الأبواب الدفاعية فى القاهرة والمهدية " فى العصرالفاطمى" | ||||
حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب "دراسات فى آثار الوطن العربى" | ||||
Article 55, Volume 15, Issue 1, 2012, Page 820-847 PDF (5.21 MB) | ||||
Document Type: Original Article | ||||
DOI: 10.21608/cguaa.2012.34263 | ||||
![]() | ||||
Author | ||||
Ahmed Goma | ||||
مدرس الفنون والعمارة الإسلامية | ||||
Abstract | ||||
تعتبر الأبواب أو البوابات من المنظومة المعمارية والدفاعية الهامة ، حيث حفلت الحضارة العربية الإسلامية بالعديد من المنشآت المعمارية الضخمة التي استهدفت تحصين المدن وحمايتها في حالة الحروب، وتحقيق الهدف الدفاعي لها ضد الغارات والهجمات الخارجية في العصور الوسطى، ولذلک انتشرت في المدن الإسلامية القلاع والأربطة والأسوار والأبراج ومداخل المدن، وزودت هذه المنشآت العسکرية بالتحصينات اللازمة وعناصر الدفاع المختلفة . وتعد أبواب المدن العربية والإسلامية القديمة من أهم هذه المنشآت التحصينية، فقد کانت تلک الأبواب تخترق الأسوار العالية المحاطة بهذه المدن، وتعد المدخل الوحيد إلى قلب المدينة، مثل أبواب المهدية فى تونس، أبواب القاهرة التاريخية ، وأبواب القدس ودمشق والکوفة وبغداد والبصرة والرباط، والتي مازالت قائمة حتى اليوم، لما تتميز به من قوة وشموخ وضخامة وتحصين يقاوم کل صروف الزمان، وإذا نظرنا إلى عمارة أبواب المدن التاريخية، نجد أنها قد جاءت متجاورة على العموم، واکتسبت وظيفتها من خلال وجودها في اتجاهات القوافل نحو الأمصار کما في أبواب المهدية فى تونس وأبواب القاهرة فى العصر الفاطمى . وقد عولجت الأبواب الدفاعية عموماً بشکل استثنائي، لتکريس الحماية للمدن، وفي شمال أفريقيا نجد أقدمها في في المهدية (تونس)، حيث زودت بفتحة تقع أعلى البوابة (سقاطة) بغرض صب الزيت المغلي على الأعداء، والحال نفسه ينطبق على أبواب مدينة القاهرة الفاطمية. وقد استعمل المعماري العربي الأعمدة الحجرية داخل الأسوار للتقوية والربط، واستقدمت إلى تلک البوابات بعض الحجارة من المعابد الفرعونية. وتتميز البوابات وفق خصائص عمارة الحقبة التي أقيمت بها، ونجد في بعض الأحيان قد اختلطت عدة طرز في بوابة واحدة، بسبب التأثير حين البناء أو من خلال الزيادات والترميمات والإصلاحات اللاحقة لها. وقد اختلفت عمارة الأبواب من عصر إلى آخر، ويمکن التمييز بين البوابات الفاطمية والأيوبية، والذي يتجسد في الارتفاع وعرض المداميک والأحجار الکبيرة المهندمة مقارنة مع العهود اللاحقة، کما تميزت بالعقود المقرنصة، وقد استقدمت تلک البوابات بعض الحجارة من المعابد الفرعونية. وهنا نلاحظ الاختلاف فى تصميم کل من باب زويلة والفتوح عن باب النصر. ففى باب النصر نجد البرجين مربعين بينما فى الأبراج مستديرة. کذلکاستعمل القبو المتقاطع فى تغطية باب النصر بينما استعملت القباب الکروية المحمولة على مثلثات فى الأرکان فى الأبواب الأخرى، وهو أول مثال يطبق فى مصر . وقد زين باب النصر برسومات للآلات الحربية، وفى باب الفتوح استعملت کوابيل حجرية على هيئة رأس الکبش، وقد زودت الأبواب والأسوار بفتحات وأبراج للحراسة سواء فى المهدية أو القاهرة. وقد اعتمد الفاطميون منذ إنشاء دولتهم في تونس سياسة إنشاء عواصم جديدة لملکهم فبنوا المهدية والمنصورية في تونس ، کما بنوا القاهرة التي ظلت عاصمة ملکهم حتى انهيار الدولة الفاطمية على يد الأيوبيين. وفي کل مدنهم وعواصمهم التي أقاموها رکز الفاطميون على بناء المساجد و قصور الخلفاء و دواوين الحکم و دور القضاء والأسواق والمستشفيات وغيرها من المرافق العامة التي تحتاجها أية مدينة في تلک الفترة المبکرة من التاريخ. وتدل التقنيات الأثرية الحديثة على أن أسوار المهدية الرئيسية کانت تلک التى تفصل المدينة البحرية عن البر، وکانت بطول 175 مترا، وبلغ ارتفاع السور حوالى 12 مترا، کما بلغ سمکة حوالى 10 ( عشرة ) أمتار، وکان على طرفيه برجان مستديران على قاعدة متعددة الأضلاع. ونلحظ أوجه التشابه لتلک الأبواب سواء من الناحية المعمارية أوالهندسية أو الزخرفية أو المسميات. وللسور والبوابات أهمية تاريخية معمارية حيث أنها کانت تعتبر من المبانى الحربية بتونس ومصر قبل الحروب الصليبية. والفاطميون هم رسل الفن الإسلامى، وهن أهم ما أدخله الفاطميون على العمارة العربية الزخارف الفنية المتعددة الأشکال، والخط الکوفى المزخرف الذى استخدم کتابات القرآن الکريم على الواجهات المعمارية الإسلامية والتى ميزت هذا العصر. | ||||
Keywords | ||||
البواب الدفاعية; القاهرة; المهدية; العصر الفاطمى | ||||
References | ||||
المصادر والمراجع 1- یاقوت الحموى، معجم البلدان ، دار صادر ، بیروت ، 1985م ، ج 5 ، ص 23. 2- نعمت اسماعیل علام ، فنون الشرق الأوسط فى العصور الإسلامیة ، ط 5 ، دار المعارف ، بدون سنة طبع ، ص 107. 3- أیمن فؤاد سید، الدولة الفاطمیة فى مصر، تفسیر جدید، الدار المصریة اللبنانیة، ط19921، ص ص74-75 4- بتر فارب، بنو الإنسان، ترجمة زهیر الکرمى-سلسلةعالم المعرفة، الکویت، م1980، ص130. 5- محمد عبد الستار عثمان، المدینة الإسلامیة، عالم المعرفة، المجلس الوطنى للثقافة والفنون، الکویت، 1988، ص 122. 6- صدیق شهاب الدین، تخطیط المدن وتاریخ الحصون، مجلة العمارة، م1939. 7- المقریزى ( أحمد بن على ) الموعظ والإعتبار بذکر الخطط والآثار، دار صادر، بیروت، لبنان، بدون سنة طبع، ج 1، ص 361. 8- توفیق أحمد عبد الجواد، العمارة الإسلامیة فکر وحضارة، مکتبة الأنجلو المصریة، 1987م ، ص 177. 9- على عامر، مجلة دنیا العرب، تونس، عدد 27/3/2009م. 10- البکرى،( أبو عبد الله بن عبد العزیز ) المسالک والممالک، تحقیق أدریان فان لیوفن وأندرى فیرى، الدار العربیة للکتاب، تونس، 1992م ، ج 2، ص679. 11- ابن الأثیر، الکامل فى التاریخ، تورنبرج، ج 8، ص ص 94-95. 12- کونل، الفن الإسلامى، ترجمة أحمد موسى، بیروت، 1969 م ، ص ص24-50. وقارن ، جورج مارسیه ، مختصر العمارة الإسلامیة، ج 1، ص ص 47-49. 13- ابن حوقل، ( أبو القاسم بن حوقل النصیبى ) صورة الأرض، بیروت، 1979م ، ص ص 73-74. 14- محمد المرزوقى، المهدیة، تونس، 1980م، ص ص 25-27. 15- محمد عبد الستار عثمان، موسوعة العمارة الفاطمیة، دار القاهرة، 2012م، ص 24. 16- التجانى، رحلة التجانى، تونس، طرابلس 606/708هـ ، / لیبیا، تونس 1982م، ص ص 320-322. 17- أیمن فؤاد سید، الدولة الفاطمیة، المرجع السابق، 388. 18- القزوینى ( الإمام زکریا محمد بن محمود ) آثار البلاد وأخبار العباد، دار صادر، بیروت، بدون سنة طبع ، ص 158. 19- حسن حسنى عبد الوهاب، خلاصة تاریخ تونس، دار الجنوب للنشر، تونس، 2001م ، ص 76. 20- حسین محمد صالح، أحمد حسین عمر، هندسة المبانى والإنشاءات، ط 1، مطبعة الإتحاد، القاهرة 1938م، ص 103. 21- 22- یاقوت الحموى، معجم البلدان، المصدر السابق، ص 23. 23- التجانى، المرجع السابق، صص 322 ومابعدها. 24- Marcais (Georges) Manuel Art Musulman, Tunisie, Alge`rie, Maroc, Espagnee, Sicile. V.I Paris 1926, p. 132 . 25- عبد الرحمن محمود عبد التواب، دراسات وبحوث فى الآثار والحضارة الإسلامیة ، ج ، القاهــرة،1983م، ص 36. 26- ابن دقماق، الإنتصار بواسطة عق الأمصار، ج 5، القاهرة 1983م ، ص 36. 27- المقریزى، الخطط ، ج 1 ، ص 361. 28- سعد زغلول عبد الحمید، العمارة والفنون فى دولة الإسلام، منشأة المعارف، الإسکندریة، 1986م، ص370. 29- یاقوت الحموى، معجم البلدن، ج 4 ، ص 694. نعمت علام، المرجع السابق، ص 109. 30- رأفت محمد محمد النبراوى،الآثار الإسلامیة، العمارة والفنون والنقود، المعهد العالى للدراسات الإسلامیة، القاهرة 2008م ، ص 161. 31- عبد الله کامل موسى، الفاطمیون وآثارهم المعماریة، دار الآفاق العربیة، ط 1، 1421هـ/ 2001م، ص 256 32- محمد عبد الستار عثمان، العمارة الفاطمیة، المرجع السابق، ص 94. 33- رأفت النبراوى، لآثار الإسلامیة، المرجع السابق، ص162. 34- زاهى حواس، باب النصر، مرکز تسجیل الآثار الإسلامیة والقبطیة، أثر رقم 7، المجلس الأعلى للآثار، بدون سنة طبع، ص 11. 35- أسامة طلعت عبد النعیم، ملامح تخطیط المدخل المنکسر فى العمارة الدفاعیة بین مصر والغرب الإسلامى فیما بین القرنین الخامس والسابع الهجریین (11-23 )م ، ضمن أعمال الندوة العلمیة الأولى لجمعیة الآثاریین العرب، القاهرة، 1999م ، ص ص 324-325.
محمد عبد الستار عثمان، المرجع السابق، ص 95. لمزید من التفاصیل، راجع ، زاهى حواس، باب النصر، المرجع السابق. 36- المقریزى، الخطط، ج1 ، ص 380. نفس المصدر، ص 381. عبد الرحمد محمود، المرجع السابق، ص186. 37- محمد محمد الکحلاوى، آثار مصر الإسلامیة فى کتابات الرحالة المغاربة والأندلسیین، الدار المصریة اللبنانیة، 1993م، ص 27.
المصادر والمراجع 1- ابن الأثیر، الکامل فى التاریخ، تورنبرج، ج 8،. 2- ابن حوقل، ( أبو القاسم بن حوقل النصیبى ) صورة الأرض، بیروت، 1979م 3- ابن دقماق، الإنتصار بواسطة عق الأمصار، ج 5، القاهرة 1983م . 3- البکرى،( أبو عبد الله بن عبد العزیز ) المسالک والممالک، تحقیق أدریان فان لیوفن وأندرى فیرى، الدار العربیة للکتاب، تونس، 1992م ، ج 2 5- التجانى، رحلة التجانى، تونس، طرابلس 606/708هـ ، / لیبیا، تونس 1982م. 6- القزوینى ( الإمام زکریا محمد بن محمود ) آثار البلاد وأخبار العباد، دار صادر، بیروت، بدون سنة طبع 7- کونل، الفن الإسلامى، ترجمة أحمد موسى، بیروت، 1969 م 8- المقریزى ( أحمد بن على ) الموعظ والإعتبار بذکر الخطط والآثار، دار صادر، بیروت، لبنان، بدون سنة طبع، ج 1 10- یاقوت الحموى، معجم البلدان ، دار صادر ، بیروت ، 1985م ، ج 4- 5 . 11- أسامة طلعت عبد النعیم، ملامح تخطیط المدخل المنکسر فى العمارة الدفاعیة بین مصر والغرب الإسلامى فیما بین القرنین الخامس والسابع الهجریین (11-23 )م ، ضمن أعمال الندوة العلمیة الأولى لجمعیة الآثاریین العرب، القاهرة، 1999م ، 12- أیمن فؤاد سید، الدولة الفاطمیة فى مصر، تفسیر جدید، الدار المصریة اللبنانیة، ط19921 13- بتر فارب، بنو الإنسان، ترجمة زهیر الکرمى-سلسلةعالم المعرفة، الکویت، م1980. 14- توفیق أحمد عبد الجواد، العمارة الإسلامیة فکر وحضارة، مکتبة الأنجلو المصریة، 1987م 15- حسن حسنى عبد الوهاب، خلاصة تاریخ تونس، دار الجنوب للنشر، تونس، 2001م ، 16- حسین محمد صالح، أحمد حسین عمر، هندسة المبانى والإنشاءات، ط 1، مطبعة الإتحاد، القاهرة 1938م 17- رأفت محمد محمد النبراوى،الآثار الإسلامیة، العمارة والفنون والنقود، المعهد العالى للدراسات الإسلامیة، 18- زاهى حواس، باب النصر، مرکز تسجیل الآثار الإسلامیة والقبطیة، أثر رقم 7، المجلس الأعلى للآثار، بدون سنة طبع. 19- سعد زغلول عبد الحمید، العمارة والفنون فى دولة الإسلام، منشأة المعارف، الإسکندریة، 1986م. 20- صدیق شهاب الدین، تخطیط المدن وتاریخ الحصون، مجلة العمارة، م1939. 21- عبد الرحمن محمود عبد التواب، دراسات وبحوث فى الآثار والحضارة الإسلامیة ، ج ، القاهــرة،1983م، 22- عبد الله کامل موسى، الفاطمیون وآثارهم المعماریة، دار الآفاق العربیة، ط 1، 1421هـ/ 2001م، 23- على عامر، مجلة دنیا العرب، تونس، عدد 27/3/2009م. 24- محمد المرزوقى، المهدیة، تونس، 1980م، 2012م.
35- محمد عبد الستار عثمان، المدینة الإسلامیة، عالم المعرفة، المجلس الوطنى للثقافة والفنون، الکویت، 1988. 36- محمد عبد الستار عثمان، موسوعة العمارة الفاطمیة، دار القاهرة، 2012م. 37- محمد محمد الکحلاوى، آثار مصر الإسلامیة فى کتابات الرحالة المغاربة والأندلسیین، الدار المصریة اللبنانیة، 1993م. 38- نعمت اسماعیل علام ، فنون الشرق الأوسط فى العصور الإسلامیة ، ط 5 ، دار المعارف ، بدون سنة طبع. Marcais (Georges) Manuel Art Musulman, Tunisie, Alge`rie, Maroc, Espagnee,- 39 Sicile. V.I Paris 1926, p. 132 .
| ||||
Statistics Article View: 1,297 PDF Download: 1,062 |
||||