صورة الأنبياء السيميائية في فيلمى مملکة النبي سليمان وآلام المسيح "دراسة تحليلية" | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المجلة العلمية لبحوث الإعلام و تکنولوجيا الإتصال | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Article 2, Volume 11, Issue 11, January 2022, Page 30-61 PDF (505.96 K) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Document Type: الأبحاث العلمیة حول الإعلام وأقسامه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
DOI: 10.21608/mktc.2022.223187 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Abstract | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بين حرية الفن والإبداع من جانب واحترام الرسل والأنبياء من جانب آخر تشتعل أزمة تجسيد الأنبياء في الدراما عند الإعلان عن عرض أي فيلم سينمائي جديد يجسد الأنبياء، وبالرغم من الرفض المستمر لهذه الأفلام إلا أنه الآن ثمة عودة سينمائية لافتة إلى الدين من خلال إنتاج أفلام بميزانيات ضخمة حول عدد من الأنبياء، وهذه العودة لا تتعلق بالغرب وحده وانما بعالمنا الإسلامي أيضًا، وهذه الأفلام حتي وإن منعت من العرض في السينما في بعض الدول إلا أنها سوف تکون متاحة على شبکات الانترنت. کلمة سيميولوجيا انبثقت من الکلمة اليونانية semeion بمعني العلامة و logos بمعنى الخطاب أو العلم، وبذلک تصبح کلمة semiologie علم العلامات أو علم الدلالة، کما يطلق عليه بالعربية السيميائية أو علم الاشارات، ويوجه هذا العلم اهتمامه نحو دراسة مختلف أنواع العلامات اللسانية والغير لسانية(1). وتعد السينما من أبرز الفنون الرائدة في العصر الحديث، وهذا للتقنيات المتطورة التي تقوم بإنتاجها، ولما أن السيميائيات هي العلم الذي يدرس العلامات، فقد أخذت فن السينما بعين الاعتبار، وقامت بدراستها کنص فني علاماتي، ذو دلالات وتأويلات معينة کشفت عنها تحليلات عدة نقاد وسيميائيين(2). 1 وائل برکات (2002)، السيميولوجيا بقراءة رولاند بارت، مجلة جامعة دمشق، المجلد 18، العدد الثاني، ص 56. 2 فيصل الأحمر(2010)، معجم السيميائيات، الدار العربية للعلوم ناشرون، الجزائر، ط1، ص 109. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Keywords | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
السيميائية; فيلم مملکة النبي سليمان; فيلم آلام المسيح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Supplementary Files
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Full Text | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
صورة الأنبياء السيميائية في فيلمى مملکة النبي سليمان وآلام المسيح "دراسة تحليلية"
ندا محمد عادل رفاعي باحث ماجستير – قسم الاعلام کلية الآداب - جامعة جنوب الوادي المقدمة بين حرية الفن والإبداع من جانب واحترام الرسل والأنبياء من جانب آخر تشتعل أزمة تجسيد الأنبياء في الدراما عند الإعلان عن عرض أي فيلم سينمائي جديد يجسد الأنبياء، وبالرغم من الرفض المستمر لهذه الأفلام إلا أنه الآن ثمة عودة سينمائية لافتة إلى الدين من خلال إنتاج أفلام بميزانيات ضخمة حول عدد من الأنبياء، وهذه العودة لا تتعلق بالغرب وحده وانما بعالمنا الإسلامي أيضًا، وهذه الأفلام حتي وإن منعت من العرض في السينما في بعض الدول إلا أنها سوف تکون متاحة على شبکات الانترنت. کلمة سيميولوجيا انبثقت من الکلمة اليونانية semeion بمعني العلامة و logos بمعنى الخطاب أو العلم، وبذلک تصبح کلمة semiologie علم العلامات أو علم الدلالة، کما يطلق عليه بالعربية السيميائية أو علم الاشارات، ويوجه هذا العلم اهتمامه نحو دراسة مختلف أنواع العلامات اللسانية والغير لسانية(1). وتعد السينما من أبرز الفنون الرائدة في العصر الحديث، وهذا للتقنيات المتطورة التي تقوم بإنتاجها، ولما أن السيميائيات هي العلم الذي يدرس العلامات، فقد أخذت فن السينما بعين الاعتبار، وقامت بدراستها کنص فني علاماتي، ذو دلالات وتأويلات معينة کشفت عنها تحليلات عدة نقاد وسيميائيين(2). ويعد مفهوم "الخطاب السينمائي" من بين المفاهيم النقدية الأساسية في الدراسات السيميائية المعاصرة، والتي اثير بشأنها الکثير من الجدل العلمي، حيث يتضح من خلال هذا المفهوم المرکب، أن الدلاله لا يمکن أن تتضح معالمها إلا في البحث عن طبيعة هذا الترکيب الحاصل بين "الخطاب" کجهاز تواصلي مرکب، و"السينمائي" کموضوع بصري دلالي، حيث يعتبر مصطلح "الخطاب" من بين المصطلحات المنفلتة التي تأخذ شکلها ولونها بحسب الاطار المعرفي الذي وظفت فيه، غير أن المصطلح وبغض النظر عن توظيفاته العديدة، فهو يحافظ على بنيته الداخلية الأساسية التي تجمع بين هذه التوظيفات وتفرد له دلالته العامة والمشترکة، وبإلحاق "الخطاب" بحقل بصري کالسينما، يأخذ هذا الخطاب بعض خصائص هذا الحقل ليصبح – إضافة إلي خصوصيته کإرسالية – خطابًا بصريًا يستقي منه خصوصياته(3). أما الإطار النظري فتناولت الباحثة هذا الجانب من منظور النظرية التأويلية والتي تعتبر من أهم نظريات النقد المعاصر وتعتمد على مختلف السياقات المصاحبة للنص بهدف کشف بنية النص ومعانيه العميقة. وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التي استخدمت بها الباحثة منهج التحليل النصي السيميولوجي وهو المنهج الأنسب لتحليل محتوي وسائل الاعلام، وأداة التحليل السيميائي في تحليل الأفلام عينة الدراسة وذلک لإعادة تفکيک وقراءة المتتاليات والبحث عن المدلولات الضمنية والظاهرة المتعلقة بصورة الأنبياء التي تريد السينما في الشرق والغرب نقلها الى المشاهد في فيلمي مملکة سليمان وآلام المسيح. الدراسات السابقة: بعد التنقيب في التراث العلمي حول موضوع الدراسة قامت الباحثة بتقسيم الدراسات السابقة إلي محورين رئيسين: المحور الاول: دراسات اهتمت بالتحليل السيميائي لأفلام سينما المحور الثاني: دراسات اهتمت بالتحليل السيميائي للصور أو الکلمات أو کلاهما وتم عرضها وفقًا للتسلسل الزمني من الدراسات الأقدم إلي الأحدث کالاتي: أولا: دراسات اهتمت بالتحليل السيميائي لأفلام سينما 1- دراسة يي رن هاو Yiren Hai (2011م) بعنوان تحليل المحتوى والتحليل السيميائي من بعض الأفلام الصينية المعاصرة(4) وتستهدف هذه الدراسة البحث في الموضوعات المعروضة للأدوار النسائية في عينة من الأفلام الصينية المعاصرة في الفترة من 1949م – 2010م باستخدام تحليل المحتوى والتحليل السيميائي، وقد تم توظيف تحليل المحتوى لدراسة الکيفية التي تم بها تصوير النساء في الأفلام، مع الترکيز بشکل أساسي على ثلاثة أنواع من الأدوار النسائية بما في تلک الأدوار التقليدية، والأدوار الحديثة، والأدوار المثالية، کما تم استخدام التحليل السيميائي في هذه الدراسة لقدرته على تحديد المعاني التلميحية من الشخصيات النسائية، فضلًا عن القيم الثقافية الضمنية والرسائل بين الجنسين المتضمنة في الأفلام، وکانت من أهم نتائج الدراسة أن الموضوعات المعروضة عن دور المرأة في الأفلام والتي تتأثر بالتغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية ظلت مرتبطة بالأنماط التقليدية النسائية والقيم والتوقعات. 2- دراسة أنطونيو دي ألفونسو Antonio D'Alfonso (2012م) بعنوان التحليل السيميائي للأفلام التي تناولت حياة الإيطاليين خارج إيطاليا(5) وتدور إشکالية هذه الدراسة بتحليل متعمق لخمسة أفلام هي الخبز والشکولاتة Pane e Cioccoiata، ملکة القلوب Queen of Hearts، البحر الأبيض المتوسط Mediterreneo sempre، لإميردور l'Emmerdeur، والثور الهائج Raging Bull) والتي تتعامل مع الواقع الإيطالي خارج إيطاليا، وتوصلت الدراسة إلي أن الأفلام التي تناولت حياة الإيطاليين تنوعت بين أفلام إثارة ومافيا ورومانسية، والتي استخدمها المخرجون بدلًا من الصداقة والوحدة الأسرية کما أظهر المخرج أن الأفلام هي أساطير يخلقها المجتمع لنفسه، والتي أظهرت أين يتجه المجتمع وکيف يتعامل مع تحولاته کما أوضحت الدراسة أن مخرج هذه الأفلام لا يشترط أن يکون إيطاليًا فالمهم هو العمل الفني. 3- دراسة ساره خليفي (2016م) بعنوان صورة المرأة المعنفة في السينما الجزائرية دراسة سيميولوجية لفيلم وراء المرأة(6) وتستهدف هذه الدراسة معرفة صورة المرأة المعنفة من خلال السينما الجزائرية والکشف عن المعاني والدلالات الصريحة والضمنية للفيلم "وراء المرأة" للمخرجة نادية شرابي باستخدام أداة التحليل السيميائي، وکانت من أهم نتائج الدراسة أن عنوان الفيلم "وراء المرأة" قصدت المخرجة من کلمة وراء الکشف عن أسباب هذه الظاهرة وخلفياتها، أما کلمة المرأة کانت بمثابة المرأة العاکسة للواقع بما فيه، وسلط الضوء على إحدى أهم القضايا الاجتماعية المتمثلة في العنف الممارس ضد المرأة، کما امتازت فکرة الفيلم بالوضوح من خلال اجتهاد المخرجة في تجسيد سيناريو الفيلم الجزائري باحترافية تفي بالمعني العام. 4- دراسة بزاز روميسة (2016م) بعنوان صورة الطفل في السينما الثورية الجزائرية تحليل سيميولوجي لفيلم أولاد نوفمبر(7) وتستهدف هذه الدراسة الکشف عن الاساليب الموظفة في تجسيد صورة الطفل من خلال الفيلم السينمائي "أولاد نوفمبر" ومجمل المعاني والدلالات المراد إيصالها باستخدام أداة التحليل السيميائي، وکانت أهم نتائج الدراسة بالنسبة للممثلين فقد اختار المخرج شخصيات قوية ومشهورة مما أضاف احترافية للفيلم وزاد من واقعيته مما أدى الي نجاح الفيلم وشهرته، وقد تميز الفيلم بواقعيته حيث أبرز الواقع من خلال مقاطع حية عاشها الشعب الجزائري بکل فئاته أبان الاحتلال الفرنسي لکنه من ناحية اخري تمتع الفيلم بقدر کبير من الإبتکار من خلال تقنيات السينما ولغتها، مصورًا قوة وتماسک الجزائريين مع بعضهم البعض منذ الصغر وأبرز المخرج تحملهم للظلم والإهانة النفسية والجسدية من طرف المستعمر الفرنسي. 5- دراسة مصطفي سحاري ونفيسة نايلي (2018م) بعنوان "الطرح الفيلمي لجرائم فرنسا في الجزائر دراسة تحليلية نصية لفيلم معرکة الجزائر"(8) وتستهدف هذه الدراسة حول معرفة کيفية طرح فيلم معرکة الجزائر قضية جرائم فرنسا في الجزائر إبان الثورة التحريرية والدلالات والمعاني التي حملها الفيلم والتي عبرت عن الظلم والاستبداد الممارس ضد الشعب الجزائري باستخدام أداة التحليل السيميائي وقد توصلت الدراسة إلي أن المخرج أظهر لنا مدي الوحشية والقمع الذي اتخذته فرنسا للقضاء على الثورة والمجاهدين وقد تجسدت مظاهر العنف والحرمان وبأکبر حدة في اتجاه السلطات الاستعمارية إلي فرض سيطرتها على الشعب وقد أراد المخرج من خلال هذا إبراز التعامل واحشي واللاإنساني للعساکر الفرنسيين کما صور المخرج وحشية المستعمر الذي کان يطلق النار بعشوائية دون تفرقة بين صغير وکبير، أمراه أو رجل أثناء انطلاق المظاهرات المناهضة للتواجد الاستعماري في الجزائر والمطالبة بالاستقلال وقد صور لنا المخرج انطلاقة الانتفاضة الشعبية وإعلانها التفافها حول الثورة کوعي الشعب الجزائري بأن الثورة والسلاح هما الحل الوحيد لاسترجاع السيادة الوطنية. 6- دراسة ريهام على محمد (2018م) بعنوان "صورة المرآه في السينما المصرية تحليل سوسيولوجي لعينة من أفلام المخرجة إيناس الدغيدي"(9) تستهدف هذه الدراسة حول التعرف على الدور الفعال الذي تقدمه الأفلام السينمائية في التأثير على مشکلات المرآه ومعالجتها باستخدام أداة التحليل السيميائي وقد توصلت الدراسة إلي أن أفلام المخرجة إيناس الدغيدي تتضمن خبرات النساء المصريات والعربيات کمشاکلهن وقضاياهن کواقع حقيقي لهؤلاء النساء يمنحها إمکانية التفاعل والتمکين المجتمعي لها بوضع المفهوم الصحيح للمرآه إمکانياتها الهائلة البناءة ووضعها على الجانب الإيجابي في تطور المجتمع وازدهاره کما أظهرت النتائج أن الصورة التي يقدمها المخرجون الرجال في الأفلام السينمائية صورة سلبية في مجموعها ترکز على أنوثة المرآه أي العامل البيولوجي بعيدًا عن کونها انسانًا منتج في ظل الاوضاع السياسية المتنامية، فضلًا عن الصورة التي قدمتها المخرجات لم تکن مغايرة کثيرًا عن الصورة التي رسمها الرجل ولم تشکل أفلام نسوية بأي حال من الأحوال رغم أن المرآه هي رائدة صناعة السينما المصرية ولکن أعمالها قليلة جدًا ومتوازية مع الفکر الذکوري. 7- دراسة فاطمة الزهراء دحدوح (2018م) بعنوان صورة البطل في السينما الجزائرية الثورية دراسة تحليلية لفيلم زبانة للمخرج سعيد ولد خليفة(10) وتستهدف هذه الدراسة معرفة الصورة الذهنية التي نقلها لنا فيلم أحمد زبانة عن البطل الثور أحمد زبانة باستخدام أداة التحليل السيميائي وکانت أهم نتائج الدراسة أن المخرج حاول عبر الصور والرسائل الألسنية أن يبرز الدور البطولي لأحمد زبانة، فالفيلم معانيه ودلالاته التضمينية يسعي إلي ترسيخ هذه الفکرة لدي الجمهور المستهدف والتي تتمثل في کون زبانة ناضل من أجل قيم علىا ومقدسة سواء تجاه بلده أو تجاه أبناء بلده، کما برز لنا الفيلم المعاناة والظلم الذي عاني منه زبانة أثناء فترة تواجده بسجن بارباروس من خلال ما تعرض له من التعذيب الجسدي من طرف المستعمر الفرنسي، وبالنسبة لدور البطل فلم نلمس حضوره إلا في بعض أطوار الفيلم لکن المخرج وفق إلي حد ما في اختيار الممثل نظرًا لشبهه الکبير مع الشهيد أحمد زبانة. 8- دراسة أم السعود براهيمي وأخرون (2020م) بعنوان أبعاد الإرهاب في السينما الأمريکية: تحليل سيميولوجي لبعض الصور السينمائية من فيلم المملکة(11) واستهدفت الدراسة التعرف على ظاهرة الإرهاب في المجتمع والصناعة الإعلامية وآليات الانتقاء والعرض والتأثير التي تحکمها کصناعة مثل مختلف الصناعات، کذلک التعرف على أبعاد الإرهاب في السينما الأمريکية وذلک عن طريق تحليل بعض الصور السينمائية من فيلم المملکة "The Kingdom"، مستخدم أداة الملاحظة عن طريق الملاحظة الدقيقة للفيلم، وکانت أهم نتائج الدراسة أن السينما الهوليودية تأثرت دائما بقرارات أهل السياسة واللوبي المعادي للقضية الفلسطينية، التي أصبح من خلالها الفلسطيني المقاوم إرهابيًا شريرًا يحب القتل، وأبرز ما يعکس هذه النظرية هو فيلم "الخروج" الذي يبين بجلاء صورة الفلسطيني الشرير الذي يطبق مبادئ النازية ويشيع الکراهية ضد اليهود الذين يظهرون في الفيلم بمظهر الضحية، کما أن المخرج تجاهل تماما الضحايا السعوديين في هذه الحادثة ورکز جل اهتمامه على الضحايا الأمريکيين. 9- دراسة سهام قواسمي، فريدة ايت عيسي (2020م) بعنوان السينما الثورية في ظل مظاهر السينما الهزلية تحليل فيلم "حسن طيرو"(12) تستهدف هذه الدراسة التعرف على مظاهر السينما الهزلية والوصول إلي طبيعة المعالجة التي اتبعتها السينما الهزلية الجزائرية في تناولها لموضوع الثورة الجزائرية من خلال تحليل فيلم حسن طيرو وذلک للتعرف على الرسائل التي يحملها الفيلم في طياته والتي تکشف جوانب خفية في قضية الثورة الجزائرية، باستخدام أداة التحليل السيميائي، وقد توصلت الدراسة إلي بروز العمل الثوري الذي يضم جميع أفراد الشعب الجزائري بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، کما يمارس أفراده کل شيء حتي متعارض مع الدين الإسلامي والقيم الوطنية في سبيل ضمان استمراره ونجاحه في الأخير بوصوله إلي هدفه المقصود وهو الاستقلال، وحاول المخرج عبر الصور والرسائل الألسنية أن يبرز أن عمل الخاوة يتطلب الفطنة والحنکة السياسية والتمويه والتکتم من أجل ضمان استمراره. 10- دراسة سامية إدريس (2021م) بعنوان السرد الفيلمي بين التخيل والتاريخ: تمثيل الثورة الجزائرية في فيلم خارج عن القانون لرشيد بو شارب(13) تستهدف هذه الدراسة رصد تمثيل الثورة الجزائرية في السرد الذي يمثله الفيلم وذلک بالحديث حول الطبيعة السردية لکل من التاريخ والفيلم، وارتباط کل منهما بمفهوم التمثيل وتحليل فيلم "خارج عن القانون" عن طريق تقطيعه إلي وحدات ومشاهد لتقديم رؤية نقدية حول صورة الثورة الجزائرية في فيلم رشيد بو شارب، باستخدام أداة التحليل السيميائي، وقد توصلت الدراسة إلي أن فيلم خارج عن القانون هو فيلم تاريخي يجسد رؤية غير تاريخية في تمثيله للثورة الجزائرية على أنها مجرد "فعل عنيف" وليس مقاومة، حيث إن الفيلم يمثل جزءًا فقط من الصورة، صورة الثورة، وجزءا صغيرًا، وقد تم تضخيمه بشکل کاريکاتوري صادم، خاصة في المشهد الذي ينفذ فيه مسعود عملية قتل المناضل الذي يخلف عن دفع اشتراکه لأنه اشترى ثلاجه لأطفاله. المحور الثاني: دراسات اهتمت بالتحليل السيميائي للصور أو الکلمات أو کلاهما 1- دراسة عبد الله عبد الرحيم محمد (2015م) بعنوان "التحليل السيميائي للأفلام الوثائقية لثورة 25 يناير المصرية في موقع اليوتيوب" ويدور إشکالية الدراسة حول التحليل السيميائي للأفلام الوثائقية لثورة 25 يناير المصرية دراسة تحليلية(14) واستهدفت الدراسة رصد آليات التعامل مع الأفلام الوثائقية وتوظيفها عبر مواقع التواصل الاجتماعي "اليوتيوب نموذجا" معتمدًا على منهج المسج والمنهج المقارن باستخدام أداة التحليل السيميائي في تحليل الأفلام عينة الدراسة، وتوصلت الدراسة إلى عرض العديد من الموضوعات والقضايا الأساسية منها الفساد والرشوة والمحسوبية وتدهور المستوي المعيشي، وانتشار الفقر، والبطالة والواسطة والمحسوبية للدلالة على الفساد الحکومي، وسوء سير حکومات الحزب الوطني، بالإضافة إلى عرض المشاهد مشارکة الشباب القوية ووجودهم في جميع الأحداث الثورية في دلالة على قوة هذه الأحداث وقيادة الشباب لهذه الثورة. 2- دراسة بلال بريري (2017م) بعنوان "التحليل السيميائي للصور الصحفية المصاحبة لقضايا الإرهاب في الصحف المصرية اليومية"(15) وتستهدف الدراسة معرفة مضمون الصور الصحفية للإرهاب لرصد الأبعاد التي تقدمها الصورة باعتبارها نسقًا ايدلوجيًا في شکل خطاب بصري للخروج بالدلالات السيميائية للصور الصحفي باستخدام أداة التحليل السيميائي معتمدًا على منهج المسج والمنهج المقارن وکانت من أهم نتائج الدراسة الوصول إلى دلالات سيسيوثقافية من خلال الملابس وألوانها کما اعطت الإشارات والإيماءات والرموز والعلامات عمق للصورة. 3- دراسة دعاء أحمد رمضان (2018م) بعنوان التحليل السيميولوجي لأفلام الرسوم المتحرکة العربية والأمريکية وانعکاسها على الوعي الثقافي(16) وتدور إشکالية بحثها حول البحث عن المضامين والدلالات والرموز الثقافية في أفلام الرسوم المتحرکة العربية والأمريکية من خلال منهجي المسح والمقارن اعتمادًا على أداة التحليل السيميائي للکشف عن ما وراء الرموز والعلامات والإشارات، وذلک بالتطبيق على عينة عمدية للفيلم العربي "الملک" والامريکي "Tangled" وکانت من أهم النتائج الدراسة أن کلا الفيلمين قدما المعاني والدلالات الثقافية للطفل والتي تشکلت ملامحها في الثقافة (الاجتماعية، الدينية، السياسية، التعامل مع الاخر، العنف) وکلا تناول الثقافة بحسب إيديولوجية البلد المنتج له، کما أظهرت النتائج أن کلا الفيلمين لم يقدما اشارات صريحة تبرز الدلالات الدينية في الفيلمين ولکن اعتمدا على الدلالات الخفية في هذا الجانب. 4- دراسة رانيا احمد (2018م) بعنوان "سيميائية الرموز والأفکار الماسونية في فيلم الماعز الأليف على اليوتيوب"(17) وتستهدف الدراسة تسليط الضوء على کيفية الترويج لثقافة الماسونية وذلک من خلال الرسائل الإعلامية المتضمنة في عينة لفيلم کرتوني ذي تقنية ثلاثية الأبعاد على موقع اليوتيوب مستخدمة أداة التحليل السيميائي ومعتمدة على منهج المسج والمنهج المقارن، وکانت من أهم النتائج أنه يتم استخدام الأفلام الکارتونية في التوظيف السياسي لإعطاء القضية شکل هزلي ساخر کما أنه أوضح الفيلم للمجتمع العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية الصهيونية العالمية التي باستطاعتها السيطرة على نشاطات کثيرة من خلال الزعماء الذين اصطادتهم کالدمي في يدها هذا إلى جانب تأکيد النتائج على خطورة الرموز الماسونية وما تشير له من دلالات في إقامة حکومة عالمية ذات توجه صهيوني ونظام عالمي جديد على خلفية ماسونية باعتبارها رموز ذات قدسية لأعضائها. 5- دراسة محمد حسين عيسي (2018) بعنوان سيميائية الصورة الفوتوغرافية في الملصق السينمائي(18) وتدور إشکالية دراسته حول تعارض قيود الصور الفوتوغرافية من الناحية التقنية والجمالية ومتطلبات الاتصال الفعال بالملصق السينمائي والتي بدورها تعتمد على وجهة نظر المصور للتعبير عن محتوي الفيلم السينمائي والتي تتبلور في مظاهر تأثير المتغيرات التي تطرق على الصورة الفوتوغرافية المستخدمة في الملصق السينمائي وکيفية تعامل المصور في إنتاج تلک الصور وکانت من أهم نتائج الدراسة أن الصور الفوتوغرافية تؤثر في جذب انتباه المشاهد للملصق السينمائي کما أنها تبرز مضمون الفيلم عن طريق الدلالات التي تبعثها في عملية الاتصال کما تؤثر زاوية التصوير في إظهار وإبراز العناصر ذات الدلالة الصورة کما أن الألوان بالصور من أهم عناصر إبراز القيم الدلالية وتوليد المعاني. 6- دراسة فاطمة جيلالي (2020م) بعنوان معالجة السينما الوثائقية لظاهرة التنظيمات الإسلامية المسلحة: تحليل سيميولوجي لفيلم وثائقي جهاد سلفي(19) واستهدفت الدراسة الوقوف على أسباب انتشار الفکر التطرفي ومحاولة کشف النقاب عن الوسائل التي تنتجها التنظيمات المسلحة ومعرفة الأساليب والأنماط التي استخدمها صانع الفيلم الوثائقي في معالجة قضايا التطرف العنيف، باستخدام أداة التحليل السيميولوجي، وکانت أهم نتائج الدراسة أن الفيلم طرح الاستراتيجية التي اتبعها تنظيم الدولة من أجل استقطاب عقول الشباب وتعبئتها لغرس فکرة الجهاد والالتحاق بتنظيم داعش من خلال تصوير قصص حقيقية لشباب اندونيسيين انساقوا إلى هذه الجماعات المسلحة، کما صور المخرج کيف استغل تنظيم الدولة الإسلامية الفضاء الإليکتروني في عملية تجنيد الشباب باعتبارهم الفئة الأکثر تعرضًا للتکنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة، وسعي مخرج الفيلم إلى فکرة أن لا أحد يخرج ارهابيًا فأسباب هذه المعضلة ناتجة عن خلل في الروابط الأسرية هذه الاخيرة لها أهمية کبيرة في القضاء على التطرف ودعم عملية إعادة التأهيل والاندماج. 7- دراسة إکرام محمود سيد (2020م) بعنوان سيميائية الصورة في الخطاب الصحفي لقضايا التنمية في مصر: دراسة سيميولوجية لعينة من الرسائل البصرية في موقعي مجلتي إفريقيا بزنس وجلوبال فايناتس(20) واستهدفت الدراسة التعرف على طبيعة الصور المقدمة عن التنمية في مصر في موقعي المجلتين الاقتصاديتين عينة الدراسة، باستخدام اداة التحليل السيميولوجي في إطار العلاقة بين الصورة واللغة، وقد توصلت الدراسة إلى أن لدي الإعلام الغربي منهجية تجاه عبقرية مصر وموقعها وتاريخها في قلب العالم کله، فهي ملتقي حضاراته وثقافاته ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته، لذا يمکن القول أن تلک العلاقات تطورت من خلال مساندة مصر لحرکات التحرر الإفريقية التي استمرت حتي نالت شعوب الدولة الإفريقية استقلالها وأيضًا من خلال دعمها لها في المحافل الدولية، أما في اطار تحقيق التنمية فيلزم أن تقود مصر مجهودًا هائلًا لطرح مبادرات ذات طابع حديث ملائم لتحقيق التعاون القاري على المستوي الاقتصادي والتجاري. 8- دراسة نفيسة نايلي (2021م) بعنوان جماليات توظيف المشاهد التمثيلية "الدوکودراما" في السينما الوثائقية: تحليل سيميولوجي للفيلم الوثائقي الجزائري "ليلة النار"(21) تستهدف هذه الدراسة تحديد القيم الجمالية التي يضيفها استخدام تقنية الدوکودراما في إخراج الأفلام الوثائقية وذلک عن طريق تحليل سيميولوجي للفيلم الوثائقي عينة الدراسة، باستخدام أداة التحليل السيميائي، وقد وصلت الدراسة إلى أن وفقت المشاهد التمثيلية محل التحليل في التعبير بطريقة درامية فيها مسحة من الجمال عن الأفکار والأحداث والوقائع والروايات الحية التي يتناولها الفيلم وتمکن مخرج الفيلم من توظيف "الدوکودراما" في المشاهد التي يحتاج السيناريو فيها للمزيد من التوضيح والشرح، کما ساهمت المشاهد التمثيلية المدرجة في الفيلم الوثائقي "ليلة النار" في إضفاء جوانب جمالية من خلال استغلال أسس لغة السينما کالإضاءة التي تؤدي دورا کبيرًا في مجال الأعمال الفنية، کما وظف المخرج ممثلين "غير محترفين" في تصوير بعض المقاطع والمتتاليات الفيلمية من نوع "الدوکودراما". أوجه الاستفادة من الدراسات السابقة:
التعليق العام على الدراسات السابقة: يلاحظ من الدراسات السابقة أنها لم تطرق لدراسة الأفلام الدينية التي تناولت موضوع تجسيد الأنبياء وأسباب انتشار هذه الأفلام في الفترة الأخيرة، وهل نجحت هذه التمثيلات عبر الصورة في نقل صورة ولو مقاربة لواقعها من حيث المرجعية الدينية وإلى أي مدي ساهم الإعلام في الغرب والشرق "الولايات المتحدة وايران" في طرح وتجسيد صورة الأنبياء، کما تبين للباحثة أن المناهج المستخدمة في الدراسات السابقة بعضها استخدم منهج المسح والذي استخدم کثيرًا في مجال الدراسات الإعلامية فهو جهد علمي منظم يهدف للحصول على بيانات ومعلومات وأوصاف عن الظاهرة موضوع البحث لتکوين قاعدة أساسية من المعلومات والبيانات المطلوبة إلى جانب المنهج المقارن وذلک لملاحظة ورصد أوجه الشبه والاختلاف والدلالات الجزئية والکلية التي تتضمنها الأفلام، فهو منهج متعدد الأدوات يستخدم في مجالات الوصف والتفسير والتحليل والتنبؤ وتتم المقارنة على مستويين مستوي أفقي يمکن من خلالها الوصول إلى الدلالات الصغرى بالأفلام من خلال تحليل کل فيلم بشکل منفصل ومستوي رأسي يتيح للباحث الوصول إلى الدلالات الکبرى من خلال مقارنة الدلالات الصغرى للأفلام، والبعض استخدم منهج التحليل النصي السيميولوجي کونه الأنسب لتحليل محتوي وسائل الإعلام - وهو المنهج الذي تم استخدامه بالدراسة- وقد جاء هذا المنهج نتيجة لاجتهادات البحوث في إعادة الاهتمام بالمضمون في الرسائل المنبعثة على وسائل الإعلام، وذلک باتباع جملة من المراحل: تأتى من مرحلة تقسيم الفيلم إلى أجزاء في جداول متتالية تختص بالتقسيم الفني، ثم تقديم القراءة الوصفية لتلک الأجزاء، وأخيرًا القراءة الباطنية الدلالية لها. المشکلة البحثية: کان موضوع ظهور الأنبياء في الأفلام موضع اهتمام الکثير من المخرجين والسينمائيين والصحفيين، فعرفت هذه القضية معالجة واسعة من قبل المخرجين سواء کانوا إيرانيين أو أمريکيين، وکان تطرقهم لهذا الموضوع في ظل مشحون بالتوتر والتأزم خاصة من الناحية الدينية، فأصبحت أفلام تروج عن قصد وعن غير قصد لأفکار وآراء أيديولوجية تخدم بعض المواقف والتيارات الدينية، فدخلت قضية الأنبياء في حيز معرکة جديدة في الميدان الإعلامي والسينمائي وتتمثل في تجسيد الأنبياء عبر الصورة، فهي إشکالية شائکة ومعقدة طرحت وفرضت نفسها في الوقت الراهن عبر التناول التليفزيوني والسينمائي، فالإيحاءات والدلالات والآراء تختلف من فيلم لآخر، لذا تتمثل الإشکالية في الإجابة على السؤال الجوهري والذى مفاده: طبيعة وکيفية المعالجة الإعلامية لصورة الأنبياء وما هي المواضيع التي نالت القسط الأوفر من المعالجة وما هي دلالات ذلک؟ أهمية الدراسة: 1- إن هذه الدراسة تکتسى أهميتها بسبب انتشار المسلسلات والأفلام الدينية في الآونة الاخيرة التي تجسد صورة الأنبياء، وقدراتها على جذب فئات کبيرة من الجمهور المصري، لما تحتويه من أداء فنى رائع، وإنتاج فنى ضخم جدًا. 2- تعتبر هذه الدراسة من أولى الدراسات التي تتعرض لصورة الأنبياء في الأفلام وکيفية المعالجة الإعلامية لها وعلاقتها بالمرجعية الدينية. 3- ستکشف هذه الدراسة الستار عن تناول الأفلام لقضية محورية وجوهرية في العالم الشرقي والغربي. 4- نقص البحوث والدراسات الأکاديمية في هذا المجال. أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة الى الوصول الى استخلاص وکشف معالم الصورة المرسومة للأنبياء عبر الفيلم السينمائى الإيراني والأمريکي وهذا من خلال: 1- الوصول إلى طبيعة المعالجة التي تناولت صورة الأنبياء في الأفلام الدينية من خلال فيلمى مملکة سليمان وآلام المسيح. 2- إبراز مختلف الدلالات والمعالم الخفية في الفيلمين، بقراءتهما قراءة دقيقة تسمح بتفکيک الرموز والدلائل وتحليلها. 3- الکشف عن أنماط وخصائص الصورة التي تکونها الأفلام الدينية على الأنبياء. 4- الکشف عن الخلفيات الأيديولوجية لمروجي هذا النوع من الأفلام. 5- الکشف عن مدى توافق الأفلام الدينية مع المرجعية الدينية لها. تساؤلات الدراسة: فمن خلال بناء إشکالية البحث، يمکن تحديد تساؤلات تساهم في تفکيک إشکالية البحث، والتي تتمثل فيما يلى: س1 کيف نقل الفيلمان صورة النبيين سليمان والمسيح عليهما السلام من حيث المرجعية الدينية "قرآن کريم وإنجيل"، وما هي دلالات ذلک ؟ س2 ما دلالة لغة الجسم في صور النبيين سليمان والمسيح عليهما السلام ودورها أثناء الفيلم في التأثير على المشاهدين؟ س3 کيف تم تصوير مشاهد التعذيب في فيلم "آلام المسيح"، وما هي دلالات ذلک؟ س4 کيف تم تصوير مشاهد ظهور الجن في فيلم "مملکة سليمان"، وما هي دلالات ذلک؟ س5 ما دلالات أنواع التصوير المستخدمة في الفيلمين؟ س6 ما دلالات الخطاب الأيديولوجي الذى تحمله الصورة الموظفة في هذه الأفلام؟ نوع الدراسة: تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية التشخيصية التي تهدف إلى وصف بناء الأفلام الدينية التي تجسد الأنبياء سيميائيًا وتفکيکها من خلال التفاصيل المکونة للفيلمين ثم اعادة ترکيبها لکي نصل إلى رصد إجمالي للظاهرة التي تصف الظواهر والأحداث، ونقوم بجمع المعلومات والملاحظات عنها ووصف الظروف الخاصة بها. المنهج المستخدم: يعتبر المنهج الطريقة الفکرية الصائبة في کل عملية بحثية، ومن ذلک فإن التعرض للمنهج الذي سيتم اعتماده في فحوي هذه الدراسة يعتبر المفتاح الأولي لعملية التحليل، والذي لا يتم اختياره بشکل عشوائي، حيث تختلف طرق تحليل الأفلام باختلاف الهدف الذي تريد الوصول إليه وبما ان الدراسة هذه تنتمي الى سلسلة البحوث السيميائية التي تعني بتحليل الأفلام على اساس اعتبارها نصًا فإن مقاربة التحليل النصي تعتبر المقاربة الأکثر ملائمة لطبيعة الدراسة وهذا استنادا لما ذکره کلا من جاک أومو"Jadith Aumont" وماري ميشال "Marie Michel" في کتابهما تحليل الأفلام أن التحليل النصي يرتکز اساسًا على اعتبار الفيلم نصًا وهو الذي يحدد أساس الفيلم في تحليله(22)، وذلک باتباع جملة من المراحل: تأتى من مرحلة تقسيم الفيلم إلى أجزاء في جداول متتالية تختص بالتقسيم الفني، ثم تقديم القراءة الوصفية لتلک الأجزاء، وأخيرًا القراءة الباطنية الدلالية لها.
أدوات الدراسة: اعتمدت الدراسة على أداة التحليل السيميائي في تحليل الأفلام عينة الدراسة وذلک لإعادة تفکيک وقراءة المتتاليات والبحث عن المدلولات الضمنية والظاهرة المتعلقة بصورة الانبياء التي تريد السينما في الشرق والغرب نقلها الى المشاهد في الفيلمين عينة الدراسة باعتبارها مجموعة من العلامات (دال) لإيصال فکرة معينة (مدلول) ثم القراءة الباطنية لهذه المتتاليات (التأويل)، وذلک بالاستعانة بمجموعة من الأدوات الوصفية وتضم هذه الأدوات تقنية التقطيع التقني، والتجزئة، ووصف صور الفيلم. مجتمع وعينة الدراسة: يتمثل مجتمع الدراسة في الأفلام الدينية التي تناولت صورة الأنبياء، وأما بالنسبة لموضوع العينة فهي عينة عمدية، فقد تم اختيارنا لفيلمين مهمين يتناولان صورة الأنبياء في المسلسلات الدينية، نظرًا لبعض السمات والأوصاف التي تخدم الدراسة وأهدافها، فلم يأتي اختيار العينة بشکل اعتباطي وإنما وفقاً لمنهجية بحثية معينة، ومن خلال التعمق في الأفلام التي تعرض صورة الأنبياء، يلاحظ أن إنتاج الأفلام تم بالشرق (إيران) أو بالغرب (الولايات المتحدة الأمريکية). نقطة مهمة أخرى في الاختيار، وهي مرجعية الفيلم، لذا جمع بين فيلمين أحدهما مرجعتيه الدين الإسلامي والأخر مرجعتيه الدين المسيحي، کما أن الفيلمين حققا نجاحًا کبيرًا، يبقى أن لکليهما موضوع واحد وهو صورة الأنبياء، ومن کل نوع تم اختيار فيلم ملائم ، وهذان الفيلمان هما: فيلمي مملکة سليمان وآلام المسيح. مفاهيم الدراسة: مفهوم مصطلح الصورة: إنالصورة وسيلة تواصلية فعالة متعددة الوظائف، وعنصر من عناصر التمثيل الثقافي، وبخاصة فيما تفتضيه الثقافة البصرية في زماننا(23)". ولتوضيح هذه الفکرة "يرجع استخدام الـ (Image) إلى صورة، انطباع، فکرة ذهنية، وهي قد تکون ملتقطة بإحدى آلات التصوير أو مرسومة، وقد تکون صورة لشيء او لشخص في ذهن إنسان ما، أي فکرته التي کونها عن هذا الشخص وصورته التي رسمها له في ذهنه أي انطباعه عنه(24)". الصورة من ناحية المنظور السيميولوجى، "الصورة اکتسحت الصيغ الإرسالية الاخرى ليس بمعنى الإلغاء ولکن بمعنى البروز والهيمنة لان الصورة لغة بذاتها والتأويل فعل لغوى، فاذا کان التأويل في السابق حقًا مقصورًا على النخبة فإن الجمهور اليوم يستقبل الصورة من دون شرط لغوى ومن دون تأويل، ومن هنا يقوم المستقبل نفسه بدور التأويل، إذ توفر الصورة قدرات التأويل الذاتية، ولهذا يتفاوت التأويل کما أنه أصبح في ثقافة الصورة فعلا مصاحبًا لعملية الاستقبال وليس منفصلًا عنها، إذ يتم تأويل الصورة بطريقة ذاتية ومباشرة وفطرية وصافية(25)". مفهوم مصطلح الطرح: لا يعدو هذا المصطلح على أن يحمل معني واحدًا وهو العرض والتقديم. مفهوم مصطلح السيميائي: انبثقت کلمة سيميولوجيا من الکلمة اليونانية semeion بمعني العلامة و logos بمعنى الخطاب أو العلم، وبذلک تصبح کلمة semiologie علم العلامات أو علم الدلالة(26). ويعرفها رولان بارت أن "السميولوجيا بحث في العلاقة بين الدال ومدلوله وهما في طبيعتين مخلفتين متقابلتين لا يتصفان بالمساواة ابداً، فالدال لن يکون المدلول مطلقاً(27)" ويعرفها سعيد بنکراد بأن "السميائيات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعمليات الإدراک التي تقود الکائن البشري إلى الخروج من ذاته لينتشي بها داخل عالم مصنوع من ماديات يجهل عنها کل شيء(28)". النظرية التأويلية: تعتمد الدراسة على المدخل التأويلي کإطار نظري للدراسة، حيث إن النقد قطع رحلة طويلة في تکوينه، وتم التأسيس على ضوء هذه الرحلة لعدة مقاربات نقدية انتظمت في منحنيين کبيرين، هما المقاربات البنيوية والمقاربات السياقية، وتعتبر هذه الأخيرة هي التي فرضت منطقها في الفترة الحالية، ومن أهم المقاربات السياقية نجد المقاربة التأويلية أو نظرية التأويل، فالتأويل يعتمد على مختلف السياقات المصاحبة للنص بهدف کشف بنية النص ومعانيه العميقة، فالتأويل نظرية من أهم نظريات النقد المعاصر(29). ولقد تعددت وتنوعت مواقف الهرمنيوطيقا "إن الهرمنيوطيقا عبر تاريخها لم تمتلک أرضية خاصة بها وإنما تابعت المعني وإدراکه حيثما حل، فلقد رکزت على المؤلف کمصدر للمعني وهذا ما تبناه النقاد التقليديون، لکن فرضة تحکم المؤلف بالمعني تعرضت حديثًا إلى نقله عنيفة أرسلت المعني على النص أو على القارئ أو على الاثنين معًا وألغت دور المؤلف(30)".
أعلام التأويل: مع القرن العشرين، بل مع النصف الثاني منه تحديدًا، صار التأويل ظاهرة فکرية ونقدية بل مدرسة فکرية متعددة الإتجاهات والمذاهب، وکثر المشتغلون في التأويل کثرة کثرت معها دلالات التأويل وأساليب الممارسة التأويلية(31). ويمثل المفکر شليرماخر 1843م الموقف الکلاسيکي بالنسبة للهرمنيوطيقا ويعود إليه الفضل في أنه نقل المصطلح من دائرة الاستخدام اللاهوتي ليکون علمًا أو فنًا لعملية الفهم وبالتالي عملية التفسير "وتقوم تأويلية شليرماخر على أساس أن النص عبارة عن وسيط لغوي ينقل فکر المؤلف إلى القارئ، وبالتالي هو يشير في -جانبه اللغوي- إلى اللغة بکاملها ويشير في –جانبه النفسي- إلى الفکر الذاتي لمبدعه، والعلاقة بين الجانبين علاقة جدلية(32)". وبرز في العصر الحديث المفکر الألماني هانز جادامير– Hans Gadamer والذي يري أن نشاط التأويل هو تلک العتبة التأويلية التي تنفلت من قبضة العتمة اللغوية، أي لا يعتل اللغة إلى مجرد لعبة العبارات وسحرية المنطوقات، فاللغة تکتمل معقولياتها وتنکشف قوتها وطاقتها وتتجلي حکمتها في بلاغة الحوار، فکل منطوق معبر وعقل مفکر وفکر مدبر إنما يتقيد بالسياق (الحوار) والاستعمال (التطبيق)(33)، کما راي أن إعادة بناء الشروط الأصلية ومحاولة استعادة المعني الأصلي محاولة فاشلة، فما نعيد بناءه ليس الحياة الأصلية، والتأويل بمعني استعادة المعني الأصلي محاولة فاشلة(34). وقد توصل فلهلم ديلثاي Wilhelm Dilthey أثناء شرحة لنظرية التأويل إلى ما اسماه "الحلقة الهيرمنيوطيقية" ومفاده "کي نفهم أجزاء أي وحده لغوية لابد أن نتعامل مع هذه الأجزاء وعندنا حس مسبق بالمعني الکلي، لکننا لا نستطيع معرفة المعني الکلي إلا من خلال معرفة معاني مکونات أجزاءه، هذه الدائرة في الإجراء التأويلي تنسحب على العلاقات بين معاني الکلمات المفردة ضمن أية جملة وبين معني الجملة الکلي، کما تنطبق على العلاقات بين معاني الجمل المفردة في العمل الأدبي والعمل الأدبي ککل، ولا يعتبر ديلثاي هذه الدائرة حلقة مغلقة أو خبيثة إذ يري أننا نستطيع التوصل إلى تأويل مشروع من خلال التبادل المستمر بين إحساسنا المتنامي بالمعني الکلي وفهمنا الاسترجاعي لمکوناته الجزئية(35). ويقول بول ريکور "إن التأويل هو عمل الفکر الذي يتکون من فک المعني المختبئ في المعني الظاهر، ويقوم على نشر مستويات المعني المنضوية في المعني الحرفي، وأني إذ أقول هذا فأني احتفظ بالمرجع البدئي للتفسير، أي لتأويل المعاني المحتجبة، وهکذا يصبح الرمز والتأويل متصورين متعالقين، إذ ثمة تأويل هنا حيث يوجد معني متعدد ذلک لأن تعددية المعني تصبح بادية في التأويل(36)". أما المفکر الايطالي أمبرتو إکو – Umberto Eco الذي سبق بارت Barthes ثم تجاوزه، قام بفتح آفاق التأويل على الا محدود والا محدد حيث تناول التأويل في مؤلفات عدة منها کتابه السيميائية وفلسفة اللغة(37)، وکتاب الأثر المفتوح(38) الذي يؤکد من خلاله على فکرة لا نهائية التأويل، ودافع فيه عن الدور الفعال للمؤول في مشاهدة الصور بالقيمة الجمالية، وفتح آفاق التأويل إلى درجة أنه هو ذاته أبان بأنه کان يقوم بدراسة الجدل القائم بين حقوق الصور وحقوق مؤوليها، ولندقق في قوله حقوق الصور وليس حقوق المخرجين، حيث تحول الصورة إلى مادة من غير مصدر، ومن ثم مادة لا يوجد من يدافع عنها أو من تنسب إليه، أو لنقل بمعني آخر إن الصورة بهذا المعني هو (الکرم الفالت) وهذا المثل العامي يؤکد أن الصورة التي لا صاحب لها تدعو الناس لتأويلها کل على قدر ما يريد أو يحتاج(39). مدخل إلى السيمياء: فعلم السيمياء لم يکن وليد العصر الحديث کما يزعم البعض، بل هو قديم النشأة، فقد أهتم القدامي من العرب وعجم بهذا الجانب من علوم اللسانيات منذ أکثر من ألفي سنة، فلقد أفرد الفيلسوف أفلاطون هذا الموضوع في کتابه "Cartyle" وأکد أن للأشياء جوهرًا ثابتًا، وإن الکلمة أداة للتوصيل، وبذلک يکون بين الکلمة ومعناها أي بين الدال "Signifiant" والمدلول "Signifie'" تلائم طبيعي "Justesse naturelle"، فلهذا کان اللفظ يعبر عن حقيقة الشئ، أما في الدراسات السيميائية الحديثة فقد تشبعت في مجالات عديدة وحضارات مختلفة، بحيث لم تبق حکرًا عل أمة دون أمة، وثقافة دون أخري، وأخذ العلماء يفحصون نصوص الحضارات القديمة بحثًا عن تأملات وخواطر سيميائية لعلهم يعثرون على بدايات معمقة وجادة لهذا العلم، فالرغبة الکامنة في السيمياء هي الرغبة في الإحاطة الشاملة، ولو أن الإحاطة تبدو صعبة التحقيق، إلا أنه لابد من إجهاد العقول لتحقيق ذلک الطموح(40). ولا أحد يستطيع أن ينکر الإنجاز الکبير الذي حققته السيميولوجيا في مجال الدراسات اللغوية والأدبية وفي الآونة الأخيرة في مجال السينما، لما تمتلکه من قدرة على استيعاب جماليات النص الأدبي والفيلم السينمائي، وذلک رغبة منها في تأسيس منهج علمي مبدع في شتي المجالات ومنها الفيلم السينمائي. الاتجاهات والمدارس السيميائية: الاتجاه الأمريکي (1838- 1914): أرتبط هذا الاتجاه بشارل ساندرز بيرس –Charles Sanders Peirce ، الذي سمي السيميائية بـ (السيميوطيقا)، وعرفها بقوله "المنطق في معناه العام، ليس سوى تسمية أخرى للسميائيات، تلک النظرية شبه الضرورية والشکلية للعلامات(41)". وهي کيان ثلاثي المبني (ماثول ويقابله الدال عند سويسر والموضوع هو المدلول أما المؤول فلا يوجد له مقابل) ووضح أن هناک أنواع للعلامات هل العلامة الأيقونية أو الصوتية والعلامة المؤشرية أو الإشارية والعلامة الرمزية(42). ونشير أن بيرس – Peirce يتقاسم مع سويسر– Saussure فکرة أن اللسانيات جزء من السيميائية لأن موضوع دراستها لا ينحصر في اللسان بل إنه يشمل التجربة الإنسانية برمتها فهي تتجاوز اللسانيات(43). ا- أرتبط هذا الاتجاه بفردينان دي سوسير–Ferdinand de Saussure (1857- 1913)، الذي يعود الفضل له في تحديد السيمياء کعلم مستقل عن غيره عند تصوره لعلم يدرس حياة العلامات في صدر الحياة الإجتماعية يدعوه بالسيميولوجيا(44)، والعلامة اللغوية عنده هي کيان ثنائي المبني مکون من الدال والمدلول فالدال هو الصورة الحسية الصوتية والمدلول هو المفهوم او فکرة الصورة الصوتية الحسية والعلامة اللغوية ذات طبيعة اعتباطية أي لا ترتبط بدافع ولکنه ميز بين ثلاث علامات هي العلامة الرمزية والعلامة السمعية والعلامة البصرية(45). والدال والمدلول مترابطان ومتحدان فبدون الدال لا وجود للمدلول والعکس صحيح، والعلاقة بينهما ذات طبيعة اتفاقية عرفية، ومن ثم فإن هذه العلاقة غير مبررة في الواقع المادي بخلاف المرجع، مثال الأضواء الثلاثة من قانون المرور: نجد بأن الدال يتجسد في الضوء الأحمر لأنه جلي ويمکن إدراکه، بخلاف المدلول الذي يتناسب مع مفهوم "المرور ممنوع(46)". وقد اخذت السيميائيات بعد دي سويسر توجها جديدا تمثل في بروز نمطين کبيرين سيميائيين هما سيميائيات التواصل وسيميائيات الدلالة.
ب- سيميولوجيا التواصل: هي من بين التصورات السيميائية التي تستلهم سويسر، ويحکم هذا التصور مبدأ لا يري في الدليل غير کونه أداة توصيلية، أي مقصدية إبلاغية، ويعني هذا أن العلامة تتألف من عناصر ثلاثة الدليل والمدلول والوظيفة أو القصد، وهؤلاء العلماء لا يهمهم من الدوال والعلامات السيميائية غير التواصل أو الإبلاغ والوظيفة الاتصالية أو التواصلية، وهذه الوظيفة لا تؤديها الأنساق اللسانية فقط، بل هناک أنظمة سننية غير لسانية، ذات وظيفة سيميائية تواصلية(47). ج - سيميائيات الدلالة: يعتبر رولاند بارت R.Barthes خير من يمثل هذا الاتجاه، لآن البحث السيميولوجي لديه هو دراسة للأنظمة الدالة، وإذا کانت العلاقة بين السيمياء واللسانيات جعلت سوسير Saussure يري الأخيرة جزء من الأولي فإن بارت – Barthes بدا له عکس ذلک، لأن أية نظام غير لساني يجد نفسه حتمًا في حاجة إلى جسر عبور يجده في صلب اللغات الطبيعية بحيث يستحيل علينا تمثيله بغير نظام تبليغي لساني ما، وعليه فهو يدعو السيمياء لأن تندمج في اللسانيات وبهذا أمکنه قلب الاقتراح السويسري. "ليست اللسانيات جزء ولو مفصلًا من علم الأدلة العام ولکن الجزء هو علم الأدلة باعتباره فرعًا من اللسانيات(48)". د- مدرسة باريس السيموطيقية: يمثل هذه المدرسة السيموطيقية کلا من کريماس (Greimas)، ميشيل أريفي (Arrive)، کلود شابرول (Chabrol)، جان کلود کوکي (Jean Claud Coquet) ولقد وسعت هذه المدرسة من مفهوم السيميولوجيا الذي لا يتجاوز أنظمة العلامات إلى مصطلح السيموطيقا الذي يقصد به علم الأنظمة الدلائلية واعتمدت هذه المدرسة علي أبحاث سويسر وهيلمسليف حتي بيرس، حيث کانوا يهتمون بتحليل الخطابات والأجناس الأدبية من منظور سيميوطيقي(49). اتجاه السيموطيقا الرمزية: سيميائيات هذه المدرسة تسمي نظرية الأشکال الرمزية حيث استلهم کلًا من مولينو وجان جاک ناتيين نظرية بيرس الأمريکي الموسعة عن العلامة وأنماطها کالإشارة والأيقون والرمز وفلسفة کاسير الرمزية التي تنظر إلى الإنسان بأنه حيوان رمزي، وتدرس هذه السيميولوجيا الأنظمة الرمزية محل العلامات في الاتجاهات والمدارس الأخرى(50)، وهذا علي خلاف الکلاسيکيين الذين اعتبروا الإنسان حيوان ناطق(51). اتجاه السيموطيقا المادية: خير من يمثل هذا الاتجاه هو جوليا کريستيفا (Julia Kristieva)، حيث تستند في بحثها إلى التوفيق بين اللسانيات والتحليل المارکسي، لإيجاد التجاور بين الداخل والخارج من المعطي التجريبي الداخلي، فهي لم يکن هدفها الدلالة بل المدلولية، وقد وظفت مصطلحات ذات بعد مارکسي اشتراکي کالمنتج والممارسة الدالة والمنتوج على عکس المصطلحات الموظفة في الفکر الرأسمالي کالمبدع والابداع الفني(52). الاتجاه الروسي: تعتبر الشکلانية الروسية، التمهيد الفعلي للدراسات السيموطيقية في غرب اوروبا، لاسيما فرنسا وأسمها الحقيقي Opoiaz، وکانت أبحاثهم نظرية وتطبيقية في نفس الوقت ومن أهم نتائجها ظهور مدرسة تارتو Tarto التي تعتبر من أهم المدارس السيميولوجية الروسية ومن أعلامها البارزين نجد يوري لوتمان Louli Lotman وتودروف Todorov وقد جمعت أعمال هؤلاء في کتاب جامع تحت اسم "أعمال حول أنظمة العلامات" وأهتمت هذه المدرسة بسيميولوجيا الثقافة وأهم ما تتميز به الشکلانية الروسية: استعمال مصطلح السيموطيقا بدل السيميولوجيا. التوفيق بين أراء بيرس وسويسر حول العلامة. الاهتمام بالسيموطيقا الابستمولوجية الثقافية(53). الاتجاه الايطالي: يمثل هذا الاتجاه کلا من امبرتو إيکو Eco وروسي لاندي Rossilandiالذين اهتما کثيرا بالظواهر الثقافية باعتبارها موضوعات تواصلية وأنساقا دلالية على غرار سيموطيقا الثقافة في روسيا(54). التحليل السيميائي للفيلمين عينة الدراسة: بطاقة فنية عن فيلم مملکة سليمان The kingdom of Solomon: فيلم مملکة سليمان (The kingdom of Solomon) الجزء الأول، فيلم إيراني يجسد صورة النبي سليمان عليه السلام، تم عرضه عام 2010م، إخراج وکتابة للمخرج الإيراني شهريار بحراني Shahriar Bahrani، الفيلم ذو المرجعية الدينية الإسلامية، اللغة الأصلية للفيلم اللغة الفارسية مترجم للغة العربية، مدة الفيلم 110 دقيقة، منع من العرض في مصر، ميزانيته 5 مليون جنيه، بطولة أمين زندکاني في دور سليمان، حصل الفيلم على 5 جوائز في مهرجان فجر الدولي الثامن والعشرون للأفلام بطهران، بالإضافة إلى عرضه في کثير من قاعات السينما ويتحدث عن انتخاب سليمان عليه السلام ولياً للعهد، وبسبب قلة الإيمان لدى اتباع سليمان وانتشار الفساد والفسر والربا والظلم، يبدأ الجن بشن هجوم على الإنس ومسهم، ويدفعهم لقتل زوجاتهم وأبنائهم وأصدقائهم، فيبدا النبي سليمان وجنوده في محاولة لبث الإيمان في الأهالي ودعمهم، حتى زاد إيمانهم بالله وخرج منهم الجن بأمان. بطاقة فنية عن مخرج فيلم "مملکة سليمان": شهريار بحرانى Shahriar Bahrani مخرج إيراني، مولود في عام 1951م في مدينة طهران، أنهى دراسته في قسم التصوير السينمائي في لندن، وله مشارکات عديدة في القنوات الإيرانية، بدأت في عام 1989 م بفلم تحت أسم (فيلم مهاب)(55). عمل شهريار بحراني مخرجًا وکاتبًا للسيناريو وممثلا ومونتيرًا ومن أشهر الأعمال التي شارک بها کمخرج هي "مملکة سليمان" و" مريم المقدسة (ع)" و "الدنيا المقلوبة" و "الهجوم على H3" و"الهلع" و "المعبر" و "حامل الراية". کما شارک بکتابة سيناريو أفلام "مملکة سليمان" و "الدنيا المقلوبة" و "الهجوم على H3" و "الهلع" و "المعبر" و"حامل الراية" وشارک بتمثيل مجموعة أفلام ، أهمها : "النادي السري" و "السلحفاة". بطاقة فنية عن فيلم آلام المسيح The Passion of the Christ: فيلم آلام المسيح ((The Passion of the Christ الجزء الأول: فيلم أمريکي يجسد صورة النبي المسيح عليه السلام، تم عرضه عام 2004م، إخراج وکتابة للمخرج الأمريکي ميل غيبسون Mel Gibson، الفيلم ذو المرجعية الدينية المسيحية (انجيل يوحنا)، اللغة الأصلية للفيلم: العبرية- الآرامية- اللاتينية، مترجم للغة العربية، مدة الفيلم 127 دقائق، تم عرضه في مصر، بميزانية 30 مليون دولار أمريکي، بطولة جيم کافيزل Jim Caviezel في بدور المسيح عليه السلام، حصل الفيلم على 17 جائزة بالولايات المتحدة بعد تحقيقه إيرادات ضخمة جدًا، يتحدث الفيلم عن تجسيد واقعى لآخر 12 ساعة من حياة السيد المسيح التي تصور صلبه وجلده وعذابه وآلامه حتي قيامته، حيث يصور الفيلم هول الجريمة الفظيعة التي أرتکبها اليهود ضد المسيح بکثير من الدموية والوحشية.
بطاقة فنية عن مخرج فيلم "آلام المسيح": ميل غيبسون Mel Gibson من أهم الوجوه السينمائية في العالم حيث عرف کممثل ومخرج ومنتج، ولد في 3 يناير 1956، هو مخرج أمريکي المولد عاش وتربي في استراليا. اشتهر بداية لأدائه في سلسلة أفلام ماکس المجنون Mad Max ثم سلسلة أفلام السلاح القاتل Lethal Weapon، وحاز على جائزة الاوسکار لأفضل مخرج عن فيلم قلب شجاع Brave Heart، وأيضًا أخرج فيلم آلام المسيح The Passion of the Christ "محل الدراسة" وفيلم Apocalypto الذين أثارا جدلًا واسعًا، ظهر في العديد من الأفلام منها قلب شجاع وحافة الظلام. حقق فيلمه آلام المسيح The Passion of the Christ نجاحًا هائلًا وغير متوقع بسبب تقديمه لمسألة صلب المسيح والتي هي محط جدل، بالشکل المتعارف عليه في الکتب الکاثوليکية، وبعد فترة وجيزة من تقديم الفيلم تمت توجيه عدة انتقادات له بوصفه معاد للسامية وعنصري. قامت الباحثة بالتحليل السيميولوجي لفيلمي مملکة سليمان وآلام المسيح وذلک بمشاهدة الفيلمين عدة مرات وهذا لرصد بعض الأفکار الرئيسية للفيلمين موضوع الدراسة، ومعرفة أهم التفاصيل والأحداث، ثم قامت بتحديد أهم المقاطع والمتتاليات محل الدراسة وذلک باستخدام جداول تخص بالتقسيم الفني قامت فيها بوصف شريط الصورة وشريط الصوت باستخدام تقنية التصوير البطيء والوقف عند الصورة بغرض فحص ومعرفة عناصر الصورة بدقة والتحکم في التحليل بقراءة الصور قراءة خاصة بتحويل العناصر والدلائل التي تحتويها الصورة إلى بيانات وعناصر مکتوبة فهذه المرحلة تسمي بالمرحلة الأولي في التحليل، أي قامت بتحديد المستوي التعييني بطرح السؤال کيف؟ وتأتي بعدها المرحلة الثانية في التحليل أي تحديد المستوي التضميني بطرح السؤال لماذا؟ والذي تطرقت فيه إلى تحليل الشفرات البصرية کحرکات الکاميرا وزوايا التصوير وسلم اللقطات بالإضافة إلى التعمق في معاني الصورة والقيم الرمزية والأيقونية، ورکزت أيضًا على المستوي الألسني (على الجانب اللغوي) الخاص بالنص الفيلمي المکتوب، ثم قامت بتفسير وشرح الأبعاد الدلالية والمعاني الغير مباشرة للنص الفيلمي.
تم تقسيم فيلم "مملکة سليمان" إلي عشر متتاليات لتحليلهم يوضحهم الجدول التالي:
وتم تقسيم فيلم "آلام المسيح" إلى أحد عشر متتالية لتحليلهم يوضحهم الجدول التالي:
إن أداة التقطيع أداة لا يمکن الاستغناء عنها في عملية التحليل، وقد وضح کتاب تحليل الأفلام أکثر الحدود دراسة في عملية التقطع التحليلي، ومن أهم الجداول التحليلية المقدمة في هذا المجال هو جدول "آلان رينيه" الذي وضعه عام 1963م لتحليل فيلمه "مورييل"(56)، وهو الجدول الذي نعتمده في دراستنا في تحليل الفيلمي عينة الدراسة حسب الشکل التالي:
نتائج الدراسة السيميائية لصور الأنبياء في فيلمي مملکة سليمان The kingdom of Solomon"" وآلام المسيح "The Passion of the Christ": 1- تضمن کلا الفيلمين معاني أيديولوجية، تتحکم بها الخلفية الأيديولوجية للمخرجين وتوجه أحدهما الشيعي والأخر الکاثوليکي المعادي للسامية، لم يکن فيلم مملکة سليمان هو الفيلم الديني الأول الذي يخرجه شهريار بحراني بل اخرج سابقًا فيلم مريم المقدسة والذي لاقي اعجاب کثير من المشاهدين وذلک دلالة على نجاحه في إنتاج هذه الأفلام والتي تجذب الانتباه إليه فأستمر في إنتاجها کما أوضح المخرج انتمائه الشيعي في الفيلم عندما بشر بعودة الأمام المهدي، أما بيل جيبسون فقد کانت هذه تجربته الأولي في اخراج فيلم ديني إلا أنه معروف عنه أنه معادي للسامية، وظهرت معاداته للسامية في الفيلم في أکثر من مشهد مثل استمتاع الکهنة اليهود بجلد المسيح وإصرارهم على صلبه مؤکدين للحاکم الروماني بيلاطس أن دم المسيح عليهم وعلى ولادهم، وذلک دلالة على شدة معاداة بيل جيبسون للسامية ووضح ذلک عندما تم القبض عليه عام 2006م بتهمة القيادة تحت تأثير الخمر والتي تسببت في قيامه بخطبة سيئة السمعة معادية للسامية أتهم فيها اليهود بأنهم مسئولون عن کل حروب العالم. 2- أن نجاح وقوة الممثلين يزيد من قوة أفکار الفيلم ويجعله أکثر قوة علي الإقناع والتأثير، وقد رکز جيبسون في فيلمه على هاته النقطة بمنح الأدوار إلى ممثلين من الطراز العالي وبالأخص البطل الذي قام بدور المسيح فقد کانت تعبيرا جسمه قوية حتي شعر المشاهد أنه أمام المسيح لذلک تقوم عدد من الکنائس بعرض مقاطع من الفيلم في الأعياد لأنه من وجهة نظرهم أداه دعائية قوية لنشر المسيحية في العصر الحديث وذلک دلالة على قوة البطل وعلى تأثيره في عواطف المشاهدين، کما ظهر الممثل في اغلب الفيلم بملابس ممزقة بالية مليئة بالدماء دلالة على شدة معاناته وآلامه، أما شهريار فأخطأ في اختيار دور البطل الذي کان صاحب التعبير الواحد طوال الفيلم وذلک دلالة على ضعف الممثل وبالرغم من نجاح الفيلم إلا أن البطل لم يؤثر في المشاهدين، کما أن البطل بالرغم من کل الحروب التي خاضها إلا أن ملابسه محتفظة برونقها حتي النهاية دلالة على فشل الممثل في تقمص شخصية النبي سليمان وعلى ضعف أداءه. 3- اعتمد فيلم مملکة سليمان على الإسرائيليات على الرغم من تأکيده على استخدام القران الکريم کمرجعية له والذي يحتوي على کثير من قصص للنبي سليمان التي تظهر فضله وسمو أخلاقه وعظمة سلطته إلا أنه لم يستخدمها و ذلک دلالة على ضعف الفيلم وجعله غير واقعي، أما فيلم آلام المسيح فأعتمد على الإنجيل وعلى الفن الغربي والموروثات الشعبية مثل قصة فيرونکا وذلک دلالة على مصداقية الفيلم لدي المشاهدين وعلى زيادة تأثرهم به. 4- قدم کلا الفيلمين دلالات کره وعداء تجاه اليهود وذلک من خلال الصور التي يمررها الفيلمين والتي تحمل رسائل ايديولوجية من العيار الثقيل، تمثلت في إصرار اليهود على تعذيب المسيح وصلبه وقتلهم لزوجة سليمان وأبنه ومحاولتهم القضاء على والدته واخوته والسيطرة على الحکم. 5- من خلال تحليلنا لفيلمي مملکة سليمان والآم المسيح قدم لنا الفيلمين صورة سلبية جدًا تبين لنا أن اليهود وبالأخص الکهنة يستخدمون الدين تبعًا لأهوائهم لتعزيز سيطرتهم ولفرض نفوذهم. 6- تطرق کلا الفيلمين إلى الملفات المعقدة والتي تثير جدلًا واسعًا في العالم الشرقي والغربي والتي تتمثل في تجسيد الأنبياء ودور اليهود بها. 7- لقد اعتمد کلا المخرجين على سلم لقطات وزوايا تصوير وحرکة کاميرا لتقديم دلالات تدعم المعاني الضمنية المقصودة، کما اعتمد کثيرًا على الشريط الصوتي من خلال المؤثرات الصوتية وخاصة الموسيقي لنفس الغرض، کما وظفا الزاوية التصاعدية والغطسية بکثرة ليدل على مکانة الشخصيات أو لدعم موقفها في حدث معين تعظيم أو تحقير، ووظف شهريار بحراني اللقطة المقربة حتي الصدر والجزء الصغير والجامعة کثيرًا دلالة لإظهار معارک الممسوسين مع سليمان ورجاله، أما بيل جيبسون فقد رکز على اللقطات القريبة جدًا والقريبة والمقربة حتي الصدر دلالة لإظهار تعبيرات المسيح وآلامه وتشفي اليهود به. 8- کلا الفيلمين صورا الأنبياء مضطهدين ولا يؤمن بهم إلا نفرا قليلًا، حتي أنه مس أحد رجال سليمان المقربين الجن لضعف إيمانه وحاول قتله بالإضافة إلى هجوم جميع الأهالي مع اليهود واستعدادهم لقتل والدة سليمان واخوته للسيطرة على الحکم وذلک دلالة على ضعف فترة حکم سليمان وعدم اهتمامه بشئون بلاده أو ببث الإيمان بالأهالي حتي انتشر بها الفساد والفقر وضعف إيمان أقرب رجاله، وفي الجانب الأخر أظهر فيلم آلام المسيح هروب تلامذته وتسليم أحدهم له مقابل المال بالإضافة إلي محاولة جميع أهالي القرية إهانة المسيح وضربه والاستهزاء به من بداية اعتقاله حتي الصلب ولم نجد أحدًا يتأثر لآلامه إلا والدته وبعض تلامذته ومريم المجدلية وزوجة بيلاطس وفيرونيکا وذلک دلالة على ضعف إيمان تلاميذ المسيح وعدم اقتناع الأهالي بنبوة المسيح وعدم تصديقه. 9- لم تختلف الصورة التي قدمها فيلم آلام المسيح عن النبي کثيرًا عن تلک التي تروج لها السينما الغربية مثل فيلم يسوع وفيلم ابن الرب وفيلم الإغراء الأخير للسيد المسيح وغيرهم، ولکنه کان أکثر تأثيرًا وذلک دلالة على قوة الفيلم الذي قام بإعادة تصوير الوقائع المذکورة في الکتاب المقدس بشکل مؤثر ومعبر مستعينًا بالفن الغربي والموروثات الشعبية، أما فيلم مملکة سليمان فکان هو الفيلم الأول الذي يقدم صورة النبي سليمان في السينما الشرقية فلم ينتج قبلها أفلام عن النبي سوي أفلام رسوم متحرکة. 10- فيلم مملکة سليمان قدم فيه المخرج تحليلات شرح خلالها أسباب انتشار الجن والشياطين وأسباب محاولة السيطرة على الحکم وقتل سليمان، والمتمثلة في انتشار الفساد والربا والفقر والظلم الاجتماعي وغياب العدالة بالنسبة للطبقة الفقيرة وإرادة سليمان تحقيق العدالة وبث الإيمان في الأهالي وذلک بما يتناقض مع مصلحة الکهنة اليهود وقادة البلاد ويقلل نفوذهم وذلک دلالة على أن الفيلم قدم صورة واضحة وموضوعية للمشکلة وأسباب انتشارها، بينما فيلم آلام المسيح انتقد في الفيلم اليهود وأکد على اصرارهم على الاستهزاء بالمسيح وتعذيبه وصلبه حتي الموت وذلک دلالة على أن الفيلم قدم نظرة سطحية بدون شرح الأسباب وتوضيحها مما زاد من کراهية المشاهد لليهود. 11- افتقر فيلم مملکة سليمان من العنصر النسوي عدا ما تم توظيفه عن قصد، حيث تعمد المخرج اظهار صورة زوجة سليمان التي تم قتلها ومحاولة قتل والدته وجميع النساء التي تحتمي بقصر سليمان دلالة لإظهار أن المرآه هي نقطة الضعف التي يقوم اليهود باستغلالها وذلک لإثارة تعاطف المشاهدين، أما فيلم آلام المسيح دل على أن المرآه شخصية قوية مؤمنة لا تخاف مثل السيدة مريم التي صاحبت أبنها طوال فترة تعذيبه حتي موته وهي متماسکه لا تبکي إلا قليلًا ومريم المجدلية التي تحدثت مع جنود بيلاطس وطلبت منهم اخباره بإقامة الکهنة اليهود محاکمة دينية للمسيح ليلًا بدون علمه وأيضًا صاحبته طوال فتره التعذيب، وفيرونيکا التي ذهبت إلى المسيح وحاولت اعطاءه کأسًا من الماء ومسحت دماءه بمنديلها وهو يحيط به عدد کبير من الجنود وعرضت نفسها للخطر، وزوجة بيلاطس التي حاولت کثيرًا إقناع زوجها بعدم قتل المسيح. 12- لم يتم ذکر أسماء الممثلين في فيلم آلام المسيح مما زاد من صعوبة معرفة الباحثة للشخصيات وقصصهم في الانجيل أو في الموروثات الشعبية مثل قصة مريم المجدلية وفيرونيکا والحاکم بيلاطس وسمعان القوريني والکهنة وغيرهم ودلالة ذلک أن الفيلم موجه للمسيحيين ويصور فترة آلام المسيح حتي قيامته ومن حوله تلامذته وهذه القصة يحفظها کل مسيحي، بينما فيلم مملکة سليمان ذکر أسم جميع الشخصيات بالفيلم مع ملاحظة أن جميعها شخصيات لا وجود لها في القرآن الکريم أو السيرة النبوية لذلک لم تستفيد منهم الباحثة. 13- اختتم فيلم مملکة سليمان بمشهد انتقال سليمان ومعه المؤمنون إلى الجنة مکافئة لهم بعد قدرتهم على التغلب على الجن والشياطين ومقاومتهم وفي ذلک دلالة على أن مضمون هذا الفيلم هو أن المؤمن التقي الذي يتمسک بدينه وبإيمانه بالله ويتخلى عن نزواته لن يصيبه مکروه وسوف يدخل الجنة، أما فيلم الام المسيح اختتم بمشهد قيامة المسيح وهو بکامل صحته ولا يوجد عليه اي دماء أو اثار تعذيب وتظهر يديه وبها أثار دق المسمار ولکن بدون أي دماء وفي ذلک دلالة على أن مضمون الفيلم هي التأکيد على مصداقية المسيح فيما قاله عن نفسه بأنه أبن الله والمسيا المنتظر حسب الانجيل. 14- کلا الفيلمين کان يعيبهما التهويل الشديد، ففيلم "مملکة سليمان" بالغ من قوة الجن والشياطين وقدرتهم على دخول أجساد البشر، فالقرآن الکريم أکد على وجود الجن ولکن لم يذکر أي شيء بخصوص دخول الجن أجساد البشر، کما أن السيرة النبوية العطرة لا تذکر لنا بأن النبي کان يخرج الجن من المرضي، صحيح أنه يسعي لإغواء البشر وقيادتهم نحو الضلال ولکنه لا يدخل اجسادهم، وذلک دلالة على التحريف في الفيلم، أما فيلم آلام المسيح فهو أيضًا بالغ في مدة جلد المسيح وفي طريقته وفي عدد الجلدات، حيث أستمر مشهد الجلد عشر دقائق متواصلة، بدأ بالجلد بعصا لينة في وجود الکهنة ثم بعد ذهابهم بدأ الجلد بالسوط الروماني والذي کان ينغرز في جسد المسيح وينزع جزءًا من جلده في مشهد دموي للغاية، وبعد أن تم تمزيق ظهره بالکامل طلب قائد الجلادين جلد المسيح على بطنه وساقيه حتي اصبحت الدماء تملئ الارض وتملئ وجوه الجلادين وأجسامهم، هذا بالإضافة لمشهد الجندي الروماني الذي ربط کتف المسيح بالحبل محاولًا شد ذراعه بکاملها لکي تسهل عملية الصلب مما أدي إلى خلع الکتف، فلم يکتفي المخرج بما ذکر في الإنجيل بل بالغ وتمادي في مقاطع الجلد والصلب وذلک دلالة على اصرار جيبسون على إثارة عواطف السخط والکراهية ضد اليهود والرومان. 15- کلا الفيلمين أشارا إلى وجود الشياطين، ففيلم مملکة سليمان صورهم کفقاعات ذهبية ثم تحولت هذه الفقاعات إلى غيم سوداء تندفع نحو بعض الأهالي وتمسهم وتسيطر عليهم وتجعلهم يقوموا بقتل أسرهم وهم غير واعين وذلک دلالة على ضعف الشخص الممسوس وعدم قدرته على التحکم في نفسه وفي الصمود امام الشيطان، أما فيلم الام المسيح فصور الشيطان في هيئة أمراه صلعاء الشعر والحاجب قبيحة لها صوت مخيف ترتدي لباسًا اسود وتحوم حول الکهنة والجلادين وذلک دلالة للتعبير عن ما بداخلهم من شر وکره للمسيح. 16- وقع سرد فيلم "مملکة سليمان" على النحو التالي ( العقدة – العرض – النهاية) أي أن الفيلم أنتقل من العقدة ثم أخذ يبحث حيثيات الحل لها عکس فيلم آلام المسيح الذي بدأ بعرض العقدة وأثناء ذلک استخدم مشاهد العودة إلى الوراء (flash back) والتي کانت أجمل ما يميز فيلم آلام المسيح، وطريقة الانتقال من الحاضر للماضي والتي کانت تحفزها صور مشابهة يراها طوال الفيلم، کان يجعلنا على علم بما يدور في عقل المسيح في ذلک الوقت وايضًا کان لها دور فعال في إبراز الحال ونقيضه في أکثر من مشهد ثم اختتم بنهاية الفيلم. 17- کلا الفيلمين يعدان وثيقة مفتوحة على عدة تأويلات وقراءات ممکنة، کل حسب مستوي معارفه، وإن کانت المعرفة التقنية أساسية الأدبي (القصة، الحوار ...)، المرئي (الضوء، اللون...)، الفيلمي (المونتاج، المؤثرات البصرية...)، المسموع (ضجيج، موسيقى...)، السمعي / البصري (المزاوجة المنطقية بين الصور والأصوات).
المراجع 1 وائل برکات (2002)، السيميولوجيا بقراءة رولاند بارت، مجلة جامعة دمشق، المجلد 18، العدد الثاني، ص 56. 2 فيصل الأحمر(2010)، معجم السيميائيات، الدار العربية للعلوم ناشرون، الجزائر، ط1، ص 109. 3 فايزة يخلف (2012)، سيميائيات الخطاب والصورة، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، ط1، ص130، 131. 4 Yi ren Hao, 2012. The Ever- changing roles of Chinese women in society : A Content Analyses and Semiotic Analysis of some Contemporary Chinese films . Ma.s Thesis, University of Ottawa, Department of communication, available online URL https://www.semanticscholar.org/paper/The-Ever-changing-Roles-of-Chinese-Women-in-A-and-Hao/595e28219afbc95c7c48f5d849725189ef1603d7 5 Antonio D'Alfonso (2012). I Could Have Been a Contender: A Semiotic Analysis of Representative Films on Italians Outside Italy. PhD Thesis, University of Toronto, Department of Italian Studies, Available online URL http://hdl.handle.net/1807/32691. 6 ساره خليفة (2016)، صورة المراة المعنفة في السينما الجزائرية دراسة سيميولوجية لفيلم وراء المرأة، مذکرة ماجستير منشورة في قسم علوم الإتصال والإعلام، کلية العلوم الاجتماعية والانسانية، الجزائر. 7 بزاز روميسة (2016)، صورة الطفل في السينما الثورية الجزائرية تحليل سيميولوجي لفيلم أولاد نوفمبر، مذکرة ماجستير منشورة في قسم علوم الاتصال والإعلام، کلية العلوم الاجتماعية والانسانية، الجزائر. 8 مصطفي سحاري ونفيسة نايلي (2018)، الطرح الفيلمي لجرائم فرنسا في الجزائر دراسة تحليلية نصية لفيلم معرکة الجزائر، المجلة العلمية لجامعة الجزائر 3، المجلد 6، العدد 11، ص51- 67. 9 ريهام علي محمد (2018)، صورة المرآه في السينما المصرية تحليل سوسيولوجي لعينة من أفلام المخرجة إيناس الدغيدي، مجلة البحث العلمي في الآداب، جامعة عين شمس بالقاهرة، الجزء السابع، العدد 19، ص 252- 266. 10 فاطمة الزهراء دحدوح (2018)، صورة البطل في السينما الجزائرية الثورية دراسة تحليلية لفيلم زبانة للمخرج سعيد ولد خليفة، مذکرة ماجستير منشورة في قسم علوم الاتصال والإعلام، کلية العلوم الانسانية والاجتماعية، الجزائر. 11 أم السعود براهيمي وأخرون (2020)، أبعاد الإرهاب في السينما الأمريکية: تحليل سيميولوجي لبعض الصور السينمائية من فيلم المملکة، المجلة العلمية للتکنولوجيا وعلوم الإعاقة، مجلد 2، عدد 4، جامعة بسکرة، الجزائر، ص61- 89. 12 سهام قواسمي، فريدة ايت عيسي (2020)، السينما الثورية في ظل مظاهر السينما الهزلية تحليل فيلم "حسن طيرو"، مجلة العلوم الإنسانية، مجلد 2، عدد 2، جامعة محمد خيضر بسکرة، ص144- 164. 13 سامية إدريس (2021)، السرد الفيلمي بين التخيل والتاريخ: تمثيل الثورة الجزائرية في فيلم خارج عن القانون لرشيد بو شارب، مجلة الخطاب، مجلد 16، عدد 2، کلية الآداب واللغات، جامعة مولود معمري تيزي وزو، ص303- 328. 14 عبد الله عبد الرحيم محمد (2015)، التحليل السيميائي للأفلام الوثائقية لثورة 25 يناير المصرية في موقع اليوتيوب، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة جنوب الوادي، کلية الآداب بقنا، قسم الأعلام. 15 بلال بريري (2017)، التحليل السيميائي للصور الصحفية المصاحبة لقضايا الارهاب في الصحف المصرية اليومية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة جنوب الوادي، کلية الآداب بقنا، قسم الأعلام. 16 دعاء أحمد (2018)، التحليل السيميولوجي لأفلام الرسوم المتحرکة العربية والامريکية وانعکاسها علي الوعي الثقافي، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة جنوب الوادي، کلية الآداب قنا، قسم الأعلام. 17 رانيا احمد (2018)، سيميائية الرموز والافکار الماسونية في فيلم الماعز الأليف علي اليوتيوب، المجلة العلمية لبحوث الإعلام وتکنولوجيا الاتصال، جامعة جنوب الوادي، کلية الآداب قنا، قسم الإعلام، العدد الرابع، ص(70- 88). 18 محمد حسين عيسي (2018)، سيميائية الصورة الفوتوغرافية في الملصق السينمائي، مجلة العمارة والفنون، جامعة 6 أکتوبر، العدد 10، ص 538- 555. 19 فاطمة جيلالي (2020)، معالجة السينما الوثائقية لظاهرة التنظيمات الإسلامية المسلحة: تحليل سيميولوجي لفيلم وثائقي جهاد سلفي، مجلة دراسات وأبحاث، مجلد 12، عدد 2، جامعة الجلفة، الجزائر، ص348- 366. 20 إکرام محمود سيد (2020)، سيميائية الصورة في الخطاب الصحفي لقضايا التنمية في مصر: دراسة سيميولوجية لعينة من الرسائل البصرية في موقعي مجلتي إفريقيا بزنس وجلوبال فايناتس، المجلة العلمية لبحوث الصحافة، العدد 19، کلية الإعلام، جامعه القاهرة، ص195- 240. 21 نفيسة نايلي (2021)، جماليات توظيف المشاهد التمثيلية "الدوکودراما" في السينما الوثائقية: تحليل سيميولوجي للفيلم الوثائقي الجزائري "ليلة النار"، مجلة العلوم الإنسانية، مجلد8، عدد1، جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي، ص261- 279. 22 Jaques Aumont, Michel Marie (1989), L'analyse des films, Nathan Universite', paris, p07. 23 إبرير بشير (2008)، الصورة في الخطاب الإعلامي، "دراسة سيميائية فى تفاعل الأنساق اللسانية والإيقونية"، الملتقي الدولي الخامس السيمياء والنص الأدبي، جامعة عنابة، الجزائر، ص 5. 24 انتصار ابراهيم عبد الرازق (2011)، صفد حسام الساموک، الإعلام الجديد: تطور الأداء والوسيلة والوظيفة، الدار الجامعة للطباعة والنشر والترجمة، العراق، الطبعة الاولي، ص 104. 25 جاب الله أحمد، مرجع سابق، ص 4. 26 وائل برکات، مرجع سابق، ص 56. 27 نفس المرجع سابق، ص 62. 28 سعيد بنکراد (2015)، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط1، ص 29. 29 لخذاري سعد (2020)، نظرية التأويل في النقد المعاصر، مجلة إشکالات في اللغة والادب، جامعة اکلي محند أولحاج، قسم اللغه والأدب العربي، بالبويرة، الجزائر، مجلد 9، عدد 1، ص 312. 30 ميجان الرويلي، سعد البازعي (2002)، دليل الناقد الأدبي، المرکز الثقافي العربي، لبنان، ط3، ص93،94. 31 عزت السيد أحمد (2012)، حدود التأويل، کلية الآداب والعلوم الإنسانية، مجلة جامعة دمشق، المجلد 28، ع1، ص520. 32 نصر حامد أبو زيد (2005)، إشکالية القراءة وآليات التأويل، المرکز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط7، ص20. 33 هانس غيورغ غادامير (2006)، فلسفة التأويل، الأصول، المبادئ، الأهداف، تر: محمد شوقي الزين، منشورات الأختلاف، ط2، الجزائر، ص 25. 34 خيرة حمر العين (2010)، الشعرية وانفتاح النصوص تعددية الدلالة ولا نهائية التأويل، مجلة الخطاب، ع6، منشورات مخبر تحليل الخطاب، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، ص11. 35 ميجان الرويلي، سعد البازعي، مرجع سابق، ص 89. 36 بول ريکور (2005)، صراع التأويلات، دراسة هيرمنيوطيقية، تر: منذر عياشي، دار الکتاب الجديدة المتحدة، ط1، ص44. 37 أمبرتو إيکو (2005)، السيميائية وفلسفة اللغة، ترجمة: د. أحمد الصمغي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، ط1. 38 أمبرتو إيکو (2001)، الأثر المفتوح، ترجمة: عبد الرحمن بو علي، دار الحوار للنشر والتوزيع، اللاذقية سوريا، ط2. 39 عزت السيد أحمد، مرجع سابق، ص520، 521. 40 بلقاسم دقة (2003)، علم السيمياء في التراث العربي، مجلة التراث العربي، اتحاد الکتاب العرب، دمشق العدد 91، ص68- 69. 41 سعيد بنکراد (2015)، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط3، 2012، ص61. 42 عارف معروف الداوودي، سيميولوجيا دلالة الاشياء على المتلقي ونظم الاتصال والدلالة في الدراما والأفلام الکردية، الفنون التطبيقية، جامعة حلوان، مصر، ص5، متاح على موقع http://anfasse.org/index.php/2010 43 سعيد بنکراد، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، مرجع سابق، ص65. 44 فردينان دو سوسور (1985): علم اللغة العام، ترجمة: الدکتور يوئيل يوسف عزيز، مراجعة: د مالک يوسف المطلبي، دار افاق عربية، بغداد، ص34. 45 عارف معروف الداوودي، مرجع سابق، ص4. 46 محمود إبراقن (2001)، علاقة السيميولوجيا بالظاهرة الاتصالية، مرجع سابق، ص53، 54. 47 جاب الله أحمد، مرجع سابق، ص1. 48 رولاند بارت (1987)، مبادئ في علم الأدلة، ترجمة: محمد بکري، دار الحوار للنشر والتوزيع، سوريا، ط2، ص29. 49 جميل حمداوي (1997)، السيموطيقا والعنونة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مقال بمجلة عالم الفکر، مجلد 25، العدد 3، الکويت، ص91-92. 50 جميل حمداوي، مرجع سابق، ص92. 51 باية سيفون (2015)، مطبوعة في مقاس السيميولوجيا "محاضرات في السيميولوجيا" موجهة لطلبة السنة الثالثة LMD إعلام واتصال، جامعة محمد بوضياف بالمسيلة، کلية العلوم الانسانية والاجتماعية، الجزائر، ص 19. 52 جميل حمداوي، مرجع سابق، ص92. 53 باية سيفون، مرجع سابق، ص15. 54 جميل حمداوي ، مرجع سابق، ص 95. 55 السينما الإيرانية إبداع متواصل في مسلسل نبي الله سليمان، وکالة أهل البيت للأنبياء – ابنا، متاح علي موقع: http://ar.abna24.com/163393/print.html 56 مراد بوشخيط (2016)، منهج "التحليل الفيلمي" من النظرية إلي التطبيق کيف نقرأ فيلمًا سينمائيًا وفق شبکة القراءة الفيلمية، مجلة الاتصال والصحافة، المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام، الجزائر، مجلد 3، العدد 5، ص 97،98. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
References | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1 وائل برکات (2002)، السيميولوجيا بقراءة رولاند بارت، مجلة جامعة دمشق، المجلد 18، العدد الثاني، ص 56. 2 فيصل الأحمر(2010)، معجم السيميائيات، الدار العربية للعلوم ناشرون، الجزائر، ط1، ص 109. 3 فايزة يخلف (2012)، سيميائيات الخطاب والصورة، دار النهضة العربية، بيروت، لبنان، ط1، ص130، 131. 4 Yi ren Hao, 2012. The Ever- changing roles of Chinese women in society : A Content Analyses and Semiotic Analysis of some Contemporary Chinese films . Ma.s Thesis, University of Ottawa, Department of communication, available online URL
https://www.semanticscholar.org/paper/The-Ever-changing-Roles-of-Chinese-Women-in-A-and-Hao/595e28219afbc95c7c48f5d849725189ef1603d7
5 Antonio D'Alfonso (2012). I Could Have Been a Contender: A Semiotic Analysis of Representative Films on Italians Outside Italy. PhD Thesis, University of Toronto, Department of Italian Studies, Available online URL http://hdl.handle.net/1807/32691.
6 ساره خليفة (2016)، صورة المراة المعنفة في السينما الجزائرية دراسة سيميولوجية لفيلم وراء المرأة، مذکرة ماجستير منشورة في قسم علوم الإتصال والإعلام، کلية العلوم الاجتماعية والانسانية، الجزائر. 7 بزاز روميسة (2016)، صورة الطفل في السينما الثورية الجزائرية تحليل سيميولوجي لفيلم أولاد نوفمبر، مذکرة ماجستير منشورة في قسم علوم الاتصال والإعلام، کلية العلوم الاجتماعية والانسانية، الجزائر. 8 مصطفي سحاري ونفيسة نايلي (2018)، الطرح الفيلمي لجرائم فرنسا في الجزائر دراسة تحليلية نصية لفيلم معرکة الجزائر، المجلة العلمية لجامعة الجزائر 3، المجلد 6، العدد 11، ص51- 67. 9 ريهام علي محمد (2018)، صورة المرآه في السينما المصرية تحليل سوسيولوجي لعينة من أفلام المخرجة إيناس الدغيدي، مجلة البحث العلمي في الآداب، جامعة عين شمس بالقاهرة، الجزء السابع، العدد 19، ص 252- 266. 10 فاطمة الزهراء دحدوح (2018)، صورة البطل في السينما الجزائرية الثورية دراسة تحليلية لفيلم زبانة للمخرج سعيد ولد خليفة، مذکرة ماجستير منشورة في قسم علوم الاتصال والإعلام، کلية العلوم الانسانية والاجتماعية، الجزائر. 11 أم السعود براهيمي وأخرون (2020)، أبعاد الإرهاب في السينما الأمريکية: تحليل سيميولوجي لبعض الصور السينمائية من فيلم المملکة، المجلة العلمية للتکنولوجيا وعلوم الإعاقة، مجلد 2، عدد 4، جامعة بسکرة، الجزائر، ص61- 89. 12 سهام قواسمي، فريدة ايت عيسي (2020)، السينما الثورية في ظل مظاهر السينما الهزلية تحليل فيلم "حسن طيرو"، مجلة العلوم الإنسانية، مجلد 2، عدد 2، جامعة محمد خيضر بسکرة، ص144- 164. 13 سامية إدريس (2021)، السرد الفيلمي بين التخيل والتاريخ: تمثيل الثورة الجزائرية في فيلم خارج عن القانون لرشيد بو شارب، مجلة الخطاب، مجلد 16، عدد 2، کلية الآداب واللغات، جامعة مولود معمري تيزي وزو، ص303- 328. 14 عبد الله عبد الرحيم محمد (2015)، التحليل السيميائي للأفلام الوثائقية لثورة 25 يناير المصرية في موقع اليوتيوب، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة جنوب الوادي، کلية الآداب بقنا، قسم الأعلام. 15 بلال بريري (2017)، التحليل السيميائي للصور الصحفية المصاحبة لقضايا الارهاب في الصحف المصرية اليومية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة جنوب الوادي، کلية الآداب بقنا، قسم الأعلام. 16 دعاء أحمد (2018)، التحليل السيميولوجي لأفلام الرسوم المتحرکة العربية والامريکية وانعکاسها علي الوعي الثقافي، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة جنوب الوادي، کلية الآداب قنا، قسم الأعلام. 17 رانيا احمد (2018)، سيميائية الرموز والافکار الماسونية في فيلم الماعز الأليف علي اليوتيوب، المجلة العلمية لبحوث الإعلام وتکنولوجيا الاتصال، جامعة جنوب الوادي، کلية الآداب قنا، قسم الإعلام، العدد الرابع، ص(70- 88). 18 محمد حسين عيسي (2018)، سيميائية الصورة الفوتوغرافية في الملصق السينمائي، مجلة العمارة والفنون، جامعة 6 أکتوبر، العدد 10، ص 538- 555. 19 فاطمة جيلالي (2020)، معالجة السينما الوثائقية لظاهرة التنظيمات الإسلامية المسلحة: تحليل سيميولوجي لفيلم وثائقي جهاد سلفي، مجلة دراسات وأبحاث، مجلد 12، عدد 2، جامعة الجلفة، الجزائر، ص348- 366. 20 إکرام محمود سيد (2020)، سيميائية الصورة في الخطاب الصحفي لقضايا التنمية في مصر: دراسة سيميولوجية لعينة من الرسائل البصرية في موقعي مجلتي إفريقيا بزنس وجلوبال فايناتس، المجلة العلمية لبحوث الصحافة، العدد 19، کلية الإعلام، جامعه القاهرة، ص195- 240. 21 نفيسة نايلي (2021)، جماليات توظيف المشاهد التمثيلية "الدوکودراما" في السينما الوثائقية: تحليل سيميولوجي للفيلم الوثائقي الجزائري "ليلة النار"، مجلة العلوم الإنسانية، مجلد8، عدد1، جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي، ص261- 279. 22 Jaques Aumont, Michel Marie (1989), L'analyse des films, Nathan Universite', paris, p07.
23 إبرير بشير (2008)، الصورة في الخطاب الإعلامي، "دراسة سيميائية فى تفاعل الأنساق اللسانية والإيقونية"، الملتقي الدولي الخامس السيمياء والنص الأدبي، جامعة عنابة، الجزائر، ص 5. 24 انتصار ابراهيم عبد الرازق (2011)، صفد حسام الساموک، الإعلام الجديد: تطور الأداء والوسيلة والوظيفة، الدار الجامعة للطباعة والنشر والترجمة، العراق، الطبعة الاولي، ص 104. 25 جاب الله أحمد، مرجع سابق، ص 4. 26 وائل برکات، مرجع سابق، ص 56. 27 نفس المرجع سابق، ص 62. 28 سعيد بنکراد (2015)، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط1، ص 29. 29 لخذاري سعد (2020)، نظرية التأويل في النقد المعاصر، مجلة إشکالات في اللغة والادب، جامعة اکلي محند أولحاج، قسم اللغه والأدب العربي، بالبويرة، الجزائر، مجلد 9، عدد 1، ص 312. 30 ميجان الرويلي، سعد البازعي (2002)، دليل الناقد الأدبي، المرکز الثقافي العربي، لبنان، ط3، ص93،94. 31 عزت السيد أحمد (2012)، حدود التأويل، کلية الآداب والعلوم الإنسانية، مجلة جامعة دمشق، المجلد 28، ع1، ص520. 32 نصر حامد أبو زيد (2005)، إشکالية القراءة وآليات التأويل، المرکز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط7، ص20. 33 هانس غيورغ غادامير (2006)، فلسفة التأويل، الأصول، المبادئ، الأهداف، تر: محمد شوقي الزين، منشورات الأختلاف، ط2، الجزائر، ص 25. 34 خيرة حمر العين (2010)، الشعرية وانفتاح النصوص تعددية الدلالة ولا نهائية التأويل، مجلة الخطاب، ع6، منشورات مخبر تحليل الخطاب، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، ص11. 35 ميجان الرويلي، سعد البازعي، مرجع سابق، ص 89. 36 بول ريکور (2005)، صراع التأويلات، دراسة هيرمنيوطيقية، تر: منذر عياشي، دار الکتاب الجديدة المتحدة، ط1، ص44. 37 أمبرتو إيکو (2005)، السيميائية وفلسفة اللغة، ترجمة: د. أحمد الصمغي، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، ط1. 38 أمبرتو إيکو (2001)، الأثر المفتوح، ترجمة: عبد الرحمن بو علي، دار الحوار للنشر والتوزيع، اللاذقية سوريا، ط2. 39 عزت السيد أحمد، مرجع سابق، ص520، 521. 40 بلقاسم دقة (2003)، علم السيمياء في التراث العربي، مجلة التراث العربي، اتحاد الکتاب العرب، دمشق العدد 91، ص68- 69. 41 سعيد بنکراد (2015)، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط3، 2012، ص61. 42 عارف معروف الداوودي، سيميولوجيا دلالة الاشياء على المتلقي ونظم الاتصال والدلالة في الدراما والأفلام الکردية، الفنون التطبيقية، جامعة حلوان، مصر، ص5، متاح على موقع http://anfasse.org/index.php/2010 43 سعيد بنکراد، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، مرجع سابق، ص65. 44 فردينان دو سوسور (1985): علم اللغة العام، ترجمة: الدکتور يوئيل يوسف عزيز، مراجعة: د مالک يوسف المطلبي، دار افاق عربية، بغداد، ص34. 45 عارف معروف الداوودي، مرجع سابق، ص4. 46 محمود إبراقن (2001)، علاقة السيميولوجيا بالظاهرة الاتصالية، مرجع سابق، ص53، 54. 47 جاب الله أحمد، مرجع سابق، ص1. 48 رولاند بارت (1987)، مبادئ في علم الأدلة، ترجمة: محمد بکري، دار الحوار للنشر والتوزيع، سوريا، ط2، ص29. 49 جميل حمداوي (1997)، السيموطيقا والعنونة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مقال بمجلة عالم الفکر، مجلد 25، العدد 3، الکويت، ص91-92. 50 جميل حمداوي، مرجع سابق، ص92. 51 باية سيفون (2015)، مطبوعة في مقاس السيميولوجيا "محاضرات في السيميولوجيا" موجهة لطلبة السنة الثالثة LMD إعلام واتصال، جامعة محمد بوضياف بالمسيلة، کلية العلوم الانسانية والاجتماعية، الجزائر، ص 19. 52 جميل حمداوي، مرجع سابق، ص92. 53 باية سيفون، مرجع سابق، ص15. 54 جميل حمداوي ، مرجع سابق، ص 95. 55 السينما الإيرانية إبداع متواصل في مسلسل نبي الله سليمان، وکالة أهل البيت للأنبياء – ابنا، متاح علي موقع: http://ar.abna24.com/163393/print.html 56 مراد بوشخيط (2016)، منهج "التحليل الفيلمي" من النظرية إلي التطبيق کيف نقرأ فيلمًا سينمائيًا وفق شبکة القراءة الفيلمية، مجلة الاتصال والصحافة، المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام، الجزائر، مجلد 3، العدد 5، ص 97،98. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Statistics Article View: 516 PDF Download: 1,015 |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||