي تواجه العاملين بصناعة الملابس ووضع حلول مقترحة لها".

وبدراسة النتائج السابقة يتضح وجود صعوبات تواجه طالبة المعهد الثانوي المهني في مختلف مراحل تصنيع الملابس ، حيث تفاوتت هذه الصعوبات ما بين وجهات نظر طالبات الصف الثاني والثالث ؛ ووجهة نظر معلمات مقرر تصنيع الملابس ، وهذا يحقق صحة الفرض.

ثانياً: نتائج الفرض الثاني الذي ينص على أن هناک قصور مهاري لدى طالبة المعهد الثانوي المهني في مهارات تشغيل المنتج الملبسي صناعياً.

جدول رقم (4) مجموع عيوب قطع زي رياض الأطفال قبل وبعد التدريب

يتضح من الجدول السابق أن مجموع نقاط العيوب التي ظهرت في قطعة البنطلون قبل التدريب کانت (13) لأبعاد القياسات ، و(63) للحياکة ، و(29) للتشطيب النهائي ، و(45) لجودة المنتج النهائي. أما قطعة البلوزة فقد کان مجموع العيـــوب (1) لأبعاد القياســـات ، و(53) للحياکة ، و(32) للتشطيب ، و(60) للجودة. في حين ظهر أن مجموع نقاط العيوب لقطعة الفستان کان (6) لأبعاد القياسات ، و(43) للحياکة ، و(11) للتشطيب ، و(30) لجودة المنتج النهائي. أي أن عدد العيوب التي ظهرت في قطعة البنطلون بلغ (150) عيباً ، و(146) عيباً في قطعة البلوزة ، و(90) عيباً في قطعة الفستان قبل التدريب ؛ وهذا يدل على وجود قصور مهاري لدى طالبة المعهد في تشغيل منتج زي رياض الأطفال للبنات صناعياً. وتحسن هذا القصور بعد التدريب بدرجة کبيرة فکانت (5) عيوب للبنطلون ، و(14) عيباً للبلوزة ، و(6) عيوب للفستان.

وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة (حسن ، 1997م) التي أثبتت وجود قصور معرفي ومهاري لدى خريجي قسم الملابس والنسيج في أسس تنفيذ بعض الأنماط الملبسية. وکذلک دراسة (اليماني وترکستاني ، 2004م) التي أکدت وجود قصور مهاري لدى طالبات الفرقة الرابعة بقسم الملابس والنسيج ؛ في تقنيات الحياکة ومهاراتها ، وبخاصة إتقان ترکيب الکُمّ والسّحّاب ؛ بنسبة 81%. وبدراسة النتائج السابقة يتبين أن أهم أوجه القصور المهاري (العيوب) في تنفيذ زي رياض الأطفال للبنات ظهرت في قطعة البنطلون ؛ تليها قطعة البلوزة ، ثم قطعة الفستان وخاصة في حياکة القطعة ، وجودة المنتج ؛ ثُمّ التشطيب ، وأبعاد القياسات. أي أن هناک قصور مهاري لدى طالبة المعهد الثانوي المهني في تنفيذ زي رياض الأطفال للبنات صناعياً ، وهذا يؤکد صحة الفرض الثاني.

ثالثاً: نتائج الفرض الثالث الذي ينص على أن التدريب والتأهيل يُوجِد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات أداء الطالبات في تشغيل المنتج الملبسي صناعياً قبل وبعد التدريب.

جدول رقم (5) دلالة الفروق بين متوسطي أداء الطالبات
في تنفيذ جميع قطع زي رياض الأطفال قبل وبعد التدريب

يوضح الجدول السابق وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطي أداء الطالبات في تنفيذ جميع قطع زي رياض الأطفال للبنات (قطعة البنطلون-البلوزة-الفستان) قبل التدريب وبعده بمستوى دلالة أقل من (001,0) وحدود ثقة أعلى من 9,99% لصالح أدائهن بعد التدريب ، حيث أتضح أن متوسط أدائهن بعد التدريب بلغ (3) لقطعة البنطلون والبلوزة ، وبلغ  (9,2) لقطعة الفستان ، في حين کان المتوسط قبل التدريب لقطعة البلوزة (1,2) ، و(2,2) لکل من قطعة البنطلون والفستان.

 وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة (رزق ، 1999م) التي أوضحت وجود فروق دالة إحصائياً بين مجموع الاختبار القبلي والبَعْدِيّ ، لصالح البَعْدِيّ ؛ عند مستـوى دلالة (01,.) مما يدل على فعالية البرنامج التدريبي المقترح لتنمية المهارات الأساسية لصناعة الملابس لأفراد العينة. وتتفق هذه النتائج أيضاً مع نتائج دراسة (بارک ومنديلي ، 2001م) التي أوضحت وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسط درجات الطالبات في الاختبار التحصيلي المعرفي والمهاري قبل دراسة البرنامج التدريبي وبعده ؛ بمستوى دلالة (01,.) لصالح البَعْدِيّ. 

وبدراسة النتائج السابقة يتضح وجود فروق ذات دلالة إحصائية بمستوى دلالة أقل من (001,) ودرجة ثقة أعلى من 9,99% بين أداء الطالبات (عينة الدراسة) في تنفيذ زي رياض الأطفال للبنات صناعياً قبل وبعد التدريب ، وهذا يحقق صحة الفرض الثالث.

أهم توصيات البحث

1. إلزام المعاهد الثانوية المهنية بتطبيق مقرر تصنيع الملابس ؛ بحيث يتم إتباع أحد أشکال خطوط الإنتاج ؛ لتصنيع منتجات متنوعة منذ الصف الثاني ، حتى تکتسب الطالبة المهارة والخبرة
في التصنيع.

2. تصميم البرامج التدريبية ؛ عن طريق التنسيق بين المعاهد الثانوية المهنية وبين مصانع الملابس ؛ لتزويد المتدربة بالمعارف والمهارات التي تؤهلها للعمل في مصانع الملابس.

3. إشراک القيادات النسائية المتخصصة وأصحاب العمل في صياغة وتطوير مناهج التعليم المهني ؛ بما يؤمّن مواءمتها بشکل أفضل مع متطلبات عمل الفتاة السعودية وظروفها.