ارتباط الزيارات الصحية الدورية بمتوسط عمر المرأة المتوقع | ||||
المجلة المصرية للعلوم الاجتماعية والسلوکية | ||||
Article 2, Volume 8, Issue 8, October 2023, Page 14-18 PDF (723.62 K) | ||||
Document Type: مقالات نظرية وميدانية "کمية و کيفية " | ||||
DOI: 10.21608/ejsbs.2023.331288 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Authors | ||||
جان ويليم فان برويجن* 1; كارين م. دوغلاس2 | ||||
1المعهد الهولندي لدراسة الجريمة وتطبيق القانون، أمستردام، هولندا | ||||
2جامعة كينت، كانتربري، المملكة المتحدة | ||||
Abstract | ||||
في مقدمة هذا العدد الخاص التابع للمجلة الأوربية لعلم النفس الاجتماعي الذي يدور حول نظريات المؤامرة كظاهرة نفسية اجتماعية، نسرد كيفية تطور هذا المجال البحثي المستجد عبر العقد الماضي، واستخلاص المبادئ الأربعة الرئيسية التي يتسم بها الإيمان بنظريات المؤامرة. وعلى وجه التحديد؛ إن نظريات المؤامرة مسألة تبعية نظرًا لتأثيرها الفعلي على صحة الناس وعلاقاتهم وسلامتهم؛ وكونها ذات مستوى عالمي نظرًا لانتشار وشيوع الإيمان بها على مر العصور والثقافات والأوضاع الاجتماعية؛ وكونها ترتبط بالمشاعر نظرًا لأن المشاعر السلبية والمشاورات غير المنطقية تؤدي إلى الإيمان بالمؤامرة؛ إ ضافة إلى كونها اجتماعية، حيث إن الإيمان بالمؤامرة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالدوافع النفسية الكامنة وراء النزاع بين الجماعات. ومن ثم نناقش الأبحاث المستقبلية والتدخلات السياسية المحتملة في هذه المنطقة البحثية المتنامية. | ||||
Keywords | ||||
نظريات المؤامرة; تبعية; ذات مستوى عالمي; ترتبط بالمشاعر; النزاع بين الجماعات | ||||
Full Text | ||||
تزخر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بنظريات المؤامرة. وتتراوح هذه النظريات بين أنها غير معقولة إلى حدٍّ كبير في ضوء المنطق أو المعرفة العلمية (على سبيل المثال: نظرية مؤامرة كيمتريل، نظريات مؤامرة الأرض المسطحة) إلى كونها محتملة من الناحية النظرية أو حتى معقولة (على سبيل المثال: الادعاءات بانتهاك وكالات الاستخبارات لقوانين الخصوصية بشكل دوري). وفي الواقع، تتضح صحة نظريات المؤامرة في بعض الأحيان (على سبيل المثال: فضيحة ووترغيت، حوادث فساد الشركات). وعلى الرغم من ذلك؛ فإن الغالبية العظمى من نظريات المؤامرة التي صدقها المواطنون عبر التاريخ كانت خاطئة (Pipes, 1997). عادة ما يتم تعريف نظريات المؤامرة على أنها معتقدات توضيحية تدور حول مجموعة من العناصر الفاعلة التي تعاونت في السر للوصول إلى أهداف خبيثة (Bale, 2007). ما هو الدافع وراء الإيمان بمثل نظريات المؤامرة هذه؟ بينما غالبًا ما كان يتم رفض الإيمان بنظريات المؤامرة في العقود الماضية بوصفه أمرًا مرضيًّا ((Hofstadter, 1966، إلا أن الأدلة المتراكمة تكشف عن شيوع نظريات المؤامرة بين عدد كبير من المواطنين بشكل مثير للدهشة (Oliver & Wood, 2014; Sunstein & Vermeule, 2009). ولقد تم تأكيد التأثير والانتشار المحتمل لنظريات المؤامرة في عام 2016)، عندما انْتُخِب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من انتشار مجموعة من نظريات المؤامرة غير المعقولة إلى حدٍّ كبير خلال حملته الانتخابية. وتضمنت هذه النظريات ادعاءات بأن التغير المناخي أكذوبة اخترعها الصينيون، وأن باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة، وأن اللقاحات تؤدي إلى الإصابة بالتوحد. ولقد قامت العلوم الاجتماعية بشكل متزايد بتعريف أهمية فهم المعتقدات التآمرية كما انتشرت ظاهرة الأبحاث التجريبية في العقد الماضي (for overviews, see Douglas, Sutton, & Cichocka, 2017; Van Prooijen, 2018; Van Prooijen & Van Vugt, in press). صُمِّم هذا العدد الخاص لعرض دراسة الإيمان بنظريات المؤامرة كمجال بحثي مستجد في علم النفس الاجتماعي. من خلال تجميع هذه القضايا معًا، أردنا على وجه التحديد الاستفادة من الزخم الذي تتمتع به الدراسة العلمية لنظريات المؤامرة حاليًّا، وإعطاء الجيل الثاني من الباحثين في نظريات المؤامرة في مجالنا الفرصة لنشر نتائجهم الجديدة على جمهور محترف. من أجل تقديم العدد الخاص في البحث الحالي فنحن نقوم بالتالي (1) إلقاء الضوء على كيفية تطور نظريات المؤامرة من موضوع بحثي غير عادي إلى مجال بحثي يتوسع بشكل متزايد على مدى السنوات القليلة الماضية، و (2) استخلاص أربعة مبادئ أساسية انبثقت من الأبحاث السابقة، وعلى وجه التحديد كون المعتقدات التآمرية مسألة تبعية واجتماعية وعلى مستوى عالمي يرتبط بالمشاعر. يتناول كل إسهام في هذا العدد الخاص واحدًا على الأقل من هذه المبادئ. ونختتم باقتراح أجندة بحثية جديدة وتدخلات سياسية على أساس تلك المبادئ الأربعة. نظريات المؤامرة: مجال بحثي مستجد. تعتمد الدراسات الأولية حول نظريات المؤامرة بشكل كبير على الدليل الترابطي في التصميمات المستعرضة (e.g., Abalakina-Paap, Stephan, Craig, & Gregory, 1999; Goertzel, 1994)، وأجريت دراسات حول التفكير التآمري كدالة للمتغيرات الديموغرافية مثل الانتماء الحزبي السياسي (Wright & Arbuthnot, 1974) أو الانتماء العرقي (Crocker, Luhtanen, Broadnax, & Blaine, 1999). على الرغم من ندرتها ومنهجيتها المحدودة، فقد قدمت هذه الدراسات رؤيتين رئيسيتين وهما اللتان أرستا الأسس للأبحاث الحالية حول نظريات المؤامرة. إن الرؤية الرئيسية الأولى هي أنه على الرغم من اختلاف نظريات المؤامرة على مدى واسع من حيث المحتوى إلا أن المعتقدات الشخصية بهما متجذرة في علم النفس الكامن ذاته. وقد تم اقتراح هذه الرؤية من خلال النتائج التي توصلت إلى أن أفضل مؤشر منفرد للاعتقاد في نظرية مؤامرة ما هو إلا الإيمان بنظرية مؤامرة أخرى مختلفة ((Goertzel, 1994; see also Lewandowski, Oberauer, & Gignac, 2013; Swami et al., 2011; Sutton & Douglas, 2014). وحتى الإيمان بنظريات المؤامرة المتعارضة من الطرفين يكون مترابطًا بشكل إيجابي (على سبيل المثال: قتل الأميرة ديانا مقابل تزييف الأميرة ديانا لأمر وفاتها؛ Wood, Douglas, & Sutton, 2012). على الرغم من وجود العديد من نظريات المؤامرة المستقلة من الناحية المفاهيمية، لكن يبدو أن الميل إلى الإيمان بهما يكون مدعومًا من قبل معتقدات أوسع وهي التي تساند نظريات المؤامرة في العموم (الاعتقاد في التكتم؛ وود وآخرون). حيث يرى بعض العلماء أن طريقة التفكير التآمرية هي استعداد ثابت نسبيًّا للإيمان بنظريات المؤامرة التي تختلف بين الأشخاص ((Imhoff & Bruder, 2014). وعلى الرغم من التفاوت الكبير في نظريات المؤامرة -تشمل مواضيع تتراوح بين التغير المناخي إلى الأمراض المزمنة وحتى الهجمات الإرهابية- توضح الأبحاث أن العمليات النفسية المتشابهة والمتوقعة إلى حدٍّ كبير تدفع الناس إلى الإيمان بها. الرؤية الرئيسية الثانية هي أنه إلى جانب الاختلافات الفردية؛ فإن الإيمان بنظريات المؤامرة أمر حساس جدًّا للسياق الاجتماعي. فعلى سبيل المثال، تؤثر الدوافع الأيديولوجية على المعتقدات التآمرية السياسية بناءً على نتائج الانتخابات (على سبيل المثال: يؤمن الديمقراطيون بنظريات المؤامرة الحكومية، خاصة إذا كان هناك جمهوري في البيت الأبيض، والعكس صحيح؛ Wright & Arbuthnot, 1974; see also Golec de Zavala & Federico, 2018; Uscinski & Parent, 2014; Van Bavel & Pereira, 2018). فضلًا عن ذلك، فقد آمن الناس على مر العصور بنظريات المؤامرة لا سيما في مواقف الأزمات الاجتماعية المؤثرة، مثل في أوقات الحرائق والفيضانات والزلازل والتغيرات الاجتماعية السريعة والعنف والحروب (McCauley & Jacques, 1979; see also Van Prooijen & Douglas, 2017). وفي النهاية، تؤدي الهياكل الاجتماعية التي تصنع مشاعر الضعف لدى المواطنين إلى زيادة الإيمان بنظريات المؤامرة، كما أنها تنعكس في استنتاج أن مشاعر العجز تتنبأ بالمعتقدات التآمرية. (Abalakina-Paap et al., 1999; Imhoff & Bruder, 2014)، وأن المعتقدات التآمرية مرتفعة بشكل خاص بين أفراد الأقليات الموصومة (Crocker et al., 1999; Davis, Wetherell, & Henry, 2018; Van Prooijen, Staman, & Krouwel, in press). لقد اعتمد البحث الحديث بشكل كبير على هاتين الرؤيتين الرئيسيتين من خلال دراسة مدى استقرارية تنبؤ الاختلافات الفردية للميل نحو الإيمان في نظريات المؤامرة بصورة مستفيضة ((Darwin, Neave, & Holmes, 2011; Imhoff & Bruder, 2014; Swami et al., 2011; Van Prooijen, 2017)، وما العوامل السببية التي تؤدي إلى زيادة الإيمان بنظريات المؤامرة (e.g., Douglas & Sutton, 2011; Van Prooijen & Van Dijk, 2014; Whitson & Galinsky, 2008)، وما العمليات الإدراكية الأساسية المتضمنة عند شعور الناس بالمؤامرة (Douglas, Sutton, Callan, Dawtry, & Harvey, 2016; Van Prooijen, Douglas, & De Inocencio, 2018)، وما هي تبعيات الإيمان بنظريات المؤامرة (Bartlett & Miller, 2010; Douglas & Leite, 2017; Jolley & Douglas, 2014a,b). فمن الأسلم أن نقول إن الدراسة العلمية لنظريات المؤامرة بدأت في الظهور على مدار العقد الماضي: فقد تزايد بسرعة كل من كم المعرفة حول هذه الظاهرة وكذلك عدد الباحثين العاملين بجدٍّ عليها. ومع ذلك؛ فإن أحد قيود الوضع الراهن في مجال البحث العلمي لنظريات المؤامرة هو افتقار المجال إلى إطار نظري صلب يمكنه صياغة النتائج السابقة، ويؤدي إلى تمكين التنبؤات الجديدة، ويقترح تدخلات للحد من انتشار نظريات المؤامرة في المجتمع. حيث سعت المقالات المعروضة حديثًا إلى معالجة القيود عن طريق تقديم إطار عمل يلقي الضوء على الأساس التحفيزي لنظريات المؤامرة. على وجه التحديد، إن نظريات المؤامرة تجذب الناس لأسباب معرفية ووجودية وتحفيزية اجتماعية (Douglas et al., 2017)، ومن خلال تطوير نموذج ثوري -فرضية المؤامرة التكيفية- الذي ينص على كيفية تطور ميل الإنسان إلى الإيمان بنظريات المؤامرة من خلال اختيار طبيعي (Van Prooijen & Van Vugt, in press). ولكن على الرغم من هذه المبادرات فلا يزال مجال نظريات المؤامرة في الوقت الحاضر في مراحله الأولى من حيث تطور النظرية. وسعيًا إلى تحفيز وضع المزيد من النظريات، نقترح أربعة مبادئ أساسية للإيمان بنظريات المؤامرة والتي قمنا باستخلاصها من الأبحاث التي تم إجراؤها حتى الآن. حيث يدعم العديد من الدراسات هذه المبادئ الأربعة، جنبًا إلى جنب مع النماذج القائمة، التي قد تقدم إطار عمل تنظيمي للباحثين لتطوير نظريات وأبحاث أكثر تطورًا حول هذه الظاهرة. الإيمان بنظريات المؤامرة: أربعة مبادئ أساسية. تحدد المبادئ الأربعة التي نطرحها هنا وتوسع الرؤيتين الرئيسيتين اللتين تمت مناقشتهما مسبقًا، وهما (1) الإيمان بنظريات المؤامرة المختلفة مدفوع بالعمليات النفسية نفسها، و(2) القناعات التآمرية سريعة التأثّر بشكل كبير بالسياق الاجتماعي. وعلى وجه التحديد، نحن نقوم بذكر السوابق والتبعيات المحددة والمشمولة في العمليات النفسية الكامنة وراء الإيمان بنظريات المؤامرة بالتفصيل، وكيف يؤثر السياق الاجتماعي على قابلية الناس تجاه نظريات المؤامرة. وبشكل صريح نرى أن الإيمان بنظريات المؤامرة مسألة تبعية واجتماعية وعلى مستوى عالمي وذات صلة بالمشاعر. وسنناقش في الأجزاء التالية كل مبدأ من تلك المبادئ الأربعة على حدة. المبدأ الأول: المعتقدات التآمرية مسألة تبعية. حتى عندما تكون صحة نظريات المؤامرة بعيدة الاحتمال، فلا يزالون يحملوا تأثير على الأبعاد الحياتية المهمة؛ مثل: الصحة، والعلاقات بين الأشخاص، والسلامة. ويكون هذا التأثير متجذرًا في الحقيقة الذاتية للمعتقد؛ حيث إن ما يؤمن به الناس يقود سلوكياتهم؛ ولكن بينما قد تكون المعتقدات في بعض الأحيان خاطئة أو حتى ساذجة، فقد ينتج عنهم سلوك يحمل في طياته عواقب حقيقية (cf., the Thomas Theorem; Thomas & Thomas, 1928). يعد أحد الأبعاد على وجه التحديد التي تكون فيها نظريات المؤامرة تبعية -وعادة ما تكون مدمرة- بالنسبة للمدركين لنظريات المؤامرة هذه هو صحتهم. ولتوضيح ذلك، تخيل للحظة واحدة أن اللقاحات تؤدي بالفعل إلى الإصابة بالتوحد. فمن سيقوم بأخذ اللقاح أو يعطيه لأطفاله تحت تلك الظروف؟ ولكن في حين يتفق علماء الطب على نطاق واسع على أن اللقاحات لا تسبب الإصابة بالتوحد إلا أن العديد من المواطنين لديهم اعتقاد قوي بأن صناعة الأدوية تتآمر لإخفاء الدليل على مثل هذه العلاقة، وهذا يدفع هؤلاء المواطنين إلى حرمان أنفسهم وأطفالهم من اللقاحات الضرورية. لقد أكد البحث التجريبي على تلك العواقب الصحية الوخيمة لنظريات المؤامرة التي تعود على المؤمنين بها: حيث إن تعريض المشاركين في البحث إلى نظريات المؤامرة المكافحة للقاحات يقلل من نواياهم في تطعيم الأطفال (Jolley & Douglas, 2014b). فضلًا عن ذلك، لا تنحصر هذه النتائج على نظريات المؤامرة التي لها علاقة بالصحة: تتوقع نظريات مؤامرة أكثر عمومًا بالتفضيل للبديل عن الأساليب الطبية المنتظمة والمبنية على الأدلة (Lamberty & Imhoff, 2018). علاوة على ذلك، إن واحدة من نظريات المؤامرة الشائعة بين الشعب الأمريكي من أصل أفريقي بشكل مثير للدهشة هي اعتقادهم بأن وسائل منع الحمل تعدُّ شكلًا من أشكال الإبادة الجماعية للسود. وينتج عن نظرية المؤامرة هذه سلوكيات سلبية تجاه وسائل منع الحمل التي تتنبأ بانخفاض استخدام وسائل منع الحمل وخاصة بين الرجال ((Thorburn & Bogart, 2005). وعلى نحو مماثل، فتنتشر نظريات مؤامرة في جنوب أفريقيا حول الإيدز، حيث تنص على سبيل المثال أن فيروس نقص المناعة البشرية قد تم صنعه عن عمد من قبل البشر في المختبر وأن شركات الأدوية تروج إلى "فرضية فيروس نقص المناعة البشرية" لبيع العقاقير المضادة للفيروسات العكوسة باهظة الثمن والمضرة. وترتبط المعتقدات التآمرية هذه بمعتقدات غير علمية وخطيرة مثل أن فيروس نقص المناعة البشرية غير ضار أو أن استخدام الواقي يسبب العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية. كما تكشف دراسة أجريت في مدينة كيب تاون أن الإيمان بنظريات المؤامرة هذه التي تدور حول مرض الإيدز تتنبأ بشكل قوي بانخفاض استخدام الواقي بين الرجال والنساء (Grebe & Nattrass, 2012) وفي الواقع، كان ثابو مبيكي واحدًا من بين المؤمنين بنظرية المؤامرة حول مرض الإيدز وهو رئيس جنوب أفريقيا في الفترة ما بين عاميْ 1999 و2008. وتشير تقديرات النموذج الإحصائي إلى أنه في الفترة ما بين عامي 2000 و2005 توفي ما يقرب من 330,000 شخص من سكان جنوب أفريقيا بسبب القرارات الحكومية الصادرة بعدم تنفيذ برامج العلاج المضادة للفيروسات العكوسة (Chigwedere, Seage, Gruskin, Lee, & Essex, 2008). ينعكس أيضًا الإيمان بنظريات المؤامرة على العلاقات بين الناس. فقد لوحظ أن المؤمنين بنظريات المؤامرة يمكن أن يتعرضوا للوصم بالعار (Harambam & Aupers, 2015). كما يؤدي التعبير عن نظريات المؤامرة وبشكل مستمر إلى زيادة التوقعات بالتقييمات السلبية والخوف من التهميش الاجتماعي (Lantian, Muller, Nurra, Klein, Berjot, & Pantazi, 2018). فضلًا عن ذلك، توحي الأدلة بأن الإيمان بنظريات المؤامرة يتصاحب بعلاقات شخصية شائكة. على وجه التحديد، يرتبط الإيمان بنظريات المؤامرة بمجموعة من متغيرات الاختلافات الفردية التي تعكس الأداء الضعيف بين الأشخاص، مثل جنون الاضطهاد بين الأشخاص (Darwin et al., 2011)، والنرجسية (Cichocka, Marchlewska, & Golec de Zavala, 2016)، وعدم الرضا (Swami et al., 2011)، والتعلق غير الآمن (Green & Douglas, 2018) والميكافيلية "الغاية تبرر الوسيلة" (Douglas & Sutton, 2011). بينما ستحتاج الأبحاث المستقبلية إلى دراسة التأثيرات السببية للمعتقدات التآمرية على جودة العلاقات الشخصية بشكل مباشر أكثر، إلا أن النتائج التي تم الحصول عليها حتى الآن تتفق مع فكرة أن تأييد نظريات المؤامرة يتصاحب بضعف الأداء بين الأشخاص. كما تؤثر المعتقدات التآمرية على مجموعة من التطورات المجتمعية. على سبيل المثال، تتنبأ المعتقدات التآمرية بمشاعر عدم الانتماء تجاه السياسة. (Goertzel, 1994)، وبالتالي أدى التلاعب بنظريات المؤامرة إلى تقليل رغبة المشاركين في التصويت في الانتخابات (Jolley & Douglas, 2014a; Study 1). وعلى نحو مماثل فإن التعرض لنظريات المؤامرة يقلل الدعم العام من السياسات المهمة. كما تقلل نظريات المؤامرة حول التغير المناخي -والتي تفترض عادة أن مشاكل الاحتباس الحراري هي عبارة عن إنذار كاذب- من رغبة المواطنين في تقليل بصمتهم الكربونية (Jolley & Douglas, 2014a; Study 2; see also Douglas & Sutton, 2015)، وكذلك سلوكهم الاجتماعي المتضامن بشكل أكثر عمومًا (Van der Linden, 2015). وفضلًا عن ذلك؛ فإن المعتقدات التآمرية تتصل عمليًّا بالنزعة الشعبية (Silva, Vegetti, & Littvay, 2017) والتطرف السياسي. (Van Prooijen, Krouwel, & Pollet, 2015). كما تتسم الحركات المتطرفة "السرية" (على سبيل المثال: النازيون الجدد، ومناهضو العولمة العنيفون، والمسيحية الأصولية، وما شابه) بالمعتقدات التآمرية المفرطة. كما يرى بارتليت وميلر (2010) أن نظريات المؤامرة تسهم بشكل سببي في عملية التطرف والميول العنيفة لهذه الجماعات الهامشية المتطرفة. ترسم الحجج المذكورة أعلاه صورة قاتمة إلى حدٍّ ما لعواقب نظريات المؤامرة ومعتقدات المؤامرة، وفي الواقع، يشير الوضع الراهن في هذا المجال البحثي إلى أن غالبية العواقب تكون سلبية. وتجدر الملاحظة إلى أنه على الرغم من ذلك ليست جميع العواقب سلبية بالضرورة. فعلى سبيل المثال، تستطيع نظريات المؤامرة إلهام وتبرير الحركات الاحتجاجية ((Imhoff & Bruder, 2014; see also Chayinska, Minescu, & Colucci, 2018)، وسواء كان ذلك إيجابيًّا أو سلبيًّا فهو يعتمد على نوع التغيير الاجتماعي الذي تسعى له هذه الحركات. وفضلًا عن ذلك، فيمكن لنظريات المؤامرة زيادة شفافية الحكومة (Clarke, 2002) ويتصاحب الإيمان بنظريات المؤامرة مع زيادة الدعم للمبادئ الديمقراطية ((Swami et al., 2011). وفي الواقع، سيكون الجانب المثمر من إجراء المزيد من الأبحاث هو دراسة متى وتحت أي ظروف تكون نظريات المؤامرة ضارة أو غير ضارة أو حتى نافعة. وسواء كان المرء يرغب في التركيز على الجانب الإيجابي أو السلبي لنظريات المؤامرة، يبقى استنتاج واحد: تأثير نظريات المؤامرة على المواطنين وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه بشكل كبير. المبدأ 2: المعتقدات التآمرية ذات مستوى عالمي. لا تنحصر نظريات المؤامرة بزمن أو ثقافة محددة: حيث إن المواطنين حول العالم معرضون لها سواء من المجتمعات الحديثة وحتى المجتمعات التقليدية (West & Sanders, 2003). وفي الواقع، قد يكون الميل نحو الشك في احتمالية تشكيل الآخرين لمؤامرات تجاه المرء أو جماعته جزءًا من الطبيعة البشرية. تقترح فرضية المؤامرة التكيفية أنه في حين أن نظريات المؤامرة لا تكون بالضرورة قابلة للتكيف في البيئات الحديثة إلا أنها كانت قابلة للتكيف بين الصيادين القدامى الذين واجهوا مشكلة النزاع المتكرر بين الجماعات والخسارة الكبيرة للنسل من خلال العدوان التحالفي (Van Prooijen & Van Vugt, in press). يؤكد هذا النموذج على أن الكائنات البشرية طورت نظام كشف للمؤامرات، وهو نظام وظيفي عقلي متكامل يتم تنشيطه من خلال إشارات محددة ترتبط بزيادة الاحتمالية للتحالفات المعادية (التي هي المؤامرات الفعلية) وهو نظام يولد نتائج تكيفية لحماية أسلاف البشر من المؤامرات الخطيرة. وبينما لا يعني هذا المنظور أن جميع الكائنات البشرية تؤمن بنظريات المؤامرة بقدر متساوٍ -يختلف كل من الأفراد والجماعات والثقافات في مدى نشاط نظام كشف المؤامرات بشكل دائم وظرفي، كما هو الحال مع العديد من الميول النفسية الأخرى (Buss, 2009)- إلا أنه يقتضي ضمنيًّا أن نظريات المؤامرة لا تنحصر في عصرنا الرقمي الحديث أو في ثقافة أخرى على وجه التحديد؛ تدعم الأدلة العملية وجهة النظر هذه. ففي تحليلاتهم فيما يزيد على مئة ألف خطاب مرسل إلى الصحف الأمريكية الكبيرة بين عاميْ 1890 و2010، لم يجد أوسينسكي وبيرنت (2014) زيادة في وضع النظريات في الخطابات المنشورة في الألفية الحديثة؛ وبدلًا من ذلك، كان حال تكوين النظريات مستقرًّا على مدار 120 عامًا كاملًا. كما وجد اندويج (2014) أن -على النقيض من الاعتقاد الشائع- لم ينخفض الاقتناع بالسياسيين في مدة قياس تقارب 40 عامًا (بدأت في أوائل السبعينيات) في العديد من دول الاتحاد الأوربي. عوضًا عن ذلك، كان اقتناع المواطنين العام منخفضًا على مدار العقود. تشير المصادر التاريخية إلى أن أعدادًا ضخمة من المواطنين آمنوا بنظريات المؤامرة في زمن أبعد من ذلك بكثير. وعلى مر القرون، اتسمت الحروب بنظريات المؤامرة المفرطة والمشتركة بين جماعات العدو (Pipes, 1997). في العصور الوسطى، أدت نظريات المؤامرة إلى مآسي كبيرة بما فيها قتل اليهود (الذين تم اتهامهم على سبيل المثال بالتآمر لتسميم آبار الشرب كوسيلة لتفسير انتشار الأمراض الوبائية) أو مطاردة الساحرات (على سبيل المثال، الفتيات اللاتي تم اتهامهم بالتآمر مع الشيطان وبناءً على ذلك تم إحراقهم أحياء). كما يمكن إيجاد نظريات المؤامرة في كتابات السيناتور الروماني والمؤرخ القديم تاسيتس. (الحوليات الخامس عشر، 38-44)، الذي وصف كيفية إيمان المواطنين الرومان بأن نيرون وخادميه الأوفياء أشعلوا عن قصد الحريق الهائل في روما في عام 64 بعد الميلاد (for details, see Brotherton, 2015; Van Prooijen & Douglas, 2017). كما تبدو نظريات المؤامرة أمرً شائعًا في جميع الثقافات. بينما معظم الأبحاث التي أجريت حتى اليوم حول هذا الموضوع كانت في المجتمعات الغربية (في الغالب الولايات المتحدة وأوربا الغربية)، فلا تنحصر نظريات المؤامرة بأي شكل من الأشكال بتلك المجتمعات. وقد كشفت الأبحاث الكمية عن دليل لانتشار المعتقدات التآمرية في البلدان في جميع أنحاء العالم، بما فيها بولندا (Golec de Zavala & Cichocka, 2012) وأوكرانيا (Chayinska & Minescu, 2018) وماليزيا (Swami, 2012) وإندونيسيا (Mashuri & Zaduqisti, 2015) والعالم الإسلامي في الشرق الأوسط (Gentzkow & Shapiro, 2004). كما عثرت الدراسات الإثنوغرافية على وجود نظريات مؤامرة كبيرة في المناطق الريفية في أفريقيا (e.g., Namibia; Tanzania) حيث يؤيد الناس مجموعة من نظريات المؤامرة التي تورط نخبة المجتمع أو التي تتهم القبائل المعادية بالشعوذة أو التي تتضمن سوء تصرف العالم الغربي. على سبيل المثال، يؤمن العديد من المواطنين في تلك المناطق بأن التكنولوجيا الحديثة هي شكل من أشكال الشعوذة التي صُمِّمت من قبل مؤامرات غربية معادية لإلحاق الأذى بهم أو التحكم فيهم (West & Sanders, 2003). وبالمقابل، رصد علماء الأنثروبولوجيا نظريات مؤامرة بين هنود الأمازون في يانومام في جنوب أمريكا الذين يلقون اللوم في بعض الأحيان في وفاة أحد أفراد القبيلة بشكل غامض على الشعوذة التي ارتكبتها مؤامرة من قرية معادية (Chagnon, 1988). وفي النهاية، ظهرت نظريات المؤامرة عبر مجموعة واسعة من المجتمعات. كما أن نظريات المؤامرة تتهم بصورة عامة المؤسسات الحكومية (على سبيل المثال: السياسيون بشكل عام أو أجهزة المخابرات) وفروع صناعية كاملة (على سبيل المثال: صناعة الأدوية وصناعة النفط) بسوء ممارسة المهنة. وفضلًا عن ذلك، غالبًا ما تتهم نظريات المؤامرة الأقليات؛ مثل: المسلمين أو اليهود بإجراء مخططات عدوانية لإقامة ثورة (Pipes, 1997). ومع ذلك، فإن نظريات المؤامرة تحدث أيضًا في الأماكن محدودة النطاق. وقد كشف العديد من الدراسات عن انتشار نظريات المؤامرة في المنظمات، حيث يشك الموظفون في أن مديريهم يدبرون مكائد ذات أهداف شريرة (على سبيل المثال: نظريات المؤامرة بأن المديرين لديهم مخططات خفية لتسريح الموظفين من أجل الاستيلاء على العلاوة المالية لأنفسهم؛ see Douglas & Leite, 2017; Van Prooijen & De Vries, 2016). وعلى الرغم من أن الأبحاث التي أجريت على مختلف الأماكن التي يؤمن فيها الناس بأن نظريات المؤامرة نادرة في الوقت الحالي، فنحن نشك في أن نظريات المؤامرة منتشرة أيضًا في مجالات أخرى من الحياة الاجتماعية؛ مثل: الرياضات (على سبيل المثال: الشك في أن الفريق الخصم قد قدم رشوة إلى الحكم أو أن مشجعي الفريق الخصم يخططون للقيام بأعمال شغب)، والمدارس (على سبيل المثال: الارتياب بين طلاب المدرسة الثانوية بتآمر المعلمين ضدهم لزيادة صعوبة الامتحانات) وما إلى ذلك. فمن المحتمل تكوّن نظريات المؤامرة في أي مكان يتسم بوجود توترات نفسية بين الجماعات (الجماعات الفرعية) المتنافسة. المبدأ رقم 3: ارتباط المعتقدات التآمرية بالمشاعر. يستند المبدأ الثالث بشكل جزئي على المفارقة: إن نظريات المؤامرة -وحتى النظريات غير المنطقية بشكل صارخ- غالبًا ما تكون مدعومة بمجموعة من الجدالات المفصلة التي تشير إلى أن الإيمان بنظريات المؤامرة يستند إلى عمليات التفكير التحليلية والتداولية (مثل النظام 2). على سبيل المثال نظريات المؤامرة التي تتعلق بالهبوط على القمر (تفترض أن مشهد الهبوط على القمر قد تم تصويره في إستوديو تلفزيوني) وغالبًا ما يتم تبريرها من خلال تحليل مكثف من غياب الرياح على القمر بالمطابقة مع الحركة الواضحة للعلم الأمريكي في تسجيلات الفيديو. وبالمثل، يستند العديد من نظريات المؤامرة التي تتعلق بواقعة 11 سبتمبر (والتي تقترح أن تلك الهجمات الإرهابية كانت عملًا داخليًّا ارتكبته الحكومة الأمريكية) على مجموعة من الجدالات العلمية التي تتضمن الإنشاءات الفولاذية لبرجيْ مركز التجارة العالمي السابق ودرجة الحرارة القصوى لإحراق الكيروسين ودرجات الحرارة التي يذوب فيها الحديد. لذلك قد يكون من المغري افتراض أن الإيمان بنظريات المؤامرة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعقلية الفضولية التي لا تأخذ القراءات الرسمية للأحداث المؤثرة كأمر مسلم به، والتي تحلل الأدلة لصالح أو ضد نظرية المؤامرة بشكل نقدي. وعلى الرغم من ذلك فيقترح الدليل العملي العكس تمامًا. فعلى سبيل المثال أن الإيمان بنظريات المؤامرة يرتبط بشكل إيجابي بالبديهة بدلًا من التفكير التحليلي (Swami, Voracek, Stieger, Tran, & Furnham, 2014). وبشكل مماثل، فيتنبأ التعليم العالي بانخفاض المعتقدات التآمرية، وهي نتيجة يتم التوسط فيها جزئيًّا من خلال ميل الأفراد الأقل تعليمًا إلى إسناد الفاعلية والقصد حيث لا وجود لها (Douglas et al., 2016) ومهارات أقوى للتفكير التحليلي بين الأفراد الحاصلين على تعليم أعلى (Van Prooijen, 2017). وفضلًا عن ذلك؛ فإن الدمج بين التفكير التحليلي والدافع وراء أن يكون منطقيًّا يتنبأ بالشك في نظريات المؤامرة (Stahl & Van Prooijen, 2018). كما لوحظ أن الانحياز التأكيدي أمرًا أساسيًّا في إرساء نظريات المؤامرة (Brotherton, 2015) وأن المعتقدات التآمرية ترتبط بوهم العمق التفسيري (Vitriol & Marsh, 2018). وبالتالي لا يبدو أن المعتقدات التآمرية قائمة على عمليات عقلية تحليلية مضبوطة. عوضًا عن ذلك، نرى أنها قائمة على عمليات عقلية عاطفية مرتكزة على الحدس (نظام 1). وتستند هذه الرؤية على الحجة القائلة بأن التجارب العاطفية المنفرة تزيد من دوافع الناس في فهم الأمور (Park, 2010). تميل هذه الدوافع لفهم الأمور إلى أن تكون حساسة للتهديد وتزيد من احتمالية أن ينسب الناس الاشتباه في الأحداث إلى الأنشطة الخفية للمؤامرات العدائية (Hofstadter, 1966). كما يتماشى هذا النهج من التفكير مع الملاحظات في أن نظريات المؤامرة تكتسب زخمًا في سياق الأحداث الاجتماعية المأساوية المثيرة للقلق؛ مثل: الإرهاب، أو الكوارث الطبيعية، أو الحرب (Van Prooijen & Douglas, 2017). وتنطوي المشاعر السلبية التي تشكل الأصل النفسي للإيمان في نظريات المؤامرة على القلق أو الريبة أو الإحساس بفقدان سيطرة المرء على الأمور. يدعم كل من الدراسات الارتباطية والتجريبية بشكل مكثف الطبيعة العاطفية للإيمان بنظريات المؤامرة. فعلى سبيل المثال، ترتبط المعتقدات التآمرية بسمة القلق (Grzesiak-Feldman, 2013) ويتنبأ بها التصور الخاص بكون المجتمع عرضة للتهديد (Jolley, Douglas, & Sutton, 2018) وأن القيم الجوهرية للمجتمع تخضع للتغيير (Federico, Williams, & Vitriol, 2). لقد وجدت الدراسات التجريبية أن التسبب في فقد السيطرة يزيد من إيمان الناس بنظريات المؤامرة المؤسسية. (Whitson & Galinsky, 2008) ونظريات المؤامرة السياسية (Van Prooijen & Acker, 2015). وعلى نحو متصل؛ فإن فقد السيطرة يدفع الناس إلى المبالغة في التأثير الذي ينسبونه إلى أعدائهم، وهو جزء من العديد من نظريات المؤامرة (Sullivan, Landau, & Rothschild, 201). وفي النهاية؛ فإن دراسة الارتياب الشخصي -تجربة ظاهرية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفقد السيطرة- تتنبأ بتزايد المعتقدات التآمرية، بشرط أن ينظر الأفراد الملاحظين إلى الجهات المتورطة على أنها فاسدة (Van Prooijen & Jostmann, 2013; Whitson, Galinsky, & Kay, 2015). تتكون عمليات فهم الأمور الكامنة خلف العلاقة بين العواطف والمعتقدات التآمرية من عمليتين معرفيتين أساسيتين وتلقائيتين في الأقل. إن العملية الأولى هي نمط الإدراك: حيث يبحث الناس تلقائيًّا عن علاقات سببية وذات مغذى بين المحفزات. لقد وجدت الأبحاث بالفعل أن إدراك الأنماط في المحفزات العشوائية يتنبأ بالإيمان بنظريات المؤامرة (Van der Wal, Sutton, Lange, & Braga, 2018; Van Prooijen et al., 2018). العملية الثانية هي الكشف عن الجهات الفاعلة: حيث يميل الناس إلى النظر إلى الأحداث على أنها ناجمة عن عوامل مقصودة. كما يتنبأ الميل إلى اكتشاف القوة في المثيرات الجامدة بشكل تجريبي في الإيمان بنظريات المؤامرة ((Douglas et al., 2016; Imhoff & Bruder, 2014). ويتم تحفيز العمليتين المعرفيتين الأساسيتين على نحو موثوق من قبل المشاعر نفسها التي تحفز المعتقدات التآمرية. فعلى سبيل المثال، لا يؤدي فقد السيطرة إلى زيادة الإيمان بنظريات المؤامرة فحسب؛ بل يؤدي أيضًا إلى إدراك النمط الوهمي بشكل عام (على سبيل المثال: رؤية الصور في الضجيج العشوائي أو الاطلاع على الأنماط في معلومات سوق الأسهم العشوائية؛ Whitson & Galinsky, 2008). وعلى غرار ذلك، فلا يؤدي الإحساس بالشك إلى زيادة المعتقدات التآمرية فحسب؛ بل يؤدي أيضًا إلى زيادة الأشكال الأخرى من الكشف عن الجهات الفاعلة، مثل إيمان الناس بمسئولية الآلهة عن الأفعال والأخلاق (Hogg, Adelman, & Blagg, 2010). في حين أن العمليات العقلية التلقائية والمعرفية لإدراك النمط والكشف عن الجهات الفاعلة غير عاطفية في حد ذاتها إلا أن تجارب المشاعر المنفرة تقوم بالفعل بتنشيط هذه العمليات المعرفية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة احتمالية التفكير التآمري. وبالجمع معًا، فتشير الأدلة إلى أن الإيمان بنظريات المؤامرة يتمتع بجذور قوية في المشاعر السلبية والعمليات التلقائية. تبدو الحالات الباردة وغير العاطفية التي ترتبط بشكل عام بالتفكير التحليلي بأنها تقلل من إيمان الناس بنظريات المؤامرة. المبدأ 4: تعدُّ المعتقدات التآمرية اجتماعية. تعد نظريات المؤامرة ظاهرة اجتماعية نظرًا لأنها تعكس البنية الأساسية في النزاع بين الجماعات. ومن الناحية النظرية؛ فإن المعتقدات ينطبق عليها وصف نظريات تآمرية فقط عندما تتضمن افتراضات بوجود جماعة أو تحالف خارجي يعاديها ويعرضها للخطر (فان بروجين وفان فوجت، تحت الصحافة). وفضلًا عن ذلك، فلا تخطط هذه المؤامرات في العادة إلى إيذاء أو خداع فرد واحد فحسب؛ بل الجماعات الأكبر، كما هو الحال مع نظريات المؤامرة التي تدين المنظمات السياسية والفروع الصناعية والأقليات والمديرين وما إلى ذلك. وبالتالي تزدهر المعتقدات التآمرية بين أعضاء الجماعات المتورطين في صراع مشترك (Pipes, 1997). وعلى نحو مماثل، في حين أن الإيمان بنظريات المؤامرة يرتبط عمليًّا بشعور جنون الاضطهاد (e.g., Darwin et al., 2011)، فيختلف جنون الاضطهاد عن نظريات المؤامرة في ناحية واحدة: يعد جنون الاضطهاد ذا صلة بذاته، حيث يرتبط بالضرورة بالعدائية المشتبه فيها ضد الفرد المدرك شخصيًّا، ولكن بدلًا من ذلك، فغالبًا ما تعدُّ نظريات المؤامرة أنها معتقدات داخلية للجماعات التي تفترض القوة أو العدائية لجماعة خارجية تتآمر ضد الجماعة صاحبة الإدراك (Imhoff & Lamberty, 2018; Van Prooijen & Van Lange, 2014). وبالتالي ترتبط المعتقدات التآمرية بالدوافع الشائعة التي تقود النزاع بين الجماعات؛ حيث يوجد -بشكل خاص- دافعان اجتماعيان لهما صلة بالتفكير التآمري. الدافع الأول هو دعم الهوية الجماعية الداخلية القوية التي تؤدي إلى زيادة دوافع الأشخاص لفهم الأمور عند تصديقهم بتعرض جماعتهم للتهديد من قبل قوة خارجية. وهذا يعني أن الناس يخشون المؤامرات المحتملة فقط عند شعورهم أنهم على صلة قوية بها، وبالتالي يهتمون بالضحايا المحتملين لتلك المؤامرات. ويعد الدافع الاجتماعي الثاني هو الحماية من الائتلافات أو الجماعات الخارجية المشتبه في أن تكون معادية. وقد تتمتع هذه الجماعات الخارجية عادة ببعض السمات المهددة، مثل النفوذ (على سبيل المثال: السياسيون والمديرون) أو القوالب النمطية السلبية (على سبيل المثال: الأقليات) التي تعزز ريبة الناس تجاه هذه الجماعات ((Douglas et al., 2017; Van Prooijen & Van Lange, 2014)). ومن ثم؛ فإن المزيج المتكون من الهوية الجماعية الداخلية القوية والشعور بالتهديد من جماعة خارجية هو ما يميز البعد الاجتماعي للمعتقدات التآمرية. وتبرز هذه الدوافع بكل وضوح في المجال السياسي، حيث غالبًا ما يؤمن الجمهوريون في نظريات المؤامرة التي تشمل محاولة الديمقراطيين لإيذاء الجمهوريين، وغالبًا ما يؤمن الديمقراطيون في نظريات المؤامرة التي تشمل محاولة الجمهوريين لإيذاء الديمقراطيين. (Uscinski & Parent, 2014; see also Van Bavel & Pereira, 2018). وتزداد تلك التأثيرات للقدر الذي يكون الناس فيه أكثر استقطابًا في عقائدهم السياسية (Van Prooijen et al., 2015). تدعم الأبحاث العملية -إلى حدٍّ كبير- السمات القائمة على نظريات المؤامرة لهذه الجماعات. ويأتي أحد مصادر الأدلة من الأبحاث التي تختص بالاختلافات الفردية: حيث تتنبأ السمات التي ترتبط بارتفاع احتمالية إدراك النزاع بين الجماعات أيضًا بزيادة الإيمان بنظريات المؤامرة. وقد ركز أحد المسارات البحثية على النرجسية الجماعية التي هي الاعتقاد المبالغ فيه في عظمة الجماعة التي ينتمي إليها الفرد. كما تقتضي مشاعر تفوق الجماعة إلى عدّ الجماعات الخارجية المتنافسة أدنى مرتبة، وهو ما قد يشمل الدونية الأخلاقية التي يفترض أن تتمتع بها الجهات الفاعلة الرئيسية في نظريات المؤامرة. في الواقع، تتنبأ الدرجات الأعلى من النرجسية الجماعية بنظريات المؤامرة التي تتهم الجماعات الخارجية المنافسة (Cichocka, Marchlewska, Golec De Zavala, & Olechowski, 2016). وعلاوة على ذلك، تتنبأ النرجسية الجماعية على المستوى الوطني بكيفية تطور المعتقدات التآمرية بمرور الوقت في أثناء الحملات الانتخابية السياسية (Golec de Zavala & Federico, 2018). بينما تؤكد النتائج التي تدور حول النرجسية الجماعية بشكل أولي على كيفية تنبؤ الهوية الجماعية الداخلية القوية –في شكل إحساس بتفوق الجماعة– بالإيمان في نظريات المؤامرة، حيث ترتبط السمات الخاصة بالاختلافات الفردية الأخرى بشكل مباشر أكثر بالميل البنيوي إلى النظر إلى المجموعات الخارجية على أنها تهديد. ويعد المتغيران الرئيسيان للاختلافات الفردية المرتبطة عادة بالقالب النمطي والصراعات بين الجماعات هما التسلط والتوجه الاجتماعي المهيمن. وقد عثر العديد من الدراسات على علاقات جيدة بين الإيمان بنظريات مؤامرة محددة وبين هذين المتغيرين الرئيسيين للاختلافات الفردية (Abalakina-Paap et al., 1999; Imhoff & Bruder, 2014; Swami, 2012). خلاصة القول، يُظهر الأشخاص الذين من المرجح أن ينظروا إلى جماعتهم الداخلية على أنها متفوقة أو ينظرون إلى المجموعات الخارجية على أنها مصدر تهديد إيمانًا متزايدًا بنظريات المؤامرة. علاوة على ذلك، تدعم الدراسات التجريبية فكرة العاملين الرئيسيين في الصراعات بين الجماعات، والهوية الجماعية الداخلية القوية شعور التهديد من الجماعة الخارجية، وهما يثيران سويًّا الإيمان بنظريات المؤامرة. على سبيل المثال، يؤدي تبني المنظور الخاص بأفراد جماعة ما إلى زيادة الإيمان بنظريات المؤامرة، ولكن فقط بعد تلقي معلومات تفيد بتعرض الجماعة إلى التهديد (Van Prooijen & Van Dijk, 2014). وكذلك تتنبأ الريبة الذاتية بزيادة المعتقدات التآمرية، ولكن فقط بين الناس الذين يشعرون بالانتماء داخل مجموعة ما (Van Prooijen, 2016). كما تشير تلك الدراسات إلى أن الهوية الجماعية الداخلية القوية تزيد من نظريات المؤامرة ولكن يكون هذا فقط في إطار الإحساس بالتهديد، وقد أسفرت الدراسات التجريبية في إندونيسيا عن استنتاجات مماثلة. فالأشخاص الذين كانت هويتهم الإسلامية جلية قد آمنوا بنظريات المؤامرة -أي إلقاء اللوم في الهجمات الإرهابية في إندونيسيا على مؤامرة غربية– بصورة أكثر قوة من الأشخاص الذين لم تكن هويتهم الإسلامية جلية، ولكن فقط عندما وصف الغرب بأنه تهديد على المسلمين (Mashuri & Zaduqisti, 2015). وفي النهاية، تتنبأ العمليات الأساسية لفهم الأمور بنظريات المؤامرة فقط عندما تتجلى معاداة جماعة خارجية ((Marchlewska, Cichocka, & Kossowska, 2018). تشكل جماعات الأقليات الموصومة أمثلة اجتماعية، حيث غالبًا ما تتجلى دوافع تلك الجماعات الداخلية. وتميل تلك الجماعات إلى أن تكون ذات تماسك كبير، وبالتالي؛ فإنها تتمتع بهوية جماعية داخلية قوية؛ وفي الوقت نفسه، غالبًا ما تعاني جماعات الأقليات الموصومة من القمع والتمييز القائم على أساس جماعي من قبل الجماعة الرئيسية الأكثر نفوذًا. وبناءً عليه فقد يتنبأ المرء بإيمان أفراد جماعات الأقليات الموصومة بنظريات المؤامرة بقوة أكبر من أفراد الجماعات الرئيسية. وقد وجد البحث بالفعل تكوّن نظريات أساسية بين أفراد جماعات الأقليات (Goertzel, 1994; Thorburn & Bogart, 2005). فضلًا عن ذلك، يؤمن أعضاء جماعات الأقليات الموصومة بكل من نظريات المؤامرة المتعلقة بالهوية ونظريات المؤامرة غير المتعلقة بالهوية بشكل أقوى من أعضاء الجماعات الرئيسية (Van Prooijen et al., in press). وقد بزغت تلك المؤثرات نتيجة للوم أعضاء جماعات الأقليات للنظام لمشاكل حقيقية في مجتمعهم (i.e., discrimination; see Crocker et al., 1999) وبسبب الإحساس المزمن بفقدان القيمة الاجتماعيّة (Davis et al., 2018). وتقدم الدوافع الاجتماعية المبينة هنا تفسيرًا حول سبب احتمالية إيمان أعضاء جماعات الأقليات المهمشة بشكل خاص بنظريات المؤامرة. وبالجمع معًا؛ فإن النتائج المعروضة في هذا القسم تشدد على السمات الاجتماعية لنظريات المؤامرة. حتى عندما لا يتمتع الإيمان بنظريات المؤامرة دائمًا بالعواقب الاجتماعية (مثل: ما تم إلقاء الضوء عليه في القسم الذي يتحدث عن أن المعتقدات التآمرية مسألة تبعية)، فهي تنبثق من الدوافع الاجتماعية الأساسية التي تميز الصراعات بين الجماعات، وبعبارة أخرى لمناصرة الهوية الجماعية الداخلية القوية وللحماية من الجماعات الخارجية المهددة. الاستنتاجات والبحث المستقبلي والآثار العملية. في ظل الإسهامات الحالية، فقد هدفنا إلى مراجعة الدراسات في مجال البحوث الناشئة حول نظريات المؤامرة واستخلاص المبادئ الأربعة الرئيسية التي تميز الإيمان بتلك النظريات. إن هذه المبادئ الأساسية الأربعة تنجم عن موجة من البحوث التجريبية التي أجريت حول هذه الظاهرة في العقد الماضي، كما تنعكس أيضًا في الإسهامات المقدمة إلى هذا العدد الخاص. وفي الوقت نفسه، مازالت الحاجة قائمة للمزيد من الأبحاث وتكوين النظريات لمواصلة تطوير سيكولوجية نظريات المؤامرة بوصفها مجال بحث متكامل. وفي القسم التالي، نعرض بعض الاحتمالات للبحث المستقبلي بناءً على هذه المبادئ الأربعة المنظمة. البحث المستقبلي. التركيز في البداية على التوابع، في حين أنه من الواضح أن المعتقدات التآمرية يمكنها التمتع بتداعيات كبيرة للأشخاص المدركين وبيئتهم الاجتماعية، فسوف يستفيد تكوين النظريات حول هذه الظاهرة من التجارب المصممة بعناية أكبر التي تتلاعب بنظريات المؤامرة (cf. Douglas & Leite, 2017; Jolley & Douglas, 2014a,b). وهذا سوف يمكن الباحثين من تأسيس العمليات السيكولوجية المضبوطة التي تكون من خلالها نظريات المؤامرة مسألة تبعية. ويعد هذا أمرًا ضروريًّا، حيث إن الفهم الدقيق لهذه التبعيات المحتملة وكذلك الظروف التي تكون فيها قوية أو ضعيفة هو وحده ما سيمكن الممارسين من تقدير المخاطر المرتبطة بنظريات مؤامرة معينة والحاجة إلى تنفيذ تدخلات وقائية. وفضلًا عن ذلك، تفتقر أيضًا الدراسات التجريبية لنظريات المؤامرة إلى القياسات السلوكية (for an exception, see Van der Linden, 2015). على سبيل المثال، هل يؤثر التعرض لنظريات المؤامرة على السلوك التعاوني في الألعاب الاقتصادية؟ وكذلك، هل تحمل نظريات المؤامرة تأثيرًا سببيًّا على السلوكيات المعادية للمجتمع؛ مثل: العدوان وحب الذات ولكنها تؤثر أيضًا على السلوكيات الاجتماعية المتضامنة مثل تقديم العون والإيثار؟ إن الدراسات التجريبية حول مثل هذه الأسئلة من الممكن أن تستكمل الرؤى الموجودة التي تتعلق بعواقب نظريات المؤامرة بشكل كبير. وحين يكون دعم الأدلة المتوافرة للمبدأ الخاص بكون المعتقدات التآمرية ذا مستوى عالمي؛ فإن البحث يحتاج إلى فحص الجذور البعيدة التطورية للميل البشري إلى تصديق نظريات المؤامرة بشكل أكثر مباشرة ووضوح. على سبيل المثال، بينما توجد حكايات حول نظريات المؤامرة لدى جماعات الصيادين المعاصرة (Chagnon, 1988)، تشير الدراسات الإثنوغرافية إلى إيمان المواطنين بنظريات المؤامرة في جميع الثقافات التي تم إجراء البحوث فيها حتى الآن (West & Sanders, 2003)، إلا أن نظريات المؤامرة في المجتمعات التقليدية تفتقر حاليًّا إلى البحث المنهجي. وتؤكد فرضية المؤامرة التكيفية على أن نظريات المؤامرة كانت فعالة في جماعات الصيادين القديمة للحماية من مخاطر النزاع بين الجماعات (Van Prooijen & Van Vugt, in press). لا يزال العديد من المجتمعات التقليدية يتسم بهذا النزاع الفتاك بين الجماعات: على سبيل المثال، قام ووكر وبيلي (2013) بدراسة العنف في 11 مجتمعًا تقليديًّا في أمريكا الجنوبية ووجدا أن ما يقدر بنحو 30٪ في المتوسط من البالغين في هذه المجتمعات يموتون نتيجة للعنف الذي ترتكبه في الغالب التحالفات المعادية. هل يؤمن مواطنو المجتمعات التقليدية العنيفة بنظريات المؤامرة بشكل أقوى من مواطني المجتمعات التقليدية الأكثر سلمية؟ وما مدى فاعلية المعتقدات التآمرية في المجتمعات التقليدية في التصدي للمخاطر الائتلافية، كما ينعكس ذلك -على سبيل المثال- في معدلات البقاء على قيد الحياة ومعدلات النسل؟ بينما تبدو هذه الأسئلة أنها اختصاص الأنثروبولوجيا التطورية، إلا أنها تعد ضرورية لفهم سبب كون نظريات المؤامرة سمة عالمية لعلم النفس البشري. بعد ذلك، يتقيد البحث في الجذور العاطفية للمعتقدات التآمرية على التحفيز التجريبي لتجارب التعرض للتهديد (e.g., Jolley et al., 2018; Van Prooijen & Acker, 2015; Whitson & Galinsky, 2008) أو لقياس التجارب التهديدية أو العاطفية ((e.g., Jolley et al., 2018; Federico et al., 2018; Grzesiak Feldman, 2013. كما سنقوم بدعم منهجيات أكثر تطورًا لدراسة المشاعر ونرشح على وجه الخصوص أسلوب الدراسة النفسية لفهم العلاقة بين المشاعر والإيمان بنظريات المؤامرة. على سبيل المثال، ترتبط عادة اللوزة الدماغية بالتجارب المهددة بالخطر، وبالتالي فقد وجد أن حجم اللوزة الدماغية في كلا الجانبين يتنبأ بميل الناس إلى تبرير النظام السياسي الذي يعيشون في ظله (Nam, Jost, Kaggen, Campbell-Meiklejohn, & Van Bavel, 201). وعلى هذا النحو فبإمكان أسلوب تصوير الدماغ دراسة التنبؤ من خلال ارتباط حجم اللوزة الدماغية بالتفكير التآمري. على حدٍّ سواء فترتبط قشرة الفص الجبهي الأمامي الظهراني الوحشي بالعميات الإدراكية الأعلى ترتيبًا مثل التفكير التحليلي ((e.g., Sanfey, Rilling, Aronson, Nystrom, & Cohen, 2003، وبالتالي قد تدرس البحوث إذا ما كان تنشيط هذه المنطقة يتنبأ بالإيمان بـــ، أو بالأحرى الشك في، نظريات المؤامرة. وفي النهاية قد تختبر البحوث إذا ما كان الإيمان بنظريات المؤامرة له علاقة بتنشيط الجهاز العصبي الودي (السمبثاوي) أو بإفراز الهرمونات التي تتصاحب مع التوتر (i.e., cortisol) والمنافسة بين الجماعات (i.e., testosterone). من ناحية الجوانب الاجتماعية للمعتقدات التآمرية، فقد يتمثل التمديد النافع في التركيز على الصراع الفعلي والواقعي بين الجماعات المتنافسة. وفي حين لوحظ أن أغلب الحروب التي خاضها البشر قد اتسمت بالإفراط في تكوين نظريات تآمرية في كلا جانبيْ النزاع كما أن الدليل على هذا التأكيد يأتي بشكل رئيسي من المصادر التاريخية (Pipes, 1997). وعلى هذا النحو، فيمكن للبحث العملي اختبار نظريات المؤامرة بين الجماعات الموجودة التي تنخرط في نزاعات جامحة وأحيانًا عنيفة (على سبيل المثال: الفلسطينيون مقابل الإسرائيليين). تتمثل التوقعات التي من شأنها أن تترتب على البحوث الحالية في التالي: (1) تحلي العديد من المواطنين في كلا جانبيْ النزاع بمعتقدات تآمرية حول الأنشطة السرية لجماعات العدو؛ (2) تكون تلك المعتقدات التآمرية أقوى نسبيًّا بين أفراد الجماعة الأضعف (من الناحية العسكرية أو السياسية) في النزاع؛ (3) تكون تلك التأثيرات واضحة بشكل خاص بين المواطنين ذوي الهوية الجماعية الداخلية القوية. علاوة على ذلك؛ فإن التصاميم الطولية لدراسة كيفية تطور المعتقدات التآمرية على مر الزمن نادرة حاليًّا (للحالات الاستثنائية، انظر: Golec de Zavala & Federico, 2018; Vitriol & Marsh, 2018). على سبيل المثال، إن تقييم المعتقدات التآمرية في فترات زمنية عديدة -بشكل مثالي، في مرحلة ما قبل وفي أثناء وما بعد النزاع- من شأنه أن يسمح للباحثين بدراسة الديناميكيات الزمنية للعلاقة بين المعتقدات التآمرية والنزاع بين الجماعات. ويمكن لمثل هذا النهج الطولي أيضًا تحديد ما إذا كانت المعتقدات التآمرية تسبب نزاعًا بين الجماعات أم لا، وما الدور الدقيق الذي تؤديه نظريات المؤامرة في بدء الأعمال العدائية بين الجماعات أو إطالة أمدها (قارن: Bartlett & Miller, 2010). وفي النهاية، في حين تركز مناقشتنا حول السمات الاجتماعية للمعتقدات التآمرية بشكل رئيسي على النزاع بين الجماعات فتعد المعتقدات التآمرية مسألة اجتماعية من حيث إنها عالية الحساسية للتأثير الاجتماعي. على سبيل المثال، تنشر المجتمعات الإلكترونية بشكل انتقائي نظريات المؤامرة التي تثبت المعتقدات الموجودة مسبقًا لأفرادها (Del Vicario et al., 2016). إضافة إلى ذلك، فيمكن لنظريات المؤامرة من خلال النقل الثقافي أن تتحول إلى روايات تاريخية بين المواطنين، فهي التي قد تُخلد حتى بعد انتهاء الأحداث التي أثارت نظرية المؤامرة (Van Prooijen & Douglas, 2017). والمثال على ذلك اغتيال الرئيس جون كينيدي: حيث قد ازداد عبر العقود الإيمان بنظريات المؤامرة التي تتعلق بالرئيس جون كينيدي داخل الولايات المتحدة الأمريكية. ونظرًا لعدد المؤمنين بها (وفقًا للأرقام الأخيرة فلا يزال عددهم يساوي نسبة أكثر من 60٪ من السكان البالغين في الولايات المتحدة؛ سويفت، 2013)، فمن المرجح أن يتم تصديقها حتى من قبل العديد من الأشخاص الذين ولدوا بعد اغتيال جون كنيدي. وحتى الآن لا نزال نجهل الكثير حول كيفية تشكيل التأثير الاجتماعي للمعتقدات التآمرية. على سبيل المثال، ما الذي يحدد ما إذا كانت نظريات المؤامرة ستنتشر إلى جمهور كبير، وما سبب كونها مقنعة؟ بما تتسم نظريات المؤامرة "الناجحة" التي لا يزال يؤمن الناس بها بعد مرور سنوات على الأحداث التي أثارتها؟ ولا سيما في العصر الرقمي الحالي، حيث يكون انتشار المعلومات أسرع من أي وقت مضى، قد تكون دراسة عمليات التأثير الاجتماعي في المعتقدات التآمرية وسيلة واعدة للبحث المستقبلي.
الآثار العملية. يعد أحد أهم المهام الجليلة لعلم النفس بوصفه مجالًا علميًّا هو إعطاء المعلومات إلى صانعي السياسات حول كيفية التأثير في سلوك المواطنين بشكل مسئول بناءً على النتائج التجريبية والرؤى النظرية. كما إن كون نظريات المؤامرة مسألة تبعية وذات مستوى عالمي يثبت الحاجة إلى التدخلات: إذا كانت أغلب تبعيات نظريات المؤامرة في المجتمعات الحديثة مؤذية، وإذا كانت نظريات المؤامرة منتشرة على نطاق واسع بين السكان، فحينها يكون لدى صانعي السياسات أسباب وجيهة للتعامل مع هذه الظاهرة على محمل الجد. وبالتأكيد لا يعني هذا ضمنًا أنه يجب على مجتمعنا أن يتخلى عن جهوده لمكافحة الفساد الفعلي أو أنه يجب على المواطنين تقبل أي مقترح سياسي يقدمه أصحاب السلطة دون انتقاد. ولكنه يقتضي بأن العديد من نظريات المؤامرة غير عقلانية بيد أنها مؤثرة ومؤذية. ولهذا السبب؛ فإن من المفيد تقليل الإيمان بنظريات المؤامرة التي من غير المرجح أن تكون صحيحة. وبذلك؛ فإن كون نظريات المؤامرة عاطفية واجتماعية يقدم أدوات عملية لصانعي السياسات لتطوير تدخلات قائمة على الأدلة من شأنها تقديم العون في تقليل جاذبية نظريات المؤامرة بين المواطنين. أولًا، يرجع إلى كون الإيمان بنظريات المؤامرة متجذرًا إلى حدٍّ ما في العواطف ويمكن للتدخلات بدلًا من ذلك تعزيز التفكير التحليلي بين العامة. وفي الواقع تكشف الأبحاث أن التلاعبات التجريبية التي تم تصميمها لإثارة التفكير التحليلي تؤدي إلى تقليل المعتقدات التآمرية (Swami et al., 2014). فضلًا عن ذلك؛ فإن تقديم حجج عقلانية ضد نظريات مؤامرة معينة يقلل من الإيمان بها (Orosz et al., 2016)، كما بإمكانه تحسين النوايا السلوكية. (Jolley & Douglas, 2017). يشير هذا إلى أن المبادرات التي تهدف إلى دحض نظريات المؤامرة غير المعقولة (على سبيل المثال: إعلام الجمهور بآراء الخبراء والشهود الحقيقيين بخصوص نظريات المؤامرة العلمية الزائفة "9 سبتمبر بصدق"؛ Dunbar & Reagan, 2011) بإمكانه إحداث فرقًا. وثانيًا، غرس مشاعر الأمان لدى العامة ومنحهم الشعور بالأمل والتمكين. على سبيل المثال، إذا كانت تجربة فقد السيطرة تزيد من معتقدات المؤامرة، فهل تجربة التمكين، أي الشعور بامتلاك قدر كبير من السيطرة، تقلل من معتقدات المؤامرة؟ تشير الأبحاث إلى أن هذا هو الحال بالفعل. وجد فان بروجين واكر (2015) انخفاضًا في المعتقدات التآمرية بعد تفعيل شعور امتلاك قدر كبير من السيطرة مقارنةً بحالة خط الأساس المحايدة. وبالمثل، فقد وجد كل من ويتسون وكيم ووانغ ومينون ووبستر (في الصحافة) تأثيرات مماثلة لتحفيز التركيز على التعزيز عند المشاركين، وكانت هذه التأثيرات تعزى إلى زيادة الشعور بالسيطرة. قد تمتد الأبحاث المستقبلية إلى التأثيرات التحسينية للكثير من التجارب العاطفية الإيجابية المنفصلة التي تدور حول المعتقدات التآمرية. على سبيل المثال، هل يكون المواطنون أقل تشككًا مع رسائل المعلومات الحكومية التي تحتوي على حس فكاهي؟ وهل يكون المواطنون أكثر عرضة على وضع نظريات مؤامرة حول القادة المتشائمين على العكس من القادة المتفائلين؟ في الوقت الحالي، تشير الأدلة إلى أن التدخلات المصممة لزيادة التفكير التحليلي وتقليل المشاعر السلبية قد تقلل بشكل فعال من المعتقدات التآمرية. بينما يركز البحث على الأبعاد الاجتماعية لنظريات المؤامرة التي لم تدرس حتى الآن بشكل مباشر كيف يمكن استخدام هذه الدوافع لتقليل إيمان المواطنين بها إلا أنه توجد منشورات مكثفة حول كيفية تقليل النزاع بين الجماعات. وعلى سبيل المثال، فقد وجد في بعض الظروف أن الاتصال بين الجماعات يؤدي إلى تحسين العلاقات بينهم. (Allport, 1954). واستنادًا إلى تلك الرؤى فقد يدرس البحث على سبيل المثال هل يمكن للتواصل المباشر بين السياسيين والمواطنين أن يؤدي إلى تقليل نظريات المؤامرة السياسية. وعلى وجه التحديد فيمكن أن تكون مفيدة لصالح الثقة العامة إذا خرج السياسيون بشكل دوري من البرلمان وأجروا مناقشات سياسية مباشرةً مع المواطنين. وبصورة متصلة؛ فإن التأكيد على الهوية الجماعية الداخلية العليا -على سبيل المثال: من خلال الانخراط في مهام تعاونية- قد يؤدي إلى تحسين العلاقات بين الجماعات (Gaertner, Dovidio, Anastasio, Bachman, & Rust, 1993)). وقد ترتبط هذه الرؤية بالملاحظات حول تفشي المعتقدات التآمرية بين الأقليات الموصومة (Crocker et al., 1999; Davis et al., 2018; Van Prooijen et al., in press). بالإضافة إلى ذلك، فيوجد الكثير من نظريات المؤامرة بين أفراد الجماعات الكبيرة التي من خلالها تكون الأقليات هم المتآمرون المشتبه فيهم (على سبيل المثال، Pipes, 1997). وبالتالي؛ فإن الجهود المبذولة للحد من التحيز والتمييز من المرجح أن تؤدي إلى تقليل الإيمان بنظريات المؤامرة بين أفراد الأقليات كما تؤدي إلى تقليل نظريات المؤامرة التي تدينهم. وفي حين أنها لا تزال أولية في هذه المرحلة إلا أن هذه الاعتبارات تشير إلى أن الخصائص الاجتماعية لنظريات المؤامرة توفر سبلًا واعدة للتدخلات السياسية.
كلمات ختامية.
لقد تطورت الدراسة العلمية للإيمان بنظريات المؤامرة بسرعة في العقد الماضي. وقد حدث هذا التطور إثر تزايد الوعي العام بأن نظريات المؤامرة ليست حصرًا على بعض الجماعات الهامشية أو الأفراد المختلفة ولكنها واسعة المدى وتؤثر بشكل كبير على المجتمع. من خلال تنظيم هذا العدد الخاص ومن خلال توضيح المبادئ الأساسية الأربعة لمجال البحث هذا في المساهمة الحالية، نرجو أن نتمكن من إضافة المزيد من التحفيز البحثي وإلهام الباحثين الآخرين لبدء العمل على هذا الموضوع المهم. وكما تم توضيحه في جدول أعمالنا للأبحاث المستقبلية والتدخلات السياسية، فلا يزال هناك الكثير من النواحي غير المستكشفة التي يتعين اكتشافها في سيكولوجية نظريات المؤامرة، ويحتاج العلماء وصانعو السياسات إلى التعاون بشكل وثيق لمعالجة هذه الظاهرة بشكل فعال. وختامًا، نأمل أن تساعد الإسهامات العملية في هذا العدد الخاص على تقليل التفكير التآمري وزيادة التركيز على المنطق والعقل بين المواطنين في مجتمعنا.
| ||||
References | ||||
1- Abalakina-Paap, M., Stephan, W., Craig, T., & Gregory, W. L. (1999). Beliefs in conspiracies. Political Psychology, 20, 637–647. https://doi.org/10.1111/0162-895X. 00160. 2- Allport, G. (1954). The nature of prejudice. Cambridge/Reading, MA: Addison-Wesley. 3- Andeweg, R. B. (2014). A growing confidence gap in politics? Data versus discourse. In J.-W. van Prooijen & P. A. M. van Lange (Eds.), Power, politics, and paranoia: Why people are suspicious of their leaders (pp. 176–198). Cambridge, UK: Cambridge University Press. https://doi.org/ 10.1017/CBO9781139565417 4- Bale, J. M. (2007). Political paranoia v. political realism: On distinguishing between bogus conspiracy theories and genuine conspiratorial politics. Patterns of Prejudice, 41, 45–60. https://doi.org/10.1080/00313220601118751 Bartlett, J., & Miller, C. (2010). The power of unreason: Conspiracy theories, extremism and counter-terrorism. London, UK: Demos. 5- Brotherton, R. (2015). Suspicious minds: Why we believe conspiracy theories. New York, NY: Bloomsbury Sigma. 6- Buss, D. M. (2009). How can evolutionary psychology successfully explain personality and individual differences? Perspectives on Psychological Science, 4, 359–366. https://doi. org/10.1111/j.1745-6924.2009.01138.x 7- Chagnon, N. A. (1988). Life histories, blood revenge, and warfare in a tribal population. Science, 239, 985–992. https://doi.org/10.1126/science.239.4843.985 8- Chayinska, M., & Minescu, A. (2018). “They’ve conspired against us”: Understanding the role of social identification and conspiracy belief in justification of ingroup collective behavior. European Journal of Social Psychology, https://doi.org/10.1002/ejsp.2511 9- Chigwedere, P., Seage, G. R. 3rd, Gruskin, S., Lee, T. H., & Essex, M. (2008). Estimating the lost benefits of antiretroviral drug use in South Africa. Journal of Acquired Immune Deficiency Syndromes, 49, 410–415. https://doi.org/10.1097/QAI.0b013e31818a6cd5. 10- Cichocka, A., Marchlewska, M., & Golec de Zavala, A. (2016). Doe self-love or self-hate predict conspiracy beliefs? Narcissism, self-esteem, and the endorsement of conspiracy theories. Social Psychological and Personality Science, 7, 157– 166. https://doi.org/10.1177/1948550615616170 11- Cichocka, A., Marchlewska, M., Golec de Zavala, A., & Olechowski, M. (2016). “They will not control us”: In-group positivity and belief in intergroup conspiracies. British Journal of Psychology, 107, 556–576. https://doi.org/10. 1111/bjop.12158. 12- Clarke, S. (2002). Conspiracy theories and conspiracy theorizing. Philosophy of the Social Sciences, 32, 131–150.https://doi.org/10.1177/004931032002001. 13- Crocker, J., Luhtanen, R., Broadnax, S., & Blaine, B. E. (1999). Belief in U.S. government conspiracies against blacks among black and white college students: Powerlessness or system blame? Personality and Social Psychology Bulletin, 25, 941–953. https://doi.org/10.1177/014616 72992511003 14- Darwin, H., Neave, N., & Holmes, J. (2011). Belief in conspiracy theories: The role of paranormal belief, paranoid ideation and schizotypy. Personality and Individual Differences, 50, 1289–1293.https://doi.org/10.1016/j.paid.2011. 02.027. 15- Davis, J., Wetherell, G., & Henry, P. J. (2018). Social devaluation of African Americans and race-related conspiracy theories. European Journal of Social Psychology. https://doi. org/10.1002/ejsp.2531. 16- Del Vicario, M., Bessi, A., Zollo, F., Petroni, F., Scala, A., Caldarelli, G., ... Quattrociocchi, W. (2016). The spreading of misinformation online. Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America, 113, 554–559. https://doi.org/10.1073/pnas.1517441113. 17- Douglas, K. M., & Leite, A. C. (2017). Suspicion in the workplace: Organizational conspiracy theories and work-related outcomes. British Journal of Psychology, 108, 486–506. https://doi.org/10.1111/bjop.12212. 18- Douglas, K. M., & Sutton, R. M. (2011). Does it take one to know one? Endorsement of conspiracy theories is influenced by personal willingness to conspire. British Journal of Social Psychology, 50, 193–364. https://doi.org/10.1111/ j.2044-8309.2010.02018.x. 19- Douglas, K. M., & Sutton, R. M. (2015). Climate change: Why the conspiracy theories are dangerous. Bulletin of the Atomic Scientists, 71, 98–106. https://doi.org/10.1177/ 0096340215571908. 20- Douglas, K. M., Sutton, R. M., Callan, M. J., Dawtry, R. J., & Harvey, A. J. (2016). Someone is pulling the strings: Hypersensitive agency detection and belief in conspiracy theories. Thinking and Reasoning, 22, 57–77. https://doi. org/10.1080/13546783.2015.1051586. 21- Douglas, K. M., Sutton, R. M., & Cichocka, A. (2017). The psychology of conspiracy theories. Current Directions in Psychological Science, 26, 538–542. https://doi.org/10. 1177/0963721417718261. 22- Dunbar, D., & Reagan, B. (2011). Debunking 9/11 myths: Why conspiracy theories can’t stand up to the facts. New York, NY: Hearst Books. 23- Federico, C. M., Williams, A. L., & Vitriol, J. A. (2018). The role of system identity threat in conspiracy theory endorsement. European Journal of Social Psychology. https://doi.org/10.1002/ejsp.2495. 24- Gaertner, S. L., Dovidio, J. F., Anastasio, P. A., Bachman, B. A., & Rust, M. C. (1993). The common ingroup identity model: Recategorization and the reduction of intergroup bias. European Review of Social Psychology, 4, 1–26. https://doi.org/10.1080/14792779343000004. 25- Gentzkow, M. A., & Shapiro, J. M. (2004). Media, education, and anti-Americanism in the Muslim world. Journal of Economic Perspectives, 18, 117–133. https://doi.org/10. 1257/0895330042162313. 26- Goertzel, T. (1994). Belief in conspiracy theories. Political Psychology, 15, 733–744. https://doi.org/10.2307/3791630. 27- Golec de Zavala, A., & Cichocka, A. (2012). Collective narcissism and anti-semitism in Poland. Group Processes and Intergroup Relations, 15, 213–229. https://doi.org/10. 1177/1368430211420891. 28- Golec de Zavala, A., & Federico, C. (2018). Collective narcissism and the growth of conspiracy thinking over the course of the 2016 United States General election: A longitudinal analysis. European Journal of Social Psychology. https://doi.org/10.1002/ejsp.2496. 29- Grebe, E., & Nattrass, N. (2012). AIDS conspiracy beliefs and unsafe sex in Cape Town. AIDS and Behavior, 16, 761–773. https://doi.org/10.1007/s10461-011-9958-2. 30- Green, R., & Douglas, K. M. (2018). Anxious attachment and belief in conspiracy theories. Personality and Individual Differences, 125, 30–37. https://doi.org/10.1016/j.paid. 2017.12.023. 31- Grzesiak-Feldman, M. (2013). The effect of high-anxiety situations on conspiracy thinking. Current Psychology, 32, 100–118. https://doi.org/10.1007/s12144-013-9165-6. 32- Harambam, J., & Aupers, S. (2015). Contesting epistemic authority: Conspiracy theories on the boundaries of science. Public Understanding of Science, 24, 466–480. https://doi.org/10.1177/0963662514559891. 33- Hofstadter, R. (1966). The paranoid style in American politics. In R. Hofstadter (Ed.), The paranoid style in American politics and other essays (pp. 3–40). New York, NY: Knopf. 34- Hogg, M. A., Adelman, J. R., & Blagg, R. D. (2010). Religion in the face of uncertainty: An uncertainty-identity theory account of religiousness. Personality and Social Psychology Review, 14, 72–83. https://doi.org/10.1177/ 1088868309349692. 35- Imhoff, R., & Bruder, M. (2014). Speaking (un-)truth to power: Conspiracy mentality as a generalized political attitude. European Journal of Personality, 28, 25–43. https://doi.org/10.1002/per.1930. 36- Imhoff, R., & Lamberty, P. (2018). How paranoid are conspiracy believers? Toward a more fine-grained understanding of the connect and disconnect between paranoia and belief in conspiracy theories. European Journal of Social Psychology. https://doi.org/10.1002/ejsp.2494. 37- Jolley, D., & Douglas, K. (2014a). The social consequences of conspiracism: Exposure to conspiracy theories decreases intentions to engage in politics and to reduce one’s carbon footprints. British Journal of Psychology, 105, 35–56. https://doi.org/10.1111/bjop.12018. 38- Jolley, D., & Douglas, K. (2014b). The effects of anti-vaccine conspiracy theories on vaccination intentions. PLoS ONE, 9, e89177. https://doi.org/10.1371/journal.pone. 0089177. 39- Jolley, D., & Douglas, K. M. (2017). Prevention is better than cure: Addressing anti-vaccine conspiracy theories. Journal of Applied Social Psychology, 47, 459–469. https:// doi.org/10.1111/jasp.12453. 40- Jolley, D., Douglas, K. M., & Sutton, R. M. (2018). Blaming a few bad apples to save a threatened barrel: The systemjustifying function of conspiracy theories. Political Psychology, 39, 465–478. https://doi.org/10.1111/pops.12404 41- Lamberty, P., & Imhoff, R. (2018). Powerful pharma and its marginalized alternatives? Effects of individual differences in conspiracy mentality on attitudes towards medical approaches. Social Psychology. https://doi.org/10.1027/ 1864-9335/a000347. 42- Lantian, A., Muller, D., Nurra, C., Klein, O., Berjot, S., & Pantazi, M. (2018). Stigmatized beliefs: Conspiracy theories, anticipated negative evaluation of the self, and fear of social exclusion. European Journal of Social Psychology, https://doi.org/10.1002/ejsp.2498. 43- Lewandowski, S., Oberauer, K., & Gignac, G. (2013). NASA faked the moon landing—Therefore (climate) science is a hoax: An anatomy of the motivated rejection of science. Psychological Science, 24, 622–633. https://doi.org/ 10.1177/0956797612457686. 44- Marchlewska, M., Cichocka, A., & Kossowska, M. (2018). Addicted to answers: Need for cognitive closure and the endorsement of conspiracy theories. European Journal of Social Psychology, 48, 109–117. https://doi.org/10.1002/ ejsp.2308. 45- Mashuri, A., & Zaduqisti, E. (2015). The effect of intergroup threat and social identity salience on the belief in conspiracy theories over terrorism in Indonesia: Collective angst as a mediator. International Journal of Psychological Research, 8, 24–35. https://doi.org/10.21500/20112084. 642 46- McCauley, C., & Jacques, S. (1979). The popularity of conspiracy theories of presidential assassination: A Bayesian analysis. Journal of Personality and Social Psychology, 37, 637–644. https://doi.org/10.1037/0022-3514.37.5.637. 47- Nam, H. H., Jost, J. T., Kaggen, L., Campbell-Meiklejohn, D., & Van Bavel, J. J. (2018). Amygdala structure and the tendency to regard the social system as legitimate and desirable. Nature Human Behaviour, 2, 133–138. https://doi.org/10.1038/s41562-017-0248-5. 48- Oliver, J. E., & Wood, T. (2014). Medical conspiracy theories and health behaviors in the United States. JAMA Internal Medicine, 174, 817–818. https://doi.org/10. 1001/jamainternmed.2014.190. 49- Orosz, G., Krekό, P., Paskuj, B., Tόth-Kir aly, I., Bothe, B., & € Roland-Levy, C. (2016). Changing conspiracy beliefs through rationality and ridiculing. Frontiers in Psychology, 7, 1525. https://doi.org/10.3389/fpsyg.2016.01525.
50- Park, C. L. (2010). Making sense of the meaning literature: An integrative review of meaning making and its effects on adjustment to stressful life events. Psychological Bulletin, 136, 257–301. https://doi.org/10.1037/a0018301. 51- Pipes, D. (1997). Conspiracy: How the paranoid style flourishes and where it comes from. New York, NY: Simon & Schusters. 52- Sanfey, A. G., Rilling, J. K., Aronson, J. A., Nystrom, L. E., & Cohen, J. D. (2003). The neural basis of economic decision-making in the ultimatum game. Science, 300, 1755–1758. https://doi.org/10.1126/science.1082976. 53- Silva, B. C., Vegetti, F., & Littvay, L. (2017). The elite is up to something: Exploring the relationship between populism and belief in conspiracy theories. Swiss Political Science Review, 23, 423–443. https://doi.org/10.1111/spsr. 12270. 54- Stahl, T., & Van Prooijen, J.-W. (2018). Epistemic rationality: Skepticism toward unfounded beliefs requires sufficient cognitive ability and motivation to be rational. Personality and Individual Differences, 122, 155–163. https://doi.org/10.1016/j.paid.2017.10.026. 55- Sullivan, D., Landau, M. J., & Rothschild, Z. K. (2010). An existential function of enemyship: Evidence that people attribute influence to personal and political enemies to compensate for threats to control. Journal of Personality and Social Psychology, 98, 434–449. https://doi.org/10. 1037/a0017457. 56- Sunstein, C. R., & Vermeule, A. (2009). Conspiracy theories: Causes and cures. The Journal of Political Philosophy, 17, 202–227. https://doi.org/10.1111/j.1467-9760.2008. 00325.x. 57- Sutton, R. M., & Douglas, K. M. (2014). Examining the monological nature of conspiracy theories. In J.-W. van Prooijen & P. A. M. van Lange (Eds.), Power, politics, and paranoia: Why people are suspicious of their leaders (pp. 254– 273). Cambridge, UK: Cambridge University Press. https://doi.org/10.1017/CBO9781139565417. 58- Swami, V. (2012). Social psychological origins of conspiracy theories: The case of the Jewish conspiracy theory in Malaysia. Frontiers in Psychology, 3, 1–9. https://doi.org/ 10.3389/fpsyg.2012.00280. 59- Swami, V., Coles, R., Stieger, S., Pietschnig, J., Furnham, A., Rehim, S., & Voracek, M. (2011). Conspiracist ideation in Britain and Austria: Evidence of a monological belief system and associations between individual psychological differences and real-world and fictitious conspiracy theories. British Journal of Psychology, 102, 443– 463. https://doi.org/10.1111/j.2044-8295.2010.02004.x 60- Swami, V., Voracek, M., Stieger, S., Tran, U. S., & Furnham, A. (2014). Analytic thinking reduces belief in conspiracy theories. Cognition, 133, 572–585. https://doi.org/ 10.1016/j.cognition.2014.08.006. 61- Swift, A. (2013, November 15). Majority in US still believe JFK killed in a conspiracy. Retrieved from http://www.gallup. com/poll/165893/majority-believe-jfk-killed-conspiracy. aspx. 62- Thomas, W. I., & Thomas, D. S. (1928). The child in America: Behavior problems and programs. New York, NY: Knopf. 63- Thorburn, S., & Bogart, L. M. (2005). Conspiracy beliefs about birth control: Barriers to pregnancy prevention among African Americans of reproductive age. Health Education & Behavior, 32, 474–487. https://doi.org/10. 1177/1090198105276220. 64- Uscinski, J. E., & Parent, J. M. (2014). American conspiracy theories. New York, NY: Oxford University Press. https://doi. org/10.1093/acprof:oso/9780199351800.001.0001 65- Van Bavel, J. J., & Pereira, A. (2018). The partisan brain: An identity-based model of political belief. Trends in Cognitive Sciences, 22, 213–224. https://doi.org/10.1016/j.tics. 2018.01.004. 66- Van der Linden, S. (2015). The conspiracy-effect: Exposure to conspiracy theories (about global warming) decreases pro-social behavior and science acceptance. Personality and Individual Differences, 87, 171–173. https://doi.org/10. 1016/j.paid.2015.07.045. 67- Van der Wal, R. C., Sutton, R. M., Lange, J., & Braga, J. P. N. (2018). Suspicious binds: Conspiracy thinking and tenuous perceptions of causal connections between co-occurring and spuriously correlated events. European Journal of Social Psychology, https://doi.org/10.1002/ejsp.2507 68- Van Prooijen, J.-W. (2016). Sometimes inclusion breeds suspicion: Self-uncertainty and belongingness predict belief in conspiracy theories. European Journal of Social Psychology, 46, 267–279. https://doi.org/10.1002/ejsp.2157. 69- Van Prooijen, J.-W. (2017). Why education predicts decreased belief in conspiracy theories. Applied Cognitive Psychology, 31, 50–58. https://doi.org/10.1002/acp.3301. 70- Van Prooijen, J.-W. (2018). The psychology of conspiracy theories. Oxon, UK: Routledge. Van Prooijen, J.-W., & Acker, M. (2015). The influence of control on belief in conspiracy theories: Conceptual and applied extensions. Applied Cognitive Psychology, 29, 753– 761. https://doi.org/10.1002/acp.3161 71- Van Prooijen, J.-W., & De Vries, R. E. (2016). Organizational conspiracy beliefs: Implications for leadership styles and employee outcomes. Journal of Business and Psychology, 31, 479–491. https://doi.org/10.1007/s10869- 015-9428-3. 72- Van Prooijen, J.-W., & Douglas, K. M. (2017). Conspiracy theories as part of history: The role of societal crisis situations. Memory Studies, 10, 323–333. https://doi.org/10. 1177/1750698017701615. 73- Van Prooijen, J.-W., Douglas, K., & De Inocencio, C. (2018). Connecting the dots: Illusory pattern perception predicts beliefs in conspiracies and the supernatural. European Journal of Social Psychology, 48, 320–335. https://doi.org/10.1002/ejsp.2331. 74- Van Prooijen, J.-W., & Jostmann, N. B. (2013). Belief in conspiracy theories: The influence of uncertainty and perceived morality. European Journal of Social Psychology, 43, 109–115. https://doi.org/10.1002/ejsp.1922. 75- Van Prooijen, J.-W., Krouwel, A. P. M., & Pollet, T. (2015). Political extremism predicts belief in conspiracy theories. Social Psychological and Personality Science, 6, 570–578. https://doi.org/10.1177/1948550614567356 76- Van Prooijen, J.-W., Staman, J., & Krouwel, A. P. M. (in press). Increased conspiracy beliefs among ethnic and Muslim minorities. Applied Cognitive Psychology. https:// doi.org/10.1002/acp.3442. 77- Van Prooijen, J.-W., & Van Dijk, E. (2014). When consequence size predicts belief in conspiracy theories moderating role of perspective taking. Journal of Experimental Social Psychology, 55, 63–73. https://doi.org/10. 1016/j.jesp.2014.06.006. 78- Van Prooijen, J.-W., & Van Lange, P. A. M. (2014). The social dimension of belief in conspiracy theories. In J.-W. van Prooijen & P. A. M. van Lange (Eds.), Power, politics, and paranoia: Why people are suspicious of their leaders (pp. 237–253). Cambridge, UK: Cambridge University Press. https://doi.org/10.1017/CBO9781139565417. 79- Van Prooijen, J.-W., & Van Vugt, M. (in press). Conspiracy theories: Evolved functions and psychological mechanisms. Perspectives on Psychological Science. 80- Vitriol, J. A., & Marsh, J. K. (2018). The illusion of explanatory depth and endorsement of conspiracy beliefs. European Journal of Social Psychology, https://doi.org/10.1002/ ejsp.2504. 81- Walker, R. S., & Bailey, D. H. (2013). Body counts in lowland South American violence. Evolution and Human Behavior, 34, 29–34. https://doi.org/10.1016/j.evolhum behav.2012.08.003. 82- West, H. G., & Sanders, T. (2003). Transparency and conspiracy: Ethnographies of suspicion in the New World Order. Durham, NC: Duke University Press. https://doi.org/10. 1215/9780822384854. 83- Whitson, J. A., & Galinsky, A. D. (2008). Lacking control increases illusory pattern perception. Science, 322, 115– 117. https://doi.org/10.1126/science.1159845. 84- Whitson, J. A., Galinsky, A. D., & Kay, A. (2015). The emotional roots of conspiratorial perceptions, system justification, and belief in the paranormal. Journal of Experimental Social Psychology, 56, 89–95. https://doi.org/ 10.1016/j.jesp.2014.09.002 85- Whitson, J. A., Kim, J., Wang, C. S., Menon, T., & Webster, B. D. (in press). Regulatory focus and conspiratorial perceptions: The importance of personal control. Personality and Social Psychology Bulletin. https://doi.org/10.1177/ 0146167218775070. 86- Wood, M. J., Douglas, K. M., & Sutton, R. M. (2012). Dead and alive: Beliefs in contradictory conspiracy theories. Social Psychological and Personality Science, 3, 767–773. https://doi.org/10.1177/1948550611434786 87- Wright, T. L., & Arbuthnot, J. (1974). Interpersonal trust, political preference, and perceptions of the Watergate affair. Personality and Social Psychology Bulletin, 1, 168–170. https://doi.org/10.1177/01461672740 0100158 | ||||
Statistics Article View: 186 PDF Download: 153 |
||||