مَظاهِرُ تَغَيُّرِ التِّوْکيدِ في " لُغَةِ الْآي آي " لِيُوسُفِ إِدْريسَ دِراسَة نَّقْدِيَّةً تَحْليليَّةً | ||||
مجلة کلية الآداب . جامعة الإسکندرية | ||||
Article 3, Volume 69, Issue 98 - Serial Number 4, October 2019, Page 1-89 PDF (1.82 MB) | ||||
DOI: 10.21608/bfalex.2019.150337 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
محمد مصطفي عزمي* | ||||
الاسکندرية | ||||
Abstract | ||||
هَذا بَحْثُ يَّدْرُسُ مَظاهِرَ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ في مَجالِ اللُّغَةِ الْأَدَبِيَّةِ الْمُعاصِرَةِ دِراسَةَ نَّقْدِيَّةً تَحْليليَّةَ مِّنْ خِلالِ التَّطْبيقِ عَلى "لُغَة الْآي آي" لِلْکاتِبِ "يُوسُفِ إِدْريسَ" . وَقَدْ دَرَسَ الْبَحْثُ تِلْکَ الْمَظاهِرَ مِنْ خِلالِ النَّظَرِيَّةِ اللُّغَوِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ ، مُفيدَا مِّنَ النَّظَريّاتِ اللُّغَوِيَّةِ الْحَديثَةِ . يَأْتي هَذا الْبَحْثُ لِيَکونَ حَلْقَةً في سِلْسِلَةِ أَبْحاثٍ تَهْتَمُّ بِدِراسَةِ مَظاهِرِ التَّغَيُّرِ اللُّغّوِيِّ في الْعَرَبِيَّةِ الْمُعاصِرَةِ . بَيْدَ أَنَّ هَذا الْبَحْثَ يَتَناوَلُ مَظاهِرَ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ في مَجالِ اللُّغَةِ الْأَدَبِيَّةِ الْمُعاصِرَةِ مِنْ خِلالِ التَّطْبيقِ عَلى "لُغَةِ الْآي آي" لِلْکاتِب "يُوسُفِ إِدْريسَ" ، وَهَذا أَمْرُ لَّمْ تَتَناوَلْهُ دراسةٌ سابِقَة . وَيَسْتَهْدِفُ الْبَحْثُ : 1-نَفْيَ تَوَهُّمِ ثَباتِ نِظامِ التَّوْکيدِ في الْعَرَبِيَّةِ ، وَبَيانَ طَبيعَتِهِ الْحَرَکِيَّةِ الْمُتَغَيِّرَةِ ، الْمُتَفاعِلَةِ مَعَ السّياقِ التَّخاطُبِيِّ التَّداوُلِيِّ . 2-بَيانَ أَنْواعِ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ ، وَمَظاهِرِهِ ، وَأَهَمِّ وَسائِلِهِ ، في"لُغَة الْآي آي " لِلْکاتِبِ "يُوسُفِ إِدْريسَ" أُنْموذَجَا لِّلُغَةِ الْأَدَبِيَّةِ الْمُعاصِرَةِ . 3-بَيانَ مُرونَةِ نِظامِ التَّوْکيدِ في الْعَرَبِيَّةِ مِنْ خِلالِ اسْتيعابِهِ لِکَثيرِ مِّن مَّظاهِرِ التَّغَيُّرِ اللُّغَوِيِّ . 4- إِبْرازَ الصِّلَةِ بَيْنَ مَظاهِرِ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ وَالْعَرَبِيَّةِ الْفُصْحى ، وَأَنَّها – في الْأَغْلَبِ - غَيْرُ مُنْقَطِعَةٍ عَنْ أُصولِ الْفُصْحى وَجُذورِها ؛ وَذَلِکَ مِنْ أَجْلِ بَيانِ ثَراءِ الْعَرَبِيَّةِ وَاتِّساعِها وَتَنَوُّعِ تَراکيبِها . 5-بَيانَ أَنَّ اللُّغَةَ الْإِبْداعِيَّةَ قَد تُّهْمِلُ الْأَفْصَحَ ، وَتَسْتَعْمِلُ ما هُوَ دونَهُ ؛ وَفْقَا لِّلسِّياقِ التَّخاطُبِيِّ التَّداوُلِيِّ . 6-بَيانَ أَنَّ الْعَرَبِيَّةَ في تَغَيُّرِها – وَلاسِيَّما التَّرْکِيبِيِّ- تَخْتَلِفُ عَنِ اللُّغاتِ الْأَخْرى في تَغَيُّرِها ، وَأَنَّ دِراسَةَ تَغَيُّرِ الْعَرَبِيَّةِ التَّرْکيبِيِّ تَحْتاجُ إِلى مَنْهَج يُّلائِمُ أُصولَها وَخَصائِصَها وَطَبيعَتَها . 7-بَيانَ أَنَّ نُمُوَّ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ مَرْهون بِتَضْييقِ الْفَجْوَةِ بَيْنَ مُسْتَوَياتِ الْاسْتِعْمالِ اللُّغَوِيِّ ؛ وَهَذا يَتَحَقَّقُ بِتَحْريرِها مِنْ أَمْرَيْنِ : الْأَوَّلُ : الْجُمود ُوَالْعُقْمُ وَحَصْرُها فيما يُسَمَّى بِعَصْرِ الْاحْتِجاجِ . وَالْآخَرُ: فَوْضى الْخروجِ عَنْ قَواعِدِها. مَنْهَجُ التَّحْليلِ يَرْتَکِزُ عَلى خُطْوَتَيْنِ مُتَلازِمَتَيْنِ مُتَّصِلَتَيْنِ : الْأُوَلى : تَحْديدُ مَظْهَرِ التَّغَيُّرِ وتَحْليلُهُ بِالصُّورَةِ الَّتي هُوَ عَلَيْها . وَهَذِهِ الْخُطْوَةُ تُوافِقُ الْمَنْهَجَ الْوَصْفِيَّ ، وَهِيَ جَوْهَرُ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ الْمَوْضوعِيِّ . الْأُخْرى : تَقْويمُ هَذَا الْمَظْهَرِ ، وَذِکْرُ الرَّأْيِ فيهِ مِنْ حَيْثُ الصِّحَّةُ وَالْخَطَأُ . وَهَذِهِ الْخُطْوَةُ تُوافِقُ الْمَنْهَجَ الْمِعْيارِيَّ. وَهَذا لَيْسَ خَلْطَ مَنْهَجٍ بِمَنْهَجٍ آخَرَ ، بَلْ هُوَ إِفادَةُ مِّنَ الْمَنْهَجَيْنِ مَعَا ؛ لِّيُکْمِلَ أَحَدُهُما نَقْصَ الْآخَرِ. وَهَذا أَنْفَعُ لِلْعَرَبِيَّةِ الَّتي لا يُفيدُها الْاکْتِفاءُ بِالْمَنْهَجِ الْوَصْفِيِّ الْمَحَضِّ . وَمِنْ أَجْلِ هَذا اتَّبَعْتُ الْآتي : 1-بَيانَ مَظْهَرِ التَّغَيُّرِ في نِظامِ التَّوْکيدِ . 2-عَرْضَ آراءِ النُّحاةِ في هَذا التَّغَيُّرِ ، وَما اسْتَنَدوا إِلَيْهِ مِنْ عِلَلٍ . 3-بَيانَ مَوْقِفِ الْمُحْدَثينَ مِن مَّظاهِرِ التَّغَيُّرِ . 4-مُناقَشَةَ النُّحاةِ وَالْمُحْدَثينَ في آرائِهِمْ ، وَما اسْتَنَدوا إِلَيْهِ مِنْ حُجَجٍ . 5-بَيانَ صِلَةِ هَذِهِ الْمَظاهِرِ بِالْعَرَبِيَّةِ الْفُصْحى . 6-بَيانَ الْغَرَضِ اللُّغَوِيِّ وَالتَّدَاوُلِيِّ لِهَذِهِ الْمَظاهِرِ . أَمَّا نَتائِجُ الْبَحْثِ فَهِيَ : 1-اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ في تَغَيُّرِ مُّسْتَمِرٍّ . هَذا التَّغَيُّرُ يَسْتَوْعِبُ نِظامُها کَثيرَا مِّنْهُ ، وَيُدْمِجُهُ فيهِ . 2-ثَرَاءُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَاتِّساعُها وَتَنَوُّعُ تَراکيبِها . 3-مُرونَةُ نِظامِ اللُّغَةِ الَعَرَبِيَّةِ ، وَذَلِکَ بِاسْتيعابِهِ کَثيرَا مِّن مَّظاهِرِ التَّغَيُّرِ اللُّغَوِيِّ . 4-مِنْ أَهَمِّ وَسائِلِ نُمُوِّ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ تَضْييقُ الْفَجْوَة ِبَيْنَ مُسْتوياتِ الْاسْتِعْمالِ اللُّغَوِيِّ . 5-الْعَرَبِيَّةُ في تَغَيُّرِها تَخْتَلِفُ عَنِ اللُّغاتِ الْأُخْرى في تَغَيُّرِها ، وَدِراسَةُ تَغَيُّرِ الْعَرَبِيَّةِ التَّرْکيبيِّ تَحْتاجُ إِلى مَنْهَجِ يُّلائِمُ خَصائِصَها وَنِظامَها . 6-اللُّغَةُ الْإِبْداعِيَّةُ قَد تُّهْمِلُ الْأَفْصَحَ ، وَتَسْتَعْمِلُ ما دونَهُ ، تَحْقيقَا لِّمُتَطَلَّباتِ مَقامِ التَّخاطُبِ ، وَالْغَرَضِ التَّواصُلِيِّ . 7-التَّوْکيدُ في الْعَرَبِيَّةِ لَيْسَ نِظامًا ثابِتًا ساکِنًا بَلْ بِنْيَةُ مُّتَحَرِّکَةٌ – بِخِلافِ التَّصَوُّرِ الْبِنْيَوِيِّ – وَمُتَغَيِّرُ مِّن مُّتَغَيِّراتِ نِظامِها التّرَکيبيِّ ، وَمُتَفاعِلٌ تَفاعُلَا مُّسْتَمِرَّا مَّعَ السّياقِ التَّخاطُبِيِّ التَّداوُلِيِّ . 8-تَغَيُّرُ التَّوْکيدِ في "لُغَة الْآي آي" نَوْعانِ : أ-تَغَيُّرٌ ارْتِدادِيٌّ (عَکْسِيٌّ) . ب-تَغَيُّرٌ تَقَدُّمِيٌّ (مُسْتَحْدَثٌ) . 9-أَهَمُّ مَظاهِرِ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ الْارْتِدادِيَّة ِفي "لُغَةِ الْآي آي" هِيَ : أ-تَقْديمُ التَّوکيدِ الْمَعْنَوِيِّ "نَفْسٍ" عَلى الْمُؤَکَّدِ . ب-تَوْکيدُ الضَّميرِ الْمُسْتَتِرِ "بِالنَّفْسِ" أَوِ "الْعَيْنِ" دونَ مُنْفَصِلٍ أَوْ فَصْلٍ . ج-الْعُدولُ عَن مُّطابَقَةِ الضَّميرِ الْمُتَّصِلِ بِالتَّوْکيدِ لِلْمُؤَکَّدِ . 10-أَهَمُّ مَظاهِرِ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ التَّقَدُّمِيَّةِ في "لُغَة الْآي آي" هِيَ : أ-تَقْديمُ التَّوْکيدِ الْمَعْنَوِيِّ "نَفْسٍ"عَلى الْمُؤَکَّدِ وَالْعامِلِ . ب-اسْتِعْمالُ "ذاتٍ" تَوْکيدَا مَّعْنَوِيّا بِمَعْنى "نَفْسٍ" أَوْ "عَيْنٍ" . جـ-اسْتِعْمالُ "الْواوِ" قَبْلَ التَّوْکيدِ اللَّفْظِيِّ . 11-مِنْ أَهَمِّ الوْسائِلِ اللُّغَوِيَّةِ الَّتي أَدَّتْ إِلى التَّغَيُّرِ في التَّوْکيدِ : تَغَيُّرُ تَرْتيبِ مُکَوِّناتِ الْجُمْلَةِ word order ، وَالتَّضْمينُ ، وَالْإِقْحامُ addition ، وَالْعُدولُ عَنِ الْمُطابَقَةِ . 12-أَغْلَبُ هَذِهِ الْمَظاهِرِ تُلائِمُ خَصائِصَ الْعَرَبِيَّةِ وَنِظامَها وَسُنَنَها وَلا تُنافى الْفَصاحَةَ . 13-هَذِهِ الْمَظاهِرُ سارَتْ وَفْقَ مَسارَيْنِ : الْأَوَّلُ : الْجهْدُ الْأَدْنى . وَالْآخَرُ : الْاسْتِجابَةُ لِمُتَطَلَّباتِ السّياقِ التَّخاطُبِيِّ التَّداوُلِيِّ . 14-الْکاتِبُ عَدَلَ – في بَعْضِ هَذِهِ الْمَظاهِرِ – عَنِ اللُّغَةِ الْمِعْيارِيَّةِ ؛ اسْتِجابَةَ لِّجَذْوَةِ الْاْنفِعالِ ؛ فَاللُّغَةُ الْانْفِعالِيَّةُ في نِزاعِ مُّسْتَمِرِّ مَّعَ اللُّغَةِ الْمِعْيارِيَّةِ . 15-الْعِلَلُ الَّتي اسْتَنَدَ إِلَيْها بَعْضُ النُّحاةِ وَبَعْضُ الْمُحْدَثينَ لِرَفْضِ مَظاهِرِ التَّغَيُّرِ في التَّوْکيدِ واهيةٌ ، غَيْرُ مُقْنِعَةٍ ، تَحْتاجُ إِلى مُراجَعَةٍ ، خاصَّةً أَنَّ هَذِهِ الْمَظاهِرَ غَيْرُ مُنْقَطِعَةٍ عَنْ أُصولِ الْفُصْحى وَجُذورِها، إِضافَةً إِلى أَنَّها شاعَتْ عَلى أَلْسِنَةِ أَبْناءِ اللُّغَةِ وَلا سِيَّما الْمُثَقْفينَ وَالْمُتَخَصِّصينَ . أَمَّا التَّوْصياتُ فَمِنْ أَجْلِ ثَراءِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَنُمُوِّها وَالنَّأْيِ بِها عَنِ الْجُمودِ وَالتَّحَجُّرِ يوصي الْبَحْثُ بِالْآتي : 1-تَجَنُّبِ الْاقْتِصارِ عَلى ما يُسَمّى بِعَصْرِ الْاحْتِجاجِ ، وَالتَّوسُّع في السّماعِ ، بِقَبولِ الْمُولَّدِ وَلاسِيَّما لُغَةِ الْمُصَنِّفينَ الْمَشْهودِ لَهُمْ بِالْحَظِّ الْوافرِ مِنَ اللُّغَةِ ؛ نَحْوُ: "سِيبَوَيْهِ" وَ "ابْنِ جِنَّي" وَ"الزَّمَخْشَرِيِّ" ، وَبِقَبولِ الْقِراءاتِ الشّاذَّةِ ؛ فَکُلُّ ما صَحَّ قِراءَةً صَحَّ لُغَةً . 2-التَّوَسُّعِ في الَقياسِ ، وَلاسِيَّما الْقياسِ عَلى الْقليلِ . 3-إِقْرارِ الْفَصيحِ ، وَتَجَنُّبِ الْالْتِزامِ بِالْأَفْصَحِ فَقَطْ. 4-الْإِفادَةِ مِنَ السّياقِ التَّخاطُبِيِّ التَّداوُلِيِّ في إِجازَةِ کَثيرِ مِّن مَّظاهِرِ التَّغّيُّرِ إِذا لَمْ تُخالِفْ نِظامَ الْعَرَبِيَّةِ. 5-الْإِفادَةِ مِنْ إِجازَةِ الْمَجامِعِ اللُّغَوِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ لِکَثيرِ مِّن مَّظاهِرِ التَّغَيُّرِ . 6-الْإِفادَةِ مِنَ اخْتِلافاتِ النُّحاةِ في إِجازَةِ کَثيرِ مِّن مَّظاهِرِ التَّغَيُّرِ . وَلِلَّهِ الْحَمْدُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ | ||||
References | ||||
| ||||
Statistics Article View: 67 PDF Download: 255 |
||||