محددات إستفادة الريفيات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية ببعض قرى محافظة البحيرة

المقدمة والمشکلة البحثية

تسعى جميع المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء إلى تحقيق التنمية بمعدلات سريعة مستهدفة بذلک النهوض بالمستويات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية لشعوبها، وتکون هذه المجتمعات في سعيها لتحقيق التنمية محدودة بعدد کبير من العوامل التي قد تکون دافعة أو معوقة لعملية التنمية والمتمثلة في الموارد الطبيعية والبشرية المتاحة في المجتمع ( وهبة وآخرون 2006، ص:65). ويمثل العنصر البشري قوة الدفع الحقيقية لعملية التنمية فالإنسان هو غاية التنمية ووسيلتها فلابد من الإهتمام بتنمية الموارد البشرية کمدخل للتنمية الحقيقية (خليل وآخرون 2012، ص: 83) حيث أکدت تجارب التنمية أن بناء الأمم الحديثة يتوقف على نوعية مواردها البشرية.

وتعتبر المرأة رکيزة أساسية والشريک المتضامن مع الرجل في عملية التنمية مما يشير إلى حقها في الإستفادة من التنمية، وقد أکد کلاً من مؤتمر الأمم المتحدة الرابع المنعقد في بکين 1995، ومؤتمر قمة الألفية للأمم المتحدة لعام 2000 بأهمية تمکين المرأة کموجه عام لسياسات وأنشطة تنمية المرأة لتأخذ مکانها اللائق في جميع جوانب الحياة مؤکدة على أن حقوق المرأة هي حقوق الإنسان.

وتمثل المرأة الريفية قرابة 28% من إجمالي سکان مصر، وتمثل قطاعاً هاماً من المجتمع الريفي الذي يکون القطاع الأکبر في المجتمع المصري، کما تشکل المرأة الريفية قرابة 69% من إجمالي سکان الريف المصري، حيث يشکل السکان الريفيين في مصر 57,3% من إجمالي سکان مصر (تقرير مصر في أرقام 2014، ص:7). فهي بذلک ثروة قومية هائلة إذا أحسن إستثمارها فمن الممکن أن تقوم بدور حيوي ومؤثر في التنمية ليس على مستوى المجتمع الريفي فقط بل على مستوى المجتمع ککل (علام 2011، ص: 163).

وتشارک المرأة الريفية في التنمية فهي تقوم بدور هام في التنشئة الإجتماعية والمشروعات المولدة للدخل والمشارکة السياسية بالإضافة لأدوار عديدة أخرى في المجالات الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية والصحية (الإمام 2008، ص:286)، ويضيف الطنوبي (2001 أ، ص: 22). إلى أنها تقوم بإعداد الطعام والعناية بالأسرة وتجميل المنزل وتحقيق الترابط الأسري، وتوفير الحاجات النفسية، والرقابة على الأبناء، والمشارکة في إتخاذ القرارات، والمحافظة على البيئة، بالإضافة إلى أدوارها الإقتصادية المتمثلة في العمل الزراعي والتخزين المنزلي للمنتجات الزراعية ورعاية الماشية والإنتاج الحيواني

ولقد تعددت المناهج والمداخل المقترحة لدمج المرأة الريفية في عملية التنمية وفقاً لرؤية کل منها فيوجد المدخل التقليدي، والمدخل الديموجرافي الجزئي، ومدخل تقسيم العمل، والمدخل الإقتصادي، ومدخل التحديث، والمدخل التکاملي الشامل، إلا أن الترکيز على المدخل التربوي الذي فرض نفسه في مجال تنمية المرأة الريفية لأنه يتعامل مع نسق الشخصية ويستهدف تنمية معارفها، وتکوين إتجاهات موالية للتنمية، مع العمل على تطوير مهاراتها الخاصة وذلک من خلال تعرض المرأة الريفية لبعض الممارسات الجديدة المستحدثة مع توفير التدريب اللازم مع العمل على ضرورة تنمية معارف ومهارات وقدرات المرأة الريفية من خلال التربية والتعليم والتدريب والإتصال (أبوحليمة وعنتر 1999،ص:4).

ومع کثرة الأعباء والمهام التي تقوم بها المرأة الريفية فإنه يتعين تقدير هذا الدور عند إختيار طرق الإتصال المستخدمة في نقل المعارف والرسائل المعلوماتية اليها وفي إکتسابها المهارات اللازمة والعمل على تنمية قدراتها ومهاراتها مع مراعاة وضعها. حيث أن نسبة الأمية بين الريفيات 63% وترتفع إلى 79% بين العاملات بالزراعة وفقاً لبيانات الجهاز المرکزي للتعبئة والإحصاء 2013 ( مصر في أرقام، مارس 2014). ونظراً لتنشئة المرأة الريفية الإجتماعية التي تؤدي لتضييق حرکتها خارج حدود وطنها المحلي -منزلها خاصة- مما يؤدي لصعوبة الإنتقال خارج هذا النطاق، وفي ضوء الدراسات التي إجريت في مجال الطرق الإرشادية والإتصالية ودرجة تفضيلها لها تبين أن طرق الإتصال المباشر وشبه المباشر هي أفضل الطرق الإتصالية في التعامل والإتصال مع المرأة الريفية (السيد 2002، ص: 66).

وتعتبر الإتصالات الهاتفية من طرق الإتصال الفردي التي لها مکانة هامة في توفير الثقة وتنمية العلاقات المتينة والوطيده بين رجل الإرشاد والمسترشدين ( العادلي 1973، ص:128). کما أنها طريقة ناجحة في کثير من البلاد المتقدمة فهي تمثل 40% من الطرق الإرشادية الإتصالية المستخدمة في الولايات المتحدة الأمريکية حيث أنها تمتاز بقلة تکاليفها ولا تحتاج لمجهود کبير لإجرائها (عثمان 2002، ص: 194). ولقد ساعدت ثورة تکنولوجيا الإتصال والمعلومات على سرعة الإتصال والحصول على الکثير من المعلومات من مصادر مختلفة وفي وقت محدد، وبالرغم من حداثة هذه الثورة فإنها تحقق الکثير من التقدم والنمو والإرتقاء التقني في عصر المعلومات (قشطة 2012، ص: 198)، وذلک لتميزها بأنها صممت لتسهيل الإتصال في إتجاهيين، وتختصر کلا من المسافة والزمن کما إنها تتسم بالمرونة والقابلية للتطوع والتأقلم (محمد 2006، ص:240). کما تساعد على إعادة تشکيل کثير من طرق الحياة الإعتيادية للأفراد والمنظمات وحتى الدول من إتصال وبحث وبيع وشراء وتوزيع وحتى قضاء أوقات الفراغ، وتعمل على بناء العلاقات الإجتماعية (العلمي 2013، ص:20).

وفي هذا الإطار تباشر الهواتف المحمولة عملها کطريقة إتصالية ناتجة من ثورة تکنولوجيا الإتصال, حيث أصبح يسيطر موضوع إستخدام الهواتف المحمولة حالياً على المناقشات بين العامليين في مجال الزراعة الإلکترونية من أجل التنمية (ICI4D) وينظر إليها بإعتبارها حافز للإندماج الإجتماعي، فهي تقدم مجموعة کبيرة من الخدمات التي تدعم الشبکات الإجتماعية وتعمل على نقل المعرفة (قاسم والجمل 2011، ص:1).

وقد تجاوزت وظائف الهاتف المحمول عملية تبادل المحادثات بنفس قدرتها على تجاوز المکان، وساعد الإمتزاج بين تکنولوجيا الحاسب الآلي والهاتف المحمول على التوسع في هذه الوظائف والتي منها: الراديو، والتليفزيون، وأجهزة التسجيل، والفيديو، والکاميرات العادية وکاميرا الفيديو، والألات الحاسبة، ونظام تعيين المواقع GPS، والإتصال بالإنترنت، بالإضافة إلى خصائصها التقليدية للإتصال الصوتي والمرئي، وتناول الرسائل المکتوبة والصوتية المسجلة وغيرها (قاسم 2009). وإن الهواتف المحمولة التي کانت من قبل من الأشياء النادرة في العديد من البلدان النامية في مطلع هذا القرن أصبحت واسعة الإنتشار ففي الفترة مابين عامي 2000 حتى 2012 قفز عدد الهواتف المحمولة المستخدمة في العالم من أقل من مليار إلى 6 مليار هاتفاً محمولاً، وأصبحت شبکة المحمول بالفعل هي أضخم آلة شهدها العالم على الإطلاق وباتت تستخدم في إتاحة فرص التنمية على نطاق لم يکن يتخيله أحد من قبل (فاي، 2012). وقد رصد تقرير لوزارة الإتصالات المصرية أن إجمالي عدد خطوط الهاتف المحمول المستخدم في مصر هو 101,7 مليون بنهاية مايو 2014 www.gover.ar.com)). وقد بلغ عدد المشترکون في خدمة الهاتف المحمول 98,8 مليون مشترک في نوفمبر 2013 مقابل 95,6 مليون مشترک في نوفبر 2012 بنسبة زيادة 3,4% (مصر في أرقام 2014).

ويوضح تقرير تعظيم الإستفادة من الهاتف المحمول 2012 أن ثورة الهاتف المحمول أحدثت تحولاً کبيراً في التنمية، فإن إستخدامها يتيح فرصة کبيرة لدفع التنمية البشرية قدماً في البلدان النامية، حيث تعمل على توفير سبل للحصول على المعلومات في مجال الخدمات الصحية، وفي الزراعة، وفي الخدمات الحکومية، وفي المعاملات المالية، وفي النواحي الإجتماعية، کما يحدث تحولاً في أنماط المعيشة وموارد کسب الرزق بإسهامها في توفير أنشطة أعمال جديدة کما في الأعمال المتناهية الصغر، ومشاريع العمل الحر، والتوظيف، کما يعمل على تحفيز المواطنين وتثري أنماط حياتهم وموارد رزقهم وتعزز الإقتصاد في مجمله ( فاي، 2012).

ويمکن الإستفادة من خصائص الهواتف المحمولة لدعم عمليات التنمية حيث أنها: قناة الإتصال موثوق فيها، وحاضرة للتواصل في مجالات عديدة منها: الإرشاد والصحة والأسواق والتعليم، وتقدم أشکال صياغة متعددة للمعلومات في جهاز واحد يناسب الإتصال بالمستخدمين الأميين، کما يتميز بسرعة تحقيق الإتصال للحصول على معلومات حساسة للوقت صوت وصورة ( قاسم والجمل 2011، ص:3).

ويضيف کيلي و مانجيس (2012،ص:9) أن أحدث أجيال الهواتف المحمولة بدأت تغرس بذور التحول الإجتماعي والسياسي فضلاً عن الإقتصادي، وأما في مجال الزراعة فقد أصبح بمقدور المزارعين في أفريقيا (تنزانيا- نيجيريا- مالاوي) الحصول على المعلومات المتعلقة بالأسعار من خلال الرسائل النصية، وقد برهنت المکالمات الصوتية في الصين والرسائل النصية القصيرة على قيمتها في زيادة کفاءة الحيازات الصغيرة من الأرض مع إستخدام الصور في التغلب على الأمية، وتقديم معلومات فيما يتعلق بالطقس والمناخ ومکافحة الآفات وممارسة الزراعة وخدمات الإرشاد الزراعي للمزارعيين الأقل إلماماً بالتقنيات الحديثة. کما أصبح بمقدور الأمهات الحوامل الحصول على تقرير طبية بشأن تقدم حملهن عبر الهاتف، کما صار بإستطاعة العمال المغتربين بإرسال تحويلاتهم النقدية دون المرور عبر البنوک.، کما اتاحت الهواتف المحمولة فرصاً غير مسبوقة أمام التوظيف والتعليم والترفيه في البلدان النامية.  

ويذکر دي کوستا (2012، ص:11) أن من المتوقع أن تخترع البلدان النامية تطبيقات الهاتف المحمول الخاصة بها أو أن تطوع ما هو موجود منها لکي تتناسب مع الظروف والإحتياجات المحلية، ولذلک فإن هناک حاجة لإجراء مزيد من البحوث بشأن کيفية إستخدام الأسر الفقيرة التي تقع عند قاعدة الهرم الإقتصادي لتطبيقات الهاتف المحمول. کما يمکن إستخدام الهاتف المحمول في التعليم حيث تقدم "مبادئ اليونيسکو التوجيهيه بشأن سياسات التعليم بالأجهزة المحمولة" الفوائد التي يقدمها الهاتف المحمول بإعتبارها أدوات تعليمية تحدث تغييراً إيجابياً في مجال التعليم، حيث تتيح سهولة إستعمالها وأسعارها المعقولة زيادة الفرص التعليمية للدارسين في سياقات مختلفة بما في ذلک المناطق التي لا يتوافر فيها سوى القليل من الموارد التعليمية التقليدية.  

ومثل کل التقنيات يحد من إستخدامها بعض القيود والتحديات في المناطق الريفية منها: إرتفاع تکاليف شراؤها وخاصة هواتف الجيل الجديد، ومحدودية تغطية الشبکة، وإنخفاض عرض النظام الفردي في بعض المناطق الريفية، القدرة المحدودة لسکان الريف على إستخدام التکنولوجيا، وقلة الوعي بالفوائد المتوقعة من إستخدامات تکنولوجية المحمول المعقدة مثل إستخدام الرسائل القصيرة والصور (قاسم والجمل 2011، ص: 2).

ونظرأ للدور الحيوي الذي تقوم به المراة الريفية في التنمية کان من الضروري دراسة وسيلة إتصال حديثة تعمل على تغذية الريفيات بالمعلومات والمعارف التنموية التي تساعدها على اداء أدوارها بکفاءة وفاعلية والوصول إلى أکبر عدد من الريفيات، وتوفير الوقت والجهد والتکاليف. وفي ضوء التقدم التکنولوجي لوسائل الإتصال وإنتشار الهاتف المحمول في جميع المناطق عامة والريفية خاصة کوسيلة إتصال سريعة وبتکلفة محدودة، ونظراً لأهمية السرعة في نقل المعلومات للريفيات وهو ما قد يکون له دور وأثر کبير في إحداث تغييرات معرفية ومهارية مرغوبة لتنمية المرأة الريفية والمجتمع الريفي، مع العمل على سرعة التواصل بين الريفيات وبعضهن وبين أفراد مجتمعهن.

وبالرغم من ذلک فقد أوضحت الدراسة الإستکشافية المبدئية إنتشار إستخدام الريفيات للهاتف المحمول في عدة مجالات شتى مثل: المجال الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، والتعليمي والصحي والتغذوي والبيئي...الخ. وغيره وذلک راجع إلى إهتماماتهن الأسرية والمنزلية والمجتمعية فهن يسعين لما يشبع حاجاتهن ويسد العجز في معلوماتهن، إلا أن الدور الفعلي للهاتف المحمول غير واضح نظراً لندرة الدراسات التي ترکز على الإستخدام الفعلي للريفيات للهاتف المحمول والإستفادة منه في حصولهن على المعلومات والمعارف التنموية التي تساعدهن على تحسين مستوياتهن المعيشية والإجتماعية.

ولذلک فإنه يتبادر إلى الذهن عدة تساؤلات تتبلور بعضها حول: ماهو نطاق عمل الهاتف المحمول کمصدر لمعلومات ومعارف الريفيات الأمر الذي يفتح المجال لإمکانية الإستعانة به في توصيل المعلومات والمعارف والإستفادة منه ومن ثم تزداد قاعدة المستفيدات منه، ويتعاظم دوره في تحقيق الإتصال الإرشادي، ولذلک أجريت هذه الدراسة کمحاولة للإجابة على هذه التساؤلات مع التعرف على المجالات التنموية التي تستطيع الريفيات إستخدام الهاتف المحمول فيها ودائرة الإتصال المعرفية الهاتفية التي تسهم في تزويد الريفيات بالمعلومات والمعارف التي تمکنهن من النهوض بمستوياتهن المعرفية والمهارية في المجالات التنموية المختلفة.

الأهداف البحثية

إستهدف هذا البحث بصفة عامة ورئيسية التعرف على محددات إستفادة الريفيات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية ببعض قرى محافظة البحيرة من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية:

1-    التعرف على بعض الخصائص المميزة للمبحوثات الريفيات.

2-    تحديد درجة إستخدام المبحوثات الريفيات للهاتف المحمول في الحصول على المعلومات والمعارف المتعلقة بالمجالات التنموية المدروسة.

3-    تحديد درجة إستفادة المبحوثات الريفيات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة.

4-    دراسة العلاقات الإرتباطية والتأثيرية بين بعض المتغيرات المستقلة وکل من درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول،ودرجة إستفادة الريفيات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة.

5-    التعرف على مقترحات المبحوثات الريفيات في التغلب على المعوقات التي تحد من إستخدامهن وإستفادتهن من الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة.

الأهمية البحثية

تعتبر هذه الدراسة من أوائل الدراسات الإرشادية المتخصصة في مجال إستخدام تکنولوجيا الإتصال التي تناولت بالوصف والتحليل إستخدام الريفيات للهاتف المحمول والإستفادة منه، ودوره في تنمية المرأة الريفية خاصة التي لها دور هام في تنمية القطاع الريفي. کما تنبثق اهمية هذه الدراسة فيما يمکن أن تسفر عنه من نتائج علمية مستمدة من الواقع تزيد من فرص معرفة الريفيات بإستخدامات الهاتف المحمول، والإستفادة منه کوسيلة إتصالية حديثة في المجالات التنموية وکذلک توفر المقترحات للتغلب على المعوقات التي تحد من إستخدام وإستفادة الريفيات من الهاتف المحمول على نطاق واسع في المجالات التنموية، فضلاً على إرتباط مجال هذه الدراسة بعملية نقل وتوصيل المعلومات والمعارف والتقنيات الحديثة للريفيات والتي تمثل جوهر العملية التعليمية الإتصالية الإرشادية.    

الفروض البحثية

تحقيقاً للهدف البحثي الرابع لهذه الدراسة تم إختبار الفرضين البحثيين التاليين:

1- توجد علاقة معنوية بين کل من: سن المبحوثات، والمستوى التعليمي للمبحوثات، والمستوى التعليمي للزوج، وحجم الأسرة، والمشارکة الإجتماعية، والتعرض لوسائل الإتصال الجماهيرية، وعدد مصادر المعلومات، والتجددية، والقيادية، والسلوک الإستثماري، وحيازة الأسرة من الهواتف المحمولة، وعدد کروت الشحن الشهرية، ومصاريف کروت الشحن الشهرية، ودافعية إستخدام الهاتف المحمول، ودرجة مناسبة الهاتف المحمول، والمجالات التنموية المفضلة، والمصادر المعرفية الهاتفية للمبحوثات، ومصادر الإتصال المعرفية بالمبحوثات کمتغيرات مستقلة، ودرجة إستخدام الريفيات للهاتف المحمول في بعض المجالات التنموية المدروسة.

ويتم إختبار هذا الفرض في صورته الصفرية.

2- توجد علاقة معنوية بين کل من: سن المبحوثات، والمستوى التعليمي للمبحوثات، والمستوى التعليمي للزوج، وحجم الأسرة، والمشارکة الإجتماعية، والتعرض لوسائل الإتصال الجماهيرية، وعدد مصادر المعلومات، والتجددية، والقيادية، والسلوک الإستثماري، وحيازة الأسرة من الهواتف المحمولة، وعدد کروت الشحن الشهرية، ومصاريف کروت الشحن الشهرية، ودافعية إستخدام الهاتف المحمول، ودرجة مناسبة الهاتف المحمول، والمجالات التنموية المفضلة، والمصادر المعرفية الهاتفية للمبحوثات، ومصادر الإتصال المعرفية بالمبحوثات کمتغيرات مستقلة، ودرجة إستفادة الريفيات للهاتف المحمول في بعض المجالات التنموية المدروسة.

ويتم إختبار هذا الفرض في صورته الصفرية.

الإطار النظري

يستند هذا البحث في إطاره النظري إلى نماذج ونظريات الإتصال الشخصي الذي يتم بين شخصين أو فردين، وهو أکثر أنواع الإتصال شيوعاً، وينقسم إلى الإتصال المباشر الذي يتم وجهاً لوجه، والإتصال غير المباشر الذي يتم عن طريق وساطه کالهاتف أو المراسلة أو التخاطب الحاسب (مکاوي2009، ص: 18). ويعد هذا الإتصال من أفضل مستويات الإتصال حيث يوفر للمرسل فرصة التعرف المباشر على درجة تاثير رسالته الإتصالية مما يؤدي إلى منحه فرصة لتعديل رسالتة الإتصالية لتصبح أکثر کفاءة وفاعلية (خطاب 2005، ص:68). ولقد تعددت نماذج ونظريات الإتصال الشخصي ولکل منها زاوية تطل على عملية الإتصال ومنها:

1-  نماذج الإتصال الشخصي أو المواجهي:   

أ- نموذج (ديفيد برلو): وهو من النماذج التي يجب على المصدر والمستقبل أن يحدد کل منهما أهدافهما من الإتصال، وأن تکون الرسالة المعلوماتية عبارة عن مجموعة من الأفکار والمعلومات التي يرغب المتصل في توصيلها للمستقبل وأن تتفق مع إمکانياته وقدراته الذهنية والإجتماعية والثقافية, ومهاراته الإتصالية وإتجاهاتهم ومعارفهم وتساير مشکلاته وحاجاته وإهتماماته. وأما إختيار القناة الإتصالية تتوقف على عدد من يريد الإتصال بهم، وخصائصهم، ونوع التغيير المطلوب، وطبيعة الرسالة، ودرجة إقناعها لهم (الطنوبي 2001 ب, ص: 86) .

ب- نموذج (روجرز وکنليد): وهو يرکز على أهمية المعلومات والطريقة التي تربط الأفراد، ومن خلال الإتصال يتکون لدى المتصلين معلومات متبادلة ليصلوا إلى فهم مشترک (سالم 2013, ص: 11).

ويمکن الإستفادة من هذه النماذج في تحديد مضامين الرسائل الإتصالية والهدف منها، وتنحصر في بعض المعارف التنموية التي تتفق مع المبحوثات من حيث الخصائص والإمکانيات والقدرات الذهنية والإجتماعية والتي يتم الحصول عليها من خلال إستخدام قناة الإتصال المتمثلة في الهاتف المحمول والعمل على الإستفادة منها.

2- نظريات الإتصال الشخصي: 

أ- ومنها نظرية الإرجاع أو الغزو: Attribution Theory   

وتحاول هذه النظرية توضيح أسباب سلوک بعض الأفراد سلوکاً معيناً والوصول إلى تفسير معقول لهذا السلوک. وهذا يرجع لأسباب داخلية وهي تنبع من الفرد تجاه الحدث أو الشخص، وأسباب خارجية تتعلق بالبيئة المحيطة بالحدث أو الشخص، وتقودنا هذه النظرية إلى دوافع الأفراد ومشاعرهم وعواطفهم ومعتقداتهم المؤثرة على توجههم نحو الأحداث، ويتم تحديد هذه الأسباب عن طريق سؤال الأفراد عن أسباب توجهه نحو کل شئ (سالم 2013، ص:13). ويمکن الإستفادة من هذه النظرية في تفسير إستخدام الريفيات للهاتف المحمول والإستفادة منه, بأن هناک عدة خصائص تؤثر على إستخدامهن من حيث الأسباب المحيطة بهن والأسباب الداخلية لهن من دوافع ومشاعر ومعتقدات وإتجاهات تؤثر في تفضيل إستخدام الهاتف المحمول والإستفادة منه.

ب- نظرية التنافر المعرفي:  Cognitive Dissonance  

وهي نظرية عامة للسلوک البشري وتغطي مجال الإتصال البشري کله وتهتم بالتغيرات السيکلوجية الداخلية وعلاقة الفرد الإتصالية بالآخرين. فعادة ما يتفق سلوک الفرد مع معارفه، ولکن في بعض الحالات يحدث تعارض أو تنافر بين تصرفات وسلوک الفرد ومعارفه ففي هذه الحالة سوف تبدأ عمليات سيکلوجيه تحفزه للوصول لمرحلة الإتفاق أو التوازن مرة أخرى (مکاوى والسيد 2008,ص: 30). وتتم الإستفادة من هذه النظريات في التعرف على السلوک الذي تقوم به الريفيات للوصول إلى مرحلة التوازن المعرفي والقضاء على التنافر فهي تقوم بالإتصالات الهاتفية بإستخدام الهاتف المحمول لسد العجز في معارفها ومعلوماتها وللإستفادة منها وإحداث التغييرات السلوکية المرغوبة لديها في المجالات التنموية حيث يؤکد الجمل (2013، ص:12) أن للإتصال وظائف من وجهة نظر المتلقين تتمثل في الحاجة إلى المعلومات، والتسليه والترفيه، والأخبار عن مشکلات الساعة، والحاجة إلى رفع مستوى المعارف والثقافة العامة، والحاجة إلى دعم الإتجاهات وتعزيز المعايير والقيم والإتجاهات الإيجابية.

الإستعراض المرجعي

تعد طرق الإتصال بالأفراد في مقدمة الطرق الإرشادية الإتصالية بل هي أساس الإرشاد الصحيح والفعال بمعنى أن أکبر الأعمال الإرشادية فعالية هي تلک التي تبنى على اساس إستخدام طرق الإتصال الإرشادي الفردي ودلل ذلک الخولي وآخرون (1984، ص:195) على أن غالبية الطرق الفردية تتضمن عنصر المواجهة بين طرفي العملية الإرشادية، وإستخدام هذه الطرق يعني ضمناً إقامة موقف إتصالي إرشادي أمثل. وتعتبر الإتصاللات الهاتفية من الطرق الهامة والناجحة حيث يذکر الطنوبي (1998، ص:221) أن هذه الإتصالات تتميز بالآنية إذ يمکن للمزارع أن يتصل بالمرشد في أي وقت ليستفر عن أي شئ، ويضيف صالح (1997، ص:177) أنه يمکن الإستعانة بالتليفون في الظروف التي لا يتمکن فيها طرفا الإتصال من إجراء الزيارات واللقاءات الشخصية المباشرة.

وتذکر (Saravanan 2011) أن الهاتف المحمول ( الموبايل) يعتبر أحدث الثورات في العملية الإتصالية وأصبح الکل في واحد حيث يتم من خلاله التخزين وتبادل المعلومات في أي وقت وفي أي مکان بغض النظر عن السن أو الجنس، ريفي أو حضري. إنما يستخدم يومياً معتمداً على البنية التحتية والإجتماعية في المجتمع، وأصبح ضرورياً وليس ترفيهياً ويمس جميع حياتنا المعيشية. وأن معدل إستخدام أي نوع من الهاتف المحمول يکون هو الدليل للمرشد والمزارع والباحث والمتخصص الإرشادي وصانع القرارات الزراعية على نجاح إستخدامه في مجال الزراعة، حيث يوضح صالح (2010) أن المنظور الکمي للهاتف المحمول هو المفهوم البسيط لمقدار وکمية إستخدام الهاتف المحمول وينتج عنه تصور متعدد الأبعاد يکشف عن کيفية الإستعمال من حيث:عدد مرات الإستعمال، والوقت الذي يستغرقه في الإستعمال وذلک من حيث عدد الأفراد الذين يوجه إليهم المکالمات، وعدد الناس الذين يتلقى منهم المکالمات، ونوعية وتعدد الإستخدام. ويتابع صالح (2010) أن أهم التأثيرات الرئيسية للهاتف المحمول هو قدرته على دمج وتضمين جماهير السکان في الدول الأقل نمواً في النصف الجنوبي والذين لا يمتلکون قدرات على حيازة الخط الأرضي التليفوني.

الدراسات السابقة

في بنجلادش قامت الفاو (FAO,1998) بدراسة عن"مشروع الهاتف المدفوع فى القرى" فقد اقام نظاماً للإتصال بدون اسلاک لخدمة الجماهير يسمى (تليفون جرامين) ويستطيع نساء القرية الفقراء شراؤه بقروض, ويستطيع سکان القرية إستعماله مقابل أجر بسيط. وبهذه الطريقة يساعد البنک نساءالريف على إدارة أعمالهن التجارية ويمکنهن من الإتصال بالموردين والعملاء والحصول على المعلومات الخاصة بالأسواق بشکل سريع ورخيص ومناسب وبفضل عائدات المحمول يتمکن الکثيرون من إصلاح بيوتهم وتنمية قراهم وتعليم أولادهم في المدن والحصول على خدمات صحية، کما تؤمن خدمة الهاتف المحمول من عمليات إرسال تحويلات مالية من عمال بالخارج إلى أهاليهم في بنجلادش خوفاً من الإستيلاء عليها مستغلين أمية أصحابها.

وفي دراسة عن تعدد إستخدامات الهاتف المحمول وجد (Oungs,2002) حدوث تغييرات نموذجية في إستخدام الهاتف المحمول حيث أنها غزت وسيطرت على مختلف الأعمار, وکافة الأوقات, وتغلبت على مشکلة الأمية. کما انه يؤدي وظيفة إجتماعية: التضامن، والإلتزام، والإشفاق، والتعاطف.

بينما في دراسة قام بها ( (IFAD,2005فى تنزانيا الذي يشجع السکان في المجتمعات الريفية المنعزلة على إستخدام الهواتف النقالة لتحسين فرص وصولهم الى الأسواق, وحصولهم على معلومات أکثر دقة عن حالة الأسعار على إمتداد سلسلة الأسواق فهي تسهم في شفافية الأسواق. وتمنعهم من الإستغلال في بيع محاصيلهم کالبطاطس والأرز والذرة حيث عن طريق هواتفهم يعقدون الصفقات بصورة مباشرة وبأسعار أفضل. مما يؤدي لزيادة أرباح المزارعيين من خلال معلومات السوق, ويعطي قدراً من الثقة بالنفس, ويؤدي إلى ثورة في التسوق, والعمل على بناء الثقة, وکما تتيح لهم فرص أوسع لتقاسم الأفکار والقضايا والأسئلة التي تبرز أمامهم, وتوفير القدرات الإبتکارية للمزارعيين من خلال (مجموعات تقديم الخدمات) حيث يمکن تبادل المعلومات مع نظراء يعيشون بعيداً عنهم فيؤدي لحلول مبتکرة للتحديات والمشاکل.

وفي دراسة عن الصيادين بالصين (Abraham,2007:pp5-17) تبين أن إنتشار التليفون المحمول بين الصيادين أدى إلى رفع الکفاءة التسويقية من خلال تنسيق العرض والطلب, والتدفق السريع للمعلومات التي تلبي الطلب في الأسواق، والقدرة على الرد السريع بين الموردين والأسواق. وقد أنشأت الحکومة الصينية شبکة التليفون المحمول لخدمة الزراع لتمکنهم من متابعة أحوال الطقس والتنبأ بأسعار المنتجات، وقد کان لها أثر کبير في مساعدة الزراع على الحصول على معلومات مفيدة تساعدهم في التخطيط الإنتاجي الفعال، کما يساعدهم في تربية الماشية وزيادة معارفهم عن السوق والإتصال بالغرباء للعمل والإنفتاح والتسوق (Fong,2009:pp1-12).

ويذکر صالح (2010) أن الدراسات النرويجية تظهر أن الهواتف المحمولة لها تأثير على المؤسسات الإجتماعية حيث تتبنى بالتساوي بين الجنسين بصرف النظر عن الدخل والثروة أو الوضع الطبقى، وأن المحمول اخترق تقريباً کل فئات العمر بصرف النظر عن التعلم أو الجذور الإجتماعية، فهو يعمل على سد الفجوات بين الطبقات الإجتماعية المختلفة في المجتمع. وتوضح أرقام هيئة الإتصالات الصينية أن عدد الرسائل القصيرة المنتشرة ظاهرة ثقافية جديدة في الصين غير مسبوقة ويسموها (ثقافة الأصابع) التي تستعمل في الإتصال الجديد.

وفي دراسة تم إجرائها في تنزانيا عن مساهمة التليفون المحمول في الحد من الفقر توصلت إلى أن التليفون المحمول ساهم في الحد من الفقر وتحسين مستوى معيشة المناطق الريفية من خلال توسيع شبکة العلاقات الإجتماعية وزيادة قدرة الريفيين على التعامل مع حالات الطوارئ وزيادة الکفاءة الإنتاجية ومساعدة الزراع على الحصول على معلومات عن الأسواق والأسعار (  Sief,2010) http;//www.ejisdc.org.

وفي دراسة قاما قاسم والجمل (2011) بدراسة إستخدام الزراع للهاتف المحمول في الإتصالات المتعلقة بالزراعة وقد استهدفت التعرف على الخصائص الفنية للهواتف المحمولة التي يستخدمها الزراع المبحوثين، والتعرف على إستخدام الزراع للهاتف المحمول في الإتصالات بأفراد وجهات لأغراض تتعلق بالزراعة، والتعرف على الجهات والأفراد والتي تتصل بالزراع على هواتفهم المحمولة لأغراض تتعلق بالزراعة، والتعرف على الخدمات الإرشادية التي يرغب الزراع في الحصول عليها عن طريق الهاتف المحمول وتفضيلهم لطريقة الحصول عليها. وتم إجراء الدراسة في سبعة مرکز إرشادية تم إختيارها من ست محافظات موزعة على مستوى الجمهورية تم إختيارهم عشوائياً من المراکز الإرشادية المتصلة بشبکة الرادکون وشبکة الفيرکون وتم إختيار جميع الزراع المترددين على هذه المراکز ولديهم هاتف محمول وبلغ إجمالي المبحوثين 126 مبحوثاً وتمثلت أهم النتائج في: تنوع خصائص الهاتف المحمول التي يستخدمها الزراع المبحوثين، وأن المبحوثين يتواصلون مع الجهات والأفراد عن طريقه، مما يبرز أهميته فى تيسير الإتصال للزراع، واحتلت حل المشکلات الزراعية، ومعرفة أسعار المدخلات الزراعية المراتب المتقدمة في الأسباب التي يتصل بسببها الزراع. أما عن کثافة الإتصال بمصادر المعلومات بإستخدام الهاتف المحمول فيمکن إعتبار الجمعية الزراعية والمرشد الزراعي هي أکثر هذه المصادر ثقة لدى الزراع.   

وفي نيجيريا دراسة عن إستخدام الزراع للهاتف المحمول في زيادة القدرة الإنتاجية فقد توصلت لعدم کفاية الإستثمار في البحوث الزراعية والتکنولوجيا الحديثة, وضعف الخدمة الإرشادية, وأن إستخدام الهاتف المحمول أدى إلى تحسين کفاءة المدخلات الزراعية وتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية (Bolariuma and Oyejinka,2011).

وتذکر Fernanda (2011) في دراسة أن التليفون المحمول له دور هام في تعزيز العلاقات الإجتماعية القائمة بالفعل، والتواصل بين الأقارب والأصدقاء وما لها من تاثير على النشاط الإقتصادي مثل التحقق من الأسعار وجمع معلومات عن الأسواق.

وفي دراسة في موريشيوس عن تأثير التليفون المحمول على التنمية الزراعية أکد المزارعين أن أکبر ميزة للهاتف المحمول هو أنه في المتناول, واقل تکلفة, وسهل الإستخدام، وأنه يفيد في الزراعة من خلال سرعة التنبية من قبل وحدات البحوث الزراعية والإرشادية بإستخدام الرسائل القصيرة SMS                              Http://news-agriculture.blagspat.com.2011) ) وتم عمل دراسات من قبل جامعة کانساس في الهند والصين لدراسة تشجيع إستخدام الهاتف المحمول في القطاع الزراعي لإثبات انه فعال في مجال المعلومات والبرامج الزراعية  https://kuscholarworks.ku.edu.2011)).

وفي دراسة سليم والحرباوي (2012): قد استهدفت التعرف على مجالات إستخدام الهاتف النقال في العمل الإرشادي الزراعي من قبل العامليين في الإرشاد الزراعي بمحافظة نينوي بالعراق بالإضافة إلى دراسة الخصائص الشخصية والوظيفية التي يعتقد أن لها علاقة بمدى إستخدام الهاتف النقال. وکان مجتمع البحث جميع العاملين في الإرشاد الزراعي بالشعبة الزراعية والبالغ عددهم 180 بنسبة 50%، وکانت أهم النتائج أن 25,56% يستخدمون الهاتف النقال دائماً، و41,11% يستخدمونه احياناً في حين أن 33,33% نادراً ما يستخدمونه.کما أظهرت النتائج وجود علاقة إرتباطية معنوية بين مدى الإستخدام وموقع العمل فقط، وعدم وجود علاقة مع المتغيرات: طبيعة العمل، والوظيفة، والتخصص الدراسي. ووجود مجموعة من المعوقات تحد من إستخدام المبحوثين للهاتف النقال على الرغم من إدراکهم لأهميتة في العمل الإرشادي.

وفي دراسة عاشور (2012) قامت بهدف التعرف على دور التليفون المحمول في حصول الزراع على المعرفة الإرشادية في المجالات الزراعية المختلفة من المصادر المعرفية المختلفة والإستفادة منه وبلغت عينة الدراسة 100 مبحوث بنسبة 17,2% من مجموع الزراع الحائزين بقرية کفر الواق بمحافظة البحيرة وکانت ابرز هذه النتائج: أن جميع الزراع المبحوثين لديهم تليفون محمول , و60% لدى أسرهم أکثر من تليفون محمول، وان أهم معوقات إستخدام التليفون المحمول في المجال الزراعي هي مصاريف المکالمة, وأن مجال بيع المحاصيل الزراعية، ومجال الأمراض التي تصيب الخضر هما أکثر مجالات الإنتاج النباتي التي يرى المبحوثين مناسبة التليفون المحمول للحصول على المعلومات منها والتي إستخدم فيها المحمول على الترتيب, وأن المرشد الزراعي أکبر مصدر للمعلومات التي استفاد منها المبحوثين في مجالي الإنتاج النباتي والحيواني.

وفي دراسة لإستخدامSmart Phone (2014) في قطاع الزراعة بالهند وتطبيقات الهواتف الذکية وإستخدامة في القطاع الزراعي وجد أن له أثر فعال لقطاع عريض من الأشخاص في مجال التنمية الريفية.

وفي دراسة عن إستخدام GSMA (2014) الخدمات الإرشادية الزراعية للنساء من خلال الهواتف المحمولة للريفيات وجد أنه يعمل على حل المشکلات الريفية والمنزلية والزراعية في الهند

وفي دراسة عن إستخدام برنامجWe Farm (2014) تم الإستفادة من إستخدام المحمولSmart Phone  في تبادل المعلومات وحل المشکلات بين الزراع على مستوى العالم من خلال الإنترنت بالتليفون المحمول.

الطريقه البحثية   

1- التعاريف الإجرائية

أ- المجالات التنموية: يقصد بها مجالات التنمية الريفية والزراعية التي من شأنها التعامل مع المرأة الريفية وتنميتها وتم تحديدها والإستدلال عليها من المراجع العلمية التي حددت مجالات العمل الإرشادي مع المرأة الريفية (الطنوبي 2001، ص:22) و(مدکور وحسن 2014، ص:104)، والتي تتفق مع أهداف إستراتيجية التنمية الزراعية المصرية حتى عام 2030، وقد تمثلت في المجالات المعنية بکل من: الإنتاج الزراعي، والإنتاج الحيواني، والإنتاج الداجني، والغذاء والتغذية، والمشروعات الصغيرة، وحماية البيئة، والتعليم، والصحة، والأمومة والطفولة، والتسويق، والثقافة، وترشيد الإستهلاک. ببنودهم الفرعية وهي: (1) مجال الإنتاج الزراعي ويتضمن: زراعة بعض المحاصيل، وتسويق بعض المحاصيل.(2) مجال الإنتاج الحيواني: ويشمل : التغذية، والرعاية، وصحة بيطرية، وتسويق المنتجات الحيوانية.(3) مجال الإنتاج الداجني ويتضمن: تغذية، ورعاية، وصحة بيطرية، وتسويق للإنتاج الداجني. (4) مجال الغذاء والتغذية ويتضمن: معلومات عن الغذاء الصحي المفيد، ووحفظ وتخزين الخضر والفاکهه، وطريقة طهي وإعداد الطعام من حيث الوصفات والوجبات، والصناعات الغذائية کالمربي والصلصة والمخللات. (5) مجال المشروعات الصغيرة وتتضمن: نوع المشروع الصغير وتکوينه وکذلک تسويق منتجات المشروعات الصغيرة.(6) مجال البيئة والمحافظة عليها وتتضمن: النظافة العامة، ونظافة المنزل وتجميله، وتدوير المخلفات الزراعية.(7) مجال التعليم ويتضمن: تعليم الأبناء، والشئون المدرسية والدراسية. (8) مجال الصحة وإشتمل على: صحة وشئون الأسرة، وعلاج بعض الأمراض، وطرق الوقاية من الأمراض. (9) مجال الأمومة والطفولة ويتضمن: الرعاية الصحية للأم (الحامل والمرضع)، والرعاية الصحية للطفل (التطعيمات وأمراض الطفل). (10) مجال التسويق ويشتمل على: معرفة الأسعار، ومعرفة الأسواق،   ومعرفة أسعار شراء المنتجات، ومعرفة أسعار بيع المنتجات. (11) مجال الثقافة ويتضمن: معرفة المعلومات العامة، ومعرفة المعلومات الدينية مثل القرآن والأحاديث، والمعلومات السياسية کالإنتخابات والأحداث السياسية. (12) ترشيد الإستهلاک ويتضمن: تکوين وعي إستهلاکي, والإقتصاد في الوقت والجهد والمال.

ب- درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول في المجالات التنموية: ويقصد به إستخدام المبحوثاتللهاتفالمحمول في الحصولعلى المعلومات والمعارفالمتعلقة بالمجالات التنموية المدروسة الإثنى عشر ببنودهم الفرعية (35 بنداً) من حيث عدد مرات الإستخدام أسبوعياً، ومدى الإستخدام.

ج- درجة إستفادة المبحوثات من الهاتف المحمول في المجالات التنموية: ويقصد به إستفادة المبحوثات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة من حيث عدد مرات الإستفادة، ومدى الإستفادة.

د- دائرة الإتصال المعرفية الهاتفية: ويقصد بها عدد مصادر المعلومات والمعارف التي تحصل منها المبحوثات سواء کونها متصل أو مستقبل على المعلومات التنموية بإستخدامها للهاتف المحمول وهذه تنقسم إلى :

1)   المصادر المعرفية الهاتفية للمبحوثات: ويقصد بها عدد المصادر المعرفية التي تتصل بها المبحوثات للحصول على المعلومات والمعارف (بمن تتصلي) التي تهمها وتفيدها.

2)    مصادر الإتصال بالمبحوثات: ويقصد بها عدد المصادر التي تقوم بالإتصال بالمبحوثات للتواصل وتزويدها بالعلومات والمعارف (من يتصل بک) التي تهمها وتفيدها.

2- المتغيرات البحثية وطرق قياسها:

أولاً: المتغيرات المستقلة

1- سن المبحوثات: يقصد به سن المبحوثات لأقرب سنة ميلادية.

2- المستوى التعليمي للمبحوثات: يقصد بها الحالة التعليمية للمبحوثات من حيث کونها: أميه، أو تقرأ وتکتب، أو أتمت مرحلة تعليمية. وقد تم تصنيفها إلى أميه، وتقرأ ويکتب، تعليم أقل من متوسط، تعليم متوسط، جامعي. وأعطيت الدرجات (5،4،3،2،1) على الترتيب.

3- المستوى التعليمي للزوج: يقصد بها الحالة التعليمية لأزواج المبحوثات من حيث کونه: أمي، يقرأ ويکتب، تعليم أقل من متوسط، تعليم متوسط، تعليم جامعي. وقد أعطيت الدرجات (5،4،3،2،1) على الترتيب.

4- حجم الأسرة: ويقصد به عدد أفراد أسر المبحوثات وقد إستخدم الرقم الخام.

5- المشارکة الإجتماعية: ويقصد بها درجة مشارکة المبحوثات في بعض الأعمال والمشروعات التطوعية بالقرية کمساعدة الأسر المحتاجة، ومشارکة أهل القرية في المناسبات الإجتماعية، وفي مشروعات التنمية بالقرية، معبراً عنها بقيمة رقمية وقد أعطيت الدرجات (1،2،3) للمشارکة (تشارک- لحد ما- لا تشارک).

6- عدد مصادر المعلومات: يقصد بها عدد المصادر المرجعية المعلوماتية التي تستقي منها المبحوثات معلوماتهن معبراً عن ذلک بقيمة رقمية وذلک بإعطاء درجة واحدة لکل مصدر.

7- التعرض لوسائل الإتصال الجماهيرية: وهو مجموع القيم الرقمية التي حصلت عليها المبحوثات مقابل الإستماع لبرامج الإذاعة، أو مشاهدة برامج التليفزيون، أو قراءة الصحف أو المجلات سواء بأنفسهن أو من خلال غيرهن، أو تصفح المواقع الإلکترونية من خلال الحاسب الآلي. وقد أعطيت الدرجات(1،2،3) للتعرض (دائماً، أحياناً، لا) على الترتيب.

8- التجددية: ويقصد به مجموع القيم الرقمية التي حصلت عليها المبحوثات من خلال إجاباتها على عشر عبارات منها خمس عبارات إيجابية، وخمس عبارات سلبية، تدور حول إستخدام کل ما هو جديد في الأجهزة المنزلية والزراعية، ومدى إقتناعها بالأفکار الجديدة والعصرية. وقد أعطيت لها الدرجات (1،2،3) على الترتيب، في حالة الإجابة (موافق، محايدة، غير موافق) للعبارات الإيجابية والعکس في حالة العبارات السلبية.

9- القيادية: ويقصد بها درجة قيام المبحوثات بالنصح والمشورة وتقديم المعلومات عن الأمور الأسرية والمنزلية لأقرانها من الريفيات معبراً عن ذلک بقيم رقمية، وقد أعطيت الدرجات (1،2،3) للإستجابات (دائماً، أحياناً، لا).

10- السلوک الإستثماري: يقصد به قدرة المبحوثات على إستثمار أموالها الزائدة عن حاجتها،وقد أعطيت الدرجات (4،3،2،1) للإجابات (تنفقها وتصرفها، تضعها في البيت، تضعها في البنک، تستثمرها في مشروع) على الترتيب.

11- حيازة الأسرة من الهواتف المحمولة: يقصد به عدد أجهزة الهاتف المحمول التي تمتلکها أسر المبحوثات.

12- عدد کروت الشحن الشهرية للهاتف المحمول: ويقصد به عدد کروت الشحن التي تستخدمها المبحوثات من خلال الهاتف المحمول في الشهر.

13- مصاريف کروت الشحن الشهرية للهاتف المحمول: ويقصد بها القيم النقدية لکروت الشحن الشهرية التي تستخدمها المبحوثات مقدره بالجنية المصري.

14- دافعية إستخدام المبحوثة الهاتف المحمول: يقصد بها الأسباب التي وراء إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول، وتتضمن ثلاثة عشر سبباً. وقد أعطيت درجة لکل سبب.

15- درجة مناسبة الهاتف المحمول لإستخدامات المبحوثات: يقصد به مدى مناسبة الهاتف المحمول لإستخدامات المبحوثات في الحصول على المعلومات والمعارف التنموية، وقد أعطيت الدرجات (1،2،3) لدرجة المناسبة (مناسب، لحد ما، لا) على الترتيب.

16- المجالات التنموية المفضلة: يقصد بهاعدد المجالات التنموية المفضلة والأکثر تفضيلاً لإستخدام المبحوثات للهاتف المحمول في حصولها على المعلومات والمعارف التنموية، وقد أعطيت درجة لکل مجال.

17- المصادر المعرفية الهاتفية للمبحوثات: ويقصد بها عدد مصادر المعلومات والمعارف التي تتصل بها المبحوثات بإستخدام الهاتف المحمول سواء کانت جهات أو أفراد لحصولهن على المعارف والمعلومات التنموية، وقد أعطيت درجة لکل مصدر.

18- مصادر الإتصال بالمبحوثات: ويقصد بها عدد مصادر المعلومات التي تقوم بالإتصال بالمبحوثات بإستخدام الهاتف المحمول سواء کانت جهات أو أفراد لتزويدها المعلومات التنموية، وقد أعطيت درجة لکل مصدر.

ثانياً: المتغيرات التابعة

1- درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة: وهو مجموع القيم الرقمية المعبرة عن محورين: أ- عدد مرات الإستخدام: ويقصد بها عدد مرات إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول أسبوعياً للحصول على المعلومات والمعارف في المجالات التنموية، وهو رقم خام. وقد تراوحت إجمالي درجات المبحوثات بين (5، 90) مرة أسبوعياً. ب- مدى الإستخدام: وهو يعکس مدى إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول من حيث (دائماً-احياناً-نادراً-لا)، وقد أعطيت الدرجات (1،2،3، صفر)على الترتيب. وذلک للمجالات التنموية المدروسة الإثنى عشر ببنودهم الفرعية الخامسة والثلاتون وبذلک تتراوح القيمة الرقمية بين(صفر، 105).

2- درجة إستفادة المبحوثات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة: ويقصد بها مجموع القيم الرقمية التي حصلت عليها المبحوثة من خلال محورين: أ- يعکس الأول عدد مرات إستفادة المبحوثات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة الأثنى عشر وهو رقم خام. وقد تراوحت إجمالي درجات المبحوثات بين (1 ،10) درجة.  ب- مدى الإستفادة: ويقصد به تحديد مدى إستفادة المبحوثة من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة من حيث (مرتفعة، متوسطة، منخفضة، منعدمة) وأعطيت الدرجات (1،2،3، صفر) على الترتيب. وبذلک تتراوح القيم الرقمية بين (صفر، 105) درجة.

منهج الدراسة: اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي.

المنطقة البحثية: لقد تحدد المجال الجغرافي في محافظة البحيرة لإجراء هذه الدراسة بإعتبارها من أکبر المحافظات الريفية الزراعية بجمهورية مصر العربية. وتحددت منطقة البحث بإختيار ثلاث مراکز إدارية عشوائياً ثم تم إختيار قرية من کل مرکز عشوائياً، وکانت قرية الکردود مرکز حوش عيسى، وقرية النجيلي مرکز أبو المطامير، وقرية الأبعادية مرکز دمنهور.

الشاملة والعينة: تم إختيار عينة غرضية من الريفيات المبحوثات (زوجات الزراع) من القرى الثلاث المختارة عشوائياً من خلال کشوف الحيازة بالجمعيات التعاونية الزراعية، والتي تمتلک هاتفاً محمولاً فبلغت 162مبحوثة بنسبة 10% من شاملة البحث البالغ عددهن 1620 ريفية.

أسلوب جمع البيانات وتحليلها:

تم إستيفاء البيانات البحثية اللازمة لتحقيق أهداف هذا البحث من خلال إستمارة إستبيان تم جمع بياناتها بالمقابلة الشخصية من أفراد عينة البحث بعد إجراء قياس الصدق الظاهري للإستمارة عن طريق عرضها في صورتها المبدئية على عشرة محکمين متخصصين في الإرشاد الزراعي والمجتمع الريفي والإقتصاد المنزلي. کما تم تطبيق الإستمارة في صورتها التجريبية على عدد (21) مبحوثة بواقع (7) مبحوثات من کل قرية للتأکد من ثبات الأداة وتم إجراء التعديلات المطلوبة لتصبح الإستمارة صالحة لتحقيق أهداف الدراسة. وقد اشتملت إستمارة الإستبيان على جزئين اساسين يتضمن الأول: مجموعة من البيانات المتعلقة بالخصائص المميزة للمبحوثات، وتناول الثاني مجموعة الأسئلة المتعلقة بمحاور درجة إستخدام الريفيات للهاتف المحمول في حصولهم على المعارف المتعلقة بالمجالات التنموية المدروسة وکذلک درجة استفادتهن منه بالإضافة إلى مقترحات المبحوثات للتغلب على معوقات إستخدام الريفيات للهاتف المحمول والإستفادة منه. وتم تحليل البيانات وعرضها بإستخدام النسب المئوية، والجداول التکرارية، والمتوسط الحسابي، والإنحراف المعياري، ومعامل الإرتباط البسيط والمتعدد، ونموذج التحليل الإنحداري المتعدد التدرجي الصاعد، وإختبار (t)، وإختبار (F).

النتائج البحثية ومناقشتها

أولاً: الخصائص المميزة للمبحثات: تشير النتائج الواردة بجدول (1) إلى الآتي:

1- سن المبحوثات: أن ما يقرب من النصف (45,7%) يقل سنهم عن 35 سنة، مما يسهل من تقبلهم للإرشاد والتوجيه، فضلاً على أنهم يتمتعون بالحيويه والنشاط واکثر إستعداداً لتقبل الأفکار الجديدة.

2-المستوى التعليمي للمبحوثات: أکثر من ثلثي المبحوثات(67,1%)متعلمات بمستويات تعليمية مختلفة مما يدل على إرتفاع معدلات إستجاباتهن لإکتساب المعلومات الجديدة والعصرية والإستفادة منها في حياتهن الأسرية.

3- المستوى التعليمي لأزواج المبحوثات: لقد تبين أن أکثر من ثلاث أرباع العينة (77,7%) أزواجهن ذو مستويات تعليمية مختلفة مما يعمل على إتاحة الفرصة أمامهم لمساعدة زوجاتهن في إکسابهن المعلومات والمعارف المفيدة والإستفادة منها.

جدول (1) توزيع المبحوثات وفقاً للخصائص المميزة لهن               ن= 162

4- حجم الأسرة: إن (67,9%) يتراوح عدد أفراد أسرهم من 5 إلى 10 أفراد، ويدل ذلک على إرتفاع عدد أفراد الأسرة، وهذه الصفة سائدة في المجتمع الريفي المصري لحدا کبير نظراً لأهمية قيمة العمل الزراعي العائلي بجمهورية مصر العربية.

5- المشارکة الإجتماعية: تبين أن 83,3% من المبحوثات من ذوي المشارکة الإجتماعية المتوسطة والمرتفعة، وهذا يدل على أن لديهن قوة معنوية ذاتية تدفعهن للمشارکة في الإهتمام بشئونهن وشئون قراهم.

6- عدد مصادر المعلومات الزراعية: إن غالبية المبحوثات (82,7%) يستقون معلوماتهن ومعارفهن من (5 إلى11) مصادر. ويفيد هذا في إعداد برامج إرشادية موجهه للريفيات وبثها من خلال تلک المصادر التي تتلائم مع فئاتهن العمرية وإمکانياتهن التعليمية.

7- التعرض لوسائل الإتصال الجماهيرية: تبين أن (90,8%) مستوى تعرضهن لوسائل الإتصال الجماهيرية مرتفع ومتوسط، مما يتيح لهن فرصة أکبر في زيادة معلوماتهن ومعارفهن والإطلاع على ما يفيدهن في حياتهن.

8- التجددية: وجد أن 66,1% من المبحوثات يتمتعن بمستويات تجددية مرتفعة، مما يدل على إرتفاع إستعداد المبحوثات للتجديد، والأخذ بما هو جديد، والبحث عن مصادر الأفکار الجديدة وما يتصل بها والإقتناع بها.

9- القيادية: إن أکثر من ثلاثة أرباع المبحوثات (76,5%) ذوات مستويات قيادية متوسطة ومرتفعة، مما يشير إلى أنهن ذوات تاثير في غيرهن من الريفيات، ومصدر ثقة لديهم في کل ما يقدمون لهن من معلومات ومعارف.

10- السلوک الإستثماري: وجدأن 74,7% من المبحوثات ذوات سلوک إستثماري متوسط ومرتفع. وهذا يدل على أن المبحوثات يقمن بالإستغلال الأمثل لحد کبير لمواردهم الإقتصادية لتحقيق الإرتقاء بمستوى معيشتهن.

11- حيازة الأسرة من الهواتف المحمولة: أشار 96,9% من المبحوثات إلى أنه لدى أسرهم بين (2 إلى6) أجهزة هاتف محمول، مما يشير إلى إنتشار الهاتف المحمول في المجتمع الريفي المصري بالرغم من محدودية دخولهم وهو ما يشير إلى شعور المبحوثات بأهمية الهاتف المحمول في أنشطة حياتهن المختلفة.

12- عدد کروت الشحن الشهرية للهاتف المحمول: أفاد (99,4%) منهن أنهن يستخدمون عدد کروت الشحن من (1إلى7) کارت شحن شهرياً، وهذا يدل على کثرة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول في معظم شئونهن.

13- مصاريف کروت شحن الهاتف المحمول الشهرية: تبينأن 84% من المبحوثات ينفقون 37 جنيهاً على کروت شحن الهاتف المحمول شهرياً.

14- دافعية إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول: تبينأن 66% من المبحوثات يکون دافعية إستخدامهن للهاتف المحمول متوسطة ومرتفعة (6إلى 13) دافع. ومما لاشک فيه أن إرتفاع مستوى الدافعية يزيد من القوة المحرکة للإستخدام مما يزيد من فرص إستفادة المبحوثات من الهاتف المحمول.

کما توضح نتائج جدول(2) أن دوافع إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول ومرتبة تنازلياً وفقاً لتکراراتهن فجاء في مقدمتها الإتصال بالأهل والأصدقاء، والإتصال لحل مشکلة حيث بلغت نسبة تکرارهما100%،  77,8% على الترتيب. أما في المراتب الثلاثة الأخيرة فقد جاء إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول من أجل المواقع الإلکترونية مثل جوجل، ومواقع البحث العلمي، ومواقع التواصل الإجتماعي Facebook و تويتر ونظام تحديد المواقع GPS، والإتصال من اجل العمل وتتضمن: الإتصال لإقامة المشروعات الصغيرة، والإتصال بالمتدربين، والإتصال للحصول على مدخلات ومتطلبات العمل، وعند بيع المنتجات (لأي المتعاملين مع جهة العمل)، وأخيراً إرسال وإستقبال الرسائل SMS بنسب تکرار 22,2%، 12%، 6,2% على الترتيب.

جدول (2) توزيع المبحوثات وفقاً لدوافع إستخدامهن للهاتف المحمول

15- درجة مناسبة الهاتف المحمول لإستخدامات المبحوثات: أفاد أن 92% من جملة المبحوثات يجدن أن الهاتف المحمول يعتبر مصدراً مناسباً ومناسباً لحد ما في إستخدامه للحصول على المعلومات المتعلقة بالمجالات التنموية، وقد أرجعن ذلک لسهولة حصولهن على هذه المعلومات من خلال الإتصال بالمصادر المعلوماتية، والخبراء المتخصصين للرد عليهن، ومناسباً في الوقت من حيث طلب المعلومة ومن حيث توقيت إستخدامها، بينما أفاد 8,2% من المبحوثات بعدم مناسبة الهاتف المحمول للحصول على المعلومات التنموية وقد بررن ذلک بأن بعض المعلومات قد تتطلب المشاهدة ورؤية العين مع السمع.

16- المجالات التنموية المفضله لإستخدام الهاتف المحمول: أکد 92 % من المبحوثات أنهن يفضلن إستخدام الهاتف المحمول في عدد من المجالات التنموية المدروسة تتراوح بين (1، 9) مجالاً من المجالات التنموية المدروسة.ولتحديد أفضلية هذه المجالات وفقاً لتکرارات المبحوثات وترتيبها تنازلياً ويوضح جدول (3) أن مجال الغذاء والتغذية جاء في المقدمة 74,7%، بينما أخذ مجال الصحة الترتيب الثاني 72,8% بينما تدنى تفضيل مجالات البيئة، وترشيد الإستهلاک، والمشروعات الصغيرة بتکرار 28,4%، 18%،16,1% على الترتيب.   

جدول (3) توزيع المبحوثات وفقاً للمجالات التنموية المفضله لديهن

ثانياً: المصادر المعرفية التي تحصل منها المبحوثات على المعلومات التنموية بإستخدام الهاتف المحمول:

يستمد الإنسان معلوماته ومعارفه من مصادر متنوعة من خلال تفاعلة الإجتماعي بالبيئة المحيطة به، وتختلف هذه المصادر في أهميتها النسبية بإختلاف البيئة، والقدرات الإقتصادية، والمهارات الفردية، وتتباين طبيعة المعارف بتباين المصادر المستقى منها تلک المعارف (الطنوبي 2001، ص:65) وبناء عليه تنقسم المصادر المعرفية المدروسة إلى: 1- المصادر المعرفيه الهاتفيه للمبحوثات:

أوضحت نتائج جدول (4) أن 93,8% من جملة المبحوثات يقمن بالإتصال بعدد من المصادر المعرفية من (2 إلى 7) مصادر بإستخدام الهاتف المحمول. وأظهرت النتائج زيادة عدد المصادر المعرفية المرجعية التي تتصل بها المبحوثات للحصول على المعلومات والمعارف التنموية، مما يشير إلى إقتناع المبحوثات بأهمية الهاتف المحمول کطريقة إتصالية سريعة في الحصول على المعلومات والمعارف بسهولة ويسر، کما أن لديهن مصداقية وثقه في المصادر المعرفية التي يتصلون بها للحصول على معلوماتهم ومعارفهم التنموية المختلفة, حيث يرى Gamble and Chael (2010, p:9) أنه عندما يتصل الفرد بفرد آخر فإنه يتعلم منه ويسمعه وذلک يساعده على توطيد علاقته به والتفاعل معه, وتبادل المعلومات وتطوير الأفکار وإتخاذ القرارات وحل المشکلات.

جدول (4) توزيع المبحوثات وفقاً لعدد المصادر المعرفية الهاتفيه من خلال الهاتف المحمول

کما تشير نتائج جدول (5) أن المبحوثات تقمن بالإتصال بمجموعة من المصادر المعرفية سواء کانت جهات أو أفراد بإستخدام الهاتف المحمول للحصول على المعلومات والمعارف المفيدة لها في حياتهن وشئونهن الإجتماعية والإقتصادية، وإنحصرت إجاباتهن في عشرة مصادر وهي مرتبة تنازلياً حسب نسبة تکراراتهن. وجاء في مقدمة هذه المصادر الأهل والأصداقاء وهذه تشتمل على: الأم والأخوات والأقارب والجيران، وقد أفاد بهذا جميع المبحوثات. وجاء بعد ذلک المرکز الإرشادي وخاصة المرشدة الزراعية، والوحدة الصحية وخاصة 27,2% من المبحوثات أن التجار لهم دور مهم کمصدر لمعلوماتهن ومعارفهن من خلال الإتصال بهم عن طريق الهاتف المحمول. وقد يرجع ذلک لأنهم الأکثر علماً بأسعار المنتجات الزراعية والحيوانية وغيرها، مما يساعدهن فى عملية إتخاذ القرارات الخاصة بالبيع من عدمه، والمرتبطة بالتعاقد على شراء أو بيع المنتجات.

جدول (5) توزيع المبحوثات وفقاً للمصادر المعرفيه الهاتفيه للمبحوثات من خلال الهاتف المحمول

2- مصادر الإتصال بالمبحوثات: يتضح من جدول (6) أن (70,4%) من المبحوثات يحصلن على معلوماتهن ومعارفهن بالهاتف المحمول من (3إلى6 مصادر). وهذا يشير إلى أن تعدد مصادر الإتصال بالمبحوثات يتيح الفرصة أمامهن للحصول على العديد المعلومات والمعارف اللازمة لتوعيتهن وإستفادتهن منها.

جدول (6) توزيع المبحوثات وفقاً لعدد مصادر الإتصال بالمبحوثات من خلال الهاتف المحمول

ولما کان التعرف على نوعية المصادر التي تقوم بالإتصال بالمبحوثات من خلال الهاتف المحمول لتزويدها بالمعلومات والمعارف التنموية المختلفة من الأهمية بمکان فقد تم حصرها في مجموعتين: الأولى تختص بالمصادر الشخصية، والثانية الجهات والمنظمات التنموية جدول (7) وقد تم ترتيبها تنازلياً وفقاً لتکراراتهن، فجاءت في مقدمة المصادر الشخصية (الأم)، أما الجهات التنموية فقد تصدر المرکز الإرشادي خاصة المرشدة الزراعية المرتبة الأولى يليه جهات عمل المبحوثات ومنها: مندوبين المبيعات والشرکات، ورؤساء ومرؤسين وزملاء العمل والمتعاملين معه وهذه بنسب تکرار 50%، 47,8%، و26,5% على الترتيب.

جدول (7) الأهمية النسبية لمصادر الإتصال بالمبحوثات وفقاً لتکراراتهن

ثالثاً: درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة:

أوضحت النتائج البحثية الواردة بجدول (8) ووفقاً لمحوري قياس درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول في حصولهن على المعارف المتعلقة بالمجالات التنموية المدروسة أن:

1- عدد مرات الإستخدام: قد تراوحت بين (5، 90) مرة إسبوعياً بمتوسط حسابي قدره (24,8 درجة) وإنحراف معياري قدره (15,5 درجة)، وأن الغالبية العظمى من المبحوثات (96,3%) يقمن بإستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية بعدد مرات (61 مرة) إسبوعياً، وهذا يتيح أمامهن الفرصة للإتصال والتعرف على ما يستجد، والحصول على معلومات ومعارف أکثر، ولحل مشکلاتهم في حينها، وهو کطريقة إرشادية إتصاليه موثوق فيها للحصول على المعلومات والمعارف من مصدرها.

2- مدى إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة: يتراوح بين (12، 99) درجة بمتوسط حسابي قدره (47,8 درجة) وإنحراف معياري قدره (20,9 درجة). وأن أکثر من نصف المبحوثات (58%) يستخدمن الهاتف المحمول بمدى متوسط ومرتفع. وقد أرجعن ذلک لإتاحته وتوفره في المکان والوقت المناسبين لطلبها بسهولة ويسر دون تکبد عناء السفر أو الإنتقال، وايضاً يتيح فرصة للإتصال والتعرف على المعلومات التي تساعدها على إتخاذ القرارات الصائبة. في حين أن 42% من جملة المبحوثات کان مدى إستخدامهن منخفض، وقد أرجعن ذلک إلى قلة الإمکانيات المادية والفنية للمبحوثات.

جدول (8) توزيع المبحوثات وفقاً لمحوري إستخدامهن للهاتف المحمول في المجالات التنموية

وبناء على ماسبق وفي ضوء قياس محوري درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول، أشارت نتائج  جدول (9) إلى أن القيم الرقمية الدالة على ذلک تتراوح بين (17،140) درجة بمتوسط حسابي قدره (54,9) درجة وإنحراف معياري قدره (18,9) درجة. وان أکثر من ثلثي المبحوثات (68,5%) يقعن في فئتي درجة إستخدام الهاتف المحمول المتوسطة والمرتفعة. مما يدل على الدور الحيوي الذي تقوم به تکنولوجيا الإتصال المتمثله في الهاتف المحمول في حصول المبحوثات على المعلومات والمعارف المتعلقة بالمجالات التنموية المدروسة بسهولة ويسر وخاصة التي تتعلق بشئون حياتهن المزرعية والمنزلية والأسرية مع وظائفهن المختلفة والتي تعمل على تنميتها وتحسين مستوى معيشتها. حيث أبرز (Richardson(2003 أن إختيار تکنولوجيا المعلومات والإتصالات يمکن أن تکون وسيلة فعالة وعملية في تيسير وتوصيل المعلومات. في حين کان 31,5% من المبحوثات يقعن في فئة درجة الإستخدام المنخفضة للهاتف المحمول في المجالات التنموية، وقد يعزى ذلک إلى إرتفاع تکلفة إستخدام الهاتف المحمول المادية، وعدم دراية بعض المبحوثات بإستخدامه وخاصة الانواع الحديثة منه، ولإعتماده على الکلمة المکتوبة مع إنخفاض مستوى تعليم بعضهن.

       جدول (9) توزيع المبحوثات وفقاً لدرجة إستخدام للهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة

کما تشير النتائج البحثية بجدول (13) إلى أن درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول تختلف من مجال تنموي لآخر من المجالات التنموية المدروسة فنجد أن مجال الغذاء والتغذية نال أکبر درجة إستخدام، يليه مجال الصحة، ثم يتوالى مجال الأمومة والطفولة، مجال التسويق، مجال التعليم، مجال ترشيد الإستهلاک بنسب مئوية للمتوسط العام 65,6%، 63,6%، 62,3%، 57%، 54,3%، 48,6% على الترتيب. کما يتضح أن البنود المتضمنة للمجالات التنموية المدروسة الأکثر إستخداماً قد جاء في مقدمتها حفظ وتخزين وسلامة الغذاء، طرق الوقاية من الأمراض، الإقتصاد في الوقت والجهد، والرعاية الصحية للأم بنسب مئوية للمتوسطات 70%، 69,6%، 69,3%،60% على الترتيب. وهي من متضمنات مجال الغذاء والتغذية، يليه مجال الصحة، يليه مجال ترشيد الإستهلاک، فمجال الأمومة والطفولة على التوالي.       

رابعاً: درجة استفادة المبحوثات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة:

تبين من النتائج البحثية الواردة بجدول (10) أن:

أ- عدد مرات إستفادة المبحوثات: من إستخدام الهاتف المحمول تتراوح ما بين (1، 10) مرات بمتوسط حسابي قدره (3,4) درجة وإنحراف معياري قدره (1,69) درجة وأن 95,1% کانت عدد مرات إستفادتهم من إستخدام الهاتف المحمول من (1إلى7) إستفادات، في حين أن 4,9% من جملة المبحوثات عدد مرات إستفادتهن (8إلى10) مرات، ولقد تعددت وتباينت هذه الإستفادات خلال إستخدامهن للهاتف المحمول. وهذا يدل على إستفادة المبحوثات وتطبيق ما تحصل عليه من معلومات ومعارف لتحقيق أقصى إستفادة ممکنه.

جدول (10) توزيع المبحوثات وفقاً لمحوري إستفادتهن من الهاتف المحمول

وقد تمثلت هذه الإستفادات حسب تکرار المبحوثات بإجمالي (612) إستفادة وهي کما يلي بجدول (11):

1- التواصل مع الآخريين: وهذه تضم التواصل مع الأهل، والأصدقاء، والأبناء، والأزواج، والجيران، وأهل القرية، وزملاء العمل والدراسة، والمرشدة الزراعية بنسبة تکرار 98,2%.

2- إستفادة إقتصادية: وهذه بنسبة تکرار 83,4% حيث تحتوي على الإقتصاد في الوقت والجهد والمال، وتيسر الکثير من المهام والأعمال مثل: (الإتفاق مع مندوبين الأعمال، وحل مشکلات العمل، وإبرام الصفقات ومتطلبات العمل)، وإنجاز الکثير من الأعمال، والإتصال بالجمعية الزراعية لمعرفة مواعيد تسليم السماد والتقاوي، والإتصال بالمرشدات الزراعية لمعرفة کيفية عمل المشروعات الصغيرة مثل: تربية الأرانب، والصابون السائل، وتسمين الدجاج، والإتصال بأطباء الوحدة البيطرية لعلاج ورعاية الماشية، وکذلک الإتصال بالإرشاد الزراعي لمعرفة کيفية تدوير المخلفات الزراعية (کومة السماد)، والإتصال بالطبيب البيطري لمتابعة تطعيم الدواجن، والإتصال بالتجار لإبرام صفقات بيع وشراء المنتجات الزراعية والحيوانية والداجنية ومستلزمات الإنتاج، ومعرفة أسعار بيع وشراء المنتجات بالأسواق، وأسعار الجملة.     

3- الإستفادة المعرفية التثقيفية: ومنها: الإستفادة کمنبهات لمعرفة الوقت والمواعيد والتذکر، والحصول على المعلومات التثقيفية، والمعلومات الدينية، والمعلومات العامة والسياسية، وحل الکثير من المشکلات، والتصوير، وکآلة حاسبة، ولإکتساب معلومات جديدة، ووسيلة لتنمية الأفکار وذلک بنسبة تکرار 79,6%.

4- الإستفادة في مجال التعليم: وهذه ترکزت حول: التواصل مع المدرسين سواء في المدرسة أو في الدروس الخصوصية، متابعة الأولاد في المدرسة وفي الدروس الخصوصية، والإتصال للإستفسار عن الأمور المدرسية کالإتصال بإدارة المدرسة، والإتصال بأولياء أمور الطلبة، والإتصال بالمدرسين والدارسين في فصول محو الأمية. وهذه بنسبة تکرار 31,5%.  

5- الإستفادة في مجال الغذاء والتغذية: وهذه احتوت على الإتصال للتعرف على تصنيع الوجبات الغذائية، ومعرفة طهي بعض أنواع الأطعمة، والإستفسار عن إعداد وصفات غذائية، ومعرفة بعض الممارسات الغذائية، والصحية، وخطط وتخزين الخضار والفاکهه، ومعرفة أطباق المناسبات کالأفراح والأعياد. والمعلومات المتعلقة بالتغذية عامة بنسبة تکرار 30,3%.

6- الإستفادة في مجال الصحة: ومنها: الإتصال بالأطباء لمتابعة صحة الأولاد، وعند الحاجة إليهم، الإتصال بالوحدات الصحية لمعرفة مواعيد تطعيمات الأولاد والحملات القومية، والإتصال لمعرفة مواعيد عيادات الأطباء، والحصول على الأدوية من الصيدليات، والحجز لمتابعة صحة الحامل. وذلک بنسبب تکرار 28,5%.

7- الإستفادة في مجال تکنولوجيا الإتصال والمعلومات: وتختص هذه بالإستفادة بالإنترنت من خلال الهاتف المحمول بمواقع التواصل الإجتماعي وتويتر وجوجل و WhatsApp وViber، في الحصول على المعلومات والمعارف ومحرکات البحث العلمي المفيدة (جعل العالم قرية صغيرة فهو وسيلة لربط العالم)، ومعرفة الأخبار أولاً بأول دون عناء، والإتصال المجاني بالآخرين بأسعار زهيدة خاصة المسافرين وذلک بنسب تکرار 26,5%.

جدول (11) توزيع المبحوثات وفقاً لأوجه إستفاداتهن من إستخدام الهاتف المحمول

ب- مدى إستفادة المبحوثات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة: إتضح من بيانات جدول (10) أن مدى إستفادة المبحوثات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة تتراوح بين(14،99) درجة بمتوسط حسابي قدره (51,4 درجة) وإنحراف معياري قدره (18,6درجة) وأن 66,7% من جملة المبحوثات قد حققوا مدى إستفادة في المجالات التنموية عن طريق إستخدام الهاتف المحمول متوسط ومرتفع، وکانت منخفضة لدى 33% من جملة المبحوثات.

وبناء على ماسبق وفي ضوء محکات قياس درجة إستفادة المبحوثات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية (عدد مرات الإستفادة، ومدى الإستفادة)، فقد أوضحت النتائج البحثية بجدول (12) أن القيم الرقمية تراوحت بين (16 ،102) درجة بمتوسط حسابي قدره (54,9) درجه وإنحراف معياري قدره (18,9) درجة.

جدول (12) توزيع المبحوثات وفقاً لدرجة إستفادتهن من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية

وأن نسبة المبحوثات اللاتي تستفدن بدرجة مرتفعة ومتوسطة 69,2%، وهذا يعني إستفادة المبحوثات من إستخدام الهاتف المحمول کطريقة إتصالية تمکنهم من حصولهم على المعلومات والمعارف التنموية. وإنخفضت درجة الإستفادة لدى 30,8%. وتعزي هذه النتيجة  للإمکانيات المادية والفنية للمبحوثات، ولصعوبة الإستفادة من الهاتف المحمول خاصة الأنواع الحديثة منه.

ويوضح جدول (13) أن مجالات الغذاء والتغذية، والأمومة والطفولة، والصحة هم أهم المجالات التي تصدرت قائمة الإستفادة بنسبة المتوسط العام 94%، 62,6%، 61,6% على الترتيب. وتدنت درجة الإستفادة مجالي الإنتاج الحيواني والمشروعات الصغيرة بنسبة 32%، 26,3% على الترتيب.

جدول (13) المجالات التنموية وفقاً لمتوسط درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول ودرجة إستفادتهن منه

وأن أکثر بنود المجالات التنموية المدروسة إستفادة هي: مواصفات الغذاء الصحي، وحفظ وتخزين وسلامة الغذاء، طرق طهي وإعداد الطعام، وطرق الوقاية من الأمراض وذلک بمتوسطات 2,44، 2,40، 2,29، 2,10، 2,06 على الترتيب. مما يؤکد على أهمية هذه المجالات بالنسبة للمبحوثات ولذلک لابد من طريقة تفعيلها وتعضيدها بالطرق الإتصالية الأخرى مثل وسائل الإعلام، والندوات، والمحاضرات، الإرشادية للمراة الريفية. کما إتضح وجود مجالات کانت درجة الإستفادة منها دون الهدف المنشود وتمثلت في مجال المشروعات الصغيره، والإنتاج الحيواني، ومجال البيئة بدرجات متوسطة بلغت 0,79، 0,96، 0,98 على الترتيب.

خامساً: أ- العلاقات الإرتباطية والإنحدارية بين المتغيرات المستقلة المدروسة ودرجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة کمتغير تابع: يتضح من جدول (14) مايلي:

وجود علاقة إرتباطية معنوية عکسية عند المستوى الإحتمالي 0,01 بين درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول في المجالات التنموية کمتغير تابع وسن المبحوثة. کما تبين وجود علاقة إرتباطية طردية معنوية عند المستوى الإحتمالي 0,01 بين المتغير التابع المذکور وکل من: المستوى التعليمي للمبحوثة، والمستوى التعليمي للزوج، والمشارکة الإجتماعية، ومصادر المعلومات، والتعرض لوسائل الإتصال الجماهيرية، والقيادية، والسلوک الإستثماري، وحيازة الأسرة من الهاتف المحمول، وعدد کروت الشحن، ومصاريف کروت الشحن، ودافعية إستخدام الهاتف المحمول، والمجالات التنموية المفضله، والمصادر المعرفية الهاتفية للمبحوثات، ومصادر الإتصال بالمبحوثات، ودرجة الإستفادة من الهاتف المحمول. ووجود علاقة إرتباطية طردية معنوية عند المستوى الإحتمالي 0,05 بين هذا المتغير التابع ودرجة مناسبة الهاتف المحمول. في حين لم تثبت معنوية العلاقة بين هذا المتغير التابع والمتغيرات المستقلة المدروسة.

 وبناء على هذه النتائج فإنه يمکن قبول الفرض البحثي الأول جزئياً بالنسبة للمتغيرات المستقلة المدروسة التي ثبت أن لها علاقة معنوية بالمتغير التابع المذکور، ورفضه بالنسبة لباقي المتغيرات المستقة المدروسة.

ومؤدى تلک العلاقة الإرتباطية الطردية بين کل من المتغيرات المستقلة وهذا المتغير التابع بأنها متلازمة وتسير في إتجاه واحد أي بزيادة کل منها تزداد درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول. کما أشارت النتائج إلى أن المتغيرات المستقلة المدروسة ترتبط مجتمعة بدرجة إستخدام الريفييات للهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة بمعامل إرتباط متعدد قدرة 0,872، وهي قيمة معنوية عند المستوى الإحتمالي 0,01 حيث بلغت قيمة ف المحسوبة (28,654) وهي قيمة معنوية عند المستوى الإحتمالي 0,01، وقد بلغت قيمة معامل التحديد (ر2) 0,760. ويشير ذلک إلى أن هذه المتغيرات المستقة المدروسة مجتمعة تفسر 76% من التباين في المتغير التابع.

جدول (14) العلاقات الإرتباطية بين درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول ودرجة إستفادتهن منه وکل من المتغيرات المستقلة

* معنوي عند المستوى الإحتمالي 0,01                              ** معنوي عند المستوى الإحتمالي 0,05

وللتعرف على أکثر المتغيرات المستقلة تاثيراً على درجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول يشير جدول(15) إلى أن هناک 6 متغيرات هي: دافعية إستخدام الهاتف المحمول، وحيازة الأسرة من الهواتف المحمول، والقيادية، ومصاريف کروت الشحن، والمجالات التنموية الأکثر تفضيلاً، ومستوى تعليم المبحوثة، والسلوک الإستثماري ترتبط بالمتغير التابع بمعامل إرتباط متعدد قدرة 0,732 وهي قيمة معنوية إحصائياً عن المستوى الإحتمالي 0,01 ، کما بلغت قيمة معامل التحديد (ر2) 0,536 ومعنى ذلک أن المتغيرات الست مجتمعة تفسر 53,6% من التباين في المتغير التابع. وهذه تشير لإسهامها في تفسير التباين في المتغير التابع بدرجة کبيرة.

جدول (15) العلاقة التأثيرية بين المتغيرات المستقلة ودرجة إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول

ر² = 0,536                                                                      قيمة F = 29,823

** معنوية عند 0,01                                                              معنوية عند 0,01

ب- العلاقات الإرتباطية والتأثيرية بين المتغيرات المستقلة المدروسة ودرجة إستفادة المبحوثات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة: أظهرت نتائج جدول (14) مايلي:

وجود علاقة إرتباطية طردية معنوية عند المستوى الإحتمالي 0,01 بين درجة إستفادة المبحوثات من إستخدام الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة وکل من: المستوى التعليمي للمبحوثة، والمشارکة الإجتماعية، وتعدد مصادر المعلومات، والتعرض لوسائل الإتصال الجماهيرية، والقيادية،  والسلوک الإستثماري، ودواعي إستخدام الهاتف المحمول، والمجالات التنموية المفضله، والمصادر المعرفيه الهاتفية، ومصادر الإتصال بالمبحوثات، ودرجة إستخدام الهاتف المحمول. کذلک وجود علاقة إرتباطية معنوية طردية عند المستوى الإحتمالي 0,05 وبين المتغير التابع المذکور ودرجة مناسبة الهاتف المحمول، ومصاريف کروت الشحن. في حين لم تثبت معنوية العلاقة بين هذا المتغير التابع والمتغيرات المستقلة الأخرى المدروسة، وبناء على هذه النتائج فإنه يمکن قبول الفرض البحثي الثاني جزئياً بالنسبة لباقى المتغيرات المستقلة المدروسة التي ثبت أن لها علاقة معنوية بالمتغير التابع المذکور ورفضه بالنسبة لباقى المتغيرات المستقلة المدروسة الأخرى التي لم  يثبت ان لها علاقة إرتباطية معنوية بالمتغير التابع. ويمکن تفسير هذه العلاقة الإرتباطية الطردية بين کل من المتغيرات المستقلة المدروسة والمتغير التابع المذکور بأن کل من هذه المتغيرات المستقلة تکون متلازمة وتسير في إتجاه واحد مع المتغير التابع وان زيادة أحدهما يصاحبه زيادة في الآخر.

  کما أشارت النتائج إلى أن المتغيرات المستقلة المدروسة ترتبط مجتمعة بدرجة إستفادة المبحوثات من الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة بمعامل الإرتباط متعدد قدره 0,834 وهي قيمة معنوية عند المستوى الإحتمالي 0,01، حيث بلغت قيمة ف المحسوبة 25,948، وقد بلغت قيمة معامل التحديد (ر²) 0,695 وتشير تلک النتائج أن هذه المتغيرات المستقلة المدروسة مجتمعة تفسر 69,5% من التباين في المتغير التابع.

وللوقوف على أکثر المتغيرات المستقلة تأثيراً على درجة إستفادة المبحوثات من الهاتف المحمول في المجالات التنموية المدروسة کمتغير تابع، فقد أوضحت نتائج جدول (16) وجود خمس متغيرات مستقلة في المجالات التنموية المفضلة، والقيادية، ودواعي إستخدام المبحوثات للهاتف المحمول، والمشارکة الإجتماعية، والمصادر المعرفية الهاتفية للمبحوثات ترتبط بالمتغير التابع بمعامل الإرتباط متعدد قدره 0,717 وهي قيمة معنوية عند المستوى الإحتمالي 0,01، وقد بلغت قيمة معامل التحديد (ر²) 0,514 بمعنى ان هذه المتغيرات الخمس المستقلة مجتمعة تفسر 51,4% من التباين في المتغير التابع. وهذه النسبة تشير إلى قوة إسهام هذه المتغيرات الخمس في تفسير التباين في هذا المتغير التابع.

جدول (16) العلاقة التأثيرية بين المتغيرات المستقلة وبين درجة إستفادة المبحوثات من إستخدام الهاتف المحمول

          ر²= 0,514                                                                     قيمة F = 26,555

            ** معنوية عند 0,01                                                           معنوية عند 0,01    

سادساً: مقترحات المبحوثات لزيادة إستفادتهن من إستخدام الهاتف المحمول من وجهة نظرهن:

أوضحت النتائج البحثية الواردة بجدول (17) أن 64,2% من جملة المبحوثات قد أفدن بوجود مجموعة من المقترحات التي يمکن أن تزيد من فاعلية إستخدامهن وإستفاداتهن من الهاتف المحمول کوسيلة إتصالية في زيادة معلوماتهن ومعارفهن في المجالات التنموية، وکانت کالآتي:

1- المقترحات المادية منها: تخفيض أسعار المکالمات والباقات والکروت، وتوفير الکروت في المناطق البعيدة عن المدن، وتخفيض أسعار الشحن، وتخفيض أسعار أجهزة الهاتف المحمول، وتخفيض أسعار إشتراکات الإنترنت، وتوفير خطوط متخصصة بأسعار مخفضه، توفير أعمال صيانة للهاتف المحمول بأسعار معقولة.

2- المقترحات الخاصة بالإنترنت وهي: توفير خدمة الإنترنت، وزيادة سرعته، وتحسين شبکته.

3- المقترحات الخاصة بشبکة المحمول: وهذه تضمنت تحسين شبکات المحمول وزيادة سرعتها خاصة وقت الذروة، وتغطية الشبکة للمناطق البعيدة عن المدن، وتقوية الشبکات، عمل شبکة تربط بين الريفيين خاصة بمديريات الزراعة والمراکز الإرشادية، ومحطات البحث والرائدات الريفيات والمناطق الريفية عامة.

4- المقترحات الخاصة بالريفيات فهي تشمل: توعية الريفيات بترشيد إستخدام الهاتف المحمول، والإقتصاد في الإتصال للأهمية، وتوفير المعلومات الزراعية والريفية على خطوط خاصة يسهل الإتصال بها، وإرسال رسائل معلوماتية مباشرة، وعدم إنقطاع الکهرباء لأنه  يؤثر على شحن الهواتف.

جدول (17) مقترحات المبحوثات التي تزيد من إستخدامهن وإستفادتهن من الهاتف المحمول

التوصيات

في ضوء النتائج البحثية التي أسفرت عنها الدراسة في منطقة البحث فإنه يمکن زيادة فاعلية إستخدام وإستفادة المبحوثات من الهاتف المحمول بمنطقة الدراسة وما قد يتشابه معها في مناطق آخرى وذلک من خلال التوصيات المقترحة التالية:

1- في ضوء إنتشار الهاتف المحمول بين الريفيات المبحوثات يوصي البحث بضرورة توعية الريفيات بترشيد إستخدامه والإستفادة منه کطريقة إتصالية فردية سهلة ورخيصة التکاليف خاصة في المجالات التنموية.

2- أشارت نتائج البحث إعتماد الريفيات المبحوثات على مصادر للمعرفة قد تکون غير متخصصة فإن الدراسة توصي بضرورة توفير مصادر معرفية موثوق فيها تمکن الريفيات من اللجوء إليها لطلب المعلومات التنموية وان تکون أرقامهم معروفة لديهم حتى تمکنهم من الإتصال بهم في أي وقت.

3- أوضحت نتائج الدراسة أن مجالات الغذاء والتغذية والأمومة والطفولة والصحة والتعليم هم أکثر المجالات التنموية إستفادة من خلال الهاتف المحمول، ولذلک توصي الدراسة بعقد ندوات إرشادية لتوعية المبحوثات والريفيات عامة بکيفية إستخدام الهاتف المحمول بطريقة إقتصادية وفعالة والإستفادة منه.

4- في ضوء فشل المبادرة التي قامت بها وزارة الزراعة (مرکز البحوث الزراعية ) وشرکة فودافون في 15 يونيو 2011 والخاصة بتقديم خدمة الإرشاد عبر المحمول مع الزراع وذلک لإعتمادها على الرسال المکتوبة، ولذلک توصي الدراسة بتفعيل هذه الخدمة مع الريفيات بأسعار رمزية أو من خلال خطوط مجانية مع الإعتماد على الرسائل الصوتية او المحادثة المباشرة مع الريفيات للتغلب على أمية نسبة کبيرة من الريفيات.