Discriminant analysis of social capital in one of the graduate's villages التحليل التمييزي لرأس المال الاجتماعي بإحدى قرى الخريجين

الملخص

استهدف هذا البحث توصيف وقياس مستوى رأس المال الاجتماعي بمنطقة الدراسة، والتعرف على طبيعة العلاقة بين مستوى رأس المال الاجتماعي ومحدداته بمنطقة الدراسة، والتعرف على الفروق بين فئات المبحوثين وفقاً لمستوى رأس المال الاجتماعي بمنطقة الدراسة، وتصنيف مستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين بمنطقة الدراسة إلى ثلاث مستويات (منخفض، متوسط، مرتفع) وذلك بإستخدام التحليل التمييزي، ومعرفة أي من العوامل والمحددات المأخوذة في الدراسة تؤثر بشكل معنوي على التصنيف وأيًا منها لا تؤثر بشكل معنوي على التصنيف، وتم إجراء الدراسة بقرية سيدنا أيوب إحدى قرى بنجر السكر، تم تحديد العينة بنسبة 40% من شاملة القرية، 136 مفردة من اجمالي عدد الأٌسر بالقرية وتم جمع البيانات من العينة المختارة عشوائيًا عن طريق المقابلة الشخصية، واستخدم في تحليل بيانات هذه الدراسة أكثر من أسلوب إحصائي لتحقيق أهدافها وإختبار فروضها حيث إستخدمت بعض الأساليب الإحصائية الوصفية والتحليلية، حيث تم استخدام أحد أساليب التحليل المتعدد المتغيرات وهو أسلوب التحليل التمييزي وتحليل التغاير: وكانت أهم النتائج على النحو التالي:

-         وجود علاقة إقترانية دالة إحصائيًا عند المستوى الإحتمالي 0.01،  ما بين المتغير التابع مستوى رأس المال الاجتماعي ومحدداته بمنطقة الدراسة.

-         الحصول على دوال تمييزية تعكس تصنيف مستوى رأس المال الاجتماعي بمنطقة الدراسة، وأن النموذج المقترح قد صنف أفراد العينة المدروسة تصنيفًا صحيحًا بنسبة 94.1%، حيث يوجد أثر معنوي للنموذج المقترح على تصنيف مستوى رأس المال الاجتماعي.

-         أن ترتيب مقدار نسبة مساهمة كل من المتغيرات المنبئة (الدالة التمييزية الأولى) في شرح وتفسير التباين في تمييز وتصنيف المجموعات لمستوى رأس المال الاجتماعي كالتالي: درجة المعوقات والضغوط الحياتية وقيمته 76.9%، ويليه درجة التدين 74.8%، ثم مهنة المبحوث 60.9%، ثم مستوى التعليم 56.7%، ثم درجة الانتماء للمجتمع المحلي 49%، ثم حجم الأسرة 38.6%، ثم سن المبحوث 31.8%، ثم السلوك البيئي 25.4%، ثم درجة التكيف الاجتماعي 23.5%، ثم دافعية المشاركة 23.3%، ثم درجة التطوعية الفردية 21.1%، ثم درجة الإنفتاح الجغرافي 20%، ثم درجة الرضا عن الخدمات بالمجتمع المحلي 18.3%، ثم المستوي المعيشي للوحدة المعيشية 17.8%، ثم الحالة الزواجية 7.8%، ثم الإتجاه نحو العمل الزراعي 5.6%، وأخيرًا درجة الإنفتاح الثقافي 3.7%.

الكلمات المفتاحية: التحليل التمييزي – رأس المال الاجتماعي – قرى الخريجين – تحليل التغاير.

1.المقدمة والمشكلة البحثية: تُعد التنمية مفهومًا أساسيًا يتعلق بتحسين حالة المجتمعات وازدهارها، وهي تتضمن تعزيز الاقتصاد، وتحسين الصحة والتعليم، وتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى مجالات أخرى متعلقة بجودة الحياة، فعندما يتم تنمية المجتمعات بشكل فعال، يتحسن مستوى العيش للسكان ويصبحوا أكثر سعادة وازدهارًا، ومن الاهتمامات الرئيسية لأي مجتمع هو تحسين اقتصاده وبالتالي تحقيق المزيد من العمل وزيادة الدخل عند الأفراد، وتطوير البنية التحتية أيضًا يؤدي إلى تحسين النقل وسهولة الوصول إلى الخدمات والموارد، مما يجعل المجتمع مكانًا مريحًا وجاذبًا للاستثمار فيه.وتساهم التنمية أيضًا في تعزيز القدرة على تحسين الصحة والتعليم في المجتمعات، فمثلاً، يمكن تحقيق تحسينات في الصحة من خلال بناء مرافق صحية جيدة وتنظيم حملات توعية وتثقيف للمجتمع، كما يمكن توفير تعليم جيد وطويل الأجل وإدخال الابتكارات التقنية في التعليم، وهذا يؤدي إلى تطوير الكفاءات والمهارات الفردية للسكان وبالتالي يعزز الاستقلالية والكفاءة ويحسن فرص العمل (Casper Sorensen, 2000 : 5).

ويُعد رأس المال من الثروات الحقيقية فى أى مجتمع أيًا كان نوعه، وتتفاوت القدرات المجتمعية في توظيف واستثمار وتخطيط رأس المال لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والرفاه الاجتماعي وضمان استمرارية التنمية وتحسين نوعية الحياة للارتقاء بالإنسان صانع الحضارة والتنمية، ومن هنا كان ترتيب وتصنيف المجتمعات، واعتمدت معايير التقدم والتخلف للمجتمعات البشرية - لفترة طويلة من الزمن - على المعايير المستمدة من النظريات الاقتصادية الغربية والتي أغفلت حقائق هامة تتمحور في أن التقدم لا يمكن أن يكون إلا بالبشر وليس للبشر فقط، وإنها لا يمكن أن تتم إلا في إطار سياق اجتماعي، وأن مجموعة القيم والأخلاق حاكمة للسياق الاجتماعي، وللتنمية الاقتصادية أبعاد اجتماعية وثقافية وسياسية، والتقدم والتنمية في المجتمعات البشرية لا يمكن أن يكون إلا في إطار مناخ اجتماعي وثقافي وسياسي مواتي لعمليات التقدم والتنمية، ولا يمكن للإصلاح والتحديث الاجتماعي والسياسي والمؤسسي أن يحقق أهدافه في غياب نسق قيمي وأخلاقي يدعم العلاقات والتفاعلات المتبادلة، ويعزز من مساحة الثقة الواجب توافرها وتفعيل العدالة والمساواة، وفرض التمكين والمشاركة الفاعلة، وتعدد الخيارات والفرص في مجتمع ديمقراطي، وتسهيل تبادل السلع والخدمات، وتقوية الثقة في عمليات ومؤسسات التبادل والمواطنة ومواجهة المشكلات والصراعات، كما بينت الخبرات والتجارب التنموية أن تطور وتقدم وإصلاح المجتمعات البشرية لا يمكن أن تكون إلا من خلال قنوات مؤسسية تعزز وتقوى العلاقة بين الدولة والمجتمع (السروجي، 2009 : 5).

ولقد شهدت فترة الثمانينات والتسعينات العديد من التغيرات والتحولات الإقليمية والدولية، التي ساهمت في بروز مجموعة من المفاهيم الجديدة كمفهوم المجتمع المدني، ورأس المال الاجتماعي والحكم الصالح وتزامن بروز هذه المفاهيم مع بداية تركيز الدوائر الأكاديمية وصانعي القرار عليها، وذلك ليس باعتبارها من المفاهيم الجديدة في العلوم الاجتماعية ولكن باعتبارها من الظواهر الاجتماعية الهامة، التي يمكن من خلال دراستها تطوير آليات جديدة يمكن الاستفادة منها في عملية التنمية، وفي إطار هذه التحولات ظهر مفهوم رأس المال الاجتماعي كأحد المفاهيم الجديدة، التي ظهرت في إطار الربط بين الديمقراطية والتنمية، ويشير هذا المفهوم إلى الروابط والعلاقات الاجتماعية، التي تتضمن مجموعة من القيم والمعايير الأخلاقية ويتم تكوينها في إطار بنائي اجتماعي معين، ويمتد هذا البناء من الأسرة وجماعات الجيرة، والأصدقاء، مؤسسات المجتمع المدنى إلى بقية مؤسسات المجتمع (إنجي عبدالحميد، 2004 : 101-102).

إن الإنسان هو غاية ووسيلة التنمية وصانعها، فرعاية وحُسن إدارة هذا العنصر البشري تعود بالنفع على المجتمع ككل (المصري، 2022 : 47)، فالنمو والتنمية يتم عبر تنمية البشر ورفع خصائصهم الاجتماعية وقدراتهم المعرفية والمهارية وتمكينهم من ممارسة حقوقهم الاجتماعية (زايد وأخرون، 2006 : 3)، لذلك منذ إنطلاقة تقارير التنمية البشرية عام 1990، كان الإنسان هو محور التنمية وهدفها، حيث لم تركز تلك التقارير على الدخل القومي كونه أحد أهم محاور التنمية وفقط، ولكنها شملت قدرات الأفراد، وطاقاتهم، وأدوارهم، لضمان حياة صحية وخلاقة، وعلى هذه الخلفية ظهر الاهتمام بقضية رأس المال الاجتماعي، الذي نقل قضية التنمية في ساحة المجتمع، فثمة افتراض رأسخ بأن التنمية لها شروط اجتماعية فهي بحاجة إلى فاعلين على درجة عالية من الثقة والشفافية، هي بحاجة إلى مجموعة من القيم والمعايير، وهي بحاجة إلى أن يدرك الفاعلون الأفراد وجود بعضهم البعض وأن يكونوا قادرين على خلق شبكات اجتماعية لقضاء حوائجهم وتحقيق أهدافهم والعيش المشترك (مصطفى، 2018 : 4).

ومن هنا ظهر مفهوم رأس المال الاجتماعي ليشير إلى الشبكات الاجتماعية ومجموعة القيم الحديثة كالثقة والتسامح والاعتراف بالآخر. وتتفاوت القدرات المجتمعية في توظيف واستثمار وتخطيط رأس المال الاجتماعي لضمان استمرارية التنمية وتحسين نوعية الحياة والارتقاء بالإنسان ومن هنا كان ترتيب وتصنيف المجتمعات، وعلى صعيد آخر لا يمكن تصور حدوث تنمية حقيقية في مجتمع يعاني من ضعف الاندماج الاجتماعي بين جماعاته المختلفة، كما بينت الخبرات والتجارب التنموية أن تقدم وإصلاح المجتمعات البشرية لا يمكن أن يحقق أهدافه في غياب نسق قيمي يدعم العلاقات والتفاعلات المتبادلة، ويعزز من مساحة الثقة الواجب توافرها وتفعيل العدالة والمساواة وفرص التمكين والمشاركة الفعالة (زايد وأخرون، 2006 : 6).

كما يؤثر رأس المال الاجتماعي على التنمية من خلال إلتفاف الناس حول غايات وأهداف تنموية عامة متفق عليها، بحيث تأتى نواتج التنمية معبرة دائماً عن الاحتياجات المجتمعية لكافة أفراد المجتمع وطوائفه، ويمكن تحقيق التأثير الفعال لرأس المال الاجتماعي على التنمية من خلال اتاحة الفرص الكاملة للشراكة بالمعلومات الخاصة بالتنمية، حيث لا يمكن أن تتحقق التنمية الحقيقية في ظل مجتمعات تغيب عنها الثقة المتبادلة والتواصل والاندماج أو التنافر بين أبنائها (السروجي، 2009 : 110). ويعتبر رأس المال الاجتماعي أحد معايير قوة المجتمع لأنه يسهم في بناء مجتمعي متماسك وبناء الشخصية التنموية لكل ما تتميز به من قيم ومعايير وفضائل اجتماعية تجعل الشخصية أكثر انتماء ومشاركة، وبذلك يسهم رأس المال الاجتماعي في تنظيم الأفراد لتحقيق التنمية والكفاءة وفاعلية التخطيط والمتابعة والتقويم واتخاذ القرارات وحشد الجهود وتعبئتها عبدالرحمن، ولمياء الحسيني، 2018 : 33). كما يشكل رأس المال الاجتماعي مصدراً من المصادر المجتمعية التي تربط المواطنين وتوحدهم، وتمكنهم من مسايرة أهدافهم بصورة أكثر فعالية، إذ تتحكم في إرادة المواطنين وتدعوهم للتعاون مع بعضهم البعض للاشتراك في مناحي الحياة بأسلوب جماعي.

ويُعد الاستثمار في رأس المال الاجتماعي أحد أهم متطلبات التنمية المستدامة، ولا يُعد الاستثمار في الرأس مال الاجتماعي استثمارًا فقط في الموارد الكامنة للعلاقات الاجتماعية بين الأفراد، بل استثمارًا كذلك في الثقة والتعاون والتبادل بين الناس (حران وفائزة، 2018 : 179)، حيث يمثل رأس المال الاجتماعي "الموارد الكامنة في البناء الاجتماعي، والتي يقوم أعضاء الجماعة بالحصول عليها، ونقلها من أفعال تعبيرية إلى أفعال غائية" (إنجي عبدالحميد، 2010 : 109)، أي نقلها من مجرد أفعال عادية تعبر عن الممارسات الاجتماعية العادية وتدعم الأوضاع الحالية، إلى أفعال مقصودة موجهة إلى تحقيق غايات معينة وأوضاع أفضل (حران وفائزة، 2018 : 168)، فالعلاقات الاجتماعية القوية، التي تؤسس على العاطفة والثقة وتبادل الموارد ومشاركتها تدعم الموارد وتحافظ عليها؛ تمثل رأس مال اجتماعي، يمكن للفرد تعبئته نحو تحقيق المنافع والعوائد الإيجابية (7-6 :1999  ,Fukuyama).

كما يُعد رأس المال الاجتماعي أحد معايير قوة المجتمع لأنه يساهم في بناء مجتمعي متماسك، وبناء الشخصية التنموية بكل ما تتميز به من قيم ومعايير وفضائل اجتماعية تجعل الشخصية أكثر انتماء ومشاركة، وبذلك يسهم رأس المال الاجتماعي في تنظيم الأفراد لتحقيق التنمية والكفاءة وفعالية التخطيط والمتابعة والتقويم واتخاذ القرارات وحشد الجهود لتعبئتها (نادية الجرواني، 2011 :  724)، كذلك يُعد رأس المال الاجتماعي بمثابة مادة خام لبنية المجتمع المادي، فهو يُخلق ويُكون من خلال التفاعلات الحياتية اليومية بين الناس، ويعبر عن المساحة البينية بين الأفراد، ويعتبر ثروة مجتمعية شارك جميع المتفاعلين - من مؤسسات ومنظمات حكومية وغير حكوميه وأفراد- في إنتاجة.

وفي ظل سعي المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء إلى تحقيق التنمية، خاصة في ظل التغيرات والتحولات العالمية والإقليمية والمحلية الكثيرة والمتلاحقة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، والتي قد تؤدي بعضها إلى انهيار أو تدهور رأس المال الاجتماعي، أو تغير في بعض ابعاده ومحدداته سواء بالإيجاب أو بالسلب، الأمر الذي يتطلب دراسته وقياسه بصفة مستمرة فهو اللاعب الأساسي في نجاح أي مرحلة تنموية، وغطاء واقي وحامي للمجتمعات في مقابل الأزمات المختلفة.

وحيث أن دراسة رأس المال الاجتماعي هامة لكافة أشكال المجتمعات البشرية، فإنها على درجة كبيرة من الأهمية دراسته في المجتمعات الريفية وخاصة المستحدثة، التي لم تنال بعد حظاً وافراً من التقدم والتنمية، حيث أنها في حاجة إلى دراسات علمية مكثفة في مختلف المجالات عامة، ومجال التنمية والتخطيط بناء على دراسة رأس المال الاجتماعي خاصة، حيث تحاول الدراسة الحالية دراسة الفروق في مستوى رأس المال الاجتماعي بأحد المجتمعات الريفية المصرية وقياسه، علاوة على دراسة أهم محدداته، وإلقاء الضوء على العوامل الاجتماعية الاقتصادية والثقافية، التي ساهمت في تشكيل رأس المال الاجتماعي، حيث يمثل ذلك المنطلق الرئيسي لهذه الدراسة.

2.1. الأهداف البحثية:

1.2.1.        توصيف وقياس مستوى رأس المال الاجتماعي بمنطقة الدراسة.

2.2.1.        التعرف على طبيعة العلاقة بين مستوى رأس المال الاجتماعي ومحدداته بمنطقة الدراسة.

3.2.1.        التعرف على الفروق بين فئات المبحوثين وفقاً لمستوى رأس المال الاجتماعي بمنطقة الدراسة.

4.2.1. تصنيف مستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين بمنطقة الدراسة إلى ثلاث مستويات (منخفض، متوسط، مرتفع) وذلك بإستخدام التحليل التمييزي، ومعرفة أي من العوامل والمحددات المأخوذة في الدراسة تؤثر بشكل معنوي على التصنيف وأيًا منها لا تؤثر بشكل معنوي على التصنيف.

3.1. الأهمية البحثية: يُعد رأس المال الاجتماعي منطلقًا أساسيًا للتنمية الحقيقية وعاملًا حاسمًا في تنمية المجتمعات، حيث أن المجتمعات التي تتطور وتنمو أكثر هي تلك التي تتمتع برأس مال اجتماعي وليس رأس مال مادي فحسب ولذا يلعب رأس المال الاجتماعي دوراً محورياً في تحقيق التنمية وخاصة التنمية المستدامة، لذا لا يمكن أن تتحقق أهداف التنمية المستدامة ۲۰۳۰ بدون وجود رأس مال اجتماعي منتج ومبدع، حيث أن الإلتزامات الأخلاقية والقيمية التي تُكون لبْ رأس المال الاجتماعي لا تتطور إلا في سياق التفاعلات الاجتماعية، كما أنه يأتي مكملًا ومشاركًا أشكال رأس المال المتباينة وهي: رأس المال البشري (العنصر البشرى المتعلم والمنتج) رأس المال المادي (الأبنية والمنشآت)، رأس المال الديني الخطاب الديني، المشاعر الروحية، الرموز الدينية)، رأس المال المالي (الاستثمارات المالية).

1.3.1. الأهمية النظرية والعلمية: تقديم تصور سوسيولوجى حول رأس المال الاجتماعى وأهميته وعناصره ووظائفة في تنمية المجتمعات، بالإضافة إلى وضع تطور مفهومي له، وتحليل وتفسير بعض العوامل والمحددات المرتبطة به ومحاولة الاستفادة مما ستخرج به هذه الدراسة من نتائج في تحقيق إضافة معرفية عن طبيعة موضوع الدراسة، وفتح المجال أمام دراسات وبحوث ميدانية أخري تركز على تشريح المجتمع تشريحًا دقيقاً وفقًا لمستوى رأس المال الاجتماعي بصورة متعمقة ومدي أوسع حوله، بصفته المحور الأساسي في خطط التنمية والنمو.

2.3.1. الأهمية التطبيقية: أن الواقع يثبت في العديد من الحالات أن رأس المال الاجتماعي قابل للتأكل والانحسار، وليس دائم التجدد والاستمرار، ومن ثم فأن قياسه ودراسته بشكل دوري يساهم في تنميته وتطويره بشكل مستدام، وتسهم دراسة رأس المال الاجتماعي في تحديد العوامل والمحددات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، التي تسهم في تطويره ونموه الإيجابي، وكذلك العوامل التي تؤدي إلى تدهوره وتأكلة في المجتمعات، ومن ثم تأتي الدراسة الحالية بإضافة مساهمة علمية وعملية من خلال دراسته وخاصة في إحدى القرى الجديدة، كما أن هذا النوع من الدراسات قد يفيد صانعي السياسات والخطط والاستراتيجيات التنموية في الكشف عن رصيد المجتمع المصري من مستويات وأبعاد رأس المال الاجتماعي، وعوامل إهداره وتأكله، الأمر الذي يسهل إتخاذ القرارات من صانعي القرار في الدولة، بحيث يتيح إعادة عادلة وملائمة لظروف الدولة في توزيع الموارد المطلوبة لتحقيق التنمية المستدامة.

2.  الإطار النظري لرأس المال الاجتماعي: تمهيد: مما لا شك فيه أن رأس المال الاجتماعي من المفاهيم الخلافية، التي يدور حولها الجدل بين الكتاب والباحثين والمفكرين والأكاديميين، حيث لا يوجد إتفاق على تعريفه، فلو حاولنا أن نبحث عن تعريفه فلن نجد له تعريفًا واحدًا، بل سنجد له عدة تعريفات مختلفة، ولا يقتصر اختلاف الكتاب حول تعريفه، وإنما يختلفون حول نشأته ومصدر تكوينه واستخداماته وطرق قياسه، إن عدم الاتفاق حول مفهوم رأس المال الاجتماعي يجعل المفهوم يُعني أشياء كثيرة ويتسبب بتشعب الجدل حوله، لأن الأسباب التي أدت إلى تشعب الجدل حوله قد تكون متعددة ومركبة وتستند إلى بعضها بعضًا، لاسيما وأن رأس المال الاجتماعي أصبح من المفاهيم المركزية التي تهتم بها العلوم الاجتماعية، حيث يوجد من الكتاب من وصفه بأنه من أكثر المفاهيم البارزة في العلوم الاجتماعية(Lin, et al., 2001: 3) ، واهتمت به تحديدًا العلوم الاقتصادية والسياسية لاسيما بعد أن نقله عالم السياسة Putnam إلى علم السياسة عندما حاول إثبات أنه مفهوم قابل للقياس وليس مجرد مفهوم نظري فزاد الاهتمام به وتحديدًا بالنسبة لحقل النظم السياسية بسبب ارتباطه بالديمقراطية والمجتمع المدني والتنمية والسياسات العامة (نادية أبوزاهر، 2010 : 1-2)، فرأس المال الاجتماعي يُستخدم لتسهيل المشاركة الفعالة في الحياة السياسية، وتنفيذ العديد من أنواع السياسات العامة، والدعم العام للنظام السياسي Hall, 1999 : 418) (، وقد أرجع بعض الكتاب صعوبة قياس المفهوم لأنه مفهوم "غامض" (Bahmani-Oskooee, et al., 2009 : 104). وقد وصل الأمر ببعض الكتاب إلى تشبيهه "بالكلمات المتقاطعة" (Halpern, 2005 : 1)، وهناك من وجده "علاجًا لجميع المشكلات" (Górski, 2007 : 30)  ، وبذلك أصبحت تظهر له استخدامات جديدة ومتنوعة، ومع تعدد استخداماته تعمق الجدل حوله (فرحات، 2011 : 2).

1.2. الإطار المفهومي والإستعراض المرجعي لرأس المال الاجتماعي:

1.1.2. البدايات: هناك كًتاب مثل Oskooee ، Mendez ، Galindo يعتقدوا أنه من الممكن العثور على إشارات إلى هذا المفهوم وتأثيره على الانتاجية والنمو الاقتصادي في كتابات آدم سميث Adam Smith عام (1776) (Bahmani-Oskooee, et al., 2009 : 104)، رأي أخر فيقول أن الجذور الأولى لرأس المال الاجتماعي تعود إلى كتابات 1831,A. De Tocquveill عن حديثه عن الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أرجع الديمقراطية إلى الترابط الاجتماعي ومشاركة المواطنين في الحياة العامة وتعتبر هذه من قيم رأس المال الاجتماعي (إنجي عبدالحميد، 2010 : 56).

الرأي الأكثر انتشارًا وشيوعًا هو أن نشأة رأس المال الاجتماعي تعود إلى 1867,Marx K.  من خلال كتاباته "رأس المال" الذي صدر في أربعة مجلدات، وسبب إرجاع ظهور مفهوم رأس المال الاجتماعي له هو أن مفهوم رأس المال الذي تحدث عنه في كتاباته اتسع ليشمل أشكالًا متعددة منها: رأس المال الاجتماعي، رأس المال الثقافي، رأس المال البشري، رأس المال الديني، ويظهر مفهوم رأس المال الاجتماعي في تمييز ماركسبين الطبقة في ذاتها Class in itself والطبقة لذاتها Class for itself فالأولى هي طبقة مفتتة لا رابط بينها atomized والثانية طبقة مؤثرة وحاشدة mobilized لأعضائها (Portes, 1998 : 2).

لكن فريق آخر من الباحثين يرى أن ظهور رأس المال الاجتماعي يعود إلى أفكار 1897 ,E. Durkheim ، في دراسته لقضية الانتحار حيث أكد على دور الشبكات الاجتماعية وأهميتها في الصحة النفسية للفرد، وكأول استخدام لرأس المال الاجتماعي كان من طرف Dewey John لكنه لم يحدد مفهومه الخاص، حيث ركز على الاتصال للتعبير عن رأس المال الاجتماعي واستخدامه من خلال تغيير المعلومات وتحديد المشكلات ومواجهتها وإدارة الصراع وحيث ترتبط العلاقات الاجتماعية بالقدرات الفردية (السروجي، 2009 : 11).

لكن كأول مرة ظهر مفهوم رأس المال الاجتماعي بشكل واضح كان سنة 1916 على يّد المشرف الحكومي التربوي للمدارس الريفية في غرب فرجينيا Lyda J. Hanifan في كتابه The Center Community، الذي أُعيد نشرة عدة مرات لأهميتة (Field, 2017: 15) ، ثم استخدمه بعد ذلك 1961, Jan Jacobsفي تحليله للمقاطعات الحضرية (السروجي، 2009 : 17)، ومع بداية سنوات 1980 يرى الكثير من الكتاب، كما هو الحال بالنسبة لسكالر وآخرين  (Schuller, 2000 : 1)، بأن تطور مفهوم رأس المال الاجتماعي جاء من خلال ثلاثة من الكتاب الذين كان لهم الفضل في تقديمه إلى الجدل النظري، وهؤلاء هم بيير بورديو Pierre Bourdieu ، جيمس Coleman James Coleman، وروبرت بوتنام Robert Putnam.

2.1.2. مفهوم رأس المال الاجتماعي: يُعد مفهوم رأس المال الاجتماعي Social Capital واحدًا من أكثر المفاهيم حداثة في علم الاجتماع، وقد استخدم بشكل متواتر من قبل الباحثين والنقاد والسـياسيين في مختلف أنحاء العالم، وللمصطلح نتائج علمية واعدة؛ فهـو يثير العديد من المعاني، ويطرح كثيرًا من الجدل  (Farr, 2004 : 6)، وسنحاول في هذا السياق رصد أبرز التعريفات والمفاهيم التي قدمت له.

قدم Hanifan أول تعريف للمصطلح، حيث ذكر في مقدمة كتابه سالف الذكر: إن استخدامي لعبارة رأس المال الاجتماعي لا يعني الاستخدام المعتاد لمصطلح رأس المال إلا بالمعنى المجازي Figurative sense فأنا لا أشير إلى العقارات أو الممتلكات الشخصية أو المالية، وإنما أشير إلى تلك الموجودة في الحياة التي تجعل هذه الأشياء الملموسة مقدرة ومعتبرة في الحياة اليومية للناس، أنا أتحدث عن النيات الحسنة والزمالة، التعاطف المتبادل والتواصل الاجتماعي بين الأفراد والأسر الذين يشكلون وحدة اجتماعية والمجتمع الريفي الذي تُعد المدرسة مركزه المنطقي (Hanifan, 2008 : 78)؛ (Adler & Kwon, 2009 : 69).

وفي بناء المجتمعات تمامًا مثل إدارة الأعمال وتنظيمها ينبغي أن يوجد تراكم لرأس المال قبل أن يتم إنجاز العمل البناء  (Farr, 2004 : 11)، ويمكن تلخيص تعريف Hanifan لرأس المال الاجتماعي بأنه الأصول اللامادية التي تحسب في الحياة اليومية للناس كالنية الحسنة والزمالة والتعاطف والتواصل الاجتماعيبين بين الأفراد والعائلات الذين يشكلون وحدة اجتماعية (European Commission 2005:3)؛ (نادية أبوزاهر، 2010 : 3)، يتضح مما سبق أن هانيفان قد أسس هذا المفهوم تأسيسا علميًا، وأنه أشار بوضوح إلى كل العناصر الحاسمة في التفسيرات التالية لهذا المفهوم (Arneil, 2006 : 40).

وعرّف Jan Jacobs في تحليله للمقاطعات الحضرية (السروجي، 2009 : 17) لمفهوم رأس المال الاجتماعي بأنه الشبكات الاجتماعية والجماعات الداخلية في المجتمع، التي تصف العلاقات الاجتماعية بين الفرد وبعضهم البعض والتعاون والتنسيق القائم في المجتمع. وطرح عالم الاجتماع الأمريكي ذو الأصول الصينية Nan Lin تعريفًا لرأس المال الاجتماعي في عام ۱۹۹۹ بأنه موارد متضمنة embedded في بنية اجتماعية معينة، يتم الوصول إليها أو تعبئتها في أفعال هادفة، فوفقًا لهذا المفهوم يتضمن رأس المال الاجتماعي ثلاثة مكونات:

الأول الموارد المتضمنة في البناء الاجتماعي، والثاني وصول الأفراد لتلك الموارد، والثالث استخدام الأفراد وتعبئتهم لهذه الموارد الاجتماعية في أفعال هادفة (1999a : 35 Lin,)، وقدم (لين) تعريفا آخر مفاده أن رأس المال الاجتماعي هو الاستثمار في العلاقات الاجتماعية مع عائدات متوقعة من ذلك الاستثمار (Lin, et al., 2001:19)، يكشف التعريفان عن اعتبار رأس المال الاجتماعي شكلاً من أشكال الثورة، فهو يصفه بأنه موارد اجتماعية Social resources واستثمار Investment تحقق للفرد منافع أو عائدات returns اجتماعية محددة.

ويُعرف  Woolcock (2001: 7-8) رأس المال الاجتماعي تعريفًا موجزًا وشاملًا في الوقت ذاته، حيث يرى أنه تلك المعايير والشبكات التي تيسر الفعل الجمعي. ويكشف التعريف أن ثمة مكونين لرأس المال الاجتماعي: الأول هو الشبكات أي العلاقات والتفاعلات الاجتماعية التي تحدث بين الأفراد أو داخل الجماعات مثل الأسر أو التنظيمات أو المجتمعات المحلية والثاني هو المعايير التي ترتبط بالقواعد المقررة للسلوك والتفاهمات المشتركة والقيم الاجتماعية التي تتبناها الجماعة كالثقة والتبادلية.

ويؤكد Else Øyen أن الفرد يكتسب رأس المال الاجتماعي من المشاركة في الشبكات غير الرسمية والمنظمات المسجلة، والانضمام للحركات الاجتماعية، ويمثل رأس المال الاجتماعي حاصل جمع كل تلك الأنشطة، ومن خلال العضوية في مختلف المؤسسات والشبكات يتمكن الأفراد من تطوير اهتمامات ومعايير مشتركة التي تؤدي بدورها إلى خلق ثقة وفهم أفضل للتنوع في الثقافة ونمط الحياة والخلفيات الفكرية (Øyen, 2002 : 11) يتبين أن ثمة تركيز واضح من جانب Øyen على عناصر مهمة في تكوين رأس المال الاجتماعي مثل المشاركة في الشبكات غير الرسمية والحركات الاجتماعية والثقة واستيعاب التنوع الثقافي الإنساني.

وترى Sandra Frank أن مفهوم رأس المال الاجتماعي يرتبط بالمشاركة الاجتماعية والمدنية، وشبكات التضامن والتعاون الاجتماعي، كما أنه يتضمن التماسك الاجتماعي والثقة والتبادلية والفاعلية المؤسسية (Frank, 2005 : 1). وفي تعريف Jacobs أن رأس المال الاجتماعي هو شبكة العلاقات الاجتماعية المتبادلة والقوية بين الأفراد، والتي تتطور عبر الزمن وتخلق أساسا للثقة والتعاون والفعل الجمعي بين أعضاء المجتمع المحلي (2009:18 Ostrom)، نلاحظ أن هناك تقاربا في المفهوم بين Frank و Jacobs من حيث تأكيدهما على التعاون والتضامن الاجتماعيين بالإضافة لإبراز قيمة الثقة والتبادلية في الأدوار والخبرات بين أفراد المجتمع.

ويرى Baker  (1990 : 589)، أن رأس المال الاجتماعي هو تلك الموارد التي يكتسبها الفاعلون من بُنى اجتماعية معينة ويتم تخليقها بواسطة التغيرات في العلاقات بين هؤلاء الفاعلين ومن ثم يستخدمونها لتحقيق مصالحهم، ويتفق معه  Schiff  (2002 : 88)، في أنه مجموعة من العناصر داخل البناء الاجتماعي تؤثر في العلاقات بين الناس، وتمثل مدخلات أو ترتيبات يتم استغلالها لتحقيق منافع محددة، في حين يعتقد Burt (1993 : 57)،أن رأس المال الاجتماعي يتضمن العلاقات بالأصدقاء والزملاء، والصلات الأكثر عمومية التي يمكن من خلالها اقتناص الفرص لاستغلال رأسماله البشري والمالي. بينما Portes  يرى أن رأس المال الاجتماعي هو قدرة الفاعلين على أن يشهدوا منافع لهم من خلال عضويتهم في الشبكات الاجتماعية وغيرها من البُنى الاجتماعية (1998:6 Portes,).

وقد انتقل المفهوم من المجال الأكاديمي إلى المنظمات الدولية، فقد اهتم به البنك الدولي World Bank اهتمامًا كبيرًا، وأفرد له حيزًا كبيرًا من تحليلاته المختلفة، وقد عرف البنك الدولي رأس المال الاجتماعي بأنه المؤسسات والعلاقات والمعايير التي تشكل نوعية وكمية التفاعلات الاجتماعية في المجتمع، كما قدمت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD تعريفًا لرأس المال الاجتماعي بأنه الشبكات الاجتماعية والقيم والتفاهمات، والمعايير المشتركة التي تيسر التعاون بين الجماعات المختلفة وداخلها (نصر وهلال، 2007 : 17-18)؛ (Jochum, 2003 : 7).

أما Bourdieu يُعرف رأس المال الاجتماعي انه هو "مجموع الموارد المحققة والمتوقعة التي ترتبط بملكية شبكة من العلاقات المستمرة التي تكون اقل أو أكثر تنظيم للمعرفة واستطلاع المعارف المتبادلة بمعنى آخر هو الانتماء لمجموعة (Bourdieu, 1980 : 2-3) ، حيث يرى أن رأس المال الاجتماعي يتألف من العلاقات الاجتماعية المتاحة لدى الشخص أو المجموعة والمستعملة لأجل الوصول للموارد التي يتم توظيفها في العمليات الاقتصادية بما فيها الموارد الكمية والنوعية، ذلك كونه يتجلى في العلاقات بين الأفراد وبين المجموعات ويتجلى كذلك في الموارد الاجتماعية كجزء خاص ومهم من تركيبه  (Bourdieu, 1986 : 248-249)؛ (Levesque & White 1999 : 27).

ومن ثم ظهرت دراسات J. Coleman ، الذي عرفه بأنه "سلسلة من الوحدات المختلفة المتباينة التي لها عنصرين مشتركين هما من جهة أنها تشكل تركيب أو جهاز اجتماعي، ثم يسهل العمليات وتنفيذ مهام الأشخاص داخله كجزء آخر منه، بخلاف باقي رؤوس الأموال فإن رأس المال الاجتماعي ينحل في العلاقات بين الأشخاص، وهو لا ينحصر في الأشخاص بعينهم ولا في أجهزة الإنتاج المادية، حيث يؤكد Coleman على أن رأس المال الاجتماعي ليس كصور رأس المال الأخرى فهو لا يوجد في الأشخاص ولا في الواقع المادي وإنما يوجد في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وقد ذكر أيضًا أن رأس المال الاجتماعي يُعرف بوظيفته على أنه ليس كياناً واحداً ولكنه مجموعة متنوعة من مختلف الكيانات مع وجود عنصرين مشتركين إنها جميعا تتألف من بعض جوانب البُنى الاجتماعية وتسهل أفعال معينة للجهات الفاعلة سواء أكانوا أشخاصًا أو شركات داخل البُنى كما مّيز بين رأس المال الاجتماعي ورأس المال البشري حيث نظر إلى الأول على انه سلعة عامة والثاني سلعة خاصة لكن كلاهما يتشابه من حيث أنهما منتجان  (Coleman, 1988: 98).

وبالإنتقال إلى R. Putnam نجد أن بداية استخدامه لمفهوم رأس المال الاجتماعي جاء في كتابه "جعل الديمقراطية تنجح" وفيه عرف رأس المال الاجتماعي على أنه "يجسد مقومات التنظيم الاجتماعي والتي تتمثل في الثقة والتعاون والتشبيك  Networking والتي يمكن من خلالها الإسهام في تحقيق التطور والتقدم داخل المجتمع سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات (Putnam, et al., 1993 : 167) ، أما في كتابه "لعب البولنج المنفرد" فإن Putnam ينظر إلى رأس المال الاجتماعي من خلال تحديد الخصائص أو السمات التي تكون رصيد داخل التنظيم الاجتماعي، وأن امتلاك الجوانب الإيجابية من هذه الخصائص مثل الثقة البناءة، والمعايير الإيجابية، والشبكات الاجتماعية البناءة، تمكن المجتمع من أن يؤدي وظائفه على نحو أكفأ وأفضل، كما أنها تسهل التنسيق بين الأفعال الاجتماعية و أن الشبكات الاجتماعية وما يتخللها من تفاعلات تختلف كيفياً عن بعضها، مما يقود إلى إنتاج أنماط ومستويات مختلفة من رأس المال الاجتماعي (Putnam, 1995 : 70).

وعرّف Alejandro Portes وزميله Landolt رأس المال الاجتماعى بأنه القدرة على ضمان الموارد بواسطة العضوية في الشبكات الاجتماعية، وأشار الباحثان عند محاولة استعراض أدبيات مفهوم رأس المال الاجتماعي إلى أن هناك نقاط ثلاثة يمكن الخروج بها من استعراض التراث البحثى للمفهوم فى علم الاجتماع، أولها أن رأس المال الاجتماعي يعتبر مصدرًا للتحكم والضبط الاجتماعي، وثانيها أنه يمثل مصدرًا للشبكات الأسرية، وثالثها أنه مصدر للموارد التي يمكن الحصول عليها عبر الشبكات غير الأسرية (Portes & Landolt, 2000 : 532)، وقد ذهب Maloney وزملاؤه إلى أن رأس المال الاجتماعى على خلاف رأس المال الفيزيقي ورأس المال البشرى فى أنه لا يعتبر ملكًا لشخص ما أو مؤسسة ما، فهو متلازم في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وموجه أساسًا نحو تسهيل العمل الجمعي وشبكة الثقة المرتبطة بالعمل الجمعي (Maloney, et al., 2000: 21).

وأشارتSara  إلى أن مفهوم رأس المال الاجتماعي يتمثل في عنصرين أساسيين الأول هيكلى وتدور تعريفاته حول ثلاثة عناصر هي الشبكات الاجتماعية والمعايير والثقة، والثانى إدراكى يضم القيم التي تسهم في تشكيل رأس المال الاجتماعي، وعرفته بأنه شبكة من العلاقات الاجتماعية تسهل التنسيق والتعاون والمنفعة المتبادلة، وتتعدد أشكال الدعم المتولدة من رأس المال الاجتماعي لتشمل: الدعم العاطفى الذي يتشكل من خلال التعاطف الشخصي، والدعم العملي الذي يحول فكرة التعاطف إلى الدور الفعال، والدعم المعلوماتي (Ferlander, 2007 : 116).

وقد أعتبر Jerome Ballet وآخرون أن رأس المال الاجتماعي بأنه الحلقة المفقودة في التحليلات الاقتصادية والسياسات العامة، ويتضمن شكلين الأول خارجى يمكن أن يلاحظ من خلال العلاقات الشبكية والثقة والمعايير المتبادلة بين الأفراد، والآخر داخلى لا يمكن ملاحظته بشكل مباشر فهو مستقر في أذهان الناس ويستدل عليه من خلال تفاعلاتهم، وفي هذا الصدد اعتبروا رأس المال الاجتماعى مصادر متوافرة للأفراد فى سياق اجتماعي تحدث داخل سياق ثقافى يتكون من خلال الاتصالات المشتركة والقيم بما يحول رأس المال الاجتماعي إلى رأس مال ثقافي  (Jerome, et al., 2007: 359-360). وحدد كل من Mel Evans Stephen Syrett &  رأس المال الاجتماعى على أنه روابط الجماعة الإضافية التي تتشكل من استغلال علاقة الفرد بجماعة معينة، ويتضمن المفهوم علاقات تربط بين الأفراد والجماعات في الطبقات الاجتماعية المختلفة تتدرج من حيث القوة والثروة، ويتسم رأس المال الاجتماعى بأنه متراكم بمرور الوقت (Evans, et al., 2007: 58-59).

وقد تدرج  Hezlett & Gibson فى ربط رأس المال الاجتماعى بغيره من الأنماط الأخرى من رأس المال، حيث أشارا إلى تعدد رأس المال فهناك رأس مال اقتصادى يتضمن استغلال الموارد لتحقيق أرباح اقتصادية، ورأس مال بشرى يتضمن الاستثمار في التعليم والتدريس لإنتاج المهارات المعرفية، بينما يتضمن رأس المال الاجتماعي استثمار فى الروابط الاجتماعية لتتمكن من الدخول إلى شبكات من العلاقات الاجتماعية مع الآخرين (Hezlett & Gibson, 2007: 384). وقد ربط Bowey & Easton بين مفهوم رأس المال الاجتماعي والطبيعة النفسية إذ عرّفا المفهوم بأنه عقود نفسية خفية بشكل كبير تسهم في توليد علاقات اجتماعية غنية، قد لا تكون واضحة ولكن تؤسس على ثلاثة عناصر : التاريخ والقوة وإدراك أهمية العلاقة (Bowey & Easton, 2007: 275-276) .

ويشير كاظم (2009 : 35) في دراسته حول دور أشكال رأس المال في تشكيل النُخب الاجتماعية على أنه جملة الموارد التى يمكن أن يحوزها الفرد بشكل مباشر من خلال شبكات العلاقات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية، أو يحوزها بشكل غير مباشر من خلال شبكات العلاقات الاجتماعية للأفراد الآخرين، والتي يملك الوصول إليها، ويبذل الوقت والجهد في تدوير هذه الموارد بهدف تحقيق المكانة الاجتماعية المتميزة.

وعند استعراض  Kapucu (2011 : 26)، لتعريفات رأس المال الاجتماعي في دراسته عن رأس المال الاجتماعي والإرتباط المدني على التركيز على الوظيفة التي يلعبها رأس المال الاجتماعي حيث حدد ثلاث وظائف لرأس المال الاجتماعي تتمثل في: سهولة الوصول إلى المعلومات والمعرفة، وزيادة فرص القيادة، والإسهام في عملية التضامن الاجتماعي والمشاركة السياسية والعولمة. وفي دراسة Demirhan  (2012 : 233)، للعلاقة بين رأس المال الاجتماعي والمشاركة السياسية والعولمة، وصف رأس المال الاجتماعى على أنه شكل من أشكال التفاعلات والشبكات الجمعية يمارس دورًا فى الأنشطة الاجتماعية كعملية محورية لإنجاز الأهداف.

بينما يضع Fukuyama (2002 : 24)، مفهوم لرأس المال الاجتماعي، على أنه مجموعة معينة من القيم والمعايير الاجتماعية غير الرسمية التي يتشاركها أعضاء مجموعة ما، والتي تتيح التعاون فيما بينهم، ومن الواضح أن المعايير الاجتماعية التي تنتج رأس المال الاجتماعي تكون قابلة للتجزئة أي يمكن تقاسمها وسط مجموعات محددة من الناس دون الآخرين في المجتمع ذاته، وبينما يتواجد رأس المال الاجتماعي في المجتمع ككل إلا أنه يمكن توزيعه بطرائق مختلفة تمامًا، بينما يعرف Jones (2010 : 292)، رأس المال الاجتماعي بأنه : المشاركة التطوعية مع الآخرين في المجتمع، فهو الشيء الذي يواجه الإنعزال ويبني شبكات اجتماعية حاسمة، كما أن يشير إلى التعاون مع الأخرين فإنه يعتمد على القيم والمهارات الشخصية، التي تقوى هذا التعاون مثل الشرف والأمانة والتعاطف والثقة.

ويُشير Thomas (1996: 1-23)، إلى أن رأس المال الاجتماعي، على غير الحال بالنسبة لرؤوس الأموال المالية والبيئية والطبيعية، هو الذي يتم بناؤه من خلال استعماله، إذ لا تنطبق عليه فكرة العوائد المتناقصة، حيث يزداد مع الاستعمال ولا يتناقص، هذا ويتم بناؤه جماعيًا من خلال المجتمع المدني، كما أنه ينتج عوائد مرغوبة في حد ذاتها بصرف النظر عن قيمتها الاقتصادية، ويرى Thomas كذلك أن رأس المال الاجتماعي هو قدرة المجتمع المحلي على العمل الجماعي الذي بدونه لا يمكن إنتاج أنواع رأس المال الأخرى أو تحسين نوعية الحياة، ومن ثم فيشتمل رأس المال الاجتماعي على قدرة وفعالية المنظمات الموجودة بالمجتمع المحلي، والعلاقات الموجودة بين المجتمعات المحلية نفسها، والتعاون بين المنظمات المحلية، وأماكن تجمع ولقاءات الناس، والاحتفالات المحلية، والجهود التطوعية، والشعور بالانتماء للمجتمع المحلي ونُظمه الحاكمة، وكل ما يجعل المجتمع ليس مجرد جمع من الأفراد.

وقدم Knack (2002a: 42)، مصطلحين لرأس المال الاجتماعي، الأول وهو رأس المال الاجتماعي الحكومي للإشارة إلى المؤسسات التي تؤثر على قدرة الناس على التعاون من أجل المنفعة المتبادلة، ويشمل قابلية تنفيذ العقود وسيادة القانون ومدى اتساع الحريات المدنية التي تسمح بها الدولة. والثاني وهو رأس المال الاجتماعي المدني والذي يشمل القيم والمعايير المشتركة، والشبكات والروابط غير الرسمية،  التي تؤثر على قدرة الأفراد على العمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة. بينما وصفت Sobel (2002 : 139)، رأس المال الاجتماعي هو الظروف التي يمكن للأفراد استخدام عضوياتهم في المجموعات والشبكات الاجتماعية لتامين حصولهم على الفوائد والمنافع.

في حين أوضح كل من Durlauf and Fafchamps (2004 : 5)، ثلاث حقائق مرحلية في تعريف رأس المال الاجتماعي وهي: يوّلد رأس المال الاجتماعي عوامل خارجية إيجابية لأعضاء الجماعة الواحدة، وتتحق هذه العوامل الخارجية الإيجابية من الثقة والمعايير والقيم المشتركة وأثارها المترتبة على السلوك المتوقع، وتنشأ الثقة والمعايير والقيم المشتركة من الأشكال غير الرسمية للمنظمات القائمة على الشبكات الاجتماعية والجمعيات كالاتحادات والنقابات وكل أشكال الجماعات غير الرسمية.

وقدم جامع (2010 : 335)، تعريفًا أكثر شمولًا لرأس المال الاجتماعي هوالمخزون الكامل المتكامل، فاعلًا كان أم كامنًا، من قدرات العمل الجمعي التي يمتلكها النظام العامل الذي قد يكون فردًا، أو جماعة، أو منظمة، أو مجتمعًا محليًا، أو مجتمعًا كبيرًا، أو دولة، أو حتى النظام العالمي نفسه، تلك القدرات التي تحقق أهداف هذا النظام بشقيها المادي والمعنوي وبدرجة عالية من الكفاءة والفاعلية، والتي تنتج من منشطات عديدة مثل كثافة شبكة العلاقات التفاعلية السائدة بين عناصر النظام الاجتماعي، ونوعية تلك العلاقات من حيث ارتباطها بأطراف قوية مفيدة للنظام، وسيادة مشاعر الانتماء والولاء والثقة والترابط والصلابة الاجتماعية والإيثار بين عناصر النظام، وفعالية نظم الثواب والعقاب الضابطة لمستويات الأداء العالية للنظام، وارتفاع مستويات المشاركة والمبادأة والإبداع بين عناصر النظام، وفعالية نظم القيادة والضبط والرقابة والتقييم في ظل نظام قيمي تتضح فيه أهداف النظام ومعاييره التي يحسن اعتناقها بين عناصر النظام.

وعلى الرغم من جملة التعريفات السابقة إلا أنه حتى الآن لم يتم الاتفاق على تعريف محدد لرأس المال الاجتماعي إلا إن البعض قد استخدمه للإشارة إلى درجة التماسك وجودة وكمية العلاقات الاجتماعية في مجتمع محدد ويتضمن رأس المال الاجتماعي على ذلك مكونين: مكون بنائي يشير إلى كثافة الأنشطة بين الجمعيات، ومكون معرفي يتضمن توقعات الدعم والتبادل والمشاركة والثقة (Kilkenny, 2008: 149-152)، وعليه فيمكننا أن نفرق بين ثلاث مستويات للعلاقات الاجتماعية: الأول (bonding) التماسك ويتواجد بين أفراد أو جماعات متشابهة في نفس الإطار الاجتماعي، الثاني (bridging) التجسير والذي يمكن الفرد أو الجماعة من التعامل غيرها من الجماعات أو الأفراد الأخرى، أما الثالث (linking) التكامل الجماعات أو الأفراد الأخرى في كل متناغم منسجم (Carroll, 2001 : 1-6).

ومن خلال العرض السابق نجد أن تعريف رأس المال الاجتماعي ليس بالمهمة السهلة، لأن رأس المال الاجتماعي يعني أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين، وقد تم اقتراح العديد من التعريفات المختلفة في الأدبيات والتي تم تناول بعضها أنفاً، حيث تتضمن معظم تعريفات رأس المال الاجتماعي واحدًا على الأقل، وفي حالات عديدة اثنين أو أكثر، مما يلي: الثقة، والشبكات وعضوية الأشكال الرسمية أو غير الرسمية للمجموعات، ومجموعة مشتركة من القواعد والمعايير التعاونية.

ولا يوجد تعريف متفق عليه لرأس المال الاجتماعي؛ حيث أنه يعتمد في سياقه على الانضباط ومستوى التحقيق للأهداف المشتركة، بينما يُلاحظ أن تعريفات رأس المال الاجتماعي متشابهة إلى حد كبير، إلا أن هناك فروقًا دقيقة، حيث تختلف باختلاف تركيزها أي حسب الهدف والغرض من استخدامه، أي المواد المضاف إليها رأس المال الاجتماعي فهو ليس منفرد ولكنه جزء من رأس المال، فهو يرتبط بتفسيرات ورؤى كثيرة كما أنه ينظر إليه من وجهات نظر مختلفة بعضها سياسي أو اجتماعي وأخر اقتصادي، بالإضافة إلى مصادر وتأثيرات رأس المال الاجتماعي.

ومع ذلك، فإن القاسم المشترك لمعظم تعريفات رأس المال الاجتماعي عبر التخصصات هو أن التركيز الأساسي كان على العلاقات الاجتماعية التي لها فوائد إنتاجية تعود على الأفراد والمجتمع، وإذا وضع معيار لتصنيف هذه التعريفات السابقة لرأس المال الاجتماعي فيقترح أن يكون هذا المعيار هو نوع العلاقات، حيث أن بعض التعريفات تركز على العلاقات الداخلية (أي الترابط)، والبعض الآخر على العلاقات الخارجية أو بين المجموعات (أي الجسور أو الربط)، والبعض الآخر على العلاقات الداخلية والخارجية.

3.1.2. إشكالية قياس رأس المال الاجتماعي:

هناك جدل كبير وجدل حول إمكانية قياس رأس المال الاجتماعي واستحسانه وإمكانية تطبيقه، ولكن بدون قياس مخزون رأس المال الاجتماعي، تظل خصائصه وإمكاناته غير معروفة  (Durlauf 2002b: 417)؛ (Falk & Harrison, 1998: 23) ، إن محاولات القياس معيبة بسبب مشاكل فصل الشكل والمصدر والنتائج (Adam & Roncevic, 2003: 157) ؛ (Onyx & Bullen, 2001: 48)؛ (Sobels et al., 2001: 267) ومن الأمثلة على ذلك الثقة، التي يُنظر إليها عمومًا على أنها أحد مكونات رأس المال الاجتماعي، حيث يربط بعض الباحثين معيار الثقة برأس المال الاجتماعي (Fukuyama, 1995 & 1997)، ويرى البعض الثقة كمصدر لرأس المال الاجتماعي (Putnam, et al., 1993: 98)، والبعض يراها شكلاً من أشكال رأس المال الاجتماعي(Coleman, 1988: 98) ، ويرى البعض أنها أصل جماعي ناتج عن رأس المال الاجتماعي المفسر على أنه أصل علائقي (Lin, 1999b: 468). وحدد Collier  (2002: 22) أن قياس رأس المال الاجتماعي صعب، إن لم يكن من المستحيل قياسه بشكل مباشر، وأنه للأغراض التجريبية فقط، فإن استخدام المؤشرات البديلة ضروري.

يحتوي رأس المال الاجتماعي على بُنى مجردة بطبيعتها وتتطلب تفسيرًا شخصيًا في ترجمتها إلى إجراءات تشغيلية، والتي هي دائمًا بدائل غير مباشرة للتركيبات المرتبطة بها ((Grootaert et al., 2002b: 9؛ (Narayan & Cassidy 2001: 60). ودعم هذا Callahan, 1996 ، موضحًا أنه في حين أنه من الصعب قياس رأس المال الاجتماعي بشكل مباشر، يمكن الاستدلال عليه من آثاره القوية، إن اختيار المؤشرات لقياس رأس المال الاجتماعي أيضًا محدد بنطاق المفهوم المستخدم واتساع وحدة الرصد والقياس المستخدمة (Collier, 2002: 23) ، ويعتبر رأس المال الاجتماعي مفهومًا معقدًا لدرجة أنه من غير المحتمل أن يتم تمثيله بأي مقياس أو رقم واحد، حيث تتطلب الأبعاد المتعددة مجموعات من المؤشرات لتكون فعالة (Cox & Caldwell, 2000: 45)، إن اعتبارات قياس رأس المال الاجتماعي تعكس حتمًا النقاشات المفاهيمية حول رأس المال الاجتماعي نفسه، على وجه الخصوص، ما إذا كان يمكن قياس رأس المال الاجتماعي على مستوى الفرد أو المجتمع (Baum & Ziersch, 2003: 320) .

من الواضح أن قياس رأس المال الاجتماعي له جاذبية جوهرية (Inkeles, 2000: 45)، ومع ذلك، كما يقول Fukuyama (2001: 12)، "أحد أكبر نقاط الضعف في مفهوم رأس المال الاجتماعي هو عدم وجود إجماع حول كيفية قياسه". إن قياس رأس المال الاجتماعي وتقييم مساهمته هما بالتأكيد في مهدهما (Fox, 1997: 964)، وقد أقترح Daniere وآخرون (Daniere, et al., 2002: 176) ، أن المقاييس الحالية لرأس المال الاجتماعي تخضع للنقد لأن الباحثين غالبًا ما يعرّفون المصطلحات بشكل مختلف ولأنه من الصعب تطوير دليل محدد ومتماسك وملموس على رأس المال الاجتماعي يفسح المجال للتحليل الكمي، وأيد هذا Durlauf, 2002a: 462)) كما أفترض أن العديد من التعريفات تمزج بين المفاهيم الوظيفية والسببية لرأس المال الاجتماعي وأن التعريفات السببية لرأس المال الاجتماعي ضرورية لتحليل تجريبي ناجح.

وحددت Pamela (Paxton, 1999: 110) حجم الفجوة الآخذة في الاتساع بين مفهوم رأس المال الاجتماعي وقياسه، فيبدو أن شعبية المصطلح وإنتشارة قد شجعت على استخدام فهارس غير متجانسة ومجمعة بشكل مفرط ((Knack, 2002b: 775، ونظرًا للطبيعة المجردة لرأس المال الاجتماعي والتعريفات المختلفة، غالبًا ما يتم قياسه بشكل غير متسق بين الدراسات المختلفة (Liu & Besser, 2003: 345)، حيث تقدم الدراسات السابقة القليل من الأسباب المنطقية لكيفية ارتباط مقاييسها لرأس المال الاجتماعي بالتعريف النظري لرأس المال الاجتماعي (Paxton, 1999: 111)، وافترض (Stone, 2001)  أنه لا توجد أدوات كافية للقياس التجريبي، وهذا مجال يتطلب مزيدًا من البحث، وقد حدد Cavaye (2004: 13) القضايا التالية في قياس رأس المال الاجتماعي التي لا تزال دون حل:

-         فهم واضح للسياق والغرض من قياس رأس المال الاجتماعي.

-         فهم قيود التقييم والقياس، والتأكد من أن تفسير المقاييس يتم ضمن هذه القيود.

-         الآليات العملية لتجميع ملاحظات المجتمع مثل تمثيل المجتمع والتغطية، وردود الفعل على المجتمعات، واستخدامها في صنع القرار المحلي، وقياس الموارد.

-         المقارنة المعيارية والمرجعية في مقابل مقاييس التغيير التدريجي في مستوى رأس المال الاجتماعي.

-         التعامل مع المعلومات والبيانات النوعية والتنوع والاختلاف والتعقيد لمختلف الأفراد وشبكة العلاقات بالمجتمع.

-         طبيعة ودقة وصرامة المؤشرات في قياسها لرأس المال الاجتماعي.

-         تفسير واستخدام معلومات القياس في تفسير مستويات رأس المال الاجتماعي.

-         كيف يمكن للتقييم نفسه أن يساهم في تعزيز رأس المال الاجتماعي وزيادة فعاليته في التنمية.

من ناحية أخرى، أفترض (2002a: 341-350) Grootaert and Van Bastalaer أنه من الممكن قياس رأس المال الاجتماعي وتأثيره، وزعم كل من (2000: 115) Onyx and Bullen  أنهما طورا مقياسًا موثوقًا وصالحًا لرأس المال الاجتماعي يسهل تطبيقه نسبيًا، حيث أدركا أن استخدام المؤشرات المثالية تعبر عن رأس المال الاجتماعي من خلال المواقف والتوقعات؛ ومن خلال الإجراءات والأنشطة المبلغ عنها والمسجلة والمراقبة؛ وبمقارنة تفسيرات الناس لكيفية حدوث الأشياء أو توقع حدوثها.

بينما أشار Cox and Caldwell (2000: 50) إلى أنه من الناحية المثالية يجب أن تستند مقاييس رأس المال الاجتماعي بشكل كامل إلى الإطار المفاهيمي للدراسة المحددة وربطها به، ووصف Cavaye (2004: 19) أن عند تطوير ُأطر عمل متسقة ذات مقاييس ثابتة وصارمة لا يوجد أفضل المؤشرات، بدلاً من ذلك فإن بعض الخصائص الرئيسية للدراسة هى من توجه اختيار المؤشرات مثل: النوعية المستهدفة للمتغير المراد قياسه، وقابلية القياس سهولته، والشمولية: أي تناول عدد مناسب من مقاييس الخصائص الاجتماعية، والموثوقية والصرامة والدقة، وأخيراً القدرة على الاستمرارية في تفسير المواقف المختلفة وأن تكون متسقة مع النظام سواء على المستوى المحلي أو الوطني، وهنا يكمن التحدي في تطويرمؤشرات لرأس المال الاجتماعي تتسق محلياً أو وطنيًا.

وقام بعض الباحثين بتطبيق مؤشرات مختلفة لرأس المال الاجتماعي في سياقات مختلفة، مثل:

-   مؤشر الثقة: (Cox & Caldwell 2000; Falk & Guenther 1999; Glaeser et al. 2000; Kolankiewicz 1996);

-   مؤشر العضوية:  (Baum and Ziersch 2003; O'Connell 2003; Price 2002; Warde et al. 2003; Wollebaek and Selle 2003)

-   مؤشر الثقة والعضوية:  (Lappe et al. 1997; Lochner et al. 2003; Veenstra 2002)

-   مؤشر الثقة والعضوية والمعايير المتبادلة: (Isham et al. 2002; Skrabski et al. 2003; Staveren 2003) 

-   مؤشر موارد الشبكات: (Zhao 2002)

وقدمGrootert  (2004: 95)، ستة مؤشرات هي:

1) العضوية في الجماعات والشبكات Groups and Networks، يركز هذا المؤشر على طبيعة مشاركة الأفراد في مختلف المنظمات الاجتماعية والشبكات غير الرسمية ومدى اسهام الفرد فيها ومدى استفادته منها، إلى جانب تنوع العضوية في تلك الجماعات كيفية اختيار قيادتها وكيفية تغير ارتباط الفرد بها عبر الزمن.

2) الثقة والتضامن Trust and Solidarity ، يتناول هذا المؤشر درجة الثقة بين الأفراد أثناء التفاعل الاجتماعي فيما بينهم، وكيفية تغير الثقة عبر الزمن.

3) الفعل الجماعي والتعاونCollective actions and Cooperation  ويعبر هذا المؤشر عن مدى عمل أفراد المجتمع مع الآخرين في مشروعات مشتركة، ومدى استجابتهم عند وقوع ازمة معينة.

4) المعلومات والتواصل Information and Communication ويعبر هذا المؤشر عن كيفية وصول الافراد للمعلومات وكيفية التواصل فيا بينهم.

5) التماسك الاجتماعي والاندماج Cohesion and Inclusion يعبر هذا المؤشر عن صور التفاعل الموجودة داخل المجموعات وبين المجموعات المختلفة، كما يعبر عن طبيعة ودرجة الاختلافات وآليات ادارة جماعات الأفراد.

6) التمكين والسلوك السياسي Empowerment and Political action يُشير هذا المؤشر إلى مدى تمتع الأفراد بالفاعلية والقدرة على التأثير في الأحداث السياسية المحلية والعالمية.

كما أشار Muntaner, et al. (2001: 86)، إلى أن مؤشرات قياس رأس المال الاجتماعي يمكن تلخيصها فيما يلي: 1) الطاقة الاجتماعية او المجتمعية. 2) الترابط الاجتماعي. 3) الشبكات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية. 4) المناخ المجتمعي. 5) الصداقات المرتكزة على تبادل الزيارات بين الاسر. 6) الموارد الاجتماعية.

             وقدمت Sandra  (43-42 :2005 Frank,) نماذج متعددة لقياس رأس المال الاجتماعي بعد قراءتها لعدد من التجارب في هذا السياق:

النموذج الأول: يقيس رأس المال الاجتماعي وفق أربع مؤشرات هي: المشاركة الاجتماعية (الانخراط في الجماعات والأنشطة الاجتماعية)، والدعم الاجتماعي الرسمي وغير الرسمي، والشبكات الاجتماعية (الأصدقاء - الأقارب – الزملاء)، والمشاركة المدنية والسياسية (الانشغال بقضايا المجتمع المدني، ممارسة العمل التطوعي، التصويت في الانتخابات بمستوياتها المختلفة).

النموذج الثاني: يحدد سبعة مؤشرات لقياس رأس المال الاجتماعي، وهي: الثقة، والتبادلية، والإحساس بالفاعلية والتعاون، وقبول التنوع والتسامح، والمشاركة الاجتماعية والمشاركة السياسية.

النموذج الثالث: فيركز بشكل أساسي على الشبكات الاجتماعية، فيحدد عمق رأس المال الاجتماعي بحجم الشبكة، وكثافتها، وتنوعها، واستمرار التواصل بين أعضاء الشبكة وقوته، والتقارب المكاني بين أعضاء الشبكة، ودور الشبكة في الاستفادة من الموارد المتاحة، التكامل داخل الشبكة، ثم المعايير الاجتماعية والقيم التي تحكم أعضاء الشبكة. ويتبين من النماذج السابقة أن عمق العلاقات الاجتماعية كما تتضح في الشبكات الاجتماعية المختلفة، والمشاركة المدنية والثقة، والمشاركة السياسية والقيم والمعايير الاجتماعية تمثل العناصر الأكثر بروزًا في قياس مفهوم رأس المال الاجتماعي.

وفي ضوء الاستعراض المرجعي السابق وبناءً على الإطار المحلي الذي نفذت فيه الدراسة، فإن قياس مستوى رأس المال الاجتماعي في هذه الدراسة أعتمد من أربعة مؤشرات رئيسية هي:

1)       مستوي المشاركة المجتمعية (الرسمية وغير الرسمية) Community Participation level.

2)       درجة رأسمال الثقة (في الحكومة، والقيادات المحلية، والتشريعات والقوانين، وأفراد المجتمع المحلي)   The degree of Trust.

3)       حجم شبكة العلاقات الاجتماعية للفرد (حجم شبكات الصداقة والزمالة داخل وخارج القرية، ودرجة التكافل والتعاون مع الآخرين)  Network and Relationships size for individual.

4)       درجة القيادية داخل المجتمع المحلي  Leadership degree within the local community.

4.1.2. الإسهامات الفكرية ومنظورات رأس المال الاجتماعي:

1.4.1.2. بيير بورديو Bourdieu, Pierre: يُشير Bourdieu عالم الاجتماع الفرنسي الذي توفي عام 2002، نجد أنه استخدم في مقالة له بعنوان: "أشكال رأس المال الاجتماعي" The forms of capital ترجمها Richard Nice ونشرت عام 1986 ضمن كتاب باللغة الإنجليزية حول نظريات وأبحاث لعلم الاجتماع للتعليم، حيث يشير إلى ان رأس المال الاجتماعي هو العضويات في مجموعة تزوّد كلا أعضائها بدعم رأس المال الذي تملكه المجموعة، أي ورقة اعتماد تجيز لهم الحصول على رصيد بالمعاني المختلفة للكلمة (Bourdieu, 1980 : 248-249)، ويتكون رأس المال الاجتماعي بالنسبة إليه من الالتزامات الاجتماعية (اتصالات)، التي هي قابلة للتحويل، في ظروف معينة، إلى رأس المال الاقتصادي"(Bourdieu, 1980 : 243).

ويجادل Bourdieu بأن العلاقة بين أشكال رأس المال تتغير من خلال مسارات الفضاء الاجتماعي، وهذا يؤثر على ما سماه Bourdieu "استراتيجيات إعادة التحويل reconversion strategies التي من الممكن أن تحول الأصول من شكل لرأس المال لشكل آخر عبر الزمن ويناقش بأن حجم رأس المال الاجتماعي التي يمتلكها الوكيل... يعتمد على حجم شبكة الاتصالات التي يمكنه تعبئتها بفاعلية وعلى حجم رأس المال الاقتصادي، الثقافي، أو الرمزي الذي امتلكه بحكم حقه الشخصي بكل هؤلاء الذين ارتبط بهم" (Bourdieu, 1980 : 244) ،على ما يبدو فإن برديو في استخدامه لتعريفه لرأس المال الاجتماعي ومكوناته جاء منسجمًا مع حاجته لإثبات رؤيته المتعلقة بتطوير نظريته المعروفة باسم نظرية الممارسة theory of practice أو نظرية السلطة الرمزية theory of symbolic power حيث شكلت الأساس في محاولته للتمييز بين أنواع عديدة من رأس المال.

فبالنسبة له فإن رأس المال الاجتماعي هو شكل واحد فقط من أشكال رأس المال الاقتصادي، والثقافي والاجتماعي (2011:35 Häuberer,)، فكان مهتما يتحدي الثنائيات النمطية التي وجدت في علم الاجتماع، لا سيما المتعلقة بالمادية والرمزية من أبعاد الحياة الاجتماعية ومحاولة تطوير نظريته جاءت بالأساس باهتمامه بدراسة الطبقة، فحسبما يرى كثير من الكتاب، فإن Bourdieu تأثر بماركس فالطبقة بالنسبة ل Bourdieu ، تشبه رؤية Marx، بأنها متكونة من عناصر مادية ترجع لعدم المساواة في توزيع الدخل والثروة، إلا أنه تميز عنه في أن الأخير ركز فقط على عدم المساواة المادية، فيما ركز Bourdieu على جوانب أخرى غير مادية.

لذلك نجد أن Bourdieu يشدد على أن الطبقة ليست فئة ذات بعد واحد التي يحصل فيها الناس على موقعهم في خريطة الطبقات الموجودة مسبقًا، وإنما يعرض الطبقة بشكل علائقي وحيوي باعتبارها مهتمة بالطرق التي يمكن خلالها للأفراد والجماعات أن ينتفعوا من مجموعة واسعة من الموارد التي تناسب تعاملهم مع الآخرين الذين يشبهونهم إلى حد ما، وتأخذ هذه الموارد شكل أنواع مختلفة من رأس المال، وتوزيع رؤوس الأموال في العلاقات الاجتماعية للسلطة التي توفر الأساس لبنية الطبقة.

ووفقًا ل  Bourdieuوفي اختلافه مع Marx، فإن رأس المال الاقتصادي ليس سوى شكل واحد من رأس المال، فالطبقات تكونت لدى التوزيع الاجتماعي لثلاثة أنواع رئيسية من رأس المال، رأس المال الاقتصادي: ومصادره توجد في الموارد المادية والأصول المالية مثل الدخل والثروة، ورأس المال الثقافي ومصادره توجد في الموارد على شكل السلع الرمزية النادرة والمهارات على سبيل المثال المهارات اللغوية أو المؤهلات التعليمية، ورأس المال الاجتماعي ومصادره توجد بحكم العضوية لشبكة على شكل علاقات اجتماعية بالإضافة للأشكال الثلاثة التي حددها لرأس المال فقد أضاف نوعًا رابعًا لرأس المال وهو "رأس المال الرمزي" وذلك في مقالة له نشرت في مجلة Berkeley للعلوم الاجتماعية بعنوان: "ما الذي يصنع الطبقة الاجتماعية ؟ حول الوجود النظري والعملي للمجموعات"What makes a social class? On the theoretical and practical existence of groups ويُشير رأس المال الرمزي" بالنسبة إليه على أنه: "الشكل المختلف لرأس المال يتخذ حالما ينظر إليه على أنه شرعي ومعترف به"(Bourdieu, 1987: 9).

ويلاحظ أنه غيّر قليلا في تعريفه السابق لرأس المال الاجتماعي حيث حدد في تعريفه اللاحق بأن مجموع الموارد الفعلية أو الظاهرية التي يقصدها هي تلك التي تعود على الفرد أو المجموعة، دون أن يترك التعريف دون تحديد كما فعل في تعريفه السابق، ونلمس ذلك من خلال ما قاله: "رأس المال الاجتماعي هو مجموع الموارد، سواء كانت فعلية أو ظاهرية، التي تعود على الفرد أو المجموعة بحكم امتلاك شبكة متينة من علاقات التعرف والاعتراف المتبادلة المُمأسسة تقريبًا"،

وقد أقر لاحقا أن رأس المال يمكنه أن يتخذ أشكالًا متنوعة لا غنى عنها "لشرح هيكل وديناميات المجتمعات المتباينة"(Bourdieu & Wacquant, 1992 : 19). إذن، يمكن ملاحظة كيف استخدم Bourdieu تعريفه لرأس المال الاجتماعي ليتناسب مع رؤيته التي حاول إثباتها في نظريته، وكيف جعل تعريفه لرأس المال أكثر تحديدًا، ليتناسب مع تطويره لنظريته، وإن كان يوجد من يرى أنه استخدم رأس المال الاجتماعي للدلالة على الطرق التي استعملت فيها مجموعات النخب اتصالاتها لإعادة إنتاج امتيازهم (2005:147 Ozturk,).

ويعتمد حجم رأس المال الاجتماعي الذي يتحصل عليه فاعل معين على حجم شبكة العلاقات التي يمكنه إدارتها بكفاءة، ويعتمد كذلك على كم رؤوس الأموال الأخرى كرأس المال الثقافي والرمزي والاقتصادي، التي يمتلكها الفاعلون الآخرون المشاركون في شبكة العلاقات  (Bourdieu, 1986:247)، وتستلزم عملية إعادة إنتاج رأس المال الاجتماعي حدًا أدنى من التجانس الموضوعي بين أعضاء الجماعة، كما تستلزم جهداً متواصلاً للحفاظ على تماسك الجماعة وتضامنها، وتستلزم كذلك مزيداً من الادراك والوعي المتبادل بين أعضاء الجماعة أيا كان شكلها (أسرة، أمة، جماعة، أو حزبا سياسيًا) (1986 : 248-249 Bourdieu,)، يتضح إذن أن برديو يؤكد على أن مفهوم رأس المال الاجتماعي يشير إلى الموارد التي يمتلكها الأفراد سواء أكانت موارد كمية أو كيفية، والتي يمكن أن تستخدم بطريقة إستراتيجية للحصول على مزايا وموارد أخرى إقتصادية على وجه الخصوص ولذلك فإن رأس المال الاجتماعي يمثل قوة تساعد على خلق وترسيخ مزايا اجتماعية للفاعلين 558) :2006  Turner,).

وتكشف رؤية Bourdieu لرأس المال الاجتماعي إذن عن أن قدرة الفرد على الوصول إلى موارد عبر رأس المال الاجتماعي" تعتمد على شبكة علاقاته الاجتماعية ( معارفه وانتماءاته المختلفة وعضويته في روابط ومؤسسات مختلفة)، وعلى قوة هذه العلاقات وثباتها، وعلى الموارد المتوفرة لشبكة العلاقات التي يقيمها الفرد . وهذا لا يعني أن الفرد يرث هذه الشبكة من العلاقات دون تدخل أو جهد منه صحيح أن الظروف الموضعية تحدد إطار الممكن لشبكة هذه العلاقات، لكن للفرد دوراً في تحديد سعة واستمرارية هذه العلاقات الانتماء أو عدم الانتماء لأحزاب أو نقابات أو نواد وجمعيات ...الخ)، لكن ليس كل العلاقات ودرجة تأثيرها وثباتها خاضعة لاختيار الفرد (نصر وهلال، 2007 : 9). لقد أعاد Bourdieu اكتشاف مفهوم رأس المال الاجتماعي، وساهم على تأسيس نظرية سوسيولوجية له، وكشف عن أهمية شبكة العلاقات الاجتماعية في انتفاع الفرد والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها من الموارد الاجتماعية المادية والرمزية.

2.4.1.2. جيمس كولمان Coleman, James: جاءت رؤيته لرأس المال الاجتماعي في سياق نظرية الاختيار العقلاني (الرشيد) Rational choice حيث يرى أن الاعتماد الاجتماعي المتبادل يتم بين الأفراد؛ لأنهم منشغلون بالأحداث والموارد التي يتحكم فيها الآخرون لتعظيم استفادتهم منها من خلال الاختيار العقلاني لأفضل الحلول الملائمة، وإذا استقرت العلاقات الاجتماعية الدائمة كعلاقات السلطة وعلاقات الثقة ستزداد أفعال التبادل (2011:37 Häuberer,)، ويُعد Coleman المؤسس الثاني لنظرية رأس المال الاجتماعي بعد Bourdieu ، حيث كان له دور كبير على تطور استخدام مفهوم رأس المال الاجتماعي، فجاء تعريفه لرأس المال الاجتماعي متناسبا مع حاجته من استخدامه، وقد طوّر تعريفه لرأس المال الاجتماعي مع أعماله المختلفة، حيث استخدم في مقالة له بعنوان: "عائلات ومدارس" Families and schools نشرت عام 1987 في مجلة الباحث التعليمي Educational Researcher، تعريفه لرأس المال الاجتماعي في مجال التعليم على أنه المعايير، والشبكات الاجتماعية، والعلاقات بين البالغين والأطفال التي هي ذات قيمة بالنسبة للطفل الناشئ (Coleman, 1987 : 36) .

وجاء استخدامه لهذا التعريف منسجمًا مع حاجته كي يثبت صحة رؤيته، والتي تتلخص في أن الأسُر في المجتمع الأمريكي وعلى جميع المستويات الاقتصادية تزداد سوءًا بالنسبة لتجهيزات المدارس التي صممت لاستيعاب زيادة أعداد الجيل القادم، حيث أشار إلى أن هناك عناصر مفقودة من المنزل والمجتمع، مثل رأس المال الاجتماعي الذي يحتاجه الأطفال والشباب، وأراد أن يثبت بأن هناك حاجة لزيادة رأس المال الاجتماعي المتاح للجيل القادم وإيجاد نهج لفعل ذلك، فرأس المال الاجتماعي يظهر داخل الأسرة وخارجها، فدراسة التعليم بالنسبة لColeman يمثل أقوى تعبير عن الموارد التي تولدها العلاقات، والقيم والثقة التي تشكل رأس المال الاجتماعي.

وفي مقالة أخرى لColeman نشرت عام 1988 في American Journal of Sociology، تحت عنوان: رأس المال في إيجاد رأس المال البشري"Social Capital in the Creation of Human Capital سيجد أنه استخدم تعريفًا وظيفيًا لرأس المال الاجتماعي حيث عرّفه أنه ليس كيانًا واحدًا ولكن مجموعة متنوعة من مختلف الكيانات، مع وجود عنصرين مشتركين: إنها جميعا تتألف من بعض جوانب البُنى الاجتماعية، وتسهل أفعال معينة للجهات الفاعلة، سواء أكانوا أشخاصًا أو شركات داخل البُنى (Coleman, 1988 : 98)، وحاول من خلال مقالته أن يميز بين رأس المال الاجتماعي ورأس المال البشري ودور الأول في تشكيل الأخير، فوجه التشابه من وجهة نظره أن كلامهما منتج، أما الفرق الرئيسي إن رأس المال البشري والمالي والمادي هي سلع خاصة بينما أن رأس المال الاجتماعي هي سلع عامة (Coleman, 1988 : 116).

يكشف التعريف السابق أنه ينظر لرأس المال الاجتماعي باعتباره جزءًا من البناء الاجتماعي، يقوم بتسهيل أفعال معينة للفاعلين وهم بدورهم جزء من هذا البناء، وبذلك فإنه يمثل موردًا خاصًا لهم، (2011:38 Häuberer,) ويرى Coleman أن اعتبار علاقة ما رأس مال يعتمد على ما إذا كانت تؤدي وظيفة لأفراد معينين منخرطين في أنشطة محددة، فرأس المال الاجتماعي يمثل موارد واقعية أو محتملة تُجنى من العلاقات الاجتماعية (2001:23 Lin,).

وأشار إلى أن لرأس المال الاجتماعي ثلاثة أشكال هي: الإلتزامات والتوقعات، وقنوات المعلومات، والمعاييرالاجتماعية. إن الهدف الأكبر من استخدامه لرأس المال الاجتماعي كي يثبت أن رأس المال الاجتماعي يشكل مصدرًا للأشخاص والفاعلين، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال قوله: "إذا بدأنا بنظرية الإختيار العقلاني، والتي خلالها يسيطر الفاعل على مصادر محددة ويهتم بمصادر وأحداث محددة، عندها فإن رأس المال الاجتماعي يشكل نوعا محددًا من المصادر المتوفرة للفاعل" (Coleman, 1988 : 98).

وحتى يبين أن رأس المال الاجتماعي مصدرًا للأشخاص، أورد عددًا من الأمثلة من الواقع، وهي بيع الألماس في إحدى مناطق نيورك تدل على وجود ثقة وروابط دينية وعائلية في هذه السوق تسهل فحص الألماس وتبادله دون الحاجة لعقود مكلفة، ومثال آخر حول مقال نشر في صحيفة التربيون بخصوص طالب كوري متطرف، أفكاره المتطرفة انتقلت إليه عبر مجموعات تشكلت من أشخاص من نفس الحلقات الدرأسية، والمدرسة، والكنيسة والبلدة بذلك فهذه المجموعة تبقى شكل من أشكال رأس المال الاجتماعي حتى لو كانت ضارة، والمثال الثالث حول امرأة لستة أطفال انتقلت مع عائلتها من ديترويت للعيش في القدس، وبدأت تشعر بأمان حول إرسال ابنها الصغير للمتنزه أو باص المدرسة وغيره دون إشراف، فرأس المال الاجتماعي في ديترويت يختلف عنه في القدس، والمثال الأخير الذي تناوله عن سوق خان الخليلي في القاهرة حيث يرشد تاجر للجلد لزبون يسأل عن مجوهرات إلى تاجر المجوهرات الذي تربطه به علاقة أو صلة (Coleman, 1988 : 98-100).

وفي كتابه بعنوان أسس النظرية الاجتماعية Foundations of Social Theory ، عرّف رأس المال الاجتماعي بأنه مجموعة متنوعة من الكيانات التي لها سمتان مشتركتان وتتكون جميعها من بعض جوانب البنية الاجتماعية، وتسهّل أفعال محددة للأفراد الذين هم داخل البنية نلاحظ أن استخدام Coleman لرأس المال الاجتماعي جاء متوافقاً مع حاجته لإثبات صحة رؤيته المتعلقة بإعادة صياغة نظرية الاختيار العقلاني من خلال الجمع بين مبادئ الاختيار العقلاني الفردية مع المفهوم السوسيولوجي للعمل الجماعي، وإن كنا لمسنا بداية هذه الرؤية لإعادة صياغة نظرية الإختيار العقلاني في مقالته عام 1988، فإنها تصبح أكثر وضوحا في كتابه.

وأوضح العلاقة بين رأس المال الطبيعي ورأس المال البشري ورأس المال الاجتماعي، فيقول إن مفهوم رأس المال الطبيعي الذي يتجسد في الأدوات والآلات وغيرهما من معدات الإنتاج يمكن أن يتسع ليشمل رأس المال البشري أيضا، وإذا كان رأس المال الطبيعي يتم خلقه بإحداث تغييرات في المادة لصناعة أدوات تسهل عملية الإنتاج، فإن رأس المال البشري يتم انتاجه بتغيير سمات الأشخاص من خلال تطوير مهاراتهم وقدراتهم التي تجعلهم يتصرفون على نحو مختلف، ورأس المال الاجتماعي بدوره يتم انتاجه عندما تعمل العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص على تغيير وتيسير الفعل الاجتماعي، إن رأس المال الطبيعي مادي وملموس كاملًا، ورأس المال البشري أقل وضوحًا ماديًا حيث يتجسد في المهارات والمعارف التي يكتسبها الفرد، ورأس المال الاجتماعي أقلهما ملموسية حيث يتجلى في العلاقات بين الأشخاص، يعمل رأس المال البشري ورأس المال الطبيعي على تيسير النشاط الإنتاجي، ويعمل رأس المال الاجتماعي على تدعيم ذلك، فعلى سبيل المثال الجماعة التي يظهر أعضائها الإخلاص والثقة العميقة فيما بينهم ستكون أكثر قدرة على الإنجاز من جماعة أخرى تفتقد هذه السمات (305-Coleman,1990:304).

مما سبق يتضح أن Coleman تبع خطى Bourdieu من حيث تأكيده على كيفية استخدام الأفراد العلاقات الاجتماعية من أجل الحصول على عوائد أفضل، كما اهتم بالطبيعة المجتمعية لرأس المال الاجتماعي بتركيزه على مفاهيم الثقة والمعايير والتبادلية والجزاءات باعتبارها من صور رأس المال الاجتماعي خلافًا ل Bourdieu الذي ركز بشكل أكبر على الطبيعة الفردية، وقد ظهر الاتجاه الوظيفي واضحًا في تحليل Coleman لرأس المال الاجتماعي.

3.4.1.2. روبرت بوتنام Putnam, Robert: استند في رؤيته لرأس المال الاجتماعي على أفكار Coleman  حيث تتمثل فكرته الأساسية في أن الشبكات الاجتماعية تتضمن قيمة للأفراد، فالعلاقات الاجتماعية تشبه رأس المال البشري والطبيعي في أنها تؤثر في انتاجية الأفراد والجماعات، فرأس المال الطبيعي يوجد في الأدوات الطبيعية، ورأس المال البشري هو ما يملكه الأفراد من قدرات، ورأس المال الاجتماعي يتمثل في العلاقات بين الأفراد والتي بدورها تشكل الشبكات الاجتماعية، ومعايير التبادل الاجتماعي، والثقة بين أفراد المجتمع، إن خصائص الحياة الاجتماعية تلك تمثل جوهر رأس المال الاجتماعي، وهي التي تسمح للأفراد بالعمل معًا بشكل أكثر كفاءة لتحقيق الأهداف المجتمعية (2011:53 Häuberer,)، وجاءت الأفكار الرئيسية لPutnam حول رأس المال الاجتماعي، في ثلاثة أعمال هي:

-         كتاب بعنوان جعل الديموقراطية تعمل التقاليد المدنية في إيطاليا الحديثة Making Democracy Work: Civic Traditions in Modern Italy في عام ۱۹۹۳.

-         مقال نشر في مجلة الديموقراطية عام ۱۹۹٥ بعنوان لعب البولينج منفردًا: رأس المال الاجتماعي الأمريكي المتدهور Bowling alone: America' Declining Social Capital .

-         كتاب لعب البولينج منفردًا: إنهيار وإحياء المجتمع الأمريكي Bowling alone: The collapse and revival of American community وصدر في عام ٢٠٠٠.

إن أهم ما يميز تحليل Putnam لرأس المال الاجتماعي عن Bourdieu هو نقله من المستوى الفردي إلى المستوى المجتمعي، بمعنى أن Bourdieu تناول رأس المال الاجتماعي باعتباره رأسمال فردي، أما Putnam فقد نظر إليه باعتباره رأس مال مجتمعي، فقد ربط بين رأس المال الاجتماعي ومستوى المدنية في المجتمعات المحلية كالبلدة والمدينة وحتى المجتمع العام. (نصر وهلال، ۱۲:۲۰۰۷) ؛ )1998:18 Portes,).

وفي كتاب جعل الديموقراطية تعمل حاول Putnam تفسير الفجوة التاريخية بين شمال إيطاليا وجنوبها من حيث الأداء الاقتصادي والفعالية الحكومية، فوجد في مفهوم رأس المال الاجتماعي ضالته، حيث أكد أن التقاليد الطويلة من المشاركة المدنية التي ميزت شمال إيطاليا والتي تجسدت في المستويات العالية من المشاركة في النوادي الرياضية الجمعيات التطوعية وأنماط التعاون الاجتماعي منذ القرن الثالث عشر هي التي أنتجت أكبر مخزون من من رأس المال الاجتماعي، وهو ما أسهم بدوره في التقدم الملحوظ للشمال الإيطالي (نادية أبوزاهر، 2010 : 7)؛Boix & Posner, 1996: 16) )، إن القضية الأساسية التي يطرحها Putnam في هذا السياق أننا إذا أردنا أن نتنبأ بكفاءة التعاون الاجتماعي في مجتمع ما، فإننا يجب أن نحصي عدد المؤسسات المدنية فيه، فكلما زاد عدد تلك المؤسسات، كلما تعاظمت قدرة أعضاء المجتمع على تجاوز العقبات والتكافل من أجل المصلحة العامة، ولذا فإن مثل ذلك التعاون والتكافل يُعد مكونًا جوهريًا للحكم الصالح، أو على الأقل فإن كثافة المشاركة المدنية في مجتمع ما لها نتائج عميقة على نوعية حياتها السياسية Boix & Posner, 1996: 3) ).

وقدم Putnam تعريفه المبدئي لرأس المال الاجتماعي بناء على دراسته للمجتمع الإيطالي بأنه سمات التنظيم الاجتماعي مثل الشبكات والمعايير والثقة التي تيسر الفعل والتعاون من أجل تحقيق المنافع المتبادلة، يمكن أن تحسن من كفاءة المجتمع في تسهيل أعمال منسقة، إن العمل المشترك يُعد أمرًا سهلًا في مجتمع ينعم بمخزون كبير من رأس المال الاجتماعي (1998:18 Portes)، ويرى Putnam أن رأس المال الاجتماعي يتضمن جوانب فردية وأخرى اجتماعية، فالأفراد يقيمون علاقات اجتماعية لدعم مصالحهم، فالكثير من الأفراد قد لا يجدون عملًا مناسبًا بسبب ضعف شبكة علاقاتهم رغم امتلاكهم رأس مال بشري جيد، ومن ناحية أخرى يُعد رأس المال الاجتماعي سببًا مهما للعمل في الوظائف المرموقة في الدولة أو القطاع الخاص، وأوضح Putnam أن رأس المال الاجتماعي أكثر أهمية في استقرار الحكومات وكفاءتها من رأس المال الطبيعي والبشري (2011:53 Häuberer,).

وبعد سنتين تقريبًا من صدور كتابه استخدم Putnam في مقالته المنشورة عام 1995 بعنوان "اللعب المنفرد للبولنج : تدهور رأس المال الأمريكي الاجتماعي"، نفس التعريف الذي استخدمه في كتابه عام 1993، إلا أن مقالته هذه المرة اقتصرت على الولايات المتحدة الأمريكية، حيث توصل إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت انهيارًا غير مسبوق في كل من الحياة المدنية والاجتماعية والتجمعية والسياسية منذ الستينيات من القرن العشرين مما استتبع عدد من النتائج الخطيرة، حيث يناقش: "على الأقل في أمريكا، لا يوجد سبب للشك في أن هذه الديمقراطية قد تكون مرتبطة بانهيار كبير ومستمر من المشاركة المدنية التي بدأت قبل ربع قرن من الزمان، وينبغي أن يكون على رأس جدول أعمالنا العلمية مسألة ما إذا كان تآكل رأس المال الاجتماعي موجود في الديموقراطيات المتقدمة الأخرى، وربما في مظاهر سلوكية ومؤسسية مختلفة، وعلى رأس جدول الأعمال الأمريكي يجب أن يكون السؤال عن كيفية عكس هذه الاتجاهات المتنوعة في الترابط الاجتماعي، وبالتالي إعادة الثقة والمشاركة المدنية والمجتمع المدني (Putnam, 1995 : 68-70).

الفكرة الأساسية التي سعى Putnam أن يوصلها من خلال مقالته هي أن هناك دلائل على بداية انهيار "رأس المال الاجتماعي الأمريكي"، فهو يحاول إثبات فكرته من خلال ما أورده من مؤشرات تدل على أن الشعب الأمريكي أصبح انخراطه في الشبكات والمؤسسات الاجتماعية والسياسية في انخفاض مستمر، وبالتالي لاحظ بأن المجتمع المدني الأمريكي بشكل خاص خلال العديد من العقود الماضية تدهور بشكل ملحوظ، ودعا Putnam استنادًا للمؤشرات السابقة إلى أن يكون على أولويات البحث الأكاديمي في العلوم الاجتماعية كيفية وقف التراجع في رأس المال الاجتماعي، واستعادة المشاركة المدنية والثقة اللتين تعرضتا للتآكل Eroding بشكل كبير وذلك من خلال فهم أسباب ذلك التراجع، ويرى Putnam أن مفهوم المجتمع المدني Civil Society يمثل كلمة السر في استعادة رأس المال الاجتماعي (1995:78 Putnam,)

وفي كتابه لعب البولينج منفردًا: إنهيار وإحياء المجتمع الأمريكي يطرح Putnam أهم آراؤه النظرية في رأس المال الاجتماعي بعد أن جمع مزيدًا من الشواهد على انهيار رأس المال الاجتماعي الأمريكي، فيطرح تعريفًا آخر لرأس المال الاجتماعي بأنه يشير إلى الترابط بين الأفراد، وإلى الشبكات الاجتماعية، ومعايير التبادلية والثقة التي تنتج عن تلك الشبكات، بهذا المعنى فإن رأس المال الاجتماعي قريب الصلة بما سماه البعض بالفضيلة المدنية Civic virtue ويكمن الفرق بينهما في أن رأس المال الاجتماعي يشير إلى حقيقة أن الفضيلة المدنية تكون على أشد حالاتها عندما تكون مغروسة في شبكة علاقات متبادلة، فالمجتمع الذي يضم العديد من الأفراد الأفاضل ن ولكنهم منعزلين لا يكون بالضرورة مجتمعا غنيا برأس المال الاجتماعي، وقد أحدثت رؤية Putnam تحولًا في المفهوم، بحيث لم يعد التركيز منصبًا على وجود علاقات السلطة واللامساواة الناتجة عن تباين الأفراد فيما يملكونه من رأس المال بأنواعه المختلفة، وإنما أضحى التركيز على توجهات وقيم عامة كالثقة بالآخرين، والتسامح، والتبادلية القائمة على الانتماء المشترك (نصر وهلال : ١٢:٢٠٠٧).

وفي سياق تحليله لرأس المال الاجتماعي يُفرق Putnam بين شكلين لرأس المال الاجتماعي:

-         الأول أطلق عليه رأس المال الاجتماعي الترابطي Bonding يربط بين أفراد متشابهين، ويظهر في التنظيمات الدينية، والإثنية وموجه إلى داخل الجماعة، ويعمل على تأكيد الهوية وتدعيم التجانس داخل الجماعة.

-         الثاني رأس المال الاجتماعي التجسيري Bridging فيربط بين أفراد شديدي التباين ويوجه إلى خارج الجماعة ويربط بين أفراد من مختلف الطبقات الاجتماعية ويتجلى ذلك الشكل في الحركات المدنية، والجماعات الدينية المسكونية (العالمية) التي تدعو للتقارب والتفاهم بين مختلف الكنائس (2011:57 Häuberer,).

ويرى Putnam أن رأس المال الاجتماعي الترابطي يتشكل من شبكات ذات علاقات اجتماعية شخصية وحميمية، تقوم بين أفراد العائلة والأصدقاء المقربين، أما في النوع الثاني فإن العلاقات أقل حميمية مثل علاقات العمل وعلاقات المعارف وأصدقاء الأصدقاء، ويترتب على كل شكل من رأس المال صورة ما من المنافع التي يمكن للفرد الحصول عليها، فقد يترتب على الشكل الأول توفير الرعاية الصحية للفرد في مرحلة الطفولة والشيخوخة والمرض، وقد يترتب على الشكل الثاني خلق فرص للعمل ... وهكذا. (نصر وهلال،2007 : 12)، ويؤكد Putnam أن رأس المال الاجتماعي التجسيري هو الذي يكون رأس مال اجتماعي إيجابي يسهم في تحقيق الديموقراطية، إذ يكتسب الأفراد من خلال عضويتهم مجموعة من المهارات والمعارف والعلاقات الاجتماعية، بما يولد لديهم نوعاً من الثقة المجتمعية تدفعهم للمشاركة في الحياة العامة، والتأثير في صنع القرار، بما يدعم الديموقراطية. (إنجي عبدالحميد، 2010 : 45).

ويحدد Putnam أهم العناصر المكونة لرأس المال الاجتماعي في ثلاثة مؤشرات أساسية وهي الثقة التي يعتبرها أهم مكونات رأس المال الاجتماعي، وثمة علاقة طردية بين ارتفاع معدل الثقة بين الأفراد وحدوث التعاون الاجتماعي، وهناك عاملان مترابطان يسهمان في نمو الثقة في المجتمع الحديث المعقد وهما معايير التبادلية والمشاركة المدنية، وهما بدوريهما يمثلان المؤشرين الآخرين لرأس المال الاجتماعي، ويوضح Putnam أن عمق شبكات المشاركة المدنية يسهم في تعزيز الثقة من جهة وتعزير معايير التبادلية من جهة أخرى، كما أن معايير التبادلية يرسخ قيمة الثقة المجتمعية، ويوضح الشكل التالي جدلية العلاقة بين تلك المكونات الثلاثة (59-2011:54 Häuberer,)

إن الاستخلاص الذي خرج به Putnam ووجهه لصانعي القرارات هو أن للانتماء لمجموعات منظمة والمشاركة المنتظمة في نشاطاتها مردود إيجابي على صحة الفرد وعمره وعلى رفاهيته، كما يترتب عن تقوية رأس المال الاجتماعي، فيما يترتب، تحسين الأداء التعليمي وتراجع معدلات الجريمة بما يوفره هذا على موازنة الدولة - وهو بالتالي يقلص من تدخل الدولة في الرعاية الاجتماعية- كما أن تراجع النشاط الذي يتم ضمن مجموعات - انتساب ونشاط أقل في النوادي، ممارسة أقل للمرأسم الدينية المنتظمة، مشاركة أقل في النقابات والروابط المهنية، تخصيص وقت أقل للتسامر الاجتماعي، المساهمة الأقل في النشاطات الخيرية من حيث نسبتها من الدخل، وثقة أقل في الجيران- يهدد ليس نوعية الحياة فحسب، بل والحياة الديمقراطية. (نصر وهلال، 2007: 14-15).

ومن كل ما سبق نجد أن هناك تكامل بين رؤى المنظرين الثلاثة Bourdieu وColeman و Putnam ، بحيث يمكن القول إن أطروحاتهم على تنوعها تمثل قوام نظرية رأس المال الاجتماعي، حيث كان تفسيرهم لنظرية رأس المال الاجتماعي يدور في إطار الوصول للموارد المتاحة من خلال الشبكات الاجتماعي، وذلك من خلال الاستثمار في الشبكات الاجتماعية، (Lin, 1999 : 30) وتراوح مستويات التحليل لديهم ما بين الفردي والاجتماعي (محليًا و/أو وطنيًا) وعالميًا مؤخرًا.

في النهاية نجد أن رأس المال الاجتماعي رغم تعدد مفاهيمه وتعاريفه وتفسيراته النظرية لا يتوقف مفهومه وحيازته في الأفراد أنفسهم، ولا أيضًا في كمية الفوائد المادية والمعنوية وحدها وإنما يكمن في تركيب شبكة العلاقات والروابط النفعية بين الأشخاص والمجموعات داخل الجهاز الاجتماعي والمستغلة لتسهيل العمليات وتحصيل الموارد والأهداف الموضوعة إذن الميزة المشتركة بين غالبية التفسيرات أنها تركز علي العمل الاجتماعي والمشاركة الايجابية، وبالتالي رأس المال الاجتماعي قد يكون: الطاقة الاجتماعية الروح المجتمعية السائدة في المجتمع، الترابط الاجتماعي المنظمات الرسمية والغير الرسمية، حسن الجوار، الصداقة والعلاقات الأسرية إلي غيرها من المعايير التي تمنع المجتمع من الانهيار وتشد جوانبه بعضًا إلي بعض، وهو ملازم للعلاقات والروابط الاجتماعية التي تجمع الأشخاص فيما بينهم والمجموعات، وهو يكمن في مجموع الشبكات والقواعد والقيم المحققة للثقة والتبادل المشترك والنشاط المتعاون للأعمال والمعلومة، والتي يسير وفقها المتعاملون والمؤسسات لأجل الوصول للأهداف المشتركة.

1. الفروض البحثية للدراسة  Research hypotheses:

1.3. توجد علاقة إقترانية بين مستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين بمنطقة الدراسة (المتغير التابع) من جانب؛ وبين كل من سن المبحوث، الحالة الزواجية، حجم الأسرة، المستوي التعليمي للمبحوث، المهنة للمبحوث، المستوي المعيشي للوحدة المعيشية، درجة الإنفتاح الجغرافي علي العالم الخارجي، درجة الإنفتاح الثقافي علي العالم الخارجي، دافعية المشاركة، درجة التطوعية الفردية، السلوك البيئي، درجة التدين، درجة المعوقات والضغوط الحياتية، درجة انتماء المبحوث للمجتمع المحلي الذي يعيش فيه، الإتجاه نحوالعمل الزراعي، التكيف الاجتماعي في المجتمع المحلي، الرضا عن الخدمات في المجتمع المحلي؛ كل علي إنفراد من جانب أخر.

2.3. يوجد أثر تمييزي تصنيفي ذو دلالة إحصائية للمتغيرات المستقلة المتمثلة في كل من سن المبحوث، الحالة الزواجية، حجم الأسرة، المستوي التعليمي للمبحوث، المهنة للمبحوث، المستوي المعيشي للوحدة المعيشية ، درجة الإنفتاح الجغرافي علي العالم الخارجي، درجة الإنفتاح الثقافي علي العالم الخارجي، دافعية المشاركة، درجة التطوعية الفردية، السلوك البيئي، درجة التدين، درجة المعوقات والضغوط الحياتية، درجة انتماء المبحوث للمجتمع المحلي الذي يعيش فيه، الإتجاه نحوالعمل الزراعي، التكيف الاجتماعي في المجتمع المحلي، الرضا عن الخدمات في المجتمع المحلي؛ في تمييز وتصنيف مستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين في منطقة الدراسة.

3.3. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مستويات رأس المال الاجتماعي للمبحوثين بمنطقة الدراسة بالنسبة للمتغيرات المستقلة المتمثلة في كل من سن المبحوث، الحالة الزواجية، حجم الأسرة، المستوي التعليمي للمبحوث، المهنة للمبحوث، المستوي المعيشي للوحدة المعيشية، درجة الإنفتاح الجغرافي علي العالم الخارجي، درجة الإنفتاح الثقافي علي العالم الخارجي، دافعية المشاركة، درجة التطوعية الفردية، السلوك البيئي، درجة التدين، درجة المعوقات والضغوط الحياتية، درجة انتماء المبحوث للمجتمع المحلي الذي يعيش فيه، الإتجاه نحوالعمل الزراعي، التكيف الاجتماعي في المجتمع المحلي، الرضا عن الخدمات في المجتمع المحلي؛ كل علي إنفراد من جانب أخر.

4.3. يُسهم كل متغير من المتغيرات المستقلة المتمثلة في كل من سن المبحوث، الحالة الزواجية، حجم الأسرة، المستوي التعليمي للمبحوث، المهنة للمبحوث، المستوي المعيشي للوحدة المعيشية، درجة الإنفتاح الجغرافي علي العالم الخارجي، درجة الإنفتاح الثقافي علي العالم الخارجي، دافعية المشاركة، درجة التطوعية الفردية، السلوك البيئي، درجة التدين، درجة المعوقات والضغوط الحياتية، درجة انتماء المبحوث للمجتمع المحلي الذي يعيش فيه، الإتجاه نحوالعمل الزراعي، التكيف الاجتماعي في المجتمع المحلي، الرضا عن الخدمات في المجتمع المحلي؛ إسهامًا متفردًا في شرح جزء من التمييز والتصنيف في مستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين في منطقة الدراسة.

5.3. الدالة التمييزية لمستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين بمنطقة الدراسة لها قدرة على التصنيف والتنبؤ.

وتم إختبار الفروض البحثية السابقة في صورتها الإحصائية كالتالي:

أولا: فروض العلاقات الإقترانية، فقد تم تحويلها إلى فروض إحصائية في صورتها الصفرية، حيث تم إختبار كل منها كما يلي:

H_o: V₁ is independent of V₂

H_a: V₁ is dependent on V₂

ثانياً: الفروض الإحصائية للتمييز والتصنيف للمتغير التابع ومساهمة المتغيرات المستقلة في تصنيف المتغير التابع تأخذ الشكل التالي:

H_o: µ₁ = µ ₂ = µ ₃ … µ _k

H_a: At least one of these (µ _i) are not equal

H_o:S₁ = S₂ =Σ₃...=S_k

H_a: At least one of these (Σ _i) are not equal

H_o: a₁=a₂=a₃= …=a_k= 0

H_a: At least one of these (a_i) ≠ 0

ثالثاً: الفروض الاحصائية لقدرة الدوال التمييزية على التصنيف:

H_o: µ₁ = µ ₂

H_a: µ₁ ≠ µ ₂

4.الأسلوب البحثي Methodology:

1.4.  منطقة الدراسة: أجريت هذه الدراسة بإحدي المناطق المستصلحة الهامة بمصر وهي مراقبة بنجر السكر (أيمن النصر) وقد تمثلت أهم أسباب اختيار منطقة أيمن بنجر السكر لإجراء البحث عليها فيما يلي:

1-       إن المجتمعات الجديدة هي أمل مصر في التوسع الأفقي لإستيعاب الزيادة السكانية المستمرة والمتفاقمة، وكذا سد الفجوة الغذائية الناجمة عن تلك الزيادة.

2-       تنطوي منطقة بنجر السكر علي قطاعات مختلفة تتمايز فيها بينها وفقاً لطبيعة التربة الزراعية، ونظم الري المتبعة، والنمط المحصولي السائد، ونوعية المستوطنين (وجود جميع فئات التوطين)، وهذه المتغيرات جميعًا إذا ما أخذت في الاعتبار فإنها قد تساهم في تقديم صورة أكثر شمولًا للعوامل المحددة لمستوى رأس المال الاجتماعي.

2.4.  الشاملة والعينة: تشمل منطقة أيمن بنجر السكر27 قرية يبلغ اجمالي مساحتها 37728 فدان، ويبلغ اجمالي عدد الحائزين بها 6210 حائزًا منهم 5016 خريجًا و 1194 منتفعًا، وتم تصنيف قري منطقة أيمن بنجر السكر إلي ثلاث فئات وهي فئة الخريجين فقط، وفئة المنتفعين فقط، وفئة الخريجين والمنتفعين، وذلك حسب ترتيب النسبة المئوية لكل قرية من حيث عدد ونوعية المستوطنين ،وتم اختيار فئة قُرى الخريجين والمنتفعين، والتي تضم القرى التي بها (31%:50%) من الخريجين، وتم إختيار قرية سيدنا أيوب لأن بها 44% من عدد المستوطنين خريجين، و56% من عدد المستوطنين منتفعين، وهي نسبة متقاربة مما يجعلها الإختيار الأفضل في فئتها، ونظراً لصغر حجم أرباب الوحدات المعيشية النسبي بالقرية المختارة، وعليه تم تحديد مفردات العينة من القرية المختارة (قرية سيدنا أيوب) بما يعادل نسبة 40% من شاملتها، والتي تبلغ 339 أسرة، وبالتالي تكون العينة 136 مفردة من قرية سيدنا أيوب مع مراعاة تمثيل نسبة الخريجين والمنتفعين بالقرية بنسبتهم في شاملة القرية عند إختيار مفردات العينة، وهى (60 مفردة من الخريجين بنسبة 44% من عدد الخريجين بالقرية، و 76 مفردة من المنتفعين بنسبة 56% من عدد المنتفعين بالقرية)، (جهاز التنمية وشئون الخريجين بالنوبارية، 2022، بيانات غير منشورة).

3.4. أساليب جمع البيانات: تم إستغلال مصادر البيانات الثانوية: عن طريق المصادر الرسمية مثل بيانات وتقارير وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي وتقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ومديرية الزراعة بمنطقة الدراسة، وكذلك بيانات وتقارير إدارات شئون التعاون الزراعي المختلفة بالإضافة إلي البيانات التي تم الحصول عليها من مراكز الدعم الفني بمنطقة الدراسة، ولتحقيق أهداف الدراسة تم تصميم صحيفة إستبيان خاصة بعينة الدراسة، وتم جمع البيانات من أفراد العينة البحثية المختارة عشوائياً عن طريق المقابلة الشخصية، وبعد الإنتهاء من جمع البيانات ومراجعتها تم تصميم دليل لترميزها، وعلي أساسه تم تفريغ البيانات يدوياً، ثم تم إدخالها في الحاسب الآلي تمهيداً لتحليلها وذلك بالإستعانة بالبرنامج الإحصائيSPSS  وأيضاً برنامج Microsoft Excel.

4.4. أساليب تحليل البيانات: إستخدم في تحليل بيانات هذه الدراسة أكثر من أسلوب إحصائي لتحقيق أهدافها وإختبار فروضها حيث إستخدمت بعض الأساليب الإحصائية الوصفية مثل النسب المئوية، والمتوسط الحسابي، والإنحراف المعياري، وجداول التوزيع التكراري وذلك لعرض ووصف البيانات كما تم إستخدام PearsonCorrelation Coefficient للتعرف علي العلاقات الإرتباطية البسيطة المحتملة بين المتغيرات البحثية المقاسة علي مستوي الفترة Interval  وكذلك إختبار Chi- Square test of Independence  للتعرف علي العلاقات الإقترانية المحتملة بين المتغيرات البحثية المقاسة علي المستوي الإسمي Nominal  أو المستوي الرتبي Ordinal  ، وكذلك تم إستخدام معامل إرتباط الرتب Kendall's tau t للحكم علي شدة العلاقة، وتم استخدام t-test for independent samples وذلك لحساب الصدق التمييزي (صدق المقارنة الطرفية) (أبو راضي، 1997).

وتم استخدام أسلوب التحليل التمييزي (Discriminant Analysis) أحد أساليب التحليل المتعدد المتغيرات (Multivariate Analysis) الهامة، حيث يتم تحليل المتغيرات الداخلة في النموذج بطريقة مترابطة مع الأخذ في الحسبان العلاقات المتداخلة بين هذه المتغيرات، كما أنه يسعى إلى تكوين نموذج إحصائي يصور العلاقة المتبادلة بين المتغيرات المختلفة، وتعود أهميته بصفة أساسية إلى فاعليته في التمييز بين المشاهدات باستخدامه العديد من المتغيرات، وذلك من خلال إيجاد تركيبات خطية Linear Combination لمجموعة من المتغيرات يطلق عليها متغيرات التمايز(الشمراني،2008 : 5).

ومن أهداف التحليل التمييزي:

- تصميم التوليفات الخطية للمتغيرات الأفضل في موضوع الدراسة.

- التحقق من مدى وجود فروق ذات دلالة بين المجموعات فيما يتعلق بالمتغيرات.

- تحديد المتغيرات التي تسهم بأكبر قدر من الاختلاف بين فئات المتغير التابع.

- تقسيم الحالات بين فئات المتغير التابع بناءً على قيم المتغيرات المستقلة.

- تقييم دقة التصنيف (كنسبة مئوية) (جودة، 2008: 117-118).

ويعتمد نموذج تحليل التمايز على الوصول إلى دالة التمايز Discriminant Function، التي تعمل على تعظيم الفروق بين متوسط المجموعات وتقليل التشابه في أخطاء التصنيف في الوقت ذاته، وذلك من خلال إيجاد تجميعات خطية لمجموعة من المتغيرات (Johnson & Wichern, 2007: 578). وتم إستخدام معامل تضخم التباين Variance Inflation Factory وكذلك إختبار التباين المسموح Tolerance لضمان ملائمة البيانات لإفتراضات التحليل التمييزي، كذلك إجراء اختبار Box's M  لإختبار تساوي التباين بين المجموعات، وأيضًا اختبار التوزيع الطبيعي للمتغيرات المستقلة باستخدام اختبار Kolmogorov-Smirnove ، وتم تطبيق اختبار Cohen's Kappa للتأكد من موثوقية نتائج نموذج التحليل التمييزي، وتم استخدام تحليل التباين المشترك Ancova لتحديد جودة النموذج وأي الدوال التمييزية تفوقت في تصنيف المتغير التابع، واستخدم  Scheffe' لمعرفة لأي المجموعات تُعزى الفروق (أبو علام،2008: 224-225).

وتم إستخدام الدرجات المعيارية (Z Score)، بمتوسط حسابي ( صفر) وإنحراف معياري مقداره (1) وذلك لتكوين المتغيرات البحثية المركبة Composite Variable، وذلك لإختلاف وحدات القياس المستخدمة في قياس محاور هذه المتغيرات المركبة، ثم أستخدمت الدرجات التائية (T Score)، لمعايرة بعض المتغيرات المركبة وذلك بتحويل قيم الدرجات المعيارية إلي درجات تائية بمتوسط حسابي (50) وإنحراف معياري مقداره (10)، وقد إستخدم معامل الثبات (ألفا ) لقياس درجة ثبات بعض المقاييس المركبة بطريقة كرونباخ Cronbach’s Alpha Reliability Coefficient ، (Carmines and Zeller,: 1979)، كما تم إستخدام طريقة التجزئة النصفية Split – Half  ، لقياس درجة ثبات بعض المقاييس الغير المركبة وذلك بإستخدام معامل الإرتباط البسيط ل "بيرسون" Pearson’s Correlation Coefficient ، ثم تطبق معادلة سبيرمان وبراون.

5.4.  نوع الدراسة والمنهج المستخدم: إتبعت هذه الدراسة عددًا من المناهج وإستخدمت عددًا من الطرق والأدوات فهي تُعتبر من مجموعة الدراسات الوصفية وذلك بما تتضمنه من تحديد لبعض جوانب متغيرات الدراسة التي تتعلق بمستوى رأس المال الاجتماعي لفئات التوطين موضع الدراسة؛ وأيضاً وصفها لخصائص العينة العشوائية التي تمت دراستها. وهي دراسة تحليلية أيضاً حيث قامت باختبار الفروض النظرية التي تتعلق بمتغيرات الدراسة وعلاقتها بمستوى رأس المال الاجتماعي، أما المنهج الذي تم إتباعه فهو منهج المسح الاجتماعي الجزئي (بالعينة)، حيث يعني جمع وتحليل البيانات الاجتماعية من خلال مقابلات شخصية علي عينة مختارة عشوائيًا من مجتمع الدراسة.

6.4. المتغيرات البحثية وقياسها:

1.6.4. المتغيرات المستقلة:

1. سن المبحوث: وهوعدد السنوات منذ ميلاد المبحوث وحتي الآن، وهورقم مطلق بالسنوات.

2. الحالة الزواجية: ويقصد به الحالة العائلية للمبحوث، وأعطيت الاستجابات (متزوج ويعول، متزوج ولا يعول، أرمل أومطلق،أعزب)، وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3،4)علي الترتيب.

3. حجم الأسرة: وهوعدد أفراد أسرة المبحوث، ويعبر عنه في صورة رقم مطلق بالأفراد.

4. المستوي التعليمي للمبحوث: وهوعدد سنوات التعليم الرسمي للمبحوث، وهورقم مطلق بالسنوات.

5. المهنة للمبحوث: ويقصد به العمل ذو مصدر الدخل، وأعطيت الاستجابات (مزارع فقط، مزارع وموظف ، مزارع وتاجر)، وأعطيت الدرجات القيمية  (3، 2، 1) علي الترتيب.

6. المستوي المعيشي للوحدة المعيشية: تم قياس هذا المتغير بمتوسط الأرقام المعيارية لمتغيرين فرعيين بعد معايرتهما وهما:

أ - الدخل: استخدم متوسط دخل الوحدة المعيشية للمبحوث كمؤشر للمستوي الإقتصادي، وهورقم مطلق بالجنية المصري.

 ب - حجم الممتلكات: وتم قياس هذا المتغير الفرعي بمجموع ستة مؤشرات هي :

المؤشر الأول: نوعية المسكن: يقصد بها الحالة العامة للمسكن الذي يقيم به الفرد، وتم قياس هذا البند من 9  بنود فرعية وأعطيت الاستجابات كالتالي: عدد الحجرات (رقم خام بالأعداد)، عدد الأدوار (رقم خام بالأعداد)، وجود مياه نقية (يوجد ، لا يوجد)، وجود مياه نقية مع فلتر(يوجد، لا يوجد)، وجود كهرباء (يوجد، لا يوجد)، وأعطيت الدرجات القيمية (2، 1) على الترتيب، نوع مادة الأرضية ( بلاط، أسمنت، طين) ، مادة طلاء الحوائط (زيت أوبلاستيك، جير ، محارة)، وجود صرف صحي (يوجد صرف، ترنشات، لا يوجد) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) على الترتيب.

المؤشر الثاني: حيازة الأجهزة والأدوات المنزلية: وتم حسابها كمجموع وجود السلع الكمالية المنزلية وتم حسابها وفقا للأوزان القيمية التالية: قد أعطي المبحوث 5 درجات في حالة امتلاكه لجهاز تكييف، و4 درجات في حالة امتلاكه لجهاز دش، و3 درجات في حالة امتلاكه لكل من الأجهزة التالية (كمبيوتر– غسالة اتوماتيك – محمول) و2 درجة في حالة امتلاكه لكل من الأجهزة التالية (ثلاجة كهربائية – مكنسة كهربائية– ديب فريزر– تليفزيون– تليفون) ودرجة واحدة في حالة امتلاكه لكل من الأجهزة التالية (غسالة عادية– بوتجاز– فرن غاز– سخان– دفاية– سجاد– جهاز تسجيل – مراوح) ثم تم جمع الدرجات التي يحصل عليها المستبين جمعاً جبرياً لتعبر عن مستوي الأجهزة والأدوات المنزلية.

المؤشر الثالث: حجم الحيازة المزرعية للأسرة: يقصد بها مساحة الأرض الزراعية التي تخضع لحيازة الأسرة بالفدان سواء ملك ، مشاركة ، وضع يد ، ايجار نقدي (رقم مطلق بالفدان).

المؤشر الرابع: حجم الحيازة الحيوانية والداجنية للأسرة: يقصد بها عدد الحيوانات المزرعية التي تمتلكها الأسرة وذلك بسؤال الفرد عما لدية من حيوانات مزرعية، وهي رقم مطلق.

المؤشر الخامس: ملكية الآلات الزراعية والمعدات: وتم قياسه بعدد الآلات الزراعية التي يمتلكها المبحوث بعد إعادة وزنها كالتالي: (جرار الزراعي 6)، (ماكينة الري 3)، (محراث 2)، (آلة حصاد وضم 6)، (عربة ملاكي 2)، (عربة نقل  6)، (موتوسيكل 3).

المؤشر السادس: حيازة الأنشطة الإنتاجية الصغيرة: يقصد بها عدد الأنشطة الإنتاجية الصغيرة المدرة للدخل للمبحوث ودرجة نجاح هذه الأنشطة وقد أعطيت الاستجابات (نعم، لا) وأعطيت الدرجات القيمية (2،1) على الترتيب، نوع المشروع وقد أعطيت الاستجابات إنتاجي خدمي (للربح وخدمة المجتمع)، خدمي (خدمة المجتمع)، إنتاجي (للربح) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) على الترتيب، عدد الأنشطة وقد أعطيت الاستجابات (نشاط واحد، أكتر من نشاط) وأعطيت الدرجات القيمية (1، 2) على الترتيب، ودرجة نجاح المشروع أعطيت الاستجابات (كبيرة، متوسطة، صغيرة، منعدمة) وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3،4) علي الترتيب.

وتم معايرة كل منها ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (891 - 1513)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.870).

7. درجة الإنفتاح الجغرافي علي العالم الخارجي: وتم قياس درجة الإنفتاح الجغرافي بتكرار الزيارة أوالإقامة لكل من (القري المجاورة، المركز والمدن المجاورة، المحافظات الأخري، العاصمة، خارج الجمهورية) وأعطيت الاستجابات (نعم، لا)، وأعطيت الدرجات القيمية (2، 1)، ومدي وفرة وسهولة وتنوع وسائل المواصلات أعطيت الاستجابات (بدرجة كبيرة، بدرجة متوسطة، بدرجة قليلة)، وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1)، ومدي تكرار الحدث وأعطيت الاستجابات (دائما، أحيانا، نادرا، لا) وأعطيت الدرجات القيمية (4، 3، 2، 1)، ودرجة جودة الطرق ورصفها، أعطيت الاستجابات كالتالي (جيدة، متوسطة، سيئة) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1). وتم معايرة كل منها ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (27 - 82)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.665).

8. درجة الإنفتاح الثقافي علي العالم الخارجي: وتم قياس درجة الإنفتاح الثقافي من خلال سؤال الفرد عن درجة تعرضه لأحد أوبعض وسائل الإتصال الجماهيري ودرجة تعرضه لهذه الوسائل وأعطيت الاستجابات (متاحة، غير متاحة) وأعطيت الدرجات القيمية (2، 1)، ودرجة تعرضة لهذة الوسائل، أعطيت الاستجابات (دائما، أحيانا، نادرا، لا) وأعطيت الدرجات القيمية (4، 3، 2، 1) علي الترتيب، وتم معايرة كل منها ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (31 - 69)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.802).

9. دافعية المشاركة: حيث تم سؤال المبحوث هل تشارك في أي من التنظيمات الاجتماعية الأهلية والحكومية؟ وتم ترميز الاستجابات (نعم، لا)  وأعطيت الدرجات القيمية (2، 1)، وفي حالة الإجابة بنعم: ممكن توضح لي دوافع مشاركتك في هذه التنظيمات من الأسباب التالية وممكن تختار اكتر من سبب؟ وتم إعطاء 10 أسباب يمكن اختيار أحدها أوكلها، وقد أعطيت الاستجابات الدرجات القيمية الرقمية (درجة واحدة ) عن كل استجابة وعلي ذلك يكون الحد الأدني النظري لهذا المتغير هودرجة واحدة والحد الأعلي هو10 درجات وتم معايرة كل منها ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (4 - 8)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.9).

10. درجة التطوعية الفردية: وتم استخدام لقياس هذا المتغير مقياس مكون من ثلاثة أسئلة هي:

السؤال الأول: إذا مرض أي واحد من جيرانك أوقرايبك وأصبح ما يقدرش ينزل الغيط علشان يزرع ، تفتكر إن أهل القرية هيعملوا إيه معاه؟ وأعطيت الاستجابات مساعدة مادية وبالمجهود معا، مادية، بالمجهود، محدش هيساعد، وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3،4) علي الترتيب.

السؤال الثاني: افرض أنك أثناء مناوبة الري بتاعتك وجارك حصلتله ظروف طارئة والموقف محتاج لوجودك معاه ، تفتكر هاتعمل  إيه معاه؟ وأعطيت الاستجابات تروح معاه، تسيب حد غيرك يروح يروي وتروح معاه، تروي أرضك وتسيب أي حد غيرك يروح معاه، تروي أرضك وتسيبه لأن المناوبة مش مضمونة. وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3،4) علي الترتيب.

السؤال الثالث: افرض أن جارك استلف منك مبلغ بسيط من المال وأتعذر علية أنه يرده لك ، هتعمل معاه إيه؟ وأعطيت الاستجابات تسيبهم له وتسامحه فيهم، تصبر عليه لحد ما ظروفه تتحسن، تقبل تقسيط المبلغ علي مهلة،  تطالبه برد المبلغ اللي علية وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3،4) علي الترتيب. وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (7 - 12)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.770).

11. السلوك البيئي: وتم قياسه من خلال مقياس يشتمل علي ثلاثة عشر عبارة، وقد كان ترميز الاستجابات كالتالي: ( دائما ، أحيانا، نادرا، لا) وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3،4) علي الترتيب، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (40 - 46)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.589).

12. درجة التدين: وتم قياس هذا المتغير من خلال السؤال عن مدي التغير الذي حدث تجاه بعض الظواهر الدينية وهي خمسة وأعطيت الاستجابات (زاد ، قل)، وأعطيت الدرجات القيمية (2، 1) على الترتيب. وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (6 - 10)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.582).

13. درجة المعوقات والضغوط الحياتية: وتم قياس هذا المتغير من مقياس مكون من 6 عبارات، ولما كان المقياس يتكون من عبارات موجبة الإتجاه وأخري سالبة الإتجاه فقد أعطيث الاستجابات (موافق، سيان، غير موافق) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) على الترتيب، وذلك للعبارات موجبة الإتجاه، والدرجات القيمية (1، 2، 3) على الترتيب، وذلك للعبارات سالبة الإتجاه، وتم معايرة كل منها ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (6 - 18)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.790).

14. درجة انتماء المبحوث للمجتمع المحلي الذي يعيش فيه: وتم قياس هذا المتغير من مقياس مكون من عشرة عبارات، ولما كان المقياس يتكون من عبارات موجبة الإتجاه وأخري سالبة الإتجاه فقد أعطيث الاستجابات (موافق، سيان، غير موافق) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) على الترتيب، وذلك للعبارات موجبة الإتجاه، والدرجات القيمية (1، 2، 3) على الترتيب، وذلك للعبارات سالبة الإتجاه، وتم معايرة كل منها ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (42 - 57)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.630).

15. الإتجاه نحوالعمل الزراعي: وتم قياس هذا المؤشر من مقياس يتكون من ثمانية عبارات، ولما كان المقياس يتكون من عبارات موجبة الإتجاه وأخري سالبة الإتجاه فقد أعطيث الاستجابات (موافق، سيان، غير موافق) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) على الترتيب، وذلك للعبارات موجبة الإتجاه، والدرجات القيمية (1، 2، 3) على الترتيب، وذلك للعبارات سالبة الإتجاه، وتم معايرة كل منها ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (38 - 54)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.711).

16. التكيف الاجتماعي في المجتمع المحلي: وتم قياس هذا المؤشر من مقياس يتكون من ثماني عبارات، وأعطيث الاستجابات (موافق، سيان، غير موافق) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) على الترتيب، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (15 - 20)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.698).

17. الرضا عن الخدمات في المجتمع المحلي: وتم قياس هذا المؤشر من مقياس يتكون من 25 خدمة، وقد أعطيت الاستجابات(توجد، لا توجد) وأعطيت الدرجات القيمية (1،2) علي الترتيب، وفي حالة توجد أعطيت الاستجابات (كافية، لحد ما، غير كافية) وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3) علي الترتيب، وكذلك الاستجابات (راضي، راضي لحد ما، غير راضي) وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3) علي الترتيب. وتم معايرة كل منها ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (71 - 130)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.669).

2.6.4. المتغير التابع: مستوي رأس المال الاجتماعي: تم قياس هذا المحور المركب بمجموع أربعة مؤشرات وهي مستوي المشاركة المجتمعية، درجة رأس مال الثقة، حجم شبكة العلاقات الاجتماعية للفرد، درجة القيادية داخل المجتمع المحلي، وهي كالتالي:

• المؤشر الأول: مستوي المشاركة المجتمعية: وتم قياس هذا المؤشر من خلال بندين وجمع درجتيهما، وهما المشاركة في المنظمات الرسمية والمشاركة غير الرسمية في المناسبات الاجتماعية، واللذان تم قياسهما كالتالي:

• البند الأول: درجة المشاركة المجتمعية الرسمية: تم قياس هذا المتغير من خلال سؤال المبحوث كالتالي: يا تري هل أنت مشترك في أي جمعيات بالقرية؟، وقد أعطيت الاستجابات نعم، لا وأعطيت الدرجات القيمية (2، 1) علي الترتيب، وفي حالة الإجابة بنعم، يتم سؤال المبحوث سؤالين وهما علي التوالي، ممكن تقولي أسم الجمعية ونوع العضوية بالجمعية ؟ والمواظبة علي حضور الإجتماعات؟، وقد أعطيت الاستجابات (عضوجمعية عمومية، عضوية لجان، عضومجلس إدارة، رئيس مجلس إدارة) وأعطيت الدرجات القيمية (4،3،2،1) علي الترتيب، وبالنسبة لحضور الإجتماعات أعطيت الاستجابات (دائماً، أحياناً، نادراً، لا) وأعطيت الدرجات القيمية (4، 3، 2، 1) علي الترتيب.
• البند الثاني: درجة المشاركة المجتمعية غير الرسمية: تم قياس هذا البند من خلال ثلاثة بنود فرعية وهي:

البند الفرعي الأول: وذلك من خلال سؤال المبحوث عن مشاركته غير الرسمية في 14 مشروع، وأعطيت الاستجابات في عن التنفيذ (نعم، لا)، وأعطيت الدرجات القيمية(2، 1) علي الترتيب. وأعطيت الاستجابات عن الجهة المنفذة (أهالي، مشترك، حكومه) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) علي الترتيب وأعطيت الاستجابات عن درجة المشاركة (كبيرة، متوسطة، صغيرة، منعدمه)، وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3،4) علي الترتيب، وأعطيت الاستجابات عن نوعية المشاركة (بالمال، بالمجهود، بالتخطيط، بالمساندة، بتذليل العقبات) وتحسب درجة واحدة عن كل إستجابة بحيث يكون الحد الأدني 1 درجة والحد الأقصي 5 درجات.

البند الفرعي الثاني: وذلك من خلال سؤال المبحوث الآتي: يا تري إيه التصرف اللي بيعملة الأهالي لما تقابلهم مشكلة بتهم البلد؟ وقد أعطيت الاستجابات (تجاهل المشكلة تماماً، الإتصال بالمسئولين لإعتقادهم أن هذا من واجب الحكومة، بحث أوجه التعاون بين الأهالي والحكومة للعمل علي حلها، التشاور فيما بينهم لمعرفة كيف يمكن حلها بالطرق الذاتية)، وأعطيت الدرجات القيمية (4،3،2،1) علي الترتيب.

البند الفرعي الثالث: مستوي المشاركة السياسية: وتم قياسه بمجموع ستة عبارات، وقد أعطيت الاستجابات (كبيرة، متوسطة، صغيرة، منعدمه)، وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3،4) علي الترتيب.

وتم معايرة كل منها ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (73 - 139)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.779).

• المؤشر الثاني: درجة رأسمال الثقة:تم قياس هذا المؤشر من خلال أربعة بنود تشمل 16 عبارة وهي:

• البند الأول: الثقة في الحكومة:

وتم قياس هذا البند عن طريق مجموع درجات 4 عبارات، ولما كان المقياس يتكون من عبارات موجبة الإتجاه وأخري سالبة الإتجاه فقد أعطيث الاستجابات (موافق، سيان، غير موافق) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) على الترتيب، وذلك للعبارات موجبة الإتجاه، والدرجات القيمية (1، 2، 3) على الترتيب، وذلك للعبارات سالبة الإتجاه.

• البند الثاني: الثقة في القيادات المحلية:

وتم قياس هذا البند عن طريق مجموع درجات 4 عبارات،ولما كان المقياس يتكون من عبارات موجبة الإتجاه وأخري سالبة الإتجاه فقد أعطيث الاستجابات (موافق، سيان، غير موافق) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) على الترتيب، وذلك للعبارات موجبة الإتجاه، والدرجات القيمية (1، 2، 3) على الترتيب، وذلك للعبارات سالبة الإتجاه.

• البند الثالث: درجة الثقة في التشريعات والقوانين:

وتم قياس هذا البند بمجموع درجات 4 عبارات، ولما كان المقياس يتكون من عبارات موجبة الإتجاه وأخري سالبة الإتجاه فقد أعطيث الاستجابات (موافق، سيان، غير موافق) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) على الترتيب، وذلك للعبارات موجبة الإتجاه، والدرجات القيمية (1، 2، 3) على الترتيب، وذلك للعبارات سالبة الإتجاه.

• البند الرابع: الثقة في أفراد المجتمع المحلي: 

تم قياس هذا البند عن طريق مجموع درجات 4 عبارات، ولما كان المقياس يتكون من عبارات موجبة الإتجاه وأخري سالبة الإتجاه فقد أعطيث الاستجابات (موافق، سيان، غير موافق) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) على الترتيب، وذلك للعبارات موجبة الإتجاه، والدرجات القيمية (1، 2، 3) على الترتيب، وذلك للعبارات سالبة الإتجاه.

وتم معايرة كل منها ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (65 - 126)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.789).

• المؤشر الثالث: شبكة العلاقات التعاونية الاجتماعية:

وتم قياس هذا المؤشر من خلال مجموع بندين وهما:

• البند الأول: حجم شبكات الصداقة والزمالة داخل وخارج القرية:

وتم قياسه يخمسة أسئلة وهي: 1.ما هوحجم صداقاتك داخل القرية ؟  2.ما هوحجم صداقاتك خارج القرية؟ 3.ما هوحجم زملاء العمل الذين ترتبط معهم بعلاقات جيدة ؟ وأعطيت الاستجابات كبير، متوسط، قليل، لا. وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3،4،) علي الترتيب. 4.في ضوء حيازتك ودخلك ومشروعاتك لوعندك مشاريع بتعتبر نفسك من أي طبقة؟ وأعطيت الاستجابات الطبقة الميسورة، الطبقة المتوسطة، الطبقة الفقيرة وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3) علي الترتيب. 5. مين من الناس المهمة اللي هأقولك عليهم أنت في علاقة شخصية طيبة معاهم؟ وأعطيت الاستجابات عضوالمجلس المحلي، شيخ البلد، عمدة القرية، عضومجلس الشورى، عضومجلس الشعب، مأمور المركز، ناظر المدرسة، مدير الوحدة الصحية، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع. وتحسب درجة واحدة عن كل إستجابة بحيث يكون الحد الأدني 1 درجة والحد الأقصي 10 درجات ما لم تكن هناك إستجابات أخري إضافية.

• البند الثاني: درجة التكافل والتعاون مع الآخرين: وتم قياس هذا البند من خلال بندين فرعيين هما:

البند الفرعي الأول: من خلال سؤال المبحوث أربعة أسئلة، وأعطيت الاستجابات (دائماً، أحياناً، قليلاً، لا)، وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3،4) علي الترتيب.

البند الفرعي الثاني: يشتمل علي ثماني عبارات، ولما كان المقياس يتكون من عبارات موجبة الإتجاه وأخري سالبة الإتجاه فقد أعطيث الاستجابات (موافق، سيان، غير موافق) وأعطيت الدرجات القيمية (3، 2، 1) على الترتيب، وذلك للعبارات موجبة الإتجاه، والدرجات القيمية (1، 2، 3) على الترتيب، وذلك للعبارات سالبة الإتجاه.

وتم معايرة كل منها ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (65 - 131)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.857).

المؤشر الرابع: درجة القيادية داخل المجتمع المحلي: وتم قياس هذا المؤشر بمقياس يتكون من ثماني عبارات، وقد أعطيت الاستجابات (دائما، أحيانا، نادرا، لا) وأعطيت الدرجات القيمية (1،2،3،4) علي الترتيب، وتم جمعها جمعاً جبرياً وتراوحت درجاته ما بين (18 - 27)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.689).

وتم معايرة كل مؤشرات وبنود المتغير التابع ثم إيجاد متوسطها وتحويلها إلي قيم تائية، وتم جمعها جمعاً جبرياً  ليعبر عن مستوى رأس المال الاجتماعي، وتراوحت درجاته ما بين (320 - 466)، وبلغت قيمة معامل الثبات (0.778).

7.4. دلالات صدق Validity وتقدير ثبات  Reliabilityالمتغير التابع:

1.7.4. صدق المحتوى: من خلال عرض الاختبار على عدد من الأساتذة المحكمين المختصين في الجامعات والمراكز البحثية في مصر، وتعديل بعض بنود الاختبار بناءً على آراء المحكمين لتناسب بيئة منطقة الدراسة.

2.7.4. تم إجراء ختيار قبلي "Pre-test"لبنود الإستبيان بأحد القرى غير المختارة في العينة وذلك للتأكد من صدق الأسئلة ومدي فهم المستبين للغتها، وفي ضوء نتائج هذا الإختبار تم  حذف وتعديل بعض البنود ووضعها في صورتها النهائية.

3.7.4. يجب أن يتصف المقياس بكل من الصدق والثبات، ويعني الصدق أن أداة المقياس تقيس فعلا ً المفهوم المراد دراسته بنجاح وليس أي مفهوم آخر، في حين يعني الثبات أن يعطي المقياس نفس النتائج إذا ما أعُيد تطبيقه عدة مرات في ظروف مشابهة (Hoel, 1976 : 143)، وباعتبار أن المتغير التابع مستوى رأس المال الاجتماعي، متغيرًا مركبًا Composite Variable  يتكون من أربعة مؤشرات أساسية تشمل (8) بنود أساسية و (5) بنود فرعية تتعلق بدراسة مستوى رأس المال الاجتماعي بإحدى قرى الخريجين. ونظراً لإختلاف وحدات القياس، فقد تم معايرتها وتحويل أرقامها إلي أرقام معيارية (Z)، ثم تحويلها إلي درجات معيارية تائية (T)، وقد تم جمع الدرجات التائية بأوزان متساوية لتكون القيمة النهائية للمتغير التابع، وقد تم حساب معامل الثبات، باستخدام أسلوب Cronbach’s Alpha Reliability Coefficient الذي يقيس الثبات الداخلي للمقياس، وبلغت قيمة معامل الثبات بالنسبة للعينة الكلية (0.8) تقريبًا، وهي مقبولة إحصائيا ً وتدل علي ثبات قياس المتغير التابع وتجانس محاوره.

4.7.4. الصدق التمييزي (صدق المقارنة الطرفية): حيث تم تقسيم درجات المتغير التابع إلى قسمين متمايزين، ويمثل أحد القسمين المجموعة التي حصلت على أعلى الدرجات والقسم الآخر يمثل المجموعة التي حصلت على أقل الدرجات في نفس المتغير، وكل قسم يتراوح ما بين (27% : 30%) من عدد المفردات في المتغير، ثم تم تطبيق اختبار  t-test for independent samples، ووجد أن القيمة المحسوبة ل t (25.519) أكبر من القيمة الجدولية (1.999)، وعليه نقبل الفرض البديل H_a القائل بوجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 بين متوسط الدرجات العليا للمتغير التابع ومتوسط الدرجات الدنيا، وعليه فإن الاستبيان صادق فيما أعُد له ويميز بين قدرات ودرجات المبحوثين.

5. النتائج البحثية ومناقشتها Result and Discussion:

1.5. النتائج الوصفية للخصائص الاجتماعية الاقتصادية للمبحوثين:

1.1.5. نتائج المتغيرات المستقلة Independent Variables:

1 – التوزيع السِني للمبحوثين: بتصنيف أفراد العينة البحثية وفقًا للتوزيع السني للمبحوثين؛ إتضح أن نحو 63.2% من اجمالي المبحوثين ذوي أعمار منخفضة، بينما نحو 29.4% منهم ذوي أعمار متوسطة، بينما ما يقرب من 4.4% من اجمالي العينة ذوي أعمار مرتفعة، أنظر جدول 1.

2 – الحالة الزواجية: وأوضح تصنيف المبحوثين وفقًا لحالتهم الاجتماعية أن أكثر من 84.6% من اجمالي المبحوثين في فئة متزوج ويعول، بينما نحو أقل من 15.4% منهم في فئة أرمل أو مطلق.

3 – حجم الأسرة: أشارت النتائج البحثية أن نحو 34.6% من اجمالي المبحوثين حجم ُأسرهم صغير، بينما أن نحو 47.8% منهم حجم أسُرهم متوسط، في حين أن قرابة ربع العينة بنسبة 17.6% حجم ُأسرهم كبير.

4 – المستوي التعليمي للمبحوث: أظهرت النتائج البحثية أن نصف العينة من المبحوثين بنسبة 50.7% لم يتخطوا فئة التعليم الأساسي، بينما أن نحو أكثر من ربع العينة من المبحوثين بنسبة 28.7% في فئة التعليم المتوسط وفوق المتوسط، في حين إستطاع قرابة خمس العينة من المبحوثين بنسبة 20.6% إتمام تعليمهم الجامعي.

5 – المهنة للمبحوث: يتضح من النتائج البحثية أن قرابة ثلاثة أخماس العينة بنسبة 54.4% يمتهنون الزراعة فقط، في حين أن نحو أكثر من خمُسي العينة بنسبة 45.6% من اجمالي المبحوثين يقومون بالتجارة بجوار مهنتهم الأصلية وهي الزراعة.

6 – المستوي المعيشي للوحدة المعيشية: بتصنيف أفراد العينة البحثية وفقًا للمستوي المعيشي للوحدة المعيشية إتضح أن نحو 29.4% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي معيشي مرتفع في حين أن ما يقرب من نصف اجمالي المبحوثين بنسبة 46.3% ذوي مستوي معيشي متوسط، بينما ما يقرب من ربع اجمالي المبحوثين بنسبة 24.3% ذوي مستوي معيشي منخفض.

7 – الدخل: بتصنيف أفراد العينة البحثية وفقًا للدخل إتضح أن نحو 50.7% من اجمالي المبحوثين ذوي دخل مرتفع في حين أن ما يقرب من نصف اجمالي المبحوثين بنسبة 44.8% ذوي دخل متوسط، بينما 4.5%  من المبحوثين ذوي دخل منخفض.

جدول 1:  التوزيع العددي والنسبي للمتغيرات المستقلة لعينة الدراسة

المصدر: جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة الميدانية عام 2022

8 - درجة الإنفتاح الجغرافي علي العالم الخارجي: أوضحت النتائج البحثية أن نحو 6.1% من اجمالي العينة من المبحوثين درجة إنفتاحهم الجغرافي علي العالم الخارجي كبيرة، بينما أن نحو 55.9% من اجمالي المبحوثين درجة إنفتاحهم الجغرافي علي العالم الخارجي متوسطة، في حين أن نحو قرابة خمُسي العينة من اجمالي المبحوثين بنسبة 37.5% درجة إنفتاحهم الجغرافي علي العالم الخارجي صغيرة.

9 - درجة الإنفتاح الثقافي علي العالم الخارجي: فيما يتعلق بدرجة الإنفتاح الثقافي علي العالم الخارجي أوضحت النتائج البحثية أن نحو 25% من اجمالي المبحوثين درجة إنفتاحهم الثقافي كبيرة، بينما أقل من نصف العينة من اجمالي المبحوثين بنسبة 46.3% درجة إنفتاحهم الثقافي متوسطة، في حين أن أكثر من ربع العينة من المبحوثين بنسبة 28.7% درجة إنفتاحهم الثقافي صغيرة.

10 – دافعية المشاركة المجتمعية: أما عن دافعية المشاركة المجتمعية فقد أظهرت النتائج البحثية أن نحو أكثر من نصف العينة من المبحوثين بنسبة 53.7% من اجمالي المبحوثين ذوي دافعية للمشاركة صغيرة، بينما أن نحو قرابة خمُسي العينة بنسبة 39% من اجمالي المبحوثين ذوي دافعية للمشاركة متوسطة، في حين أن نحو 7.3% من اجمالي العينة من المبحوثين ذوي دافعية للمشاركة صغيرة.

11 – درجة التطوعية الفردية: بتصنيف أفراد العينة البحثية وفقًا لدرجة التطوعية الفردية إتضح من النتائج البحثية أن نحو 17.7% من اجمالي المبحوثين درجة إقبالهم علي التطوع لمساعدة غيرهم كبيرة، بينما نحو ما يقرب من نصف العينة بنسبة 46.3% من اجمالي عدد المبحوثين درجة تطوعهم الفردي متوسطة، في حين أن نحو أكثر من ثلث العينة بنسبة 36% من اجمالي المبحوثين درجة تطوعهم الفردي صغيرة.

12 – السلوك البيئي: أوضحت النتائج البحثية أن نحو 15.5% من المبحوثين سلوكهم البيئي مرتفع، بينما نحو نصف العينة بنسبة 50% من اجمالي المبحوثين سلوكهم البيئي متوسط، في حين أن أكثر من ثلث العينة بنسبة 34.5% من اجمالي المبحوثين سلوكهم البيئي منخفض.

13 – درجة التدين: تُشير النتائج البحثية أن نحو أقل من نصف العينة بنسبة 46.3% من اجمالي المبحوثين يرون أن درجة التدين صغيرة، بينما أن نحو ما يقرب من نصف العينة بنسبة 48.5% من اجمالي المبحوثين يرون أن درجة التدين متوسطة، في حين أن نحو 5.2% من اجمالي العينة من المبحوثين يرون أن درجة التدين كبيرة.

14 – درجة المعوقات والضغوط الحياتية: أظهرت النتائج البحثية أن نحو أكثر من ُخمس العينة بنسبة 21.1% من اجمالي المبحوثين يمرون بمعوقات وضغوط حياتية بدرجة كبيرة، بينما أن نحو ما يقرب من ثلث العينة بنسبة 31.6% من اجمالي المبحوثين يمرون بمعوقات وضغوط حياتية بدرجة متوسطة، في حين أن نحو أقل من نصف العينة بنسبة 46.3% من اجمالي العينة يمرون بمعوقات وضغوط حياتية بدرجة صغيرة.

15 – درجة التكيف الاجتماعي في المجتمع المحلي: أظهرت النتائج البحثية أن نحو أكثر من ربع العينة بنسبة 28% من اجمالي المبحوثين يرون أن التكيف الاجتماعي بالمجتمعالمحلي مرتفع، بينما أن نحو نصف العينة بنسبة 50.7% من اجمالي المبحوثين يرون أن التكيف الاجتماعي بالمجتمعالمحلي متوسط، في حين أن نحو أكثر من ُخمس العينة بنسبة 21.3% من اجمالي المبحوثين يرون أن التكيف الاجتماعي بالمجتمع المحلي منخفض.

16 – درجة الرضا عن الخدمات في المجتمع المحلي: كما أوضحت النتائج البحثية أن نحو ُعشر العينة بنسبة 9.5% من اجمالي المبحوثين راضون عن الخدمات في المجتمع بدرجة كبيرة، بينما أن نحو ما يقرب من ثلثي العينة بنسبة 66.2% من اجمالي المبحوثين راضون عن الخدمات في المجتمع بدرجة متوسطة، في حين أن نحو أكثر من ُخمس العينة بنسبة 24.3% من اجمالي المبحوثين راضون عن الخدمات في المجتمع بدرجة صغيرة.

17 – درجة درجة انتماء المبحوث للمجتمع المحلي: تشير النتائج البحثية أن نحو قرابة  ُعشر العينة بنسبة 9.5% من اجمالي المبحوثين درجة إنتمائهم للمجتمع المحلي كبيرة، بينما أن نحو أكثر من ثلثي العينة بنسبة 67.7% من اجمالي المبحوثين درجة إنتمائهم للمجتمع المحلي متوسطة، في حين أن نحو 22.8% من اجمالي المبحوثين درجة إنتمائهم للمجتمع المحلي صغيرة.

18 – درجة الإتجاه نحو العمل الزراعي: أما فيما يتعلق بالإتجاه نحو العمل الزراعي فقد أتضح من النتائج البحثية أن نحو  ُخمس العينة بنسبة 20.6% من اجمالي المبحوثين ذوي إتجاه إيجابي نحو العمل الزراعي، بينما أن نحو ما يقرب من ثلثي العينة بنسبة 65.5% من اجمالي المبحوثين ذوي إتجاه محايد نحو العمل الزراعي، في حين أن نحو 13.9% من اجمالي المبحوثين ذوي إتجاه سلبي نحو العمل الزراعي.

2.1.5. النتائج الوصفية للمتغير التابع مستوى رأس المال الاجتماعي: وهو مكون من أربعة مؤشرات:

فيما يتعلق بمستوي رأس المال الاجتماعي أوضحت النتائج البحثية أن نحو ربع العينة بنسبة 23.5% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي مرتفع، بينما أن نحو أكثر من نصف العينة بنسبة 53% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي متوسط، في حين أن نحو ما يقرب من ربع العينة بنسبة 23.5% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي منخفض، أنظر جدول 2.

أ - المؤشر الأول مستوي المشاركة المجتمعية: وهو مكون من بندين:أشارت النتائج البحثية أن نحو 10.3% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي مشاركة مرتفع، بينما أن نحو ما يقرب من نصف العينة بنسبة 47.8% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي مشاركة متوسط، في حين أن نحو أكثر من خمُسي العينة بنسبة 41.9% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي مشاركة منخفض.

1 – البند الأول درجة المشاركة المجتمعية الرسمية: أظهرت النتائج البحثية أن نحو 5.9% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي مشاركة رسمية كبيرة، بينما أن نحو خمُسي العينة بنسبة 41.9% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي مشاركة رسمية متوسطة، في حين أن نحو أكثر من نصف العينة بنسبة 52.2% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي مشاركة رسمية صغيرة .

جدول 2- التوزيع العددي والنسبي لمستوى رأس المال الاجتماعي لعينة الدراسة

المصدر: جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة الميدانية عام 2022

2 – البند الثاني درجة المشاركة المجتمعية غير الرسمية: أما عن مستوي المشاركة المجتمعية غير الرسمية فقد أشارت النتائج البحثية أن نحو 6.6% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي مشاركة غير رسمية كبيرة، بينما أن نحو أكثر من نصف العينة بنسبة 51.5% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي مشاركة غير رسمية متوسطة، في حين أن نحو أكثر من خُمسي العينة بنسبة 41.9% من اجمالي المبحوثين ذوي مستوي مشاركة غير رسمية صغيرة.

ب – المؤشر الثاني درجة رأسمال الثقة: وهو مكون من أربعة بنود: أشارت النتائج البحثية أن نحو ما يقرب من ربع العينة بنسبة 23.5% من اجمالي المبحوثين ذوي درجة رأسمال الثقة كبيرة، بينما أن نحو أكثر من ثلاثة أخماس العينة بنسبة 63.9% من اجمالي المبحوثين ذوي درجة رأسمال الثقة متوسطة، في حين أن نحو أكثر من ُعشر العينة بنسبة 12.6% من اجمالي المبحوثين ذوي درجة رأسمال الثقة صغيرة.

1 – البند الأول الثقة في الحكومة: أوضحت النتائج البحثية أن نحو 6.6% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في الحكومة كبيرة، بينما أن نحو أكثر من ثلاثة أرباع العينة بنسبة 76.5% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في الحكومة متوسطة، في حين أن نحو 16.9% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في الحكومة صغيرة.

2 – البند الثاني الثقة في القيادات المحلية: وأظهرت النتائج البحثية أن نحو 3% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في القيادات المحلية كبيرة، بينما أن نحو نصف العينة بنسبة 50.7% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في القيادات المحلية متوسطة، في حين أن نحو أقل من نصف العينة بنسبة 46.3% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في القيادات المحلية صغيرة.

3 – البند الثالث الثقة في التشريعات والقوانين: تُشير النتائج البحثية أن نحو 17.6% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في التشريعات والقوانين كبيرة، بينما أن نحو ثلاثة أخماس العينة بنسبة 40.5% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في التشريعات والقوانين متوسطة، في حين أن نحو قرابة  خمُسي العينة بنسبة 41.9% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في التشريعات والقوانين صغيرة.

4 – البند الرابع الثقة في أفراد المجتمع المحلي: أما فيما يتعلق بالثقة في أفراد المجتمع المحلي أوضحت النتائج البحثية أن نحو أكثر من  ُعشر العينة بنسبة 11% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في أفراد المجتمع المحلي كبيرة، بينما أن نحو ما يقرب من ثلاثة أرباع العينة بنسبة 73.6% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في أفراد المجتمع المحلي متوسطة، في حين أن نحو 15.4% من اجمالي المبحوثين ذوي ثقة في أفراد المجتمع المحلي صغيرة.

ج – المؤشر الثالث شبكة العلاقات التعاونية الاجتماعية: وهو مكون من بندين: بتصنيف أفراد  العينة البحثية وفقًا لشبكة العلاقات التعاونية الاجتماعية إتضح من النتائج البحثية أن نحو  ُخمس العينة بنسبة 20.6% من اجمالي المبحوثين ذوي شبكة علاقات تعاونية إجتماعية بدرجة كبيرة، بينما أن نحو ما يقرب من نصف العينة بنسبة 49.3% من اجمالي المبحوثين ذوي شبكة علاقات تعاونية إجتماعية بدرجة متوسطة، في حين أن نحو ما يقرب من ثلث العينة بنسبة 30.1% من اجمالي المبحوثين ذوي شبكة علاقات تعاونية إجتماعية بدرجة صغيرة.

1 – البند الأول حجم شبكات الصداقة والزمالة داخل وخارج القرية: أما من حيث شبكات الصداقة والزمالة داخل وخارج القرية إتضح من النتائج البحثية أن نحو أقل من ُخمس العينة بنسبة 19.1% من اجمالي المبحوثين ذوي شبكة صداقة وزمالة كبيرة، بينما أن نحو ما يقرب من نصف العينة بنسبة 47% من اجمالي المبحوثين ذوي شبكة صداقة وزمالة متوسطة، في حين أن نحو أكثر من ثلث العينة بنسبة 33.9% من اجمالي المبحوثين ذوي شبكة صداقة وزمالة صغيرة.

2 – البند الثاني درجة التكافل والتعاون مع الآخرين: إتضح من النتائج البحثية أن نحو أقل من ُخمس العينة بنسبة 18.5% من اجمالي المبحوثين ذوي درجة تكافل وتعاون مع الآخرين كبيرة، بينما أن نحو ما يقرب من ثلاثة أخماس العينة بنسبة 57.3% من اجمالي المبحوثين ذوي درجة تكافل وتعاون مع الآخرين متوسطة، في حين أن نحو قرابة ربع العينة بنسبة 24.4% من اجمالي المبحوثين ذوي درجة تكافل وتعاون مع الآخرين صغيرة.

د – المؤشر الرابع درجة القيادية داخل المجتمع المحلي: أظهرت النتائج البحثية أن نحو ُخمس العينة بنسبة 19.9% من اجمالي المبحوثين ذوي درجة قيادية كبيرة، بينما أن نحو أكثر من ثلثي العينة بنسبة 69.8% من اجمالي المبحوثين ذوي درجة قيادية متوسطة، في حين أن نحو ُعشر العينة بنسبة 10.3% من اجمالي المبحوثين ذوي درجة قيادية صغيرة.

2.5. النتائج التحليلية لمتغيرات الدراسة:

1.2.5. نتائج العلاقات الإقترانية لمتغيرات الدراسة:

يوضح جدول 3 – نتائج اختبارالفرض الأول للدراسة والقائل توجد علاقة إقترانية بين مستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين بمنطقة الدراسة (المتغير التابع) من جانب؛ وبين كل من سن المبحوث، الحالة الزواجية، حجم الأسرة، المستوي التعليمي للمبحوث، المهنة للمبحوث، المستوي المعيشي للوحدة المعيشية، درجة الإنفتاح الجغرافي علي العالم الخارجي، درجة الإنفتاح الثقافي علي العالم الخارجي، دافعية المشاركة، درجة التطوعية الفردية، السلوك البيئي، درجة التدين، درجة المعوقات والضغوط الحياتية، درجة انتماء المبحوث للمجتمع المحلي الذي يعيش فيه، الإتجاه نحوالعمل الزراعي، التكيف الاجتماعي في المجتمع المحلي، الرضا عن الخدمات في المجتمع المحلي؛ كل علي إنفراد من جانب أخر. وتم اختبار الفروض السابقة في صورتها الإحصائية الصفرية حيث تم التعرف علي هذه العلاقات باختبار Chi- Square test of Independence  وللحكم علي شدة العلاقة تم إحتساب قيمة Kendall's tau t للمتغيرات الرتبية، وقيمة Eta للمتغيرات الأسمية.

وأظهرت النتائج أن قيمة  Chi-Square المحسوبة أكبر من القيمة الجدولية  0.297 عند درجات حرية تساوي 4 ؛ ولهذا نرفض الفرض القائل بالإستقلالية، أي أنه توجد علاقة إقترانية دالة إحصائيًا عند المستوى الإحتمالي 0.01،  ما بين المتغير التابع مستوى رأس المال الاجتماعي وبين كل من درجة انتماء المبحوث للمجتمع المحلي، حجم الأسرة، المستوى التعليمي للمبحوث، المستوى المعيشي للوحدة المعيشية، درجة الإنفتاح الجغرافي علي العالم الخارجيدرجة الإنفتاح الثقافي علي العالم الخارجي، دافعية المشاركة المجتمعية، درجة التطوعية الفردية، السلوك البيئي، درجة التدين، درجة المعوقات والضغوط الحياتية، درجة الرضا عن الخدمات في المجتمع المحلي، درجة التكيف الاجتماعي في المجتمع المحلي، الإتجاه نحو العمل الزراعي، التوزيع السني للمبحوث؛ كل علي إنفراد من جانب أخر.

وبإحتساب قيمة معامل إرتباط الرتب Kendall's tau t لقياس شدة العلاقة وجد أنه يتراوح ما بين (0.57 إلى 0.87) وهي قيمة معنوية عند المستوى الإحتمالي 0.01 ؛ وهذا يعني وجود إقتران متوسط إلى قوى وإيجابي ما بين مستوى رأس المال الاجتماعي وبين المتغيرات السابق ذكرها.

كما أظهرت النتائج أن قيمة  Chi-Square المحسوبة أكبر من القيمة الجدولية 0.0201  عند درجات حرية تساوي 2 ؛ ولهذا نرفض الفرض القائل بالإستقلالية، أي أنه توجد علاقة إقترانية دالة إحصائيًا عند المستوى الإحتمالي 0.01،  ما بين المتغير التابع مستوى رأس المال الاجتماعي وبين كل من الحالة الزواجية، ومهنة المبحوث وقيمة Eta  0.77، و 0.70 على الترتيب، وهذا يعني وجود إقتران قوى وإيجابي.

جدول - 3 العلاقة الإقترانية لمستوى رأس المال الاجتماعي بالمتغيرات المستقلة للدراسة

تابع جدول - 3 العلاقة الإقترانية لمستوى رأس المال الاجتماعي بالمتغيرات المستقلة للدراسة

المصدر: جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة الميدانية عام 2022                                     *علاقة معنوية عند المستوى الإحتمالي 0.01

2.2.5.  نتائج التحليل التمييزي Multivariate Analysis - Discriminant Analysis:

1.2.2.5. قبل تطبيق تحليل DA لابد أولاً من التأكد من من شروط تطبيقه من أجل الوصول إلى نتائج منطقية:

1. إختبار التوزيع الطبيعي للمتغيرات المستقلة وذلك باستخدام إختبار Kolmogorov-Smirnov، حيث وجد أن مستوى المعنوية لجميع المتغيرات أكبر من 0.05  وهذا يدل على أن المتغيرات المستقلة موزعة توزيعًا طبيعيًا ولا يوجد قيم شاذة.
2. التأكد من عدم وجود إرتباط خطي متعدد Multicollinearity بين المتغيرات المستقلة: بإستخدام إختبار معامل تضخم التباين (VIF) وإختبار التباين المسموح (Tolerance) للمتغيرات المستقلة، مع مراعاة عدم تجاوز معامل تضخم التباين للقيمة (5)، وقيمة إختبار التباين المسموح أكبر من (0.57)، حيث وجد أن قيمة إختبار معامل تضخم البيانات لجميع المتغيرات تقل عن 5 وتتراوح ما بين (1.07: 1.96)، وأن قيم إختبار التباين المسموح تراوحت ما بين (0.701 : 0.836) وهي أكبر من 0.57 (Leech, et al., 2005) ، وُيعد هذا مؤشرًا علي عدم وجود إرتباط عال ٍ بين المتغيرات المتنبئة.
3. اختبار شرط تجانس تباين مجموعات المتغير التابع: تم إجراء إختبار Box's M لمستويات رأس المال الاجتماعي الثلاثة، حيث كانت قيمته 0.07 وهي أكبر من 0.001، وبالتالي نقبل الفرضية الصفرية التي تنص على تساوي تباين المجموعات.

2.2.2.5. تطبيق اختبار DA:

1.2.2.2.5. إختبار معنوية العوامل المنبئة (المستقلة) الداخلة في النموذج التمييزي: يُشير جدول 4، إلى أن 17 متغيرًا دخلت النموذج وهي: سن المبحوث، الحالة الزواجية، حجم الأسرة، المستوي التعليمي للمبحوث، المهنة للمبحوث، المستوي المعيشي للوحدة المعيشية، درجة الإنفتاح الجغرافي علي العالم الخارجي، درجة الإنفتاح الثقافي علي العالم الخارجي، دافعية المشاركة، درجة التطوعية الفردية، السلوك البيئي، درجة التدين، درجة المعوقات ودرجة الضغوط الحياتية، درجة انتماء المبحوث للمجتمع المحلي الذي يعيش فيه، الإتجاه نحو العمل الزراعي، التكيف الاجتماعي في المجتمع المحلي، الرضا عن الخدمات في المجتمع المحلي؛ وحيث أن قيمة F المحسوبة أكبر من قيمة F الجدولية 3.84، وقيمة مستوى المعنوية لكل المتغيرات أقل من 0.05، وعليه نرفض الفرض الصفري ونقبل الفرض البديل (الفرض الثاني للدراسة) الذي ينص على وجود أثر تمييزي تصنيفي ذو دلالة إحصائية للمتغيرات المستقلة في تمييز وتصنيف مستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين في منطقة الدراسة. ولوحظ أن قيمة Ʌ Wilks' Lambda تقل بزيادة عدد المتغيرات المستقلة الداخلة في النموذج، حيث أنه كلما إنخفضت قيمة Ʌ دل ذلك على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مستويات (فئات) رأس المال الاجتماعي للمبحوثين بمنطقة الدراسة بالنسبة للمتغيرات المستقلة وعلية نرفض الفرض الصفري ونقبل الفرض البديل (الفرض الثالث للدراسة).

جدول 4 - إختبار معنوية العوامل المنبئة الداخلة في النموذج التمييزي

المصدر: جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة الميدانية عام 2022                                           *علاقة معنوية عند المستوى الإحتمالي 0.05

2.2.2.2.5. إختبار دوال النموذج التمييزي على التصنيف والتنبؤ:يُشير جدول 5-  إلى أن القيمة الذاتية للجذور الكامنة للدوال التمييزية للنموذج أكبر من الواحد الصحيح وهذا مؤشر على قدرة الدالتين 1،2 في تصنيف مجموعات (منخفض، متوسط، مرتفع) مستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين بمنطقة الدراسة وما يؤكد ذلك أن 100% من التباين كان مفسرًا، وحيث أن قيمة الأرتباط القانوني أعلى من 0.85، وهذا يدل على جودة التوفيق لدوال التمييز في التصنيف والتنبؤ، كما يلاحظ أن قيمة Chi-square دالة إحصائيًا وأن هناك فروق بين المجموعات الثلاث للمتغير التابع وتُعزى تلك الفروق إلى المتغيرات المستقلة، أي يمكن التنبؤ بعضوية المبحوثين في (المجموعة المنخفضة والمجموعة المتوسطة والمجموعة المرتفعة) من مستوى رأس المال الاجتماعي من خلال المتغيرات المستقلة، وتتفق هذه النتيجة من حيث مبدأ التحليل التمييزي مع دراسة (Frye, 1998)، ودراسة (رحمة والبقاعي، 2010) ودراسة (عبدي، 2013)، وعليه نرفض الفرض الصفري ونقبل الفرض البديل الذي ينص على أن الدالة التمييزية لمستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين بمنطقة الدراسة لها قدرة على التصنيف والتنبؤ (الفرض الخامس للدراسة)، وللحصول على معامل التحديد في الدالة الأولى نقوم بإيجاد مربع معامل الإرتباط القانوني ²(0.921) وهو يساوي 0.848، أي أن 85% تقريبًا من تفسير التباين والتغير في عضوية مجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي (منخفض، متوسط، مرتفع) يُعزى إلى التغير في المتغيرات المستقلة ال 17 الداخلة في التحليل، وللحصول على معامل التحديد في الدالة الثانية نقوم بإيجاد مربع معامل الإرتباط القانوني ²(0.867) وهو يساوي 0.751، أي أن 75.1% من التباين والتغير في عضوية مجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي (منخفض، متوسط، مرتفع) يُعزى إلى التغير في المتغيرات المستقلة ال 17 الداخلة في التحليل. ومن الجدير بالذكر أن عدد الدوال التمييزية = عدد المجموعات -1، وبما أن عدد مجموعات المتغير التابع 3، إذن يكون عدد الدوال التمييزية 2.

ويبين جدول 5-  بأن قيمة Wilks' Lambda المقابلة للدالة الأولية تساوي 0.152، وأن مكمل تلك القيمة هو:

 1- 0.152 = قيمة معامل التحديد 0.848، وأن قيمة Wilks' Lambda المقابلة للدالة الثانية تساوي 0.249 ، وأن مكمل تلك القيمة 1- 0.249 = قيمة معامل التحديد 0.751، وحيث أن قيمة  Ʌللدالة الأولى أقل من قيمة Ʌ في الدالة الثانية وتقترب من الصفر فإن الدالة التمييزية الأولى أفضل من الدالة الثانية في التمييز بين مجموعات رأس المال الاجتماعي (منخفض، متوسط، مرتفع) بناء على العوامل والمتغيرات المأخوذة في الدراسة، وهذا يدل على جودة توفيق النموذج التمييزي.

جدول 5 - القيم الذاتية للجذور الكامنة للدوال التمييزية الخاصة بالمتغيرات المستقلة على مجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي

المصدر: جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة الميدانية عام 2022                                           *علاقة معنوية عند المستوى الإحتمالي 0.05

3.2.2.2.5. المعاملات المعيارية القانونية لدوال التمييز:

يُشير جدول 6 - إلى المعاملات المعيارية القانونية للمتغيرات المنبئة الداخلة في حساب الدوال التمييزية، التي ساهمت في التمييز والتصنيف لمجموعات المتغير التابع وذلك من خلال المعاملات المقابلة لها في النموذج، ففي الدالة التمييزية الأولى نجد أن أقوى المتغيرات تأثيرًا (له الأهمية النسبية الأكبر) في التمييز بين مجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي هو درجة المعوقات والضغوط الحياتية وقيمته 0.769، وبالتالي نطلق على الدالة التمييزية الأولى "دالة درجة المعوقات والضغوط الحياتية"، ويليه درجة التدين وقيمته 0.748، ثم مهنة المبحوث 0.609، ثم مستوى التعليم وقيمته 0.567، ثم درجة الانتماء للمجتمع المحلي وقيمته 0.490، ثم حجم الأسرة 0.386، ثم سن المبحوث 0.318، ثم السلوك البيئي 0.254، ثم درجة التكيف الاجتماعي 0.235، ثم دافعية المشاركة 0.233، ثم درجة التطوعية الفردية 0.211، ثم درجة الإنفتاح الجغرافي 0.200، ثم درجة الرضا عن الخدمات بالمجتمع المحلي 0.183، ثم المستوي المعيشي للوحدة المعيشية 0.178، ثم الحالة الزواجية 0.078، ثم الإتجاه نحو العمل الزراعي 0.056، وأخيرًا درجة الإنفتاح الثقافي 0.037.

كما يتبين من الجدول 6- أيضًا معاملات الإرتباط داخل مجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي بين كل متغير من المتغيرات الداخلة في التحليل والدالة التمييزية (المصفوفة الهيكلية)، ففي الدالة التمييزية الأولى نجد أن ترتيب الأهمية النسبية لمعاملات الإرتباط يتطابق مع ترتيب الأهمية النسبية للمعاملات المعيارية وإن إختلفت القيم، هذا يدل على جودة التوفيق لنموذج التحليل التمييزي.

بينما في الدالة التمييزية الثانية نجد أن أقوى المتغيرات تأثيرًا (له الأهمية النسبية الأكبر) في التمييز بين مجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي هو درجة المعوقات والضغوط الحياتية وقيمته 0.630، وبالتالي نطلق على الدالة التمييزية الثانية "دالة درجة المعوقات والضغوط الحياتية"، ويليه سن المبحوث وقيمته 0.626، ثم مهنة المبحوث 0.620، ثم درجة الانتماء للمجتمع المحلي وقيمته 0.619، ثم الحالة الزواجية وقيمته 0.607، ثم مستوى التعليم 0.491، ثم حجم الأسرة 0.417، ثم الإتجاه نحو العمل الزراعي 0.416، ثم السلوك البيئي 0.273، ثم درجة التكيف الاجتماعي 0.235، ثم درجة التطوعية الفردية 0.163، ثم المستوي المعيشي للوحدة المعيشية 0.146، ثم دافعية المشاركة 0.123، ثم درجة الرضا عن الخدمات بالمجتمع المحلي 0.109، ثم درجة الإنفتاح الثقافي 0.070، ثم درجة التدين 0.057، وأخيرًا درجة الإنفتاح الجغرافي 0.027. كما يتبين من الجدول 6- أيضًا معاملات الإرتباط داخل مجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي بين كل متغير من المتغيرات الداخلة في التحليل والدالة التمييزية (المصفوفة الهيكلية)، ففي الدالة التمييزية الثانية نجد أن ترتيب الأهمية النسبية لمعاملات الإرتباط يتطابق مع ترتيب الأهمية النسبية للمعاملات المعيارية وإن اختلفت القيم، هذا يدل على جودة التوفيق لنموذج التحليل التمييزي.

جدول 6 - المعاملات المعيارية القانونية للمتغيرات المنبئة الداخلة في حساب الدوال التمييزية والمصفوفة الهيكلية

المصدر: جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة الميدانية عام 2022                                          

4.2.2.2.5. تكوين المعادلة الخطية للتحليل التمييزي Discriminant analysis linear equation:

يتضمن التحليل التمييزي تكوين معادلة خطية مثل معادلة الإنحدار، والتي سوف تتنبأ بالمجموعة التي ينتمي إليها المبحوث، ويكون شكل المعادلة كالتالي:

D = v₁ X₁+ v₂ X₂+ v₃ X₃ ........v_i X_i+ a

Where D = discriminate function.

 v = the discriminant coefficient or weight for that variable.

 X = respondent’s score for that variable.

 a = a constant.

 i = the number of predictor variables.

ومن جدول 6 - نحصل على المعاملات القانونية لتكوين المعادلات الخطية للتحليل التمييزي، حيث تأخذ الشكل التالي: أنظر شكل 1.

D Score₁= -171.354+0.769x₁+0.748x₂+0.609x₃+0.567x₄+0.490x₅+0.386x₆+0.318x₇

+0.254x₈+0.235x₉+0.233x₁₀+0.211x₁₁+0.200x₁₂+0.183x₁₃+0.178x₁₄+0.078x₁₅+ 0.056x₁₆+0.037x₁₇

D Score₂=-171.354+0.630x₁+0.057x₂+0.620x₃+0.491x₄+0.619x₅+0.417x₆+0.626x₇

+0.273x₈+0.235x₉+0.123x₁₀+0.163x₁₁+0.027x₁₂+0.109x₁₃+0.146x₁₄+0.607x₁₅+ 0.416x₁₆+0.070x₁₇

وتحقيقًا لفرض الدراسة الرابع، يكون ترتيب مقدار نسبة مساهمة كل من المتغيرات المنبئة (الدالة التمييزية الأولى) في شرح وتفسير التباين في تمييز وتصنيف المجموعات (منخفض، متوسط، مرتفع) للمتغير التابع مستوى رأس المال الاجتماعي كالتالي: درجة المعوقات والضغوط الحياتية وقيمته 76.9%، ويليه درجة التدين 74.8%، ثم مهنة المبحوث 60.9%، ثم مستوى التعليم 56.7%، ثم درجة الانتماء للمجتمع المحلي 49%، ثم حجم الأسرة 38.6%، ثم سن المبحوث 31.8%، ثم السلوك البيئي 25.4%، ثم درجة التكيف الاجتماعي 23.5%، ثم دافعية المشاركة 23.3%، ثم درجة التطوعية الفردية 21.1%، ثم درجة الإنفتاح الجغرافي 20%، ثم درجة الرضا عن الخدمات بالمجتمع المحلي 18.3%، ثم المستوي المعيشي للوحدة المعيشية 17.8%، ثم الحالة الزواجية 7.8%، ثم الإتجاه نحو العمل الزراعي 5.6%، وأخيرًا درجة الإنفتاح الثقافي 3.7%.

ويكون ترتيب مقدار نسبة مساهمة كل من المتغيرات المنبئة (الدالة التمييزية الثانية) في شرح وتفسير التباين في تمييز وتصنيف المجموعات (منخفض، متوسط، مرتفع) للمتغير التابع مستوى رأس المال الاجتماعي كالتالي: درجة المعوقات والضغوط الحياتية وقيمته 63%، ويليه سن المبحوث 62.6%، ثم مهنة المبحوث 62%، ثم درجة الانتماء للمجتمع المحلي 61.9%، ثم الحالة الزواجية 60.7%، ثم مستوى التعليم 49.1%، ثم حجم الأسرة 41.7%، ثم الإتجاه نحو العمل الزراعي 41.6%، ثم السلوك البيئي 27.3%، ثم درجة التكيف الاجتماعي 23.5%، ثم درجة التطوعية الفردية 16.35، ثم المستوي المعيشي للوحدة المعيشية 14.6%، ثم دافعية المشاركة 12.3%، ثم درجة الرضا عن الخدمات بالمجتمع المحلي 10.9%، ثم درجة الإنفتاح الثقافي 7%، ثم درجة التدين 5.7%، وأخيرًا درجة الإنفتاح الجغرافي 2.7%.

5.2.2.2.5. دوال التمركز لمجموعات المتغير التابع Functions at Group Centroids:

يبين جدول 7- نقاط التمركز (المتوسط) للقيم التمييزية لكل من مجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين بمنطقة الدراسة، حيث أنه في الدالة التمييزية الأولى كلما كانت الدرجة التمييزية لمتغيرات معينة قريبة من قيمة متوسط الدرجة التمييزية للمجموعة المنخفضة في مستوى رأس المال الاجتماعي 6.419-، فإنها تصنف ضمن المجموعة المنخفضة، أما إذا كانت الدرجة التمييزية قريبة من قيمة متوسط الدرجة التمييزية للمجموعة المتوسطة في مستوى رأس المال الاجتماعي 0.099، فإنها تصنف ضمن المجموعة المتوسطة، إذا كانت الدرجة التمييزية قريبة من قيمة متوسط الدرجة التمييزية للمجموعة المرتفعة في مستوى رأس المال الاجتماعي 6.410، فإنها تصنف ضمن المجموعة المرتفعة، وفى حالة أن الدرجة التمييزية تساوي قيمة نقطة القطع يتم تصنيفها في أي مجموعة عشوائيًا، ونفس الأمر في الدالة التمييزية الثانية أنظر شكل 1. يتم حساب النقطة الفاصلة اعتمادًا على المعادلة التالية: متوسط الدرجة التمييزية لكل من المجموعات في الدالة التمييزية الأولى أو الثانية (المنخفضة + المتوسط + المرتفعة)/3

وبها تكون نقطة القطع كما يلي:

 (6.419-)+0.099+6.410/3= 0.09

وفي الدالة الثانية تكون نقطة القطع:

 (2.512-)+2.236+(2.519-)/3= 2.795-

جدول 7- نقاط التمركز (المتوسط) للقيم التمييزية لكل من مجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي للمبحوثين بمنطقة الدراسة

المصدر: جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة الميدانية عام 2022                                          

إن الإشارة الموجبة في جدول 7 - تعني أن إرتفاع قيم المتغيرات الداخلة في التحليل تؤدي إلى إرتفاع احتمالات الإنضمام إلى المجموعة المقابلة، وإن الإشارة السالبة تعني أن إرتفاع قيم المتغيرات الداخلة في التحليل تؤدي إلى إنخفاض احتمالات الإنضمام إلى المجموعة المقابلة، فمثلاً في الدالة التمييزية الأولى كان متوسط المجموعة المنخفضة في مستوى رأس المال الاجتماعي ذات قيمة سالبة، هذا يعني كلما إرتفعت قيمة المتغيرات الداخلة في التحليل المذكورة مسبقًا إنخفضت احتمالات الإنضمام إلى المجموعة المنخفضة في مستوى رأس المال الاجتماعي، ومتوسط المجموعة المرتفعة في مستوى رأس المال الاجتماعي ذات قيمة موجبة هذا يعني كلما إرتفعت قيمة المتغيرات الداخلة في التحليل إرتفعت احتمالات الانضمام إلى المجموعة المرتفعة في مستوى رأس المال الاجتماعي، بينما في الدالة التمييزية الثانية كان متوسط المجموعة المنخفضة والمرتفعة في مستوى رأس المال الاجتماعي ذات قيمة سالبة، وهذا يعني كلما إرتفعت قيمة المتغيرات الداخلة في التحليل المذكورة مسبقًا إنخفضت احتمالات الإنضمام إلى المجموعة المنخفضة والمرتفعة في مستوى رأس المال الاجتماعي.

كما يتبين أيضًا من جدول 7 - أن قيم دوال التمركز في الدالة الأولى للمجموعتين المنخفضة والمرتفعة تقعان موقعًا معاكسًا من بعضهما البعض، مما يعني أن مجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المرتفع تتصف بدرجة المعوقات والضغوط الحياتية. أي أن دالة التمييز الأولى "درجة المعوقات والضغوط الحياتية"، التي بلغت قيمتها (0.769) في الدالة التمييزية المعيارية وفي المصفوفة الهيكلية (0.623) هي الدالة التمييزية الأولى التي تستطيع التمييز بشكل جوهري بين مجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي. كما أن أي ارتفاع في درجات المتغيرات المستقلة لأعضاء المجموعة المنخفضة سوف تؤدي إلى ارتفاع انضمامهم إلى مجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المرتفعة؛ وهذا أمر طبيعي إذ أن مهارات المبحوث في التعامل مع المعوقات والضغوط الحياتية المتتالية تعطى له خبرات كافية للمواجهة والتعامل مع أي مواقف مشابهة.

شكل 1- الدوال القانونية التمييزية Canonical Discriminant Functions

المصدر: جمعت وحسبت من نتائج التحليل التمييزي لبيانات عينة الدراسة الميدانية عام 2022

ويوضح شكل 1 - أنه كلما ابتعدت نقاط التمركز (المتوسط) للقيم التمييزية لكل من مجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي، قل احتمال حدوث أخطاء في التصنيف.

.6.2.2.2.5. معاملات دالة التصنيف لمجموعات المتغير التابع Classification Function:

يبين جدول 8- معاملات دالة التصنيف للمتغير التابع وفقًا لكل مجموعة (منخفض، متوسط، مرتفع)، ويمكن كتابة الدوال التصنيفية لمجموعات مستوى رأس المال الاجتماعي على الشكل التالي:

-         الدالة التمييزية الأولى تمثل لمجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المنخفض:

Z₁= -27.053-10.51x₁-15.159x₂+26.578x₃………..+0.07x₁₇

-         الدالة التمييزية الثانية تمثل لمجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المتوسط:

Z₂= -72.965-20.333x₁-25.617x₂+45.99x₃……...+0.316x₁₇

-         الدالة التمييزية الثالثة تمثل لمجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المرتفع:

Z₃= -71.336+0.938x₁-34.56x₂+30.9x₃……………..-0.21x₁₇

حيث أن متغيرات مهنة المبحوث، يليه الحالة الزواجية، يلية درجة التدين، يليه حجم الأسرة، يليه درجة المعوقات والضغوط الحياتية، ثم المستوى المعيشي للوحدة المعيشية ثم السلوك البيئي، ثم درجة الرضا عن الخدمات بالمجتمع ثم درجة الانتماء ... هي الأكثر تاثيرًا في التصنيف في الفئة المنخفضة للمتغير التابع، تبعًا لقيم المعاملات المقدرة في الدالة الأولى. ومتغيرات مهنة المبحوث، ثم الحالة الزواجية، ثم درجة التدين، ثم درجة الانتماء، ثم حجم الأسرة، ثم السلوك البيئي، ثم درجة المعوقات والضغوط الحياتية، ثم المستوى المعيشي للوحدة المعيشية، ثم درجة الرضا عن الخدمات بالمجتمع، ثم دافعية المشاركة، ثم درجة التطوعية الفردية... هي الأكثر تأثيرًا في التصنيف في الفئة المتوسطة للمتغير التابع، تبعًا لقيم المعاملات المقدرة في الدالة الثانية. ومتغيرات درجة التدين، ثم مهنة المبحوث، ثم حجم الأسرة، ثم السلوك البيئي، ثم الحالة الزواجية، ثم المستوى المعيشي للوحدة المعيشية، ثم درجة الرضا عن الخدمات بالمجتمع، ثم درجة الانتماء، ثم درجة التطوعية الفردية، ثم دافعية المشاركة، ثم درجة الإنفتاح الجغرافي... هي الأكثر تأثيرًا في التصنيف في الفئة المرتفعة للمتغير التابع، تبعًا لقيم المعاملات المقدرة في الدالة الثالثة.

جدول 8- معاملات دالة التصنيف لمجموعات المتغير التابع

المصدر: جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة الميدانية عام 2022

7.2.2.2.5. نتائج التصنيف لمجموعات المتغير التابع Classification Results:

يوضح جدول 9 - نتائج التصنيف لفئات المتغير التابع مستوى رأس المال الاجتماعي، وجودة التنبؤ لنموذج التحليل التمييز، أن عناصر القطر الرئيسي هي العناصر التي تم تصنيفها بشكل صحيح، في المجموعة الأولى مجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المنخفض هناك 32 حالة بنسبة 88.9% تم تصنيفها بشكل صحيح، و 4 حالات صنفت بشكل خاطئ على أنها من مجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المرتفع وبنسبة تصنيف 11.1% ، وفي المجموعة الثانية مجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المتوسط هناك 72 حالة بنسبة 97.3% تم تصنيفها بشكل صحيح، وحالة واحدة بنسبة 1.4% صنفت بشكل خاطئ على أنها من مجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المنخفض، وحالة واحدة بنسبة 1.4% صنفت بشكل خاطئ على أنها من مجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المرتفع، وفي المجموعة الثالثة مجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المرتفع هناك 24 حالة بنسبة 92.3% تم تصنيفها بشكل صحيح، وحالتين بنسبة 7.7% صنفت بشكل خاطئ على أنها من مجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المنخفض، وحالة واحدة بنسبة 1.4% صنفت بشكل خاطئ على أنها من مجموعة مستوى رأس المال الاجتماعي المتوسط.

في المجمل فقد تم تصنيف 128 حالة تصنيفًا صحيحًا  ضمن مجموعاتهم التي ينتمون إليها فعلًا من أصل 136 حالة وهو حجم العينة المدروسة، أي بنسبة 94.1% من الحالات، وأن 5.9% من الحالات تم تصنيفها بشكل خاطئ، وهذه نسبة أكثر من جيدة ومطمئنة لدقة التصنيف للنموذج التحليلي. ومن الجدير بالذكر أن هذه النسبة قد تتأثر بعامل الصدفة والعشوائية، ولحل هذه المشكلة والتأكد من أن النموذج ذو دلالة إحصائية وله قدرة على التنبؤ مستقبلًا، نستخدم اختبار Cohen's Kappa الذي يُعد مقياسًا جيدًا للموثوقية، لأنه يأخذ عامل الصدفة بعين الإعتبار. وبتطبيق هذا الاختبار نحصل على نتائج اختبار= 0.883  Kappa وذلك يدل على مستوى الموافقة قوي وتنبؤ عالي الدقة، عند مستوى إحتمالي أقل من 0.05، وعليه نقبل الفرض البديل القائل بأنه يوجد أثر معنوي للنموذج المقترح في تصنيف مستوى رأس المال الاجتماعي بمنطقة الدراسة.

جدول 9 - نتائج التصنيف لفئات المتغير التابع مستوى رأس المال الاجتماعي

المصدر: جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة الميدانية عام 2022

3.2.2.5. نتائج إختبار تحليل التغاير Ancova:

في تحليل التغاير Ancova يتم استبعاد أثر متغير ما أو أكثر من المتغيرات ذات العلاقة مع المتغير التابع (ربيع، 2008 : 65)، حيث يُعد شكلًا من أشكال تحليل التباين المشترك، ويسمح للباحث بضبط أو تعديل المتغيرات التي ترتبط بالمتغير التابع قبل مقارنة متوسطات المتغير التابع، وتُعرف هذه المتغيرات بالمتغيرات المصاحبة للمتغير التابع، والتي بتعديلها فإننا نستبعد تأثيرها من درجات المتغير التابع (علام، 2016 : 367).

وتم إجراء الاختبار على الدوال التمييزية التي تم الحصول عليها من الدراسة لمعرفة أي الدوال تفوقت على الأخرى في تصنيف مستوى رأس المال الاجتماعي، وتم وضع الفرض الإحصائي التالي:

H_o: µ_1"Adj. = µ _2”Adj. = µ _3”Adj. … µ _k”Adj.

H_a: At least one of these (µ _iAdj.) is Different