العمر والنوع وعلاقتهما بالإدراك الاجتماعي لدى الأطفال من عمر 5-11 سنة

 

 

 

      

                            كلية التربية

       كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

مجلة دراسات في مجال الارشاد النفسي والتربوي– كلية التربية– جامعة أسيوط

                    =======

 

 

العمر والنوع وعلاقتهما بالإدراك الاجتماعي

لدى الأطفال من عمر 5-11 سنة

 

 

إعداد

أ.د/ محمد رياض أحمد

أستاذ علم النفس التربوي

كلية التربية – جامعة أسيوط

       أ.م.د/محمد شعبان فرغلي              أ /أسماء عبدالعليم صديق

أستاذ علم النفس التربوي المساعد              باحثة ماجستير كلية التربية – جامعة أسيوط

  كلية التربية - جامعة أسيوط                         (تخصص علم نفس تربوي)

 

           }     المجلد الخامس  – العدد الأول –  يناير  2022م {

https://dapt.journals.ekb.eg

Your username is: ali_salah790@yahoo.com

Your password is: ztu6y8qupw

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى استكشاف العلاقة بين العمر والنوع والإدراك الاجتماعي لدى الأطفال من عمر 5-11 سنة بأسيوط، وتكونت عينة الدراسة الاستطلاعية من 30 طفل وطفلة من تلاميذ رياض الأطفال والمراحل الابتدائية الخمسة الأولى بمدارس محافظة أسيوط، وبلغت العينة الأساسية 50 طفل وطفلة ، واستخدمت الدراسة مقياس الإدراك الاجتماعي إعداد فريق البحث، كما استخدمت تحليلات ومعالجات إحصائية على برنامج SPSS-V16.وقدأشارت النتائج إلى صدق وثبات مقياس الإدراك الاجتماعي ، وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متغير النوع والإدراك الاجتماعي. عدم تحقق صحة الفرض الثالث حيث وجدت فروق دالة إحصائياًترجع إلى أثر التفاعل المشترك بين النوع والعمر في الإدراك الاجتماعي، ويتبين من الجدول أن التفاعل الثنائي بين النوع والعمر يفسر 9,27 من التباين الكلي في درجات المتغير التابع وهو الإدراك الاجتماعي حيث إن قيمة مربع إيتا الجزئي تساوي 279,.

الكلمات المفتاحية : العمر- النوع - الإدراك الاجتماعي – الأطفال .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract

The current study aimed to explore the relationship between age, gender, and social perception among children aged 5-11 years in Assiut. The social perception scale was prepared by the research team, and statistical analyzes and treatments were used on the SPSS-V16 program .

The results indicated the validity and reliability of the social perception scale, and the presence of statistically significant differences between the gender variable and social perception. The third hypothesis was not valid, as there were statistically significant differences due to the effect of the joint interaction between gender and age on social perception, and it is clear from the table that the binary interaction between gender and age explains 9.27 of the total variation in the degrees of the dependent variable, which is social perception, as the value of the Eta square The partial is equal to 279 .

Key words: age, gender, social cognition, children.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة :

تعرف عملية الإدراك عامة على أنها العملية التى تعطى للمدخلات معني كلياً متجانساً . وبهذا المعنى العام فإن عملية الإدراك تغطى أحداثا ضمنية من تمثيل المثيرات الحسية في البداية إلى معالجة الخبرة معالجة منطقية ، وهى بهذا تتضمن مكونات مادية ، ونفسية ، وعصبية ، وحسية ، ومعرفية.

(زهران ، 2004)

وبالتالى فعملية الإدراك عموما تتكون من مرحلتين مترابطتين متتاليتين هما الإحساس والتفسير ، فالإنسان يتلقى المعلومات ويفسرها لكى يسلك سلوكا يتكيف به مع مجتمعه الذى يعيش فيه ، فليس إذن المهم الظروف التى تحيط بالفرد بل الأهم هو كيفية إدراكه                لهذه الظروف.

والإدراك عملية انتقائية نركز فيها انتباهنا على بعض الأشياء التى نعتبرها هامة.

وتعتمد عملية الإدراك على الخبرة السابقة للفرد، فالفرد عندما يتلقى المثيرات المختلفة يحاول أن يفسرها بناء على ما سبق أن مر به من مثيرات مشابهة ، فعملية الإدراك تعتمد على المقارنة بين مثيرها ومثير مشابه له يتخذه الفرد كأساس لهذه المقارنة – إطاراً مرجعياً              (علاقة اتخاذ الفرد للقرار ببعض متغيرات الإدراك الاجتماعي (35) رسالة دكتوراه ، دراسة ميدانية بدولة الكويت –27).

ويعد الإدراك الاجتماعي قدرة جوهرية و أساسية للحياة الناجحة داخل الجماعة بمختلف أنواعها وطوائفها ،وقد أكدت بعض الدراسات أن الإدراك الاجتماعي المبكر علاقة تنبؤية قويه بالإدراك الاجتماعي اللاحق، وبالسلوك أيضا ، والفروق الفردية في الإدراك الاجتماعي يتم ملاحظتها في الطفولة المبكرة ، فالأطفال الأفضل في الإدراك الاجتماعي يعتقد أن لديهم صداقات أفضل ، وتكيفا أفضل في المدرسة ، وقدرة أفضل أيضا على حل النزاعات وبالرجوع إلى التراث النفسي و الأدب البحثي نجد أن هناك علاقة بين الإدراك الاجتماعي وبعض المفاهيم الأخرى كالوعي الأخلاقي ، وفهم السلوك ، والسلوك الاجتماعي الإيجابي ، وقد أشار الباحثين إلى إمكانية التنبؤ بالإدراك الاجتماعي من خلال قراءة الأفكار، التعاطف ؛ويعد فهم معتقدات الآخرين بإعتباره مكون جوهري لفهم الأفكار من خلال نظرية العقل ، وفهم مشاعر الآخرين مكون جوهري للتعاطف (Hughes,2011,210).

يعرف حسن الزعلون الإدراك الاجتماعي (2001، 88 ) بأنه " هو عملية يتم بواسطتها فهم وتفسير المنبهات الاجتماعية التي تصلنا من البيئة الاجتماعية وعادة ما تعتمد على مشاعرنا وقيما واتجاهتنا" ، ومعنى ذلك أنه إذا كان لدى الطفل مشكلة في الإدراك الاجتماعي فإن ذلك قد يؤدي إلى ضعف في اللغة البرجماتية .

 ومن الملاحظ أن من العوامل المؤثرة على اللغة العمر والنوع فنجد هناك فروقا فردية حتى في بداية الكلام لدى الإناث والذكور و اختلاف في مدى فهم واستخدام اللغة في التواصل الاجتماعي مع اختلاف العمرKesli,Y. 2006)).

كما أوضحت بيداء (2019) انه يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الادراك الاجتماعي لدى اطفال الرياض وفق متغير النوع لصالح الإناث وهذه النتيجه تتطابق مع دراسة (عطية ، 2001).

ووجد فيدلر(1961) ان هناك أثر للعمر الزمني والفروق الجنسية على عملية الإدراك الاجتماعي ، وتبين منها: -تتأثر عملية الإدراك الاجتماعي بالاختلافات الجنسية في حين أن العمر الزمنى يؤثر فقط على إدراك صورة الذات.

-تزيد دقة الإدراك الاجتماعي بزيادة العمر.

-تميل الإناث إلى إدراك الآخرين بصورة أفضل مما هم عليه فعلا ، بينماالذكور يميلون إلى عكس ذلك .

 إن تفاعل الأقران والتواصل الاجتماعي يزداد زيادة كبيرة من ستة إلى تسع            سنوات من العمر وبالفعل فإن التواصل الاجتماعي مع الأقران في مرحلة الطفولة             بدلا من تفاعلات الكبار مع الأطفال له جوانب مهمة في النمو خلال فترة المراهقة الحرجة (Florey&Greene,2008).

   وفي ضوء ذلك دعت الحاجة إلى معرفة الإدراك الاجتماعي والعوامل المؤثرة علية مثل النوع والعمر.

مشكلة الدراسة :

يمر مجتمعنا الحالي بمرحلة تغير كبيرة في جميع مجالات الحياة الثقافية والاجتماعية و الاقتصادي فقد انتج هذا التغيير عدة انماط سلوكية لدى مختلف الافراد مما يقتضي على الفرد في الحياة الاجتماعية اليومية التكيف معها وعند عدم تقبلها تؤدي الى مشكلات اجتماعية ، وان التعرف او الكشف عن المشكلات ومنها ما يتعلق بالادراك الاجتماعي لدى الاطفال بوقت مبكر يقي ويقلل من حدوث مضاعفات تترك اثار مستقبلية عليهم مثل عدم الثقة بالنفس وظهور مركب الشعور بالنقص والانانية وكذلك العدائية في علاقاتهم مع الاخرين داخل محيط      الاسرة والروضة.

لذا فان وضع الحلول لمشكلات الاطفال تعد مطلبا رئيسيا لاي مجتمع ، فالطفل جزء من المجتمع ، وينتظره دور مهم في بنائه وتطويره لاسيما ان كان فردا حسن التوافق في علاقاته الاجتماعية مع الاخرين الاانه في حال تعذره عن اقامة علاقات اجتماعية متوافقة مع الغير فهذا يعد مؤشرا على فشله في جانب الادراك الاجتماعي (الليل ، 1993 : 189 ).

ومن خلال نظرية العزو للعالم (هايدر ، 1958) والذي يذكر ان جزء مهما من الإدراك الاجتماعي هو التفسيرات السببية التي يتوصل اليها الفرد لسلوك الآخرين ولسلوكه هو ،اي ان تأثير إدراكاتنا لبعضنا لا يقتصر على تكون الانطباع و إنما يتضمن تفسيرات سببية لسلوكنا وقد شبه هايدر الفرد الإنساني بالعالم الغر الذي يفكر في أسباب سلوك الآخرين وسلوكه هو ويجمع معلومات متنوعة للتوصل إلى تفسيرات سببية لهذا السلوك وبغض النظر عن صحة او خطأ هذه التفسيرات فإنها تؤثر في ردود افعال الفرد وقراراته و أحكامه كما ان هذه التفسيرات تخدم وظيفة حيوية لتعامله مع متطلبات بيئية ، و أهم فكرة ابرزها هايدر في تحليله للانسان هو تقسيمه للعزو إلى داخلى (شخصي او غير موقفي ) وخارجي (غير شخصي موقفي) وان عزو محصلة ادراكاته للقوى الخارجية او البيئية وللقوى الداخلية (العنزي ، 2011: 142-143).

وهنا يظهر تساؤل حول طبيعة الإدراك الاجتماعي من حيث انه فطري او موروث ، حيث تقوم نظرية الحدس على ثلاثة فروض أساسية هي :

-            أن الإدراك الاجتماعي فطري أو موروث فالتعبيرات والملامح الخارجية للوجه وعمليات التعرف عليها فطرية ولا دخل للعوامل البيئية فيها.

-            إن الإدراك الاجتماعي ذو طبيعة كلية ، حيث يدرك الفرد الآخرين ككل وليس كأجزاء مستقلة.

-            إن الإدراك الاجتماعي يتم بشكل مباشر (بدير ، 2016).

وبناءا على هذه الفروض حاول( بدير ،2016)الكشف عن فاعلية برنامج إرشادي في تنمية الإدراك الاجتماعي الايجابي بين الأطفال العاديين وذوي الإعاقة العقلية البسيطة في فصول الدمج ، تكونت عينة من (80)طفلا من العاديين وذوي الإعاقة العقلية البسيطة في فصول الدمج ، تتراوح أعمارهم ما بين (9-12) تم تقسيمهم إلى أربع مجموعات: الأولى مجموعة تجريبية (أ)(10بنين– 10إناث )أطفال عاديين والثانية ضابطة (أ)(10 بنين – 10 إناث) أطفال عاديين ، ثالثة مجموعة تجريبية (ب)(10 بنين – 10 إناث)أطفال معاقين عقليا ، رابعة ضابطة(ب) تضم (10 بنين – 10 إناث)أطفال معاقين عقليا ، وتكونت أدوات الدراسة من استبان الإدراك الاجتماعي الايجابي (إعداد الباحث) والبرنامج الإرشادي (إعداد الباحث)، وأظهرت النتائج فاعلية البرنامج الإرشادي في تنمية الإدراك الاجتماعي الإيجابي لدى الأطفال ذوي الإعاقة العقلية البسيطة في فصول الدمج.

يعد الإدراك الاجتماعي عملية سلوكية إنتقائية اختيارية هادفة تتأثر بالخبرة السابقة حيث يقارن فيها الفرد بين مفهومه عن ذاته ومفهومه عن فرد أخر- متخذا من ذاته إطارا مرجعيا في هذه المقارنة أو متخذا من ذات مماثلة مشابهة لذاته إطارا مرجعيا في هذه المقارنة.

وبالرجوع للدراسات السابقة نجد اختلافا بينهما في تحديد الإطار المرجعي الذي يتخذه الفرد في إدراكه للآخرين .

ففي تعريف دايموند سنة 1948 الذي يعرف الإدراك الإجتماعي بأنه قدره الفرد أن يضع نفسه مكان الأخرين ليتسنى له أن يرى الأمور من وجهات نظرهم وأن يدرك أحوالهم النفسية و أن ينفذ إلى مشاعرهم و حاجاتهم وهو ما يسمي بالقدرة على الاستشفاف الوجداني نجد أن الإطار المرجعي هو مفهوم الفرد عن ذاته.

واوضحت دراسة (Rule & Others;1974) أن معرفة الادراك الاجتماعي للاطفال من خلال ردود افعالهم بعمر (6،9،12) سنه ولكلا الجنسين ، وكانت أداة الدراسة هي إجراء المقابلة وطرح اسئلة موجهة للاطفال يطلب منهم تقويم العمل الذي يقوم به اقران لهم من نفس الجنس ببدائل ثلاثة اما سلوك وسيلي مقبول اجتماعيا او وسيلي للحصول على اشياء معينة او بدافع شخصي (عدواني) واشارت النتائج إلى ان معظم الاطفال ومن كلا الجنسين قد اكدوا على ان العدوان المرتكب بقصد يعد اكثر سوء من البديلين الاخرين ، واظهروا جميع الاطفال احكاما مختلفة تجاه المعلومات الغامضة .

وتهدف دراسة ( عطية2001 ) للتعرف على كيفية إدراك الطفل لعلاقاته الاجتماعية بالأفراد المحيطين به ، و إدراكه لتلك العلاقات تبعا لاختلاف العمر والنوع (ذكور ، اناث) ، وشملت عينة الدراسة (119) طفل من الذكور والاناث في محافظة الاسكندرية واعتمدت الباحثة مقياس شبكة العلاقات الاجتماعية تأليف ( Wyndel Furman ( بعد أن ترجمته إلى العربية وقد استخدمت الوسائل الاحصائية ، وتم التأكد من الكفاءة السيكومترية للأداة المستعملة وقد توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية وفق متغير العمر والنوع في مقياس شبكة العلاقات الاجتماعية .

وتتضح مشكلة الدراسة الحالية في محاولة الإجابة على التساؤل التالي :ما علاقة العمر والنوع بالإدراك الاجتماعي لدى الأطفال من 5-11سنة؟

أهداف الدراسة :

- بحث أثر كل من العمر والنوع في الإدراك الاجتماعي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5- 11 سنة مع تحديد أي من هذه المتغيرات له أفضلية القدرة على التنبؤ بتطور هذه المهارات عند الطفل .

-بحث أثر التفاعل الثنائي.

أهمية الدراسة :-

- الوقوف على الأسباب والمتغيرات التي يمكن أن تؤثر على الأطفال في المشكلات السلوكية .

- الكشف المبكر عن مظاهر اضطرابات الإدراك الاجتماعي والذي يعود بالإيجاب على التدخل المبكر لتفادي المشاكل الناتجة عن هذه الاضطرابات .

- استخدام مقياس للإدراك الاجتماعي تم إعداده.

مصطلحات الدراسة:

الإدراك الاجتماعي :social perception

الادراك الاجتماعي هو إدراك الآخرين وترتيبهم في اصناف ثقافية لها معنى مع الوعي الكلي بمكانتهم وادوارهم وان الإدراك الاجتماعي على تنوع فهمه قد اكد ان الانسان كائن اجتماعي خلق ليعيش وسط جماعة لان الشخص لا ينشأ من فراغ اذ لابد من وجود            الاخرين لكي يتفاعل معهم كما ان نمو الإنسان لا يتحقق الا في وجود وسط بيئي معين (الاشول ،1999).

ويعرفه هايدر (1971):على انه عملية يُكون فيها الفرد انطباعاته عن الآخرين المحيطين به استنادا إلى خصائصه الشخصية.

والعتوم (2004): محاولة فهم دوافع سلوك الآخرين في المواقف الاجتماعية والتعرف على الأسباب الحقيقة التي تدفعهم للتصرف بالطرائق التي يتصرفون بها .

ويعرفه (Kreitner&Kinicki,2007;207) بأنه عملية فهم الاطفال لأنفسهم والآخرين الذين يتعاملون معهم وإدراك كيفية تفاعلهم مع بعضهم البعض.

ويعرفه معتز عبدالله وعبداللطيف خليفة(2011)على أنه عملية تكوين انطباعات عن الآخرين وتقويمهم والحكم على سلوكهم وخصالهم (سواء فيما يتعلق بمشاعرهم أو مقاصدهم وشخصياتهم أو استعداداتهم)، كما أنه يتضمن وعي الفرد للأشخاص الآخرين وتصنيفهم في فئات ذات معنى (كأن يصنف الفرد الآخرين على أساس المظهر الجسمي،أو ملامح الوجه، أو على أساس بعض المتغيرات النفسية كالعداوة والكراهية مقابل التسامح والحب).

التعريف الإجرائي للإدراك الاجتماعي:

يمثل فهم الأطفال لأنفسهم وأفكار وحركات ومقاصد و آراء الآخرين ويختلف هذا الإدراك بإختلاف بيئاتهم ،كما يشير الإدراك الاجتماعي إلى القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعي والانتباه للتعليمات .

فروض الدراسة :

- يختلف الإدراك الاجتماعي لدى أفراد العينة الأساسية بإختلاف النوع ذكور- إناث.

- يختلف الإدراك الاجتماعي لدى أفراد العينة الأساسية بإختلاف العمر(5-6،6-7،7-8،8-9،10-11).

- لا يوجد أثر دال إحصائياً للتفاعل الثنائي بين المتغيرين المستقلين (النوع والعمر) في الإدراك الاجتماعي.

إجراءات الدراسة :

أولا: عينة الدراسة

-العينة الاستطلاعية

بلغ عدد أفراد العينة الاستطلاعية 30 طفل وطفلة من تلاميذ مدارس محافظة أسيوط من رياض الأطفال والمراحل الإبتدائية (أولى ، ثانية ، ثالثة ، رابعة ، خامسه) للمدارس الحكومية و التجريبي والخاصة

حيث قام فريق البحث بتوضيح البحث وشرح المقياس للمعلمات والمعلمين والأخصائي الاجتماعي ومن ثم تطبيق أدوات الدراسة والمتمثلة في : مقياس الإدراك الاجتماعي .

-العينة الأساسية

اشتملت العينة الأساسية على 50 طفل وطفلة للأطفال العاديين من تلاميذ              مدارس محافظة أسيوط الحكومية والخاصة من رياض الأطفال و المراحل الإبتدائية ما عدا الصف السادس.

ثانيا – أدوات الدراسة

-مقياس الإدراك الاجتماعي :               إعداد /فريق البحث

تم إعداد هذا المقياس لقياس الإدراك الاجتماعي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 5-11سنة خلال تفاعلات الأقران ضمن السياقات الطبيعية.

-وصف المقياس:

يشتمل المقياس على 26 فقرة ومتدرج لثلاث مستويات (يلاحظ دائما ، يلاحظ أحيانا ، نادرا ما يلاحظ) الممثلة في ثلاثة أعمدة لكل فقرة من فقرات المقياس .

تطبيق المقياس:

يقوم بتطبيق المقياس معلم الفصل بحيث يقوم بقراءة العبارات جيداً ثم يحدد درجة انطباق كل عبارة على الطفل

زمن المقياس :

المقياس غير محدد بزمن معين وعلى الملاحظ أن يجيب على جميع عباراته بغض النظر عن الزمن الذي استغرقه في الإجابة على المقياس .

تقدير درجات المقياس :

تكون الإجابة على المقياس وفقا لمقياس متدرج لكل عبارة يتكون من ثلاث مؤشرات هي: يلاحظ دائما،يلاحظ أحيانا ،نادرا ما يلاحظ ومن ثم العبارات الإيجابية في المقياس تقدر درجتها على النحو التالي (1،2،3) على الترتيب مع المؤشرات ،أما العبارات السلبية و أرقامها هي (23) فتقدر درجاتها على النحو التالي (3،2،1) على الترتيب مع المؤشرات  ثم يتم حساب الدرجة الكلية للفرد على المقياس من خلال جميع الدرجات التي يحصل عليها المفحوص من تقديرات الملاحظ بالنسبة للعبارات الإيجابية والسلبية معا ، وبهذا تساوى أقصى درجة على المقياس78 وأدنى درجة على تساوي26، وتدل الدرجة المرتفعة على مهارات الادراك الاجتماعي العالية ، وتدل الدرجة المنخفضة على انخفاض مهارات الادراك الاجتماعي.

-الخصائص السيكومترية للاختبار التحصيلي:

أ- صدق المقياس: تم استخدام طريقتين للتأكد من صدق المقياس كما يلي :

-صدق المحكمين:

تم عرض المقياس في صورته الأولية على مجموعة من السادة المحكمين المتخصصين في مجال علم النفس ، وأيضا على معلمي المدارس التي تم فيها التطبيق وذلك بهدف التأكد من مدى مناسبة الفقرات للمفهوم المراد قياسه ، ومدى مناسبتها للفئة العمرية وكذلك طبيعة وخصائص الأطفال عينة الدراسة.

-الصدق العاملي:

تم تطبيق المقياس على أفراد العينة الاستطلاعية والذين بلغ عددهم(30)طفل وطفلة، وتم استخدام طريقة التحليل العاملي لمعرفة المكونات الرئيسية التي نخضعها للقياس وهو من أدق وأفضل أنواع الصدق، واعتمد فريق البحث على استخدام طريقة المكونات الأساسية والتدوير باستخدام طريقة الفاريماكس Varimax  والاعتماد على محك أو معيار كايرزKaiser           من خلال برنامج(SPSS) ويوضح جدول (1) مصفوفة العوامل النهائية بعد عملية        التدوير المتعامد.

جدول رقم 1 يوضح مصفوفة العوامل لأبعاد مقياس الإدراك الاجتماعي

يتضح من جدول رقم 1 أن أقوى التشبعات بالعامل الأول توجد في العبارات أرقام (1،2،8،13،14)، وبالرجوع إلى عبارات المقياس تبين أنها تقيس إدراك الأطفال لأنفسهم ومن ثم يمكن تسمية العامل الأول إدراك الأطفال لأنفسهم وأن أقوى تشبعات العامل الثاني توجد في العبارات أرقام (3،4،6،7،9،10،11،12)وبالرجوع إلى عبارات المقياس تبين أنها تقيس إدراك الأطفال للآخرين ومن ثم يمكن تسمية العامل الثاني بإدراك الأطفال للآخرين ، كما أن أقوى التشبعات بالعامل الثالث توجد في العبارات أرقام (18،19،23،25) وبالرجوع إلى عبارات المقياس تبين أنها تقيس البيئة ومن ثم يمكن تسمية بالبيئة ، أن أقوى التشبعات بالعامل الرابع توجد في عبارات (4،5،9،15،16،17،21,22،23،24)وبالرجوع إلى عبارات المقياس تبين أنها تقيس التواصل والتفاعل الاجتماعي ومن ثم يمكن تسمية العامل الرابع بالتواصل والتفاعل الاجتماعي ،كما أن أقوي التشبعات بالعامل الخامس توجد في العبارات (10،11،20)وبالرجوع إلى عبارات المقياس تبين أنها تقيس الانتباه ومن ثم يمكن تسمية العامل الخامس بالانتباه.

ب-ثبات المقياس

-طريقة التجزئة النصفية:

تم حساب الثبات بطريقة التجزئة النصفية Split-half ومعادلة جتمان ، وسيبرمان براون،ويوضح جدول ... قيمة معامل الثبات للمقياس.

جدول2يوضح معامل الثبات للمقياس للعينة الاستطلاعية

تم حساب معامل الثبات للمقياس بطريقة التجزئة النصفية وقد جاءت مساوية 73,كما هو موضح بالجدول السابق وهذه القيمة مرتفعة مما يدل على تمتع المقياس بثبات عالي.

-طريقة ألفا كرونباخ:

كما تم حساب معامل الثبات للمقياس بطريقة ألفا كرونباخ وقد جاءت مساوية 862, كما هو موضح بالجدول السابق وهذه القيمة مرتفعة مما يدل على تمتع المقياس بثبات عالي.

ج-الاتساق الداخلي:

تم حساب معامل ارتباط بيرسون بين الدرجة الكلية لكل بعد من عبارات المقياس والدرجة الكلية للمقياس كما هو موضح بالجدول التالي:

جدول 3 معاملات الارتباط بين درجة كل بعد والدرجة الكلية ومستوى الدلاله الإحصائية

يتضح من الجدول مدى تمتع الاختبار بالاتساق الداخلي بارتباط درجة كل بعد بالدرجة الكلية للمقياس ،وأن جميع معاملات الارتباط دالة إحصائيا عند مستوى 01,

نتائج الدراسة ومناقشتها:

نتائج الفرض الأول وتفسيرها

وينص الفرض الأول على أنه " يختلف الإدراك الاجتماعي لدى أفراد العينة الأساسية بإختلاف النوع ذكور- إناث".

جدول (4)

يوضح قيمة "ف" لتحليل التباين بين النوع والإدراك الاجتماعي

جدول 4 يوضح تقديرات حجم التأثير للنوع والإدراك الاجتماعي لدى أفراد العينة الأساسية =50

مناقشة نتائج الفرض الأول:

وهذا يختلف مع دراسة بيداء عبدالسلام مهدي الحيالي (2019) بدير عبدالنبي (2016)عطية(2001) التي دلت على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين  متوسطي درجات الاطفال على مقياس الإدراك الاجتماعي بحسب متغير النوع.

وتشير دراسة تومسون ونيشيمورا(1950)ان الإدراك الاجتماعي يعتمد على فكرة الفرد عن شخصيته وسلوك الفرد الآخر اكثر مما يعتمد على حقيقة شخصية وسلوك أي منهم.ويشير دافيتز(1955)ان الطفل يميل إلى أن يدرك من يفضلهم كما لو كانوا اكثر شبها بذاته والعكس صحيح بالنسبة لمن لايختارهم.

نتائج الفرض الثاني وتفسيرها:

وينص على أنه "يختلف الإدراك الاجتماعي لدى أفراد العينة الأساسية بإختلاف العمر (5-6،6-7،7-8،8-9،9-10،10-11)."

وللتحقق من الفرض الثاني تم حساب المتوسطات والانحراف المعياري لكل فئة عمرية

جدول( 5)

يوضح المتوسطات والانحرافات المعيارية للفئات العمرية المختلفة في مقياس

 الإدراك الاجتماعي

مناقشة نتائج الفرض الثاني :

ويتضح من جدول (5)وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متغير النوع والإدراك الاجتماعي وهذا يتفق مع (Higgins&Bargh,1987;380)حيث ذكر أن الإدراك الاجتماعي يختلف من مجتمع إلى اخر ومن طفل إلى اخر والسبب ان مايدركه الاطفال يختلف بإختلاف بيئاتهم فتكوين الصورة لديهم عن الاخرين لا تكون بمعزل عن النشاط الاجتماعي وعملية تفاعلهم في هذا المجتمع ، فإدراك الاطفال مبني على اساس المعلومات المتوفرة لديهم من بيئتهم ، ومعالجة هذا البيانات تتأثر بالعمر.

وإن نجاح الإدراك الاجتماعي لدى الطفل يتوقف على نجاحه في عملية دمج وتفسير المعلومات المتوافرة لدية عن الآخرين بصورة صحيحة فالبيئة والناس والسلوك ثلاثة عوامل تؤثر على بعضها البعض بشكل مستمر والسلوك ليس الامجرد نتيجة لعملية تفاعل بين البيئة والناس (Glanz&Others,2002;2).

نتائج الفرض الثالث وتفسيرها:

وينص الفرض الثالث على أنه"لا يوجد أثر دال إحصائياً للتفاعل بين المتغيرين المستقلين(النوع والعمر)في الإدراك الاجتماعي.

وللتحقق من هذا الفرض تم حساب تحليل التباين بين العمر والنوع في الإدراك الاجتماعي.

جدول (6)

يوضح قيمة "ف" لتحليل التباين بين العمر والنوع في الإدراك الاجتماعي

يتضح من جدول(6)عدم تحقق صحة الفرض الثالث حيث وجدت فروق دالة إحصائياًترجع إلى أثر التفاعل المشترك بين النوع والعمر في الإدراك الاجتماعي، ويتبين من الجدول أن التفاعل الثنائي بين النوع والعمر يفسر 9,27 من التباين الكلي في درجات المتغير التابع وهو الإدراك الاجتماعي حيث إن قيمة مربع إيتا الجزئي تساوي 279,

وتتفق هذه النتيجه مع دراسة دراسة بيداء (2019) ودراسة (Rule&Others;1974) حيث ان قدرات الطفل الاجتماعية المكتسبة عبر النمو لها دورا هاما في استيعاب وتحليل نيات الاخرين وهناك دراسات تشير إلى اهمية دراسة الإدراك الاجتماعي بالنسبة للاطفال كدراسة (Shantz,1983)التي تركز في دراستها على رفع القدرات العالية في مهام الإدراك الاجتماعي لذى اطفال الصفين الأول والرابع الابتدائي وخاصة الذكور (Shantz,1983;525) اما دراسة (Lorenz,1990) توصلت إلى ان الاطفال الذين  يلتحقون بالمدرسة الابتدائية وهم يتصفون بإنخفاض في جانب الإدراك الاجتماعي يكونوا أقل تطويرا لمفهوم الصداقة وأقل قدرة على مواجهة المشكلات الاجتماعية (Lorenz,1990;22).

توصيات الدراسة :

في ضوء الإطار النظري للدراسة والدراسات السابقة ونتائج الدراسة الحالية توصى الدراسة بالآتي:

-تصميم أداة لقياس الإدراك الإجتماعي لباقي المراحل التعليمية .

-الاهتمام بالاكتشاف المبكر للمشكلات السلوكية المرتبطة بالتواصل الاجتماعي.

-ضرورة التشخيص الدقيق للأطفال واجراء دراسات آخرى حول تشخيص المعرضين لمشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي .

 

 

المراجع:

-بدير عبدالنبي (2016).فاعلية برنامج إرشادي في تنمية الإدراك الاجتماعي الإيجابي بين الأطفال العاديين و الأطفال ذوي الإعاقة العقلية البسيطة في فصول الدمج.مجلة بحوث عربية في مجالات التربية النوعية – رابطة التربويين العرب ، مصر ، ع(2).

-بيداء عبدالسلام مهدي(2019)الإدراك الاجتماعي وعلاقته ببعض المتغيرات لدى أطفال الرياض، وقائع المؤتمر العلمي الدولي الأول للدراسات الانسانية(الذكاء والقدرات العقلية)،الرياض ،مجلة أبحاث الذكاء.

-حامد عبدالسلام زهران(2000)علم النفس الاجتماعي,عالم الكتب، القاهرة.

- حسن الزعلون (2001).فاعلية برنامج سلوكي لمعالجة ضعف الانتباه لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم ، رسالة دكتوراه ، كلية رياض الأطفال ، جامعة القاهرة.

-سجلاء فائق البغدادي(2005)القدرات الادراكية الحركية و المهارات الاجتماعية لتلاميذ الصف الاول الابتدائي الملتحقين وغير الملتحقين برياض الاطفال ، رسالة ماجستير،جامعة بغداد.

- سماح خالد زهران (2004) الإدراك الاجتماعي كيف تفهم نفسك وتفهم الآخر من أجل علاقات إنسانية أفضل ، دار الفكر العربي للنشر ، القاهرة.

- عادل عز الدين (1999): علم النفس الاجتماعي ، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة.

-فلاح العنزي (2011)علم النفس الاجتماعي ، عمان ، الأردن.

-محمد جعفر الليل  (1993 دراسة لبعض المتغيرات المرتبطة بالتوافق مع المجتمع الجامعي لطلاب وطالبات جامعة الملك فيصل )، مجلة التربية ، اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم ، العدد الاول ، مجلد الثالث عشر ، قطر.

-مصطفى ناصف(1995). اللغة والتفسير والتواصل.الكويت:المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

-يوسف قطامي(2010)الذكاء الاجتماعي للاطفال ، البيان دار المسيرة للنشر والتوزيع عمان .

 

-Cox,A.(2006).Boys of few words:Raising our sons to communicate and connect.New York:The Guilford Press

Glanz,K&Rimer,B.K.&Lewis,F.M.(2002)Health Behavior and Health Education Theory,Research and Practice.San Francisco;Wiley&Sons.

Hughes,c.(2011).social understanding and social  lives: from           Toddlerhood through to the transition to school. New    York:psychology press.

Higgins,E.T.&Bargh,J.A.(1987)Social cognition and social perception. Annual Review of Psychology,38.

-Heider,E.,(1958):Information  Processing and Modification of an Impulsive Conceptual Tempo,Child develop.,Vol.

-Kreitner Robert &Kinicki Angelo (2007) Organizational Behavior,7 Edition Mcgraw-Hill Irwin.

-Lorenz,S(1990).Children Without Friend Dimensions of Theirs Social.

-Rule,B.G& Slaby, G.R(1974)Children  Reaction to information about the intentions underlying on aggressive.act,child Development.

-Shantz,C.U.(1983)Social Cognition.In Mussen P(Ed)14 Carmichaels Manual of Child Psychology Vo1.34ed Wiley,Newyork.

  -Youniss,j(1975);Anther perspectives on Social                                                    Cognition.In20A.Pick(Ed)Minnesota Symposia On Child Psychology  Minneapolis University of Minnesota après.

   

Article View: 1,899

PDF Download: 586