کلية التربية

       کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

مجلة دراسات في مجال الارشاد النفسي والتربوي– کلية التربية– جامعة أسيوط

                    =======

 

الخصائص السيکومترية لمقياس المهارات المعرفية على عينة من أطفال التوحد بمحافظة أسيوط

 

 

إعداد

أ.د/عماد احمد حسن على               د/محمد عبد العظيم احمد

  أستاذ علم النفس التربوي                                   مدرس الصحة النفسية

 کلية التربية جامعة اسيوط                                 کلية التربية جامعة اسيوط

محمد جلال محمد عبد العال

باحث ماجستير في التربية الخاصة

کلية التربية جامعة اسيوط

 

                  }     المجلد الرابع  – العدد الرابع –  أکتوبر  2021م {

https://dapt.journals.ekb.eg

Your username is: ali_salah790@yahoo.com

Your password is: ztu6y8qupw

ملخص:

هدفت الدراسة الى التحقق من الخصائص السيکومترية لمقياس المهارات المعرفية على عينة من أطفال التوحد بمحافظة أسيوط، وتمثلت أداة الدراسة في مقياس المهارات المعرفية لأطفال التوحد (اعداد/ الباحثين)، وتم تطبيق أداة الدراسة على عينة قوامها (30) طفل من الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، وتوصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج: ان مقياس المهارات المعرفية قد حقق درجة مقبولة من الاتساق الداخلي حيث تراوحت معاملات الارتباط بين الفقرات والابعاد الفرعية بين (0.393 و0.664) کما تراوحت قيم معاملات الارتباط بين الابعاد الفرعية والدرجة الکلية للمقياس بين (0.544 و0.622)، کما تم التحقق من الصدق التمييزي للمقياس حيث اظهر المقياس قدرة تمييزية بين فئة المرتفعين والمنخفضين في المهارات المعرفية، کما تراوحت قيم معاملات الثبات للمقياس بين (0.706 و0.819) وذلک باستخدام معامل الفا کرونباخ، وتراوحت بين (0.769 و0.847) وذلک باستخدام معادلة سبيرمان-براون للتجزئة النصفية.

الکلمات المفتاحية : الخصائص السيکومترية ، المهارات المعرفية ، التوحد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

summary:

The study aimed to verify the sequometry characteristics of the cognitive skills scale on a sample of autistic children in Assiut province, and the study tool was the cognitive skills measure for autistic children (numbers/researchers), and the study tool was applied to a sample of (30) children Of children with ASD, the study found a set of findings: the cognitive skills scale achieved an acceptable degree of internal consistency as the correlation between vertebrae and subdivisions ranged from (0.393 to 0.664) as Correlation values ranged from subdivisions to the overall scale between (0.544 and 0.622), and the discriminatory honesty of the scale was verified as the scale showed discriminatory ability between the high and low cognitive skills category, and the values ranged The stability coefficients of the scale between (0.706 and 0.819) using the Alpha Kronbach coefficient ranged from (0.769 to 0.847) using the Spearman-Brown half-retail equation

Keywords: sequence characteristics, cognitive skills, autism

مقـدمـة:

يعدّ التوحّد من أکثر الإعاقات النمائية غموضا لعدم الوصول إلى أسبابه الحقيقية على وجه التحديد من ناحية، وکذلک شدة غرابة أنماط سلوکه غير التکيفي من ناحية أخرى. فهو حالة تتميز بمجموعة أعراض يغلب عليها انشغال الطفل بذاته وانسحابه الشديد، إضافة إلى عجز مهاراته الاجتماعية، وقصور تواصله اللفظي وغير اللفظي، الذي يحول بينه وبين التفاعل الاجتماعي البناء مع المحيطين به.

فالتوحّد في ظل تلک الخصائص يشکل إزعاجا لکل المحيطين بالطفل، وتنعکس أثاره بصورة مباشرة على الطفل مما يؤثر بالتالي على تواصله العام، واکتسابه للغة، والأنماط السلوکية، والقيم والاتجاهات، وأسلوب التعبير عن المشاعر والأحاسيس، إضافة إلى أن الطفل التوحّدي يظهر أنماطا سلوکية قليلة جدا بالمقارنة مع الأطفال الذين لديهم تقبل اجتماعي جيد (Delafield-Butt, Trevarthen, Rowe, & Gillberg, 2018)، کما أنه يعاني             من أنماط سلوکية شاذة غير مقبولة اجتماعيا کعدم النضج الاجتماعي والعدوان، والإثارة الذاتية (الخطيب، 2001).

وبالتالي تتعرض أسرة الطفل التوحدي إلى توترات والتي تتعرض لها بسبب            وجود طفل ذي احتياجات خاصة وهي من أصعب الظروف التي يمکن أن تواجهها خلال          أدائها لوظائفها (Politte et al., 2018). فالتوتر الذي تتعرض له أمهات الأطفال المعاقين يتزامن مع حياة الأسرة في مراحل حياة الأطفـال المختلفة (Gooskens et al., 2019)          وإن وضع الأسرة بوجود الطفل المعاق يصبـح أکثر تعقيداً حيث يفتقد الأبوان متعة الرعاية الأبوية، فالبطء في نمو الطفل، والإجراءات الخاصة لرعايته الجسمية، والتدريب المکثف وخيبة الأمل وضياع الأحلام کل هذه مجتمعة تخلق ضغوطاً نفسية تعطل التوازن الأسري(Bradshaw, Gillespie, Klaiman, Klin, & Saulnier, 2019) فالتوتر الذي تتعرض له أمهـات الأطفال المعاقين يظهر في ردود أفعالهـن السلبية وسلوکياتهن غير التکيفيـة (Kenny, Cribb, & Pellicano, 2019).

ويشير الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع للاضطرابات العقلية (DSM-IV,1994) Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders الصادر عن رابطة الطب النفسي الأمريکية (American Psychiatric Association) أن اضطراب التوحّد يتضمن ثلاث خصائص أساسية هي: القصور في التواصل الاجتماعي، والقصور في اللغة والمحادثة، ووجود أنماط متکررة وثابتة من السلوک Politte et al., 2018)).

وأکد (Carpenter, Pennington, & Rogers,( 2002) Happé & Frith,( 2006 Pellicano ( 2010) White, Keonig, & Scahill,( 2007); مصطفى،) 2016) على أن المهارات المعرفية من المتطلبات التي يحتاجها التوحدي لکي يتوافق مع نفسه ومجتمعه، مما يساعده على حل المشکلات اليومية والتفاعل مع مواقف الحياة المختلفة، فهي مجموعة من المهارات المرتبطة بالبيئة التي يعيش فيها الفرد وما يتصل بها من معارف وقيم واتجاهات يتعلمها بصورة مقصودة ومنظمة عن طريق الأنشطة والتطبيقات العملية وتهدف إلى بناء شخصيته، بالصورة التي تمکنه من تحمل المسئولية والتعامل مع مقتضيات الحياة اليومية بنجاح لتحقيق الرضا النفسي والعيش بطريقة أکثر استقلاليه.

ويشير العدل (2013) الى المهارات المعرفية بانها جميع العمليات التي تتم من خلال نقل المدخلات الحسية وتحويلها واختصارها وتوضيحها وتخزينها ثم استعادة هذه المدخلات واستعمالها واسترجاعها وقت الحاجة إليها، وتتضمن مدى واسعا من العمليات العقلية کالإحساس، والانتباه والتفکير، والتخيل، والذاکرة، والتخيل، وتکوين المفاهيم، والتفکير، والتعرف على الأنماط، والتعلم وعمليات النمو المعرفي.

وأشار  العديد من الباحثين Baker- Ericzen el al (2018) Bradshaw et al (2019) السريع (2014) أن کل طفل يحتاج إلى تنمية مهاراته في مختلف المجالات لتحقيق أکبر قدر ممکن من التکيف مع بيئته المادية والاجتماعية. وان لطرق تعليم الأطفال التوحديين أهمية بالغة وذلک لکونها تختلف عن طرق تعليم الأطفال الأسوياء فهي تختلف في کيفية التعامل معهم وطريقة إيصال المعلومة الأمر الذي يتطلب تنظيماً لخبرات هؤلاء الأطفال بما يتفق          مع المرحلة العمرية والعقلية التي يواکبها، بخصائصها ومعدلاتها النمائية ومشکلاتها             السلوکية والانفعالية.

وهذا ما أکدته دراسة کل من Mills & Chapparo (2017) Bahmani, Naeimi, &

Rezaie (2018) Baker-Ericzen et al (2018) Krzysztofik & Otrebski   (2018)  إلى أهمية التدخل بالبرامج المختلفة لتنمية المهارات المعرفية لدى الأطفال التوحد.

المهارات المعرفية لدي الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد:

ينظر للمهارات المعرفية على أنها وحدة البناء في التعليم وتشمل مهارات التفکير الأساسية مثل القدرة على التمييز بين شيئين وکذلک المهارات المعقدة مثل التفکير المجرد، ويعاني کثير من الأطفال التوحديين من مشکلات في المهارات المعرفية الأساسية وهم بحاجة لتعلمها بطريقة صحيحة، ومن بين المهارات المعرفية المبکرة التي تتطلب اهتماما وانتباها القدرة على التمييز بين أناس مختلفين، وأشياء مختلفة أو أحداث مختلفة، وتقليد أفعال أناس آخرين. (محمد، 2019)

مهارة الوعي بالفراغ:

يعتبر مهارة الوعي بالفراغ من المهارات المعرفية المعقدة التي يجب ان يکتسبها الطفل في عمر مبکر إذ أن إدراک ومعرفة الطفل الوعي بالفراغ شيء ضروري وهام لتحرکاته المستقبلية. والوعي بالفراغ يعنى إدراک الطفل للمساحات والاتجاهات التي يتحرک فيها من مکان لأخر بحرية دون ملامسة الأشياء والأشخاص أو الاصطدام بهم أثناء تحرکه وبتنمية هذه المهارة يکون لديه وعى تام بالأبعاد والاتجاهات المختلفة التي يتحرک فيها.      

وهناک ترابط بين النمو المعرفي للطفل ونمو مفهوم الفراغ، وقد ذکر بياجية عند تعريفه لمدلول النمو المعرفي بأنه إدراک الفرد للبيئة المادية والاجتماعية المحيطتان به وهو ما يسمى الفراغ المادي أي أنه يبدأ من الادراک الحسي وينتهي بتکوين المفاهيم المجردة أي الاستيعاب الرمزي. (بطرس، 2008)                                           

وقد أطلق مجموعة من الباحثين مسميات الذکاء المکاني والذکاء البصري والذکاء غير اللفظي على المهارات التي تشمل مفهوم الفراغ فهو الذکاء الاخر الذي ينبغي بالنسبة للبعض أن يوضع قبالة الذکاء اللغوي إذ أنه مساويا في الأهمية ويضع هؤلاء النظام اللغوي في الجهه اليسرة من الدماغ أما النظام المکاني في جهة اليمين من الدماغ. (مسعودة، 2007)

مفهوم الوعي بالفراغ:

الوعي بالفراغ هو قدرة الشخص على التجول والتنقل في بيئته واحساس الشخص بموضع جسمه في مکان محدد والقدرة على الوعي بالعلاقات المکانية بينه وبين الأشياء المحيطة به، وهو أيضا القدرة على التصور البصري المکاني. (دابرسو،2014)

 الوعي بالفراغ هو تقدير العلاقة الفزيائية بين الجسم والبيئة به ومعالجة تغير هذه العلاقة من خلال تحرکاته في بيئته (Fongeynollas,1998, 72).

وعرفه (مصطفى وخليل، 2012) بأنه تقدير المساحة الفاصلة بين الإنسان والشيء المدرک سواء کان هذا الشيء بعيدا او قريبا وإدراک المفاهيم الفراغية المختلفة مثل               (تحت فوق أمام خلف وإدراک ثبات الحجم والشکل عند النظر إليه من عدة زوايا، فالقدرة على الوعي بالفراغ تستند على زوايا الرؤية وعلى العمق للأشياء.     

ويمکن تلخيص الوعي بالفراغ في عدة نقاط رئيسة:

• هي القدرة على إدراک الأشياء البعيدة والقريبة في العالم المحيط به
• وعى الشخص بالفراغ وإدراک المسافات والابعاد بدقة.
• إدراک الفرد بالعلاقات المکانية بينه وبين عالمه.
• إدراک الفرد عمق وارتفاع وحجم وطول وسمک وعمق ما حوله من أشياء.

التمييز:

هو القدرة على فهم الفروق الدقيقة بين المثيرات او المحفزات، بغض النظر کون التفريق سمعيا او بصريا او لمسيا او غير ذلک، کما يعني التمييز تمکن الطفل من التمييز بين الالوان والاشکال والاحجام المختلفة ومهارة التصنيف بتحديد اوجه الشبه والاختلاف بين ألوان واشکال الاشياء واستخداماتها وبالتالي فان من الانشطة التي يجب ان تعد للطفل في هذه المرحلة:

ü   انشطة المقارنة بين الاطوال والاحجام والالوان والاشکال المختلفة.

ü   انشطة الاشارة الى الاشياء المتشابهة والمختلفة والبيئة المحيطة بالطفل.

ü   انشطة المقارنة بين الاشياء التي يراها الطفل.

العد (عد الأرقام والاشياء والنقود):

ومفهوم العدد عند (رسل) هو عملية عقلية لا ينبثق من الخصائص الادراکية للأشياء بشکل مباشر بل من التعامل مع هذا الأشياء او بواسطتها فالإدراک غير کافي للوصول          للمفهوم ، بل هناک عمليات عقلية تتخطى الادراک ،ويؤکد  هذا ( بياجيه)  حيث قام  بجميع تجارب الثبات والتي تعتمد على احداث تغيرات ادراکية في المهمة ثم يقوم بمتابعة             استجابات الطفل بعد هذه التغيرات ، فالمفهوم هو فکرة مجردة  مستقلة عن مظاهرها الادراکية فمهوم  (بنت) على سبيل المثال تکون کفکرة مجردة مستقلة عن الإشارة الى بنت بعينها            ( الشربيني واخرون، 1989، 217).

ومفهوم العدد يکون واضحا عند تأسيس دعائم عمليتي التسلسل والتصنيف وهما مرتبطتان بنمو التفکير المنطقي لدى الأطفال فيتحول من مستوى ما قبل العمليات الى مستوى العمليات العينية وبإتقان الطفل لعمليتي التسلسل البعد والتصنيف أحادي البعد والاشکال البسيطة (McCrmick & et al, 1990 (.

 والطفل عندما يبدأ الکلام يستخدم الکلمات الدالة على الأرقام، ولکن بدون فهم وعند بلوغ الطفل 36 شهرا يکون استخدمه للکلمات الدالة على الأرقام عبارة عن تقليد لا غير، وعند بلوغه السن الرابعة يکون له المقدرة على عد شيئين، وفى السن الخامسة يستطيع العد حتى خمسة أشياء وحل بعض المسائل الحسابية البسيطة ويدرک الطفل التناظر والتماثل (بهادر،1993).

مشکلة الدراسة:

تتمثل مشکلة الدراسة الحالية في محاولة الإجابة عن السؤال الرئيس التالي:

ما الخصائص السيکومترية لمقياس المهارات المعرفية على عينة من أطفال التوحد بمحافظة أسيوط؟

ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية:

ما دلالات الاتساق الداخلي لمقياس المهارات المعرفية على عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمحافظة أسيوط؟

ما دلالات صدق مقياس المهارات المعرفية على عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمحافظة أسيوط؟

ما دلالات الثبات لمقياس المهارات المعرفية على عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمحافظة أسيوط؟

اهداف الدراسة:

تهدف الدراسة الحالية الي بناء مقياس المهارات المعرفية لدى عينة من أطفال التوحد بمحافظة أسيوط، کما تهدف الدراسة الى التحقق من الخصائص السيکومترية لمقياس المهارات المعرفية على عينة من أطفال التوحد بمحافظة أسيوط.

أهمية الدراسة:

تکمن أهمية الدراسة الحالية في بناء أداة عربية لمشکلات للمهارات المعرفية            (العد، التمييز، الوعي بالفراغ) لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد وتقنينها على المجتمع المصري، مما سيوفر للمتخصصين في هذا المجتمع أداة يمکن الوثوق فيها والاطمئنان لنتائجها في تحديد المهارات المعرفية لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد.

مصطلحـات الـدراسـة:

التــوحــد Autism:

هو إعاقة تطورية تظهر دائماً في الثلاث سنوات الأولى من العمر وذلک نتيجة لاضطرابات عصبية تؤثر على وظائف الدماغ وتسبب ضعفا في التواصل اللفظي وغير اللفظي وضعفا في التواصل الاجتماعي وأنشطة اللعب التخيلي.

المهـارات المعـرفيـة:

هى سلسلة من العمليات المعرفية والعقلية المتعلمة  کالتمييز- الوعى بالفراغ – والعد  ( عد الارقام والاشياء  ) وهذه المهارات تکتسب بالمتابعة والتدرج في مستوى صعوبتها والتي يتعرض لها الاطفال التوحديين  بطريقة معروفة مثل التعامل مع  الألوان والأشکال والارقام  والتشابه والاختلاف بينهم وتسجيل هذه المهارات لإحداث التطور النمائية خلال فترة التدخل وتقديم اقتراحات لدعم نمو الأطفال على وجه الخصوص.

الوعي بالفراغ:

يحتوي هذا البعد حرکة الجسم على الاتجاه والمسار الحرکي للجسم في الفراغ، والفراغ هو المسافة الموجودة والتي يتم في اطارها حرکة الجسم (محمود، آمنة، 2017).

التمييز:

هو القدرة على فهم الفروق الدقيقة بين المثيرات او المحفزات، بغض النظر کون التفريق سمعيا او بصريا او لمسيا او غير ذلک.

العد:

هو عملية عقلية لا ينبثق من الخصائص الادراکية للأشياء بشکل مباشر بل من التعامل مع هذا الأشياء او بواسطتها فالإدراک غير کافي للوصول للمفهوم، بل هناک عمليات عقلية تتخطى الادراک.

إجـراءات الـدراسـة:

منهـج الـدراسـة:

اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج الوصفي التحليلي نظراً لملائمته لطبيعة الدراسة.

مجتمــع الـدراسـة:

تکون مجتمع الدراسة الحالية من جميع الأطفال ذوي اضراب طيف التوحد الذين يتروح عمرهم الزمني (6-9) بالمراکز الخاصة بمحافظة أسيوط.

عينـة الـدراسـة:

تکونت عينة الدراسة من (30) طفلا يتروح عمرهم الزمني (6-9) تم اختيارهم بطريقة عشوائية من مجتمع الدراسة.

أداة الدراسة:

مقياس المهارات المعرفية لدى الطفل التوحدي (إعداد الباحثين):

وصف المقياس:

يتکون الاختبار من (50) مفردة موزعة على ثلاثة أبعاد کما يلي:

• البعد الأول: مهارة العد وتشتمل على (18) مفردة.
• البعد الثاني: مهارة التمييز وتشتمل على (16) مفردة.
• البعد الثالث: مهارة الوعي بالفراغ وتشتمل على (16) مفردة.

وتأخذ کل مفردة ثلاث استجابات (مرتفع -متوسط -منخفض) وتأخذ دراجات التالية بالترتيب (3-2-1) وتدل الدرجة المرتفعة على ارتفاع المهارات المعرفية وتدل الدرجة المنخفضة على انخفاض المهارات المعرفية.

نتائج الدراسة:

أولا-نتائج السؤال الأول للدراسة:

ينص السؤال الأول للدراسة على "ما دلالات الاتساق الداخلي لمقياس المهارات المعرفية على عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمحافظة أسيوط؟".

وللإجابة عن هذا السؤال قام الباحث بتطبيق مقياس المهارات المعرفية على عينة قدرها (30) من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمحافظة أسيوط، وتم التحقق من الاتساق الداخلي عن طريق حساب معامل ارتباط بيرسون، بين درجة کل فقرة مع الدرجة الکلية للبعد الذي تنتمي إليه وذلک بعد حذف درجة الفقرة من الدرجة الکلية للبعد، ويوضح الجدول (1)  الاتساق الداخلي لمقياس المهارات المعرفية:

جدول (1)

الاتساق الداخلي لبعد (مهارة العد)

*دالة احصائيا عند مستوى (0.05)،           ** دالة احصائيا عند مستوى (0.01)

جدول (2)

الاتساق الداخلي لبعد (مهارة التمييز)

*دالة احصائيا عند مستوى (0.05)، ** دالة احصائيا عند مستوى (0.01)

جدول (3)

الاتساق الداخلي لبعد (مهارة الوعي بالفراغ)

*دالة احصائيا عند مستوى (0.05)، ** دالة احصائيا عند مستوى (0.01)

کما تم حساب معاملات الارتباط بين درجات الابعاد والدرجة الکلية للمقياس وذلک بعد حذف درجة البعد من الدرجة الکلية للمقياس کما هو موضح بالجدول (4)

جدول (4)

معامل الارتباط بين الابعاد والدرجة الکلية لمقياس المهارات المعرفية

يتضح من الجدول (4) أن جميع قيم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) والذي يؤکد صدق الاتساق الداخلي للفقرات مع ابعادها، وهذا يعني تحقق الاتساق الداخلي لمقياس المهارات المعرفية.

ثانيا-نتائج السؤال الثاني للدراسة:

ينص السؤال الثاني للدراسة على "ما دلالات صدق مقياس المهارات المعرفية على عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمحافظة أسيوط؟".

وللإجابة عن هذا السؤال قام الباحث بالتحقق من صدق مقياس المهارات المعرفية بطريقتين هما: صدق المحکمين، والصدق التمييزي کما يلي:

أ‌-        صدق المحکمين:

تم التعرف إلى دلالات صدق المقياس من خلال صدق المحکمين وذلک بعرض المقياس على (13) من ذوي الاختصاص في ميدان علم النفس والتربية الخاصة بالجامعات المصرية، تم تحکيم المقياس من حيث الصياغة اللغوية وارتباط الفقرات مع الأبعاد إلا انه لم يتم تغيير أو حذف أو إضافة أي فقرات على المقياس، وتراوحت نسب الاتفاق على فقرات المقياس بين (84.62% الى 100%) وتعتبر نسبة اتفاق مقبولة لغايات صدق المقياس.

ب‌-      الصدق التمييزي:

أخذت الدرجة الکلية لمقياس المهارات المعرفية محکا للحکم على صدق ابعاده، کما أخذ أعلى وأدنى 27 % من الدرجات لتمثل مجموعة أعلى 27 % الطلاب المرتفعين، وتمثل مجموعة أدنى 27 % من الدرجات الطلاب المنخفضين، وباستخدام اختبار "مان-ويتني" في المقارنة بين رتب المتوسطات جاءت النتائج على النحو (5)

جدول (5)

الصدق التمييزي لمقياس المهارات المعرفية

يتضح من الجدول (5) أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين متوسطات مجموعة المرتفعين (اعلى 27%) ومتوسطات مجموعة المنخفضين (اقل 27%) في جميع المکونات الفرعية والدرجة الکلية لمقياس المهارات المعرفية، مما يدل على الصدق التمييزي للمقياس.

ثالثاً-نتائج السؤال الثالث للدراسة:

ينص السؤال الثالث للدراسة على "ما دلالات الثبات لمقياس المهارات المعرفية على عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمحافظة أسيوط؟".

وللإجابة عن هذا السؤال تم حساب ثبات مقياس المهارات المعرفية للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وذلک باستخدام طريقيتن من طرق الثبات هما: طريقة معامل الفا کرونباخ، وطريقة التجزئة النصفية کما يلي:

أ‌-        الثبات باستخدام معادلة الفا کرونباخ:

للاطمئنان على ثبات مقياس المهارات المعرفية باستخدام معادلة الفا کرونباخ، حيث تم تطبيق مقياس المهارات المعرفية على عينة استطلاعية قدرها 130 طفل وتم حساب ثبات المقياس باستخدام معادلة الفا کرونباخ کما هو موضح بالجدول (6)

جدول (6)

معاملات الثبات لمقياس المهارات المعرفية

ويتضح من الجدول (6) ان قيم معاملات الثبات کانت جميعها أکبر من (0.7) مما يدل على ثبات مقياس المهارات المعرفية.

ب‌-      الثبات باستخدام معادلة سبيرمان-براون للتجزئة النصفية:

للاطمئنان على ثبات مقياس المهارات المعرفية باستخدام معادلة سبيرمان-براون للتجزئة النصفية، تم تطبيق مقياس المهارات المعرفية على عينة استطلاعية قدرها 30 طفلا وتم حساب ثبات المقياس باستخدام معادلة سبيرمان-براون للتجزئة النصفية کما هو موضح بالجدول (7)

جدول (7)

معاملات الثبات لمقياس المهارات المعرفية باستخدام معادلة سبيرمان-براون للتجزئة النصفية

ويتضح من الجدول (7) ان قيم معاملات الثبات کانت جميعها أکبر من (0.7) مما يدل على ثبات مقياس المهارات المعرفية.

بعد هذا العرض الذي قدمناه لنتائج الإجابة عن اسئلة البحث يمکننا ان نستخلص منه ان مقياس المهارات المعرفية لدى الأطفال ذوي التوحد يتمتع بدرجات عالية من الصدق والثبات في البيئة المصرية، وهذا يعني إمکانية استخدامه في تحديد درجة امتلاک الأطفال المصريين ذوي التوحد للمهارات المعرفية (العد، التمييز، الوعي بالفراغ) وتشخيصهم.

التوصيات:

على ضوء ما أسفرت عنه نتائج البحث الحالي، والتي تمثلت في تمتع مقياس المهارات المعرفية لدى الأطفال ذوي التوحد بدرجات عالية من الصدق والثبات على عينة من أفراد المجتمع المصري يوصي الباحثون بضرورة دراسة المهارات المعرفية لدى الأطفال ذوي التوحد في ضوء بعض المتغيرات مثل: العمر، والنوع، وغيرهما من المتغيرات التي يمکن ان تساعدنا في دراسة هذه المهارات دراسة دقيقة لاتخاذ الإجراءات التدريبية التي يمکنها ان تنمي لديهم           هذه المهارات.

 

 

Article View: 3,153

PDF Download: 1,122