النبع الطبيعى للوليد بين القرآن والعلم | ||||
Assiut Veterinary Medical Journal | ||||
Article 5, Volume 54, Issue 116, January 2008, Page 63-67 PDF (383.06 K) | ||||
Document Type: Research article | ||||
DOI: 10.21608/avmj.2008.250169 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Abstract | ||||
المعجزة الأولى: فى قوله تعالى: "يرضعن أولادهن": إنه نداء إلهى مفعم بالرحمة يطلب من کل أم أن تغذى وليدها من لبنها ولا تلجأ إلى غذاء آخر. وهذا النداء الإلهى قد سبق النداء البشرى بأربعة عشر قرناً من الزمان حيث تقره اليوم منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف والأکاديمية الأمريکية لطب الأطفال وتؤکد أن الغذاء التام للطفل هو حليب أمه وأنه أفضل أنواع الغذاء وذلک بسبب الفوائد العظيمة التى اکتشفها العلماء مؤخراً. والأدلة القاطعة على أهمية حليب الأم من خلال الرضاعة تم ذکرها فى سبع سور من القرآن الکريم فى سبع سور لما فى ذلک من تقدير شرعى وبُعد إنسانى لبناء جيل سليم وصحيح وهذه السور هى: البقرة ، النساء ، الحج ، القصص ، لقمان ، الأحقاف ، الطلاق کذلک وردت نفس الأهمية لحليب الأم من خلال الرضاعة فى الأحاديث الشريفة: عن النبى r قال "ليس للصبى لبن خير من لبن أمه" وکذلک قال "جعل الله رزقه من ثدى أمه أحدهما شرابه وفى الآخر طعامه وعن علىّ کرم الله وجهه قال "ما من لبن رضع به الصبى أعظم برکة عليه من لبن أمه وکذلک قال "تخيروا للرضاع کما تتخيروا للنکاح فإن الرضاع يغير الطباع المستدرک وعن عبد الله بن مسعود قال "لا رضاعة إلا ما شد العظم وأثبت اللحم" ولا ننسى هذه الأهمية لرضاعة الطفل من خلال قصة المرأة الحبلى الزانية التى أتت الرسول "r" تائبة ليقيم عليها الحد وقد أمرها r أن تذهب حتى تضع حملها وتقوم بإرضاعه حتى فطامه وبالفعل عادت وفى يدها الصبى وبيده کسرة خبز لتدل للنبى r على أنه فطم ويأکل الطعام وبعدها أقام عليها الحد. حتى أن الفقهاء قد أوجبوا تغذية الرضيع من حليب أمه ما دام فى حاجة إليه وهو فى سن الرضاع وما دامت الأم قادرة. وأهم ما اکتشفته الأبحاث فى حليب الأم من فوائد هو ما يلى: 1 - اللبأ: "السرسوب" يفرز من الثديين خلال القسم الأخير من الحمل والأيام من الثانى حتى الرابع ما بعد الولادة مباشرة ويتميز بلونه الأصفر الليمونى الغامق ذو تفاعل قلوى وکثافة نوعية تتراوح ما بين 1.040 ، 1.060 مقارنة بالکثافة النوعية لحليب الثدى الناضج (1.030) ومجمل الکمية المفرزة منه يومياً 10-40 مل. وعلى حد سواء فإن اللبأ الإنسانى أو البقرى يفوق بعدة مرات حليب الثدى الناضج فى البروتينات والمعادن ويقل فى سکرياته ودسمه. إضافة إلى بعض العوامل المناعية الفريدة "D" المضادة للبکتريا والفيروسات ثم يستبدل هذا اللبأ بعد الأيام القليلة الأولى من الإدرار بحليب الثدى الناضج وذلک خلال الأسبوع الثالث والرابع. کذلک فإن اللبأ يعمل کملين سهل لطيف وهبه الله سبحانه وتعالى للطفل لکى يتخلص من العقى "مادة سوداء لزجة تراکمت بالأمعاء منذ الشهر الخامس من الحمل". 2 - الماء: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء کُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30] صدق الله العظيم ومن المعروف أن جميع العمليات الحيوية تتم فى وجود الماء الذى يسهل من عملية الامتصاص لذا فإن کمية الماء وکمية المواد الصلبة فى الحليبين البقرى والإنسانى هى نفسها تقريباً. 3 - البروتين: ألفا ألبيومين وبيتاجلوبيولين ومعظمها بروتينات نوعية لا توجد فى مکان آخر وتصل نسبته فى الحليب الإنسانى إلى حوالى 1.51% ويشکل الکازين منها 35% يستطيع الرضيع أن يمتصها کاملة بنسبة مائة فى المائة بمدة لازمة للهضم فى 15 دقيقة بينما تصل نسبة البروتين فى حليب البقر إلى حوالى 3.3% ويمثل الکازين منها 80% ولذلک لا يستطيع الطفل أن يمتص هذه الکمية بل يخزنها فى جسده مما يؤدى مستقبلاً لأمراض السمنة وتستغرق عملية الهضم مع حليب البقر أکثر من 60 دقيقة. أى أن هناک توفير فى الوقت والجهد وتشکل البروتينات المصالة 65% فى الحليب الإنسانى. 4 - السکريات: تصل فى حليب الأم إلى 7.65% مقابل 4.5% فى حليب البقر، هذه النسبة الکبيرة من السکريات "اللاکتوز" تسهل تکوين مادة تسمى السرابروزيت حيث تزود الطفل بالطاقة وتدخل فى تکوين جهازه العصبى. تتدرج هذه السکريات فى الزيادة بعد 30-40 ساعة من الولادة. 5 - الدسم: يختلف باختلاف المورد الغذائى للأم. فهول يصل 3.5% ويتکون أساساً من ثلاثى جليسريد اللينوليک والبالمتين والسيترين. ويکون الأولين بنسبة الضعف فى حليب الأم مما يسهل امتصاصه. وخلال الرضعة الواحدة تکون کمية الدسم أکثر فى القسم الأخير من الرضعة مما يؤدى لإشعار الطفل بالشبع فى نهاية الرضعة وينشأ عن هذا الدسم حموضة طيارة تصل 1.3% فقط فى حليب الأم بينما تقارب 9% من دسم حليب البقر. 6 - المعادن: تصل فى حليب الأم إلى 0.515% – 0.525% بمحتوى حديد کاف رغم قلته لأن الحديد المخزن خلال المرحلة الجنينية يعوض الصغير بشکل عام عن احتياجه خلال الأشهر الأربعة الأولى من العمر. کذلک يوجد توازن وتناسب بين الکالسيوم والفوسفور والحديد. وعلى الرغم من ذلک فإن مستوى المعادن فى الحليب البقرى يصل إلى 0.715% إلا أن مستوى الحديد غير کاف. إذن أن إعطاء حليب البقر للطفل فى أيامه الأولى يؤدى إلى انخفاض مستوى الکالسيوم فى دمه وإلى سلبيات أخرى متعددة. 7 - الفيتامينات: يحتوى حليب الأم على نسب کافية من فيتامينات د ، ج وجميع أنواع الفيتامينات الأخرى لحماية الرضيع من لين العظام ـ عدا فيتامين K. 8 - الهرمونات: من خلال دراسة أجراها الباحثون تبين عن وجود هرمونين فى الحليب البشرى لهما خصائص مستقبلية خلال فترة النمو والتطور للرضيع وهما: الهرمون الأول: أديبونکتين أو ليبى و"تفرزه الخلايا الدهنية ويؤثر فى هضم السکر والدهنيات فى الدم وله علاقة بمقاومة الأنسولين والبدانة وکذلک أمراض القلب التاجية. وعلى هذا کلما ارتفع مستوى هذا الهرمون انخفضت الإصابة بهذه الأمراض. وعند تحليل عينات من حليب أمهات متبرعات وجد أن مستوى بروتين أديبونکتين مرتفع عن أى بروتين آخر فى حليب الأم. الهرمون الثانى: اللبتين: ويلعب دوراً هاماً فى تنظيم الدهون فى الجسم وله علاقة بحالتى الامتلاء والشبع ولکنه أقل مستوى من الهرمون السابق. لذا فتغذية الرضيع على حليب الأم لها آثار صحية بعيدة المدى حتى المراحل التالية من حياة الطفل بعد أن يکبر وهذا ما أکدته ليزا مارتن الباحثة بقسم الأمراض الوبائية والإحصاءات الحيوية. 9 - الأجسام المناعية: مثل اللاکتوفيرين ، الماکروفيج والليمفوسيت من المعروف أن الجنين يستمد الأجسام المناعية فترة الحمل وعندما يخرج يکون بحاجة لمناعة إضافية لا يجدها إلا فى حليب الأم حيث هيأها الله للرضيع کمصدر طبيعى للحماية وتشير بعض الدراسات إلى أن جهاز المناعة لدى الطفل الذى يتغذى على حليب الأم ينمو بسرعة وبذلک يساعده خلال الشهور الأولى على حماية أجهزة جسمه من الهجوم الجرثومى المتکرر الذى يتعرض له. والميوسين هو أحد المواد المناعية التى يحتويها حليب الأم لاحتوائه على کثير من البروتينات والکربوهيدرات التى تلتصق بالبکتريا والفيروسات وتزيلها من جسمها نهائياً دون أى تأثيرات جانبية کما هو فى حالة استخدام الأدوية الکيميائية. 10 -المحتوى الجرثومى: يعتبر الحليب وسطاً جيداً لنمو الجراثيم الممرضة. فحليب البقر ملوث. بشکل عام. أما الحليب الإنسانى فاختلفت الآراء فهناک من يؤکد خلوه تماماً من البکتريا وفريق آخر يرى أن الحليب الإنسانى لا يکون بشکل أساسى خالياً من الجراثيم. فقد تدخل الثدى وبأعداد کبيرة بعض مسببات التهاب الثدى بجانب الفيروسات. 11 - قابلية الهضم والإخراج: يتم هضم الحليب الإنسانى بمجهود وزمن أقل مقارنة بالحليب البقرى کما أن المعدة تستطيع أن تفرغ محتواها من حليب الإنسان بسرعة أکبر مما لو کان الحليب بقرى کامل. وقد لوحظ أن کمية البکتريا فى أمعاء الطفل الذى يتغذى على حليب أمه تقل عشرة أمثالها ممن يتغذى على حليب البقر. کما وجد أيضاً أن الطفل الذى يتغذى على حليب البقر يکون بوله وبرازه ذو رائحة کريهة أکثر من الطفل الذى يتغذى على حليب أمه. | ||||
Statistics Article View: 59 PDF Download: 48 |
||||