الدِّلالَةُ الرَّمْزِيَّةُ لِلطَّـــــــائِرِ فِي الشِّعْرِ الجَاهِلِيّ | ||||
الإنسانيات | ||||
Article 8, Volume 2024, Issue 62, January 2024, Page 275-296 PDF (737.39 K) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/ins.2024.346890 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Authors | ||||
أ.دينا فتيانى عبد العاطى غانم1; أ.د. محمد محمود أبوعلى2; أ.د. مروة شحاته الشقرفى3 | ||||
1باحثة ماجستير – قسم اللغة العربية كلية الآداب – جامعة دمنهور | ||||
2أستاذ النقدوالبلاغة قسم اللغة العربية - كلية الاداب – جامعة دمنهور | ||||
3أستاذ الأدب العربي - كلية الآداب- جامعة دمنهور | ||||
Abstract | ||||
الطبيعة كتابٌ مفتوح تَخُطُّ أقلامُ الشعراءِ في صفحاتها ؛ بوصفها قالبًا يَسْكُبُ فيه الشاعرُ أحاسيسه ومشاعره في ثَوبٍ فَنِّيٍ جديد . لقد تَمَيَّزَ الطّيرُ بقدرتِه على التَّحليقِ عاليًا ، وهي السّمة المُشتركة بينه وبين الشُّعراءِ ، فكما يُحَلِّقُ الطائرُ في الفضاءِ الواسعِ ، يُحَلِّقُ الشاعرُ في سماء أخيلته ؛ بُغْيَةَ التعبيرِ عن مشاعره ، التي لا يستطيعُ البوحَ بها أحيانًا ؛ فيتخذ من الطُّيور معادلاً موضوعيًّا . عالَمُ الطُّيور عالَمٌ واسع ، وقد شغل تفكير الشعراء والنُّقَّاد والفلاسفة والأطباء والمتكلمينَ على مرِّ العصورِ ، وحَظِيَ بمكانةٍ ساميةٍ في مؤلفات العربِ ، مثل كِتَاب (كليلة ودمنة) لابن المقفع (ت142هـ) ، وكتاب (الحيوان) للجاحظ (ت255هـ) ، وكتاب (المصايد والمطَارِد) لكُشَاجِم (ت360هـ) ، وكتاب (حياة الحيوان الكُبْرَى) للدَّمِيريّ (ت808هـ) . ولقد أَثَّرَت الطيور في الشاعر الجاهليّ ، واستطاع أن يُوَظِّفَهَا في تصوير الحياة بمختلف جوانبها : السياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والدينية ، والفكرية . فالشاعر ابن بيئته - بلغة هيبوليت تين (Taine) (ت1893م) - ؛ لذا يُصَوِّرُ ما يَدُورُ حوله برؤيته الشاعرية ؛ مِمَّا جَعَلَ القصائدَ العربيَّة سجلاً حافلاً يضم أحداث كلّ عصرٍ . فقد حفلَ الشعرُ الجاهلي بمادة لغوية غزيرة عن الطيورِ بأسمائها وصفاتها وطباعها وألوانها ، ولا أُغَالِي إِنْ قُلْت إِنَّ بعض المعتقدات الأسطوريّة قد سيطرت على الشعراء الجاهليينَ ؛ فاقتبسوا بعض أشعارهم من الأساطير الموروثة عن الطَّير . ولقد أبدع الشعراء الجاهليون في استحضار صورة الطير ؛ فأسقطوا عليها مشاعرهم ، وأحاسيسهم ؛ فنرى في شعرهم فلسفة ذهنية ، ومضمون فكري ، وذوق فني يَجْمَعُ بين جمال اللفظ وعُمْق المعنى . ويرتبطُ الشاعر الجاهليّ - ارتباطًا وثيقًا - بالطَّيرِ ، الذي كان رفيقًا له في غُرْبَتِهِ ووَحْدَتِهِ ؛ لذا استلهموا دلالات رمزيَّة من الطَّير ، منها : (الحُرِّيَّة – التقييد - القوة - الضعف - الفرح - الحُزْن – الشجاعة – الاستسلام – الحُبّ – الكراهية – الخير – الشر – الفأل – التطيُّر – الحياة - الموت) ، وكلها حالات نفسيَّة استطاع الشاعر الجاهلي أن يُوَظِّفَهَا ، ويَخْلُقُ منها معادلاً موضوعيًّا لحالته النفسية ؛ فالشعر الجاهليّ لوحة فنيّة أحاطها الغموض في بعض الأحيان ؛ فهي بحاجة إلى فَكِّ شَفراتها | ||||
Statistics Article View: 36 PDF Download: 60 |
||||