الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية | ||||
المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال | ||||
Editorial, Volume 6, Issue 6, July 2019, Page 1-18 PDF (714.57 K) | ||||
DOI: 10.21608/mktc.2019.151210 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Abstract | ||||
تعدالثقافةالعربيةالمقومالأساسيللشخصيةالعربيةوتشکلمرتکزاً قوياًومحوراًأساسياً هاماً فيتحديدملامحهويتها، لکن شهدتهذهالمجتمعاتفيالسنواتالأخيرةمجموعةمنالتغيرات المتلاحقةفيالعديدمنالجوانبالثقافيةوالفکريةوالاجتماعية، فمعانتشاراستخدام مواقعالتواصل الاجتماعي ظهرنوعجديدمنالجماعاتوالمجتمعاتالإنسانيةوالتيأُطلقعليهابالمجتمعات الافتراضية، منخلالإعادةرسمالحدودوالخرائطالثقافيةحيثساهمتفيتفريغالثقافةوتمييع الهويةمتخطيةللحدود وتعرضتفيظلهاالثقافةالمحليةلأخطارالتلاشيوالاندثار . من هنا کان لابد من الالتزام بالضوابط الأخلاقية لکل من يقوم بالتواصل الاجتماعي، لأنه بتوظيف وسيلة التواصل الالکتروني واستثمارها بصورة صحيحة، نکون قد حققنا غايات نبيلة وأهداف سامية، وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية والتياعتمدت علىالمقابلاتالمقننةلعينة من أساتذة الجامعات المصرية کخبراء أکاديميين وذلک لتعرف على الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية، وتوصلت الدراسة إلى أن أهم سلبيات المنصات الاجتماعية التي تؤثر على الثقافة والهوية العربية هي فک الارتباط بالوطن وبالرموز القومية والتاريخية، بالإضافة إلى تغيير اللغة المستخدمة في التواصل والتجرد من اللغة العربية السلمية، وترى الدراسة أن أهم الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية هي التحلي بالفضيلة ونشر القيم الدينية وتنمية هذه القيم في نفوس الشباب وبين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى الالتزام بالقيم الثقافية والعادات والتقاليد الإسلامية الجادة. | ||||
Highlights | ||||
تکتسبهذهالدراسةأهميتهامن التأثيرالواضحللمنصات الاجتماعية علىالسلوکوالآراءوالثقافات،ولذلک کانلابدمن الوقوفللتعرفعلى أهم الضوابطالأخلاقيةالتي تحکماستخدام تلک المنصاتخاصتاً معانتشار بعضالممارساتاللاأخلاقيةوالبعيدةعنأخلاقيات وسلوکيات الثقافة العربيةوالتيجعلتالکثيرمن العلماء والخبراء والمتخصصين يطالبوابوضعهذهالضوابط الأخلاقية للحفاظ على الهوية والثقافة العربية.
أهداف الدراسة:
1) الکشف عن سلبيات استخدام الشباب للمنصات الاجتماعية والتي تؤثر على الثقافة العربية. 2) التعرف على أهم الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية وذلک حفاظاً على الثقافة والهوية العربية. 3) العقبات التي تحول دون الحفاظ على الضوابط الأخلاقية للثقافة العربية. 4) تقديم بعض التوصيات التي تساعد على تأصيل أخلاقيات استخدام المنصات الاجتماعية والحفاظ على الثقافة العربية. | ||||
Keywords | ||||
الضوابط الأخلاقية - المنصات الاجتماعية; الثقافة والهوية العربية | ||||
Supplementary Files
|
||||
Editorial | ||||
الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية
د/ شيماء عبد العاطي سعيد صابر*
الملخص:
تعدالثقافةالعربيةالمقومالأساسيللشخصيةالعربيةوتشکلمرتکزاً قوياًومحوراًأساسياً هاماً فيتحديدملامحهويتها، لکن شهدتهذهالمجتمعاتفيالسنواتالأخيرةمجموعةمنالتغيرات المتلاحقةفيالعديدمنالجوانبالثقافيةوالفکريةوالاجتماعية، فمعانتشاراستخدام مواقعالتواصل الاجتماعي ظهرنوعجديدمنالجماعاتوالمجتمعاتالإنسانيةوالتيأُطلقعليهابالمجتمعات الافتراضية، منخلالإعادةرسمالحدودوالخرائطالثقافيةحيثساهمتفيتفريغالثقافةوتمييع الهويةمتخطيةللحدود وتعرضتفيظلهاالثقافةالمحليةلأخطارالتلاشيوالاندثار .
من هنا کان لابد من الالتزام بالضوابط الأخلاقية لکل من يقوم بالتواصل الاجتماعي، لأنه بتوظيف وسيلة التواصل الالکتروني واستثمارها بصورة صحيحة، نکون قد حققنا غايات نبيلة وأهداف سامية، وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية والتياعتمدت علىالمقابلاتالمقننةلعينة من أساتذة الجامعات المصرية کخبراء أکاديميين وذلک لتعرف على الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية، وتوصلت الدراسة إلى أن أهم سلبيات المنصات الاجتماعية التي تؤثر على الثقافة والهوية العربية هي فک الارتباط بالوطن وبالرموز القومية والتاريخية، بالإضافة إلى تغيير اللغة المستخدمة في التواصل والتجرد من اللغة العربية السلمية، وترى الدراسة أن أهم الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية هي التحلي بالفضيلة ونشر القيم الدينية وتنمية هذه القيم في نفوس الشباب وبين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى الالتزام بالقيم الثقافية والعادات والتقاليد الإسلامية الجادة.
الکلمات المفتاحية: الضوابط الأخلاقية - المنصات الاجتماعية – الثقافة والهوية العربية.
مقدمة:
ساعدتالتطوراتالحاصلةفيميدانتکنولوجياالإعلاموالاتصالإلىخلق العديدمنالمخاوف وإثارةالکثيرمنالجدلحولمخاطرهاالنفسيةوالاجتماعيةوالثقافية الناتجةعنمضامينهذهالتکنولوجيا وماأحدثتهمنخلالالعولمةالثقافيةباعتبارهاغزو ثقافييمسذاتيةالأفرادوالأمم،وتحملخطاباًثقافياً خاصاًلشعوبالعالممفادهأنهالا مجالللتعددالثقافي، وإنماالبقاءلثقافةالمعلومةالمهيمنةعلىکل الثقافات.
ومعانتشار واستخدامالمنصات الاجتماعية أصبحت قادرةعلىأنتفصلالمکانعنالهويةوتقفزفوق الحدودالثقافيةوالسياسيةوتزيدمنإضعافالشعوربالانتماءالمحليوالوطني، وتعمل علىتفريغالثقافةوتمييعالهويةوتنسجهوياتمتعلقةبالحيزالمکانيوتقللمنالشعوربالانتماءإليها.
وتستهدفثقافةالاختراقالتشويشعلينظامالقيموتوجيهالخيالوتنميطالذوق وقولبةالسلوکوتکريسنوعمعينمنالاستهلاکلنوعمعينمنالمعارفوالسلعوالبضائع، کماتستهدفأيديولوجيةالاختراقنشروتکريسجملةأوهاموهذهالأوهامهيوهمالفردية،وهم الخيارالشخصي،وهمالحياد،وهمالطبيعةالبشريةالتيلاتتغير،وهمغيابالصراع الاجتماعي.
لذا تعد الثقافة العربيةالمقومالأساسيللشخصيةالعربيةوتشکلمرتکزاًقوياً ومحوراًأساسياًوهاماًفي تحديدملامحهويتها،فهيتُنميالمجتمعاتالعربيةلدىأفرادهانماذجمعينةمنالثقافات، تعکس توجهاتهاوتصوراتهاالحياتيةونظامهاوطبيعةالحضارةالسائدةفيها، فالمجتمعاتفيالسنوات الأخيرةشهدت مجموعةمنالتغيراتالسريعة والمتلاحقةفيالعديدمنالجوانبالثقافيةوالفکريةوالاجتماعية، وکانلهذهالتغيراتأثارهافيالحياةالإنسانيةوعلىمنظومةالقيمالحاکمةلسلوکالأفرادوتصرفاتهم وثقافتهم.
الدراسات السابقة:
من خلال مراجعة الدراسات السابقة المتاحة ذات الصلة بمشکلة الدراسة توصلت الباحثة إلى الدراسات العربية والأجنبية التالية:
حيث أهتمت دراسة غابرييل صموئيل وإليزابيث بوکانان (2020)(1) والتي ترى أن العالم الافتراضي ليس مجرد صفحة على الإنترنت، وإنما هو امتداد ومکمل للحياة التقليدية، فيجب على الأفراد عدم التجرد من أخلاقهم وأدبهم لإن ذلک يعکس شخصيته، کما أن الغرض من الاشتراک في مواقع التواصل الاجتماعي هو محاورة الأخرين وعرض الآراء ولأفکارک والاطلاع على أراء الأخرين وأفکارهم والتفاعل معهم، فلذا يجب الاستفادة من هذه الوسيلة والالتزام بالسلوکيات والأخلاقيات الطيبة. کما تهدف دراسة محمد فرح (2019)(2) إلى إجلاء أخلاقيات تعامل الناشرين السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع مصادر أخبارهم ومعلوماتهم التي ينشرونها في أوقات الأزمات، ومثلت الأحداث التي مر بها السودان خلال الفترة من 2018م/2019م مرتکزاً لذلک، وتوصلت الدراسة إلى أن العينة في معظمها تحافظ على سرية مصادرها، غير أنها تثق في مجموعات الأصدقاء والمقربين وزملاء مجموعة التواصل الواحدة، کمصادر للمعلومات؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى النشر الکاذب، وانتشار الإشاعة؛ وهو أمر مرفوض أخلاقيًا وقانونيًا. وجاءت دراسة أليسا ووليونيد (2018)(3) بدراسة سيطرة الدولة ورقابتها على الإنترنت ووسائل الإعلام في الدول العربية، وحماية الأعراف الدينية والأخلاقية للمجتمع، وتوصلت الدراسة إلى أن الحکومات العربية تقوم بمراقبة الإنترنت خاصتاً بعد ثورات الربيع العربي وذلک بسبب الإنتاج الغير أخلاقي للشباب والذي يساعد على زعزعة الأمن في البلاد وحماية الدين والأخلاق للمجتمع.
کما هدفت دراسة رسمية الشقران (2018)(4) إلى التعرف على الآليات الفاعلة في تعزيز المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية لمستخدمي شبکات التواصل الاجتماعي والخطوات العملية لأجل الحد من منشورات التطرف والارهاب، والعمل على تعزيز الحصانة الفکرية لأفراد المجتمع، وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام شبکات التواصل الاجتماعي مسؤولية أخلاقية ووطنية قبل أن تکون حرية شخصية، وأن القيم التي تحکمنا في استخدامها لا تختلف عن تلک التي نتحلى بها في العلاقات الاجتماعية. وجاءت دراسة محمد غنيم (2018)(5) للتعرف على الأسس النظرية لشبکات التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالأمن الفکري، والکشف عن تقديرات طلبة جامعة جازان لمستوى تهديدات شبکات التواصل الاجتماعي للأمن الفکري، وقد بينت نتائج البحث أن الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية تساعد في التصدي لحملات شبکات التواصل الاجتماعي المشککة في الدين الإسلامي وزعزعة قيم الولاء والانتماء لدى الشباب الجامعي. وناقشت دراسة نايجل ستنجر وآخرون (2017)(6) بعض العوامل الثقافية والدينية المتشابکة التي تؤثر على کيفية تفاوض الشباب السعودي على استخدامهم لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي التي يتم تطويرها في سياقات ثقافية مختلفة تماماً، کما يسلط الضوء على المخاوف الجنسانية والتأثير القوي للجماعة الاجتماعية على کيفية استخدام هذه المواقع وکيفية إدارة المستخدمين للمعلومات التي يشارکونها، وأظهرت النتائج أن مستخدمي الشبکات الاجتماعية من الشباب السعودي يقعون باستمرار تحت ضغوط معقدة ومتعددة الطبقات للامتثال لأداء هوية عبر الإنترنت وتلبية توقعات دينهم ومجتمعهم وعائلتهم وقبائلهم، والامتثال کشباب ضمن هذه الهياکل الاجتماعية.
ودراسة حامدالجبر وآخرون (2017)(7) التي هدفتإلىمعرفةدورشبکاتالتواصلالاجتماعيفي تنمية الوعيالثقافيلدىطالباتکليةالتربيةالأساسيةفيدولةالکويت، وتوصلت الدراسة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تعملعلىرفعمستوىالثقافة العامةلدىطلاب الجامعة، کما تساعدفي تکوينالآراءوالأفکار حولالقضاياوالمشکلاتالثقافية التيتهمالمجتمع، وترى الدراسة ضرورةتفعيل دورالرقابةعلىشبکاتالتواصلالاجتماعي، وعملدوراتتدريبيةلتأهيلالشبابللتعاملمع إيجابياتشبکاتالتواصل الاجتماعيوتلاشيسلبياتها. کما تناول أحمدعبدالله وآخرون (2017)(8) الأخلاقيات الرقمية من جانب فلسفي، والتي لا بد من أخذها بعين الاعتبار في ظل سيادة العصر الرقمي، من أجل حل وتفادي الإشکاليات الأخلاقية الناشئة، وخَلُصَ البحث إلى ضرورة التفکير في أبعد من الحقائق والنظريات ذات الصلة بالمعايير الحالية لتشکيل الوعي الأخلاقي الذي يستدعي ويؤکد على ضرورة نشر ثقافة المعلومات وأخلاقياتها. وأهتمت نورة أبو خضير وسارة فييج (2016)(9) بتفسيرات الخصوصية من وجهة نظر مواطني الخليج العربي، وفي کيفية ممارسة الخصوصية وفهمها في البيئات التي تتوسط فيها التکنولوجيا بين هؤلاء السکان، مع إيلاء اهتمام خاص لدور الإسلام والتقاليد الثقافية في بناء قواعد حول الخصوصية، وتوصلت الدراسة إلى مبادئ واقتراحات تصميم حساسة ثقافيًا للبحوث المستقبلية تتضمن خصائص الخصوصية غير المستکشفة مسبقًا، والتي تلعب دوراً في کيفية تصفح المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي.
کما ناقش محمد أحمد ومحمد عبدالله (2016)(10) في دراسته العلاقةبيناضطراب الهويةوالشعوربالاغترابلدىالشبابالجامعي السعودي فيضوءتحدياتالعولمة، وتکونت أدوات الدراسة من مقياس الشعور بالاغتراب للشباب الجامعي إعداد الباحثان، ومقياس رتب الهوية (أساليب مواجهة أزمة الهوية)، وتوصلتالدراسةإلىمجموعةمنالنتائجأهمها: وجودأزمةواضطرابللهوية لدىعينةالدراسة وانخفاضمستوىالشعوربالاغتراب، وجودعلاقةارتباطيهموجبةبين أبعادمقياسرتبالهويةوأبعادمقياسالشعوربالاغترابماعدا بعديتعليقوانجازالهوية. أما الأشرم (2015)(11) فيرىأنهذاالعالمالتقنيالتکنولوجيقدأثر فيفئةالشبابحيثسيطرعلىاهتماماتهموشغلالحيزالأکبرمنأوقاتهم،ممانتج عنهالکثيرمنالمزاياالإيجابيةوالسلبيةعلىهويةهؤلاءالشبابالاجتماعيةوالوطنية والثقافيةوعلىالعلاقاتالاجتماعيةداخلالمجتمعالواحد،مماأنتجضياعاًوتشتتاًلغايات أو هدافهذهالفئةمنالشبابوخلطاًواضحاًلقدرتهمعلىالتميزبينماهوصوابوما هوخطأ،کذلکزيادةواضحةفيدفعالشبابللتمردوالرفضلثقافةالمجتمعووقوعهم بأزمةوغربةفکرية. وکشفت دراسة بلعربيسعاد (2015)(12) عنأثراستخدامشبکاتالتواصل الاجتماعي علىبعضعناصرالهويةالثقافيةلدىالطلبةالجامعيينالجزائريينفيظل العولمة الإعلامية، وتوصلت الدراسة إلى أن أهم دوافع استخدام أفراد العينة للفيسبوک هو الإطلاع على آخر الأخبار ومواکبة الأحداث المحلية والوطنية والعالمية، کما أسفرت الدراسة أن استخدام الموقع لم يؤثر في هوية الدين الإسلامي للطلبة، وفي قيامهم بمختلف شعائرهم الدينية کالصلاة.
وتعرفت دراسة محمد أحمد (2014)(13) على الضوابط الشرعية لاستخدام وسائل التواصل الحديثة، حيث يقضي استخدام هذه التقنية إلى ارتکاب محظورات شرعية، وربما يفتح أبواباً يلج منها الشيطان لإثارة الفتن والفساد، والإيقاع بين الناس، ومعلوم وفق القاعدة الشرعية أن ما يفضي إلى محرم فهو حرام، وتوصلت الدراسة إلى ضرورة توجيه الجيل للحفاظ على هوية الأمة وقيمها، وعدم الانسياق وراء أخطار العولمة جراء عملية التواصل. وجاءت دراسة فهد بن على الطيار (2014)(14) لتکشف تأثيرشبکاتالتواصلالاجتماعي علىالقيم الأخلاقية والاجتماعيةلدىطلاب جامعةالملکسعودبالرياض علىاختلافتخصصاتهم العلمية، وتوصلت الدراسة إلى أن أهممظاهرالتغير السلبي فيالقيمنتيجةشبکاتالتواصل الاجتماعي ظهرفي القدرةعلى مخاطبةالجنسالآخربجرأة، والإهمالفيالشعائرالدينية، ومضيعة الوقت، وأوصت الدراسة بضرورة تکثيف الندواتالعلميةوالبرامجالتعليميةالهادفةالتيتبين لطلابالجامعةالتأثيرالسلبي لشبکاتالتواصلالاجتماعي علىالقيمالاجتماعية والمفاهيموالثقافةوالهوية المحلية،وکذلکالهويةالدينية ومايرتبطبهامنقيموعادات وسلوکيات. کما کان الغرض من دراسة خالد صالح وآخرون (2012)(15) هو استکشاف تأثير القيم الثقافية على الدوافع والمواقف تجاه مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، والعوامل التي تؤثر على استمرارية قيمة العضوية، وتم استخدام الاستبيان عبر الإنترنت لجمع البيانات من أعضاء الفيسبوک، وأشارت النتائج إلى وجود تباين في التأثير الثقافي على الدوافع والمواقف، في الوقت الذي يسعى فيه الشباب العربي إلى التحرر من جميع أنواع القيود لتلبية احتياجاتهم الإنسانية، کما لاتزال مواقفهم تتأثر بالقيم الثقافية للأمة العربية.
وجاءت دراسة ديفد هيل (2011)(16) حولالأبعادالأخلاقية وعصرالإعلام الجديد: دراسةفيالمسؤوليةالمعاصرة حيثرکزتالدراسة علىوضعأطر تأصيليةلنظريةأخلاقيةتتماشى معمقتضياتوظروفالإعلامالجديد وطبيعته،ودراسة المسئوليةالأخلاقيةللجمهورمقارنةبالسلوکالأخلاقي لديهم،وبينتالدراسة أنوسائل الإعلام الجديدةتمتلکأساليبعصريةمختلفةعنمثيلاتهافيالإعلام التقليدي،لذايجبدراسةتأثيرات وسائلالإعلامالجديدلوضعوتأصيلقيمأخلاقيةفيعصرالإعلامالجديد. وهدف بن وکاثي (2010)(17) في دراسته إلى معرفة أهم القيم الأخلاقية التي يجسدها الفيسبوک، وأظهرت الدراسة الحجم الکبير للتحديات الأخلاقية التي تحيط بمستخدمي الفيسبوک، وذلک لأن تکنولوجيا الاتصال قد خلقت العديد من القضايا الأخلاقية المرتبطة بطبيعة هذه التکنولوجيا ومن بينها السرية، والخصوصية، وکشف الهوية، وإمکانية التشهير والإساءة للآخرين، کما أکدت الدراسة أن القيم الأخلاقية لمستخدمي التکنولوجيا التي يمکن أن تکون إطاراً کافياً أو مقنعاً لوضع معايير موحدة يمکن أن يلتزم بها الجميع في استخدامهم للفيسبوک نتيجة الاختلاف والتعارض بل وناقض لاهتماماتهم.
التعليق على الدراسات السابقة: بعد الاطلاع على الدراسات السابقة لوحظ أن معظم الخبراء والباحثين أهتموا بدراسة التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي مثل (الاغتراب الاجتماعي والعزلة – التأثير على الأمن الفکري للشباب – التأثيرالسلبي علىالقيمالاجتماعية والمفاهيمالثقافية) دون الاهتمام بوضع الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية.
وقدکانتالاستفادةمنهذهالدراساتفيالجانبالتوثيقيخاصةفيمايخصضبط کلمنمفهومالهويةالثقافيةوأهمالعناصروالمقوماتالمکونةلها،وکذامقارنةالنتائج التي تم الوصولإليهامعنتائجدراستناالحالية.
مشکلة الدراسة:
يفرضالتحديالذينعيشهاليومعليأُمتناوشعوبنابلورةرؤيةخاصةنستطيع منخلالهاأننحققطرفي المعادلةوهما: کيفيةالحفاظعليهويتناالعربيةمنناحية، وکيفيةالانفتاحفينفسالوقتعليالعالممنحولنا لنستفيدمنثمرات المعرفةالإنسانية دونأننغامربفقدهويتنا، وهذاالوضعهوماقديکونعليهحالشبابنا وطلابنا،إذهم أکثرفئةفيالمجتمعتتعرضللتقنياتالحديثةوللغزوالثقافيبوسائلهالمختلفة،مماقد يؤثر على هويتهموقيمهمفيإطارعدمالتوازنبينماهوأصيلومدرکبوعيوبينماهو عصريومُدرکبشکلانبهاري.
ومن هنا تتبلور مشکلة الدراسة في التعرف على الضوابط والمعايير الأخلاقية التي يجب أن تُراعى من قبل مستخدمي المنصات الاجتماعية للحفاظ على الهوية الثقافية العربية من الاغتراب والتطرف الفکري وثورة المعلومات والتي تعتبر من أبرز التحديات التي تقف أمام بناء الهوية الثقافية.
أهمية الدراسة:
تکتسبهذهالدراسةأهميتهامن التأثيرالواضحللمنصات الاجتماعية علىالسلوکوالآراءوالثقافات،ولذلک کانلابدمن الوقوفللتعرفعلى أهم الضوابطالأخلاقيةالتي تحکماستخدام تلک المنصاتخاصتاً معانتشار بعضالممارساتاللاأخلاقيةوالبعيدةعنأخلاقيات وسلوکيات الثقافة العربيةوالتيجعلتالکثيرمن العلماء والخبراء والمتخصصين يطالبوابوضعهذهالضوابط الأخلاقية للحفاظ على الهوية والثقافة العربية.
أهداف الدراسة:
1) الکشف عن سلبيات استخدام الشباب للمنصات الاجتماعية والتي تؤثر على الثقافة العربية. 2) التعرف على أهم الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية وذلک حفاظاً على الثقافة والهوية العربية. 3) العقبات التي تحول دون الحفاظ على الضوابط الأخلاقية للثقافة العربية. 4) تقديم بعض التوصيات التي تساعد على تأصيل أخلاقيات استخدام المنصات الاجتماعية والحفاظ على الثقافة العربية.
تساؤلات الدراسة:
1) ما أهم سلبيات استخدام الشباب للمنصات الاجتماعية والتي تؤثر على الثقافة العربية؟ 2) ما هي الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية؟ 3) ما أهم العقبات التي تحول دون الحفاظ على الضوابط الأخلاقية والهوية العربية؟ 4) ما هي مقترحات النخبة العربية المثقفة في تقديم الحلول والتوصيات للتغلب على الانفلات الاخلاقي والمؤثرة على الثقافة العربية؟
نوعالدراسة:
تنتمي هذهالدراسةإلىالدراساتالوصفيةالتيتهدفإلى تصويروتحليلوتقويمخصائصظاهرةمعينة أوموقفمعين، وتعتبرالبحوثالوصفيةهي الأکثرملاءمةلموضوعالدراسةالتيتستهدفتحليلالضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية، معتمدةعلىالتحليلالکيفيللمقابلات المتعمقةوالذىيعتبرمنأبرز الأساليبالمنهجيةالمستخدمةفيالدارساتالإعلاميةوالذىيمثلجهداًعلمياً منظماً للحصولعلىبياناتومعلوماتللتعرفعلىاتجاهاتالنخبةفيتحليلهذهالظاهرة.
منهج الدراسة وأدواتها:
اعتمدت الدراسة على المنهجالوصفيبأسلوبالمسح، وذلکلتحليلالضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية، واعتمدت الدراسةعلىالمقابلةالمقننةکأداةرئيسيةلجمع البيانات، من خلال عمل استمارة للمقابلات المقننة تتضمن تساؤلات الدراسة، وقامت الباحثة بتطبيقها على عينة الدراسة، کما قامت الباحثة بعمل تحليل کيفي لإجابات المبحوثين للوصول لنتائج الدراسة، والبحث الکيفى يحلل البيانات بطريقة استقرائية مع الترکيز على المعاني والإجابة على سؤالي (لماذا, کيف).
مجتمع وعينة البحث:
قامت الباحثة بعمل مقابلات مقننة على عينة من أساتذة الجامعات المصرية کخبراء أکاديميين في التخصصات الأتية: (الإعلام – الاجتماع – اللغة العربية - الدراسات الإسلامية- الفلسفة)(*)، لأن الباحثة ترى أن إجاباتهم سوف تثري البحث نظراً لقرب تخصصاتهم من موضوع الدراسة، وقامت الباحثة باختيار ثلاث خبراء أکاديميين من کل تخصص بواقع (15) أستاذ جامعي، وذلک للتعرف على الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية، وتباين الوقت المخصص لکل خبير من ساعة فأکثر، وتم إجراء المقابلة بمکاتبهم خلال الفترة من 2 إلى 23 فبراير 2020م.
الإطار النظري:
أخلاقيات المنصات الإجتماعية:
يعدمجالأخلاقياتتکنولوجياالمعلوماتموضوعاًجديداًفيالعلومالاجتماعيةوالإنسانيةحيثأنالکثيرمنالقضاياالناشئةعنهذاالمجاللمتکنمعروفةفيالسابق،وتکمنالإشکاليةفيطبيعةالتعاملمعهذهالقضاياالأخلاقيةبسبباتباعالطريقةوالمنهجذاتهفيدراستهاوتحليلهاوالمتبعفيمعظمالقضاياالاجتماعيةمنخلالتوضيحالآثارالاجتماعيةلتکنولوجياالمعلوماتالمختلفةومنثمتطبيقالنظرياتالأخلاقيةعلىتلکالآثاروماينتجعنها،بيدأناستخدامهذاالمنهجفيتکنولوجياالمعلوماتربمايکونلهعدةعيوبمنأهمها(18):
أولاً: أنهيقومعلىأسلوبالحتميةالتکنولوجيةفيالتفسيرالاجتماعي،والتيسادتفيطابعمنهجالبحثفيالعلومالاجتماعيةلعدةعقود.
ثانياً: أنهيستخدمنهجحسابيفيدراسةالأخلاق،والتيتبسطدرجةالتعقيدالاجتماعيودرجةالشکفيالوصولإلىالحقائق،والحقيقةأنهذاهوواقعالتغيرالاجتماعيالتکنولوجي.
وتُعنىدراسةأخلاقياتالمنصات الاجتماعيةبالطريقةالتيتشکل إصداراتجديدةمنالمشاکلالأخلاقيةالمعياريةوالمعضلات الأخلاقيةالتيأدتبدورهاإلىتفاقمالمشاکلالقديمة،وأجبرتنا علىتطبيقالمعايير الأخلاقيةالتقليديةفيعوالممجهولة،کما أنالمنصات الاجتماعيةتخلقالمشاکلالأخلاقيةالجديدةکلياًلأنها أحدثتتطوراً جديداًفيالأسئلةالأخلاقيةالتي کانتمعروفةسابقاً(19). ولذلکفإنأخلاقياتالحاسوبتحدد،تحلل،وتعرّفتأثير تکنولوجياالمعلوماتعلىالقيمالاجتماعيةوالإنسانية(20).
إنالتطورفيتکنولوجياالمعلوماتوثورتهافيتسارع مستمر،کماأنالمواضيعالفلسفيةوالأخلاقيةوالاجتماعية وغيرهافيتجدد،وهومادفعالباحثينوالفلاسفةإلىإطلاق مشروعفلسفيجديد "فلسفةالمعلومات"،لاسيمابعدأنأصبح استخدامالحاسوبلايقتصرعلىالمختصين،بلانتشر الاستخدامفيجميعالمجتمعاتوعلىاختلافالثقافاتوالفئات العمريةوالجنس،ومعهذاالاتساعفيعددالمستخدمينخلق ثورةمعلوماتيةبسببحجممايتمتجميعهمنبياناتومعلومات يزداديوماًبعديوم(21).
ونحناليومنشهد التغيرالهائلفيثورةتکنولوجياالمعلوماتالاتصالاتالرقمية، والتيخلقتفعلاًمجتمعاتجديدة،ليسفقطالواقعيةمنهابل الافتراضية،ومثالذلک:المجتمعالافتراضيوالعالمالافتراضي حيثتضمالمجموعاتوالأفرادفيعمليةالتواصلالمبنيعلى حريةالحواروالمناقشةومشارکةالأحاسيسوالتجاربالعملية، إضافةإلىتقديمالدعمالذيتوفرهالإنترنتومواقعالتواصل الاجتماعيفيکلأنحاءالعالمالواقعي،رغمأنالتفاعلات عبرالإنترنتتضعفالمجتمعاتفيالعالمالحقيقيالواقعي، وذلکلأنمستخدميالإنترنت والهاتفالمحمولأکثرتفاعلاًوانخراطاًفيالمجتمعالافتراضيمنهفيالمجتمعالواقعي، وهذه النقطةأکدعليهاالعالمجونبارلو John Barlowالذييرىأن "التکنولوجياالحديثةأدخلتسلوکياتوتصرفاتجديدة؛ لأنالأطرالأخلاقيةالسابقةلمتعدقادرةعلى احتوائها(22).
أهمية وضع الضوابط الأخلاقية للمنصات الإجتماعية:
أحدثالتطورالهائلفيشبکاتالاتصالتغيراًهائلاًفيجميعمناحيالحياة المعاصرة،حتىسمي العصرالذينعيشبالعصرالرقمي، لدخولعمليةالحوسبةفيالمهاموالوظائفالتييقومبهاالأفراد والمؤسساتوالحکومات،وشملتمختلفالمجالات،فأوجدذلک الضرورةالملحةللاهتمامبالأخلاقياتالجديدة "الأخلاقيات الرقمية"، فماهيطبيعةهذهالأخلاقياتالرقمية؟.
إنالأخلاقياتالرقميةهيتلکالمعاييرالأخلاقيةالتيتهتم بشکلعامفيالعلاقةوالتفاعلمابينالبشروالتکنولوجيا الرقميةفيالوقتالمعاصر،وتهدفإلىفحصهذهالعلاقة التواصليةوالتفاعليةأخلاقياً،بحيثتعملعلىزيادةالوعي المرجوضمنهذهالعلاقة(23).
وکماهوالحالفيأيإشکاليةأخلاقية،فإنهيمکنتکوين فکرةواضحةعنالأخلاقالرقميةمنخلال طرحسلسلةمن التساؤلاتالمتعلقةبهذاالعالمالرقمي،حولالنصوصوالعوالم الافتراضيةوحولطبيعةاللغة واللهجةالمناسبةللتواصل، وطبيعةالمبادئوالإرشاداتالتيتحکممجتمعمعينعلى الإنترنت،کذلکمراعاة کيفيةاستخدامالمصادرالمتوفرةودمج هذهالمصادرمعبعضهاالبعضأوتغييرهالجمهورمعين، إضافةإلى کيفيةإتمامالمقاربةبينالخاصوالعام،وکيفية تکوينالجماهير، معأنهلاتوجدقوانينصارمةتحکمقواعد السلوکفيکيفيةالتواصلوالتفاعلالرقمي،بحيثيکافئمثل هذاالتفاعلالقوانينالصارمةالتيتحکمقواعد السلوکفي التواصلوالمحادثةوجهاًلوجه،ولذلکبرزالاهتمامفي الأخلاقياتالتييجبتطبيقهافيالتواصل الرقمي،واتخاذ الأساليبالمناسبةلإدارةالاتصالبطريقةأخلاقية،وظهرت برامجتنقيةالبريدالإلکترونيمن الرسائلغيراللائقةوغير المرغوبفيها،وکذلکتنقيةمحتوياتالمواقعأوالرسائلمن الصورالرقميةغير اللائقةوغيرالمهمة(24).
بالإضافةإلىأنالمعاييروالقواعدالأخلاقيةتمنعالبشر منإيذاءبعضهمالبعض،وهيالمبادئالأساسيةوالأکثر حيويةلرفاهيةالبشرمنأيمبادئأخرىمهماکانتمهمه، والتيتحددأفضلالطرقلتسييرالشؤونالإنسانية،وتحديد العلاقاتوالمشاعرالاجتماعيةللنوعالبشري(25).
الضوابط الشرعية لاستخدام المنصات الاجتماعية:
نظراً للحرية التي تعطيها هذه الوسائل لمستخدمها والفضاء المفتوح أمامه، ولضعف دور رقابة الدولة وکذلک الأسرة مما يجعلنا نعول بشکل أساسي على الوازع الديني الذاتي للمستخدم فهو خير رقيب لمن يختلي بهاتفه الذي يعد نافذة واسعة لعالم مفتوح فيه معلومات عن کل شيء، ومن باب المسؤولية الشرعية نبين لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أهم الضوابط الشرعية المتعلقة بهذا الاستخدام، وهي(26):
أولاً: القصد والنية:
إن من أهم الضوابط المقررة في التواصل الاجتماعي، ومن أسمى الغايات المنشودة من هذا التواصل هو إرادة الإصلاح، فحسن النية، والمقاصد النبيلة، توفران تواصلاً اجتماعياً ناجحاً، کما أن السعي بين الناس بالإصلاح، والصبر على ذلک من أعظم ما يقوم به الإنسان، لأنه من القربات التي يتقرب بها الى الله تعالى. لذا على کل مسلم يتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي أن تکون نيته قائمة على تسخيرها خدمة لدين الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنکر، وتواصلاً مع من طلب الشرع التواصل معهم تحقيقاً لصلة الأرحام أو النصح لکل مسلم، وتحقيق المصالح الدنيوية التي لا تتعارض مع الشريعة.
ثانياً: التبين في نقل الأخبار(27):
وضع ديننا الحنيف قيوداً وضوابط لنقل الأخبار، فحث على تحري الدق والأمانة عند نقلها، وحذر من الکذب في نقل الأخبار، لما لها من آثار سلبية على المجتمع المسلم، وقد برزت هذه الضوابط في القرآن الکريم في آيات عدة.
فمواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالمعلومات والأخبار التي لا يعرف مصدرها، ولذا على المسلم المتصفح أن يکون حريصاً على عدم إعادة نشر المعلومة قبل أن يتثبت من صحتها، فالشائعات من الأمور التي حذر الشرع منها، لما لها من وقع سئ على الناس، بالإضافة إلى ما تحدثه من مشکلات لا تحمد عقباها، فقد نهى الله تعالى عن نقل المعلومات دون تحري الدقة والصدق وحذر من أن يتکلم الإنسان بغير علم.
ثالثاً: التواصل بالکلام المباح:
من خلال الحرص على الالتزام بالآداب العامة والأخلاق الرفيعة، والتعامل بالکلمة الطيبة التي تعمل على تقوية التواصل، والابتعاد عن الألفاظ البذيئة والسب واللعن، والتشهير بالآخرين وتتبع عوراتهم وأسرارهم الخاصة وتجنب الغيبة والنميمة، وتجنب کل ما يثير المشاحنة والبغضاء بين الناس والجدال إلا بالتي هي أحسن، وإلا لزم السکوت.
رابعاً: تجنب الخلوة(28):
هناک جملة من الضوابط الأخلاقية التي تنظم حياتنا کمجتمعات إسلامية، يجب ألا نخترقها ولا نتعدى عليها، وکلما حافظ الشاب والفتاة على تلک الضوابط أثناء التواصل کانت هذه المواقع ذات نفع وأثر إيجابي کبير، فمن أهم هذه الضوابط التي يجب أن تلتزم بها کل امرأة، هي أن لا يکون حديثها مع الرجال إلا للضرورة، وإلا تتوسع في هذه الأحاديث، وأن تعرف أنها مسئولة عن نفسها أمام ربها، ومتى جاوزت فإنها تنقص من کرامتها ودينها واحترامها لنفسها وللآخرينن.
إن التعارف والحديث عبر الشبکات الاجتماعية التي تطورت تطوراً هائلاً في هذا العصر، وأوضحت سمة من أبرز سماته ومعالمه، وضرورة لا يستغني عنها، بل يتعذر تجنبها، أو تحريم التعاطي معها بصورة مطلقة، غير أن إباحة استخدام هذه الوسائل للتعارف بين الجنسين والحديث بينهما مشروطة بتقيد الطرفين بالمعايير الأخلاقية والضوابط الشرعية التي ينبغي الالتزام بها، وعدم الخروج عنها، فکان من أهم هذه الضوابط وأبرزها، أن يجري الحديث بينهما بمعرفة الأهل، وتحت اطلاعهم، وليس في غرف مغلقة، ولا في ظل ستار من السرية والکتمان.
خامساً: مخاطبة الناس على قدر عقولهم:
ينبغي على المسلم أن يتعامل مع العقول حسب مقدرتها لا حسب مقدرته، ولا يحملها فوق طاقتها، کما ينبغي عليه مراعاة الفروق العمرية والفکرية، فمن الخطأ الاعتقاد بأن أسلوباً واحداً في الخطاب يصلح للناس جميعهم، لأن الناس بطبيعتهم أصحاب ثقافات متباينة، وعقليات متفاوتة، وعادات وتقاليد مختلفة، من هنا کان أسلوب التواصل الذي يراعى هذه الفروق، هو الأسلوب الناجح الذي تظهر ثماره على الناس.
الثقافة العربية:
تعتبر الثقافة العربية من أهم وأغنى الثقافات على صعيد العالم، ترسخت جذور هذه الثقافة قبل الإسلام، وبزغت بشکل مشرق تمثلت في عدد کبير من الخطب والحکم والقصائد الشعرية والأمثال؛ حيث تجلت عبقرية اللغة وکانت أهم صورة لحياة العرب قديماً ومرآةً تعکس بوضوح أفکارهم ومشاعرهم وعمق خيالهم(29).
وتشکلالثقافةمحورحياةالمجتمعاتفهيالضابطالذيتعتمدعليهفي تصنيف سلوکياتهاوتحديدمنطقهاالقيميفيعمليةتفاعليةمتکاملة،وقدأخذت هذهالکلمةالعديدمن المفاهيمالتيتمتصياغتهاتبعاً لسياقاتهاالزمنية ومذاهبهاالفکريةالسياسيةوالأکاديمية،والثقافة هيمحور لتلک المصادمات المتکررةتجاهالمواضيعوالملفاتأوالمحطاتالرکيزةفيحياتنا، والتيغالباًما تتمالإجابةعنهاعبرعدةآلياتورموزفيتجلىبذلکنسق فکريمتماسک حيوي قابل للتطور(30).
وقد قدمالباحثالعربي "نبيل علي" في تعريفه للثقافةتصنيفاً شاملاًتناولفيهالمفهوممن زوايامختلفةقصدالإلمام بکلالجوانبالتيتمالتطرقمنخلالهالدراسةالثقافة وتعريفهاوفقاًللجانبالذييتمالترکيزعليهمنها کظاهرة(31):
وهناک من يرى الثقافة بأنها" مجموعةمن الصفاتالخلقيةوالقيمالاجتماعيةالتيتؤثرفيالفردمنذولادتهوتصبحلاشعوريا العلاقةالتيتربطسلوکهبأسلوبالحياةفيالوسطالذيولدفيه،فهيإذاالمحيطالذي يشکلفيهالفردطباعهوشخصيته(32).
إنالتعريفاتالتيقدمتللثقافةقدلاتحصى،وتتعددالتعاريفوتختلفبتعدد وجهاتنظرالباحثين واختلافزوايامناقشتهمللمفهومودراستهملهوکذااختلاف مشاربهمالثقافيةذاتها.
العلاقةبينالهويةوالثقافة:
للهويةعلاقةمتينةبالثقافة،فالهويةهيجوهرالشيءوحقيقته،فهويةالإنسانأو الثقافةأوالحضارةهيلبهاوحقيقتها،وهيمرتبطةبالثوابتوالمتغيرات،فهويةالإنسان هيثوابتهالتيتتجددولاتتغير،لأنهاتتجلىوتفصحعننفسهاولاتخليمکانهالنقيضها طالمابقيتالذاتعلىقيدالحياة(33).
فثمةعلاقةوثيقةبينالهويةوالثقافة،بحيثيتعذرالفصلبينهما،إذأنمامنهوية إلاوتختزلثقافة،فلاهويةدونمنظورثقافيولاتستندإلىخلفيةثقافية،والثقافةفي عمقها،وجوهرهاهويةقائمةالذات(34).
وقدتتعددالثقافاتفيالهويةالواحدة،کماأنهقدتتنوعالهوياتفيالثقافةالواحدة، وذلکمايعبرعنهبالتنوعفيإطارالوحدة،فقدتنتميهويةشعبمنالشعوبإلى ثقافاتمتعددة،تمتزجعناصرهاوتتلاقحمکوناتها،فتتبلورفيهويةواحدة،وعلىسبيل المثاللاالحصرفانالهويةالإسلاميةتتشکلمنثقافاتالشعوبوالأممالتيدخلها الإسلامسواءاعتنقتهأوبقيتعلىعقائدهاالتيکانتتؤمنبها،فهذهالثقافاتالتي امتزجتبالثقافةالعربيةالإسلاميةوتلاقحتمعها،هيجماعهوياتالأمموالشعوبالتي انضوتتحتلواءالحضارةالعربيةالإسلامية،وهيبذلکهويةإنسانيةمتفتحةوغير منغلقة(35).
أبعادالهويةالثقافية:
لاتختلف الهويةالثقافيةکثيراًفيأبعادهاعنالهويةکمفهومعام، ذلکأن الهويةالثقافيةمحتواة تأسيساً في الهويةالعامة،وإنماتميزتعنبقيةالهوياتبانتسابالثقافةإليها،بمعنىمجموعالقيم الفکريةوالثقافية والحضاريةالتيتميزمجتمعاًماعنغيرهمنالمجتمعاتوالشعوبوالأمم، ولذلک فيمکنإظهارالإطار العريض الذي يتيحللأبعادالتشکل فيهوتتحددالهويةالثقافيةفي مجموعةمنالمقوماتالأساسيةنجملهافي(36):
1) اللغةالوطنيةواللهجاتالمحلية المرتبطةبوجودشعبماوتطورهومصيرهعلىأساسأن تکوناللغةالوطنيةمعتمدةفيالتدريسعلىجميعالمستويات،وفيالتسييرالإداري،وفي القضاء،إضافةإلىالتواصلبينشرائحالمجتمعإلىجانباللهجاتالمحلية.
2) القيمالدينيةوالوطنية المتکونةعبرالعصوروالتيتکسبالشعب حاملالهويةحصانةتحول دونذوبانهفيشعوبأخرى،وتؤهلهلمقاومة کلمحاولاتالتذويبمهماکانمصدرها.
3) العاداتوالتقاليدوالأعراف النابعةمنتلکالقيموالحاملةلهاوالعاکسةلمستوىالشعبحامل الهويةالاقتصاديوالاجتماعيوالثقافيوالسياسي.
4) التاريخالنضالي الذيينسجه ذلک الشعب حاملالهويةمن أجلالمحافظةعلىهويتهأرضاً وقيماً،وعاداتوتقاليدوأعرافاً.
نتائج الدراسة:
قامت الباحثة بإجراءمقابلاتمتعمقةمعالعديدمناساتذةالجامعات المصرية في التخصات المختلفة وذلک لتعرف على الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية، وترکزالحوارحولالعديدمنالتساؤلاتعلىالنحوالتالي:
أولاً: أهم سلبيات استخدام الشباب للمنصات الاجتماعية والتي تؤثر على الثقافة العربية:
يرى خبراء الاجتماع أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت على مستوى ثقافة الفرد، حيث أصبح العالم يطل علينا بکل ما هو جديد من معلومات وأخبار وابتکارات وثقافات مختلفة وأدت برامج التواصل الاجتماعي إلى کسب کم هائل من المعرفة وتلقي الأفکار، إلا أن الجانب السلبي هو عدم التأکد من بعض ما يصلنا من معلومات وموضوعات لذلک يحتم علينا البحث عن المصادر الرسمية، وبصراحة لولا وجود هذه التقنية لأصبحنا بمعزل عن العالم مما يؤثر على تنمية ثقافتنا وشخصيتنا.
کما يعتقد أساتذة الفلسفة أن من أکثر السلبيات التي تؤثر على ثقافتنا العربية هي بث الأفکار الهدامة والدعوات المنحرفة والتجمعات الفاسدة، مما يحدث خللًا أمنيًا وفکريًا، وخاصة أن أکثر رواد الشبکات الاجتماعية من الشباب مما يسهل إغراؤهم وإغواؤهم بدعوات لا تحمل من الإصلاح شيئًا بل هي للهدم والتدمير، وقد تکون وراء ذلک منظمات وتجمعات، بل ودول لها أهداف تخريبية.
وأضافوا أيضاً أن التشهير والفضيحة والمضايقة والتحايل والابتزاز والتزوير هي أخلاقية تظهر على الشبکة بشکل عام لسهولة التدوين والتخفي، وهي أخلاقيات لا تحتاج بالضرورة إلى معرفة تامة بالبرمجة والبرمجيات، ولا تستند في الغالب العام إلى مستند شرعي حقيقي، فلا يحتاج صاحبها للتدليل أو التعليل أو الإثبات، کل هذا تقابله أنظمة وقوانين لا تملک الرد الرادع لمثل هذه التصرفات.
والابتزاز قد يکون أخلاقيًا بصور أو مقاطع فيديو خاصة أو أخذت کرهًا وغصبًا وهي من أکثر صور الابتزاز على الشبکات الاجتماعية، وقد يکون ماليًا من قبل أشخاص أو من قبل عاملين في مؤسسة أو شرکة خاصة عند ترک العمل أو الفصل، فقد تکون بحوزته معلومات فيساوم صاحب المؤسسة أو الشرکة على تلک المعلومات.
والتزوير من أکثر جرائم نظم المعلومات انتشارًا على الإطلاق، ويتم التزوير في صور شتى منها على سبيل المثال إدخال بيانات خاطئة أو التعديل البيانات الموجودة، ومن صورها على الشبکات الاجتماعية تزوير البيانات الخاصة للشخص مثلاً الجنس أو العمر أو وضع صورة مخالفة للواقع.
کما أکد الخبراء أن الإدمان على وسائل الاتصال الحديثة أصبح مُلفتاً، فالناس في عصرنا هذا أشبه بالأسرى لهواتفهم النقالة ولأجهزتهم الحديثة بحيث أصبح من غير الممکن الخروج بدونها من المنزل فاعتمادهم الکلي والأخير على هذه الوسائل، أضعف الحياة الاجتماعية، حيث أدت وسائل الاتصال إلى ضعف التواصل والحياة الاجتماعية بين الناس بدلاً من تقويتها، فأصبح کل شخص مشغول بحياته الافتراضية بدلاً من محاولته لتقوية الأواصر الاجتماعية، وفي الغالب عند اجتماع العائلة کل واحد مشغول بهاتفه بدلاً من أن يشتغل بأهله والجماعة الذين يجلس معهم فأصبحت الحياة لا قيمة لها والجلسات الجماعية لا فائدة من ورائها.
وهناک انعدام الأمان، لأن وسائل الاتصال قربت الناس من بعضهم بشکل کبير وأصبح من غير الممکن المحافظة على السرية والخصوصية مما قد يسمح للمجرمين والمسيئين وأصحاب الأمراض النفسية من الاقتراب من الشخص وانهائه وابتزازه في الحياه الواقعة.
ثانياً: الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية.
ويرى خبراء الدراسات الإسلامية أن الاسلام يملک قابلية النماء والتطور ويرفض الجمود والتراجع وهذا المنهج سلکه أسلافنا في عصر التقدم والنهضة فتراهم تصدروا الدور في إثراء الفکر الاسلامي السامي عن طريق الاجتهاد والتجديد الذي أصبح ضرورة وفريضة ملحة في هذا العصر لکثرة التحديات التي تواجهها الآمة في ظل العولمة والمتغيرات الحديثة لتحافظ على هويتها وتساهم في بناء الحضارة والشريعة الإسلامية، ولعل من أهم الضوابط عدم التشبه بغير المسلمين ولزوم مغايرتهم، إذ أن الشخصية الإسلامية مختلفة تماماً عن الشخصية الغير مسلمة واجتناب عاداتهم وأديانهم والحذر من التبعية المضيعة لهم وليس کل ما يأخذه المسلم من الغربيين الذين لا يدينون بالإسلام يعد من التقليد والاحتذاء.
وأضافوا أن التواصل الاجتماعي ضرورة ومهم في حياة الفرد والمجتمع على حد سواء، لأنه وسيلة في نقل الأفکار، والتجارب، وتبادل الخبرات والمعارف بينهم، بتفاعل ايجابي وبواسطة رسائل تتم بين مرسل ومتلقى، ومن هنا کان لابد من الالتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية لکل من يقوم بالتواصل الاجتماعي، لأنه بتوظيف وسيلة التواصل الإلکتروني واستثمارها بصورة شرعية صحيحة، نکون قد حققنا غايات نبيلة، وأهداف سامية.
وشدد أساتذة الإعلام على ضرورة مراعاة الأخلاقيات والأعراف العامة على شبکات التواصل الاجتماعي، وأن يتحمل کل مستخدم لتلک المواقع مسئوليته، مشيرون إلى أن حرية التعبير التي أتاحتها الوسائل الاجتماعية تتطلب أن يراعي کل شخص ضميره فيما يکتب، وأن يفکر في أبعاد الکلمات التي ينشرها على صفحته أو حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يعمد إلى إثارة النعرات، أو ينشر کلامًا قد يتسبب في إيذاء الآخرين، ولفت الخبراء إلى قوة التأثير التي باتت تتمتع بها وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، على الرغم من أنها حديثة العهد، فخلال سنوات معدودة لم تعد محصورة في التواصل فحسب، إذ تعددت غاياتها لتضاهي قوة الوسائل الإعلامية في نشر المعلومات، وطرح القضايا والنقاشات، ولذا ينبغي تحري الدقة في نقل الأخبار والمعلومات.
کما يرى خبراء اللغة العربية أن هذه الوسائل أثرت بشکل سلبي في اللغة العربية، کما لاحظوا أن هناک إهمالاً کبيراً في الکتابة باللغة العربية الصحيحة في وسائل التواصل الحديثة، حتى من قبل المتلقين لتعليم جيد، والملمين بقواعد اللغة العربية الصحيحة وإملائها.
وأضافوا أن أبرز ما يقع فيه المستخدمون من أخطاء يکمن في الاختصارات غير المفيدة للکلمات، أو إدخال حروف الجر في الکلمات مع تکرار حروف المد في الکلمة دون فائدة، أو کتابة الکلمات والجمل بدون مسافة بينها نظرا لقلة مساحة الأحرف المسموح بها في بعض التطبيقات، کذلک بعض أساليب الکتابة في وسائل الکتابة بما يسمى لغة "العربيزي أو الفرانکو أرب"، التي أصبحت شائعةً، وکثر استخدامها بين الشباب والأطفال؛ حيث تحتوي العديد من الرسائل النصية على الهواتف الخلوية والفيسبوک وتويتر على کلمات لا يمکن للآباء والأمهات قراءتها أو فهم معناها، حتى أصبحت اللغة العربية عند هؤلاء رکيکة وضعيفة إلى حد بعيد.
والحل کما يراه أساتذة اللغة العربية أن يکون هناک رقابة من قبل علماء اللغة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت التي تساهم في نشر المقالات التي يکتبها الموهوبون من الشباب، وذلک في سبيل تصحيح المسار والعودة إلى اللغة العربية الفصحى، وحتى تکون هذه المواقع وسيلة حقيقية في تداول اللغة الفصحى وتعليم القراءة والکتابة بالطرق الصحيحة والفصحى وليس العکس.
يرى أساتذة الإعلام أن الانحلال الأخلاقي من أهم العقبات التي تحول دون الحفاظ على الضوابط الأخلاقية والهوية العربية، وهي تعني نقص حاد في القيم والأخلاق على مستوى الدول والمجتمعات والأفراد، مما يؤدي إلى نتائج مدمرة تهدد القيم العليا والأهداف السامية في المجتمع, حيث تصبح الأفعال والممارسات المنافية للأخلاق حرية والتلفظ بالکلمات ذات إيحاءات جنسية في برامج تلفزيونية طريقة للتندر والضحک.
کما يروا أن التربية والتنشئة الأخلاقية يؤثران بشدة على الضوابط الأخلاقية للمنصات الاجتماعية والتي تؤثر على الهوية الثقافية، وتتمثل في عدة عوامل أهمها (أخلاقيات مؤسسة الأسرة – أخلاقيات المؤسسة التربوية – أخلاقيات المؤسسة الدينية – أخلاقيات المؤسسة الإعلامية), حيث أن عدم الکفاية والفعالية الأخلاقية والإنتاجية للتربية والتنشئة الاجتماعية, يعمل على عدم قدرتها على استيعاب أبناء المجتمع أو عدم استيعاب وتحديث قيم المجتمع وعاداته وتقاليده وکلا الحالتين تؤدي إلى ضعف الرابطة الاجتماعية والدينية, وانحلال العلاقات التقليدية الأسرية, وضعف علاقات القرابة والجوار, واختلال نظام القيم, وضعف الرقابة الاجتماعية, وعدم الاندماج الکلي لجيل الشبان المنفصلين عن ثقافة الاباء في الثقافة الحضرية.
وأکد أساتذة الاجتماع إن من أخطر تحديات المنصات الاجتماعية محاولة خلط الثقافات وإحلال مفاهيم الحضارة الغربية مکان مفاهيم الثقافة والحضارة العربية الإسلامية، ومحاولة إيجاد ثقافة واحدة سائدة ومسيطرة على العالم وهذا ببحث ما هو مشترک بين الثقافات المختلفة، يصبح فيها الإنتاج الغربي ممثلاً وحيداً لثقافات مختلفة، فأصبحهاجسالخصوصيةفيالهويةالثقافيةوالوطنيةومحاولة تنميط سلوکياتالبشروثقافاتهمالأخرىللمجتمعاتالحديثة،الأمرالذييحملإمکانية تفجيرأزمةالهوية الثقافيةالتيأصبحتمنالمسائلالرئيسيةالتيتواجهالمجتمعات الإنسانيةعلىالمستوىالعالمي.
الخلاصة:
1) يمکن إجمال أهم سلبيات المنصات الاجتماعية التي تؤثر على الثقافة والهوية العربية في:
2) أهم الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية:
3) العقبات التي تحول دون الحفاظ على الضوابط الأخلاقية والثقافة العربية:
التوصيات:
1) ضرورة وضع مواثيق أخلاقية وبرامج لنشر القيم والثقافة العربية الإسلامية لما لذلک من تهذيب النفس البشرية (کالصدق، التبين في نقل الأخبار، حسن المعاملة، إحسان الظن، وحدة الکلمة،........... إلخ). 2) يجبعلىالمؤسساتالتنشئة الاجتماعيةمثلالأسرةوالمدرسةوالمسجدوالجامعة والمجتمعالمدنيوحتىالنواديالثقافيةوالاجتماعيةالمختلفةأنتقومبدورهاعلىأحسن وجهأکثرمنذيقبلباعتبارهاالمؤسساتالأولىللتنشئةالاجتماعية، وهيالمسؤولةعلى تکوينالاتجاهاتوالسلوکياتوالقيموالمعتقدات، بالإضافة لدورهافيغرسالهويةالثقافية والمحافظةعليها. 3) تسليط الضوء أکثر على موضوع اللغة المستعملة في المنصات الاجتماعية وتأثيرها على الشباب کعنوان لهويتهم الثقافية. 4) يجب العمل على إعداد مشروع استراتيجي، وفق خطط مدروسة بين المجتمعات العربية والإسلامية المختلفة للتعاون الجاد فيما بينهم للمحافظة على الهوية العربية الإسلامية، ووضع السبل الملائمة لوضعها موضع التنفيذ. 5) ضرورةتفعيلدورالرقابةعلىشبکاتالتواصلالاجتماعي، وسن التشريعات الأخلاقية اللازمة للحماية من مخاطر الشبکات الاجتماعية والهادفة إلى الحفاظ على الهوية والثقافة العربية الإسلامية. 6) النظر إلى الأساليب الجديدة التي يستخدمها الشباب في التواصل عبر الشبکات الاجتماعية، ومحاولة تشخيص أسبابها؛ من أجل فهم الظاهرة جيدًا، واقتراح حلول أکثر نجاحاً لمعالجتها.
المراجع: 1) Gabrielle Samuel & Elizabeth Buchanan (2020) Guest Editorial: Ethical Issues in Social Media Research, Journal of Empirical Research on Human Research Ethics, 15 (1), Pp, 3 -11. 2) محمد فرح کرم الله (2019) واقع أخلاقيات النشر على مواقع التواصل الاجتماعي في أوقات الأزمات: أخلاقيات التعامل مع مصادر الأخبار نموذجاً، مجلة الدراسات الإعلامية، العدد التاسع، المرکز الديمقراطي العربي، برلين، ألمانيا. 3) Alisa Shishkina & Leonid Issaev (2018), Internet Censorship in Arab Countries: Religious and Moral Aspects, Religions Open Access Journal, 9 (358), From: www.mdpi.com/journal/religions 4) رسمية الشقران (2018)، آليات تعزيز المسؤولية الأخلاقية لمستخدمي شبکات التواصل الاجتماعي ومکافحة الارهاب الرقمي، المؤتمر الدولي الأول الإعلام وتحديات الخليج العربي، الجامعة الخليجية، البحرين، ص 323- 364. 5) محمد غنيم سويلم (2018)، تهديدات شبکات التواصل الاجتماعي للأمن الفکري کما يدرکها الشباب الجامعي وآليات مواجهتها: دراسة ميدانية، مجلة عجمان للدراسات والبحوث، المجلد السادس عشر، العدد الثاني، تصدر عن جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم، الإمارات، ص 213. 6) Nigel Stanger & Others (2017), How do Saudi youth engage with social media?, First Monday, 22 (5), From :https://doi.org/10.5210/fm.v22i5.7102. 7) حامد سعيد الجبر وآخرون (2017)، حول واقع دور شبکات التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي الثقافي لدى طالبات کلية التربية الأساسية في دولة الکويت، مجلةکليةالتربية، العدد 716، الجزء الثاني، جامعة الأزهر، القاهرة، ص 77- 115. 8) أحمد عبدالله الأحمد وآخرون (2017)، الأخلاقيات الرقمية والحداثة في التواصل الإنساني، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، المجلّد 10، العدد 2، عمادة البحث العلمي، الجامعة الأردنية، ص 251- 263. 9) Norah Abokhodair & Sarah Vieweg (2016), Privacy & Social Media in the Context of the Arab Gulf, Proceedings of the 2016 ACM Conference on Designing Interactive Systems, Pp. 672–683. From: https://doi.org/10.1145/2901790.2901873 10) محمد أحمد ومحمد عبدالله (2016)، اضطراب الهوية وعلاقته بالإغتراب لدى الشباب السعودي في ضوء تحديات العولمة وسبل مواجهتها، مجلة کلية التربية، المجلد 32، العدد 1، کلية التربية، جامعة أسيوط ، ص 503- 550. 11) رضا إبراهيم الأشرم (2015)، التأثير الاجتماعي لوسائل التواصل الاجتماعي لدى الشباب الجامعي، بحث منشور في مؤتمر وسائل التواصل الاجتماعي التطبيقات والإشکاليات المنهجية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملکة العربية السعودية. 12) بلعربي سعاد (2015)، أثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الهوية الثقافية: دراسة ميدانية على عينة من طلبة مستخدمي موقع الفيسبوک بجامعة مستغانم، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم علوم الإعلام والاتصال، کلية العلوم الاجتماعية، جامعة عبد الحميد بن باديس-مستغانم، الجزائر. 13) محمد أحمد حسين (2014)، الضوابط الشرعية لاستخدام وسائل التواصل الحديثة، المؤتمرالعلميالدوليالرابعلکليةالشريعةفيجامعةالنجاحالوطنية، دار الإفتاء الفلسطيني، نابلس، فلسطين. 14) فهد بن علي الطيار (2014), شبکات التواصل الاجتماعي وأثرها على القيم لدى طلاب الجامعة" تويتر نموذجاً": دراسة تطبيقية على طلاب جامعة الملک سعود، المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، العدد 61، المجلد 31، جامعة نايف العربية للعلوم الامنية، السعودية، ص 193 – 266. 15) Khaled Saleh & Others (2012), The Impact of Arab Cultural Values on Online Social Networking: The Case of Facebook, Computers in Human Behavior, 28 (6), Pp. 2387-2399. 16) David William Hill (2011), The Ethical Dimensions of a New Media Age: a Study in Contemporary Responsibility, Unpublished PhD Thesis, University of York. 17) Ben Light & Kathy McGrath (2010), Ethics and Social Networking Sites: A Disclosive Analysis of Facebook, Information Technology and People, 23(4), Pp. 290-311. (*) قائمة بأسماء الخبراء الأکادميين الذين تم إجراء المقابلات المقننة معهم، وهم:
18) يورجين هابرماس (2012). الأخلاق والتواصل، ترجمة أبو النور حمدي والنور حسن، بيروت: دار التنوير للنشر، ص 23. 19) وليام ليلى (2000). مقدمة فى علم الأخلاق، ترجمة على عبد المعطى محمد، الإسکندرية: منشأة المعارف، ص 35. 20) Antonio Marturano (2002), The Role of Metaethics and the Future of Computer Ethics, Ethics and Information Technology, 216 (8), Pp. 71–78 . 21) Terrell Ward Bynum (2010). The historical roots of information and computer ethics, In The Cambridge Handbook of Information and Computer Ethics, London: Cambridge University Press, Pp. 20-38. 22) John P. Barlow (1991), Electronic frontier: Coming into the Country, Communications of the ACM, 34 (3),Pp.19-21. 23) Philip Berry (2012). Values in Scouting Technology and Computer Ethics, at The Cambridge Handbook of Information and Computer Ethics, London: Cambridge University Press, Pp. 41-58. 24) Jeffrey Ghannam (2011), Social Media in the Arab World: Leading up to the Uprisings of 2011, Washington: Center for International Media Assistance, P. 14. 25) Philip Berry (2012). Values in Scouting Technology and Computer Ethics, at The Cambridge Handbook of Information and Computer Ethics, England: Cambridge University Press, Pp. 41-58. 26) محمد أحمد حسين (2014)، مرجع سابق، ص 11. 27) مأمون نواحده (٢٠١٤)، ضوابط استخدام وسائل الاتصال الحديثة، المؤتمر السنوي الدولي الرابع لکلية الشريعة: وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة وأثرها على المجتمع، جامعة النجاح، فلسطين. 28) محمد مجاهد (2009)، أخلاقيات التعامل مع شبکة المعلومات، مجلة المکتبات والمعلومات العربية، العدد 11، دار المريخ للنشر، لندن، ص 126. 29) جورج لارين (٢٠٠٢). الإيديولوجيا والهوية الثقافية الحداثة وحضور العالم الثالث، ترجمة فريال حسن خليفة، القاهرة: مکتبة مدبولي، ص ٢٣. 30) بدرالدين بن بلعباس (2015)، شبکات التواصل الاجتماعي والهوية الثقافية عند الطلبة الجامعيين: الفيسبوک وطلبة جامعة بسکرة نموذجاً، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم العلوم الاجتماعية، کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة محمد خيضر بسکرة، الجزائر. 31) نبيل علي (2001). الثقافةالعربيةوعصرالمعلومات، الکويت: سلسلة عالم المعرفة، ص 11. 32) عبد الصبور شاهين (1984). مشکلاتالحضارة،مشکلةالثقافة، دمشق: دار الفکر، ص 23. 33) محمد عمارة (1999). مخاطر العولمة علي الهوية الثقافية، القاهرة: نهضة مصر للطباعة والنشر، ص 124. 34) غالية غضبان (٢٠١٨)، أثر استخدام شبکات التواصل الاجتماعي على الهوية الثقافية لدى الطلبة الجامعيين الجزائريين في ظل العولمة الإعلامية، رسالة دکتوراه غير منشورة، قسم علوم الإعلام والاتصال وعلم المکتبات، کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الحاج لخضر باتنة١، الجزائر. 35) رشدي أحمد طعيمة (١٩٩٨). الثقافة العربية الإسلامية بين التأليف والتدريس، القاهرة: دار الفکر العربي، ص ١٧٨. 36) جون جوزيف (٢٠٠٧). اللغة والهوية "قومية - إثنية - دينية"، ترجمة عبدالنور خراقي، الکويت: سلسلة عالم المعرفة، ص ٢٣٣.
| ||||
References | ||||
الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية
د/ شيماء عبد العاطي سعيد صابر*
الملخص:
تعدالثقافةالعربيةالمقومالأساسيللشخصيةالعربيةوتشکلمرتکزاً قوياًومحوراًأساسياً هاماً فيتحديدملامحهويتها، لکن شهدتهذهالمجتمعاتفيالسنواتالأخيرةمجموعةمنالتغيرات المتلاحقةفيالعديدمنالجوانبالثقافيةوالفکريةوالاجتماعية، فمعانتشاراستخدام مواقعالتواصل الاجتماعي ظهرنوعجديدمنالجماعاتوالمجتمعاتالإنسانيةوالتيأُطلقعليهابالمجتمعات الافتراضية، منخلالإعادةرسمالحدودوالخرائطالثقافيةحيثساهمتفيتفريغالثقافةوتمييع الهويةمتخطيةللحدود وتعرضتفيظلهاالثقافةالمحليةلأخطارالتلاشيوالاندثار .
من هنا کان لابد من الالتزام بالضوابط الأخلاقية لکل من يقوم بالتواصل الاجتماعي، لأنه بتوظيف وسيلة التواصل الالکتروني واستثمارها بصورة صحيحة، نکون قد حققنا غايات نبيلة وأهداف سامية، وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية والتياعتمدت علىالمقابلاتالمقننةلعينة من أساتذة الجامعات المصرية کخبراء أکاديميين وذلک لتعرف على الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية، وتوصلت الدراسة إلى أن أهم سلبيات المنصات الاجتماعية التي تؤثر على الثقافة والهوية العربية هي فک الارتباط بالوطن وبالرموز القومية والتاريخية، بالإضافة إلى تغيير اللغة المستخدمة في التواصل والتجرد من اللغة العربية السلمية، وترى الدراسة أن أهم الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية هي التحلي بالفضيلة ونشر القيم الدينية وتنمية هذه القيم في نفوس الشباب وبين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى الالتزام بالقيم الثقافية والعادات والتقاليد الإسلامية الجادة.
الکلمات المفتاحية: الضوابط الأخلاقية - المنصات الاجتماعية – الثقافة والهوية العربية.
مقدمة:
ساعدتالتطوراتالحاصلةفيميدانتکنولوجياالإعلاموالاتصالإلىخلق العديدمنالمخاوف وإثارةالکثيرمنالجدلحولمخاطرهاالنفسيةوالاجتماعيةوالثقافية الناتجةعنمضامينهذهالتکنولوجيا وماأحدثتهمنخلالالعولمةالثقافيةباعتبارهاغزو ثقافييمسذاتيةالأفرادوالأمم،وتحملخطاباًثقافياً خاصاًلشعوبالعالممفادهأنهالا مجالللتعددالثقافي، وإنماالبقاءلثقافةالمعلومةالمهيمنةعلىکل الثقافات.
ومعانتشار واستخدامالمنصات الاجتماعية أصبحت قادرةعلىأنتفصلالمکانعنالهويةوتقفزفوق الحدودالثقافيةوالسياسيةوتزيدمنإضعافالشعوربالانتماءالمحليوالوطني، وتعمل علىتفريغالثقافةوتمييعالهويةوتنسجهوياتمتعلقةبالحيزالمکانيوتقللمنالشعوربالانتماءإليها.
وتستهدفثقافةالاختراقالتشويشعلينظامالقيموتوجيهالخيالوتنميطالذوق وقولبةالسلوکوتکريسنوعمعينمنالاستهلاکلنوعمعينمنالمعارفوالسلعوالبضائع، کماتستهدفأيديولوجيةالاختراقنشروتکريسجملةأوهاموهذهالأوهامهيوهمالفردية،وهم الخيارالشخصي،وهمالحياد،وهمالطبيعةالبشريةالتيلاتتغير،وهمغيابالصراع الاجتماعي.
لذا تعد الثقافة العربيةالمقومالأساسيللشخصيةالعربيةوتشکلمرتکزاًقوياً ومحوراًأساسياًوهاماًفي تحديدملامحهويتها،فهيتُنميالمجتمعاتالعربيةلدىأفرادهانماذجمعينةمنالثقافات، تعکس توجهاتهاوتصوراتهاالحياتيةونظامهاوطبيعةالحضارةالسائدةفيها، فالمجتمعاتفيالسنوات الأخيرةشهدت مجموعةمنالتغيراتالسريعة والمتلاحقةفيالعديدمنالجوانبالثقافيةوالفکريةوالاجتماعية، وکانلهذهالتغيراتأثارهافيالحياةالإنسانيةوعلىمنظومةالقيمالحاکمةلسلوکالأفرادوتصرفاتهم وثقافتهم.
الدراسات السابقة:
من خلال مراجعة الدراسات السابقة المتاحة ذات الصلة بمشکلة الدراسة توصلت الباحثة إلى الدراسات العربية والأجنبية التالية:
حيث أهتمت دراسة غابرييل صموئيل وإليزابيث بوکانان (2020)(1) والتي ترى أن العالم الافتراضي ليس مجرد صفحة على الإنترنت، وإنما هو امتداد ومکمل للحياة التقليدية، فيجب على الأفراد عدم التجرد من أخلاقهم وأدبهم لإن ذلک يعکس شخصيته، کما أن الغرض من الاشتراک في مواقع التواصل الاجتماعي هو محاورة الأخرين وعرض الآراء ولأفکارک والاطلاع على أراء الأخرين وأفکارهم والتفاعل معهم، فلذا يجب الاستفادة من هذه الوسيلة والالتزام بالسلوکيات والأخلاقيات الطيبة. کما تهدف دراسة محمد فرح (2019)(2) إلى إجلاء أخلاقيات تعامل الناشرين السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع مصادر أخبارهم ومعلوماتهم التي ينشرونها في أوقات الأزمات، ومثلت الأحداث التي مر بها السودان خلال الفترة من 2018م/2019م مرتکزاً لذلک، وتوصلت الدراسة إلى أن العينة في معظمها تحافظ على سرية مصادرها، غير أنها تثق في مجموعات الأصدقاء والمقربين وزملاء مجموعة التواصل الواحدة، کمصادر للمعلومات؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى النشر الکاذب، وانتشار الإشاعة؛ وهو أمر مرفوض أخلاقيًا وقانونيًا. وجاءت دراسة أليسا ووليونيد (2018)(3) بدراسة سيطرة الدولة ورقابتها على الإنترنت ووسائل الإعلام في الدول العربية، وحماية الأعراف الدينية والأخلاقية للمجتمع، وتوصلت الدراسة إلى أن الحکومات العربية تقوم بمراقبة الإنترنت خاصتاً بعد ثورات الربيع العربي وذلک بسبب الإنتاج الغير أخلاقي للشباب والذي يساعد على زعزعة الأمن في البلاد وحماية الدين والأخلاق للمجتمع.
کما هدفت دراسة رسمية الشقران (2018)(4) إلى التعرف على الآليات الفاعلة في تعزيز المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية لمستخدمي شبکات التواصل الاجتماعي والخطوات العملية لأجل الحد من منشورات التطرف والارهاب، والعمل على تعزيز الحصانة الفکرية لأفراد المجتمع، وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام شبکات التواصل الاجتماعي مسؤولية أخلاقية ووطنية قبل أن تکون حرية شخصية، وأن القيم التي تحکمنا في استخدامها لا تختلف عن تلک التي نتحلى بها في العلاقات الاجتماعية. وجاءت دراسة محمد غنيم (2018)(5) للتعرف على الأسس النظرية لشبکات التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالأمن الفکري، والکشف عن تقديرات طلبة جامعة جازان لمستوى تهديدات شبکات التواصل الاجتماعي للأمن الفکري، وقد بينت نتائج البحث أن الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية تساعد في التصدي لحملات شبکات التواصل الاجتماعي المشککة في الدين الإسلامي وزعزعة قيم الولاء والانتماء لدى الشباب الجامعي. وناقشت دراسة نايجل ستنجر وآخرون (2017)(6) بعض العوامل الثقافية والدينية المتشابکة التي تؤثر على کيفية تفاوض الشباب السعودي على استخدامهم لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي التي يتم تطويرها في سياقات ثقافية مختلفة تماماً، کما يسلط الضوء على المخاوف الجنسانية والتأثير القوي للجماعة الاجتماعية على کيفية استخدام هذه المواقع وکيفية إدارة المستخدمين للمعلومات التي يشارکونها، وأظهرت النتائج أن مستخدمي الشبکات الاجتماعية من الشباب السعودي يقعون باستمرار تحت ضغوط معقدة ومتعددة الطبقات للامتثال لأداء هوية عبر الإنترنت وتلبية توقعات دينهم ومجتمعهم وعائلتهم وقبائلهم، والامتثال کشباب ضمن هذه الهياکل الاجتماعية.
ودراسة حامدالجبر وآخرون (2017)(7) التي هدفتإلىمعرفةدورشبکاتالتواصلالاجتماعيفي تنمية الوعيالثقافيلدىطالباتکليةالتربيةالأساسيةفيدولةالکويت، وتوصلت الدراسة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تعملعلىرفعمستوىالثقافة العامةلدىطلاب الجامعة، کما تساعدفي تکوينالآراءوالأفکار حولالقضاياوالمشکلاتالثقافية التيتهمالمجتمع، وترى الدراسة ضرورةتفعيل دورالرقابةعلىشبکاتالتواصلالاجتماعي، وعملدوراتتدريبيةلتأهيلالشبابللتعاملمع إيجابياتشبکاتالتواصل الاجتماعيوتلاشيسلبياتها. کما تناول أحمدعبدالله وآخرون (2017)(8) الأخلاقيات الرقمية من جانب فلسفي، والتي لا بد من أخذها بعين الاعتبار في ظل سيادة العصر الرقمي، من أجل حل وتفادي الإشکاليات الأخلاقية الناشئة، وخَلُصَ البحث إلى ضرورة التفکير في أبعد من الحقائق والنظريات ذات الصلة بالمعايير الحالية لتشکيل الوعي الأخلاقي الذي يستدعي ويؤکد على ضرورة نشر ثقافة المعلومات وأخلاقياتها. وأهتمت نورة أبو خضير وسارة فييج (2016)(9) بتفسيرات الخصوصية من وجهة نظر مواطني الخليج العربي، وفي کيفية ممارسة الخصوصية وفهمها في البيئات التي تتوسط فيها التکنولوجيا بين هؤلاء السکان، مع إيلاء اهتمام خاص لدور الإسلام والتقاليد الثقافية في بناء قواعد حول الخصوصية، وتوصلت الدراسة إلى مبادئ واقتراحات تصميم حساسة ثقافيًا للبحوث المستقبلية تتضمن خصائص الخصوصية غير المستکشفة مسبقًا، والتي تلعب دوراً في کيفية تصفح المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي.
کما ناقش محمد أحمد ومحمد عبدالله (2016)(10) في دراسته العلاقةبيناضطراب الهويةوالشعوربالاغترابلدىالشبابالجامعي السعودي فيضوءتحدياتالعولمة، وتکونت أدوات الدراسة من مقياس الشعور بالاغتراب للشباب الجامعي إعداد الباحثان، ومقياس رتب الهوية (أساليب مواجهة أزمة الهوية)، وتوصلتالدراسةإلىمجموعةمنالنتائجأهمها: وجودأزمةواضطرابللهوية لدىعينةالدراسة وانخفاضمستوىالشعوربالاغتراب، وجودعلاقةارتباطيهموجبةبين أبعادمقياسرتبالهويةوأبعادمقياسالشعوربالاغترابماعدا بعديتعليقوانجازالهوية. أما الأشرم (2015)(11) فيرىأنهذاالعالمالتقنيالتکنولوجيقدأثر فيفئةالشبابحيثسيطرعلىاهتماماتهموشغلالحيزالأکبرمنأوقاتهم،ممانتج عنهالکثيرمنالمزاياالإيجابيةوالسلبيةعلىهويةهؤلاءالشبابالاجتماعيةوالوطنية والثقافيةوعلىالعلاقاتالاجتماعيةداخلالمجتمعالواحد،مماأنتجضياعاًوتشتتاًلغايات أو هدافهذهالفئةمنالشبابوخلطاًواضحاًلقدرتهمعلىالتميزبينماهوصوابوما هوخطأ،کذلکزيادةواضحةفيدفعالشبابللتمردوالرفضلثقافةالمجتمعووقوعهم بأزمةوغربةفکرية. وکشفت دراسة بلعربيسعاد (2015)(12) عنأثراستخدامشبکاتالتواصل الاجتماعي علىبعضعناصرالهويةالثقافيةلدىالطلبةالجامعيينالجزائريينفيظل العولمة الإعلامية، وتوصلت الدراسة إلى أن أهم دوافع استخدام أفراد العينة للفيسبوک هو الإطلاع على آخر الأخبار ومواکبة الأحداث المحلية والوطنية والعالمية، کما أسفرت الدراسة أن استخدام الموقع لم يؤثر في هوية الدين الإسلامي للطلبة، وفي قيامهم بمختلف شعائرهم الدينية کالصلاة.
وتعرفت دراسة محمد أحمد (2014)(13) على الضوابط الشرعية لاستخدام وسائل التواصل الحديثة، حيث يقضي استخدام هذه التقنية إلى ارتکاب محظورات شرعية، وربما يفتح أبواباً يلج منها الشيطان لإثارة الفتن والفساد، والإيقاع بين الناس، ومعلوم وفق القاعدة الشرعية أن ما يفضي إلى محرم فهو حرام، وتوصلت الدراسة إلى ضرورة توجيه الجيل للحفاظ على هوية الأمة وقيمها، وعدم الانسياق وراء أخطار العولمة جراء عملية التواصل. وجاءت دراسة فهد بن على الطيار (2014)(14) لتکشف تأثيرشبکاتالتواصلالاجتماعي علىالقيم الأخلاقية والاجتماعيةلدىطلاب جامعةالملکسعودبالرياض علىاختلافتخصصاتهم العلمية، وتوصلت الدراسة إلى أن أهممظاهرالتغير السلبي فيالقيمنتيجةشبکاتالتواصل الاجتماعي ظهرفي القدرةعلى مخاطبةالجنسالآخربجرأة، والإهمالفيالشعائرالدينية، ومضيعة الوقت، وأوصت الدراسة بضرورة تکثيف الندواتالعلميةوالبرامجالتعليميةالهادفةالتيتبين لطلابالجامعةالتأثيرالسلبي لشبکاتالتواصلالاجتماعي علىالقيمالاجتماعية والمفاهيموالثقافةوالهوية المحلية،وکذلکالهويةالدينية ومايرتبطبهامنقيموعادات وسلوکيات. کما کان الغرض من دراسة خالد صالح وآخرون (2012)(15) هو استکشاف تأثير القيم الثقافية على الدوافع والمواقف تجاه مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، والعوامل التي تؤثر على استمرارية قيمة العضوية، وتم استخدام الاستبيان عبر الإنترنت لجمع البيانات من أعضاء الفيسبوک، وأشارت النتائج إلى وجود تباين في التأثير الثقافي على الدوافع والمواقف، في الوقت الذي يسعى فيه الشباب العربي إلى التحرر من جميع أنواع القيود لتلبية احتياجاتهم الإنسانية، کما لاتزال مواقفهم تتأثر بالقيم الثقافية للأمة العربية.
وجاءت دراسة ديفد هيل (2011)(16) حولالأبعادالأخلاقية وعصرالإعلام الجديد: دراسةفيالمسؤوليةالمعاصرة حيثرکزتالدراسة علىوضعأطر تأصيليةلنظريةأخلاقيةتتماشى معمقتضياتوظروفالإعلامالجديد وطبيعته،ودراسة المسئوليةالأخلاقيةللجمهورمقارنةبالسلوکالأخلاقي لديهم،وبينتالدراسة أنوسائل الإعلام الجديدةتمتلکأساليبعصريةمختلفةعنمثيلاتهافيالإعلام التقليدي،لذايجبدراسةتأثيرات وسائلالإعلامالجديدلوضعوتأصيلقيمأخلاقيةفيعصرالإعلامالجديد. وهدف بن وکاثي (2010)(17) في دراسته إلى معرفة أهم القيم الأخلاقية التي يجسدها الفيسبوک، وأظهرت الدراسة الحجم الکبير للتحديات الأخلاقية التي تحيط بمستخدمي الفيسبوک، وذلک لأن تکنولوجيا الاتصال قد خلقت العديد من القضايا الأخلاقية المرتبطة بطبيعة هذه التکنولوجيا ومن بينها السرية، والخصوصية، وکشف الهوية، وإمکانية التشهير والإساءة للآخرين، کما أکدت الدراسة أن القيم الأخلاقية لمستخدمي التکنولوجيا التي يمکن أن تکون إطاراً کافياً أو مقنعاً لوضع معايير موحدة يمکن أن يلتزم بها الجميع في استخدامهم للفيسبوک نتيجة الاختلاف والتعارض بل وناقض لاهتماماتهم.
التعليق على الدراسات السابقة: بعد الاطلاع على الدراسات السابقة لوحظ أن معظم الخبراء والباحثين أهتموا بدراسة التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي مثل (الاغتراب الاجتماعي والعزلة – التأثير على الأمن الفکري للشباب – التأثيرالسلبي علىالقيمالاجتماعية والمفاهيمالثقافية) دون الاهتمام بوضع الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية.
وقدکانتالاستفادةمنهذهالدراساتفيالجانبالتوثيقيخاصةفيمايخصضبط کلمنمفهومالهويةالثقافيةوأهمالعناصروالمقوماتالمکونةلها،وکذامقارنةالنتائج التي تم الوصولإليهامعنتائجدراستناالحالية.
مشکلة الدراسة:
يفرضالتحديالذينعيشهاليومعليأُمتناوشعوبنابلورةرؤيةخاصةنستطيع منخلالهاأننحققطرفي المعادلةوهما: کيفيةالحفاظعليهويتناالعربيةمنناحية، وکيفيةالانفتاحفينفسالوقتعليالعالممنحولنا لنستفيدمنثمرات المعرفةالإنسانية دونأننغامربفقدهويتنا، وهذاالوضعهوماقديکونعليهحالشبابنا وطلابنا،إذهم أکثرفئةفيالمجتمعتتعرضللتقنياتالحديثةوللغزوالثقافيبوسائلهالمختلفة،مماقد يؤثر على هويتهموقيمهمفيإطارعدمالتوازنبينماهوأصيلومدرکبوعيوبينماهو عصريومُدرکبشکلانبهاري.
ومن هنا تتبلور مشکلة الدراسة في التعرف على الضوابط والمعايير الأخلاقية التي يجب أن تُراعى من قبل مستخدمي المنصات الاجتماعية للحفاظ على الهوية الثقافية العربية من الاغتراب والتطرف الفکري وثورة المعلومات والتي تعتبر من أبرز التحديات التي تقف أمام بناء الهوية الثقافية.
أهمية الدراسة:
تکتسبهذهالدراسةأهميتهامن التأثيرالواضحللمنصات الاجتماعية علىالسلوکوالآراءوالثقافات،ولذلک کانلابدمن الوقوفللتعرفعلى أهم الضوابطالأخلاقيةالتي تحکماستخدام تلک المنصاتخاصتاً معانتشار بعضالممارساتاللاأخلاقيةوالبعيدةعنأخلاقيات وسلوکيات الثقافة العربيةوالتيجعلتالکثيرمن العلماء والخبراء والمتخصصين يطالبوابوضعهذهالضوابط الأخلاقية للحفاظ على الهوية والثقافة العربية.
أهداف الدراسة:
1) الکشف عن سلبيات استخدام الشباب للمنصات الاجتماعية والتي تؤثر على الثقافة العربية. 2) التعرف على أهم الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية وذلک حفاظاً على الثقافة والهوية العربية. 3) العقبات التي تحول دون الحفاظ على الضوابط الأخلاقية للثقافة العربية. 4) تقديم بعض التوصيات التي تساعد على تأصيل أخلاقيات استخدام المنصات الاجتماعية والحفاظ على الثقافة العربية.
تساؤلات الدراسة:
1) ما أهم سلبيات استخدام الشباب للمنصات الاجتماعية والتي تؤثر على الثقافة العربية؟ 2) ما هي الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية؟ 3) ما أهم العقبات التي تحول دون الحفاظ على الضوابط الأخلاقية والهوية العربية؟ 4) ما هي مقترحات النخبة العربية المثقفة في تقديم الحلول والتوصيات للتغلب على الانفلات الاخلاقي والمؤثرة على الثقافة العربية؟
نوعالدراسة:
تنتمي هذهالدراسةإلىالدراساتالوصفيةالتيتهدفإلى تصويروتحليلوتقويمخصائصظاهرةمعينة أوموقفمعين، وتعتبرالبحوثالوصفيةهي الأکثرملاءمةلموضوعالدراسةالتيتستهدفتحليلالضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية، معتمدةعلىالتحليلالکيفيللمقابلات المتعمقةوالذىيعتبرمنأبرز الأساليبالمنهجيةالمستخدمةفيالدارساتالإعلاميةوالذىيمثلجهداًعلمياً منظماً للحصولعلىبياناتومعلوماتللتعرفعلىاتجاهاتالنخبةفيتحليلهذهالظاهرة.
منهج الدراسة وأدواتها:
اعتمدت الدراسة على المنهجالوصفيبأسلوبالمسح، وذلکلتحليلالضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية، واعتمدت الدراسةعلىالمقابلةالمقننةکأداةرئيسيةلجمع البيانات، من خلال عمل استمارة للمقابلات المقننة تتضمن تساؤلات الدراسة، وقامت الباحثة بتطبيقها على عينة الدراسة، کما قامت الباحثة بعمل تحليل کيفي لإجابات المبحوثين للوصول لنتائج الدراسة، والبحث الکيفى يحلل البيانات بطريقة استقرائية مع الترکيز على المعاني والإجابة على سؤالي (لماذا, کيف).
مجتمع وعينة البحث:
قامت الباحثة بعمل مقابلات مقننة على عينة من أساتذة الجامعات المصرية کخبراء أکاديميين في التخصصات الأتية: (الإعلام – الاجتماع – اللغة العربية - الدراسات الإسلامية- الفلسفة)(*)، لأن الباحثة ترى أن إجاباتهم سوف تثري البحث نظراً لقرب تخصصاتهم من موضوع الدراسة، وقامت الباحثة باختيار ثلاث خبراء أکاديميين من کل تخصص بواقع (15) أستاذ جامعي، وذلک للتعرف على الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية، وتباين الوقت المخصص لکل خبير من ساعة فأکثر، وتم إجراء المقابلة بمکاتبهم خلال الفترة من 2 إلى 23 فبراير 2020م.
الإطار النظري:
أخلاقيات المنصات الإجتماعية:
يعدمجالأخلاقياتتکنولوجياالمعلوماتموضوعاًجديداًفيالعلومالاجتماعيةوالإنسانيةحيثأنالکثيرمنالقضاياالناشئةعنهذاالمجاللمتکنمعروفةفيالسابق،وتکمنالإشکاليةفيطبيعةالتعاملمعهذهالقضاياالأخلاقيةبسبباتباعالطريقةوالمنهجذاتهفيدراستهاوتحليلهاوالمتبعفيمعظمالقضاياالاجتماعيةمنخلالتوضيحالآثارالاجتماعيةلتکنولوجياالمعلوماتالمختلفةومنثمتطبيقالنظرياتالأخلاقيةعلىتلکالآثاروماينتجعنها،بيدأناستخدامهذاالمنهجفيتکنولوجياالمعلوماتربمايکونلهعدةعيوبمنأهمها(18):
أولاً: أنهيقومعلىأسلوبالحتميةالتکنولوجيةفيالتفسيرالاجتماعي،والتيسادتفيطابعمنهجالبحثفيالعلومالاجتماعيةلعدةعقود.
ثانياً: أنهيستخدمنهجحسابيفيدراسةالأخلاق،والتيتبسطدرجةالتعقيدالاجتماعيودرجةالشکفيالوصولإلىالحقائق،والحقيقةأنهذاهوواقعالتغيرالاجتماعيالتکنولوجي.
وتُعنىدراسةأخلاقياتالمنصات الاجتماعيةبالطريقةالتيتشکل إصداراتجديدةمنالمشاکلالأخلاقيةالمعياريةوالمعضلات الأخلاقيةالتيأدتبدورهاإلىتفاقمالمشاکلالقديمة،وأجبرتنا علىتطبيقالمعايير الأخلاقيةالتقليديةفيعوالممجهولة،کما أنالمنصات الاجتماعيةتخلقالمشاکلالأخلاقيةالجديدةکلياًلأنها أحدثتتطوراً جديداًفيالأسئلةالأخلاقيةالتي کانتمعروفةسابقاً(19). ولذلکفإنأخلاقياتالحاسوبتحدد،تحلل،وتعرّفتأثير تکنولوجياالمعلوماتعلىالقيمالاجتماعيةوالإنسانية(20).
إنالتطورفيتکنولوجياالمعلوماتوثورتهافيتسارع مستمر،کماأنالمواضيعالفلسفيةوالأخلاقيةوالاجتماعية وغيرهافيتجدد،وهومادفعالباحثينوالفلاسفةإلىإطلاق مشروعفلسفيجديد "فلسفةالمعلومات"،لاسيمابعدأنأصبح استخدامالحاسوبلايقتصرعلىالمختصين،بلانتشر الاستخدامفيجميعالمجتمعاتوعلىاختلافالثقافاتوالفئات العمريةوالجنس،ومعهذاالاتساعفيعددالمستخدمينخلق ثورةمعلوماتيةبسببحجممايتمتجميعهمنبياناتومعلومات يزداديوماًبعديوم(21).
ونحناليومنشهد التغيرالهائلفيثورةتکنولوجياالمعلوماتالاتصالاتالرقمية، والتيخلقتفعلاًمجتمعاتجديدة،ليسفقطالواقعيةمنهابل الافتراضية،ومثالذلک:المجتمعالافتراضيوالعالمالافتراضي حيثتضمالمجموعاتوالأفرادفيعمليةالتواصلالمبنيعلى حريةالحواروالمناقشةومشارکةالأحاسيسوالتجاربالعملية، إضافةإلىتقديمالدعمالذيتوفرهالإنترنتومواقعالتواصل الاجتماعيفيکلأنحاءالعالمالواقعي،رغمأنالتفاعلات عبرالإنترنتتضعفالمجتمعاتفيالعالمالحقيقيالواقعي، وذلکلأنمستخدميالإنترنت والهاتفالمحمولأکثرتفاعلاًوانخراطاًفيالمجتمعالافتراضيمنهفيالمجتمعالواقعي، وهذه النقطةأکدعليهاالعالمجونبارلو John Barlowالذييرىأن "التکنولوجياالحديثةأدخلتسلوکياتوتصرفاتجديدة؛ لأنالأطرالأخلاقيةالسابقةلمتعدقادرةعلى احتوائها(22).
أهمية وضع الضوابط الأخلاقية للمنصات الإجتماعية:
أحدثالتطورالهائلفيشبکاتالاتصالتغيراًهائلاًفيجميعمناحيالحياة المعاصرة،حتىسمي العصرالذينعيشبالعصرالرقمي، لدخولعمليةالحوسبةفيالمهاموالوظائفالتييقومبهاالأفراد والمؤسساتوالحکومات،وشملتمختلفالمجالات،فأوجدذلک الضرورةالملحةللاهتمامبالأخلاقياتالجديدة "الأخلاقيات الرقمية"، فماهيطبيعةهذهالأخلاقياتالرقمية؟.
إنالأخلاقياتالرقميةهيتلکالمعاييرالأخلاقيةالتيتهتم بشکلعامفيالعلاقةوالتفاعلمابينالبشروالتکنولوجيا الرقميةفيالوقتالمعاصر،وتهدفإلىفحصهذهالعلاقة التواصليةوالتفاعليةأخلاقياً،بحيثتعملعلىزيادةالوعي المرجوضمنهذهالعلاقة(23).
وکماهوالحالفيأيإشکاليةأخلاقية،فإنهيمکنتکوين فکرةواضحةعنالأخلاقالرقميةمنخلال طرحسلسلةمن التساؤلاتالمتعلقةبهذاالعالمالرقمي،حولالنصوصوالعوالم الافتراضيةوحولطبيعةاللغة واللهجةالمناسبةللتواصل، وطبيعةالمبادئوالإرشاداتالتيتحکممجتمعمعينعلى الإنترنت،کذلکمراعاة کيفيةاستخدامالمصادرالمتوفرةودمج هذهالمصادرمعبعضهاالبعضأوتغييرهالجمهورمعين، إضافةإلى کيفيةإتمامالمقاربةبينالخاصوالعام،وکيفية تکوينالجماهير، معأنهلاتوجدقوانينصارمةتحکمقواعد السلوکفيکيفيةالتواصلوالتفاعلالرقمي،بحيثيکافئمثل هذاالتفاعلالقوانينالصارمةالتيتحکمقواعد السلوکفي التواصلوالمحادثةوجهاًلوجه،ولذلکبرزالاهتمامفي الأخلاقياتالتييجبتطبيقهافيالتواصل الرقمي،واتخاذ الأساليبالمناسبةلإدارةالاتصالبطريقةأخلاقية،وظهرت برامجتنقيةالبريدالإلکترونيمن الرسائلغيراللائقةوغير المرغوبفيها،وکذلکتنقيةمحتوياتالمواقعأوالرسائلمن الصورالرقميةغير اللائقةوغيرالمهمة(24).
بالإضافةإلىأنالمعاييروالقواعدالأخلاقيةتمنعالبشر منإيذاءبعضهمالبعض،وهيالمبادئالأساسيةوالأکثر حيويةلرفاهيةالبشرمنأيمبادئأخرىمهماکانتمهمه، والتيتحددأفضلالطرقلتسييرالشؤونالإنسانية،وتحديد العلاقاتوالمشاعرالاجتماعيةللنوعالبشري(25).
الضوابط الشرعية لاستخدام المنصات الاجتماعية:
نظراً للحرية التي تعطيها هذه الوسائل لمستخدمها والفضاء المفتوح أمامه، ولضعف دور رقابة الدولة وکذلک الأسرة مما يجعلنا نعول بشکل أساسي على الوازع الديني الذاتي للمستخدم فهو خير رقيب لمن يختلي بهاتفه الذي يعد نافذة واسعة لعالم مفتوح فيه معلومات عن کل شيء، ومن باب المسؤولية الشرعية نبين لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أهم الضوابط الشرعية المتعلقة بهذا الاستخدام، وهي(26):
أولاً: القصد والنية:
إن من أهم الضوابط المقررة في التواصل الاجتماعي، ومن أسمى الغايات المنشودة من هذا التواصل هو إرادة الإصلاح، فحسن النية، والمقاصد النبيلة، توفران تواصلاً اجتماعياً ناجحاً، کما أن السعي بين الناس بالإصلاح، والصبر على ذلک من أعظم ما يقوم به الإنسان، لأنه من القربات التي يتقرب بها الى الله تعالى. لذا على کل مسلم يتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي أن تکون نيته قائمة على تسخيرها خدمة لدين الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنکر، وتواصلاً مع من طلب الشرع التواصل معهم تحقيقاً لصلة الأرحام أو النصح لکل مسلم، وتحقيق المصالح الدنيوية التي لا تتعارض مع الشريعة.
ثانياً: التبين في نقل الأخبار(27):
وضع ديننا الحنيف قيوداً وضوابط لنقل الأخبار، فحث على تحري الدق والأمانة عند نقلها، وحذر من الکذب في نقل الأخبار، لما لها من آثار سلبية على المجتمع المسلم، وقد برزت هذه الضوابط في القرآن الکريم في آيات عدة.
فمواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالمعلومات والأخبار التي لا يعرف مصدرها، ولذا على المسلم المتصفح أن يکون حريصاً على عدم إعادة نشر المعلومة قبل أن يتثبت من صحتها، فالشائعات من الأمور التي حذر الشرع منها، لما لها من وقع سئ على الناس، بالإضافة إلى ما تحدثه من مشکلات لا تحمد عقباها، فقد نهى الله تعالى عن نقل المعلومات دون تحري الدقة والصدق وحذر من أن يتکلم الإنسان بغير علم.
ثالثاً: التواصل بالکلام المباح:
من خلال الحرص على الالتزام بالآداب العامة والأخلاق الرفيعة، والتعامل بالکلمة الطيبة التي تعمل على تقوية التواصل، والابتعاد عن الألفاظ البذيئة والسب واللعن، والتشهير بالآخرين وتتبع عوراتهم وأسرارهم الخاصة وتجنب الغيبة والنميمة، وتجنب کل ما يثير المشاحنة والبغضاء بين الناس والجدال إلا بالتي هي أحسن، وإلا لزم السکوت.
رابعاً: تجنب الخلوة(28):
هناک جملة من الضوابط الأخلاقية التي تنظم حياتنا کمجتمعات إسلامية، يجب ألا نخترقها ولا نتعدى عليها، وکلما حافظ الشاب والفتاة على تلک الضوابط أثناء التواصل کانت هذه المواقع ذات نفع وأثر إيجابي کبير، فمن أهم هذه الضوابط التي يجب أن تلتزم بها کل امرأة، هي أن لا يکون حديثها مع الرجال إلا للضرورة، وإلا تتوسع في هذه الأحاديث، وأن تعرف أنها مسئولة عن نفسها أمام ربها، ومتى جاوزت فإنها تنقص من کرامتها ودينها واحترامها لنفسها وللآخرينن.
إن التعارف والحديث عبر الشبکات الاجتماعية التي تطورت تطوراً هائلاً في هذا العصر، وأوضحت سمة من أبرز سماته ومعالمه، وضرورة لا يستغني عنها، بل يتعذر تجنبها، أو تحريم التعاطي معها بصورة مطلقة، غير أن إباحة استخدام هذه الوسائل للتعارف بين الجنسين والحديث بينهما مشروطة بتقيد الطرفين بالمعايير الأخلاقية والضوابط الشرعية التي ينبغي الالتزام بها، وعدم الخروج عنها، فکان من أهم هذه الضوابط وأبرزها، أن يجري الحديث بينهما بمعرفة الأهل، وتحت اطلاعهم، وليس في غرف مغلقة، ولا في ظل ستار من السرية والکتمان.
خامساً: مخاطبة الناس على قدر عقولهم:
ينبغي على المسلم أن يتعامل مع العقول حسب مقدرتها لا حسب مقدرته، ولا يحملها فوق طاقتها، کما ينبغي عليه مراعاة الفروق العمرية والفکرية، فمن الخطأ الاعتقاد بأن أسلوباً واحداً في الخطاب يصلح للناس جميعهم، لأن الناس بطبيعتهم أصحاب ثقافات متباينة، وعقليات متفاوتة، وعادات وتقاليد مختلفة، من هنا کان أسلوب التواصل الذي يراعى هذه الفروق، هو الأسلوب الناجح الذي تظهر ثماره على الناس.
الثقافة العربية:
تعتبر الثقافة العربية من أهم وأغنى الثقافات على صعيد العالم، ترسخت جذور هذه الثقافة قبل الإسلام، وبزغت بشکل مشرق تمثلت في عدد کبير من الخطب والحکم والقصائد الشعرية والأمثال؛ حيث تجلت عبقرية اللغة وکانت أهم صورة لحياة العرب قديماً ومرآةً تعکس بوضوح أفکارهم ومشاعرهم وعمق خيالهم(29).
وتشکلالثقافةمحورحياةالمجتمعاتفهيالضابطالذيتعتمدعليهفي تصنيف سلوکياتهاوتحديدمنطقهاالقيميفيعمليةتفاعليةمتکاملة،وقدأخذت هذهالکلمةالعديدمن المفاهيمالتيتمتصياغتهاتبعاً لسياقاتهاالزمنية ومذاهبهاالفکريةالسياسيةوالأکاديمية،والثقافة هيمحور لتلک المصادمات المتکررةتجاهالمواضيعوالملفاتأوالمحطاتالرکيزةفيحياتنا، والتيغالباًما تتمالإجابةعنهاعبرعدةآلياتورموزفيتجلىبذلکنسق فکريمتماسک حيوي قابل للتطور(30).
وقد قدمالباحثالعربي "نبيل علي" في تعريفه للثقافةتصنيفاً شاملاًتناولفيهالمفهوممن زوايامختلفةقصدالإلمام بکلالجوانبالتيتمالتطرقمنخلالهالدراسةالثقافة وتعريفهاوفقاًللجانبالذييتمالترکيزعليهمنها کظاهرة(31):
وهناک من يرى الثقافة بأنها" مجموعةمن الصفاتالخلقيةوالقيمالاجتماعيةالتيتؤثرفيالفردمنذولادتهوتصبحلاشعوريا العلاقةالتيتربطسلوکهبأسلوبالحياةفيالوسطالذيولدفيه،فهيإذاالمحيطالذي يشکلفيهالفردطباعهوشخصيته(32).
إنالتعريفاتالتيقدمتللثقافةقدلاتحصى،وتتعددالتعاريفوتختلفبتعدد وجهاتنظرالباحثين واختلافزوايامناقشتهمللمفهومودراستهملهوکذااختلاف مشاربهمالثقافيةذاتها.
العلاقةبينالهويةوالثقافة:
للهويةعلاقةمتينةبالثقافة،فالهويةهيجوهرالشيءوحقيقته،فهويةالإنسانأو الثقافةأوالحضارةهيلبهاوحقيقتها،وهيمرتبطةبالثوابتوالمتغيرات،فهويةالإنسان هيثوابتهالتيتتجددولاتتغير،لأنهاتتجلىوتفصحعننفسهاولاتخليمکانهالنقيضها طالمابقيتالذاتعلىقيدالحياة(33).
فثمةعلاقةوثيقةبينالهويةوالثقافة،بحيثيتعذرالفصلبينهما،إذأنمامنهوية إلاوتختزلثقافة،فلاهويةدونمنظورثقافيولاتستندإلىخلفيةثقافية،والثقافةفي عمقها،وجوهرهاهويةقائمةالذات(34).
وقدتتعددالثقافاتفيالهويةالواحدة،کماأنهقدتتنوعالهوياتفيالثقافةالواحدة، وذلکمايعبرعنهبالتنوعفيإطارالوحدة،فقدتنتميهويةشعبمنالشعوبإلى ثقافاتمتعددة،تمتزجعناصرهاوتتلاقحمکوناتها،فتتبلورفيهويةواحدة،وعلىسبيل المثاللاالحصرفانالهويةالإسلاميةتتشکلمنثقافاتالشعوبوالأممالتيدخلها الإسلامسواءاعتنقتهأوبقيتعلىعقائدهاالتيکانتتؤمنبها،فهذهالثقافاتالتي امتزجتبالثقافةالعربيةالإسلاميةوتلاقحتمعها،هيجماعهوياتالأمموالشعوبالتي انضوتتحتلواءالحضارةالعربيةالإسلامية،وهيبذلکهويةإنسانيةمتفتحةوغير منغلقة(35).
أبعادالهويةالثقافية:
لاتختلف الهويةالثقافيةکثيراًفيأبعادهاعنالهويةکمفهومعام، ذلکأن الهويةالثقافيةمحتواة تأسيساً في الهويةالعامة،وإنماتميزتعنبقيةالهوياتبانتسابالثقافةإليها،بمعنىمجموعالقيم الفکريةوالثقافية والحضاريةالتيتميزمجتمعاًماعنغيرهمنالمجتمعاتوالشعوبوالأمم، ولذلک فيمکنإظهارالإطار العريض الذي يتيحللأبعادالتشکل فيهوتتحددالهويةالثقافيةفي مجموعةمنالمقوماتالأساسيةنجملهافي(36):
1) اللغةالوطنيةواللهجاتالمحلية المرتبطةبوجودشعبماوتطورهومصيرهعلىأساسأن تکوناللغةالوطنيةمعتمدةفيالتدريسعلىجميعالمستويات،وفيالتسييرالإداري،وفي القضاء،إضافةإلىالتواصلبينشرائحالمجتمعإلىجانباللهجاتالمحلية.
2) القيمالدينيةوالوطنية المتکونةعبرالعصوروالتيتکسبالشعب حاملالهويةحصانةتحول دونذوبانهفيشعوبأخرى،وتؤهلهلمقاومة کلمحاولاتالتذويبمهماکانمصدرها.
3) العاداتوالتقاليدوالأعراف النابعةمنتلکالقيموالحاملةلهاوالعاکسةلمستوىالشعبحامل الهويةالاقتصاديوالاجتماعيوالثقافيوالسياسي.
4) التاريخالنضالي الذيينسجه ذلک الشعب حاملالهويةمن أجلالمحافظةعلىهويتهأرضاً وقيماً،وعاداتوتقاليدوأعرافاً.
نتائج الدراسة:
قامت الباحثة بإجراءمقابلاتمتعمقةمعالعديدمناساتذةالجامعات المصرية في التخصات المختلفة وذلک لتعرف على الضوابط الأخلاقية لاستخدام المنصات الاجتماعية من منظور الثقافة العربية، وترکزالحوارحولالعديدمنالتساؤلاتعلىالنحوالتالي:
أولاً: أهم سلبيات استخدام الشباب للمنصات الاجتماعية والتي تؤثر على الثقافة العربية:
يرى خبراء الاجتماع أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت على مستوى ثقافة الفرد، حيث أصبح العالم يطل علينا بکل ما هو جديد من معلومات وأخبار وابتکارات وثقافات مختلفة وأدت برامج التواصل الاجتماعي إلى کسب کم هائل من المعرفة وتلقي الأفکار، إلا أن الجانب السلبي هو عدم التأکد من بعض ما يصلنا من معلومات وموضوعات لذلک يحتم علينا البحث عن المصادر الرسمية، وبصراحة لولا وجود هذه التقنية لأصبحنا بمعزل عن العالم مما يؤثر على تنمية ثقافتنا وشخصيتنا.
کما يعتقد أساتذة الفلسفة أن من أکثر السلبيات التي تؤثر على ثقافتنا العربية هي بث الأفکار الهدامة والدعوات المنحرفة والتجمعات الفاسدة، مما يحدث خللًا أمنيًا وفکريًا، وخاصة أن أکثر رواد الشبکات الاجتماعية من الشباب مما يسهل إغراؤهم وإغواؤهم بدعوات لا تحمل من الإصلاح شيئًا بل هي للهدم والتدمير، وقد تکون وراء ذلک منظمات وتجمعات، بل ودول لها أهداف تخريبية.
وأضافوا أيضاً أن التشهير والفضيحة والمضايقة والتحايل والابتزاز والتزوير هي أخلاقية تظهر على الشبکة بشکل عام لسهولة التدوين والتخفي، وهي أخلاقيات لا تحتاج بالضرورة إلى معرفة تامة بالبرمجة والبرمجيات، ولا تستند في الغالب العام إلى مستند شرعي حقيقي، فلا يحتاج صاحبها للتدليل أو التعليل أو الإثبات، کل هذا تقابله أنظمة وقوانين لا تملک الرد الرادع لمثل هذه التصرفات.
والابتزاز قد يکون أخلاقيًا بصور أو مقاطع فيديو خاصة أو أخذت کرهًا وغصبًا وهي من أکثر صور الابتزاز على الشبکات الاجتماعية، وقد يکون ماليًا من قبل أشخاص أو من قبل عاملين في مؤسسة أو شرکة خاصة عند ترک العمل أو الفصل، فقد تکون بحوزته معلومات فيساوم صاحب المؤسسة أو الشرکة على تلک المعلومات.
والتزوير من أکثر جرائم نظم المعلومات انتشارًا على الإطلاق، ويتم التزوير في صور شتى منها على سبيل المثال إدخال بيانات خاطئة أو التعديل البيانات الموجودة، ومن صورها على الشبکات الاجتماعية تزوير البيانات الخاصة للشخص مثلاً الجنس أو العمر أو وضع صورة مخالفة للواقع.
کما أکد الخبراء أن الإدمان على وسائل الاتصال الحديثة أصبح مُلفتاً، فالناس في عصرنا هذا أشبه بالأسرى لهواتفهم النقالة ولأجهزتهم الحديثة بحيث أصبح من غير الممکن الخروج بدونها من المنزل فاعتمادهم الکلي والأخير على هذه الوسائل، أضعف الحياة الاجتماعية، حيث أدت وسائل الاتصال إلى ضعف التواصل والحياة الاجتماعية بين الناس بدلاً من تقويتها، فأصبح کل شخص مشغول بحياته الافتراضية بدلاً من محاولته لتقوية الأواصر الاجتماعية، وفي الغالب عند اجتماع العائلة کل واحد مشغول بهاتفه بدلاً من أن يشتغل بأهله والجماعة الذين يجلس معهم فأصبحت الحياة لا قيمة لها والجلسات الجماعية لا فائدة من ورائها.
وهناک انعدام الأمان، لأن وسائل الاتصال قربت الناس من بعضهم بشکل کبير وأصبح من غير الممکن المحافظة على السرية والخصوصية مما قد يسمح للمجرمين والمسيئين وأصحاب الأمراض النفسية من الاقتراب من الشخص وانهائه وابتزازه في الحياه الواقعة.
ثانياً: الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية.
ويرى خبراء الدراسات الإسلامية أن الاسلام يملک قابلية النماء والتطور ويرفض الجمود والتراجع وهذا المنهج سلکه أسلافنا في عصر التقدم والنهضة فتراهم تصدروا الدور في إثراء الفکر الاسلامي السامي عن طريق الاجتهاد والتجديد الذي أصبح ضرورة وفريضة ملحة في هذا العصر لکثرة التحديات التي تواجهها الآمة في ظل العولمة والمتغيرات الحديثة لتحافظ على هويتها وتساهم في بناء الحضارة والشريعة الإسلامية، ولعل من أهم الضوابط عدم التشبه بغير المسلمين ولزوم مغايرتهم، إذ أن الشخصية الإسلامية مختلفة تماماً عن الشخصية الغير مسلمة واجتناب عاداتهم وأديانهم والحذر من التبعية المضيعة لهم وليس کل ما يأخذه المسلم من الغربيين الذين لا يدينون بالإسلام يعد من التقليد والاحتذاء.
وأضافوا أن التواصل الاجتماعي ضرورة ومهم في حياة الفرد والمجتمع على حد سواء، لأنه وسيلة في نقل الأفکار، والتجارب، وتبادل الخبرات والمعارف بينهم، بتفاعل ايجابي وبواسطة رسائل تتم بين مرسل ومتلقى، ومن هنا کان لابد من الالتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية لکل من يقوم بالتواصل الاجتماعي، لأنه بتوظيف وسيلة التواصل الإلکتروني واستثمارها بصورة شرعية صحيحة، نکون قد حققنا غايات نبيلة، وأهداف سامية.
وشدد أساتذة الإعلام على ضرورة مراعاة الأخلاقيات والأعراف العامة على شبکات التواصل الاجتماعي، وأن يتحمل کل مستخدم لتلک المواقع مسئوليته، مشيرون إلى أن حرية التعبير التي أتاحتها الوسائل الاجتماعية تتطلب أن يراعي کل شخص ضميره فيما يکتب، وأن يفکر في أبعاد الکلمات التي ينشرها على صفحته أو حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يعمد إلى إثارة النعرات، أو ينشر کلامًا قد يتسبب في إيذاء الآخرين، ولفت الخبراء إلى قوة التأثير التي باتت تتمتع بها وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، على الرغم من أنها حديثة العهد، فخلال سنوات معدودة لم تعد محصورة في التواصل فحسب، إذ تعددت غاياتها لتضاهي قوة الوسائل الإعلامية في نشر المعلومات، وطرح القضايا والنقاشات، ولذا ينبغي تحري الدقة في نقل الأخبار والمعلومات.
کما يرى خبراء اللغة العربية أن هذه الوسائل أثرت بشکل سلبي في اللغة العربية، کما لاحظوا أن هناک إهمالاً کبيراً في الکتابة باللغة العربية الصحيحة في وسائل التواصل الحديثة، حتى من قبل المتلقين لتعليم جيد، والملمين بقواعد اللغة العربية الصحيحة وإملائها.
وأضافوا أن أبرز ما يقع فيه المستخدمون من أخطاء يکمن في الاختصارات غير المفيدة للکلمات، أو إدخال حروف الجر في الکلمات مع تکرار حروف المد في الکلمة دون فائدة، أو کتابة الکلمات والجمل بدون مسافة بينها نظرا لقلة مساحة الأحرف المسموح بها في بعض التطبيقات، کذلک بعض أساليب الکتابة في وسائل الکتابة بما يسمى لغة "العربيزي أو الفرانکو أرب"، التي أصبحت شائعةً، وکثر استخدامها بين الشباب والأطفال؛ حيث تحتوي العديد من الرسائل النصية على الهواتف الخلوية والفيسبوک وتويتر على کلمات لا يمکن للآباء والأمهات قراءتها أو فهم معناها، حتى أصبحت اللغة العربية عند هؤلاء رکيکة وضعيفة إلى حد بعيد.
والحل کما يراه أساتذة اللغة العربية أن يکون هناک رقابة من قبل علماء اللغة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت التي تساهم في نشر المقالات التي يکتبها الموهوبون من الشباب، وذلک في سبيل تصحيح المسار والعودة إلى اللغة العربية الفصحى، وحتى تکون هذه المواقع وسيلة حقيقية في تداول اللغة الفصحى وتعليم القراءة والکتابة بالطرق الصحيحة والفصحى وليس العکس.
يرى أساتذة الإعلام أن الانحلال الأخلاقي من أهم العقبات التي تحول دون الحفاظ على الضوابط الأخلاقية والهوية العربية، وهي تعني نقص حاد في القيم والأخلاق على مستوى الدول والمجتمعات والأفراد، مما يؤدي إلى نتائج مدمرة تهدد القيم العليا والأهداف السامية في المجتمع, حيث تصبح الأفعال والممارسات المنافية للأخلاق حرية والتلفظ بالکلمات ذات إيحاءات جنسية في برامج تلفزيونية طريقة للتندر والضحک.
کما يروا أن التربية والتنشئة الأخلاقية يؤثران بشدة على الضوابط الأخلاقية للمنصات الاجتماعية والتي تؤثر على الهوية الثقافية، وتتمثل في عدة عوامل أهمها (أخلاقيات مؤسسة الأسرة – أخلاقيات المؤسسة التربوية – أخلاقيات المؤسسة الدينية – أخلاقيات المؤسسة الإعلامية), حيث أن عدم الکفاية والفعالية الأخلاقية والإنتاجية للتربية والتنشئة الاجتماعية, يعمل على عدم قدرتها على استيعاب أبناء المجتمع أو عدم استيعاب وتحديث قيم المجتمع وعاداته وتقاليده وکلا الحالتين تؤدي إلى ضعف الرابطة الاجتماعية والدينية, وانحلال العلاقات التقليدية الأسرية, وضعف علاقات القرابة والجوار, واختلال نظام القيم, وضعف الرقابة الاجتماعية, وعدم الاندماج الکلي لجيل الشبان المنفصلين عن ثقافة الاباء في الثقافة الحضرية.
وأکد أساتذة الاجتماع إن من أخطر تحديات المنصات الاجتماعية محاولة خلط الثقافات وإحلال مفاهيم الحضارة الغربية مکان مفاهيم الثقافة والحضارة العربية الإسلامية، ومحاولة إيجاد ثقافة واحدة سائدة ومسيطرة على العالم وهذا ببحث ما هو مشترک بين الثقافات المختلفة، يصبح فيها الإنتاج الغربي ممثلاً وحيداً لثقافات مختلفة، فأصبحهاجسالخصوصيةفيالهويةالثقافيةوالوطنيةومحاولة تنميط سلوکياتالبشروثقافاتهمالأخرىللمجتمعاتالحديثة،الأمرالذييحملإمکانية تفجيرأزمةالهوية الثقافيةالتيأصبحتمنالمسائلالرئيسيةالتيتواجهالمجتمعات الإنسانيةعلىالمستوىالعالمي.
الخلاصة:
1) يمکن إجمال أهم سلبيات المنصات الاجتماعية التي تؤثر على الثقافة والهوية العربية في:
2) أهم الضوابط الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الشباب عند استخدامهم للمنصات الاجتماعية:
3) العقبات التي تحول دون الحفاظ على الضوابط الأخلاقية والثقافة العربية:
التوصيات:
1) ضرورة وضع مواثيق أخلاقية وبرامج لنشر القيم والثقافة العربية الإسلامية لما لذلک من تهذيب النفس البشرية (کالصدق، التبين في نقل الأخبار، حسن المعاملة، إحسان الظن، وحدة الکلمة،........... إلخ). 2) يجبعلىالمؤسساتالتنشئة الاجتماعيةمثلالأسرةوالمدرسةوالمسجدوالجامعة والمجتمعالمدنيوحتىالنواديالثقافيةوالاجتماعيةالمختلفةأنتقومبدورهاعلىأحسن وجهأکثرمنذيقبلباعتبارهاالمؤسساتالأولىللتنشئةالاجتماعية، وهيالمسؤولةعلى تکوينالاتجاهاتوالسلوکياتوالقيموالمعتقدات، بالإضافة لدورهافيغرسالهويةالثقافية والمحافظةعليها. 3) تسليط الضوء أکثر على موضوع اللغة المستعملة في المنصات الاجتماعية وتأثيرها على الشباب کعنوان لهويتهم الثقافية. 4) يجب العمل على إعداد مشروع استراتيجي، وفق خطط مدروسة بين المجتمعات العربية والإسلامية المختلفة للتعاون الجاد فيما بينهم للمحافظة على الهوية العربية الإسلامية، ووضع السبل الملائمة لوضعها موضع التنفيذ. 5) ضرورةتفعيلدورالرقابةعلىشبکاتالتواصلالاجتماعي، وسن التشريعات الأخلاقية اللازمة للحماية من مخاطر الشبکات الاجتماعية والهادفة إلى الحفاظ على الهوية والثقافة العربية الإسلامية. 6) النظر إلى الأساليب الجديدة التي يستخدمها الشباب في التواصل عبر الشبکات الاجتماعية، ومحاولة تشخيص أسبابها؛ من أجل فهم الظاهرة جيدًا، واقتراح حلول أکثر نجاحاً لمعالجتها.
المراجع: 1) Gabrielle Samuel & Elizabeth Buchanan (2020) Guest Editorial: Ethical Issues in Social Media Research, Journal of Empirical Research on Human Research Ethics, 15 (1), Pp, 3 -11.
2) محمد فرح کرم الله (2019) واقع أخلاقيات النشر على مواقع التواصل الاجتماعي في أوقات الأزمات: أخلاقيات التعامل مع مصادر الأخبار نموذجاً، مجلة الدراسات الإعلامية، العدد التاسع، المرکز الديمقراطي العربي، برلين، ألمانيا. 3) Alisa Shishkina & Leonid Issaev (2018), Internet Censorship in Arab Countries: Religious and Moral Aspects, Religions Open Access Journal, 9 (358), From: www.mdpi.com/journal/religions
4) رسمية الشقران (2018)، آليات تعزيز المسؤولية الأخلاقية لمستخدمي شبکات التواصل الاجتماعي ومکافحة الارهاب الرقمي، المؤتمر الدولي الأول الإعلام وتحديات الخليج العربي، الجامعة الخليجية، البحرين، ص 323- 364. 5) محمد غنيم سويلم (2018)، تهديدات شبکات التواصل الاجتماعي للأمن الفکري کما يدرکها الشباب الجامعي وآليات مواجهتها: دراسة ميدانية، مجلة عجمان للدراسات والبحوث، المجلد السادس عشر، العدد الثاني، تصدر عن جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم، الإمارات، ص 213. 6) Nigel Stanger & Others (2017), How do Saudi youth engage with social media?, First Monday, 22 (5), From :https://doi.org/10.5210/fm.v22i5.7102.
7) حامد سعيد الجبر وآخرون (2017)، حول واقع دور شبکات التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي الثقافي لدى طالبات کلية التربية الأساسية في دولة الکويت، مجلةکليةالتربية، العدد 716، الجزء الثاني، جامعة الأزهر، القاهرة، ص 77- 115. 8) أحمد عبدالله الأحمد وآخرون (2017)، الأخلاقيات الرقمية والحداثة في التواصل الإنساني، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، المجلّد 10، العدد 2، عمادة البحث العلمي، الجامعة الأردنية، ص 251- 263. 9) Norah Abokhodair & Sarah Vieweg (2016), Privacy & Social Media in the Context of the Arab Gulf, Proceedings of the 2016 ACM Conference on Designing Interactive Systems, Pp. 672–683. From: https://doi.org/10.1145/2901790.2901873
10) محمد أحمد ومحمد عبدالله (2016)، اضطراب الهوية وعلاقته بالإغتراب لدى الشباب السعودي في ضوء تحديات العولمة وسبل مواجهتها، مجلة کلية التربية، المجلد 32، العدد 1، کلية التربية، جامعة أسيوط ، ص 503- 550. 11) رضا إبراهيم الأشرم (2015)، التأثير الاجتماعي لوسائل التواصل الاجتماعي لدى الشباب الجامعي، بحث منشور في مؤتمر وسائل التواصل الاجتماعي التطبيقات والإشکاليات المنهجية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملکة العربية السعودية. 12) بلعربي سعاد (2015)، أثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الهوية الثقافية: دراسة ميدانية على عينة من طلبة مستخدمي موقع الفيسبوک بجامعة مستغانم، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم علوم الإعلام والاتصال، کلية العلوم الاجتماعية، جامعة عبد الحميد بن باديس-مستغانم، الجزائر. 13) محمد أحمد حسين (2014)، الضوابط الشرعية لاستخدام وسائل التواصل الحديثة، المؤتمرالعلميالدوليالرابعلکليةالشريعةفيجامعةالنجاحالوطنية، دار الإفتاء الفلسطيني، نابلس، فلسطين. 14) فهد بن علي الطيار (2014), شبکات التواصل الاجتماعي وأثرها على القيم لدى طلاب الجامعة" تويتر نموذجاً": دراسة تطبيقية على طلاب جامعة الملک سعود، المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، العدد 61، المجلد 31، جامعة نايف العربية للعلوم الامنية، السعودية، ص 193 – 266. 15) Khaled Saleh & Others (2012), The Impact of Arab Cultural Values on Online Social Networking: The Case of Facebook, Computers in Human Behavior, 28 (6), Pp. 2387-2399.
16) David William Hill (2011), The Ethical Dimensions of a New Media Age: a Study in Contemporary Responsibility, Unpublished PhD Thesis, University of York.
17) Ben Light & Kathy McGrath (2010), Ethics and Social Networking Sites: A Disclosive Analysis of Facebook, Information Technology and People, 23(4), Pp. 290-311.
(*) قائمة بأسماء الخبراء الأکادميين الذين تم إجراء المقابلات المقننة معهم، وهم:
18) يورجين هابرماس (2012). الأخلاق والتواصل، ترجمة أبو النور حمدي والنور حسن، بيروت: دار التنوير للنشر، ص 23. 19) وليام ليلى (2000). مقدمة فى علم الأخلاق، ترجمة على عبد المعطى محمد، الإسکندرية: منشأة المعارف، ص 35. 20) Antonio Marturano (2002), The Role of Metaethics and the Future of Computer Ethics, Ethics and Information Technology, 216 (8), Pp. 71–78 .
21) Terrell Ward Bynum (2010). The historical roots of information and computer ethics, In The Cambridge Handbook of Information and Computer Ethics, London: Cambridge University Press, Pp. 20-38.
22) John P. Barlow (1991), Electronic frontier: Coming into the Country, Communications of the ACM, 34 (3),Pp.19-21.
23) Philip Berry (2012). Values in Scouting Technology and Computer Ethics, at The Cambridge Handbook of Information and Computer Ethics, London: Cambridge University Press, Pp. 41-58.
24) Jeffrey Ghannam (2011), Social Media in the Arab World: Leading up to the Uprisings of 2011, Washington: Center for International Media Assistance, P. 14.
25) Philip Berry (2012). Values in Scouting Technology and Computer Ethics, at The Cambridge Handbook of Information and Computer Ethics, England: Cambridge University Press, Pp. 41-58.
26) محمد أحمد حسين (2014)، مرجع سابق، ص 11. 27) مأمون نواحده (٢٠١٤)، ضوابط استخدام وسائل الاتصال الحديثة، المؤتمر السنوي الدولي الرابع لکلية الشريعة: وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة وأثرها على المجتمع، جامعة النجاح، فلسطين. 28) محمد مجاهد (2009)، أخلاقيات التعامل مع شبکة المعلومات، مجلة المکتبات والمعلومات العربية، العدد 11، دار المريخ للنشر، لندن، ص 126. 29) جورج لارين (٢٠٠٢). الإيديولوجيا والهوية الثقافية الحداثة وحضور العالم الثالث، ترجمة فريال حسن خليفة، القاهرة: مکتبة مدبولي، ص ٢٣. 30) بدرالدين بن بلعباس (2015)، شبکات التواصل الاجتماعي والهوية الثقافية عند الطلبة الجامعيين: الفيسبوک وطلبة جامعة بسکرة نموذجاً، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم العلوم الاجتماعية، کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة محمد خيضر بسکرة، الجزائر. 31) نبيل علي (2001). الثقافةالعربيةوعصرالمعلومات، الکويت: سلسلة عالم المعرفة، ص 11. 32) عبد الصبور شاهين (1984). مشکلاتالحضارة،مشکلةالثقافة، دمشق: دار الفکر، ص 23. 33) محمد عمارة (1999). مخاطر العولمة علي الهوية الثقافية، القاهرة: نهضة مصر للطباعة والنشر، ص 124. 34) غالية غضبان (٢٠١٨)، أثر استخدام شبکات التواصل الاجتماعي على الهوية الثقافية لدى الطلبة الجامعيين الجزائريين في ظل العولمة الإعلامية، رسالة دکتوراه غير منشورة، قسم علوم الإعلام والاتصال وعلم المکتبات، کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الحاج لخضر باتنة١، الجزائر. 35) رشدي أحمد طعيمة (١٩٩٨). الثقافة العربية الإسلامية بين التأليف والتدريس، القاهرة: دار الفکر العربي، ص ١٧٨. 36) جون جوزيف (٢٠٠٧). اللغة والهوية "قومية - إثنية - دينية"، ترجمة عبدالنور خراقي، الکويت: سلسلة عالم المعرفة، ص ٢٣٣.
| ||||
Statistics Article View: 1,378 PDF Download: 488 |
||||