" التعليم الثانوي الأزهري ودوره فى تنمية قيم الوسطية لدى طلابه- دراسة تحليلية"

 

          كلية التربية

 كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

المجلة التربوية لتعليم الكبار– كلية التربية – جامعة أسيوط

      ======= 

 

 

" التعليم الثانوي الأزهري ودوره فى تنمية قيم الوسطية لدى طلابه- دراسة تحليلية"

 

 

 

إشراف

إعــــــــــــــــــداد

خالد محمود أحمد محمد

 

}     المجلد الرابع – العدد الأول –  يناير2022م {

Adult_EducationAUN@aun.edu.eg

مستخلص الدراسة باللغة العربية

         هدفت الدراسة التعرف إلى دور التعليم الثانوي الأزهري فى تنمية قيم الوسطية لدى طلابه, وکذلک معرفة أثر کل المتغيرات ( الجنس, الصف, القسم ) على متوسطات تقدير عينة الدراسة لهذا الدور, ولتحقيق أهداف الدراسة إتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي مستخدماً استبانة تشمل (62) عبارة موزعة على ثلاثة محاور کالتالي: المحور الأول: دور المعلم ويشمل(البعد المهني للمعلم, البعد الاجتماعي للمعلم, البعد الشخصي للمعلم ), المحور الثاني: دور إدارة المعهد, المحور الثالث دور الأنشطة اللاصفية, وتکونت عينة الدراسة الفعلية من (459) طالباً وطالبة من الصفين الأول والثالث الثانوي بالمعاهد الأزهرية بمحافظة أسيوط للعام الدراسي 2020/2021م, کما قام الباحث بتحليل بعض مقررات المرحلة الثانوية الأزهرية
وتوصلت الدراسة إلى:

أولاً: نتائج الاستبانة

- جاء محور (أدوار المعلم) في الترتيب الأول بينما جاء محور (أدوار إدارة المعهد) في الترتيب الثاني ، وجاء في الترتيب الأخير محور (أدوار الأنشطة) بمتوسط .

- بالنسبة لمحور (أدوار المعلم): جاء بعد (أدوار المعلم الاجتماعية) في الترتيب الأول ,بينما جاء بعد (أدوار المعلم المهنية) في الترتيب الثاني ، وجاء في الترتيب الأخير بعد (أدوار المعلم الشخصية.

- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بحسب متغير النوع .

- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بحسب متغير القسم

- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بحسب متغير الصف

-ثانياً: نتائج تحليل المحتوى

تسهم المقررات بدرجة کبيرة في تنمية قيم الوسطية لدى طلاب المرحلة الثانوية الأزهرية.

الكلمات المفتاحية : " التعليم الثانوي الأزهري -  قيم الوسطية .

 

The study aimed to identify the role of Al-Azhar secondary education in developing the values ​​of moderation among its students, as well as knowing the effect of all variables (gender, grade, section) on the averages of the study sample’s estimation for this role. It is divided into three axes as follows

The first axis: the role of the teacher and includes (the professional dimension of the teacher, the social dimension of the teacher, the personal dimension of the teacher), the second axis: the role of the administration of the Institute, the third axis the role of extra-curricular activities, and the actual study sample consisted of (459) male and female students from the first and third secondary grades in Al-Azhar institutes In Assiut Governorate for the academic year 2020/2021 AD, the researcher also analyzed some of the Al-Azhar secondary school courses

The study found:

First: the results of the questionnaire

- The axis (the roles of the teacher) came in the first rank, while the axis (the roles of the administration of the Institute) came in the second rank, and in the last rank came the axis (the roles of activities) with an average.

- Regarding the axis (teacher roles): it came after (the teacher's social roles) in the first rank, while it came after (the teacher's professional roles) in the second rank, and it came in the last rank after (the teacher's personal roles).

- There are statistically significant differences at the level (0.05) according to the gender variable.

- There are statistically significant differences at the level (0.05) according to the variable of the department.

- There are statistically significant differences at the level (0.05) according to the grade variable

Second: Content analysis results

The courses contribute to a large degree in developing the values ​​of moderation among Al-Azhar secondary school students.

Keywords: Al-Azhar secondary education - moderate values.
مقدمة الدراسة

      يعد التعليم الديني من الأعمدة الأساسية لتنشئة مواطنين صالحين، يحسنون عبادتهم لربهم واستخلافهم في الأرض وتزكية أنفسهم, وفي الوقت ذاتة تقوم المؤسسات التعليمية بالدور الأساسي في تربية الأبناء على أصول صحيحة تراعي مصلحة الوطن والمواطن، وتغرس التربية الدينية الصحيحة بصورة وسطية تراعي مبدأ الوسطية وتؤكد عليه؛ امتثالا لقوله تعالى:﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ١٤٣﴾ [البقرة: 143].                                                                                    

      ويتزايد الاهتمام فى الوقت الحالي بقضية التعليم  الديني ومناهجه للنهوض بها وتحسينها وتطويرها والحفاظ عليها، واعطائها المكانة التى تجعلها قادرة على تنشئة أجيال قادرة على حمل رسالة الإسلام فى مواجهة التحديات، ومواكبة التطورات المجتمعية المتلاحقة والتعايش معها بعقلية مستنيرة واعية تتفاعل وتتفهم واقع مجتمعاتها وآمالها ومستقبلها، وبشخصية تتمسك بهويتها وعقيدتها الإسلامية ولا ترفض الآخر و تتعايش معه فى إطار من مبادئ الحق والعدل والتسامح والسلام .                                      

      وقد فرضت هذا الاهتمام التحديات التى تواجه المجتمع الإسلامى فى الداخل والخارج على حد سواء، فقد ظهرت فى عالمنا الحديث الكثير من الجماعات الإرهابية التى ترفع راية الإسلام وما هى على شئ من الإسلام مثل ما يسمى (جماعات التكفير والهجرة)،(داعش) ،(بوكو حرام) وغيرها من الجماعات التى تكفر الحاكم والمجتمع والقوات المسلحة والشرطة, وتستحل دماء المسلمين وغير المسلمين بغية تحقيق مطامع سياسية أو مادية، كما انتشرت العمليات الانتحارية بكثرة وأصبحت تستهدف الساجدين فى المساجد والمصلين فى الكنائس والأطفال والنساء ظناً من القائمين بذلك أنهم سيفوزون بالجنة.                                                                                                          

      وقد انتشرت وسائل الإعلام المختلفة من قنوات فضائية أو وسائل التواصل الاجتماعي بصورة مذهلة وأصبحت تبث سمومها فى عقول الشباب بفتاوى غير منطقية، ليست صادرة عن دار الإفتاء المنوط بها الإفتاء، فانتشرت الفتاوى التى تكفر وتحرم وتحل إستناداً إلى جهل أو عدم فهم او تأويل أو تحريف لبعض نصوص السنة النبوية المطهرة لتحقيق مطامع سياسية               أو اقتصادية .                    

      وفى ضوء مواجهة هذه التحديات كان لابد من تفعيل وتنمية منهج الأمة الإسلامية ألا وهو منهج الوسطية كما جاء فى القرآن الكريم:ﱡ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ١٤٣﴾             [البقرة: 143].

مشكلة الدراسة   

     عكف الأزهر طيلة السنوات الماضية على تطوير مناهج التعليم الأزهرى وقام بمجهودات كبيرة فى تنقيح المناهج الأزهرية لمواكبة عصرنا الحاضر، وقام بتوضيح العديد من المسائل الخلافية مثل الخلافة والحاكمية، ساعياً بقوة إلى تصحيح صورة الإسلام والمسلمين، مواجهاً التحديات غير المسبوقة التى يمر بها عالمنا المعاصر الذى يعانى من الاضطراب والغموض والأزمات القائمة والمستقبل الباهت.   

وعلى الرغم من هذه المجهودات التى يقوم بها الأزهر إلا أن هناك العديد من الظواهر المرعبة انتشرت بصورة سريعة فى المجتمع الإسلامي جراء الفهم الخاطئ  للدين ونصوصه  فنجد من يحرم على المسلم أن يهنئ جاره أو صديقه المسيحي ويحظر عليه أن يشاركه فرحه أو يعزيه فى مصابه, وهذه الأمور تخالف هدي النبى (صلى الله عليه وسلم) فى حسن معاملة غير المسلمين وبرهم واحترامه لهم، وتخالف القرآن الكريم الذى ينص على أن الله لو أراد أن يخلق الناس على دين واحد أو لغة واحدة لخلقهم كذلك لكنه – سبحانه – شاء أن يخلق الناس مختلفين﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً  وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ١١٨﴾ [هود: 118]                                      

كما انتشرت العمليات الإرهابية بكثرة فى الوقت الحاضر بناءً على تكفير العلماء والحكام والطوائف والشعوب بأكلمها, واستباحة دماء الناس بغير حق, والمؤسف أنها من قبل جماعات ترفع راية الإسلام وهى لاتعرف من الإسلام مثقال ذرة متحَدين الخالق - سبحانه وتعالى- الذى جعل الاعتداء على النفس الواحدة اعتداءً على الإنسانية كلها، قال تعالى﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ٣٢﴾ [المائدة: 32]. 

وفى ظل هذه الظواهر  الخطيرة المنتشرة فقد نادت العديد من الدراسات والمؤتمرات بتفعيل ثقافة الوسطية لمواجهة هذه الظواهر,كدراسة (مروان الفاعورى) والتى أكدت على حاجة المجتمع الفكر الإسلامى المعتدل, وتوضيح مفهوم الوسطية فكراً وأداء ورقابة وتعاملاً وسلوكاً, ودراسة (محمد جابر) والتى هدفت إلى تقويم مناهج التربية الإسلامية  بدولة الإمارات العربية المتحدة فى ضوء معالجتها للتطرف والتعصب والإرهاب, وأوضحت نتائج الدراسة أنه لمواجهة هذه التحديات لابد أن يتضمن المنهج ثقافة الإسلام الوسطية, وغرس مبادئ حسن التعامل مع المخالفين فى الرأى والجنس والعرق والاعتقاد, كما أكد (المؤتمر العام الثالث عشرلمجلس الشئون الإسلامية) على وسطية الإسلام, وأوصى علماء المسلمين بإبراز جوانب الوسطية الإسلامية لمواجهة الأفكار المتطرفة والجماعات الإرهابية.

تساؤلات الدراسة        

حاولت الدراسة الحالية الإجابة عن التساؤلات الأتية:                                                                         

1- ما الإطار الفكري لثقافة الوسطية ؟

2- ما دور التعليم الثانوي الأزهري فى تنمية قيم الوسطية لدى طلابه ؟

3- ما واقع دور التعليم الثانوي الأزهري فى تنمية قيم الوسطية لدى طلابه ؟

4- ما التصور المقترح لتفعيل دور التعليم الثانوي الأزهري فى تنمية قيم الوسطية لدى طلابه ؟                                                                                                                                           

هدف الدراسة     

هدفت الدراسة التوصل إلى تصور مقترح لتفعيل دور التعليم الثانوي الأزهري فى تنمية قيم الوسطية لدى طلابه .

دراسات سابقة

(1) دراسة (إمتنان عبد الرحمن: 2018)^([1])

هدفت الدراسة إلى معرفة فاعلية استراتيجية المعلم في دعم مبدأ الوسطية وتعزيز الأمن الفكري , وتوصلت الدراسة إلى أن واقع ما يمارسه المعلم من استراتيجيات لدعم مبدأ الوسطية وتعزيز الأمن الفكري لا يتلاءم مع التحديات التي تواجه المجتمع الإسلامي, كما أن هناك حاجة إلى نموذج عملي لدعم الوسطية وتعزيز الأمن الفكري يقدم للمعلمين .

(2) دراسة (راضي تركي : 2018م )^([2])

    هدفت الدراسة إلى التعرُّف على دور أعضاء هيئة التدريس في تعزيز قيم الوسطية لدى طلبة جامعة حفر الباطن بالسعودية من وجهة نظر الطلبة، وأوصت الدراسة بضرورة اهتمام أعضاء هيئة التدريس بالجانب الشخص  والثقافي لزيادة دورهم في تعزيز قيم الوسطية لدى الطلبة, وتحفيز أعضاء هيئة التدريس على القيام بدورهم في غرس ثقافة الحوار لدى الطلبة، وذلك عن طريق الانصات لهم واحتوائهم واحترام آرائهم .

(3) دراسة (محمد خلف : 2016م)^([3])

    هدفت الدراسة إلى بيان مفهوم الوسطية ومجالاتها في القرآن الكريم والسنة, وإبراز رفض الشريعة الإسلامية للتطرف والغلو, وأوصت الدراسة بضرورة ترسيخ مبدأ الوسطية ومنهجها لدى الناشئة, ومحاورة الآخر من أجل بيان منهج الوسطية في الإسلام, و توظيف التعليم من أجل إبراز قيم الوسطية.

(4) دراسة (عدنان حمدان ,2014م) ^([4])

     هدفت الدراسة التعرف إلى دور أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية بغزة في تعزيز مبدأ الوسطية لدى طلبتهم وسبل تفعيله وأوصت الدراسة بالتالي :

1- ضرورة التمسك بالقرآن الكريم, والسنة النبوية, والاقتداء بالأنبياء والرسل وبصفة خاصة سيدنا محمد r .

2- ضرورة تحلي عضو هيئة التدريس بالصدق والعدل؛ لإرساء قواعد الاحترام المتبادل بينه وبين طلبته .

(5) دراسة (علي بن عيد ,2012م)^{([5] )}

     هدفت الدراسة إلى معرفة درجة احتواء كتاب الحديث والثقافة الإسلامية لطلاب الصف الثاني الثانوي على قيم الوسطية، وإلى معرفة درجة إسهام كتاب الحديث والثقافة الإسلامية في تعزيز قيم الوسطية لطلاب الصف الثاني الثانوي, وأوصت الدراسة بتنظيم دورات تدريبية للمعلمين والمشرفين حول تعزيز قيم الوسطية لدى الطلاب, تدريب معلمي التربية للعلوم الشرعية الإسلامية على استخدام وسائل التدريس الحديثة التي تعمل على تعزيز قيم الوسطية             لدى الطلاب.

(6) دراسة (صفاء رفعت ،2011)^([6]) 

       هدفت الدراسة إلى التعرف على السمات التي ينبغي توافرها في الأستاذ الجامعي الذي يعزز ويرسخ مبدأ الوسطية .واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي ,واختارت الاستبانة لجمع البيانات حول سمات الأستاذ الجامعي( الشخصية, المهنية, الاجتماعية),  وتوصلت الدراسة إلى ضرورة تزويد أساتذة الجامعات بدليل يحتوي على قائمة بسمات الأستاذ الجامعي الذي يقرر مبدأ الوسطية, و ضرورة نشر ثقافة الوسطية من خلال الإعلام والإنترنت.

 (7) دراسة (ناصر إبراهيم و سعود بن مسير ،2011)^([7])                                                                         

    هدفت الدراسة إلى معرفة مدى توافر ملامح الوسطية في شخصية الأستاذ الجامعي, وتوصلت الدراسة إلى أن ملامح الوسطية تظهر لدى الأستاذ الجامعي بصورة متوسطة, وأوصت بضرورة بناء المناهج الدراسية على أساس من العقيدة والشريعة الإسلامية, و العمل على توضيح المعنى الصحيح للوسطية.

أهمية الدراسة

1- تكمن أهمية الدراسة فى أن تنمية قيم الوسطية وتفعيلها يحقق الاستقرار فى كافة قطاعات المجتمع من الناحية السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية والفكرية.

2- تقدم الدراسة صورة واضحة للتحديات المعاصرة ومواجهة الفكر المتطرف وذلك بتنمية وتفعيل قيم الوسطية كمنهج موحد للأمة .                          

3- تقدم الدراسة تصوراً مقترحاً لتنمية قيم الوسطية وتفعيلها يمكن أن يفيد المسئولين ومتخذي القرار وواضعى المناهج  والقائمين على إعداد وتدريب المعلمين فى تحسين أداء المعاهد الأزهرية الثانوية لكى تقوم بدروها فى تنمية قيم الوسطية .

مصطلحات الدراسة          

الوسطية:                                                                                                              

عرفها (يوسف القرضاوى) بأنها" التوسط أوالتعادل بين طرفين متقابلين أو متضادين ، بحيث لا ينفرد أحدهما بالتأثير ويطرد الطرف المقابل ، ولا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه ويطغى على مقابله"                                                                                                       

يعرفها الباحث إجرائيا بأنها : الإلتزام بالإعتدال فى المعاملات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدينية والفكرية والبعد عن الإفراط والتفريط والغلو والتهاون فى كل الأمور .                              

منهج الدراسة

    استخدمت الدراسة المنهج الوصفى التحليلي القائم على جمع, وتحليل, وتفسير البيانات, والربط بينها, وذلك لمناسبته لطبيعة الدراسة,  بهدف معرفة بعض الحقائق عن واقع قيم الوسطية بالمعاهد الأزهرية الثانوية ،والدور الفعال الذى ينبغى أن تقوم به لتنمية قيم الوسطية.   

أدوات الدراسة

1- تم اعداد وتصميم استبانة للكشف عن واقع الممارسات التى يقوم بها كل من المعلم والإدارة والأنشطة اللاصفية فى تنمية قيم الوسطية لدى الطلاب, اشتملت على(62) عبارة موزعة على ثلاثة محاور كالتالي: المحور الأول: دور المعلم ويشمل(البعد المهني للمعلم, البعد الاجتماعي للمعلم, البعد الشخصي للمعلم ), المحور الثاني: دور إدارة المعهد, المحور الثالث: دور الأنشطة اللاصفية, وتكونت عينة الدراسة الفعلية من (459) طالباً وطالبة من الصفين الأول والثالث الثانوي بالمعاهد الأزهرية بمحافظة أسيوط للعام الدراسي 2020/2021م .

2-  تم اعداد وتصميم استمارة تحليل محتوى لبعض مناهج المواد الشرعية المقررة على المرحلة الثانوية  بالمعاهد الأزهرية للوقوف عل ما تحتويه  تلك المناهج من قيم الوسطية.

حدود الدراسة

1- الحدود الموضوعية:

اقتصرت الدراسة على دور المعاهد الأزهرية الثانوية فى تنمية قيم الوسطية لدى طلابها.

2- الحدود المكانية :

اقتصرت الدراسة فى الجانب الميدانى على بعض المعاهد الأزهرية الثانوية بمحافظة أسيوط.

3-الحدود البشرية:

طُبقت الدراسة على عينة من طلاب المرحلة الثانوية بالمعاهد الأزهرية بمحافظة أسيوط بلغ عددهم (459) طالب وطالبة.

الحدود الزمانية :

 طُبقت الدراسة خلال الفصل الراسي الثاني بالعام الدراسي 2020/ 2021 م.

 خلاصة النتائج

توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها:

-          أن التعليم الثانوي الأزهري يسهم بدور كبير في تنمية قيم الوسطية لدى طلابه من خلال الممارسات التي يقوم بها كلاً من المعلم والإدارة المدرسية إلا أن الأنشطة تسهم بدرجة أقل حيث جاءت النتائج كالتالي:

-          جاء محور (أدوار المعلم) في الترتيب الأول بمتوسط حسابي (2.36)، وبنسبة موافقة (78.7%)، بينما جاء محور (أدوار إدارة المعهد) في الترتيب الثاني بمتوسط حسابي (2.24)، ونسبة موافقة (74.7)، وجاء في الترتيب الأخير محور (أدوار الأنشطة) بمتوسط حسابي (1.90) ونسبة موافقة (63.3%).

-          بالنسبة لمحور (أدوار المعلم): جاء بعد (أدوار المعلم الاجتماعية) في الترتيب الأول بمتوسط حسابي (2.37) وبنسبة موافقة (79.0%)، بينما جاء بعد (أدوار المعلم المهنية) في الترتيب الثاني بمتوسط حسابي (2.36) وبنسبة موافقة (78.7%)، وجاء في الترتيب الأخير بعد (أدوار المعلم الشخصية) بمتوسط حسابي (2.36) وبنسبة موافقة (78.7%).

-          توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بحسب متغير النوع في جميع محاور الدراسة.

-          توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بحسب متغير القسم في جميع محاور الدراسة.

-          توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بحسب متغير الصف في محوري (دور المعلم في تنمية قيم الوسطية لدى الطلاب – دور الأنشطة اللاصفية).

-          لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بحسب متغير الصف في محور (دور إدارة المعهد في تنمية قيم الوسطية لدى الطلاب).

-          كما تسهم المقررات الدراسية بدرجة كبيرة في تنمية قيم الوسطية لدى الطلاب بالمرحلة الثانوية الأزهرية , حيث احتوت المقررات على قيم الوسطية التي تبناها الباحث , وكذلك معالجة بعض الظواهر المناهضة للوسطية, وعلى تصحيح لبعض المفاهيم الخاطئة التي تعوق الوسطية, وكانت النتائج كالتالي:

-          بالنسبة لقيم الوسطية, جاءت قيمة الحوار في المرتبة الأولى, يليها قيمة تقبل الآخر في المرتبة الثانية, يليها قيمة التيسير في المرتبىة الثالثة, يليها قيمة السلام وقيمة التعاون فى المرتبة الرابعة, يليها قيمة التسامح في المرتبة الخامسة, يليها قيمة تعظيم النصوص الشرعية في المرتبة السادسة, يليها قيمة حرية الرأي  في المرتبة السابعة, يليها قيمة التواضع  في المرتبىة الثامنة, يليها قيمة الشورى في المرتبىة التاسعة, يليها قيمة العدل في المرتبىة االعاشرة, يليها قيمة الاعتدال في الإنفاق في المرتبىة الأخيرة

-          بالنسبة لمعالجة بعض الظواهر الخارجة عن الوسطية,جاءت ظاهرة الإرهاب في المرتبىة الأولى, يليها ظاهرة الإفراط في المرتبىة الثانية, يليها ظاهرة التفريط في المرتبىة الثالثة والأخيرة

-          بالنسبة لتصحيح بعض المفاهيم المناهضة للوسطية,جاء مفهوم الحاكمية في المرتبىة الأولى, يليه مفهوم التكفير في المرتبىة الثانية, يليه مفهوم الجهاد في المرتبىة الثالثة, يليه مفهوم الهجرة في المرتبىة الرابعة, يليه مفهوم الخلافة في المرتبىة الخامسة والأخيرة

توصيات الدراسة

وفي ضوء نتائج الدراسة الميدانية توصلت الدراسة إلى تصور مقترح لتفعيل دور التعليم الثانوي الأزهري في تنمية قيم الوسطية لدى طلابه يتضمن أربعة محاور وهي:محور دور المعلم, دور الإدارة, دور الأنشطة, دور المقررات الدراسية, ومنها :

دور المعلم:

-          تأكيد المعلم على مبدأ الحوار الهادف والاستماع للآخرين.

-          تعويد الطلاب على الحوار وقبول الآخر وحرية التعبير، وفق ضوابط الشريعة الإسلامية.

-          أن يكون المعلم قدوة حسنة لطلابه يمثل مجتمعه ويحقق أمنه، ويعمل على تحصين عقولهم ووقايتها من الانحرافات الفكرية والتعرف على مظاهر الانحراف لديهم ومعالجتها, لذا أضحى دوره في تنمية قيم الوسطية والتصدي للانحرافات الفكرية التي قد يتعرض لها الطلاب ضرورة ملحة ومطلب حيوي في ظل الظروف الراهنة والتحديات المتلاحقة في عصر العولمة.

-          حث المعلم طلابه على استخدام العقل المفكر بطريقة صحيحة قادرة على التمييز بين الصواب والخطأ.

-          إقامة ورش عمل تمكن المعلمين من تعديل التصورات الخطأ للمفاهيم الإسلامية المغلوطة عن قيم الوسطية عند المتعلمين.

دور الإدارة :

-          العمل على تعزيز روح المواطنة لدى المعلم.

-          تدريب الطلاب على استخدام المستحدثات التكنولوجية، وحث الإسلام على استخدام كافة الأدوات في سبيل تحصيل المعرفة والعلم، وتنمية وعيهم بفوائد تلك المستحدثات، ومخاطرها التي ترتبط بالانحراف السلوكي لديهم، وبُعدهم عن قيم الوسطية والأخلاق السليمة، ودور الغرب في زعزعة إيمانهم.

-          توجيه وسائل الإعلام المدرسي؛ من مذياع ومسجلات وتلفاز وأجهزة حاسوب وبرمجيات إلكترونية، وشبكات حاسوبية (إنترنت)، وضبط هذه التقنيات الحديثة، والإشراف عليها وما تقدمه من برامج، من أجل حماية الطلاب من الأخطار الناجمة عن سوء استخدامها، وتوجيه هذه التقنيات بما يعمل على تنمية القيم الأخلاقية.

-          تهيئة المناخ والبيئة التعليمية الصالحة التي تساعد المعلم على نشر الأمن والطمأنينة.

-          عقد ندوات ولقاءات تربوية؛ لإبراز محاسن قيم الوسطية المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف وتنميتها لديهم، وعواقب السلوك اللا أخلاقي على البشرية للأفراد والمجتمعات.

-          تهيئة بيئة مناسبة تتوفر فيها مواقف تصلح لممارسة قيم الوسطية، فلا يكفي ترديد المعلومات، إذ لابد من ممارسة وتطبيق عملي لما تعلمه الطلاب، حتى يستفيدوا منه في حياتهم خارج حدود المعهد، وأن يجد فيه التلميذ الفرصة المواتية لتنمية مواهبه وميوله، وتوجيهه إلى الدراسات المناسبة لاستعداداته وقدراته وميوله.

دور الأنشطة:

-          عقد مسابقات تنافسية بين طلاب المعاهد الأزهرية في المرحلة الثانوية تستهدف البحث في التراث الثقافي الإسلامي عن قيم الوسطية.

-          توفير مكتبة إلكترونية تتضمن جميع الكتب التي تدعم قيم الوسطية لدى القراء، من خلال الأعمال التي تظهر الاعتزاز بالإسلام ومكانته في الحضارة الإنسانية، ودوره في بنائها.

-          إصدارصحيفة أو مجلة شهرية تهتم برصد أهم المشكلات والقضايا والأحداث المرتبطة بقيم الوسطية، واقتراح الحلول للتغلب على هذه المشكلات، على أن يشترك في تحريرها كل من الطلاب والمعلمين، ويساهم فيها الطلاب بمقالاتهم وكتاباتهم، ويتم توزيعها على الطلاب باشتراكات رمزية.

دور المقررات الدراسية

-          العمل على تناسب الموضوعات المقررة على الطالب مع عدد الحصص الأسبوعية المخصصة لهذه الموضوعات, بما يتيح الفرصة للمعلم لمناقشة الطلاب ومحاورتهم.

-          العمل على التطوير المستمر للمنهج, لمواكبة المستجدات العصرية التي تطرأ على المجتمع , وما تحمله من ظواهر تحتاج إلى تقويم.

-          احتواء المنهج على حلول للمسائل الدينية الحساسة.

-          مراعاة المنهج للمرحلة العمرية للطالب, وتوفير متطلبات تلك المرحلة.

-          اهتمام المنهج بالتاريخ الإسلامي, وتوضيح عظمته وما يحويه من قيم أخلاقية تصلح لكل زمان ومكان.

-          احتواء المنهج على بعض الأنشطة التي من شأنها تنمية القيم الإسلامية لدى الطالب.

 

المراجع

القرآن الكريم

(1)  إمتنان عبد الرحمن الشهوان, "استراتيجية المعلم في دعم مبدأ الوسطية وتعزيز الأمن الفكري بين الواقع والمأمول" , المجلة الدولية للدراسات التربوية والنفسية ,ع 3,نوفمبر 2018م .

(2)  راضي تركي عذبي الشمري," دور أعضاء هيئة التدريس في تعزيز قيم الوسطية لدى طلبة جامعة حفر الباطن بالسعودية من وجهة نظر الطلبة" مجلة العلوم التربوية والنفسية, مج 2 , ع 16, يونيو 2018 م.

(3)  صفاء رفعت أحمد عبد الله, " سمات الأستاذ الجامعي المتسم بالوسطية", مؤتمر دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي, جامعة طيبة, المدينة المنورة, 6-9 مارس 2011م.   

(4) عدنان حمدان أبوجبر , "دور أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية بغزة في تعزيز مبدأ الوسطية لدى طلبتهم وسبل تفعيله " ,رسالة ماجستير, كلية التربية , الجامعة الإسلامية , غزة , 2014 م .

(5)   علي بن عيد بن أحمد الجهني, " درجة إسهام كتاب الحديث والثقافة الإسلامية في تعزيز قيم الوسطية لطلاب المرحلة الثانوية ", رسالة ماجستير, كلیة التربیة, جامعة أم القرى, المملكة العربیة السعودیة, 2012م .

(6)  محمد خلف بني سلامة," خيرية الأمة الإسلامية في منهجها الوسطي وحاربتها للتطرف والغلو", دراسات علوم الشريعة والقانون,الجامعة الأردنية, مج 43, ملحق4, 2016م.

(7)  ناصر إبراهيم الشرعي و سعود بن مسير البلعاسي,"ملامح الوسطية في شخصية الأستاذ الجامعي" (دراسة ميدانية), مؤتمر دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي, جامعة طيبة, المدينة المنورة, 6-9 مارس 2011م.

(8) يوسف عبد الله القرضاوى، الخصائص العامة للإسلام ،بيروت ،مؤسسة الرسالة ،  ط2، 1983 م.

 

Article View: 307

PDF Download: 242