دراسة مقارنة لتهيئة المبتعثين للخارج في کل من کندا وأستراليا وإمکانية الإفادة منها فى جمهورية مصر العربية

دراسة مقارنة لتهیئة المبتعثین للخارج فی کل من کندا وأسترالیا وإمکانیة الإفادة منها فى جمهوریة مصر العربیة

د. أمانی محمد محمد حسن نصر*

مدرس بقسم التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة

کلیة التربیة – جامعة عین شمس

مقدمة

    یُعد التبادل العلمی وحراک الأکادیمیین وانتقالهم من سیاق جامعی إلى سیاق جامعی آخر بحثًا عن المعرفة – العالمیة الطابع- واکتساب الخبرات خارج الحدود الوطنیة، وسیلة لامتداد الآفاق العلمیة والثقافیة ومعرفة الآخر وتقدیر الذات وصقلها، والذی أصبح مطلبًا حتمیًا فی الألفیة الثالثة.

     وفی مصر یتخذ تدفق المبتعثین من مصر وإلیها أشکالًا متنوعة من بینها القصیر والبعید المدى، وتعمل على زیادة عدد المبتعثین المصریین للخارج؛ إیمانًا منها أن حراک أعضاء هیئة التدریس یکسب المشارکین فیه خبرة دولیة ، واتصالات مع أقرانهم فی الخارج ، والذی یترجم فی نهایة المطاف إلى أنشطة دراسیة وبحثیة عند العودة إلى الوطن.

أما فی کندا وأسترالیا اللتین تعتبران من أکثر دول العالم استقبالًا للمبتعثین تعد تهیئة المبتعثین للخارج بکلیتی التربیة جامعة ألبرتا وکلیة التربیة جامعة کوینزلاند بهما عملیة متصلة ومتکاملة وتشتمل على ثلاث مراحل: (قبل الابتعاث للخارج - أثناء فترة الابتعاث للخارج – عند العودة للوطن).

 

منهج البحث:

     استعان البحث بمنهجیة بیردای G. Bereday وانطلق من فرض مبدئی مفاده" إن تهیئة المبتعثین للخارج بکل من کلیة التربیة جامعة ألبرتا بکندا وکلیة التربیة جامعة کوینز لاند بأسترالیا ساعد فى تجنب المبتعثین للخارج ما قد یواجهم من صعوبات أثناء ابتعاثهم للخارج ".

مقترحات البحث:

      وقد طرح البحث مقترحاته فى ثلاثة أبعاد یمثل کل منها مرحلة من مراحل تهیئة المبتعثین للخارج  وهى : ( ما قبل الابتعاث للخارج  – أثناء فترة الابتعاث للخارج – انتهاء فترة الابتعاث والعودة للوطن) :

 وفی إطار ذلک وتوصل البحث إلى عدة إجراءات مقترحة منها:

أولًا - مرحلة ما قبل الابتعاث للخارج :

1)     عقد جلسات توجیهیة للمبتعثین قبل سفرهم للخارج وإلزامهم بالحضور.

2)     تنظیم ورش عمل تجمع المبتعثین للخارج ومستشاری البعثة، کذلک أقرانهم من بعثات خارجیة سابقة للاستفادة من خبراتهم التی مروا بها.

ثانیًا - مرحلة أثناء الابتعاث للخارج :

1)     إتاحة موقع إلکترونی للتواصل مع المبتعثین أثناء تواجدهم بالخارج یتم من خلاله التواصل معهم، وتوفیر مستشارین للرد على تساؤلاتهم الأکادیمیة – وغیر الأکادیمیة.

2)     إصدار کتیبات دوریة إرشادیة وتوجیهیة للمبتعثین تشتمل على معلومات وبیانات تتعلق بکل ما یمر به المبتعثین أثناء بعثتهم بالخارج .

 

 

 

ثالثًا – مرحلة انتهاء فترة الابتعاث والعودة للوطن:

1)     عقد برنامج تأهیلی للمبتعثین للخارج لدى عودتهم للوطن للتواصل معهم وتهیئتهم للانخراط فی المجتمع والعمل مرة أخرى.

2)     توفیر الفرص للمتمیزین ومحاولة استثمار طاقاتهم وتوظیف قدراتهم .

الکلمات المفتاحیةKey word       :

البعثات                  Scholarship

المبتعث                     Scholar

الزملاء – الأقران         Fellowship

المغادرة                     Departure

التهیئة                      Orientation

Scholars’ Orientation in Canada and Australia and the Possibility of Benefiting from it in The Arab Republic of Egypt

Prepared by

Dr. Amany Mohammed Mohammed Hasn Nassr

Lecturer in Educational Administration

And Comparative Education Dep.

Faculty of Education -Ain Shams University

Abstract:

            Scientific exchange and mobility of the academics and their moving from one university to the other, searching for global knowledge and acquiring international experiences, are considered as means of the extension of scientific and cultural prospects, knowing the other and self-esteeming.

            The flow of scholars from and to Egypt has taken several forms such as: short and long term ones. Egypt has worked on increasing the numbers of Egyptian scholars abroad because it believes that staff mobility has provided them with international experiences and improved their ability to communicate with their peers abroad. When they return back to their countries, they may translate all of these skills into educational and research activities. 

            With regard to Canada and Australia, they receive the greatest number of scholars in the world. Scholar’s Orientation in the faculties of education in both Alberta and Queensland Universities is a continuous and integrated process. It has included three phases, namely: pre-departure, during scholarship period and when returning back home. 

            The research depends on G.Bereday methodology. It has an initial hypothesis, which is “  The orientation of external scholars , in both Alberta's Faculty of Education - Canada , and School of Education University of Queensland – Australia lead to avoid difficulties that scholars would face during their external scholarships” .

The research has reached the following main suggested procedures:

 : phases  1  pre-departure

1)     Organizing briefing sessions for scholars before travelling abroad and urging them to attend.

2)     Organizing workshops to gather scholars, scholarship consultants and scholars’ peers from previous scholarships to benefit from their experiences.

Phases 2 during scholarship period:

1)     Providing a website to communicate with scholars when they are abroad to answer their academic and non-academic questions.

2)     Issuing periodic guidance manuals for distinct scholars, including information and data relating to what they have experienced during their scholarships.

Phase 3 returning back home:

1)     Setting up anorientation program for scholars when they return back to their countries to communicate with them and prepare them to involve in work and society again.

2)     Provide opportunities for distinct scholars and try to invest their energy and employ their abilities

 

دراسة مقارنة لتهیئة المبتعثین للخارج فی کل من کندا وأسترالیا وإمکانیة الإفادة منها فى جمهوریة مصر العربیة

د. أمانی محمد محمد حسن نصر*

مدرس بقسم التربیة المقارنة والإدارة التعلیمیة

کلیة التربیة – جامعة عین شمس

القسم الأول: الإطار العام للبحث

المقدمة :

یُعد التبادل العلمی وحراک الأکادیمیین وانتقالهم من سیاق جامعی إلى سیاق جامعی آخر بحثًا عن المعرفة – العالمیة الطابع - واکتساب الخبرات خارج الحدود الوطنیة ، وسیلة لامتداد الآفاق العلمیة والثقافیة ومعرفة الآخر وتقدیر الذات وصقلها، والذی أصبح مطلبًا حتمیًا فی الألفیة الثالثة.

حیث "یمثل التعلیم أحد القوى الموجهة لإحداث التطور الحضاری والاقتصادی والثقافی والاجتماعی، فهو من ناحیة یمثل أحد أهم مجالات التنمیة البشریة وأبرز أهدافها، ومن ناحیة ثانیة یمثل استثمارًا فی رأس المال البشری" . ^([1])

وقد "فرضت المتغیرات العالمیة على کافة الأصعدة السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة على جامعة الیوم الاهتمام بالانفتاح والخروج من العزلة مع المرونة من أجل إثبات ذاتها ومقارنة نفسها بمؤسسة جامعیة أفضل منها، ولن یتم ذلک إلا من خلال الارتقاء بالعنصر البشری بها".^([2])

وقد تغیرت کثیرًا الجامعات ، وأصبح عضو هیئة التدریس مُطالب بتقدیم العدید من الأنشطة المختلفة للطلاب ، وکذلک مواجهة کثیر من المنافسات العالمیة ، مما یتطلب منه الانفتاح نحو الجدید والقیام بالأدوار المتجددة التی تقع على عاتقه ، فالتغییر لا یقف عند اتجاه وحدِّ معین ، ولکن یتخذ نطاقًا واسعًا وعالمیًا . ^([3])

حیث تشهد الألفیة الثالثة احتدام المنافسة بین الجامعات – على مستوى العالم – للاستحواذ على أکبر قدر من الأرباح ، واجتذاب أکبر عدد من "العملاء" فی سوق التعلیم الجامعی العالمی ، وبدأ یتبلور – منذ منتصف التسعینیات من الألفیة الثانیة – اتجاه نحو تکوین مجتمع أکادیمی عالمی، یزداد فیه الترابط بین الطلاب والباحثین والأساتذة على مستوى العالم، ویتجاوز الحدود الجغرافیة والقومیة والثقافیة . ^([4])

ورغم أن عملیة الحراک الأکادیمی، وانتقال الطلاب والأساتذة عبر الحدود لیست جدیدة فی تاریخ الجامعات، إلا أن التنافس على الطلاب والأساتذة وانتقال البرامج التعلیمیة، والأطراف الموفرة للخدمة التعلیمیة عبر الحدود، أو عبر الوسائط الإلکترونیة، لأغراض تجاریة وربحیة بات یُشکل مع نهایة القرن الماضی ومطلع القرن الحالی ظاهرة آخذة فی التنامی المستمر.^([5])

فلقد أصبحت قوة العقول Brain Power قضیة محوریة- بشکل متزاید- فی الکثیر من الدول الغربیة، باعتبارها "السلعة" التی تسعى إلى جذبها معظم دول العالم من أجل توفیر رأس المال البشری اللازم لدعم اقتصادها القائم على المعرفة، وترتب على ذلک ظهور أسواق عالمیة وإقلیمیة للعمل الماهر، واشتداد حدة المنافسة فی هذه الأسواق. وبسبب الهیکل السکانی الذی تسیطر علیه نسبة عالیة من کبار السن فی کثیر من الدول الغربیة، فی حین تقل نسبة السکان فی سن التعلیم مقارنة بالحاجة إلیها، ویصبح الطلبة الأجانب بدائل للطلبة المحلیین، ویتیحون للجامعات فی هذه الدول استقرار معدلات القید فیها، وتعویض النقص فی عدد طلبة الدراسات العلیا. ^([6])

وفی ظل هذا التطور فی حاجة الدول الغربیة الملحة إلى قوة العقول، وإمکانیة سد هذه الاحتیاجات من خلال الطلبة الأجانب الذین أصبحوا بمثابة قاعدة مهمة للعمل الماهر، اتجهت کندا إلى إجراء تغییرات فی برنامج تصاریح العمل التى تخص الخریجین الأجانب من مؤسسات التعلیم العالی الکندیة، لتیسیر إجراءات الحصول على التصاریح فی کندا ، حیث یشکلون رصیدًا نافعًا من المهارات یمکن أن تستفید منها المشروعات الکندیة على نحو یعزز من تنافسیة الاقتصاد الکندی.^([7])

هذا وقد سجلت کندا اعتمادًا على جهودها الخاصة باجتذاب الطلاب الدولیین وعلاقاتها الاقتصادیة والاجتماعیة العالمیة ، ارتفاعًا ملحوظا فى عدد الطلاب الدولیین ، فکانت نتائج استطلاع رابطة جامعات وکلیات کندا Assocition of Universities and Colleges (AUCC)  ، والمنشور فى 2014، وهو الأول بعد استطلاع 2006 ، تعکس بقاء تعزیز الحراک الطلابی على رأس أولویات المؤسسات الکندیة . ^([8])

وکذلک فی أسترالیا التی تعد من الدول الرائدة فی سوق التعلیم الجامعی، سعت إلى توفیر الإقامة ومزایا التوظیف للطلبة الأجانب، کما أنها أدخلت تغییرات فی سیاسات الهجرة بما یسمح للطلبة الأجانب الراغبین فی الدراسة فی مؤسساتها التقدم بطلبات مزدوجة للدراسة والعمل فی آن واحد .^([9])

ومما سبق یتضح أن کلًا من کندا وأسترالیا، فى ظل حاجتهما إلى قوة العقول ، وبما یعزز من تنافسیة اقتصادهما ووجودهما فى سوق التعلیم الجامعى الدولی ، سعتا إلى اتخاذ التدابیر المیسرة لوجود الطلبة الأجانب الذین أصبحوا بمثابة قاعدة مهمة للعمل الماهر.

وفی مصر"یتخذ تدفق المبعوثین من مصر وإلیها أشکالًا متنوعة من بینها القصیر والبعید المدى، وبعثات ما بعد الدکتوراه ، وزیارات للأساتذة ، والتدریب والتطویر والتشاور، فسعت إلى زیادة عدد المبعوثین المصریین للخارج، إیمانًا منها أن حراک أعضاء هیئة التدریس یکسب المشارکین فیه خبرة دولیة واتصالات مع أقرانهم فی الخارج ، والذی یترجم فی نهایة المطاف إلى أنشطة دراسیة وبحثیة عند العودة إلى الوطن.^([10])

کذلک سعت مصر إلى زیادة عدد المبعوثین المصریین للحصول على درجات جامعیة علیا وفی مهمات علمیة ، من (553) مبعوثًا إلى (950) مبعوثًا بفارق (397) مبعوثًا ، بنسبة زیادة 72% وبتکلفة قدرها (691) ملیون جنیه فی تخصصات تتعلق بخدمة التنمیة المستدامة لمصر، وذلک وفقًا لتقدیرات وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی للفترة ما بین 2014 – 2018م. ^([11])

مما سبق یتبین أن التبادل العلمی وحراک الأکادیمیین المبتعثین وانتقالهم عبر الحدود خارج مصر یتطلب التعرف على أفضل وأنسب الخبرات الدولیة، بهدف تقدیم مقترحات إجرائیة تفید فی تهیئة المبتعثین للخارج .

مشکلة البحث:

على الرغم من الجهود المبذولة فی مصر والموجهة نحو الاهتمام بالموارد البشریة ، إلا أن تقریر المجلس القومی للتعلیم والبحث العلمی والتکنولوجیا أشار إلى سوء إدارة رأس المال البشری من طلاب وهیئة تدریس ومعاونین وفنیین، کما أکد على ضرورة تمکین أعضاء هیئة التدریس من أداء رسالتهم التعلیمیة والبحثیة. ^([12])

کذلک أشار التقریر أن "مصر لم تستعد لمواجهة الآثار المترتبة على عولمة التعلیم العالی ، على الرغم من أنها من الدول الموقعة على اتفاقیتی الجات والتربس، إضافة إلى أن الجامعات الأجنبیة صارت تفتح لها فروعًا فی الدول النامیة ، وکذلک فتح الأسواق وتشجیع حرکة الخریجین المؤهلین للمنافسة على المستوى العالمی، وهو ما یفتقده الخریج المصری من منظومة التعلیم العالی فهى لم تستطع مواکبة حتى التحدیث، فضلًا عن الحداثة. " ^([13])

کما أشارت إحصاءات الجهاز المرکزی للتعبئة العامة والإحصاء المصری إلى أن مصر فی الترتیب (119) دولیًا من بین (144) دولة فی مؤشر التنافسیة العالمی عام 2014 – 2015، وتشغل الترتیب (111) دولیًا من بین (144) دولة فی مؤشر التعلیم العالی والتدریب عام 2014-2015م.^([14])

ومما سبق یتضح أن ثمة سوء إدارة لرأس المال البشرى فى مصر- والذى یُعد عضو هیئة التدریس رکنًا من أرکانه وموردًا من موارده - و مما کان له أثره ، وفق إحصاءات الجهاز للتعبئة العامة والإحصاء المصری إلى تأخر ترتیب مصر وفق مؤشرى التنافسیة العالمی ومؤشر التعلیم العالی والتدریب عام  2014-2015م ، إضافة إلى أن مصر لم تستعد لمواجهة عولمة التعلیم العالى، مما کان له مردوده على الخریج المصرى من منظومة التعلیم العالی والجامعی ، فمصر لم تستطع مواکبة حتى التحدیث، فضلًا عن الحداثة .

ومن جانب آخر أشار تقریر المجلس القومی للتعلیم والبحث العلمی والتکنولوجیا إلى أن "الإدارة المصریة لم تواکب الحرکة العالمیة الممثلة فی تحول دور الدولة من المهیمنة إلى الراعیة إلى المشارکة، حیث صارت المسئولیة فی الدول المتقدمة مشترکة بین الحکومة والمجتمع المدنی بمؤسساته وأفراده: تخطیطًا وتمویلًا ومتابعة وتقویمًا لمنظومة التعلیم العالی. ^([15]) مما یشیر إلى  ضرورة إحداث نقلة نوعیة فى مشارکة المجتمع المدنی ومؤسساته  وأفراده باعتباره شریک ومن ذوی المصلحة. 

  وفی إطار ما سبق  یعرض البحث لإحصاءات الجهاز المرکزی للتعبئة العامة والإحصاء ، بشأن تطور أعداد المبتعثین والموفدین للخارج فی مهام علمیة وفقًا لمجموعات العلوم فی الفترة من (2008 – 2015). وکما یتضح فی الجدول التالی. ^([16])

 

جدول رقم (1)

تطور أعداد الموفدین للخارج فی مهام علمیة وفقًا لمجموعات العلوم فى التخصصات المختلفة

 ویلاحظ من الجدول السابق تناقص عدد المبتعثین والموفدین للخارج فی مجموعة العلوم الإنسانیة فی الفترة (2008 – 2015) مقارنًا بمجموعات العلوم الأخرى التى زادت زیادات طفیفة ، فشهدت الثلاث سنوات الأخیرة (2013 - 2015) تزاید عدد المبتعثین والموفدین للخارج فى العلوم الطبیة والهندسیة ، وذلک فى مقابل تراجع أعدادهم فى التخصصات الأخرى .

ومن جانب ثالث - وفى ذات السیاق- یشیر مکتب البراءات المصری وفقًا لتقدیرات عام 2017 – فی مجال البحث العلمی وبراءات الاختراع – إلى البراءات الممنوحة من المکتب والأهمیة النسبیة لها خلال الفترة (2006 – 2015) مقارنًا بالبراءات الممنوحة للأجانب ، فکانت هذه النسبة فی تناقص فی الجانب المصری ، وفی تزاید فی الجانب الأجنبی فکانت 44.6% عام 2006 لتصل إلى 19.5% فی عام 2015، وفی المقابل کانت للأجانب 55.4% عام 2006 لتصل 80.5% فی عام 2015 ، وربما کان فی ذلک دلالة على الأثر السلبی لتناقص فرص الابتعاث والإیفاد للخارج فی مصر، وکما یتضح فی الحدول التالی  : ^([17])

جدول رقم (2)

البراءات الممنوحة من مکتب البراءات المصری والأهمیة النسبیة خلال الفترة (2006-2015)

        وفى ضوء الطرح السابق یمکن تحدید أبعاد رئیسة لمشکلة البحث وهی: المواطنة والهویة – الاغتراب – الهجرة – تجاوز الحدود المحلیة – العالمیة، والتى تمثل قضایا محوریة فى معالجة ما قد یواجهه المبتعث للخارج من صعوبات ، تتطلب تهیئته لها فى سیاق التأکید على البعد الدولی فى مقابل الحفاظ ودعم البعد المحلی/الوطنی.   

وفی إطار ما سبق یطرح البحث الفرض المبدئی التالی:

" إن تهیئة المبتعثین للخارج بکل من کلیة التربیة جامعة ألبرتا بکندا وکلیة التربیة جامعة کوینز لاند بأسترالیا ساعد فى تجنب المبتعثین للخارج ما قد یواجهم من صعوبات أثناء ابتعاثهم للخارج ".

حدود البحث:

تتمثل حدود البحث فیما یلی:

1)       یقتصر البحث فی دراسته لتهیئة المبتعثین للخارج على ما یلی:

‌أ)          الدواعی والتحدیات : عصر ما بعد الحداثة وتحدیاته.

‌ب)      الماهیة.

‌ج)       الأنماط: یتعدد أنماط الابتعاث للخارج ، لتعدد الجهات المقدمة والداعمة لها: ما بین جهات ومنظمات دولیة واقلیمیة ومحلیة، ومؤسسات (عامة – خاصة)،( جامعیة – وغیر جامعیة)، وما بین جوائز awardee ومنح وبعثات scholarship، وعلیه تتعدد أنماط التهیئة للمبتعثین قبل الابتعاث للخارج ، وذلک وفقًا للغایات والأهداف المرجوة. ویقتصر البحث على نمطین منها: أحدهما دولی والآخر جامعی، والذین یتفقان مع طبیعة البحث وأهدافه. 

‌د)       الآلیات.

2)       یقتصر البحث فی تناوله للخبرات العالمیة على خبرة کل من کندا وأسترالیا ففی السنوات الأخیرة أصبحت کندا وأسترالیا من أکثر دول العالم استقبالًا للمبتعثین ، وکما یتضح فیما یلی:

‌أ)          کلیة التربیة بجامعةألبرتا بکندا Alberta's Faculty of Education :

حیث تحتل کند الترتیب الخامس بین دول العالم من حیث التعلیم الجامعى ، ^([18])  وتُعد وجهة رائدة للطلاب الدولیین ، کما تشهد نموًا وتزایدًا کبیرًا فی الطلب من الطلاب الدولیین، کما تُعتبر جامعة ألبرتا من أبرز الجامعات الکندیة الحکومیة، کما تشغل کلیة التربیة بجامعة ألبرتا المرتبة الأولى على مستوى کلیات التربیة بکندا، وهی تقدم مجموعة متنوعة ودولیة من برامج البکالوریوس والدراسات العلیا والمعترف بها عالمیًا، کما ، وتشغل جامعاتها المدى 101-150  بین جامعات العالم وفقا لترتیب شنغهاى لعام 2017 .  ^([19])                                 ب) کلیة التربیة بجامعة کوینزلاند بأسترالیا:

School of Education – University of Queensland        حیث تُعد أسترالیا کذلک من البلدان التی تحظى بقبول الطلاب الدولیین وذلک لتوافر دورات وتخصصات مبتکرة وذات جودة عالیة والمعترف بها دولیًا، بالإضافة إلى کونها الأرخص نسبیًا من البلدان الأخرى ، و جامعة کوینزلاند ، جامعة حکومیة کما یتم تصنیفها بأنها الجامعة البارزة بشکل مستمر من بین أفضل (50) جامعة فی العالم ، مما یعکس مکانتها العالمیة والکفاءة العالیة ، وذلک وفقًا للترتیب العالمی للجامعات . ^([20])

أهداف البحث:

یسعى البحث إلى تحقیق الأهداف التالیة:

1)     التعرف على الأسس النظریة لتهیئة المبتعثین للخارج فى العالم المعاصر .

2)     الوقوف على واقع تهیئة المبتعثین للخارج فی کل من کلیة التربیة  جامعة عین شمس .

3)     الوقوف على واقع تهیئة المبتعثین للخارج فی کل من کلیة التربیة جامعة ألبرتا بکندا وکلیة التربیة جامعة کوینزلاند بأسترالیا .

4)      التعرف على أوجه التشابه والاختلاف بین دولتی المقارنة فی تهیئة المبتعثین للخارج

5)     التوصل إلى مجموعة من الإجراءات المقترحة لتهیئة المبتعثین للخارج بالاستعانة بکل من الإطار النظری ، وخبرات الدول محل الدراسة وبما یتناسب مع الأوضاع الثقافیة للمجتمع المصری .

أهمیة البحث:

تتمثل أهمیة البحث فیما یلی:

1)      یأتى البحث متوافقًا مع توجهه مصر نحو إرساء جهود التعاون الدولى ، ویعد الابتعاث للخارج والتبادل العلمی بین الجامعات من الوسائل الهامة – الواجب توافرها – حیث یتیح الفرصة لتبادل المعرفة والخبرات بین أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة ونظرائهم بالخارج سواء على المستوى الاقلیمی أو الدولی مما یسهم فى زیادة قدراتهم وکفاءتهم.

2)     الحاجة إلى انتهاج آلیات وإجراءات وقائیة توفر تعزیز ودعم المبتعث للخارج ، وکذلک طرح عددًا من الإجراءات التی من شأنها تهیئة المبتعثین للخارج ، وبما یفید فی تعظیم الإفادة منهم.

مصطلحات البحث:

فیما یلی یعرض البحث لمصطلحاته والتی تتحدد فی:

1- التهیئة

   یعرف مصطلح Orientation بأنه توجیه / تهیئة  کما تعرف کلمة Departure  بأنها رحیل / مُغادرة ^([21])، وأنه عندما یسافر الفرد من ثقافته الأم/ الوطنیة إلى ثقافة مختلفة، فإنه یواجه اختلافات لیس فقط من حیث المناظر الطبیعیة والعادات والتقالید المجتمعیة، ولکن أیضًا من حیث الروتین والحیاة والتفاعلات والعلاقات الیومیة بین الأفراد، والتی تختلف باختلاف توقعاتهم وقیمهم الأساسیة فی مقابل الثقافة المضیفة، والتی قد تؤدی إلى تهدیدات، فتؤدی إلى القلق والارتباک والغضب، والاکتئاب، والإثارة، والتقدیر لجوانب الثقافة المضیفة، وفهم أوضح للثقافة الأم .^([22])  مما یؤثر علیهم دراسیًا.  وعلیه فالمبتعث هو مغادر لوطنه لمدة الابتعاث للخارج وهو فى حاجة للتهیئة للمرور بفترة الابتعاث بنجاح .

 

2 - الزمالة Fellowship:

تتطلب توافر جودة عالیة فی إنجاز عضو هیئة التدریس فی دراسته، وتشتمل على توفیر المال من أجل الاهتمام بالنفقات التعلیمیة والنفقات المعیشیة، ولا تنطوی على السداد . ^([23])

3 - الزمیل الزائر Visiting Fellow:

یعرف قاموس التربیة^([24]) Visiting Fellow بأنه أستاذ یعمل فی جامعة بصفته زائرًا، ولیس علیه فی العادة واجبات رسمیة. ومیزت منظمة التعلیم الدولی^([25])(IIE)Institute of International Education ما بین Fellowships باعتباره الاشتراک فی عضویة فی جامعة – رفقة – أصدقاء – اشتراک فی المصلحة – أو العمل – جماعة مکونة من أنداد. و  مبتعث Scholar  و Scholarship هی المنحة التعلیمیة أو الدراسیة أو یقصد بها المؤسسة التی تقدم منح تعلیمیة للطلاب .^([26])

4- الطالب الدولی International Student:

یعرف الطالب بأنه هو "مواطن أو مقیم دائم فی دولة أخرى غیر التی ینوی أن یدرس فیها ویعتبر وجوده فی الدولة المضیفة لأغراض تعلیمیة فقط وفقًا لتأشیرة طالب مؤقتة".  ^([27])

وجدیر بالذکر أنه أصبح شائعًا فی الأدبیات لفظی الطالب الدولی والطالب الأجنبی، ویستخدم البحث لفظ الطالب الدولی للتعبیر عن الطالب الذی ینتقل عبر الحدود للدراسة ولفظ الطالب الأجنبی عند تناول دولة بعینها، فالطالب الدولی هو طالب أجنبی فى الدولة المضیفة ، وکلاهما مغادر لوطنه.

منهج البحث وخطواته : ^([28])

     یستخدم البحث منهج جورج بیردای G.Bereday . لاتساقه مع طبیعة وأهداف البحث, إذ یعتمد هذا المدخل على مفهوم الحلول الکبرى ، ویرکز على التحلیل الشامل لتأثیرات التربیة على المجتمع من المنظور العالمی ، بجانب اعتماده على ملاحظة الجزئیات بغرض التوصل إلى قضایا عامة أو کلیة ، ویساعد على تحقیق الدقة العلمیة وذلک من خلال اتباعه خطوات علمیة منطقیة تنطلق من فرض مبدئی وصولًا إلى الفرض الحقیقی للبحث واختباره ، فیسعى من دراسة التطبیقات التربویة فى المجتمعات المختلفة إلى البحث عن الدروس المستفادة ، والتی تفید فى طرح الاجراءات المقترحة لحل مشکلة البحث ، الذى یسیر وفقًا للخطوات التالیة:

1-   الوصف Description  :

     وتتضمن هذه الخطوة جمع البیانات والمعلومات التربویة الوصفیة والإحصائیة من الکتب والنشرات واللوائح والقوانین والتقاریر والتشریعات والدوریات وغیرها من المصادر التی تناولت تهیئة المبتعثین للخارج.

2-   التحلیل والتفسیر  Analysis and Interpretation  :

     ویتم فی هذه الخطوة تحلیل الواقع الراهن بتهیئة المبتعثین للخارج بکلیة التربیة جامعة  عین شمس  فی جمهوریة مصر العربیة ، وکلیة التربیة بجامعة ألبرتا ، وکلیة التربیة بجامعة کوینز لاند بأسترالیا ، فى ضوء القوى والعوامل المؤثرة فیها.

3-   المقابلة Juxtaposition  :

     المقصود بها مقابلة عناصر تهیئة المبتعثین للخارج بین کل من کندا وأسترالیا عن طریق وضع بعضها بجوار بعض بهدف التوصل لأوجه التشابه والإختلاف بینهما ، وذلک بالاعتماد على تصنیف المعلومات وجدولتها وعقد الموازنة بینها ، أی القیام بالمقارنة المبدئیة للتوصل إلى فرض البحث الحقیقی.

4-   المقارنة Comparison  :

     وهی الخطوة التی یتم فیها التأکد من صحة الفرض الحقیقی فی ضوء الحقائق المتصلة بطبیعة مشکلة البحث وذلک عن طریق إجراء معالجة آنیة: بإجراء التحلیل المقارن والذى یشتمل: التزامن- والمقارنة – والتفسیر فی آن واحد simultaneous comparison ، ویلجأ البحث إلى استخدام الطریقة التصویریة IllustrativeComparison  فی المقارنة ،  وتفسیر الحقائق فی ضوء مفاهیم العلوم الاجتماعیة ثم یعقب ذلک ترتیب ما سبق ذکره, بحیث تتقابل الحقائق المستخلصة بکل من الخبرات المختارة للمقارنة وذلک للخروج بتفسیر حقیقی لأسباب التشابه والإختلاف بین تهیئة المبتعثین للخارج فی دول المقارنة من أجل التوصل للإجراءات المقترحة التی من شأنها أن تفید فی التغلب على المشکلات التى تواجهه المبتعثین للخارج .

وعلیه یسیر البحث وفقًا للخطوات التالیة:

الخطوة الأولى: تحدید الإطار العام للبحث، ویشمل : مقدمة البحث ، ومشکلة البحث ، وحدود البحث , وأهداف البحث ، وأهمیة البحث ، ومصطلحات البحث ، ومنهج البحث وخطواته.

الخطوة الثانیة: تحدید الإطار النظری للبحث: الأسس النظریة لتهیئة المبتعثین للخارج فى العالم المعاصر(إطار نظرى)

الخطوة الثالثة : وصف وتحلیل ثقافی للواقع الراهن لتهیئة المبتعثین للخارج بکلیة التربیة جامعة عین شمس بجمهوریة مصر العربیة.

الخطوة الرابعة: وصف وتحلیل ثقافی للواقع الراهن لتهیئة المبتعثین للخارج بکلیة التربیة جامعة ألبرتا بکندا .

الخطوة الخامسة: وصف وتحلیل ثقافی للواقع الراهن لتهیئة المبتعثین للخارج بکلیة التربیة جامعة کوینزلاند بأسترالیا  .

الخطوة السادسة: تحلیل مقارن لواقع تهیئة المبتعثین للخارج فی کل من کلیة التربیة – جامعة ألبرتا بکندا و وکلیة التربیة جامعة – کوینز لاند بأسترالیا وکما یلى:

أولا  اجراء المقابلة/ المقارنة المبدئیة : والتی تهدف التوصل إلى فرض الدراسة الحقیقی، وذلک عن طریق تصنیف المادة العلمیة، وجدولتها، والموازنة بینها، استنادًا للإطار النظری للبحث.

ثانیا : اجراء المقارنة التفسیریة : یتم فیها التأکد من صحة الفرض الحقیقی للبحث، وذلک عن طریق إجراء معالجة آنیة لدولتى المقارنة فی کل محور من محاور البحث ذات العلاقة ، وبما یفید فی التوصل إلى الإجراءات المقترحة التی من شأنها أن تفید فی تجنب ما قد یواجه المبتعثین للخارج  من صعوبات أثناء ابتعاثهم.

الخطوة السابعة: التوصل إلى مجموعة من الإجراءات المقترحة لتهیئة المبتعثین للخارج فى کلیة التربیة جامعة عین شمس استنادًا للإطار النظری وخبرات کل من کندا وأسترالیا .

وعلى ذلک فإن البحث یتضمن سبعة أقسام یمثل کل منها خطوة من خطوات المنهج .     

القسم الثانى:الأسس النظریةلتهیئةالمبتعثین للخارج فى العالم المعاصر(إطار نظرى)

     یتناول البحث فى هذا القسم ما یلى :

أولاً: الدواعی والتحدیات - عصر ما بعد الحداثة وتحدیاته:

یمکن أن تنطلق قراءة المستقبل من تحلیل دقیق وعمیق لما یجری فی الواقع المعاصر من أحداث هی نفسها تداعیات لأحداث سابقة علیها ، وبالتالی فهی تمثل مقدمة لأحداث تالیة^([29])، یشهدها عصر ما بعد الحداثة Post Modernism، وما بعد الحداثة هو عالم صیرورة کاملة کل الأمور فیه متغیرة ، ولذا لا یمکن أن یوجد هدف أو غایة محددة، وقد حلت نظریة ما بعد الحداثة مشکلة غیاب الهدف والغایة والمعنى بقبول التبعثر باعتباره أمرًا نهائیًا طبیعیًا وتعبیر عن التعددیة والنسبیة والانفتاح وقبول التغییر الکامل .^([30])

وفی إطار ما سبق یعرض البحث لرؤیتین لقراءة المستقبل ، الأولى: تتبنى رصد ستة محرکات تعتبر هى الأکثر أهمیة للتغییر العالمی فی المستقبل، تتمثل فی: ^([31])

1-        نشوء اقتصاد عالمی مترابط بشکل عمیق، ویعمل على نحو متزاید ککیان کلی متکامل تمامًا، وله علاقة جدیدة کلیة مع تدفقات رأس المال ، والعمالة ، والأسواق الاستهلاکیة ، والحکومات الوطنیة المختلفة تمامًا عما کانت علیه فی الماضی.

2-        ظهور شبکة اتصالات إلکترونیة على نطاق الکوکب تربط بین أفکار ومشاعر ملیارات البشر وتواصلهم إلى کم هائل من البیانات التی تتنامى وتتوسع على نحو سریع، وإلى شبکة سریعة النمو من أجهزة الاستشعار المزروعة بکثرة فی جمیع أنحاء العالم، وإلى أجهزة ذکیة متطورة، وروبوتات، وآلات تفکیر، تفوق ذکاءنا بالفعل، وقدرات البشر فی أداء قائمة متنامیة من المهام العقلیة المنفصلة، وربما تتفوق علینا قریبًا فی مظاهر وتجلیات الذکاء التی کنا على الدوام نفترض أنها ستبقى من الملکات الفریدة لجنسنا البشری.

3-        ظهور توازن جدید تمامًا فی القوى السیاسیة والاقتصادیة والعسکریة فی العالم یختلف جذریًا عن التوازن الذی اتسم به النصف الثانی من القرن العشرین.

4-        ظهور النمو السریع فی السکان؛ والمدن؛ واستهلاک الموارد؛ واستنزاف التربة السطحیة، ومنابع المیاه العذبة، وأنواع الکائنات الحیة؛ وتدفقات التلوث، والناتج الاقتصادی الذی یُقاس ویُوجه بواسطة مجموعة غریبة ومشوهة من المقاییس المقبولة عالمیًا، والتی تعمینا عن رؤیة العواقب المدمرة للخیارات الخادعة للذات التی نتخذها بشکل روتینی.

5-        ظهور مجموعة ثوریة جدیدة من التقنیات القویة فی مجال البیولوجیا، والکیمیاء الحیویة والجینیة، وعلوم المواد التی تمکننا من إعادة تأسیس التصمیم الجزیئی لجمیع المواد الصلبة، وإعادة حیاکة نسیج الحیاة نفسها، وتغییر الشکل المادی، والسمات، والممیزات، وخصائص النباتات والحیوانات والبشر.

6- ظهور علاقات جدیدة جذریًا بین القوة الإجمالیة للحضارة البشریة والنظم الإیکولوجیة للأرض، بما فی ذلک على وجه الخصوص النظم الضعیفة الأکثر عرضة للضرر - وهی الغلاف الجوی والتوازن المناخی اللذان یعتمد علیهما استمرار ازدهار الجنس البشری، وبدایة تحول عالمی هائل فی الطاقة التی نمتلکها، والتقنیات الصناعیة والزراعیة والإنشائیة، من أجل إعادة تأسیس علاقة سلیمة ومتوازنة بین الحضارة الإنسانیة والمستقبل.

أما الرؤیة الثانیة: تتبنى قراءة أخرى للمستقبل یتداولها دعاة الحوار بین الحضارات وعلى رأسهم المفکر الغربی روجیه جارودی الذی شُغل منذ فترة بعیدة بمعالجة أزمة الحضارة الغربیة وبتصحیح موقفها من الحضارات الأخرى؛ فلقد شعر جارودی منذ کتابه الشهیر "حوار الحضارات" بأن نمط التطور الذی تمارسه الحضارة الغربیة وخاصة فی مجال التقدم التکنولوجی والصناعی إنما من شأنه القضاء علیها. وقد عبر عن قناعته تلک فی عبارة موجزة حینما قال: إن الحضارة التی تحیل الإنسان إلى العمل والاستهلاک، وتحیل الفکر إلى ذکاء، وتحیل اللانهائی إلى کم، إنما هی حضارة مؤهلة للانتحار، وهی مؤهلة للانتحار فی نظره لأنها أصبحت فاقدة للهدف . ^([32])

وعلى أیة حال أصبح الواقع المعاش یفرض واقعاً تحکمه رؤیة تؤکد أن العالم یموج بموجة اضطرابات لعلها تتطلب وحدة المجتمع الإنسانی، والاهتمام بالتقریب بین الثقافات فی سیاق التأکید على البعد الدولی، مما یتطلب من النظم التعلیمیة الاهتمام بتعلیم ما بین الثقافات Intercultural [33] ⁾ .Education⁾

واستنادًا لما سبق "أصبحت المعرفة العملة العالمیة للرفاهیة الاقتصادیة والاجتماعیة، واعتبرت الجامعات على مر الأجیال أساس ومحرکات مجتمعات المعرفة". ^([34]) ولقد أصبح التعلیم أداة لصناعة التقدم والنهضة فی عصر أصبح فیه التقدم معرفیًا وأصبحت فیه النهضة تکنولوجیة بالدرجة الأولى فی ظل تحول الاقتصاد العالمی إلى اقتصاد یعتمد على المعرفة وتقنیاتها فی ظل ثورة الاتصالات والمعلومات والوسائل التعلیمیة المتعددة التی یشکل فیها الإنسان أهم مکوناته .ا^([35])

مما فرض على الجامعات ضرورة مد جسور التعاون فیما بینها ویعد الابتعاث للخارج من أحد صور هذا التعاون بینها.

وقد ظهرت العدید من الدراسات التی أکدت على الأثر الإیجابی للدراسة بالخارج على نمو الکفاءة فی اللغة والمعرفة، وزیادة الانفتاح على العالم وعلى ثقافاته، وأن من الفوائد الأکادیمیة للدراسة بالخارج ما یلی : ^([36])

1)     تعزیز الاتصال بالثقافات الأخرى.

2)     تحسین مهارات حل المشکلات – التفکیر الناقد والمستقل.

3)     توسیع الآفاق وفهم العالم الذی تعیش فیه.

4)     اتخاذ خطوة نحو الأهداف الشخصیة والأکادیمیة والمهنیة.

5)     الاستعداد للعمل على مستوى دولی.

6)     تطویر شبکة الاتصالات الأکادیمیة والمهنیة.

7)     غرس قیم التواصل مع الشعوب الأخرى.

ویتضح من العرض السابق أن عصر مابعد الحداثة والذى تشهده الألفیة الثالثة فرض على الجامعات واقعًا تعمل فى ظله ، فیه التبعثر وغیاب الهدف والغایة أمرًا طبیعیًا ، وتقبل فیه واقعًا یفرض علیها التعددیة والنسبیة والانفتاح وقبول التغییر الکامل ، فیه العالم یموج بموجة اضطرابات لعلها تتطلب وحدة المجتمع الإنسانی والاهتمام بالتقریب بین الثقافات ، فى سیاق التأکید على البعد الدولی الذی یتطلب من المؤسسات التعلیمیة وعلى رأسها الجامعات الاهتمام بتعلیم ما بین الثقافات ، وأن المعرفة أصبحت العملة العالمیة للرفاهیة الاقتصادیة والاجتماعیة ، واعتبرت فیه الجامعات على مر الأجیال أساسًا ومحرکات مجتمعات المعرفة ، مما فرض على الجامعات ضرورة مد جسور التعاون فیما بینها ویعد الابتعاث للخارج من أحد صور هذا التعاون ولما له من أثر إیجابی للدراسة بالخارج .

ثانیًا- ماهیة التهیئة  للمبتعثین للخارج :

عندما یسافر الناس من ثقافتهم الأم إلى ثقافة مختلفة فإنها تواجه اختلافات لیس فقط من حیث المناظر الطبیعیة والعادات المجتمعیة، ولکن أیضًا من حیث الروتین الیومی، والعلاقات بین الأشخاص، وردود الأفعال والتوقعات. وتستند هذه الاختلافات العدیدة إلى الاختلاف فی القیم والعادات التی یحملها المسافرون من وطنهم فی مقابل قیم وعادات البلد المضیف". ^([37])

فیتعرض المبتعثون للشعور بالغربة، ویعانون أیضًا من صعوبات فی التکیف ما بین الثقافات Cultural Adjustment، نتیجة اختلاف الثقافات بین مجتمعهم الأم – موطنهم – والمجتمع المضیف، وفی المقابل یشعرون بالحماس والانبهار بثقافة البلد المضیفة^([38])، مما یوضح التناقض والتباین الذی یقع تحته المبتعث ما بین الإحساس بالغربة والحنین للوطن وبین الانبهار بالمجتمع المضیف.

وفی هذه الحالة قد یتعرض المبتعث لصدمة ثقافیة Cultural Shock وخاصة فی حال اختلاف هو تفوق ثقافة البلد المضیف، وهی مشاعر الارتباک والقلق والانفصال والعزلة والوحدة والیأس التی ترافق الفرد فی زیارته لبلد مختلف ثقافیًا عن بلده ^([39])، مما یتطلب وجود تهیئة للمبتعثین الذین یتجهون للدراسة بالخارج ، ویحتاجون إلى تدریب على اللغة وثقافة البلد المضیف، مما یسهم فی تطویر مهاراتهم وإکسابهم الکثیر من الخبرات ویقلل من شعوره بالصدمة الثقافیة^([40]) ، وهی مشاعر الارتباک والقلق والانفصال والعزلة والوحدة والیأس التی تلازم المبتعث عند إقامته أو زیارته لبلد مختلفة ثقافیًا عن بلده، ویرى المتخصصون أن هؤلاء المقیمین فی البلد المضیف، صدمتهم الثقافیة تحدث عند عودتهم لوطنهم وثقافتهم الأم بعد بقائهم لفترة ممتدة بالخارج . ^([41])

فیمر المبتعث بسلسلة من المراحل کما یتضح فی الشکل التالی :^([42])

دورة المواء مة والتکیف بین الثقافات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراحل التى یمر بها المبتعث

 

ومن الشکل السابق یتضح أن المبتعث المغادر لوطنه یمر بعدة مراحل ، وکما یتضح فیما یلی :

• سحر الوصول Arrival Fascination:

فی البدایة یشعر المبتعث أنه فی قمة الحماسة والسحر بالتجربة الجدیدة بالمجتمع المختلف ثقافیًا عن مجتمعه الأصلی/الأم.

• الصدمة الثقافیة الأولى Initial Culture Shock:

ویقصد بها حالة الشعور بالارتباک ، التى یعانی منها المبتعث – الدارس الدولی – عندما یتعرض لثقافة غیر مألوفة وطریقة للحیاة ، أو مجموعة من المواقف غیر المعتادة .^([43]) وخلالها نجد أن مرحلة الحماسة تحولت سریعًا إلى مرحلة من الصدمة فی مجتمع جدید ومختلف تمامًا من حیث السکن والنقل والغذاء واللغة وتکوین الصداقات، وقد یسبب ذلک شعور المبتعث بالاکتئاب والغضب ودائمًا ما یتساءل "لماذا جئت إلى هنا".

• التکیف الظاهری  Adjustment :

تبدأ خلالها مرحلة جدیدة، وهی مرحلة تعدیل فی شخصیة المبتعث ومهاراته وقدراته وبناء الثقة بالنفس وتعلیم المهارات اللغویة المرتبطة بالمجتمع الجدید.

• العزلة الفکریة Mental Isolation:

ویبدأ خلالها المبتعث مرحلة جدیدة فی المجتمع الجدید وهی شعوره بالإحباط والعزلة لعدم وجود أسرته وعائلته وأصدقاؤه ولغته الأم.

• القبول/ الاندماج Acceptance/ Integration:

وأخیرًا یصل المبتعث إلى مرحلة الاندماج مع المجتمع ومع لغة المجتمع الجدید والشعور بالسعادة.

ومما سبق یتبین أن المبتعث فی حاجة إلى التهیئة اللازمة للاستعداد لمغادرة الوطن (الأهل – الأصدقاء ...)، وکذلک هو فی حاجة للتوجیه عند الوصول والاستقرار فی البلد المضیف.

وتشیر إحدى الدراسات إلى أهمیة مساعدة المبتعث على التنقل بین هذه المراحل بنجاح واکتساب مهارات کثیرة والتکیف مع المجتمع المضیف له، وأنه من المفید فی ذلک عقد لقاءات بینه وبین آخرین مروا بنفس الخبرة لتبادل الخبرات، کذلک العمل على تطویر المعرفة وتنمیة مهاراته اللغویة والاجتماعیةکما أکدت دراسة أخرى على أهمیة مساعدة المبتعث على التنقل بین هذه المراحل بنجاح واکتساب مهارات کثیرة والتکیف مع المجتمع المضیف له، وأنه من المفید فی ذلک عقد لقاءات بینه وبین آخرین مروا بنفس الخبرة لتبادل الخبرات .^([44])

ومن جانب آخر العمل على تطویر المعرفة وتنمیة مهاراته اللغویة والاجتماعیة وبما یدعم امتلاکه لثقافة الحوار Culture of Dialogue وهی مجموعة قواعد ومبادئ فکریة، ومعاییر سلوکیة یؤمن بها الأفراد حین یتعاملون مع بعضهم البعض ، وهی فکر تحلیلی قادر على المناقشة والتفاهم والاستناد إلى العقل والبعد عن العنصریة والتعصب ، والبعد عن الانغلاق والاستعلاء والاستخفاف بالآخرین ، باعتبارهم أصحاب حق فی طرح رؤیة فکریة وموقف وتجربة وخبرة . ^([45])

وإضافة لما سبق، ربما تتأکد أهمیة التهیئة للمبتعث والحرص علیها لعدم تعرضه للعزلة الاجتماعیة Social Isolation وهی الرغبة فی الابتعاد عن الآخرین والاستمتاع بالجلوس منعزلًا عنهم مع صعوبة التودد إلیهم ، وصعوبة التمسک بهم ، إلى جانب الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس ، وبالعجز عن الدخول فی علاقات اجتماعیة مع غیره ، کما تشیر إلى وعی الفرد وإدراکه لذاته بأنه غیر قادر على إقامة تواصل اجتماعی مع الآخرین نتیجة تقطع الروابط الاجتماعیة التی تربطه بهم وجدانًا ومشارکة ومن مظاهرها النقص فی عدد العلاقات الاجتماعیة وکیفها والانزواء والابتعاد عن الآخرین . ^([46])

وفی مقابل حالة العزلة الاجتماعیة التی قد یمر بها الفرد خارج وطنه وإقامته فی بلد آخر مضیف، أنه قد یواجه فی البلد المضیف أفرادًا آخرین یعانون من فوبیا الأجانب Xenophobia، فیحملون اتجاهات سلبیة نحو الأجانب تظهر فی شکل ممارسات سلبیة، تحمل معانی العداء والکره لکل أجنبی .^([47])

 

ثالثًا - أنماط تهیئة المبتعثین للخارج :

تتنوع أنماط تهیئة المبتعثین للخارج ^([48]) وفیما یلی یتناول البحث لنمطین منها: أحدهما دولی والآخر جامعی.

1-  مبادرة جیل یدرس بالخارج – معهد التعلیم الدولی بالولایات المتحدة الأمریکیة Generation study Abroad: Opening Minds to the world.

ربما أصبح من المسلم به أن من أهم ما یمیز القرن الحادی والعشرین، هو الخبرات الدولیة التی یتم تبادلها من خلال الدراسة بالخارج، والتی أصبحت من متطلبات الألفیة الثالثة، التی یعد من متطلباتها أن یکون هناک جیل یفکر بطریقة عالمیة، وبأفق واسع، ویعمل فی نطاق عالمی متنوع ثقافیًا، وخاصة فی ظل وجود التکنولوجیا التی أتاحت الانفتاح على العالم . ^([49])

وقد تم تأسیس المعهد عام 1919، لیتولى تعزیز التبادل الدولی وتحقیق أهدافه، والعمل على تطویر وإدارة برامج التبادل والتی تتم بین الولایات المتحدة الأمریکیة ومائة وأربعین (140) دولة تقریبًا حول العالم، وتضم: طلاب – طلاب منح دراسیة قصیرة – متدربین – معلمین – أساتذة جامعات – باحثین – ومتخصصین، کما یعمل کمؤسسة لتبادل المعلومات المتعلقة بجمیع جوانب التعلیم الدولی . ^([50])

ویعد معهد التعلیم الدولی Institute of International Education (IIE) منظمة خاصة غیر هادفة للربح، ویعد الرائد عالمیًا فی تبادل الناس والأفکار، منذ ما یقرب من (100) مئة عام، وهو یعمل من أجل زیادة الفرص المتاحة للأمریکان للدراسة بالخارج - عبر الحدود وفی إطار برامج التبادل التعلیمی – وبتأیید ودعم الحکومة الأمریکیة اعتقادًا:"أن السلام والازدهار فی القرن الحادی والعشرین یعتمد على زیادة قدرة الناس على التفکیر والعمل على أساس عالمی ومتعدد الثقافات، کما تفتح التکنولوجیا الحدود، التبادلات التعلیمیة والمهنیة تفتح العقول" . ^([51])

ولعله من الجدیر بالذکر أن الاهتمام بتعزیز التفاهم المتبادل بین شعب الولایات المتحدة وشعوب البلدان الأخرى یمتد منذ بدایات القرن العشرین، وتوج هذا الاهتمام بوجود تنظیمات ومؤسسات ترعى ذلک مثل مکتب الدولة للشئون التعلیمیة والثقافیة "إیکا" U.S. Department of State's Bureau of Educational and Cultural Affairs (ECA) منذ أکثر من (50) خمسین عامًا، وما صاحبه من إصدار التشریعات المعززة لذلک مثل قانون التبادل الثقافی لعام 1961، والذی نص على أهمیة إقامة علاقات ودیة وسلمیة، بین شعب الولایات المتحدة وشعوب البلدان الأخرى ومن خلال تعزیز جهود وبرامج التعلیم المتبادل . ^([52])

ومبادرة جیل یدرس بالخارج ، أطلقت فی عام 2014 ، من معهد التعلیم الدولی (IIE) ، لتعبئة الموارد والالتزامات والمشارکات من خلال جذب أصحاب العمل والحکومات والجمعیات وغیرها معًا للبناء على أفضل الممارسات الحالیة ، وإیجاد طرق جدیدة لزیادة فرص الدراسة فی الخارج ، ومضاعفة عدد الطلاب الأمریکیین الذین یدرسون فی الخارج بحلول نهایة العقد ، فیعمل على تقدیم العدید من الزمالات Fellowship ، والبعثات scholarship وکذلک الجوائز الدراسیة [53]^{)  .} Awards⁾

واعتبارًا من خریف عام 2016 ، انضم أکثر من (700) سبعمائة شریک إلى المبادرة ، والتزموا باتخاذ إجراءات محددة وقابلة للقیاس من شأنها أن تساعد فی تحقیق هذا الهدف ، وهم (408) کلیة وجامعة أمریکیة من 48 ولایة ، و189 جامعة دولیة ومنظمة من (50) خمسین بلدًا، (23) مؤسسة تعلیمیة من مؤسسات التعلیم قبل الجامعی، و(100) منظمة من منظمات المجتمع المدنی، و(18) ثمانیة عشر شریکًا من الشرکاء الدولیین ووزراء الخارجیة الأمریکیة، ومکتب الشئون التعلیمیة والثقافیة . ^([54])

ومما سبق یتبین أن معهد التعلیم الدولی (IIE) یقوم بدور الوسیط ، الذی یتولى تنظیم الفرص لتبادل الأفکار والخبرات للأفراد بین دول العالم ، کما أنه یتولى حشد المشارکات وتدبیر الموارد اللازمة للقیام بدوره ، وتتنوع هذه المشارکات لتضم: حکومات ، وهیئات ، وجامعات ، وشرکات ، ومکتب التربیة الدولی وغیرها ، وذلک بغیة انتشار التعلیم بالخارج ، وأن الولایات المتحدة الأمریکیة تعد الرائدة فی هذا المجال.

کما یقوم المعهد بدور الراعی "الکفیل" لتأشیرة تبادل الزیارات ، کما یتولى إجراء الاتصالات بین الزائر والمشرف فی أوقات مختلفة ولمتابعة الدراسة وذلک عن طریق التقاریر التی تقدم من الطالب والمشرف. وفی إطار المبادرة یتم إصدار کتیبات تعریفیة للزائرین وحسب برنامج التبادل Exchange Visitor Program Handbook بتقدیم کافة المعلومات التی قد یحتاجها الزائر بدءًا من قبل مغادرته لوطنه والمتطلبات اللازمة قبل قدومه إلى الولایات المتحدة .^([55])

إیمانًا من المعهد ووفق رؤیته ورسالته أن من المهم تهیئة المبتعثین قبل السفر للخارج فمن المهم تحفیزهم وتهیئتهم لیکونوا مواطنین عالمیین، ویکتسبوا الکثیر من الخبرات العالمیة للتواصل مع العالم ومع الثقافات المتنوعة على نطاق العالم ککل ولتحقیق ذلک حدد المعهد ثلاث من العقبات التی من الضروری التغلب علیها وهی: (التکالیف – المنهج – الثقافة)، ویتولى تقدیم التدریب للطلاب والمبتعثین، ویعقد ندوات تثقیفیة وإرشادیة عن الدراسة فی الخارج ، بالإضافة إلى إتاحة الدخول على مواقع الإنترنت التی تتیح التعرف على الدراسة بالخارج واکتساب کافة المعلومات عن ذلک وإقامة المعسکرات لإزالة الحواجز بین الثقافات المختلفة، وکذلک تأهیل أعضاء هیئة التدریس والتأکد من تحقیق الجودة المطلوبة . ^([56])

 

2-  کلیة التربیة – جامعة کامبریدج The Faculty of Education – Cambridge University:

تعد کلیة التربیة – جامعة کامبریدج واحدة من أکبر المجتمعات التعلیمیة للباحثین والمعلمین الدارسین فی المملکة المتحدة، مما انعکس على الالتزامات الإستراتیجیة لجامعة کامبریدج، فی الاستمرار فی المشارکة فی تحقیق التمیز فی کل مراحل التعلیم العام، على المستوى المحلی - القومی والدولی وتحقیق أعلى المعاییر فی التدریس والبحث، والتی من شأنها أن تسهم فی تطویر وتحسین السیاسیة التعلیمیة وتطبیقاتها، وذلک بالشراکة مع المدارس والکلیات، والمؤسسات التعلیمیة الأخرى agencies على مستوى المملکة المتحدة وکذا المستوى الدولی .^([57])

وتنفرد جامعة کامبریدج بالمملکة المتحدة، بتقدیم الدعم والتهیئة للطلاب الدولیین القادمین إلیها Pre-arrival Orientation، وکذا البریطانیین المغادرین لها، فتتولى تهیئتهم قبل المغادرة إلى البلد المضیف؛ وذلک نظرًا لأن جمیعهم – الطلاب الدولیین – یمرون بتجربة مشترکة تتمثل فی الحنین للوطن home sickness ^{. ([58])}

ویتاح لعضو هیئة التدریس الزائر لکلیة التربیة بجامعة کامبریدج الاتصال والتواصل مع أحد أعضاء هیئة التدریس بها، الذی یتولى استضافة الزائر وإرشاده .^([59])

فهی بذلک تلعب دورًا مزدوجًا کمستقبل للطلاب الدولیین فتقوم بدور الجامعة المضیفة، وفی ذات الوقت هی الجامعة الأم داخل الوطن للطلاب البریطانیین الذین یفدون للجامعة مغادرین منازلهم لأول مرة ، وکلاهما – الطلاب الأجانب القادمون من الخارج، والطلاب المحلیون – یمران بمرحلة الانتقال من ثقافة البلد الأم إلى ثقافة جدیدة وإن اختلفت وتفاوتت درجات التفاعل الثقافی سلبًا أو إیجابًا.

ویشیر ما سبق إلى أن الدراسة فی الخارج تعد فرصة لتکوین صداقات جدیدة تتیح إمکانیة توسیع المعرفة الأکادیمیة وإکساب الطلاب الدولیین اتجاهًا إیجابیًا من العالمیة. وأن هؤلاء الطلاب یعانون من مجموعة من المشاعر والأعراض المرتبطة بالحنین للوطن Homesickness والتی یمکن أن تظهر فی صورة "تعب – إجهاد – نقص الطاقة – الشعور بالإحباط أو القلق – الشعور بالوحدة". ومن جانب آخر یعانی القادمون من خلفیات ثقافیة مغایرة لثقافة البلد المضیف مما یعرف بالصدمة الثقافیة وخاصة فی حال تفوق ثقافة البلد المضیف على ثقافة الوطن.

       ویزخر الحرم الجامعی بتنوع ثقافی واسع المدى بین الطلاب الزائرین من الأکادیمیین ذوی خلفیات ثقافیة ودینیة مختلفة، مما دعا الجامعة إلى توفیر آلیات لدعم وتهیئة طلابها وزائریها تتمثل فی :^([60])

1)     خدمة الاستشارات Counseling Service:

حیث یوفر فریق من أعضاء هیئة التدریس المؤهلین مهنیًا ذوی خبرة وعلى علم ودرایة بالصعوبات التی یمکن أن یواجهها الزائرون الدولیون، ویطلب من جمیع الطلاب الاتصال بالمستشار الجامعی، والذی یقوم بتقدیم المساعدة والدعم فی سریة، وبما یساعده على التکیف والمواءمة مع الثقافات المختلفة والمغایرة لثقافته.

2)     إصدار کتیب/ أدلة:

تشتمل هذه الکتیبات على المعلومات والإرشادات التی یمکن أن یحتاجها الزائر الدولی.

    وفی ضوء العرض السابق والذی تناول نموذجین تطبیقیین وهما على التوالی: مبادرة جیل یدرس بالخارج والتی یطرحها معهد التعلیم الدولی (IIE) بالولایات المتحدة الأمریکیة وکلیة التربیة – جامعة کامبریدج بالمملکة المتحدة ، وتبین الاهتمام الذی تولیه کلا الدولتین بتهیئة الطالب الدولی للسفر للخارج وأثناء التواجد بالخارج وعند العودة، باعتبار أن التهیئة عملیة متصلة قبل مغادرة الوطن – وأثناء التواجد بالخارج – وعند العودة والرجوع للوطن، وذلک للدارس المنتمی

إلیهما، وذلک ضمان لثروتهما البشریة، وهو الفکر الذی تعمل فی ظله المؤسسات والجامعات الرائدة على مستوى العالم المعاصر، وفیما یلی یطرح البحث خبراته التطبیقیة.

القسم الثالث : تهیئة المبتعثین للخارج بکلیة التربیة جامعة عین شمس بجمهوریة مصر العربیة : دراسة وصفیة تحلیلیة .

تستهدف إستراتیجیة العلوم والتکنولوجیا والابتکار لمصر 2030 إلى تعظیم الاستفادة من الإمکانات البشریة والمادیة التی تمتلکها الجامعة والمؤسسات البحثیة المختلفة للارتقاء بمنظومة البحث العلمی بها، واستثمار نتائجه على الصعیدین المحلی والعالمی، ومن ثم تحقیق الریادة المصریة فی البحث العلمی ومن خلال الاستثمار فی العقل البشری. ^([61])

وقد قامت الإستراتیجیة على رؤیة ترجمت فی رسالة، کما یتضح فیما یلی : ^([62])

الرؤیة:

" نحو مجتمع علمی مصری یعتمد فی البناء والتنمیة على أجیال دائمة التعلم، تنتج المعرفة وتستخدمها لتقدیم حلول علمیة عملیة لمشکلات المجتمع، محفزة لاقتصاد مبنی على المعرفة ومطورة لها فی إطار منظومة داعمة للابتکار".

الرسالة:

" تهیئة بیئة مشجعة للعلوم والتکنولوجیا والابتکار قادرة على إنتاج المعرفة وتسویقها بکفاءة وفعالیة وقادرة على المنافسة العلمیة المبنیة على التمیز، لزیادة معدل نمو الاقتصاد الوطنی وتحقیق تنمیة مستدامة ترتقی بالمجتمع وجودة حیاة الإنسان".

وقد حددت استراتیجیة التنمیة المستدامة 2030 التى أطلقتها وزارة الاستثمار والتعاون الدولى ، المجالات الملحة التى تتطلب الاصلاح، وخصصت لذلک موارد مالیة قیمتها 1.8 ملیار دولار أمریکى من خلال (30) مشروع ، وذلک دعما للتعلیم بمستوایاته المختلفة ، وفیما یتعلق بالتعلیم الجامعى والبحوث ، فتعمل المشروعات على تعزیز الشراکات مع الجامعات الدولیة . ^([63])

و أشارت إحدى الدراسات إلى أن الابتعاث والتبادل العلمی وأنماطه المختلفة أحد العوامل المؤثرة على الإنتاجیة العلمیة لأعضاء هیئة التدریس بالجامعات المصریة، وذلک من خلال إتاحتها الفرصة لتبادل المعرفة والخبرات بین أعضاء هیئة التدریس بالجامعات المختلفة سواء کان ذلک على المستوى المحلی أو الدولی، ومن ثم فهی تسهم فی تطویرهم وتنمیتهم بشکل فعال .^([64])

وانطلاقًا مما سبق تعد کلیة تربیة جامعة عین شمس من أهم المؤسسات المشارکة فى تحقیق ذلک من مشارکتها فى إعداد القوى البشریة اللازمة ، وفیما یلی یتناول البحث کلیة التربیة من حیث:

 

 

1 - النشأة:

مرت نشأة کلیة التربیة بعدة مراحل، بدایة من عام 1929م، أنشئ معهد التربیة العالی للمعلمین؛ بغرض إعداد المعلمین لمدارس التعلیم العام، والعمل على أن یکون المعهد مرکزًا للبحث العلمی فی مسائل التربیة والتعلیم. وفی سبتمبر من عام 1956م، صدر قانون خاص بتنظیم الجامعات المصریة، ثم صدر فی نفس الشهر قرار جمهوری ینص على "أن تکون کلیة التربیة إحدى الکلیات التابعة لجامعة عین شمس". وفی نهایة عام 1970م، تم ضم المعهد العالی للمعلمین إلى کلیة التربیة بجامعة عین شمس . ^([65])

وتحددت – منذ ذلک الوقت – مهام الکلیة فی إعداد وتأهیل الطلاب لممارسة مهنة التعلیم، وذلک لحملة الثانویة العامة (النظام التکاملی)، ولخریجی الجامعات ومن فی مستواهم (النظام التتابعی)، ولإعداد الإخصائیین والقادة فی النواحی المختلفة لهذه المهنة، مع الاهتمام بإجراء البحوث العلمیة فی مسائل التربیة والتعلیم، ونشر نتائج تلک البحوث، إلى جانب تجدید الفکر وترقیة الثقافة .  ^([66])

2 – الرؤیة:

وتمثلت رؤیة الکلیة فی أن تصبح الکلیة ذات میزة تنافسیة فی برامجها التعلیمیة وممارستها البحثیة وخدماتها المجتمعیة والتنمویة، ومرکزًا رائدًا للمعرفة والخبرة التربویة محلیًا وإقلیمیًا وعالمیًا . ^([67])

3 – الرسالة:

 أما عن رسالتها فقد تحددت فی تقدیم برامج مخصصة للإعداد والتأهیل المتمیز للمعلمین والکوادر التربویة وتمکینهم من إنتاج المعرفة والبحوث العلمیة التی تسهم فی تلبیة احتیاجات سوق العمل المتجددة وفی حل مشکلات المجتمع وبناء اقتصاد المعرفة، وتقدیم خدمات تربویة وتنمویة للمجتمع فی ظل بیئة مؤسسیة محفزة للتعلم والتمکین التکنولوجی والإبداع فی إطار من القیم الأخلاقیة، وفی ضوء المعاییر القومیة والعالمیة . ^([68])

وقد تحددت الغایات الإستراتیجیة وأهدافها فى عدة أبعاد فیما یلی یعرض البحث لبعض منها : ^([69])

الغایة الأولى: تطویر منظومة الدراسات العلیا والبحث العلمی:

الأهداف الإستراتیجیة:

1)     تفعیل آلیات لجذب الطلاب الوافدین لمرحلة الدراسات العلیا.

2)     التوسع فی البرامج الدراسیة مشترکة مع مؤسسات عربیة وعالمیة.

3)     تطویر سیاسات وآلیات متابعة الخریجین ودعمهم.

4)     عقد المزید من الشراکات مع الجهات البحثیة والأکادیمیة لدعم إجراء المزید من البحوث التطبیقیة والبیئیة.

5)     تنمیة الطاقات البحثیة ودعمها بمختلف الوسائل.

6)     التوسع فی دعم النشر الدولی.

 

الغایة الثانیة: تطویر الأداء الإستراتیجی للموارد البشریة:

الأهداف الإستراتیجیة:

1)     تطویر الأداء الإداری.

2)     زیادة تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم.

  الغایة الثالثة: تطویر منظومة الدراسات العلیا والبحث العلمی ویعد من أهم أهدافها الإستراتیجیة:

• تفعیل آلیات لجذب الطلاب الوافدین لمرحلة الدراسات العلیا.
• التوسع فی البرامج الدراسیة المشترکة مع مؤسسات عربیة وعالمیة.

وکذلک الغایة الخامسة: تطویر الأداء الإستراتیجی للموارد البشریة.

ومن بین أهم أهدافها الإستراتیجیة:

• زیادة تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم.

ویتضح مما سبق اهتمام کلیة التربیة بجامعة عین شمس بمد أفق التعاون عربیًا وعالمیًا، ومد جسور التعاون العربی والعالمی باستقبال الطلاب الوافدین إلیها، ومن جانب آخر الاهتمام بزیادة تنمیة قدرات أعضاء هیئة التدریس ومعاونیهم، وبما یحقق أهدافها وغایاتها الإستراتیجیة.

4       - الجهات والتنظیمات الداعمة :

تتعدد الجهات والتنظیمات الداعمة للکلیة لتتضمن ما یلی:

  (1)   مکتب الاتصال والتعاون الدولی – کلیة التربیة بجامع عین شمس:

International Relations & Cooperation Office (IRCO)

  یعتبر مکتب الاتصال والتعاون الدولی – کلیة التربیة بجامع عین شمس أحد التنظیمات المعنیة والداعمة لجهود التعاون والتبادل الدولى ، وقد أنشئ المکتب بموافقة مجلس الجامعة فی ینایر 2013 وقد انطلقت فکرة إنشاء المکتب من عدة قناعات لدى الکلیة، منها:

-        أهمیة بناء شراکات وتحالفات ومد جسور التواصل مع الجامعات الإقلیمیة والدولیة، لتحقیق أفضل استفادة ممکنة منها فی تطویر أداء المعلم.

-        أهمیة توافر آلیة تساعد على إظهار الصورة اللائقة للکلیة على المستویات الإقلیمیة والدولیة.

-        أهمیة وجودة آلیة تساعد الکلیة وما تتضمنه من وحدات ذات طابع خاص فی الإعلام والتسویق لخدماتها على المستوى الإقلیمی والدولی.

-        أهمیة وجود آلیة لتفعیل سیاسات جذب الوافدین للدراسة بالکلیة . ^([70])

وتتبلور رؤیة مکتب التعاون الدولی بکلیة التربیة بجامعة عین شمس فی أن یکون "الأکثر تمیزًا على مستوى کلیات التربیة المصریة والعربیة فی تحقیق التعاون الدولی، وتأهیل الکوادر البشریة على اختلافها للانفتاح على العالم الخارجی فی ظل سیاسات تدویل التعلیم العالی وعولمة المعرفة" . ^([71]) وقد ترجم المکتب رؤیته فی رسالة نصت على "یسعى المکتب إلى تعزیز مسارات التعاون الدولی والاتصال بالجامعات والمنظمات المهتمة بالتعلیم العالی محلیًا وعالمیًا ، وبحث آفاق التعاون معها ، وذلک من خلال برم اتفاقیات لتبادل التعاون العلمی والبحثی والثقافی والتدریبی بما یکفل إتاحة الفرصة لأعضاء هیئة التدریس للتفاعل والتعاون أکادیمیًا وبحثیًا مع العالم وکذلک تنظیم العدید من البرامج التعاونیة مع أبرز الجامعات فى جمیع أنحاء العالم من أجل تعزیز وتطویر مستوى التعلیم والبحث فى جامعة عین شمس . ^([72])

 وتتحدد أهداف مکتب الاتصال والتعاون الدولی : ^([73])

‌أ-      یساهم المکتب فی فتح مجالات التعاون الدولی بین الجامعة وجامعات أجنبیة.

‌ب-  إعداد مذکرات التفاهم والاتفاقیات الدولیة بین الجامعة مع نظائرها مع الجامعات الدولیة ومتابعة تنفیذها.

‌ج-   التنسیق والمتابعة لکافة الإجراءات المتعلقة بشئون الطلاب الوافدین.

‌د-     إدارة ومتابعة برامج شئون کافة الطلاب المعبوثین للخارج من قبل الجامعة. وتنسیق التبادل الطلابی بین الجامعة والجامعات العالمیة.

‌ه-     تقدیم معلومات عن المنح الجدیدة عن طریق مراسلة جمیع أعضاء هیئة التدریس من خلال البرید الإلکترونی وکذلک عن طریق نشرها على موقع الجامعة.

‌و-    تدعیم وتأهیل الحاصلین على المنح (المبتعثین للخارج) عن طریق مساعدتهم فی تفاصیل إدارة المنحة وکذلک فی کتابة التقاریر المطلوبة منهم من الجهات المختصة.

‌ز-    إعداد الدورات التدریبیة المحلیة والخارجیة التی تهدف إلى رفع کفاءة أعضاء هیئة التدریس بالجامعة.

‌ح-   تفعیل استفادة أعضاء هیئة التدریس بالجامعة من الخبرات العلمیة للأساتذة الزائرین.

‌ط-   زیادة حجم المشاریع ذات التخصصات المتعددة وإشراک الأساتذة الباحثین فی هذه المشاریع والذین یرغبون فی تبادل الخبرات.

‌ی-  استحداث وابتکار آلیات للتعاون العلمی مع الجامعات المحلیة والعالمیة

وإیمانًا من المرکز بأهمیة تطویر المهارات الفردیة والجماعیة والإعلاء من شأن الکفایات المهنیة لأعضاء هیئة التدریس والهیئة المعاونة وطلاب المرحلة الجامعیة الأولى فی ضوء المعاییر الدولیة والعالمیة قدم المرکز برنامج متکامل للتأهیل للسفر للخارج من أجل التنمیة المهنیة، وقد حدد المرکز مبررات طرح البرنامج فی : ^([74])

-        أهمیة اکتساب مجموعة من المهارات المهنیة والأکادیمیة والشخصیة واللغویة خاصة من شأنها المساعدة على الاستفادة بالشکل الأمثل من البعثة أو المنحة الدراسیة التی بصدد إتمامها.

-        ضعف المردود والصدى التنموی الناتج من المنح والبعثات المقدمة سابقًا.

-        أهمیة تلک المهارات بشکل خاص على مستوى السفر وبشکل عام على المستوى المهنی.

وتم تنفیذ برنامج تحت اسم " النجاح الدولی فی الإعداد کیت"International Success  Preparation Kit مجموعة الإعداد للنجاح الدولی، وتحدد هدف البرنامج فی أنه: یرتکز هدفه الرئیس فی التأکد من استفادة أعضاء هیئة التدریس والهیئة المعاونة والطلاب الذین هم بصدد السفر لمنحة أو بعثة علمیة والذی من شأنه تطویر کفایتهم المهنیة، مما یعود علیهم بالنفع العلمی وعلى الکلیة بالرقی والعالمیة، وذلک بالتدریب على المهارات التالیة : ^([75])

• استخدام القدر الأساسی من اللغة الثانیة اللازمة للسفر.
• ممارسة المهارات الشخصیة Soft Skills (مهارات العرض، إدارة الوقت، المقابلة، کتابة السیرة الذاتیة، والرسائل الإلکترونیة، ...)
• کیفیة کتابة الوثائق الأکادیمیة المختلفة (الخطاب الشخصی، التقاریر العلمیة، خطاب التوصیة ، ...)
• تحدید الموارد والخدمات اللازمة والضروریة للسفر وأثنائه (التأشیرات، التأمینات، أماکن السفارات، ...)
• التعرف على بروتوکولات الأمان أثناء السفر (طلب المساعدة، السفر فی مجموعات، خدمات الطوارئ، ...)
• کیفیة تقییم واستخدام الموارد المتاحة للدراسة (مختبرات، مکتبات، دور نشر، ... )
• تقبل الثقافات المختلفة وکیفیة التعامل معها بطریقة مهنیة.
• التدریب على المواقف الحیاتیة والیومیة التی سیتعرضون لأغلبها أثناء السفر (فی المطار، تحویل العملات، وسائل النقل، التسوق،...)

وتحددت عدد ساعات البرنامج فی (58) ساعة، وتحدد الفئة المستهدفة فی (أعضاء هیئة التدریس، الهیئة المعاونة، طلاب الدراسات العلیا، طلاب المرحلة الجامعیة الأولى).

ویحتوی البرنامج على (7) سبع دورات تدریبیة مختلفة.

1. مدخل للغة الأجنبیة (وتمتد 16 ساعة).
2. المهارات الشخصیة Soft Skills (8 ساعات).
3. متطلبات الکتابة الفنیة (وتمتد 6 ساعات).
4. متطلبات الکتابة الأکادیمیة (وتمتد 6 ساعات).
5. سلامة السفروالعافیة Travel Safety and Wellness (وتمتد 5 ساعات).
6. الموارد والخدمات  الأکادیمیة Academic Resources and Services (وتمتد ثلاث ساعات).
7. Culture (وتمتد 4 ساعات)^.

وتتعدد أنشطة المکتب لتشمل عدة فاعلیات : ^([76])

            تتمثل الفاعلیات التى یعقدها المرکز فی: ورش عمل ، وندوات تعریفیة ، وتفعیل اتفاقیات وبروتوکولات ، ومن بینها: 

أولًا: الندوات التعریفیة وورش العمل:

ندوة تعریفیة عن کیفیة الحصول على منح وبعثات خارجیة مقدمة من صندوق

 العلوم والتنمیة التکنولوجیة STDF))  Science and Technological Development Fund       

-        ندوة تعریفیة عن البرامج والمنح المقدمة من هیئة الفولبرایت الأمریکیة Fulbright.

-        ندوة تعریفیة عن المنح الدراسیة الأمریکیة المقدمة من هیئة الأمدیست Amideast.

-        ندوة تعریفیة عن البرامج والمشروعات والمنح المقدمة من مکتب الاتحاد الأوروبی للتعلیم العالی Erasmus +.

-        ندوة تعریفیة بعنوان کیفیة التقدم والمنافسة للحصول على المنح الدراسیة بالخارج.

-        ندوة تعریفیة عن مکاتب دعم الابتکار ونقل التسویق التکنولوجی بجامعة عین شمس.

-        ندوة تعریفیة عن المنح الدراسیة الألمانیة المقدمة من الـ DAAD منحة الـ GERSS GERLS.

-        ندوة تعریفیة عن المنح الدراسیة البریطانیة المقدمة من السفارة البریطانیة CHEVNING Newton Mesharfa.

-        ندوة تعریفیة عن المنح المقدمة من الکلیة لأعضاء هیئة التدریس والهیئة المعاونة للسفر للدراسة بالخارج لمدة ثلاثة شهور.

-        ورش عمل مقدمة من الامدیست:

 دارت حول عدة موضوعات مثل معلومات عن کیفیة التقدیم للمنح ، وکیفیة کتابة السیرة     الذاتیة C.V. Writing

-        ورشة عمل مقدمة من الهیئة الألمانیة للتبادل العلمی DAAD بعنوان الکتابة الأکادیمیة: کیف تعرض ورقة علمیة .

-        ورشة عمل مقدمة من الهیئة الألمانیة للتبادل العلمی DAAD بعنوان: کیفیة صیاغة مناظرة وبنائها .

-        ورشة عمل مقمة من الهیئة الألمانیة للتبادل العلمی DAAD بعنوان:  "بناء الفریق من أجل أعضاء الفریق ".

-        ورشة عمل بعنوان "اخطف حلمک" حول کیفیة التقدم والالتحاق بالمنح الدولیة.

 إضافة لما سبق إعداد برنامج تدریبی متخصص لتأهیل وإعداد کل من یرغب فی السفر للدراسة بالخارج وتأهیله للحصول على هذه المنح.

ثانیًا: الاتفاقات والبروتوکولات :

1. إعداد بروتوکول تعاون مع أکادیمیة DAAD Kairo Akademie الهیئة الألمانیة للتبادل العلمی والأکادیمی.
2. إعداد بروتوکول تعاون مع هیئة الفولبرایت الأمریکیة لتقدیم منحة للأساتذة الأمریکیین تتولى دعمها مادیًا هیئة الولبرایت وذلک لإرسال أساتذة من الجامعات الأمریکیة للتدریس بالکلیة لمدة تتراوح بین (6 أشهر إلى 9 أشهر).

ثالثًا: تفعیل الاتفاقیات:

• تفعیل اتفاقیة الجامعة مع جامعة دیبرزن بالمجر بابتعاث (5) من المدرسین  من أعضاء هیئة التدریس بالأقسام العلمیة للدراسة لمدة خمسة شهور بالمجر.

    وجدیر بالذکر أنه تم تفعیل اتفاقیة الجامعة مع جامعة جزیرة الأمیر إدوارد بکندا بابتعاث عدد 20 من المعیدین والمدرسین المساعدین للدراسة لمدة ثلاثة شهور بکندا ،  بدعم من مؤسسة مصر الخیر. وذلک بالتعاون مع مؤسسة مصر الخیر، وهی مؤسسة أهلیة غیر هادفة للربح، تعمل من أجل تنمیة الإنسان فی خمس مجالات أساسیة (التعلیم والصحة والتکافل الاجتماعی والبحث العلمی ومناحی الحیاة) . ^{( ([77]}

       و اضافة لما سبق ، یصدر عن الکلیة دلیل واحد یطرح للطلاب سواء أکان طالبًا فی المرحلة الجامعیة الأولى أو طالب الدراسات العلیا ، وهم المعنیون بدلیل الطالب – الدراسات العلیا بکلیة التربیة جامعة عین شمس ، ویهدف إلى تعریف الطالب بالکلیة من جوانب متعددة : نبذة عن الکلیة تتضمن : نبذة عن تاریخها ، رؤیتها ورسالتها المبادئ والقیم الحکمة لأنشطة الکلیة ، التعریف الوحدات الإداریة – أقسام الکلیة – الدرجات العلمیة التى تمنحها الکلیة – خطط الدراسة – والمقررات ، وبعض المعلومات التى تهم الطالب  کإجراءت استخراج  الکارنیة ، والشهادات – والعقوبات التأدیبیة . وأخیرًا طرق الاتصال بالکلیة. ^([78])

     ویلاحظ فى هذا الدلیل أنه مجرد دلیل تعریفى یتضمن بعض المعلومات عن الکلیة وبصورة مختصرة ، دون ذکر أیة معلومات تفید الطلاب المبتعثین للخارج  بشکل خاص.

مما سبق یتبین أنه تتعدد وتتنوع أنشطة مکتب الاتصال والتعاون الدولی بکلیة التربیة جامعة عین شمس، لتشمل عدد مجالات ندوات تعریفیة وورش عمل، اتفاقیات وبروتوکولات، وأن من جملة هذه الأنشطة ، قام المکتب بإعداد برنامج تدریبی متخصص لتأهیل وإعداد کل من یرغب فی السفر للدراسة بالخارج وتأهیله للحصول على هذه المنح، سواء أکان بالإعلان عن هذه المنح أو إقامة ندوات ودورات تعریفیة بکیفیة الحصول علیها، کما اتضح من استقراء ما سبق أن المرکز یعد حدیث النشأة - ینایر 2013- وأن معظم أنشطته إما هی الأولى فى التنفیذ ، وإما أنها فى طور الإعداد أو أنها اتفاقات معقودة بالفعل ویسعى المرکز إلى إعادة تفعیلها ، وذلک على الرغم من ضعف المردود والصدى التنموی الناتج من المنح والبعثات المقدمة سابقًا وکما أشار المرکز بذلک فیما طرح من مبررات فى برنامجه للتأهیل للسفر للخارج من أجل التنمیة المهنیة ، بالإضافة إلى أن التواصل مع المبتعثین أوالموفدین بالخارج لم یتم الإشارة إلیه فى أنشطه المکتب جمیعها.

(2)  التنظیمات والجهات الداعمة من خارج الکلیة:

     یعتبر من أبرز الجهات الراعیة والداعمة من خارج الکلیة  هیئة الأمدیست Amideast، الهیئة الألمانیة للتبادل العلمی والأکادیمی "DAAD" صندوق العلوم والتنمیة التکنولوجیة STDF – هیئة الفولبرایت Fulbright – الاتحاد الأوروبی – السفارة البریطانیة هیئة JICA الیابانیة وهیئة EJEP – مؤسسة مصر الخیر. ^([79])

القوى والعوامل الثقافیة:

      تعتبر مصر من البلدان التى تتمتع بخصائص متمیزة ومتفردة ، ف