دور الإدارة البيئية فى تحقيق التنمية المستدامة

المقدمة

     لتنميه هي الغايه لتحقيق طموحات المجتمع وأهدافه ، واذا کانت التنميه من ضرورات المجتمعات المعاصره فهي مطلباً اساسياً للمجتمعات الناميه ، إن العمل علي تحقيق التقدم والرقي وبلوغ زيادIت في معدلات التنميه وإحداث تقدم کبير في مستويات الرفاهيه المعيشيه يعد مسعي کل الدول باختلاف مستواها التنموي ؛هذا التقدم أدى إلى إحداث العديد من الأضرار نتيجه إستخدامات الموارد المتاحه وإستنزافها .

    تواجه الکثير من الدول خاصة النامية کثير من الأزمات والحوادث البيئية التى تؤثر بالسلب على حياة الکائنات الحية على هذا الکوکب ، فالأجيال الحالية إن لم تهتم بالإدارة البيئية وتتبنى مفاهيم التنمية المستدامة والبيئة الخضراء فسوف تظلم الأجيال القادمة وتترک لهم إرثاً خرباً ، ومصر هى إحدى الدول التى تعانى من ظاهرة التلوث البيئى وعلى الرغم من وجود تشريعات خاصة بعملية الضبط البيئى ، إلا أن هناک الکثير من المشروعات خاصة الصناعية لا تهتم بمبادئ التنمية المستدامة أو الإدارة البيئية السليمة. ( أبو سريع ، 2013 : ص86)

أولاً : مشکلة الدراسة :

   مازالت کثير من المشروعات تستخدم معدات وخامات غير صديقة للبيئة ولا تهتم بتقييم الآثار البيئية ، وهى ما أکدته الدراسة الإستطلاعية التى قامت بها الباحثة لعدد من تلک المصانع ، الأمر الذى يؤدى إلي تدهور الوضع البيئي.

ثانيا : أهداف الدراسة :

تهدف تلک الدراسة إلى الکشف عن مدى تطبيق الإدارة البيئية السليمة داخل المنشآت الصناعية الممولة من جهاز تنمية المشروعات لتحقيق التنمية المستدامة ، ووضع بعض التوصيات بهدف تحسين الأداء البيئى لتلک المنشآت.

ثالثا تساؤلات الدراسة :

1-      هل تقوم المشروعات الممولة من الصندوق الإجتماعي للتنمية بإتخاذ الإجراءات الإحترازية للمحافظة علي البيئة؟

2-   هل يقوم الصندوق الإجتماعي للتنمية بتقديم الدعم المالي والفني والخاص بوضع مستويات معقولة لا يحيد عنها مستفيديه لتقديم أداء بيئي معقول .

3-      هل يساعد منع التلوث و تقليل المخلفات بإستخدام تکنولوجيا الإنتاج النظيفة من تحقيق التنمية المستدامة.

رابعا : منهجية الدراسة :

أسلوب الدراسة المکتبية :

إعتمد البحث فى إعداد الإطار النظرى للدراسة على المنهج الوصفي التحليلى من خلال إستقراء مجموعة من المراجع العربية والأجنبية عن موضوع الدراسة.

خامسا :الدراسات السابقة :

     لقد قامت الباحثة بدراسة الدراسات السابقة ، وإستخلصت منها أهمية إستخدام الإدارة البيئية لتحقيق التنمية المستدامة ، والتى أکدت جميع تلک الأبحاث أهميتها للمحافظة على الموارد المحدودة وحفظ حق الأجيال القادمة ، ولقد إختلفت تلک الدراسة عن سابقيها فى أنها قد ذهبت إلى دراسة کيفية تنفيذ آليات الإدارة البيئية داخل المشروعات الصناعية المتوسطة والصغيرة من خلال منع التلوث وتقليل المخلفات بإستخدام تکنولوجيا الإنتاج النظيفة.

الإطار النظرى

تمهيد:

       إن مسؤوليه الانسان في العصر الحاضر تجاه الأجيال القادمة هى مسؤوليه أخلاقيه في المقام الاول ، فالعمل علي تحقيق التقدم والرقي وتحقيق معدلات تنميه کبيرة ، واحداث تقدم کبير في مستويات الرفاهية المعيشيه يعد هدف کل الدول باختلاف مستواها التنموي. (شميس ، 2011: ص62)

    يعتبر نظام الادارة البيئية من أهم الآليات التى تمکن المنشأة من کشف و السيطرة على الآثار البيئية الناتجة عن أنشطة المنشأة (صلاح الدين ، 2009: ص16) ، فمنذ بدايه الثمانينات ظهر لنا العديد من المشکلات البيئيه الخطيره التي باتت تهدد أشکال الحياة فوق کوکب الأرض ، وکان هذا طبيعياً في ظل إهمال التنميه للجوانب البيئية طوال العقود الماضيه. (أبو الفتوح ، 2011: ص103)

بعض المفاهيم الخاصة بمتن الدراسة:

1-      مفهوم الادارة البيئية:

   هى مجموعة من الأساليب الديناميکية الموجهة نحو العمل ، وإتخاذ اجراءات للمساعدة فى صياغة إستراتيجيات لحماية البيئة و صيانتها ، ثم تنفيذ الإستراتيجيات ومراقبتها . (صلاح الدين ، 2009:ص17)

2- مفهوم التنمية المستدامة :

   مفهوم التنميه المستدامة من المفاهيم المسحدثه علي مستوي العالم ، وحتي الان لم يتم التوصل الي تحديد شامل لهذا المصطلح (عباس ، 2010: ص15)، فلقد جاء مفهوم التنميه المستدامة کبديل موسع لمفاهيم تنمويه سابقه ، فقد شهد الفکر التنموي تطورات عديدة وصولاً الي التنميه المستدامة. (عطية ، 2013: ص82)

  التنمية المستدامة هى التي تأخذ في الإعتبار القيود الرئيسية التي تفرضها البيئة علي جهد التنمية والإستخدام الأمثل للموارد وعدم الإسراف فيها. (شاهين ، 2013: ص40،41)

وقد عرف البنک الدولى التنمية المستدامة بأنها " تهتم بتحقيق التکافؤ المتصل الذي يضمن إتاحه نفس الفرص الحاليه للأجيال القادمه ؛ وذلک بضمان ثبات راس المال الشامل أو زيادته المستمرة عبر الزمن". (إسماعيل ، 2016: ص4)

مزايا تطبيق نظام الإدارة البيئية:

فى العقدين الماضيين إزدادت أهمية الأخذ بنظم الإدارة البيئية فقد أدرکت الشرکات أن أنماط الإنتاج والإستهلاک الحالية ليست مستدامة وأن على المنشأة أن تطبق بشکل تدريجى الإعتبارات البيئية فى إستراتيجيتها بعيدة المدى ، فهذا النظام يساعد على تحديد أسباب المشکلات البيئية کما يقدم حلول لهذه المشکلات والقضاء عليها. (عبد العال ،2011: ص92،93)

متطلبات تحقيق الادارة البيئية:

1. التعرف الصحيح على الموارد المتاحة وتبنى مفهوم التنمية المستدامة للمجتمعات .
2. التخطيط السليم للموارد المتاحة لأوجه التنمية المختلفة , لدمج الأبعاد البيئية والإستخدام الرشيد للموارد الطبيعية والبشرية.
3. الشفافية من قبل أجهزة الدولة المختلفة فى عرض المعلومات الخاصة بمکونات البيئة .
4. تفهم الحکومة لدورها فى الحفاظ على الموارد الطبيعية. (علاء الدين ، 2013: ص22)

مزايا تطبيق نظام الإدارة البيئية:

إزدادت أهمية الأخذ بنظم الإدارة البيئية فى العقدين الماضيين فقد أدرکت الشرکات أن أنماط الإنتاج والإستهلاک الحالية ليست مستدامة وأن على المنشأة أن تطبق بشکل تدريجى الإعتبارات البيئية فى إستراتيجيتها بعيدة المدى

فهذا النظام يساعد على تحديد أسباب المشکلات البيئية کما يقدم حلول لهذه المشکلات والقضاء عليها. (عبد العال ،2011: ص92،93)

أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بالإدارة البيئية :

1. تعزيز وعي السکان بالمشکلات البيئية وإحترام البيئة الطبيعية.
2. تحقيق نوعية حياة افضل للسکان تتميز بالرفاهية والمحافظة على حق الأجيال القادمة فى الموارد المتاحة .
3. رسم السياسات التنمويه برؤيه مستقبليه أکثر عدلاً .
4. ضمان وتعزيز جودة التعليم الشامل والعادل وخاصة التعليم البيئى.
5. ربط التکنولوجيا الحديثه بما يخدم أهداف المجتمع البيئية .
6. الاستخدام الکفء والرشيد للموارد الطبيعيه وعدم إهدارها . (المصرى ، 2017: ص65)

مبادئ التنميه المستدامة (مجموعه من المبادئ التي شملها الإعلان العالمي لإستراتيجيات التنميه المستدامة):

ا- التمکين والمشارکه : من خلال مشارکه الفئات المستهدفه في جميع مراحل التنميه .                                                                    ب- عداله التوزيع : يجب ان تکون التکلفه والعائد لإستخدام الموارد والحفاظ علي البيئه مقسم بالعدل بين المجتمعات.                                                       

ج- الإستمراريه: فالتنميه المستدامة يجب أن تلبي حاجات الحاضر وتستمر دون الاخلال بحقوق الأجيال المقبله .                                            

د- تغيير السلوکيات الفرديه والمجتمعيه : تغيير السلوکيات الفرديه والمجتمعيه لملائمه إحتياجات التنميه المستدامة.                                                          

ه- إحترام الثقافات المحلية : فالتنميه المستدامة يجب أن تتلاءم مع ثقافه المجتمع المحلي . (شميس ، 2011: ص72)    

العلاقه بين التنميه وحمايه البيئه في مضمونها علاقه تکاملية حيث سيکون من الضروري :

1. تعديل أنماط الإستهلاک والإنتاج غير المستدام والضار بالبيئة نحو الأنماط صديقة البيئة.
2. تعظيم الإستفادة من الموارد الطبيعية بصوره مستدامة والعمل على منع تدهور البيئه.
3. تعزيز المشارکه الکامله لکل الهيئات الحکوميه وغير حکوميه في عمليه صنع القرار البيئي لتحقيق الإداره المستدامة للموارد والحفاظ عليها للأجيال القادمة . (بکرى ، 2007: ص153)  

يهتم البعد البيئي للتنميه المستدامة بتحقيق هدفين أساسيين وهما : (شميس ، 2011: ص75-79)            -  

1-الحفاظ علي قدرة الأنظمه البيئيه علي تجديد حيويتها.

2-      ترشيد إستخدام موارد البيئه.

نتائج الدراسة:

خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج نستعرضها کالتالى:

1. أقرت الدراسة النظرية أهمية التطبيق السليم لآليات الإدارة البيئية على کل المشروعات خاصة الصناعية منها ، حتى نتمکن من تخفيض الآثار الضارة للملوثات الصادرة عن تلک المشروعات.
2. أهمية الإيمان بأهداف التنمية المستدامة وتحقيق مبادئها ، لکى نحافظ على إرث الأجيال القادمة ونرشد إستخدام مواردنا أملاً فى حماية بقاء وإستمرار الکائنات الحية متضمنة الإنسان.

التوصيات :

1. يجب أن تقوم أجهزة الدولة المختصة بعمل دراسة لتقييم الأثر البيئى للمشروعات الصناعية قبل إصدار موافقات لإنشاء تلک المشروعات ، ويجب زيارة تلک المشروعات بصفة دورية للتحقق من الأضرار البيئية الناتجة عنها.
2. على جهاز تنمية المشرعات الصغيرة والمتوسطة تقديم الدعم البيئى لجميع المشروعات الصناعية المقترضة من خلاله ، على أن يتم هذا الدعم بصفة دورية ومستمرة و ترسيخ أسس الوعي البيئي والتنمية المستدامة من خلال النشرات والتعليمات وفرض العقوبات ، وضرورة المراجعه البيئيه المستمره لتقييم الأثر البيئي وتحسينه.
3. وضع مؤشرات لقياس کفاءة تطبيق آليات الادارة البيئية للهيئات الحکومية وغير الحکومية.
4. أهمية دعم وتشجيع الإستثمار فى التکنولوجيا النظيفة ، وتقديم حوافز مادية ومعنوية لمساندة المشروعات الصناعية للتحول من التصنيع التقليدى إلى التصنيع صديق البيئة والتنمية الخضراء.
5. نشر الوعى البيئى وتنمية روح المسئولية البيئية للمواطنين عن طريق وضع مادة علمية خاصة بالإدارة البيئية والتنمية المستدامة ليتم تدريسها فى الجامعات والمعاهد العليا.
6. مراجعة جميع القوانين الخاصة بالبيئة المعطلة أو التى بها عوار ، وإصدر قوانين أکثر فعالية ومرونة ، والضرب بيد من حديد على المخالفين ، وتنفيذ تلک القوانين على الجميع  بکل مساواه.