أثر الوزن والقافية على البنية الصرفية والمقطعية مع التوجيه الصوتى فى شعر حسان بن ثابت ( رضى الله عنه ) | ||||
حولية کلية اللغة العربية بجرجا | ||||
Article 2, Volume 12, Issue 3, July 2008, Page 1551-1670 PDF (12.72 MB) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/bfag.2008.29203 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
جابر على السيد سليم | ||||
مدرس أصول اللغة بالکية جامعة الازهر | ||||
Abstract | ||||
فلم يبلغ قوم في الحفاظ على لغتهم والتفاني في خدمتها والحرص علي نقائها ما بلغه العرب ، وما ذاک إلا لأنَّ لغة من لغات الأرض لم يتنزل بها کتاب سماوي بمعانيه وکلماته وحروفه سوى اللغة العربية فقال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} ([1])وقال جل شأنه : { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِکَ لِتَکُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ *بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } ([2])وحين التوت الألسنة بمخالطة الأعاجم ، دفعت الغيرة على اللغة علماءها للمسارعة بوضع القواعد التي تحمي الألسنة والأقلام من الخطأ ، وکان الشعر العربي من مصادرهم الرئيسية التي استمدوا منها تلک القواعد والأصول ، فهو ديوان العرب ، حفظت به الأنساب وعرفت المآثر ،ومنه تُعلمت اللغة ،وهو حجة فيما أشکل من غريب کتاب الله عز وجل ،وغريب الحديث النبوي الشريف ، وحديث الصحابة والتابعين . وقد خلد لنا التاريخ دواوين عديدة لشعراء مازال صيتهم ذائعا في کافة الدراسات الأدبية والبلاغية واللغوية ، وما زال العرب - حتى يومنا هذا - يولد منهم مَنْ يرفع شأن أمته بقصائده الجليلة العطرة . ولکن ليس کل ما يقال يُعد صاحبه في مصاف الفحول من الشعراء ؛فهذه مکانة لا يرقاها إلا من توافرت فيه ملکات خاصة وصفات لا توجد في غيره ، ومن أهمها ثقافة الشاعر اللغوية ؛ فقد ألح الأصمعي على وثاقة الصلة بين الفحولة وعمق المعارف اللغوية ([3])، بل إن أبا هلال العسکري وصى بأن ينخل الشاعر ألفاظه ويبدل بعضها من بعض ولا يضع الکلمة إلا مع أختها حتى يتحقق لشعره الالتئام([4]). کما أکد النقاد على ضرورة دراية الشاعر الجيدة بالنحو والصرف ([5]). وعبد القاهر الجرجاني يجعل المفاضلة بين الشعراء بمدى العلم بالنحو ، وينتقص قدر الشاعر بمدى تهاونه في النحو([6]) وابن رشيق يؤکد حاجة الشاعر إلى ما حصر له من المعارف لاحتمال الشعر ما حمل من نحو ولغة وفقه ... وغير ذلک من ضروب المعارف([7]). وربما کان لحس الشاعر وذوقه دخل في تغيير بعض الألفاظ والترکيب ، شريطة عدم الإغراب أو هدم القواعد اللغوية ، فليس معنى قول سيبويه : " وليس شيء يضطرون إليه إلا وهم يحاولون به وجهان ([8]) ليس معناه - في رأينا- أنه موافق على ما يصنع کثير من الشعراء . وفي رأينا أن الشاعر الفصيح المرموق عليه أن يجتنب ما أجازوه من الضرائر سوى بعض المواطن التي قد تکون مقبولة ومستحسنة مثل الحالات التي ذکرها ابن السراج ، کصرف ما لا ينصرف ، وإظهار التضعيف ، وتحريک الساکن ، وقصر الممدود ، وتخفيف المشدد ، وتخفيف الهمزة ، وقطع الوصل ، ووصل القطع ...إلخ ([9]) فکثير منها جاء على لهجة من لهجات العرب کما سنرى في ثنايا البحث . أمّا اللحن في الإعراب ، أو إزالة الکلمة عن نهج الصواب فليس من ذلک ، ولا معنى لقول من يقول : إنّ للشاعر عند الضرورة أن يأتي في شعره بما لا يجوز([10]) ، فالکلمة العربية لها قواعدها الصرفية والصوتية ، ولها نظام خاص بنيتها المقطعية من حيث تکوين المقاطع ، وعددها ونظام تواليها ، وخير دليل على ذلک أن المستشرقين حللوا أبيات الشعر العربي إلى مقاطع بدلا من تحليلها إلى تفاعيل ، کما صنع القدماء من علماء العرب([11]) . ومع کثرة الدراسات التي تحدثت عن الضرائر وأثرها على اللغة، لم أر بحثا خاصا للحديث عن أثر الوزن والقافية على البنية الصرفية والبنية المقطعية ، عند أيّ شاعر من الشعراء ؛ لذا کان اختيارنا لهذا البحث بعنوان : أثر الوزن والقافية في البنية الصرفية والمقطعية في شعر حسان بن ثابت ، رغبة في التأکد من مدى تمکن الشاعر من أدوات فنه ، ومدى فصاحته العربية ، ومعرفة ما إذا کانت المحافظة على الأوزان سببا في الإفحاش والإغراب ، والضعف اللغوي عند الشاعر . أمّا عن اختيار هذا الشاعر خاصة فلذلک عدة أسباب : * منها أنه شاعر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو شاعر مخضرم ، اکتسب مهاراته اللغوية من القدماء ومن القرآن الکريم والحديث النبوي الشريف . ومنها ما ذکره عن شعره حيث يقول : ([12]) : يُعْيي سِقاطي مَنْ يُوَازِنُنِي إنّي لَعَمْرُکَ لَسْتُ بالْهَذْرِ([13]) ومن شعره الذي يهجو به أمية ابن خلف قوله ([14]) سأَنْشُرُ إن بَقَيْتُ لَکم کلاما يُنَشَّرُ في المجامِعِ مِنْ عُکاظِ قوافي کالسلام إذا استمَرَّتْ مِنَ الصُّمِّ المُعَجْرَفة الغِـلاظِ وهو القائل([15]) : إن يأخُذِ اللهُ مِن عَيْنَيَّ نُورَهما ففي لسانِي وقلبي منهمـا نُورُ قَلْبٌ ذکيٌّ وعقـل غير ذي رَذَلٍ وفي فمي صارم کالسيف مأثورُ وليس أفضل من کلام الذي يقول فيه([16]) : لا أسرِقُ الشعراء ما نَطَقوا بل لا يُوافِقُ شِعرَهم شِعْري إنّي أَبَى لي ذَلِکُم حَسَبِي و مَقَالـَةٌ کَمَقاطِعَ الصَّخْرِ وأخي من الجنِّ البصيرُ إذا حـالَ الکـلامَ بأَحْسن الحِبرِ * ومن أسباب الاختيار أيضا ما ذُکر من أنه فحل من فحول الشعراء ، بل إنه أشعر أهل المدر([17]) وقال الحطيئة : أبلغوا الأنصار أن شاعرهم حسان أشعر العرب ([18]) وقيل عن شعره کنز من کنوز الأمة العربية([19]) . خطة البحث أمّا عن خطة البحث ، فقد بنيت من أربعة فصول ، الفصل الأول والثاني ، قام بهما الدکتور / رجب عبد القادر حجاج ، تناول فيهما أثر الوزن والقافية على البنية الصرفية ، والفصل الثالث والرابع قام بهما الدکتور/ جابر علي السيد سليم ، تناول فيهما أثر الوزن والقافية على البنية المقطعية ، وقد قسم البحث على النحو التالي : تمهيد : وتضمن تعريفا موجزا بحياة الشاعر ، ثم محتويات الديوان عروضًا وقافيةً . مدخل : اشتمل على صلة علم الأصوات بعلمى الصرف والعروض . الفصل الأول : عنوانه : أثر الوزن على البنية الصرفية ، وقد جاء في ثلاثة مباحث : المبحث الأول ، وخصص للتغيير بالنقص . والمبحث الثاني ، وخصص لتغيير الصيغة ، والمبحث الثالث : تناول التغيير بالزيادة . الفصل الثاني :عنوانه : أثر القافية على البنية الصرفية ، وقد جاء في ثلاثة مباحث : المبحث الأول تحدث عن تغيير الصيغة ، والثاني ، تناول تغيير بالنقص ، والثالث : تناول تغيير بالزيادة الفصل الثالث : عنوانه : أثر الوزن على البنية المقطعية ، وتکوَّن من مبحثين ، المبحث الأول، وخصص للتغيير بالحذف ، والمبحث الثاني ، وتناول التغيير بالزيادة . الفصل الرابع : عنوانه : أثر القافية على البنية المقطعية ، وقد جاء في مبحثين : المبحث الأول تناول التغيير بالحذف ، والمبحث الثاني وتناول التغيير بالزيادة . ثم الخاتمة وتضمنت أهم نتائج البحث ، ثم فهارس البحث . منهج البحث : أمّا عن المنهج المتبع في سير البحث ، فهو المنهج الوصفي التحليلي . هذا ، وبالله التوفيق الباحث جابر سليـم | ||||
Keywords | ||||
أثر الوزن والقافية على البنية الصرفية والمقطعية مع التوجيه الصوتى فى شعر حسان بن ثابت ( رضى الله عنه ) | ||||
Statistics Article View: 428 PDF Download: 522 |
||||