أَقســـــامُ القلــــــــوبِ , وعلاماتُها | ||||
المجلة العربية للدراسات الإسلامية والشرعية | ||||
Article 1, Volume 3, Issue 8, 2019, Page 1-24 PDF (553.87 K) | ||||
Document Type: المقالة الأصلية | ||||
DOI: 10.21608/jasis.2019.44484 | ||||
View on SCiNiTO | ||||
Author | ||||
فهد بن حذيفة بن عبدالله الطوالة | ||||
Abstract | ||||
لما کان القلب يُوصف بالحياة وضِدِّها، ويُوصف أيضاً بالصَّلاح والفساد، انقسم بحسب ذلک إلى عِدَّة أقسام، وقد دلَّت النصوص الشرعية على هذا الانقسام، ومن هذه النصوص قوله تعالى: (لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّکَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)) [الحج: 53، 54]. قال ابن تيمية رحمه الله -مُعلّقاً على الآية-: "جَعَلَ اللَّهُ الْقُلُوبَ ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ : قَاسِيَةً, وَذَاتَ مَرَضٍ, وَمُؤْمِنَةً مُخْبِتَةً ; وَذَلِکَ لِأَنَّهَا إمَّا أَنْ تَکُونَ جَامِدَةً لَا تَلِينُ لِلْحَقِّ اعْتِرَافًا وَإِذْعَانًا أَوْ لَا تَکُونُ يَابِسَةً جَامِدَةً . فـ"الْأَوَّلُ" هُوَ الْقَاسِي وَهُوَ الْجَامِدُ الْيَابِسُ بِمَنْزِلَةِ الْحَجَرِ لَا يَنْطَبِعُ وَلَا يُکْتَبُ فِيهِ الْإِيمَانُ وَلَا يَرْتَسِمُ فِيهِ الْعِلْمُ ; لِأَنَّ ذَلِکَ يَسْتَدْعِي مَحَلًّا لَيِّنًا قَابِلًا . و"الثَّانِي" لَا يَخْلُو إمَّا أَنْ يَکُونَ الْحَقُّ ثَابِتًا فِيهِ لَا يَزُولُ عَنْهُ لِقُوَّتِهِ مَعَ لِينِهِ أَوْ يَکُونَ لِينُهُ مَعَ ضَعْفٍ وَانْحِلَالٍ . فَالثَّانِي هُوَ الَّذِي فِيهِ مَرَضٌ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْقَوِيُّ اللَّيِّنُ . وَذَلِکَ أَنَّ الْقَلْبَ بِمَنْزِلَةِ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ کَالْيَدِ مَثَلًا فَإِمَّا أَنْ تَکُونَ جَامِدَةً يَابِسَةً لَا تَلْتَوِي وَلَا تَبْطِشُ أَوْ تَبْطِشُ بِعُنْفِ فَذَلِکَ مِثْلُ الْقَلْبِ الْقَاسِي أَوْ تَکُونَ ضَعِيفَةً مَرِيضَةً عَاجِزَةً لِضَعْفِهَا وَمَرَضِهَا فَذَلِکَ مِثْلُ الَّذِي فِيهِ مَرَضٌ أَوْ تَکُونَ بَاطِشَةً بِقُوَّةِ وَلِينٍ فَهُوَ مِثْلُ الْقَلْبِ الْعَلِيمِ الرَّحِيمِ فَبِالرَّحْمَةِ خَرَجَ عَنْ الْقَسْوَةِ وَبِالْعِلْمِ خَرَجَ عَنْ الْمَرَضِ ; فَإِنَّ الْمَرَضَ مِنْ الشُّکُوکِ وَالشُّبُهَاتِ. وَلِهَذَا وُصِفَ مَنْ عَدَا هَؤُلَاءِ بِالْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ وَالْإِخْبَاتِ". حقيقة القلب السليم، وعلامات سلامته | ||||
References | ||||
13.روضة المحبین ونزهة المشتاقین: لمحمد بن أبی بکر بن أیوب, ابن قیم الجوزیة، دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، الطبعة 1403هـ. 14.سیر أعلام النبلاء: لشمس الدین أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبی، تحقیق : مجموعة من المحققین بإشراف الشیخ شعیب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، 1405 هـ. 15.شفاء العلیل فی مسائل القضاء والقدر والحکمة والتعلیل: لمحمد بن أبی بکر أیوب الزرعی، تحقیق : محمد بدر الدین أبو فراس النعسانی الحلبی، دار الفکر - بیروت، 1398هـ 16.صید الخاطر: لعبد الرحمن بن علی بن محمد الجوزی، بعنایة: حسن المساحی سویدان، دار القلم – دمشق، الطبعة الأولى،1425هـ فتح القدیر الجامع بین فنی الروایة والدرایة من علم التفسیر: لمحمد بن علی الشوکانی, دار ابن کثیر، دار الکلم الطیب - دمشق، بیروت, الطبعة: الأولى - 1414 هـ 17.کتاب الجواب الکافی لمن سأل عن الدواء الشافی (الداء والدواء): لمحمد بن أبی بکر أیوب الزرعی أبو عبدالله، دار الکتب العلمیة – بیروت. 18.مدارج السالکین بین منازل إیاک نعبد وإیاک نستعین: لمحمد بن أبی بکر أیوب الزرعی أبو عبدالله، تحقیق: محمد حامد الفقی دار الکتاب العربی – بیروت، الطبعة الثانیة، 1393هـ - 1973م. 19.معالم التنزیل فی تفسیر القرآن = تفسیر البغوی: لمحیی السنة، أبو محمد الحسین بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوی الشافعی، تحقیق: عبد الرزاق المهدی، دار إحیاء التراث العربی –بیروت، الطبعة الأولى، 1420 هـ. 20.مجموع الفتاوى: لتقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم بن تیمیة الحرانی، تحقیق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مجمع الملک فهد لطباعة المصحف الشریف، المدینة النبویة، المملکة العربیة السعودیة، 1416هـ/1995م. | ||||
Statistics Article View: 111 PDF Download: 195 |
||||