فعالية برنامج إرشادي تکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية * | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مجلة بحوث التربية النوعية | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Article 34, Volume 2013, Issue 31, July 2013, Page 995-1016 PDF (279.44 K) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
DOI: 10.21608/mbse.2013.146243 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Authors | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
محمد إبراهيم محمد عطاالله* 1; فؤاد حامد الموافي2; إسعاد عبد العظيم البنا2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1مدرس الصحة النفسية المساعد کلية التربية – جامعة المنصورة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2أستاذ الصحة النفسية کلية التربية - جامعة المنصورة | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Abstract | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ملخص البحث: استهدفت الدراسة فحص فعالية برنامج إرشادي تکاملى لتخفيف الاعراض الاکتئابية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية . تکونت عينة الدراسة من (20) تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي ، وتم استخدام الأدوات الآتية : مقياس الاکتئاب للصغار (إعداد : غريب عبدالفتاح ) – مقياس المسح النيورولوجى السريع (إعداد : عبدالوهاب کامل ) – مقياس القدرة العقلية ( إعداد : فاروق عبدالفتاح موسى ) – برنامج إرشادى تکاملى لتخفيف الأعراض الاکتئابية (إعداد : الباحث ) ، وباستخدام اختبار فريدمان للقياسات المتکررة واختبار ويلکوکسون للقياسات المرتبطة تمت معالجة فرض الدراسة ، وقد أسفرت الدراسة عن : وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية فى القياسات الثلاثة : القبلي والبعدى والمتابعة للبرنامج الإرشادي . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Full Text | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقدمة : يعد الاهتمام بالثروة البشرية ضرورة حتمية لتقدم المجتمع ورقيه ، وتزداد ضرورة الاهتمام بالتحصيل الدراسي لدى التلاميذ ذوى القدرات العقلية المرتفعة وفى الوقت ذاته ذوى المستويات التحصيلية المنخفضة ؛ نظرا لما يمثله تدنى التحصيل من مشکلات للتلاميذ وأسرهم والمسئولين عن النظم التعليمية والثروة القومية للبلاد ( نبيل شرف الدين ، 2003 : 43 ) . فانخفاض التحصيل الدراسي له تأثير نفسي سييء لدى مرتفعي الذکاء نتيجة لتداخل انطباعات ومشاعر متضاربة أو متناقضة ؛ حيث يدرک التلميذ أنه من ذوى الذکاء المرتفع ، ولکنه في الوقت ذاته غير قادر على الإنجاز الأکاديمي وغير قادر على مسايرة المواقف المدرسية المختلفة ؛ مما يدفعه إلى استخدام ميکانيزمات الدفاع عن الذات مثل: تجنب القيام بأداء بعض الواجبات المدرسية ، وإنکار فکرة اعتباره من منخفضي التحصيل ، وإسقاط ما يخبره من مشاعر کالغضب والقلق في مختلف المواقف على الآخرين لتقليل کم الضغوط الواقعة عليه وتقليل الشعور بعدم الکفاءة وعدم القدرة على مسايرة المواقف المدرسية المختلفة ( عادل عبدالله ، 2003 : 253 ) . ويتسم التلاميذ مرتفعو الذکاء منخفضو التحصيل بمجموعة من الخصائص منها : نسبة ذکاء عالية أو على الأقل يکونون متوسطي الذکاء – ذوى مستوى دراسي أقل من المتوسط – لديهم مفهوم منخفض عن الذات – ولديهم اتجاه سالب نحو المدرسة – غير ناضجين ومهملين – إضافة إلى أنهم يعانون من الانسحاب الحاد والعدوانية وتشتت الانتباه وشرود الذهن، إضافة إلى المشکلات الاجتماعية ( سعدة إبراهيم ، 2007 : 95-96) کما تشير بيليس Biliss, 1992 : 352) ) إلى معاناتهم من الوحدة والصراع النفسي والنکوص إلى مراحل أولية وکثرة الدفاعات النرجسية ، کما أنهم يتجنبون المشارکة في الأنشطة داخل الفصل ولديهم مشکلات کبيرة في إنهاء ما يکلفون به من أعمالهم ويفشلون في دروسهم ويزعجون معلميهم وعائلاتهم . وقد أشار الباحثون إلى وجود علاقة ثنائية الاتجاه بين الأعراض الاکتئابية والأداء التحصيلي المنخفض ، حيث يحصل التلاميذ الناجحون تحصيلياً على التدعيمات الإيجابية ، بينما يتعرض الفاشلون لخبرات ضاغطة من شأنها أن تزيد من خطر الإصابة بالاکتئاب ، والذي بدوره يُضعف الأداء ليؤدى ذلک إلى مزيد من الفشل ( غريب عبدالفتاح ،2002 : 751 ) . ومن ناحية أخرى وبمراجعة الأعمال المبکرة في التراث النفسي مثل دراسات : ( Collon , 1972 ; Kovacs,1977) يتبين معاناة مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من الأعراض الاکتئابية ( 50: Taras,1993 ) . وفى دراسة سيجل ووينشانک ( Seagull & Weinshank , 1984 ) والتي أجريت على عينة مکونة من ( 60 ) تلميذا منخفضي التحصيل من أصل ( 400 ) تلميذا من تلاميذ الصف السابع، أشارت النتائج إلى تميز منخفضي التحصيل بمجموعة من الأعراض الاکتئابية هي : المظهر الفاتر،الاستجابة السلبية للمدح أو التوبيخ من الآخرين ، الخمول الحرکي ، الفشل في العمل المدرسي ، القلق ، الانطواء . کما يعانى هؤلاء التلاميذ من الخوف من التقييم السالب من جانب الآخرين حيث يسيطر عليهم الخوف من الفشل ؛ مما يؤدى بهم إلى الاستجابات الخاطئة والإدراک الخاطئ للتعليمات ؛ مما يشعرهم بالذنب والرفض وعدم السعادة والآلام الجسمية والصداع واضطرابات المعدة خاصة قبل أي موقف تقييمي (Mufson et.al , 1989 : 5 ) . ويشير العاملون في المجال التربوي إلى أن التعرض المتکرر للطفل في مرحلة المراهقة المبکرة للتغذية الراجعة السالبة فيما يتعلق بالکفاءة الأکاديمية والاجتماعية يعمل على کف بزوغ مخطط الذات ويُسهل من نمو الاکتئاب ( غريب عبدالفتاح ، 2002 : 734 ) . ويؤدى استمرار خبرات الفشل لدى هؤلاء التلاميذ إلى تطوير التلميذ لأفکار واتجاهات سلبية نحو ذاته ونحو الآخرين ، وتؤثر تلک الأفکار على هؤلاء التلاميذ فتجعل منهم شخصيات غير متوافقة في حالة صراع دائم بين الصواب والخطأ ، وعدم القدرة على مواجهة المواقف بفکر واقعي وعدم الإحساس بقيمة الذات مما يؤدى إلى ظهور الأعراض الاکتئابية (McCall, 1994, 17; Biliss, 1992,352 ). وقد أشارت دراسة سوزان سعد (2004 ) إلى فعالية برنامج إرشادي معرفي سلوکي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى الموهوبين من تلاميذ المرحلة الإعدادية ، وأشارت دراسة أحمد محرم (2007 ) إلى فعالية برنامج إرشادي معرفي سلوکي في الوقاية من الأعراض الاکتئابية لدى التلاميذ المتفوقين عقليا ، کما أشارت دراسة حبيب وسيف الدين 2007) ( Habib & Seif El Din , إلى فعالية العلاج المعرفي السلوکي في تخفيف الاکتئاب لدى التلاميذ في الفئة العمرية من (12-17 ) سنة . ومن ناحية أخرى أشارت دراسة سعدة إبراهيم (2007) والتي أشارت إلى فاعلية برنامج لتنمية دافعية الانجاز لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية ذوى التحصيل المنخفض في المتغيرات الدافعية والمعرفية التالية : مفهوم الذات الأکاديمي – عادات الاستذکار – الاتجاه نحو المدرسة - سمات الشخصية ( الاستقلالية – الإتقان – الثقة بالنفس – المثابرة ) . أما دراسة محمود الطنطاوي (2009) فقد أشارت إلى فاعلية برنامج تدريبي متعدد المحاور مقدم للتلاميذ ومعلميهم وأمهاتهم في تحسين المستوى التحصيلى المنخفض الناتج عن ( انخفاض مفهوم الذات الأکاديمي – انخفاض مستوى دافعية الانجاز – الاتجاهات السلبية نحو المدرسة والمعلمين – عدم استخدام استراتيجيات تعلم مناسبة . ولذلک فانه يمکن تقديم التدخلات الإرشادية اللازمة لهؤلاء التلاميذ لتنمية التفاؤل والاعزاءات غير الاکتئابية والنشاطات التي ترقى بتقدير الذات الإيجابي، وأن يحصل التلاميذ منخفضي التحصيل على الدعم الاجتماعي من المدرسة ومدرسيها ، ومن الأسرة نظرا لأهمية مشارکة الآباء في متابعة التقدم الدراسي لأبنائهم وأهمية التواصل بين المدرسة والأسرة لتطوير أداء التلاميذ وتحسينه خاصة لدى التلاميذ مرتفعى الذکاء منخفضي التحصيل ( غريب عبدالفتاح ، 2002 : 751 ؛ Galloway , 1992 ) . مشکلة الدراسة : يؤدى انخفاض التحصيل لدى مرتفعي الذکاء إلى شعورهم المتزايد بالعجز واليأس وعدم الکفاءة وعدم قدرتهم على تغيير أي جانب من جوانب سلوکهم وانخفاض مستواهم عن الآخرين مما يقودهم إلى العزلة والوحدة ، ويتزايد لديهم الصراع الانفعالي والخوف من أن يتم رفضهم من الآخرين ( عادل عبدالله ، 2003 : 245 ) . ويعانى هؤلاء التلاميذ من متلازمة الانخفاض التحصيلى والتي تتکون من: الأعراض الاکتئابية ، والقلق ، والافتقار إلى رؤية ذاتية واضحة للأهداف والقيم، وعدم القبول من الآخرين ، وعدم نضج علاقاتهم بالآخرين ، والافتقار إلى التبصر بالذات والآخرين ، والعمل المدرسي المتناقض ، وعادات دراسية غير جيدة ، والافتقار إلى الترکيز ، وأحلام اليقظة ، والنشاط الزائد ، وعدم انجاز الواجبات المطلوبة منهم ، وعدم التنظيم، والسلوک العدواني (Butler- por , 1987 : 7) . وقد أشارت بعض الدراسات ومنها دراسة ( غريب عبد الفتاح ، 2002 ؛ seagull& weinshank , 1984 Taras,1993 ;) إلى ظهور الأعراض الاکتئابية لدى مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل کالحزن والتشاؤم وفقدان الاستمتاع والشعور بالذنب ومشاعر العقاب وعدم حب الذات ونقد الذات والتهيج والاستثارة والتردد والمظهر الفاتر والاستجابة السلبية للمدح أو التوبيخ من الآخرين والخمول الحرکي والفشل في العمل المدرسي والانطواء. يتضح مما سبق أن التلاميذ مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل لديهم مستويات مرتفعة من الأعراض الاکتئابية وأن هناک حاجة ملحة لتخفيف تلک الأعراض من خلال استخدام الإرشاد التکاملي . وبناءا على ما سبق يحاول الباحث التحقق من فعالية البرنامج الإرشادي التکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من تلاميذ المرحلة الإعدادية . ويمکن تحديد مشکلة الدراسة الحالية في التساؤل الرئيس التالي : ما فعالية البرنامج الارشادى التکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من تلاميذ المرحلة الإعدادية ؟ وتتلخص مشکلة الدراسة الحالية في التساؤل الآتي : هل توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية في القياسين القبلي والبعدى والمتابعة ؟ أهداف الدراسة : تهدف الدراسة الحالية إلى اختبار فعالية البرنامج الإرشادي التکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل . أهمية الدراسة:
المفاهيم الإجرائية : الانخفاض التحصيلى: يتحدد إجرائيا من خلال التباعد الدال بين الأداء الفعلي (کما يقاس بمجموع الدرجات التي حصل عليها التلميذ في امتحانات نهاية العام الدراسي في جميع المواد) والأداء المتوقع (کما يقاس باختبار القدرة العقلية إعداد : فاروق عبد الفتاح موسى)، بحيث يکون التباعد بين الذکاء والتحصيل+1 الأعراض الاکتئابية : تتحدد إجرائيا بالدرجة على مقياس الاکتئاب للصغار ( إعداد غريب عبد الفتاح ،1995) . البرنامج الإرشادي التکاملي: البرنامج هو مجموعة من الإجراءات والأنشطة المخططة والأساليب والفنيات الإرشادية لتلاميذ المرحلة الإعدادية مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل بهدف مساعدتهم في تخفيف الأعراض الاکتئابية لتحقيق النمو السوي والتوافق النفسي ويتکامل ذلک مع إرشاد والدي ومعلمي هؤلاء التلاميذ باستخدام أساليب إرشادية متعددة مثل : المحاضرة والمناقشة . الإطار النظري: تعد مشکلة انخفاض التحصيل الدراسي من المشکلات المعقدة نتيجة لتداخل وتفاعل عدة عوامل ، ولکنه بالإمکان معالجتها إذا تضافرت الجهود بين عناصر ثلاثة أساسية هى : التلميذ – الأسرة - المدرسة .
الأعراض الاکتئابية لدى منخفضي التحصيل : أشارت العديد من الدراسات إلى معاناة التلاميذ مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من الأعراض الاکتئابية ومن تلک الدراسات دراسة : (غريب عبد الفتاح ، 2003؛(Taras,1993; Richard , 2003 فالتلميذ منخفض التحصيل يقع في دائرة مغلقة، يؤدي الأداء المنخفض إلى الأعراض الاکتئابية ، وتعزز الأعراض الاکتئابية الأداء المنخفض ؛ کما أن التلاميذ منخفضي التحصيل يتعرضون لخبرات ضاغطة تؤدى إلى صعوبة التحکم في المواقف التحصيلية ؛ مما يزيد من فرص الإصابة بالأعراض الاکتئابية ويؤدى إلى مزيد من الانخفاض التحصيلى، فالعلاقة بين انخفاض التحصيل والأعراض الاکتئابية علاقة تبادلية. کما يشعر التلميذ منخفض التحصيل بنوع من التهديد لذاته وقدراته وکيانه ککل نتيجة لانخفاض تحصيله ، کما يشعر بعدم الکفاءة وعدم القدرة على مسايرة المواقف المدرسية المختلفة مما يدفعه إلى اتباع سلوکيات معينة يدافع بها عن ذاته تسمى "ميکانيزمات الدفاع عن الذات " حتى يقلل من کم الضغوط الواقعة عليه جراء ذلک ( عادل عبد الله ، 2003 : 253-254 ) . وهذا يستنفذ جزءا کبيرا من طاقة التلميذ ، فينخفض أداؤه المدرسي ، ويتقلص لديه الدافع للانجاز ويزداد شعوره بالعجز وعدم الکفاية، ويتعرض لمواقف الإحباط نتيجة لتکرار خبرات الفشل التي يواجهها ، فتنمو لديه سمات العجز کالتخلي عن محاولات تحقيق الانجاز وتکوين صورة سالبة عن الذات وسلوک الانسحاب وانخفاض في مستوى الأداء المدرسي واضطراب علاقاته بمعلميه ، وأسرته ، وفشله في إجراء أي تفاعل اجتماعي وافتقاره للقدرة على منافسة أقرانه بسبب تکرار فشله الأکاديمي (الفرحاتى السيد ، 2009: 95 ) . الإرشاد النفسي للتلاميذ منخفضي التحصيل ذوى الأعراض الاکتئابية : يشير بلوير ( Bleuer , 1988 : 3 ) إلى أهمية دور المرشد النفسي في مساعدة التلاميذ منخفضي التحصيل ، فهو معلم ومساند لتقدم هؤلاء التلاميذ تجاه تحصيلهم ، کما أنه يوفر لهم معلومات عن البرامج الأکاديمية . والدور المقترح للمرشد يجعله مطورا وميسرا للتدابر الإرشادية المقدمة للتلاميذ منخفضي التحصيل ، وبصفة خاصة لابد وأن يشتمل دور المرشد على المهام الآتية :
2. تطوير استراتيجيات إثراء ومساعدة التلاميذ منخفضي التحصيل أو التلاميذ الذين يحتاجون مساعدة لتدعيم الثقة بالنفس والتفکير في المستقبل . 3. الدفاع عن التلاميذ المعرضين للخطر عندما لا يحققون المستويات المطلوبة منهم ، وهؤلاء الذين يحتاجون فرصة أخرى للالتحاق بالبرنامج المدرسي .
ويشير عادل عبد الله ( 2003 : 273- 274 ) إلى أن التدخل الإرشادي مع هؤلاء التلاميذ يقوم في الأساس على التعرف بدقة على تلک العوامل أو الأسباب التي يمکن أن تؤثر على رغبة التلميذ وقدرته التحصيلية ، والعمل على مساعدته کي يساير تلک العوامل ويتغلب عليها ، وتتضمن استراتيجيات التدخل مع هؤلاء التلاميذ ما يأتي: 1. استراتيجيات تدعيمية : وتتضمن تلک الأساليب التصميمات التي تسمح للتلاميذ في الفصل أن يشعروا وکأنهم أسرة واحدة ، واستخدام أساليب تدريس متنوعة ، وتدريبهم على الأسلوب المناسب لحل المشکلات وتشجيعهم على القيام بأنفسهم بحلها ، وتوفير فرص متعددة للنجاح أمامهم ؛ مما يکسبهم مفهوم الإنجاز والثقة بالنفس . 2. استراتيجيات علاجية : تقوم على تحديد جوانب القوة والضعف لدى أولئک التلاميذ والتعامل معها وتحديد حاجاتهم والعمل على تلبيتها وإشباعها . ولتحسين المستوى التحصيلى لدى التلاميذ مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل يقترح بتلر– بور (Butler- por , 1987 : 40-41) الترکيز على ما يأتي :
ومن هذا المنطلق يجب أن يتناول البرنامج الإرشادي عناصر أساسية لها أهميتها في هذا الإطار مثل تحقيق التوقعات – فاعلية الذات – العجز المتعلم – ضبط النفس والتحکم أو السيطرة على الظروف المحيطة ، العزو وموضع الضبط ، تحديد الأهداف ( عادل عبد الله ، 2003 : 275 ) ويرى فتحي الزيات ( 2002 : 315 ) أن البرامج الملائمة لهؤلاء التلاميذ يجب أن تتم من خلال ثلاثة مجالات حاسمة هي :
2. الأساليب التکيفية التي تمکن التلميذ من التقبل والتکيف مع الصراعات والاحباطات التي تنشأ عن الانحراف الدال بين القدرات المعرفية ومستوى الأداء الفعلي .
ومن النماذج الإرشادية المقدمة فى هذا المجال نموذج بلوير ( Bleuer , 1988: 3 ) والذي يقوم على :
7. الميل للمخاطرة : فالتعلم يتضمن التغيير ، والإقدام على تعلم خبرات جديدة يعنى احتمال التعرض لخطر الفشل . کما أن خبرات الفشل السابقة لدى منخفضي التحصيل يمکن استبدالها من خلال إعداد برنامج إرشادي لتعلم النجاح ، کما أن مهارات الدراسة يمکن تعليمها من خلال تطبيقات مباشرة ومن خلال فنيات تعديل السلوک . ويشير إميريک (Emerick ,1992 : 143-144) إلى أهمية دور المرشد النفسي في مساعدة التلاميذ منخفضى التحصيل على تحديد أهداف يسعون لتحقيقها وکذلک أهمية تغيير الصورة السلبية للذات لديهم من خلال : أولا : من حيث الأهداف : يمکن للمرشد مساعدة التلاميذ على تحديد مجموعة من الأهداف التي تساعدهم على تحسين مستوى تحصيلهم الدراسي وهى :
ثانيا : من حيث تغيير صورة الذات : يمکن تغيير اتجاهات التلميذ نحو ذاته ، وتبني مفهوم ذات ايجابي کما يأتي :
ومن ناحية أخرى يذکر غريب عبد الفتاح (2003 : 77 ) أن الجهود التي تبذل للتقليل من الأعراض الاکتئابية لدى منخفضى التحصيل يجب أن ترکز على إثراء مفهوم الذات وتعديل معتقدات التلميذ عن قدرته الأکاديمية. وتستهدف التدخلات الإرشادية لتخفيف الأعراض الاکتئابية تنمية التفاؤل والإعزاءات غير الاکتئابية والنشاطات التي ترتقي بتقدير الذات الايجابي وأن يحصل التلاميذ على التدعيم الاجتماعي من المدرسة بمدرسيها وتلاميذها ومن الأسرة ، کما يمکن إکساب هؤلاء التلاميذ السلوکيات التي ترتقي بالصحة والإحساس بالرفاهة الجسمية (غريب عبد الفتاح ، 2002: 30 ) . فروض الدراسة : من خلال اطلاع الباحث على بعض الأطر النظرية والدراسات السابقة أمکن صياغة الفرض الآتي : - توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية في القياسات الثلاثة القبلي والبعدى والمتابعة . إجراءات الدراسة أولا- عينة الدراسة : أ – وصف العينة : تکونت عينة الدراسة الحالية في صورتها النهائية من (20) تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل ، وذلک من عينة کلية عددها (500) تلميذا يمثلون (14) فصلا بمدرسة المنصورة الإعدادية الحديثة للبنين ، بإدارة غرب المنصورة التعليمية، وذلک في الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2010/2011، وبلغ متوسط العمر الزمني للتلاميذ (13.78) وقد تم اختيار عينة الدراسة الحالية من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي نظرا لأهمية هذه المرحلة التعليمية في تحديد ملامح المستقبل العلمي والمهني للتلميذ ، کما أنها تعد فترة بينية تتميز بالاستقرار النسبي مقارنة بالصف الأول الإعدادي والثالث الإعدادي وبالتالي يمکن استغلالها إرشاديا لمساعدة التلميذ على امتلاک آليات تطوير إمکاناتهم وقدراتهم . کما تم اختيار العينة وفقا للشروط التالية :
2. أن يکون التلاميذ من غير ذوى صعوبات التعلم ، وقد تم استخدام مقياس المسح النيورولوجى السريع للتحقق من أن التلاميذ عينة الدراسة ليس لديهم أي اضطرابات في المخ والقشرة المخية حيث حصل جميع التلاميذ على درجات أقل من 25 ؛ مما يشير إلى سوائهم نيورولوجيا .
ثانيا : أدوات الدراسة : 1-مقياس الاکتئاب (د) للصغار CDI: أعدت هذا المقياس في الأصل ماريا کوفاکس ، وقام بإعداده للبيئة العربية غريب عبد الفتاح، ليتناسب مع الأطفال من سن 7 سنوات وحتى 18 سنة، ويتکون من 27 مجموعة من العبارات، وتتکون کل مجموعة من ثلاث عبارات، على المفحوص أن يقوم باختيار إحداها، وتأخذ العبارات درجات من صفر – 2 وذلک في اتجاه ازدياد شدة العرض، وبذلک فإن الدرجة على المقياس تتدرج من صفر إلى 54. ويغطى المقياس سبعة وعشرين عرضاً هي: الحزن، التشاؤم، الإحساس بالفشل، الشعور العام بفقدان الاستمتاع، التصرف الخاطئ، القلق التشاؤمي، کراهية الذات، تخطئ الذات، الأفکار الانتحارية، البکاء، انخفاض القدرة على تحمل الإحباط، انخفاض الاهتمام الاجتماعي، التردد، تصور سالب للجسم، انخفاض في الدافعية للعمل المدرسي، اضطراب في النوم، الإجهاد، انخفاض في الشهية للطعام، انشغالات عضوية أو جسمية، الشعور بالوحدة، عدم الاستمتاع في المدرسة، العزلة الاجتماعية، انعدام الأصدقاء، تدهور الأداء المدرسي، الانتقاص من قيمة الذات، الشعور بأنه غير محبوب من الآخرين،عدم الطاعة،مشاکل اجتماعية (غريب عبد الفتاح،1995 : 2-4) الخصائص السيکومترية للمقياس: أ- صدق المقياس: قام الباحث الحالي بحساب الصدق لمقياس الاکتئاب (د) للصغار، باستخدام صدق المحک من خلال تطبيق المقياس على مجموعة من التلاميذ ، تکونت من 50 تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي ، وطبق معه قائمة تشخيص الاکتئاب إعداد مجدي الدسوقي (2002) ثم حسب معامل الارتباط بينهما، فبلغـت قيمتـه (0.79) ، مما يشير إلى تحقق صدق المحک لمقياس الاکتئاب (د) للصغار . ب- ثبات المقياس: قام الباحث الحالي بحساب الثبات لمقياس الاکتئاب (د) للصغار، من خلال تطبيق المقياس على مجموعة من التلاميذ ، تکونت من 50 تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي، ثم حسب الثبات باستخدام معامل ألفا فبلغت قيمته(0.65) وهى قيمة مرتفعة تشير إلى ثبات المقياس0 2-مقياس القدرة العقلية ( إعداد / فاروق عبد الفتاح موسى ، د.ت ) تم بناء اختبار القدرة العقلية في ضوء عدة قدرات هي :
الخصائص السيکومترية للمقياس : أ- صدق المقياس: قام الباحث الحالي بحساب الصدق لمقياس القدرة العقلية ، باستخدام أسلوب الصدق التنبؤى من خلال تطبيق المقياس على مجموعة من التلاميذ ، تکونت من 50 تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي ، وتم حساب الارتباط بين درجات التلاميذ على مقياس القدرة العقلية ودرجاتهم التحصيلية ، فبلغـت قيمة الارتباط (0.73) ، وهذا يشير إلى تحقق الصدق التنبؤى لمقياس القدرة العقلية . ب-ثبات المقياس: قام الباحث الحالي بحساب الثبات لمقياس القدرة العقلية ، من خلال تطبيق المقياس على مجموعة من التلاميذ ، تکونت من 50 تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي، ثم حسب الثبات باستخدام معامل ألفا فبلغت قيمته(0.71) وهى قيمة مرتفعة تشير إلى ثبات المقياس0 3-اختبار المسح النيورولوجى السريع Quick Neurological Screening (TestNST)(إعداد / مارجريت موتى وآخرين ، تعريب عبد الوهاب کامل 2007) استخدم هذا الاختبار للتأکد من أن التلاميذ أفراد المجموعة التجريبية لا يعانون من صعوبات التعلم ، ويعد هذا المقياس من الأدوات سهلة التطبيق حيث أنه وسيلة سريعة لرصد الملاحظات الموضوعية عن التکامل النيورولوجى في علاقته بالتعلم ، ويتضمن الاختبار سلسلة من المهام المختصرة المشتقة من الفحص النيورولوجى للتلاميذ ، حيث يشتمل على سلسلة مکونة من 15 مهمة مختصرة تقدم للتلاميذ هي : مهارة اليد – التعرف على الشکل وتکوينه – التعرف على الشکل براحة اليد – تتبع العين لمسار حرکة الأشياء – نماذج الصوت – التصويب بإصبع على الأنف ( تناسق الإصبع – الأنف ) – دائرة الإصبع والإبهام – الاستثارة التلقائية المزدوجة لليد والخد – العکس السريع لحرکات اليد المتکررة – مد الذراع والأرجل – المشي بالترادف ( قدم خلف الأخرى لمسافة ثلاثة أمتار ) – الوقوف على قدم واحدة – الوثب – تمييز اليمين واليسار – ملاحظات سلوکية شاذة أي غير منتظمة . أما عن الدرجة التي يتم الحصول عليها من الاختبار فهي إما أن تکون درجة مرتفعة ( درجة کلية تزيد عن 50 ) وتوضح بالتالي ارتفاع معاناة التلميذ أو درجة عادية ( درجة تساوى 25 فأقل ) وتشير هذه الدرجة إلى السواء نيورولوجيا ، أما الدرجة من ( 26- 50 ) فإنها تدل على وجود احتمال لتعرض التلميذ لاضطرابات في المخ أو القشرة المخية يزداد بزيادة تلک الدرجة وعموما فإن الدرجة العادية يمکن أن تؤکد على سلامة التلميذ النيورولوجية ، بينما تشير الدرجة المرتفعة للتلميذ على هذا المقياس إلى ارتفاع الاضطراب في الخصائص النيورولوجية ، وقد قام معد المقياس بتقنينه على عينة من تلاميذ البيئة المصرية فبلغ معامل الصدق التلازمي (0.56) ، وبلغ معامل الثبات (0.68) وهى قيم دالة عند (0.01) . 4 -البرنامج الإرشادي التکاملي ( إعداد الباحث ) : قام الباحث بإعداد البرنامج الإرشادي التکاملي على النحو التالي : - الأسس التربوية والنفسية للبرنامج : أخذ الباحث بمجموعة من الأسس التربوية والنفسية عند إعداد البرنامج ومنها : مراعاة ميول واهتمامات التلاميذ ، حتى تتکون لديهم اتجاهات إيجابية نحو التعلم - استخدام التعزيز المعنوي والمادي ، حيث أن التعزيز يسهم في تغيير سلوک الفرد ويشعره بالسعادة والثقة بالنفس ، ويزيد من رغبته في استمرار جلسات الإرشاد - استخدام أنشطة ومهام مختلفة تتناسب والأعراض المراد علاجها - توفير الزمن المناسب ، والکافي لکل جلسة من جلسات البرنامج - إعطاء قدر من الحرية للتلميذ لطرح تساؤلاته واستفساراته - مراعاة الخصائص العقلية والانفعالية والاجتماعية للتلاميذ عينة الدراسة - يعتمد البرنامج على التفاعل والمشارکة بين الباحث والتلاميذ ، وکذلک بين التلاميذ بعضهم البعض.
الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة :
نتائج الدراسة وتفسيرها : أولا: نتائج الدراسة : نتائج فرض الدراسة : ينص الفرض على " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية في القياسات الثلاثة : القبلي والبعدى والمتابعة للبرنامج الإرشادي ". وللتحقق من هذا الفرض قام الباحث بحساب کل من : قيم المتوسطات ، والانحرافات المعيارية ومتوسطات رتب الدرجات ثم حساب دلالة الفروق باستخدام اختبار فريدمان " Friedman " للقياسات المتکررة ( عزت عبدالحميد حسن ، 2011: 502 ) ، ويوضح ذلک جدول (1) : جدول (1) قيم المتوسطات والانحرافات المعيارية ومتوسطات رتب درجات التلاميذ على مقياس الأعراض الاکتئابية لدى عينة الدراسة (ن=20)
يتضح من الجدول السابق أن (کا2) تساوى (37.68) وهى قيمة دالة عند مستوى (0.05) في الأعراض الاکتئابية ، وکان متوسط الرتب في القياس القبلي هو(2.98) في حين کان متوسط الرتب في القياس البعدي (1.93) وکان متوسط الرتب في قياس المتابعة (1.10) ، مما يدل على وجود فروق جوهرية بين متوسطات رتب درجات التلاميذ في القياسات الثلاثة ، کما يتضح أن درجات التلاميذ في الأعراض الاکتئابية قد انخفضت وذلک في القياسين البعدى والمتابعة مقارنة بالقياس القبلي؛ مما يدل على فعالية البرنامج الإرشادي التکاملي المستخدم في خفض الأعراض الاکتئابية لدى أفراد المجموعة التجريبية . وقد قام الباحث باستخدام اختبار ويلکوکسن للتحقق من دلالة الفروق بين کل قياسين على حدة ( عزت عبدالحميد حسن ، 2011: 504 ) ، کما يتضح من جدول (2) . جدول(2) قيمة z ودلالتها للفروق بين القياسين القبلي والبعدى للمجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية
يتضح من الجدول السابق أن z)) تساوى (- 3.829) وهى قيمة دالة إحصائيا عند مستوى 0.05 وهو ما يدل على وجود فروق دالة بين القياسين القبلي و البعدي للمجموعة التجريبية في اتجاه القياس البعدي حيث کان عدد الرتب السالبة أکبر من الرتب الموجبة ؛ مما يعنى انخفاض درجات التلاميذ على مقياس الأعراض الاکتئابية ، وهذا يشير إلى کفاءة البرنامج الإرشادي ؛ مما يشير إلى تحقق فرض الدراسة . کما قام الباحث باستخدام اختبار ويلکوکسن للتحقق من دلالة الفروق بين القياسين البعدى والمتابعة للمجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية کما يتضح من جدول (3).
جدول(3) قيمة z ودلالتها للفروق بين القياسين البعدى والمتابعة للمجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية
يتضح من الجدول السابق أن z)) تساوى (- 3.542) وهى قيمة دالة إحصائيا ، وهو ما يعنى وجود فروق دالة بين القياسين البعدى والمتابعة على مقياس الأعراض الاکتئابية بعد مرور ( أسبوعين ) من انتهاء البرنامج . ويدل ذلک على استمرار الأثر الايجابي الذي أحدثه البرنامج الإرشادي التکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى أفراد المجموعة التجريبية ؛ مما يؤيد صحة فرض الدراسة . تفسير نتيجة فرض الدراسة : تشير نتيجة الفرض إلى وجود فروق دالة إحصائيا بين القياس القبلي والبعدى ووجود فروق دالة إحصائيا بين القياس البعدى وقياس المتابعة على مقياس الأعراض الاکتئابية لدى أفراد المجموعة التجريبية . حيث کشف القياس القبلي للأعراض الاکتئابية عن ارتفاع تلک الأعراض لدى التلاميذ أفراد المجموعة التجريبية ثم حدث انخفاض في تلک الأعراض بعد تطبيق البرنامج الإرشادي . ثم کشف قياس المتابعة عن وجود فروق دالة إحصائيا بين القياس البعدى وقياس المتابعة لدى التلاميذ أفراد المجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية ؛ مما يدل على استمرار التحسن لدى التلاميذ . وتتفق هذه النتيجة مع ما أشار إليه کل من: (غريب عبد الفتاح ، 2002 : 751 ؛ ( Galloway ,1992من أنه يمکن تقديم التدخلات الإرشادية لهؤلاء التلاميذ والتي تتضمن الإعزاءات غير الاکتئابية والأنشطة التي ترتقي بتقدير الذات الايجابي ؛ مما يسهم في تخفيف ما يعانيه هؤلاء التلاميذ من أعراض اکتئابية وتطوير أدائهم وتحسينه . کما يذکر غريب عبد الفتاح ( 2003 : 77 ) أن الجهود التي تبذل للتقليل من الأعراض الاکتئابية يجب أن ترکز على إثراء مفهوم الذات والمهارة في مجال التحصيل الدراسي کطريقة لتخفيف أو إبطال التأخر التحصيلى . ويمکن تفسير هذه النتيجة في ضوء البرنامج الإرشادي المستخدم في الدراسة الحالية، حيث أتاح الفرصة أمام التلاميذ للتعبير عن مشاعرهم وأفکارهم بحرية دون قيود . کما أتاح لهم الفرصة للتفاعل مع بعضهم البعض وتبادل الأفکار والرؤى ؛ مما أثر تأثيرا ايجابيا في أفکارهم وسلوکياتهم . کما أتاحت أنشطة وجلسات البرنامج الفرصة أمام التلاميذ لاکتساب المعارف والمعلومات حول تبنى التلاميذ أفکارا ايجابية عن ذواتهم وعن الآخرين وعن المستقبل ، وإلمام التلاميذ بمفهوم الأعراض الاکتئابية الناتجة عن الانخفاض التحصيلى ( أسبابها وآثارها السلبية) ، وتدريبهم على تعرف الأفکار السلبية اللاعقلانية المرتبطة بانخفاض التحصيل الدراسي وطرق مواجهتها . کما ساهمت أنشطة البرنامج بشکل فعال في تنمية دافعية الانجاز الدراسي لدى التلاميذ ، وتدريبهم على التقليل من لوم الذات تجاه انخفاض تحصيلهم الدراسي ، وتخفيف حدة شعورهم بالعجز ، وتدريبهم على تکوين صورة إيجابية وواقعية عن ذاتهم ، وتدريبهم على وضع أهداف دراسية واقعية يمکنه تنفيذها ، وتدريبهم على إدارة الوقت وحسن استغلاله ، وتدريبهم على العادات الجيدة للاستذکار ، والتدريب على مواجهة الضغوط الدراسية ، والتدريب على ممارسة الأحاديث الذاتية الإيجابية بدلا من الأحاديث السلبية ، والتدريب على مهارات إدارة الذات کما أن استخدام المدخل التکاملي في الإرشاد من خلال مشارکة الوالدين والمعلمين في العملية الإرشادية ومتابعتهم للتلميذ متابعة مستمرة ، کان لها دور کبير في التخفيف من حدة الأعراض الاکتئابية لدى التلاميذ . توصيات الدراسة :
بحوث ودراسات مقترحة :- 1. إعداد برامج إرشادية لتخفيف الأعراض الاکتئابية وتحسين التحصيل الدراسي لدى فئات وشرائح أخرى مثل تلاميذ المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية من الجنسين .
4. فعالية الإرشاد المعرفي السلوکي والإرشاد التکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية وتحسين التحصيل الدراسي لدى مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من تلاميذ المرحلة الإعدادية .
6. فعالية برنامج إرشادي لتنمية مهارات الحياة في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى مرتفعى الذکاء منخفضى التحصيل من تلاميذ المرحلة الإعدادية . [1] يتقدم الباحث بخالص الشکر والتقدير للسادة المحکمين على ما بذلوه من وقت وجهد فى تحکيم البرنامج وهم :أ.د/ سيد خيرالله أ.د/ فاروق جبريل أ.د/ ممدوح الکنانى أ.د/ عادل عبدالله أ.د/ سيد عبدالمجيد أ.د/ إيمان الکاشف أ.د/ محمد سعفان د/نبيل على محمود | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
References | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
قائمة المراجع أولا : المراجع العربية : 1. أحمد محرم (2007 ) : برنامج إرشادي معرفي سلوکي لوقايــة الأطفــال المتفوقيـن عقليـاً مـن الأعـراض الاکتئابيـة، رسالة دکتوراه ، کلية التربية بالقاهرة ،جامعة الأزهر .
3. سوزان حامد (2009) : فاعلية برنامج معرفي سلوکي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى عينة من الأطفال الموهوبين الاکتئابيين ، دکتوراه، کلية التربية بکفرالشيخ ، جامعة طنطا .
8. غريب عبد الفتاح (2002) : التأخر التحصيلي والأعراض الاکتئابية لدى تلاميذ مرحلة المراهقــة المبکـرة . مجلة کلية التربية ، جامعة الأزهر، ع 117 ، ص ص 1- 32 . 9. غريب عبد الفتاح (2003) : نمذجة العلاقة السببية بين التحصيل الدراسي ومفهوم الذات والأعراض الاکتئابية دراسة للتأثيرات المباشرة وغير المباشرة على الأعراض الاکتئابية في المرحلة الإعدادية بدولة الإمارات العربية.المجلة المصرية للدراسات النفسية ، ع 39 ، م13 ،ص ص1-88
14. محمود الطنطاوي ( 2009): فاعلية برنامج تدريبي لتحسين مستوى التحصيل الدراسي لدى المتفوقين عقليا منخفضي التحصيل . دکتوراه . کلية التربية . جامعة عين شمس . 15. نبيل شرف الدين ( 2003 ) : عوامل التفريط والإفراط التحصيلى کما يدرکها الطلاب بالمرحلة الجامعية . مجلة کلية التربية بالمنصورة ، ع53 ،ج 1 ، ص ص 41-98 .
20. Galloway , J. ( 1992 ) : Parent – Teacher Consultation : Forging Home – School Partnership in Treating Academic Underachievement. Ph .D, University Of Utah. United States. 21. Habib ,D . & Seif El Din , A . (2007): Effectiveness of cognitive behaviour therapy in schoolchildren with depressive symptoms in Alexandria , Egypt . Eastern Mediterranean Health Journal , v 13 , n 3 , p 615-624.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Statistics Article View: 1,625 PDF Download: 789 |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||